البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : ( الراوى) الجزء الثانى: نماذج من أدب الشباب    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 يوسف الزيات 
27 - مايو - 2008
لا يخفى على أحدٍ منكم الدور الذى لعبته الرواية فى الثقافة الإسلامية  العربية قديما ، كم من أديب ، كم من شاعر ، كم من خطيب ، بل كم من عالم  إنقطع ذكره  من الدّنيا ؛ لأن الرواية لم تعرف لما أبدعه طريقا .
الحقُّ يقال ؛ أنَّ السّبب وراء هذا الموضوع ، هو محاولة  لإلقاء الضوء على فئة  مهضوم حقها فى كل شىء .
الشباب الموهوب، الشباب الذى يفكر ، الشباب الذى يتمرد ، الشباب الذى يتنزع أدبه من ثورة عقله ،  وعصارة قلبه ،  ومرير تجربته ؛  هو هدفى فى هذا الموضوع . تحياتى للجميع
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
إيدَاعٌ أمْ إبْدَاعْ؟ بقلم : محمد الشموتى     كن أول من يقيّم
 
أكاديمياً، لم يكن أينشتاين منذُ صغرهِ يتقبلُ كثيراً فكرةَ النظام المدرسي، بل كان يكره رتابته المملة وروحه الخانقة، ويشاع أنه رسبَ في مادة الرياضياتِ المدرسيةِ، و في الجامعةِ كادَ أن يُطردَ من الكلية بسببِ أحلام اليقظة. ربما كانَ يُحسُّ بأن طبيعةَ الفكرِ المتعدي والخيالِ الواثب، أكبرُ من أن تخضعَ لمحدوديةِ فرضِ التصور أو الرؤية، فكان يهيمُ كثيراً معَ أحلامِ اليقظة. وربما يكون الأمرُ أبسط من ذلكَ، فمنهجيةُ التعاطي معَ علومٍ معينةٍ مثلَ الرياضياتِ أو اللغةِ أو غيرهما، قد تكونُ مفيدةً على نحوٍ علمي، بينما تصبحُ قاتلةً للاتجاه الإبداعي.
أديسون أيضاً، لم يُقرر الأساتذةُ أنه فاشلٌ دراسياً، إلا عندما فاقَ تصورُهُ للدروسِ قدرةَ معلميهِ على الشرح ، ولذلك لم يمكث في الدراسة الرسمية سوى ثلاثة أشهر.
ولأنَّ الإنسانَ كائنٌ متأملٌ بفطرته، فقد يكونُ الخيالُ اللاعلمي هو سرٌّ من أسرارِ الإبداعِ العلمي، وحسبَ أقوالِ أينشتاين نفسه، فإنه لم يكن يهتمُّ بحشوِ دماغهِ بالأرقامِ والمعادلات، ولم يكتشف النسبيةَ وهوَ في معمله، أو بين الأوراقِ والنظريات، بل اكتشفها وهوَ مستلقٍ على تلةٍ خضراءَ، وسافرَ بفكرهِ معَ شعاعٍ شمسي، وكانَ يرفضُ أن يعود، وسرحَ بخاطرهِ معَ خضرةِ الحقولِ، ومرجِ الأرضِ. وكانَ يدعُ نفسه تتعجبُ وتنبهرُ بالجمال. ونتيجةً لتأثرهِ بهذه الرحلة الخيالية؛ فإنه عادَ إلى لوحهِ ومعادلاته منطلقاً من قناعتهِ بأن خياله أكثر صحةً من تعليمه الرسمي. ألم يتحيرُ العلماءُ زمناً كيفَ توصلَ أينشتاين إلى افتراض أن نظرياته صحيحةً رغمَ قلةِ ما توفرَ لها من براهينَ تثبتها آنذاك ؟
ولعلَّ رفضَ السائدِ يكونُ سمةً مشتركة بين كثيرٍ من المبدعينَ والعلماء ، فإن رفضَ ما يُعطى إليكَ على أنه أجدرُ وأنفع، قد يكون الطريقَ الأيسرَ للتحررِ من غبشِ الاتباعِ والتقليد. ولقد كانَ مُحقاً من قال : تبزغُ شمسُ الحقيقةِ بالضرورةِ، حيثُ ينهضُ التمنعُ والمقاومة.
ألم يواجه جون ناش ، عبقري الاقتصاد الحديث ، والحائزِ على جائزة نوبل في علم الاقتصاد عام 1994، ألم يواجه بأبحاثهِ مائةً وخمسين سنةً من القناعاتِ المسيطرة ، والأبحاث الراسخة في علم الاقتصاد؟
ألم ينقض محمود شاكر ، علامةُ الأدبِ وداهية اللغةِ وشيخُ المحققين ، الاتجاهَ الأدبي السائدَ في عصرهِ، ويؤلفَ كتاباً عن المتنبي يواجهُ فيه كلَّ ما كُتبَ عن هذا الشاعرِ مُنذُ وفاتهِ وحتى وقت شاكر ؟ ألم يؤسس في هذا الكتابِ الفذ لمنهجِ الاستقراء وتذوق الكلام ، كما أسَّسَ لسيرةٍ أخرى غير التي نعرفها عن المتنبي، تقولُ بأن نسبه يعود إلى العلويين، وأنه لم يكن ابناً لأحدِ السقائينَ في الكوفةِ ، وأنه كان يحبُّ خولةَ أخت سيف الدولة، وأنه لم يمت مقتولاً على يدِ فاتكِ الأسدي كما هوَ مشهور ومعروف ؟
ألم يكن محمود شاكر – رغمَ ذلكَ – راسباً في النحو وكارهاً للدراسةِ الأكاديمية ، متجهاً للتحررِ العلمي والثقافي ، والذي جعله فيما بعد يؤلفُ الرسالةَ العظيمة : رسالةٌ في الطريقِ إلى ثقافتنا، ويردُّ فيها على طه حسين والمستشرقينَ وثلة من رجالاتِ العلمِ والأدبِ في عصره ؟ ألم يكن منطقُ التمنع والمقاومة ذاته ، هوَ الحافزُ والمحرضُ على كلِّ ما خاضه شاكر من حروبٍ ومعاركَ فكرية لم تنتهِ بمجرد موته ، بل ظلت كتاباته التي تحملُ قناعاته تحارب من بعده ؟ لقد كانَ عقلاً ينقضُ أعتى المُسلَّمات بطريقةٍ تُثيرُ الإعجاب .
إن عقلياتٍ من هذا الصنف من حقها أن تكون فاشلة دراسياً ، لا من أجل الشعور الطاغي لدى هؤلاء بفداحة التمرد على ما هو روتيني ؛ ولكن لأن الدراسة المدرسية أو الأكاديمية غالباً ما تكون إجباراً للعقلِ على السيرِ في اتجاهٍ واحد . إنها لا تضئ سوى زاويةٍ واحدة من زوايا المشهدِ المطلوب رؤيته ، وهذا هو الذي يحدث غالباً إلا إذا حالفَ الحظُّ بأستاذٍ مبدعٍ قادرٍ على تمريرِ أفكارهِ الإبداعية في ثنايا درسه . لذا فإن الفشلَ الدراسي هو نتيجة طبيعية لكل عقليةٍ تحاول التجاوز إلى ما هوَ أبعد . ورؤيةِ ما هوَ مُعتم .
وقد يكونُ الفشلُ الدراسي إحدى نتائج اختلاف التناول العقلي وطرق التفكير في المعلومة الواحدة، فاختلاف التفكير بين الملقي والمتلقي يؤدي إلى اختلاف النتيجة رغم أن المعطيات متماثلة، إلا أن طريقة التعاطي هي ما يخلق التميز. لو كان عالمُ اللغةِ يُفكرُ فقط في إعراب الكلماتِ وبنيتها وإملائها ، دون الاهتمامِ بما تمثله كل كلمةٍ من تصاوير عقليةٍ ودلالاتٍ رمزية، لما أمكنه بالتأكيد أن يتوصلَ إلى فهمِ صورةٍ شعريةٍ مجازية . ولهذا يبقى الكثيرونَ مجردَ خبراء في اللغةِ ، لكن القلةَ هم الذينَ يبدعونَ أو يجددون، أو حتى يتقبلونَ فكرةَ التجديد والبناء .
حتى التاريخ ، فإن على المؤرخِ ألا يتعامل مع التاريخ على أنه وقائع حدثت وكل مهمتهِ كمؤرخٍ أن يصوغها كما حدثت ، بل لابد أن يسمَ تأريخهُ بروحِ الاستنباط والتحليلِ الذي يبينُ فخامةَ ورقي عقله ، مما يجعلنا ندركُ أننا أمامَ مؤرخٍ مبدعٍ ، وليس أمام راوية . والأمرُ ذاته في شتى العلومِ والمعارف .
لو كانَ جلُّ اهتمامِ عالم الرياضياتِ بالنتائج السطحية المباشرة لمسائل الجمع والطرح والقسمة ، لما أمكنه التوصل إلى معادلاتٍ لا تحتوي على الأرقام كأحدِ عناصرها ، بل تحتوي على أفكار من الطبيعة . لذا فالعقلية الإبداعية هي التي تحولُ الكلمات إلى صور ، والأفكار إلى أرقام .
*يوسف الزيات
27 - مايو - 2008
الادب    كن أول من يقيّم
 
الادب هو تمرد يفضى الى خلق عالم مغاير تقبله النفس على انه تعويض لها عما هو مرفوص فى الواقع ويقبله العقل على انه منطق جديد وتقبله الروح على انه لذة جمالية ترتاح على شاطئها فتشعر بالسعادة وهو تطهير للنفس والارتداد بمعطيات العالم الى عفويتها وبكارتها الاولى ولذلك فان الادب قراءة للعالم قبل ان يكون كتابة عنه والادب اصل الحضارات ومنهجها المفكر وهو فاعل فى تغير اوجه الحياة فمن مسرحية شكسبير (تاجر البندقية) استن المشرعون قانون العقد شريعة المتعاقدين ومن مسرحية برخت (دائرة الطابشير القوقازية )استن المشرعون قانون الارض لمن يزرعها،، ولا فرق عندى بين الاديب والطبيب فكلاهما يحمل مبعض التشريح، فالطبيب يشرح ليصل الى علم معالجة الجسد، والاديب يشرح الواقع والروح ليصل الى علم معالجة النفس، والادب هو خلق خطوط موازية للحياة وايجاد بدائل ترتفع بالروح من الطين الى الصفاء والسمو،، الادب هو حياة الحياة وجوهرها
*عبد الحافظ بخيت
27 - مايو - 2008
عن دور الأدب    كن أول من يقيّم
 
 
قرأت هذا النص بسرعة ، لكني استغربته جداً يا أستاذ يوسف ( رسالة إلى صديقة جيدة ) فهي أول مرة أرى فيها أديباً يستخدم هذا التعبير المترجم . نحن نقول عادة صديقة عزيزة ، أو غالية ، أو حميمة ، أو ملهمة ... ؟؟؟ واستغربت أن يتحول إنشتاين إلى " زيز الحصيدة " وأديسون داعية " إلى الفشل الدراسي " مع أنه كان يقول بأن العبقرية واحد بالمئة منها موهبة والباقي جهد وعمل . واستغربت أن يصبح شعار الأدب كشعار جبهة الرفض ( سابقاً ) : إني أعترض ؟؟؟ وهل هذه الطفولية في التفكير هي الحرية التي نبحث عنها ؟
 
الأدب كما أراه هو مرآة المجتمع وليس حزباً سياسياً أو حركة تمرد واستقلال . وأما الفكر النقدي فلا يعني الرفض والتمرد ، بل يعني تطوير مستوى الفهم والتمكن من أدوات التعبير التي تمكننا من امتلاك أهلية الحكم ، أي القدرة على التمييز بين الصالح والطالح ، بين المفيد والمضر ، بين الجميل والقبيح .
 
يعكس الأدب عادة مستوى الوعي للمجتمع وفئته المثقفة ، ويعطي صورة عن واقعه ، وعن تطلعاته وأحلامه وطموحاته التي يصبو إليها . من هنا يكون الشعور بالمسؤولية كبيراً لدى المثقف الواعي لأنه يتوجب عليه أن يواكب بوعيه حركة المتغيرات الطارئة من حوله ، وأن يعبر عن إرادة المجتمع الذي يمثله بالصورة الأقرب إلى وجدان وضمير هذا المجتمع . وكل التجارب الصغيرة والشخصية والعواطف الفردية لا تهمنا إلا بقدر ما تكون مهمتها كاشفة ومستطلعة لمكامن الضعف والقوة ، وبقدر ما تساهم في رفع مستوى الوعي العام والمساعدة في امتلاك أهليه الحكم والنظر مما يساعد المجتمع ، أي مجتمع على التحكم بقدراته وتوجيهها في خدمة مصالحه . أما المستوى الفني والجمالي فهو أداة من أدوات الأدب ، بل هو الضوء الذي نسلطه على الأشياء لكي نتمكن من رؤيتها ، ليس بعقولنا فقط ، بل بأحاسيسنا ووجداننا وفطرتنا السليمة .
 
 
*ضياء
27 - مايو - 2008
أنامل الأستاذة    كن أول من يقيّم
 
الأستاذة ضياء خانم ؛ أنا لا أختلف معك فى حرف واحد فيما طبعته أناملك فى البطاقة السابقة ، وإنى لأرجو منك أن تدركى أننى لا أتدخل فيما أنقله وإن كان هناك إختلاف فى الأفكار وهذا طبيعى ، فالإختلاف يكون مع صاحب المقال ، وبالطبع تعرفين أن الادب فى معظم الأحيان يكون ناتج عن تجربة شعورية أو وجدانية أو أيّا كانت ، فلا تستغربى قولا صدر عن عقل ذا طبيعة خاصة ، يختلف عن غيره فى التفكير ، وفى الإدراك ،  فى البيئة المحيطة به .
 
 
سيدتى ضياء ؛ لكِ كل الخير والسعادة .
 
 
 
*يوسف الزيات
27 - مايو - 2008
أدب الشباب    كن أول من يقيّم
 
أشكرك يا أستاذ يوسف على بطاقتك وكلماتك اللطيفة ولا أخفيك بأن عنوان ملفك أعجبني ( أدب الشباب ) لكني أصبت بخيبة أمل لدى قراءتي للنصوص . والأستاذ زهير عنده كل الحق في التنبيه إلى بعض ما تلغم به المقالات أحياناً من توجيهات سياسية لا نعرف مصدرها ، فالأنترنت اليوم ساحة مفتوحة ، بل هي أشبه بقاع المحيط الذي يحتوي على أصناف من الأسماك لا نعرفها ولا بد لنا من شباك عازلة في الوراق لكي نتمكن من متابعة الحوار بهدوء . هذا لا يمنع أبداً بأن فكرة الملف جيدة جداً وأنه يلزمنا بعض التبصر والتدقيق أحياناً قبل نقل المقالات والتحقق من مصادرها .
*ضياء
28 - مايو - 2008
سيدتى : ما أعذب كلامك !     كن أول من يقيّم
 
سيدتى : ما أعذب كلامك ، و أرقى مقامك  ، سيدتى : لطالما لمست فى كلامك أدبا من نوع خاص ؛ أدبٌ لا يمليه عقل ، أو يصفه قلب ، بل هو حياة ، إنه :  ( أدب الحياة ) .
 
لا أعرف لماذا أقول هذا الكلام هنا ، ولكنى أعرف أننى كنت سأقوله .
 
 
 
 
*يوسف الزيات
29 - مايو - 2008