البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : رسائل جامعية

 موضوع النقاش : ترجمة القرآن الكريم بين الحظر والإباحة    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمد 
26 - مايو - 2008
 
عنوان الرسالة :
 
ترجمة القرآن الكريم بين الحظر والإباحة

نوعها : ماجستير.

اسم الباحث : محمد محمود كالو

ولدت في قرية تل حاصل التابعة لمدينة حلب الشهباء السورية عام 1967م.
وتخرجت في دار نهضة العلوم الشرعية بحلب (المدرسة النبهانية في جامع الكلتاوية ) عام 1985م.
ثم أكملت دراستي في معهد الدعوة الجامعي في بيروت.
وكلية الدعوة الليبية ( فرع بيروت ) فحصلت على الإجازة العالية ( الليسانس ) في الدراسات الإسلامية والعربية.
ثم حصلت من جامعة الجنان في طرابلس / لبنان على شهادة التخصص ( الماجستير ) في التفسير وعلوم القرآن عام 2001م وكان موضوع الرسالة:

( ترجمة القرآن الكريم بين الحظر والإباحة )

والمشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور : مصطفى ديب البغا .
عضو ( عامل ) في رابطة الأدب الإسلامي العالمية.

الكتب المطبوعة:
• قضايا إسلامية ساخنة ( الجزء الأول من سلسلة دراسات إسلامية معاصرة ).
• مسيرة التفسير بين الانحراف والاختلاف.
• لا تجزع ( كل ما يتعلق بالموت وأحكام الميت ).

وتحت الطبع:
• حوار الأفكار ( أدب إسلامي ).
• رحيق الهدى ( أبحاث إسلامية هادفة ) ( الجزء الثاني من سلسلة دراسات إسلامية معاصرة ).
• الصورة النيرة لذي النورين الخليفة المفترى عليه.
الموقع على الشبكة العنكبوتية :
www.muhmmdkalo.jeeran.com /images/
 
 

حجم الرسالة : 367 صفحة ، لم تطبع بعد.

محضر مناقشة الرسالة :

بتاريخ : 15 / 11 2001 م ، تمَّ مناقشة الرسالة .

لجنة المناقشة والحكم تتألف من :
ـ الأستاذ الدكتور عبد المنعم بشناتي رئيساً
ـ والأستاذ الدكتور مصطفى ديب البغا مشرفاً
ـ والدكتور عبد العزيز حاجي مناقشاً
ـ والأستاذ الدكتور محمود عبود هرموش مناقشاً
وبعد المناقشة أوصت اللجنة بأن يمنح الطالب درجة الماجستير بتقدير (جيد جداً 85 % ) في التفسير وعلوم القرآن الكريم ، وذلك في مقر جامعة الجنان ـ طرابلس ـ لبنان.

سبب اختيار البحث :
 
لقد شغلتني فكرة الكتابة في هذا البحث منذ عهد بعيد , وذلك حينما قرأت المحاورات والمناقشات بين العلماء حول هذا الموضوع الخطير .
وليست هذه الفكرة جديدة على بساط البحث , بل إن ترجمة القرآن الكريم من المواضيع القديمة المتجددة , ولقد بحثه العلماء , وخاض فيه مفكرون أجلاء , حينما ظهرت بعض ترجمات للقرآن الكريم , أذكر منهم :
شيخ الجامع الأزهر محمد مصطفى المراغي في بحثه ( بحث في ترجمة القرآن الكريم وأحكامها ) , ومدير مجلة الأزهر محمد فريد وجدي في ملحق بالجزء الثاني من مجلة الأزهر سنة / 1355 / بعنوان ( الأدلة العلمية على جواز ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية ) , وهما يدعوان إلى ضرورة ترجمة القرآن الكريم , وذلك لعالمية الإسلام , ولتبليغه إلى الناس كافة في مشارق الأرض ومغاربها , ولئلا تبقى هذه المعاني العظيمة والأسرار الباهرة محجوبة عن أعين الناس .
ولمحمد الههياوي ( ترجمة القرآن الكريم غرض للسياسة وفتنة في الدين ) , ولعبد الوكيل الدروبي ( ترجمة القرآن وكيف ندعوا غير العرب إلى الإسلام ) , حيث يحرِّمان الترجمة للقرآن الكريم ويدعوان إلى بتر هذه الأيدي الأثيمة التي تلعب في الخفاء , وتحاول إثارة هذا الموضوع حتى تصرف الناس عن القرآن الكريم , وتفرق كلمة المسلمين , وتبعدهم عن دينهم .
وآخرون بحثوا في هذه المسألة فعقدوا فصلاً خاصاً في كتبهم من هؤلاء العلامة الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في كتابه ( مناهل العرفان في علوم القرآن ) حيث فصَّل المسألة تفصيلاً جميلاً , والدكتور صلاح الدين بسيوني رسلان في كتابه ( القرآن الحكيم رؤية منهجية جديدة لمباحث القرآن الكريم ) , والدكتور محمد إبراهيم الحفناوي في كتابه : ( دراسات في القرآن الكريم ) , والدكتور عبد اللطيف الطيباوي في كتابه ( دراسات عربية وإسلامية ) , وكذلك فعل مناع خليل القطان في كتابه ( مباحث في علوم القرآن ) .

ومنهم من ناقش المسألة من خلال بحث في كتابه كما فعل الدكتور محمد فاروق نبهان في كتابه ( مبادئ الثقافة الإسلامية ) , و الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه ( من روائع القرآن ) حيث عقد بحثاً بعنوان : هل من الممكن ترجمة القرآن ؟
جميع هؤلاء وغيرهم كان لهم فضل السبق , والتذكير بجوانب مفيدة للموضوع , ولولا تعدد وجهات نظرهم لما أخصب هذا البحث .
وقد استجدَّ بحث ترجمة القرآن في القرن العشرين , حيث ظهرت عدة ترجمات بعد انهيار الشيوعية في الاتحاد السوفياتي , فأسرعت كل قومية إلى طباعة مصاحف مترجمة بلغاتها .
وتستند أهمية هذا البحث إلى أهمية هذه الظاهرة وإلى عالمية الإسلام , فينبغي ترجمة تفسير للقرآن الكريم إلى شتى لغات العالم, لئلا يحرم من ثمراته وفوائده أي مسلم على وجه البسيطة .
وتعدُّ الترجمة وسيلة من وسائل الدعوة , ومظهراً من مظاهر حوار الحضارات , قديماً وحديثاً ومستقبلاً , هذا من جهة , ومن جهة أخرى فإنها تجمع بين البحث والتحقيق , وتصل القديم بالجديد .
لذا أحببت لفت نظر علماء المسلمين , وهيئاتهم العالمية , إلى خطورة هذا العمل , وحكم الإسلام فيه , بذكر ما خلص العلماء تجاه هذا الأمر , من وضع شروط وأسس معينة لترجمة تفسير القرآن الكريم .
كما رأيت أن هذا البحث يلبي حاجة المكتبة الإسلامية , ويفي بالغرض , لذا اخترته متوكلاً على الله تبارك وتعالى .
والله أسأل أن ينفعني به , وأن يأخذ بيدي , ويسدد خطاي .

منهجي في هذا البحث :
 
أول ما قمت به هو تجميع المادة المطلوبة من مظانها ومصادرها القديمة والحديثة .
وحرصت على تحديد الموضوع ، وتمييزه عن كل ما يشابهه ، لذا دققت في معنى الترجمة لغة واصطلاحاً ، وذكرت الفرق بينه وبين التفسير .
واعتمدت على النصوص الشرعية في الكتاب والسنة النبوية التي هي الأساس الأول ، وذكرت أرقام الآيات ، وخرجت الأحاديث ، ونبهت على ذلك في حاشية الصفحة ، ثم حاولت جمع آراء العلماء والمحققين قديماً وحديثاً ، ومقترحاتهم واختلافاتهم ، وسجلت في أسفل الصفحة عنوان الكتاب ورقم الصفحة واسم المؤلف ما لم يكن قد مر ذكره ، ودعمت كل رأي بدليله ، وربما رجحت أحد الآراء ، أو تصرفت أحياناً في النقل مع المحافظة على المعنى ، ودعوت إلى ترجمة تفسير للقرآن الكريم بالإشارات التوضيحية والصور للمعاقين من الصم والبكم .

لم أقف مع المتعصبين المتـزمتين على كل ما هو قديم ، ولم أكن لأنساق وراء أدعياء الترجمة دون قيد أو شرط ، بل وقفت موقفاً وسطاً عدلاً ، رحبت بكل ما هو جديد ونافع ، وحرصت على كل ما هو قديم صالح ، وهكذا استفدت من القديم والجديد .

خطة البحث :

قسمت الرسالة بعد المقدمة إلى بابيْن وهما لب الرسالة ثم الخاتمة والنتائج :
الباب الأول : وتناولت فيه ( الترجمة ) تعريفها ـ أقسامها ـ تاريخها , ثم قسمت هذا الباب إلى ثلاثة فصول , وأدرجت تحت كل فصل مباحث :
الفصل الأول : تناولت فيه تعريف الترجمة , وفيه مبحثان :
ـ المبحث الأول: معنى الترجمة لغة واصطلاحاً .
ـ المبحث الثاني : الفرق بين الترجمة والتفسير .
الفصل الثاني : أقسامها , ويشتمل على ثلاثة مباحث :
ـ المبحث الأول : الترجمة الحرفية .
ـ المبحث الثاني : الترجمة المعنوية .
ـ المبحث الثالث : الترجمة التفسيرية .
الفصل الثالث : تاريخها , وفيه مبحثان :
ـ المبحث الأول : ترجمة القرآن الكريم عند المسلمين والمستشرقين ودوافعها.
ـ المبحث الثاني : موقف العلماء والمفكرين من الترجمة الحرفية ودعاتها .
الباب الثاني : بحثت فيه عن ( معطيات الترجمة ) أحكامها ـ فوائدها ـ أخطارها , وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : أحكامها , ويتضمن ثلاثة مباحث :
ـ المبحث الأول : حكم ترجمة القرآن تفصيلاً ( وشروط جواز ترجمة التفسير والمترجِم ( .
ـ المبحث الثاني : حكم القراءة والمس والتعبد بما يزعم أنه ترجمة
ـ المبحث الثالث: حكم كتابة القرآن الكريم بغير الحروف العربية .
الفصل الثاني : فوائدها , ويشتمل على أربعة مباحث :
ـ المبحث الأول : كشف النقاب عن جمال القرآن الكريم ومحاسنه .
ـ المبحث الثاني : تبليغ دعوة القرآن الكريم بلفظه ومعناه .
ـ المبحث الثالث : إحياء لغة العرب وتعريب الأعاجم .
ـ المبحث الرابع : دفع الشبه التي ألصقها أعداء الإسلام بالقرآن الكريم .
الفصل الثالث : أخطارها , ويتضمن ثلاثة مباحث :
ـ المبحث الأول : الخطر الذي يحيق بالقرآن الكريم فينصرف الناس عن القرآن ويستغنون عنه بالترجمة .
ـ المبحث الثاني : الخطر الذي ينزل بالأمة الإسلامية فيتفرقوا وتذهب ريحهم ويضعفون .
ـ المبحث الثالث : الخطر الذي يحل باللغة العربية فتنعزل لغة العرب عن المسلمين.

ثم ذكرت في الخاتمة النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الرحلة الممتعة مع ترجمة تفسير القرآن الكريم وأعتقد أن هذه النتائج على جانب عظيم من الأهمية , مرضية ومقنعة لكثيرين فيما أعتقد , وأظن أن بعض الناس ربما لن يكونوا راضين عنها كل الرضا , وحسبي أني لم أجنح لهاجس هوى , وإنما دعمت كل رأي بدليله , مسترشداً بالقرآن والسنة , ثم آراء العلماء والمحققين , قدامى ومحدثين .

النتائج والتوصيات :

1 _ الترجمة : هي نقل الكلام من لغة إلى أخرى , عن طريق التدرج من الكلمات الجزئية إلى الجمل والمعاني الكلية .
2 _ الترجمة في الاصطلاح تقوم مقام الأصل , وتغني عنه .
3 _ الترجمة غير التفسير , ففي التفسير لا ينقل الكلام بل يشرح ويوضح , سواء باللغة العربية أو غيرها .
4 _ الترجمة التفسيرية غير التفسير أيضاً , فالترجمة التفسيرية : هي قسم من أقسام الترجمة الاصطلاحية .
5 _ الترجمة للقرآن الكريم بهذا المفهوم مستحيلة , وذلك لاعتبارات متعددة منها : طبيعة القرآن, ورسمه, وإعجازه, وأسلوبه, ومعانيه, ومبانيه, وبلاغته, وفصاحته, وقراءته, وتجويده, وموسيقاه, وغير ذلك .
6 _ تحرم ترجمة القرآن الكريم بمفهومها ذلك , لأدلة من القرآن والسنة , ومن باب سد الذرائع .
7 _ تجوز ترجمة تفسير القرآن الكريم , بشروط وقيود وضوابط شرعية .
8 _ اتفاق الأئمة الثلاثة ومعهم الإمام أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ على الصحيح , على تحريم ترجمة القرآن الكريم .
9 _ اتفاق الأئمة الثلاثة , على عدم جواز القراءة بغير العربية في الصلاة , القادر وغير القادر في ذلك سواء, وأجازها الحنفية لغير القادر وهو من أعياه تعلم العربية .
10 _ أجاز بعض المتأخرين ترجمة القرآن , مستندين إلى حجج واهية , لا دليل لهم من القرآن والسنة, وقد رأينا خبر سلمان الفارسي رضي الله عنه , الذي لا تقوم به حجة, ولا ينهض به حكم .
11 _ لترجمة تفسير القرآن الكريم فوائد عظيمة منها : تبليغ معاني القرآن الكريم بتفسيره للأمة الإسلامية جمعاء , كل أمة بلسانها , و دفع الشبهات والأباطيل التي ألصقها أعداء الإسلام بالقرآن الكريم وتفسيره , و كشف النقاب عن جمال القرآن الكريم ومحاسنه, وإحياء لغة العرب, وتعريب الأعاجم .
12 _ يترتب على هذه الترجمة أخطار أيضاً , منها : خطر يحيق بالقرآن الكريم , ويتمثل هذا الخطر في انصراف الناس عن القرآن الكريم , والاستغناء عنه بالترجمة المزعومة, وخطر ينزل بالأمة الإسلامية الواحدة , فيتفرقوا وتذهب ريحهم ويضعفون , والخطر الذي يحل باللغة العربية , فتنعزل لغة العرب عن جميع المسلمين .
13 _ التراجم الموجودة في الأسواق , لا تغني في باب التلاوة والصلاة , ولا يمكن استنباط الأحكام الشرعية منها , ويجوز مسها للمحدث والجنب والحائض و النفساء , كما يجوز قراءتها لهؤلاء , لأنها لا تعتبر قرآناً , وإذا قرأ آية سجدة من هذه الترجمة لا يجب عليه سجود التلاوة .
14 _ إذا كانت الترجمة للقرآن بهذا المفهوم حراماً , فإننا نستطيع إن ندعوا غير العرب إلى الإسلام بالوسائل التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمون الأوائل منها : ترجمة التعاليم الإسلامية إلى اللغات الأجنبية , وتعليم بعض المسلمين للغات الأجنبية , وإيفادهم إلى تلك البلاد لتبليغ الدعوة , ونشر الإسلام بلغات أهل تلك البلاد , أو ترجمة تفسير القرآن ولا بدَّ من الشروط والقيود التي وضعها العلماء حتى تتميز ترجمة تفسير القرآن الكريم , عن الترجمة الاصطلاحية .
15 _ يجب على غير العرب , أن يتعلموا اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم , لأن اللغة العربية هي الأداة لفهم الكتاب والسنة , وحتى يقوموا بأداء ما افترض عليهم من صلاة وتكبير وتسبيح وتحميد وغير ذلك .
16 _ من خلال التاريخ , علمنا أن الأعاجم , اندفعوا إلى تعلم اللغة العربية بدافع إسلامي بحت, وكثرت المدارس وعلماء اللغة العربية في تلك البلاد , لأنهم أيقنوا أن اللغة العربية من صلب الدين .
17 _ أكثر الترجمات للقرآن الكريم كان للنيل من الإسلام , والتشكيك في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم, ولإظهار عجز اللغة العربية بزعمهم , وعدم مواكبتها لتطور الحضارة والعصر.

وفي خاتمة هذا البحث :

آن لنا أن نعرف ما هي علة الجزر والمد , والأخذ والرد , في حكم ترجمة القرآن الكريم , بين العلماء والفقهاء , بعد هذه السياحة العجلى في رحاب هذا البحث الهام .
إن ترجمة تفسير القرآن الكريم ليس حراماً مطلقاً ولا مباحاً مطلقاً , ولكن يجوز ترجمة تفسير القرآن الكريم بشروط وقيود , لئلا تمتد الأيدي السوداء إلى قداسة القرآن وكرامته .
كما يجب على المسلم غير العربي أن يتعلم لغة القرآن الكريم , وذلك لإقامة الشعائر الدينية من صلاة وأدعية, وفهم للكتاب والسنة .
والعناية باللغة العربية جزء حقيقي من عمل الإعلام الإسلامي , وقد قطع السلف الصالح أشواطاً واسعة في التعرب, إيماناً بأن اللغة العربية جزء من الإسلام, لأنها لغة القرآن الكريم.
وقد ذكر الجاحظ أن موسى بن سيار الأسواري :
(كان من أعاجيب الدنيا , كانت فصاحته بالفارسية في وزن فصاحته بالعربية , وكان يجلس في مجلسه المشهور به , فيقعد العرب عن يمينه , والفرس عن يساره , فيقرأ الآية من كتاب الله ويفسرها للعرب بالعربية , ثم يحول وجهه إلى الفرس فيفسرها لهم بالفارسية , فلا يدرى بأي لسان هو أبين ) البيان والتبيين ، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ : 1 / 193 .

فاللغة العربية هي الأداة والوسيلة التي تصل بالمسلم إلى فهم الكتاب والسنة , فإن فقدت الأداة, فإما أن تتوقف الدعوة أو نبحث عن وسيلة نبلغ بها من لا يعرف العربية , والذي لا يعرف العربية عليه أن يتعلمها .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( تعلموا العربية فإنها من دينكم ) رواه ابن أبي شيبة بلفظ ( تعلموا اللحن والفرائض فإنها من دينكم ) برقم : / 29926 / وروى البيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ( تعلموا العربية وتفقهوا في الدين , وأحسنوا عبارة الرؤيا ) برقم : / 2678 / .

وقال ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ :
( إن نفس اللغة العربية من الدين , ومعرفتها فرض واجب , فإن فهم الكتاب والسنة فرض, ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية , وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ، أحمد بن تيمية : 1 / 207 .
والوسيلة الموصلة إلى تبليغ الكتاب والسنة, هي تفسيرهما إلى لغات البشر جميعاً, وقد قدرها بعض العلماء بنحو سبعة آلاف لغة, فهل نحن مدركون لضخامة واجب البيان والتبليغ والتفهيم؟

إنه ليس من المعقول إذن , أن تتوقف الدعوة الإسلامية باصطدامها بحاجز اللغة فقط , بينما الرسول الكريم لم يتوقف عن الدعوة والتبليغ للعرب فقط , بل نشر الدعوة في السنة السابعة من الهجرة, إلى جميع الأمم المحيطة بالجزيرة العربية , فأرسل الرسائل إلى الملوك والرؤساء, واستقبل الوفود, ولم تكن اللغة عائقاً أمام الدعوة , بل حث أصحابه على تعلم اللغات كالسريانية.
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (( ثم إنه يرد علي أشياء, أكره أن يقرأ, أفتطيق أن تعلم السريانية ؟
قلتُ : نعم , فتعلمتُها في سبع عشرة )) المعجم الكبير ، لأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني : 5 / 156.

ومن الصحابة من كان يحسن الفارسية والرومية والحبشية, كسلمان الفارسي, وصهيب الرومي, وبلال الحبشي رضي الله عنهم .

وفي بداية دخول الإسلام إلى بلاد العجم , كان دعاة الإسلام يفسرونه ويشرحونه للناس بلسانهم, بينما كانت اللغة العربية وقتئذ في موقع العزة والقوة والمنعة , تفرض نفسها على جميع الأمم والشعوب, فأصبحت لغة الدواوين والعلوم بيد أنها لغة الدين الجديد .
وبعد سقوط الخلافة الإسلامية , تفككت الدولة الإسلامية , وأصبحت دويلات مختلفة, وأضحى الإسلام واللغة العربية هدفيْن رئيسييْن للأعداء , للنيل منهما , والعمل بشتى الوسائل لإضعافهما.

فليست حماية الأمة الإسلامية بحماية أرضها فقط , بل بحماية لغتها أيضاً من الضعف والاضمحلال والضياع .
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عن الابل أيضا ...    كن أول من يقيّم
 
أستاذي زهير ،
لا قطع الله علينا جود علمكم ولا دماثة خلقكم ...
وددت أن أواصل معكم استقراء معنى إبل من الناحية اللغوية ، إذ يبدو واضحا شطط بعض المفسرين ، كما نقلت من قبل ...
وسؤالي هو : هل لهذا التفسير أصل في معاجم اللغة ؟
يقول الأستاذ عادي الشمري في مقال له في جريدة الرياض بعنوان " الألفاظ الشعبية : دراسة معجمية بالشواهد الشعرية " :
إبل:
الإبل في الفصيح معروفة وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، والابل السحاب يحمل ماء المطر وأبل اي غلب، وأبل العشب طال، وأبل الرجل زوجته اي امتنع عنها، وهذا في الجمهرة وفي المحيط.
ولم أجد في الالفاظ الشعبية ما يطابق معنى الفصيح سوى ما ذكر الله في القرآن الكريم "أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت" وكلمة ابل تحذف العامة أحياناً او غالباً الهمزة منه فتصبح "بل" بكسر الباء وتسكين اللام.
قال رضا بن طارف:
البل لا حسك من القيظ محسوس           تقطع بك فجوج الديار العريضه "
راجع : http://www.alriyadh.com/2007/05/13/article249205.html
ومن طريف ما يروى في هذا الشـأن "اعتقاد بعضهم أن أول ما خلق الله من الخلق الإبل وأنه خلقها من السحاب وذلك قبل خلق الأرض ولهذا فقد بقيت محلقة في الفضاء ثم خلق الله الأرض بجبالها ورمالها وماءها وشجرها وانزل الإبل عليها ويتذكر البدو هنا هذا الخلق دائما عندما ينظرون إلى السحاب ويرون فيه أشكالا شتى من الإبل مما يزيد اعتقادهم أنها خلقت فعلا من سحابة "
 أنظر : http://www.otaibaonline.com/vb/archive/index.php/t-8337.html
 
وحيث أن للأمر علاقة بالثقافة الشعبية ، فقد يكون لأخينا أحمد عزو رأي في هذا ...
مع التحية
زين الدين
*زين الدين
21 - نوفمبر - 2008
القرآن واللغة    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذ زين الدين:
يبدو أن المسألة بحاجة إلى مزيد من التوضيح، وأعتقد أنك ما كررت السؤال إلا لعلمك بخلاف المفسرين حولها، ولكي تتضح الصورة أكثر انقل هنا ما حكاه القرطبي في تفسير الآية، قال:
وقيل: الإبل هنا القطع العظيمة من السحاب؛ قاله المبرد. قال الثعلبي: وقيل في الإبل هنا: السحاب, ولم أجد لذلك أصلا في كتب الأئمة.
قلت (والكلام للقرطبي) : قد ذكر الأصمعي أبو سعيد عبد الملك بن قريب, قال أبو عمرو: من قرأها "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت" بالتخفيف: عنى به البعير, لأنه من ذوات الأربع, يبرك فتحمل عليه الحمولة, وغيره من ذوات الأربع لا يحمل عليه إلا وهو قائم. ومن قرأها بالتثقيل فقال: "الإبل", عنى بها السحاب التي تحمل الماء والمطر. وقال الماوردي: وفي الإبل وجهان: أحدهما: وهو أظهرهما وأشهرهما: أنها الإبل من النعم. الثاني: أنها السحاب. فإن كان المراد بها السحاب, فلما فيها من الآيات الدالة على قدرته, والمنافع العامة لجميع خلقه. وإن كان المراد بها الإبل من النعم, فلأن الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان؛ لأن ضروبه أربعة: حلوبة, وركوبة, وأكولة, وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع؛ فكانت النعمة بها أعم, وظهور القدرة فيها أتم. وقال الحسن: إنما خصها اللّه بالذكر لأنها تأكل النوى والقَتّ, وتخرج اللبن. وسئل الحسن أيضا عنها وقالوا: الفيل أعظم في الأعجوبة: فقال: العرب بعيدة العهد بالفيل, ثم هو خنزير لا يؤكل لحمه ولا يركب ظهره, ولا يحلب دره. وكان شريح يقول: اخرجوا بنا إلى الكناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت. والإبل: لا واحد لها من لفظها, وهي مؤنثة؛ لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها, إذا كانت لغير الآدميين, فالتأنيث لها لازم, وإذا صغرتها دخلتها الهاء, فقلت: أبيلة وغنيمه, ونحو ذلك. وربما قالوا للإبل)
وقال الزمخشري في الكشاف (فإن قلت: كيف حسن ذكر الإبل مع السماء والجبال والأرض ولا مناسبة? قلت: قد انتظم هذه الأشياء نظر العرب في أوديتهم وبواديهم؛ فانتظمها الذكر على حسب ما انتظمها نظرهم، ولم يدعُ من زعم أن الإبل السحاب إلى قوله؛ إلا طلب المناسبة، ولعله لم يرد أن الإبل من أسماء السحاب، كالغمام والمزن والرباب والغيم والغين، وغير ذلك، وإنما رأى السحاب مشبهاً بالإبل كثيراً في أشعارهم، فجوز أن يراد بها السحاب على طريق التشبيه والمجاز)
وفي تفسير الشوكاني (فتح القدير): (وروي عن الأصمعي أنه قال: من قرأ { خلقت } بالتخفيف عنى به البعير، ومن قرأ بالتشديد عنى به السحاب) (1)
قلت أنا زهير: ولم تطرق قراءة التشديد سمعي منذ وعيت. وهي ليست من القراءات السبع ولا أدري حقيقتها (2)  وانظر كتاب (العنوان في القرءات السبع) لابن خلف المقرئ، (نشرة الوراق، ص 36) للاطلاع على القراءات السبع في سورة الغاشية. قال:
(سورة الغاشية: (تُصلى ناراً) 4 بضم التاء، الأبوان = الأبوان هنا تعني: أبا بكر وأبا عمرو عن عاصم =. (لا يُسمع فيها) 11 بياء مضمومة (لاغية) رفع ابن كثير وأبو عمرو و (تسمع) بتاء مضمومة (لاغية) رفع أيضا، نافع. الباقون (تسمع) بتاء مفتوحة (لاغية) بالنصب. (من عين آنية) 5 بالإمالة، هشام. (بمسيطر) 22 بالسين، هشام. الباقون بالصاد وحمزة يشم الصاد الزاي) ا. هـ.

ومع ذلك فإن تفسير الكلمة بالسحاب رأي مرجوح، لأن لفظة (إبل) لفظة قرآنية، وقد جاءت في القرآن بما لا محل للجدل معه على أنها النياق والجمال، كما في الآية:
وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 142 ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 143 وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 144
فلو وردت في القرآن آية يتضح فيها أن الإبل هو السحاب كما هو واضح في هذه الأية من أنها (النياق والجمال) لما قال النظام كلمته التي رواها الجاحظ.
وفي موقع (مزاين الإبل) صفحات رائعة عن الإبل وتاريخها وأخبارها في التراث العربي، ويمكن الوصول إلى ما يتعلق بالآية، عن طريق هذا الرابط.
_____________________
(1) أنبه هنا إلى أني قرأت في بعض المواقع ما يلي:
(وفي كلمة " الإبل " الواردة في قول الحق ـ تعالى ـ " أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ " 17/ الغاشية . قراءتان ، يقرأ بسكون الباء وهو من تخفيف المكسور وقد نسب ابن خالوية هذه القراءة للأصمعي عن أبي عمرو ، أما القراءة بكسر الباء فللجمهور).
(2): ومن القراءات الشاذة التي ذكرها الزمخشري للآية قراءة منسوبة إلى الإمام علي (ر) وأخرى لهارون الرشيد !! قال: وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه خلقتُ ورفعتُ؛ ونصبتُ، وسطحتُ: على البناء للفاعل وتاء الضمير، والتقدير: فعلتها. فحذف المفعول. وعن هارون الرشيد أنه قرأ: سطحت بالتشديد
*زهير
21 - نوفمبر - 2008
القرآن حمال أوجه    كن أول من يقيّم
 
أستاذي زهير : تحياتي لك . ذكّرني أستاذ الجاحظ بابن تيمية وهو يتقول على لسان ابن عربي... والمثال أفصح من المقال :
 **تفسير مقاتل بن سليمان/  (ت 150 هـ).
".... ذكر عجائبه، فقال: { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ } ؛لأن العرب لم يكونوا رأوا الفيل، وإنما ذكر لهم ما أبصروا، ولو أنه قال: أفلا ينظرون إلى الفيلة { كَيْفَ خُلِقَتْ } [آية:17] لم يتعجبوا لها ؛لأنهم لم يروها" .
 ** في لسان العرب: " قال ابن مسعود: الوَيْلُ وادٍ في جهنم ".
لا شك في أن القرآن الكريم حمّال أوجه... اللهم امنن علينا بالتقوى،وعلّمنا، وفهّمنا...  
 
*د يحيى
22 - نوفمبر - 2008
فالعمدة ما حكاه الثعلبي    كن أول من يقيّم
 
صباح الخير:
استيقظت هذا الصباح فكان أول ما تذكرت كيف كنا ونحن دون السادسة من العمر إذا رأينا السحابة السوداء تطل من فوق الجبل، نهرب ونقول: (إجا الجمل، إجا الجمل) و(إجا: يعني جاء) أردت هنا أن أعلق على كلمة الإمام الثعلبي التي نقلها عنه القرطبي، كما في التعليق السابق، وهو قوله في كتابه (الكشف والبيان): (وقيل : الإبل هاهنا السحاب، ولم أجد لذلك أصلا في كتب الأئمة)
والثعلبي هو الإمام المفسر الكبير: أبو إسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، توفي عام 427هـ  ويمكن تحميل (الكشف والبيان) عن طريق هذا الرابط.
 
وما حكاه الثعلبي هو الصواب،فقد وردت (لفظة) الإبل في معجم لسان العرب (1740) مرة، فكانت كلها عن الإبل (البعير) ولم ترد بمعنى السحاب أبدا إلا في مادة (إبل) أثناء الحديث عما يقال من أن الإبل يطلق أيضا على السحاب.
وسبب تشبيه السحاب بالإبل هو بروزها من الأفق بروز الإبل، واجتماعها وتفرقها في السير، وحملها الماء كما تحمل الإبل أحمالها، لذلك نرى العرب وصفوا السحاب بما يصفون به الإبل في كثير من مفرداتهم.
فقالوا: الحَدْوُ سَوْقُ الإِبِل والغِناء لها. ويقال للشَّمالِ حَدْواءُ لأَنها تَحْدُو السحابَ أَي تَسوقُه؛ قال العجاج:
حَدْواءُ جاءتْ من جبالِ الطُّورِ تُـزْجِي أَراعِيلَ الجَهَامِ iiالخُورِ
وقالو في السحاب إذا ارتفع نَحْوَ بطن السماء: احْزَأَلَّ
وقالوا في الإبل إذا اجتمعت ثم ارتفعت عن مَتن من الأَرض في ذهابها (احزألت)
وسموا الإبل التي تتلوها أولادها متالي، جمع (متلية) وقال البَاهلي: المَتالي الإِبل التي قد نُتج بعضها وبعضها لم ينتج؛ وأَنشد:
وكـلُّ  شَـمـالـيٍّ، كـأَنَّ iiرَبابَه مَتالي مهيب، مِنْ بَني السيِّدِ، أَوْرَدا
قال: نَعَمُ بَني السيِّدِ سُودٌ، فشبه السحاب بها وشبه صوت الرعد بحَنِين هذه المَتالي.
وقالوا :الصِّرْمَةُ: القِطْعة من السحاب. والصِّرْمَة: القطعة من الإبل
وقالوا: الخِنْطِيلة: القِطْعة من الإِبل والبقر والسحاب؛ قال ذو الرمة:
خَـنَـاطِيل يستقرِين كل iiقَرَارة مِرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الروائس
 
الروائس: أَعالي الوادي. والخُنْطُولة: الطائفة من الدواب والإِبل ونحوها. وإِبِلٌ خَناطِيل: متفرقة
وقالوا: والعَكَرةُ:القطعة من الإِبل وقال ساعدة بن جؤية:
لَـمّا  رَأَى نَعْمان حلَّ iiبِكِرْفِئ عَكِرٍ، كما لَبَجَ النُّزولَ الأَرْكُبُ
 
جعل للسحاب عَكَراً كَعَكَرِ الإِبل، وإِنما عنى بذلك قِطَع السحاب وقَلَعَه
وقالوا: القُذَعْمِلة: القصير الضخم من الإِبل، والقُذَعْمِلة: الناقة القصيرة. وما في السماء قُذَعْمِلة أَي شيء من السحاب.
وقالوا: النَّشء بسكون الشين: صِغار الإِبل،. وأَنْشَأَت الناقةُ، وهي مُنْشِءٌ: لَقِحَت. ونَشَأَ السحابُ نَشْأً ونُشُوءاً: ارتفع وبَدَا، وذلك في أَوّل ما يَبْدأُ. ولهذا السحاب نَشْءٌ حَسَنٌ، يعني أَوَّل ظهوره.وقال  الأَصمعي: خرج السحابُ له نَشْئٌ حَسَنٌ وخَرج له خُروجٌ حسن، وذلك أَوَّلَ ما يَنْشَأُ

وقالوا: رَحا السَّحابِ: مُسْتَدارُها. وفي حديث صِفَةِ السَّحابِ: كيف تَرَوْنَ رَحاها أَي اسْتِدارَتَها أَو ما اسْتَدارَ منها. والأرْحي: القَبائلُ التي تَسْتَقِلُّ بنَفْسها وتَسْتَغْني عن والرَّحا من الإبل: الطَّحَّانة، وهي الإبل الكثيرةُ تَزْدَحِمُ.

وسموا السَّحابَ رَوايا البِلادِ؛ والرَّوايا من الإِبلِ: الحَوامِلُ للماء، واحدتها راوِيةٌ فشبَّهها بها، وبه سميت المزادةُ راويةً، وقيل بالعكس. وفي حديث بَدْرٍ: فإِذا هو برَوايا قُرَيْشٍ أَي إِبِلِهِم التي كانوا يستقون عليها

وقالوا: الفِرْشاحُ من النساء: الكبيرة السَّمِجَة، وكذلك هي من الإِبل؛ قال:  
سَقَيْتُكمُ  الفِرْشاحَ، نَأْياً iiلأُمِّكُمْ تَدِبُّونَ للمَوْلى دَبيبَ العَقارِب
والفِرْشاحُ من السحاب: الذي لا مطر فيه.
وقالوا : الفارِقُ من الإِبل: التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل: هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق.
قال الجوهري: وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق. وقال ابن سيده: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً:
لـه فُـرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ iiحَوْلَهُ يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا
 
فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري: ويجمع أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى:
أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ قِ  رَجُوسٌ، قدَّامَها iiفُرّاقُ
 
*زهير
22 - نوفمبر - 2008
هل القرآن حمال ذو وجوه    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذنا د. يحيى مصر الحلبي:
وشكرا لمشاركاتكم الكريمة في مجالسنا، أتمنى لو تذكرون لنا اسم صاحب القصيدة التي نشرتموها يوم 12 نوفمبر في ملف (استراحات) بعنوان الظلم ظلمات، ولا شك أن قائل القصيدة شاعر من فحول الشعراء، لذلك أرغب لو تتفضلون علينا بذكر ترجمته وشيء من شعره....
وأما أن القرآن حمال أوجه، فلا أوافقكم على هذه الكلمة، والشك فيها طويل وعريض، وكنت أنتظر غيري أن يتناولها بالنقد ويكفيني هذه المهمة. بل القرآن كتاب مبين أنزله الله تبيانا لكل شيء (مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ)
 وهذه الكلمة نسبت إلى الإمام علي (ر) في نهج البلاغة ونصها :
( ومن وصيَّةٍ له عليه السلام لعبد الله بن العباس لمَّا بعثه للاحتجاج على الخوراج:
لا تخاصمهم بالقرآن فإنَّ القرآن حمَّالٌ ذو وجوهٍ تقول ويقولون، ولكن حاججهم بالسنَّة فإنَّهم لن يجدوا عنها محيصا)
وعلى هذه الكلمة بنى الشيعة الإمامية عقيدة الاختصاص بالعلم كما يفهم من كلام السيد علي الشهرستاني في كتابه: (منع تدوين الحديث) (ص 462) أثناء حديثه عن الاجتهاد والنص، قال: (ومنها: أنّ مدرسة الاجتهاد تقول إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يوص من بعده. وأمّا مدرسة أهل البيت فتنصّ على وصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلىّ وأهل بيته من بعده.
ومنها: أنّ قريشاً ومدرسة الاجتهاد منعت من تدوين سنّة رسول الله. وأمّا مدرسة أهل البيت فقد دوّنت ذلك ودعت إليه رغم كلّ الظروف. ومنها: أنّ مدرسة الاجتهاد قالت: (حسبنا كتاب الله) ولا (ألبس بكتاب الله شيئاً) وأمّا مدرسة أهل البيت فتقول عن القرآن إنّه حمّال ذو وجوه، ولا يمكن فهم حقائقه وتفصيله إلاّ عن طريق السنّة وتفسير من خصّه الله بالعلم.
ومنها: أنّ مدرسة الاجتهاد لا ترتضي عرض كلام الصحابىّ على القرآن، بل ترى قوله وعمله مخصِّصاً للقرآن، وأمّا مدرسة أهل البيت فتدعو إلى لزوم عرض كلامهم على القرآن وطرح ما خالف القرآن فجاء عنه (عليه السلام): (إذا حدّثتكم بشي فاسألوني عنه في كتاب الله أو قوله: (فاعرضوا كلامي على كتاب الله، فما وافقه فخذوا به وما خالفه فاطرحوه) 
قلت أنا زهير: وظاهر ما في هذا الكلام من الافتراء وتقويل أهل السنة ما لم يقولوا. وقريب منه قول ابن أبي حديد، في شرحه لمعنى حمال ذي وجوه:
 (هذا الكلام لا نظير له في شرفه وعلو معناه، وذلك أن القرآن كثير الاشتباه، فيه مواضع يظن في الظاهر أنها متناقضة متنافية، نحو قوله: "لا تدركه الأبصار"، وقوله: "إلى ربها ناظرة"، ونحو قوله: "وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، وقوله: "فأما ثمود فهديناهم، فاستحبوا العمى على الهدى"، ونحو ذلك، وهو كثير جداً، وأما السنة فليست كذلك، وذلك لأن الصحابة كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتستوضح منه الأحكام في الوقائع، وما عساه يشتبه عليهم من كلامه، يراجعونه فيه، ولم يكونوا يراجعونه في القرآن إلا فيما قل، بل كانوا يأخذونه منه تلقفاً،
وأكثرهم لا يفهم معناه،
لا لأنه غير مفهوم، بل لأنهم ما كانوا يتعاطون فهمه، إما إجلالاً له أو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسألوه عنه، أو يجرونه مجرى الأسماء الشريفة التي إنما يراد منها بركتها لا الإحاطة بمعناها، فلذلك كثر الاختلاف في القرآن. وأيضاً فإن ناسخه ومنسوخه أكثر من ناسخ السنة ومنسوخها، وقد كان في الصحابة من يسأل الرسول عن كلمة في القرآن يفسرها له تفسيراً موجزاً، فلا يحصل له كل الفهم، لما أنزلت آية الكلالة، وقال في آخرها: "يبين الله لكم أن تضلوا"، سأله عمر عن الكلالة ما هو؟ فقال له: يكفيك آية الصيف، لم يزد على ذلك، فلم يراجعه عمر وانصرف عنه، فلم يفهم مراده، وبقي عمر على ذلك إلى أن مات، وكان يقول بعد ذلك: اللهم مهما بينت، فإن عمر لم يتبين، يشير إلى قوله: يبين الله لكم أن تضلوا
وكانوا في السنة ومخاطبة الرسول على خلاف هذه القاعدة، فلذلك أوصاه علي رضي الله عنه أن يحاجهم بالسنة لا بالقرآن.
فإن قلت: فهل حاجهم بوصيته؟
قلت: لا، بل حاجهم بالقرآن، مثل قوله: "فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها"،
ومثل قوله في صيد المحرم: "يحكم به ذوا عدل منكم"، ولذلك لم يرجعوا والتحمت الحرب، وإنما رجع باحتجاجه نفر منهم.
فإن قلت: فما هي السنة التي أمره أن يحاجهم بها؟
قلت: كان لأمير المؤمنين رضي الله عنه في ذلك غرض صحيح، وإليه أشار، وحوله كان يطوف ويحوم، وذلك أنه أراد أن يقول لهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار"، وقوله: "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، ونحو ذلك من الأخبار التي كانت الصحابة قد سمعتها من فلق فيه صلوات الله عليه، وقد بقي ممن سمعها جماعة تقوم الحجة وتثبت بنقلهم، ولو احتج بها على الخوارج في أنه لا يحل مخالفته والعدول عنه بحال لحصل من ذلك غرض أمير المؤمنين رضي الله عنه في محاجتهم، وأغراض أخرى أرفع وأعلى منهم، فلم يقع الأمر بموجب ما أراد، وقضي عليهم بالحرب، حتى أكلتهم عن آخرهم، وكان أمر الله مفعولاً.
*زهير
22 - نوفمبر - 2008
شتان بين ( أوجه) و ( وجوه) .    كن أول من يقيّم
 
أستاذي الغالي زهير . السلام عليكم ، ورزقكم الله إيماناً واطمئناناً وصحة وعافية ومالاً طيباً حلالاً.....
" إنه لا يشكر الله مَن لا يشكر الناس" . وأفضالك عليّ وعلى السراة وشداة العلم إقرار ، بله اعتراف.....
*( فَعْل): القياس في تكسيره أن يجيء على " أَفْعُل " ، نحو: وَجْه ، أوجُه . وهذا جمع قِلّة.
أمّا ( وُجوه) فجَمع كَثرة ...
والإشارة تُغني عن العبارة.
أما قائل القصيدة التي استرعت انتباهك -يا أيها الذوّاقة البصير- فهي لصديق لي حميم : رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة الملك عبد العزيز
في جُدّة ، اسمه محمد الجهني ، وكنيته : أبو عبد الرحمن،...حفظه الله الحفيظ ، وحفظك، وحفظنا أجمعين.   
 
*د يحيى
22 - نوفمبر - 2008
القرآن الكريم حمّال أوجه ، وليس وجوه.    كن أول من يقيّم
 
*نزلت سورة المسد في الأيام الأولى للإسلام ، وكان الرجل يستطيع تكذيبها بالدخول في الإسلام بعد ذلك ، ولكن أبا لهب بقي إلى أن مات عدواً للدين والداخلين فيه ، فصدقت فيه :
 " سيصلى ناراً ذات لهب * وامرأته حمّالة الحطب*" . إنّ زوجة أبي لهب هي أخت أبي سفيان ؛ سيدِ مكة ، وصاحب لوائها في الحروب...
      إذن ، المرأة من بيت سيادة ، فيبعد أن تشغل نفسها بحمل الحطب ! والمقصود أنها تنقل ما يثير الوقيعة ، ويحرك الخصومة . وكذلك يفعل النمامون ومثيرو الفتن....
     *سورة قريش : " لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف " ( قريش/ 1 و2).
إن جزيرة العرب تقع بين أوربة وآسية ، وقد اشتغل أهلها بالتجارة بين هاتين القارتين ، وكانوا همزة وصل بين الرومان في الشام، والهنود في الجنوب . وانتظمت رحلاتهم تنقل السلع بين هؤلاء وأولئك.
وقد امتن الله تبارك وتعالى – في مكة وحولها – بهذا الوضع الذي انتفعوا منه كثيراً :
" فليعبُدوا ربّ هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " ( قريش/ 3 و4) .
وهذه الكلمات تشير إلى استتباب الأمن وانتفاء الخوف ، وهما أساس الحرية السياسية.
 ووفرة الأقوات وسهولة التبادل ، وهما أساس الحرية الاقتصادية .
ونستطيع القول : إن العربي في أرجاء الجزيرة كان أقوى شخصية وأوسع استقلالاً من غيره . وهذا ما رشّح العرب لحمل رسالة الإسلام والتطواف بها في المشارق والمغارب .
ومن العلماء مَن يرى هذه السورة امتداداً لسورة الفيل ، ويجعلهما سورة واحدة .
*سورة الماعون : أهل الدين يتعرفون إلى حاجات الآخَرين ، ويسارعون في قضائها . فالدين مع الضعيف حتى يقوى ، ومع الفقير حتى يستغنيَ ، ومع اليتيم حتى يكبر ، ومع الهائم حتى يستقر .
وقد فرّط بعض المنتمين إلى الدين في هذه الواجبات ، فتولدت فلسفات تكفر بالله واليوم الآخِر ، وكانت الشيوعية آخرها ، استطاعت أن تحكم نصف العالم أو تؤثر في النصف الباقي .
ولو أن أهل الدين ، ولاسيما المسلمون ارتبطوا بدينهم ، وساروا به سيرة حسنة ، ما ظهر هذا الإلحاد.
إنّ الإيمان أخو العطاء والعدالة ، والشِّرك أخو الأثرة والقسوة . وتدبر قوله تعالى :
" أرأيتَ الذي يكذّب بالدِّين* فذلك الذي يدُعُّ اليتيم * ولا يحُضّ على طعام المسكين "
( الماعون/ 1-3 ) .
إنّ هذه السورة الوجيزة ترفض العبادة الصورية ، وترى أنّ إعانة محتاج شرط في الإيمان ، كإقامة الصلاة وأدائها بخشوع ، وتهدد بالويل مانع الماعون عن محتاج إليه ....
*عِلم اليقين : كعِلْمنا بالكعبة . وعين اليقين : كرؤيتنا الكعبة . وحق اليقين : كطوافنا حول الكعبة ،وقد يكون الدخول فيها.....
*سورة التين : بعض العلماء قال : القسَم بالثمر حقيقةً :
 " والتين والزيتون* وطور سينين* وهذا البلد الأمين" (التين/1-3) .
 ويرى المحققون أنّ القَسَم هو بمواطن الشرائع الأولى . وهذا أوفق في الجمع بينها .
 ويؤيده ما روي عن ابن عباس ، رضي الله عنهما، أنّ( التين )هو مسجد نوح الذي بناه على الجُوديّ بعد انتهاء الطّوْفان ، وأنّ(الزيتون) هو المسجد الأقصى ...، و( طُور سينين )[ بالسريانية]: جبل تجلى الله تعالى على موسى ، عليه السلام، وتشريفه بالرسالة ،
 و(البلد الأمين) : مكة المكرمة ؛ موطن الإسلام ومشرق أنواره....
أوليس القرآن الكريم حمّالَ أوجه ، وليس حمّال وجوه ، كما تقوّل ابن أبي الحديد على أمير المؤمنين عليّ ، عليه السلام، ورضي الله عنه ؟ بلى !
إنّ علم الصرف الذي يبحث في بنية الكلمة قد بيّن لنا الفرق بين الأوجه والوجوه ....
 
*د يحيى
23 - نوفمبر - 2008
المرحوم الشيخ الغزالي، و( القرآن حمّال أوجه).    كن أول من يقيّم
 
"القرآن الكريم حمّال أوجُه ، وهذا جزء من إعجازه ، وليس عيباً فيه.... وكون الآيات مرنة ، فذلك لكي تطاوع العصور كلها ، كيف نبيّن للعالم من خلال رسالتنا العالمية هذه الآية الكريمة :
 " وأعِدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهِبون به عدوّ الله وعدوكم...." ؟ أليس رباط الخيل هذه الأيام هي الدبابات وسواها؟
وماذا أفهم من الآية التالية : " وإذا بطشتم بطشتم جَبّارين " ؟
أليس يجدر بالحاكم ألا يكونَ جبّاراً ، وألا تكون السلطة قاهرة بمثل تلك الطريقة ...... والذين يتدبرون القرآن الكريم يأخذون من قوله تعالى :
" أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض " : ضرورة أنّ الإسلام متكامل ، لا يقوم بعضه في غيبة بعضه الآخَر ، ولا بد من هذا التماسك ...
*إنّ حق الطلاق عند الرجل يقابله حق الخلع عند المرأة ، وليس هناك إهانة لأحدهما ، فالمرأة إذا كرهت البيت مثل الرجل إذا كره البيت . هو يطلّق ، والمرأة تخلع ، ومن حقها ذلك ، والآية واضحة :
" الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريحٌ بإحسان ولا يحِلّ لكم أن تأخذوا مما آتيتموهنّ شيئاً إلا أن يخافا ألا يُقيما حدود الله فإنْ خِفتم ألا يقيما حدود الله فلا جُناحَ عليهمافيما افتدتْ به "(البقرة 2/229).
لاحظ موضع الشاهد : " فيما افتدتْ به ".
 وقولُه تعالى : "حدود الله" يدل على أن الأسرة محكومة بحدود الله وشريعته . وكلمة " الطلاق مرتان " نفسها تنبيه إلى كل مَنْ عنّ له أن يطلّق أن يراقب ، وأن يتريث ، وذلك إلى ضميمه : وجود حَكَمَين وغيرها من المراحل التي تسبِق عملية الطلاق....".
 
المرجع : ( كيف نتعامل مع القرآن ، للعالِم المصري محمد الغزالي ،رحمة الله عليه، مطبوعات المعهد العالمي للفكر الإسلامي، هيرندن ،ولاية فيرجينيا القريبة من واشنطن،صفحة185 و186).
 
*د يحيى
23 - نوفمبر - 2008
رأي    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم
إن موضوع ترجمة القرآن الكريم من أهمّ المواضيع وأكثرها إحراجا خاصّة بالنسبة إلى رجل عربي مسلم مقدِّس للنصّ القرآني. إلاّ أنّ طرح الموضوع يثير أكثر من إشكال حسب رأيي، أولهما هو لماذا يعتبر النصّ القرآنيّ معجِز، هل يكمن إعجازه في لفظه أم في معناه أم في كليهما؟ ثانيهما وهو نتيجة للإشكال الأول وهو: إذا كان إعجاز القرآن يكمن في لفظه فإنّ ترجمته حتما ستسيء إليه من عدّة جوانب لغوية وفنية ومضمونية أيضا، فالشعر إن تُرجم هزلت فيه الصور الشعرية والقرآن إن تُرجم غابت عنه تلك الروح الإعجازية المتمثّلة في لفظه المقدّس. أمّا إذا كان الإعجاز متمثّلا في معناه فالإشكال الأكبر سيكون في ما يلي وهو أنّ النصّ القرآني فيه معان نجدها في بعض الكتب السماوية الأخرى بل وحتّى في الشعر الجاهلي القديم. ومن هنا يتأتّى الإشكال الرّئيسي الثالث وهو أنه إذا قمنا بترجمة النصّ القرآني حتما ستزول عنه ذاته القدسية ولن يكون عربيّا مبينا. لكن حسب رأيي يمكن ترجمة النصّ القرآني لغاية واحدة وهي الاطّلاع على ما ورد فيه لمن لا يجيد اللغة العربية، يعني يُترجَم من باب العلم والمعرفة فحسب لا من باب إثبات إعجازه. والله أعلم.
والسلام
*hela
20 - أبريل - 2009
مرحباً وأهلاً وسهلاً بترجمة معاني القرآن الكريم.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
إخوتي السراة : السلام عليكم. هلا تكرمتم ودخلتم ( غوغل) ، وكتبتم :
Islam today . com
Islam tomorro .com
Islam always .com
إن صاحب هذه المواقع الرائعة هو الشيخ يوسف إستس . كان دخل في دين الله منذ أربعة عشر عاماً ، وكان قساً ثرياً....وفي أقل من عام أسلم أبوه وأمه وزوجه. كل أولئك قرؤوا ترجمة معاني القرآن الكريم ، ...
وهكذا ، فالقرآن لايترجم ، ولكن معانيه تترجم ،.....إن علماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات....كلهم دخلوا في دين الله بسبب قراءتهم ترجمة معاني القرآن، وإلا فكيف سيقتنع الراغب في هذا الدين إذا لم يقرأ ترجمة معاني القرآن الكريم : إنهم أول ما يعجبون به : سورة الفاتحة ، وقل هو الله أحد، وسورة مريم ، وسورة الحديد....وكلنا يعلم بتغيرالفتوى بحسب المكان والزمان والظروف والأحوال....
*د يحيى
21 - أبريل - 2009
 1  2  3  4