البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : الشجرة ذات الأكمام الحاوية لأصول الأنغام    كن أول من يقيّم
 زهير 
28 - مايو - 2008
مؤلف صغير في فن الموسيقى العربية، ضمنه مؤلفه محاولة شاقة لوضع قوانين، تضبط مقامات الموسيقى. من خلال تجسيدها على شجرة مصورة. وهي بلا شك غير دائرة الألحان المشهورة (انظر سليم الحلو: الموسيقى الشرقية ص203) إلا أني لم أعثر في المخطوطة على صورة الشجرة التي بنى كتابه على توضيحها. ولكن ليس صعبا على الموسيقي المتخصص أن يقوم بإعادة رسم هذه الشجرة حسب تصوير المؤلف لها (ص11 ـ 12) بقوله: (واعلم أن الشجرة حاوية لجميع ما ذكرناه لك من المقامات والشعب، عدا الأوازات، فإنا أفردنا استخراجها على حدة. =إشارة إلى ما ذكره في الباب السادس ص 25= وقد رتبنا تركيب الشجرة ترتيبا طبيعيا، وركبناه تركيبا هندسيا على نظام ما تقدم من تركيب وصف الأنغام، وهو أنا جعلنا الأصول الأربعة أصلا واحدا لفروع الشجرة، وذلك الأصل ممدود على الاستقامة، ثم قسمنا ذلك الأصل بأربعة أقسام، كل قسم مختص بدائرة كبيرة بالنسبة إلى دوائر ذلك الأصل، الذي هي عيونه، لأنا جعلنا تلك العيون لاستخراج الانتقالات على مثال عيون الناي. ثم إنا بدأنا بإنشاء الفروع من أدنى ذلك الأصل المذكور، وأنشأنا فرعي (الرست) المستخرجين كما أعلمناك =إشارة إلى ما فصله، ابتداء من ص 11 السطر الأخير= وجعلنا أحدها يمنة الأصل، وهو (الزنكلاه) والآخر يُسرته وهو (العشاق) وكلاهما مبدؤه من مخرج بردة أصل (الرست) ... ثم فعلنا ببقية الأصول الأربع ما ذكرناه، فعند ذلك كمل وضع المقامات الإثني عشر المقدم ذكرها. ثم بدأنا بإنشاء الشعب التي فرعناها لك، فأنشأنا شعبتي (الرست) وهما (المبرقع) و(البنجكاه) فالمبرقع شعبة تحتانية، والبنجكاه شعبة فوقانية. و(الزنكلاه): شعبتها السفلانية (الجركاه) والفوقانية (العزل). فوصفنا الشعبة الفوقانية متفرعة من أصل فرعها إلى فوق، والسفلانية إلى تحت. وذلك في كل مقام، ما عدا الأصول الأربع، فإن شعبتي كل منها متفرعة إلى تحته على المقابلة، لأن نظام الهندسة والترتيب اقتضى ذلك. فلتعرف الشعبة التحتانية من الأصول فإنها التي عن يمنة الأصل، والفوقانية التي عن يسرته فافهم. ومن كان له ذوق فإنه لا يحتاج إلى تعريف الفوقانية والسفلانية، فوضعنا تعريف الفوقانية والسفلانية في نفس الفرع ليسهل ذلك على المبتدي، وذلك أنا جعلنا في طرف كل فرع من فروع الشجرة دائرة كبيرة، بقدر ضعف عيون تلك الفروع، مكتوب فيها اسم النغمة وتعريفها، وإن كانت من الفروع أم من الشعب. وإن كانت من الشعب: فسفلانية أو فوقانية. وكذلك فعلنا في الأصول كما ستعلم ذلك).
ثم أتبع ذلك بفصل في بيان استخراج الأصول الأربع من الشجرة، وألحقه بفصل في تسمية النغمات الثمان التي تتفرع من تلك الأصول، والتي بها تمام الاثني عشر مقاما، وختم بشرحها الباب الرابع (ص16) وتناول في الباب الخامس استخراج الشعب الناتجة من الفروع المسماة مقامات بالعمل، وعقد فيه فصلا لمعرفة استخراج الشعب الناتجة من بقية المقامات الاثني عشر، مرتبة على الأصول الأربعة، من ص (18 حتى صفحة 22)
(ثم نجد الصفحتين 23، و24) لا علاقة لهما بموضوع الكتاب، ؟ وتشتملان على طائفة من الأحاجي الشعرية، من اختيارات المؤلف.
وفي الصفحة (25) يبدأ الباب السادس (في استخراج الأوازات الست الناتجة من المقامات بالعمل، ومعرفة البحور المشهورة، والإيقاع المسمى ضربا) وأراد بالبحور المشهورة أدوار الإيقاع التي استخدم في شرحها مصطلحات العروض، وهي ثمانية أدوار كما يقول (ص28): (الثقيل الأول، ثم الثقيل الثاني، ثم خفيف الثقيل، ثم الرمل، ثم ثقيل الرمل، ثم الهزج، ثم الفاختي ثم المقلع) قال: (وضرب لها مولانا صفي الدين في كتاب الأدوار مثالا شافيا، وقد ذكره أيضا السيد شرف الدين بن العلا، وبينه وضبطه، وأحسن تفصيله وحله. وهو في العدد والحساب لا يزيد ولا ينقص... وقد اعتمد عليه الناس واعتمدت عليه أنا أيضا، وذلك أنه قال =أي شرف الدين= : (إن الإيقاع ينقسم إلى قسمين: موصل ومفصل، فالموصل ستة ضروب من الثمانية التي ذكرناها، وسيأتي شرحها، وسميت بذلك لأن كلها بثلاث نقرات على أزمنة متماثلة) قال: (واعلم أنه عبر عن الحرف الواحد بنقرة، فعلى هذا كل (تن) بنقرتين: التاء نقرة، والنون نقرة، وذلك خلافا للشيخ صفي الدين فإنه رحمه الله تعالى جعل لكل لفظة نقرة، سببا كانت أو وتدا، فاعلم ذلك) قال: (فالآن أبدأ لك أيها الناظر بصفة أدوار البحور المتقدم ذكرها، فأول ذلك الثقيل الأول، ودوره ستة عشر نقرة، وهو مركب من وتدين مجموعين، وسبب ثقيل ثم سبب خفيف ثم سبب ثقيل ثم سبب خفيف ثم سبب ثقيل، وهي (تَتَنْ تَتَنْ تنَ تنْ تنَ تنْ تنَ) ويمضي هكذا في شرح بحور الإيقاع. قال (ص29): (وأما الأهزاج الست: فهي الهزج المدولب والهزج الطنبوري والهزج المرجل والهزج المحثوث والهزج المشكود والهزج المحصود) ثم فصل أوزان كل منها. ثم قال (ص 30): (اعلم أن النغمات المذكورة اثنان وأربعون نغمة، منها أربعة أصول، وثمانية فروع، وأربعة وعشرون هي الشعب والأوازات. فهذه الاثنان والأربعون نغمة بسايط جميع النغمات الموجودة والمركبة، وما عداها فتراكيب، ومعنى تراكيب هو أن كل نغمة بعدهم =كذا= فهي مركبة من نغمتين من تلك، أو ثلاثة، أو نصف نغمة مع نصف أخرى، أو أكثر من ذلك، وهذا سبب كثرة النغمات، حتى إنها وصلت ثلاثمائة وستين، والأصل في جميعها البسائط المذكورة.
ثم عقد ص(35 سطر6) فصلا =وهو الذي سماه في المقدمة الباب الثامن= في معرفة وجوه اشتراك هذه النغمات، وذيله بجدول للنغمات ص36 وجدول آخر ص 38 في صفة المقامات والأوازات وطبائعها.
وختم الكتاب بقوله: (علقه لنفسه ، ولمن شاء الله تعالى من بعده الفقير إلى ربه، المعترف بخطيئته وذنبه يوسف المغربي، عفا الله عنه ورحم.)
 
تحتفظ مكتبة المتحف البريطاني، بنسختين من الكتاب، تحمل الأولى رقم (35538) والثانية (32773) وتقع في (36) صفحة، وهي حسب ترقيم المخطوطة، (41) صفحة، حيث يبدأ متن الرسالة من الصفحة رقم (3) وينتهي بالصفحة رقم (40) ونجد الصفحتين (23 و24) لا علاقة لهما بالكتاب، كما أسلفنا إذ تضمنتا طائفة من الأحاجي الأدبية، وقد وقع المؤلف في خطأ التدبيج في ذكر محتوايات البابين الخامس والسادس، حيث تجد في (ص16) الباب الخامس هو ما ورد في المقدمة في ترجمة الباب السادس، وكذا الباب السادس (ص25) هو ما ورد في ترجمة الباب الخامس !. وأخطأ أيضا فيما يخص الباب الثامن، حيث جعله الفصل الثاني من الباب السابع، والذي يبدأ (ص35 سطر 6) ونسي تقسيم الكتاب في المقدمة إلى ثمانية أبواب. ولا بد من الإشارة أيضا إلى وقوعه في أخطاء نحوية طفيفة، كاستخدامه ضمير العاقل لغير العاقل. ونراه يصحف أسماء بعض المقامات ، فتجده يسمي مقام (الظرفقند): (الزيروكند) وربما أراد (الزيركولاه) ؟ انظر (الموسيقى الشرقية ص241). وهو يكثر من ذكر مصطلح (الأوازات) ويستخدم مفردها (أواز)في (ص11) ويعرفها (ص12) بأنها (ست نغمات مستخرجة من المقامات، وهي الكردانية والسلمك، والماياه والكوشت، والنوروز، والشهناز).
لم أعثر على طبعة الكتاب الذي صدر عن (الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1983م) بتحقيق عبد الملك خشبة وإدريس فتح الله، كما رأيت في موقع ساراموزيك: http://www.saramusik.org وهو حسب الموقع مجهول المؤلفويستوقفنا في الكتاب ما يمكن الاهتداء به إلى عصر المؤلف، وهو قوله (ص5) : (وإنا لا نرى طائفة من المقاتلين إلا ولها عند حروبها شيء من آلات الأنغام، يجرونها مجرى السلاح في الحرب، كالطبول والنقرات المختلفة الأصوات للترك، والرباب للعرب، والكمانجاه للكرد، والبوقات للإفرنج، وغير ذلك) فمتى اختصت الكرد بالكمانجاه، والفرنج بالبوقات ؟ وقوله: (ص6): (ولقد روينا عن الثقات أنهم حضروا يوما مع الشيخ صفي الدين عبد المؤمن طاب ثراه في بستان بغداد وهو يضرب العود...إلخ) وأراد صفي الدين الأرموي عبد المؤمن بن يوسف (ت 693هـ 1294م) انظر كتابه (الأدوار) نشرة فؤاد سوزكين (فرانكفورت: 1984م) وانظر (صالح المهدي: إيقاعات الموسيقى العربية وأشكالها ص22) و(فتح الله الشرواني المتوفى حوالي سنة 857هـ في كتابه (مجلة في الموسيقى) ص169 حتى 187 حيث تجد بحثا مسهبا عن دوائر الإيقاع. ويبدو أن مؤلف كتابنا هذا لم يطلع على كتاب الشرواني
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
يوسف المغربي    كن أول من يقيّم
 
ربما كان (يوسف المغربي)  اناسخ الكتاب هو نفسه مؤلف الكتاب، فإن عبارة (علقه لنفسه) تحتمل معنى النسخ والتأليف، وقد بحثت في معظم كتب الموسيقى، فلم أقف على ذكر للكتاب ولا ليوسف المغربي هذا.
والاحتمال ضعيف أن يكون هو نفسه (يوسف المغربي) صديق الشهاب الخفاجي الذي  ترجم له المحبي في (خلاصة الأثر: نشرة الوراق ص 1243) وسماه يوسف بن زكريا المغربي، وترجم له الزركلي في الأعلام، ولم يذكر الشجرة في مؤلفاته. قال المحبي: وكانت وفاته بمصر يوم الأربعاء ثامن عشر ذي القعدة سنة تسع عشرة بعد الألف ورثاه النور الأجهوري بقوله:
رحـم الله الـمـعنى يوسفاً كان زهراً في رياض الأدب
فسقاه  الموت كاسات iiالردى فـبكى الشرق لفقد iiالمغرب
*زهير
28 - مايو - 2008
مقدمة الكتاب    كن أول من يقيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم،  وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
سبحان من أبدع وأودع في الأنغام أسراراً خفية، وأجرى على قلوب من شاء تحقيق مبانيها الأصلية، وغرس أصولها في فكر ذوي الألباب النورانية، فاهتدوا بتوفيقه لاستخراج فروعها اليانعة البهية.
فهو القديم الذي حمّل فروعَ تلك الأصول بطيب الثمرات الشهية، وهيَّم عند استماع اصطكاك أغصانها قلوب أهل العرفان الرضية، وشوَّقهم بها إلى حضرته العلية القدسية.
أحمده وأشكره، شكراً يليق بصفاته المنزهة، لا إله إلا هو وحده، لا شريك له، بل هو المنفرد بالوحدانية، أما بعد:
فلما كان علم الموسيقى من أشرف العلوم الرياضية، وألطف الفنون العقلية، وهو حديث النفس، ومحدّث الأنس، وجلاء القلب ومجلّي الكرْب، ومنشىَ الأفراح ومنفىَ الأتراح، لعظم موقع النغم الصحيحي الطبيعي، وأخذه بمجامع القلوب، وكنت أتطلع إلى معرفة علمه وعمله، ونظرت إلى كتب المتقدمين، وما فيها من الصعوبة والتمكين، أردتُ أن أوضح لهم الطريق، وأسلك بهم نهج البيان والتحقيق، بتأليف كتاب يشتمل على معرفة استخراج أصول النغمات من الهنوك والانتقالات، واستخراج فروع الأصول ، وهي المقامات. ومن تلك المقامات الأوازات والشعب المتفرقات، ليشتمل في هذا العلم على غرر فوائده.
فعند ذلك أثبتنا في هذا الكتاب الذي تحيّر فيه عقول أهل الألباب، وسميته بالشجرة ذات الأكمام الحاوية لأصول الأنغام. ليكون اسمه دالاً على معناه، وظاهره مخبراً عن فحواه.
ثم إنني رتبت ذلك على عدة من الأبواب، وفصول أيضا، في ضمن كل باب.
والأبواب ثمانية ليس عليها حجاب، ثم خاتمة بها تتمة الكتاب، وهذه فهرست تلك الأبواب:
الباب الأول: في ماهية الموسيقى، وموضوعه واشتقاق اسمه، وفضله وبرهانه.
الباب الثاني: في ماهية النغم المطلق، وحدّه، وبيان الهنوك والانتقلات، وأسمائها وترتيبها فافهم.
الباب الثالث: في معرفة الأصول الأربع، واستحالات بعضها من بعض، وما تفرع منها من المقامات والأوازات، وأسمائها، ومعرفة ترتيب تركيب الشجرة، وما يلحق ذلك من الفوائد المعتبرة.
الباب الرابع: في الأصول الأربع وفروعها، بالعمل من انتقالات عيون أغصان الشجرة.
الباب الخامس: في استخراج الأوازات الست الناتجة من المقامات بالعمل، ومعرفة البحور المشهورة والإيقاع وهو الضرب.
الباب السادس: في استخراج الشعب الناتجة من الفروع المسماة مقامات بالعمل، وذلك من انتقاء عيون أغصان الشجرة
الباب السابع: في معرفة اشتراك الشعب الآتي ذكرها بالمقامات، وما يحسن من النغمات، واشتراك المقامات أيضا بالأوزات الناتجة من بينها، وما يحسن معها أيضا من الأنغام عند عملها. =ويبدأ هذا الباب في المخطوطة من الصفحة 30 سطر 11=
الباب الثامن: أذكر فيه جملة من تراكيب النغمات، وأسماء جملة من امتزاجاتها، وكيف انتشاء النغمات من بعضها بعض على ساي المتقدمين. = يستخم المؤلف كلمة الساي، ويريد بها قانون الموسيقى، انظر كمثال على ذلك ص27 من المخطوطة =
الخاتمة: أذكر فيها طبقات ضروب الموسيقاوية، وأبين مراتبها العلية والدنية، وألحق ذلك بما يجب أن يتصف به الموسيقاوية من الآداب، وبذلك، يكون ختم الكتاب).
 ولم يفِ المؤلف بذلك، حيث لم تسلم خاتمة الكتاب من الاضطراب أيضا، فأورد بعد الكلمات المقتضبة التي ختم بها الكتاب فصلا صغيرا كان الأولى به أن يجد له محلا في فصول الكتاب، انظر الصفحة (40) من المخطوطة.
*زهير
28 - مايو - 2008