البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : حدثني عن الشام واحك لي عن دمشق    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زهرة تشرين 
25 - مايو - 2008
وإنني أيها السيد العربي ندمت ندامة الكسعي على أمر فرطت فيه وتهاونت به ولهوت عنه.. في حياتي الأدبية والعلمية التي عشتها بين هذه الأمة العربية وعشت فيها هموم العروبة ومآسيها وآمال الوطن العربي وتطلعاته حتى امتلأت من ذلك أضلعي وأخمصي واشتعلت كل شعرة من رأسي شيبا من شوب مفاسد الأحوال وقواصم الأهوال..
لعلك تسأل فيم ندمك..
ندمت أنني لم أر بغداد قبل خرابها وبوار سوقها  ودق عظمها وكسر ساقها..
كنت أوان الحرب أتسمر أمام الشاشة.. فكلما هدم جانب في بغداد أحس أثر التداعي في أطراف من جسمي, أحسه مرة في حنكي كأن شقا منه يميل حتى يتدلى على عنقي وقفاي, ومرة  من شدقي كأنه يتهدم ويرعد, وتارة في يدي كأنها شلاء, حتى طمست معالم بغداد فأحسست كأن وجهي طمست معارفه فسقطت عين على الفم واعتلى الأنف الجبهة ووقف الأنف حائرا علىالخد الأيسر واستلقت الأذنان على الحنك الأيمن..وتناثرت الأسنان والأضراس على الجانبين.. 
أنا لا أدري..أنا زهرة متألمة يا أخي..تعذبني الأخبار الآتية من البلاد.. تعذبني كل العذاب..صرت أخاف انفجار الفجر في كل يوم..لأنه لن يأتيني بنور من السماء لكنه سيأتينا بأخبار الموتى والقتلى والأشلاء..
أريدأن أعيش يوما أطمئن فيه على كل نفس.. يوما لا تزهق فيه روح..أرأيت سماحة العربي..أسمعت بها.. لعلك تسأل وما سماحة العربي وهل للعرب من سماحة
سماحة العربي يعرفها كل من عاشرهم وساكنهم وخير العرب عرب الشام وخير أهل الشام أهل دمشق وخير أهل دمشق ..هذا فيه خلاف ولست شاميا..
سماحة العربي تحدثك عنها كتب العرب في آدابها وأخلاقها..ليس العربي إلامحبا للناس منفتحا عليهم مكرما لهم كماهي لغته..لكنه يأبى الضيم..فهو حر..وفيهم حثالة كباقي الخلائق..سنة الله
ندمت على ما فاتني من بغداد وعيونها وكان الشافعي يقول لتلميذه من لم يزر بغداد لم ير الدنيا..لكنني لا أشعر اليوم بنفس الحرارة التي كانت تملأني كلما سمعت اسم بغداد, ولن يعود ذلك الشعور ولو بنوا بغداد مائة مرة أو صنعوا من مثلها مئة..لكن بغداد التي عرفها ويعرفها العرب قد رممناها في قلوبنا وإن لم يكن للترميم ما للمثال من دفء وحنين..
ندمت على ذلك..وسأندم مرة أخرى..في محل آخر أعمق في النفس..سأندم أنني لم أزر دمشق..دمشق التي لا يوجد عربي ولا مسلم لا يمتلأ فخرا إذا ذكر اسمها, دمشق التي  قامت بالعروبة والإسلام منذ عهدهما الأول ونهضت بالفتوح من ما وراء النهر إلىما وراء البحر..لماذا دمشق..وليس فاس..أو القاهرة..أواسطنبول..أين السر فيك يا دمشق..
سر دمشق في روح أهلها..قد لا تحب شعوبا ممن عمروا الأرض.. لكن ليس في وسع قلبك ألا يحب أهالي الشام دمشق وحلب وحمص..
الجمال في الشام وأهلها أ نواع..جمال أهلها من رجال ونساء..وهو متوسط بين قريتين أحدهما علا حتى انسفل والآخر نزل فما علا..والجمال إنما محله الاعتدال..
وجمال أرضها وجوها..وجمال فنها وصناعاتها..وجمال لهجة سكانها..فالشامية من أطيب اللهجات وأرقها وألينها.. عمدوا إلى الامالة فلطفت مخارجهم وهذبت مناطقهم, ولم يبالغوا في ذلك ويجاوزوه إلى حد الافحاش كما فعل بعض مجاويريهم على الحدود..وفي كل خير..
إنني لا أريد أن أرى دمشق على مثل بغداد فلم يبق في الوجه ما يهدم أو يطمس..
أيها السادم أبناء الشام حدثونا عن الشام واجعلوها تحاورنا على لسانكم..
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
دمشق وصباحها المختلف..    كن أول من يقيّم
 
اليوم صباحاً أرسلت للأستاذ زهير رسالة عبر البريد الإلكتروني، ولشغله الكبير والشاق تأخر رده إلى ما بعد الظهر، واعتذر الأستاذ عن ذلك، على الرغم من أن مثل هذا الموقف لا يتطلب اعتذاراً إلا إذا كان الشخص بتواضع الأستاذ وسعة أخلاقه وحلمه..
تأخرت رسالته قليلاً عن الصباح وله كل العذر ومني له كل الاعتذار على إشغاله بأمور تافهة..
عنوان رسالته لم يكن مطابقاً لواقع الحال فقد كان التوقيت ظهراً (جداً)، ومن يعرف الخليج يعرف معنى أن يكون الوقت ظهراً أو بعد الظهر بقليل حيث كل شيء مشتعل، حتى أخلاق الناس.
كان عنوان رسالته: (أسعد الله صباحك)، قرأتها في نحو الساعة الواحدة بعد الظهر، وخرجت فوراً بعد أن قرأت تعليقه الجميل لأتابع الركض الماراثوني خلف الرزق الذي أبدأ به صباحاً وأنتهي منه ليلاً، خرجت وإذا بوهج حار يلفعني ويلفني، قلت في نفسي: وهل يوجد صباح هنا؟!..
كلمة (السعد) تنطبق عليَّ وأعيش بها عندما أرى كلمات الأستاذ زهير أو عندما تصلني رسالة منه، لكن (الصباح) في الرياض أفتقده بشدة، أبحث عنه ولا أجده، ربما هذه الكلمة ارتبطت عندي بصباحات دمشق الساحرة، لذلك كان الفقد كبيراً، وهو فقد لا يحس به إلا من عاش صباحات دمشق.
كم أحب صباحاتها، بل كم أحبها هي، وكم كنت أكره السهر ليلاً كي أستيقظ لأرى الصباح عند ولادته، افتقدت ذلك هنا، أستيقظ على صباح لا يطاق، ولا أسمع فيه زقزقة العصافير أبداً مع أن الأشجار موجودة لكنها ليست كالأشجار التي أعرفها، حتى العصافير أبت أن تعيش هنا، هاجرت إلى حيث حريتها ونحن هاجرنا إلى حيث سجننا، نحن رضخنا على رغم قوتنا، وهي أبت على رغم ضعفها..
هذا هو الفرق بين الصباحين.. وهناك فرق آخر كبير وكبير جداً.. إنه وجه أمي..
أستيقظ كل يوم هنا فلا أرى وجهها.. أليس ذلك كافياً لأن يصاب المرء بالاكتئاب؟..
*أحمد عزو
30 - يونيو - 2008
أسعد الله صباحك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أسـعـد الله صباحكْ وإلـى  الشام iiأراحكْ
كـسـر الشوق iiإليها عـبـراتي iiوجناحك
ولـيـالي  أم iiغازي شـبح  يذرو iiرياحك
بـردى  وهو iiعجوز بـردى يوم iiاستباحك
وأنـا  الـيـوم iiأراه يوم  أعطاك iiسراحك
وعلى  النهر iiضفافي وعلى  الماء iiوشاحك
وعـصـافير iiدمشق وصـبـاها ومراحك
وعـزاء  القلب iiفيها حين  تستجلي كفاحك
يوسف العظمة نصبٌ خـالد  يأسو جراحك

*زهير
30 - يونيو - 2008
الشكر لا يكفي..    كن أول من يقيّم
 
دائماً يتلعثم لساني أمامك يا أستاذ زهير، أهي الرهبة من كلماتك.. أم الرغبة في احتضان حنانها؟.. لأول مرة أعرف إنساناً كلماته تحتضنني وكأنها أم غازي.. أتلمس شاشة الجهاز.. أمر فوقها كلمة كلمة.. بل حرفاً حرفاً.. أحاول أن أتلمس نعومتها بعد أن تلمست حنانها وحنينها..
جزاك الله ألف ألف خير.. وصبَّرنا جميعاً على ما افتقدنا من أيام وأحبة..
 
*أحمد عزو
30 - يونيو - 2008
سوريا يا حبيبتي    كن أول من يقيّم
 
شكرا جزيــــــلا على هذا الملخص الرائع عن دمشق...
ذكرني هذا الموضوع بقصيدة رائعة للشاعر السوري نزار قباني عن دمشق...
 
 
هـذي  دمشقُ.. وهذي الكأسُ iiوالرّاحُ
إنّـي أحـبُّ... وبـعضُ الحبِّ iiذبّاحُ
أنـا  الـدمـشقيُّ.. لو شرحتمُ iiجسدي
لـسـالَ مـنـهُ عـنـاقـيدٌ.. iiوتفّاحُ
و لـو فـتـحـتُـم شراييني iiبمديتكم
سـمـعتمُ في دمي أصواتَ من iiراحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
ومـا لـقـلـبي –إذا أحببتُ- iiجرّاحُ
مـآذنُ  الـشّـامِ تـبـكي إذ iiتعانقني
و  لـلـمـآذنِ.. كـالأشجارِ.. iiأرواحُ
لـلـيـاسـمـينِ حقوقٌ في iiمنازلنا..
وقـطّـةُ  الـبـيتِ تغفو حيثُ iiترتاحُ
طـاحـونـةُ الـبنِّ جزءٌ من iiطفولتنا
فـكـيـفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ iiفوّاحُ
هـذا  مـكـانُ "أبي المعتزِّ".. iiمنتظرٌ
ووجـهُ  "فـائـزةٍ" حـلـوٌ و iiلـماحُ
هـنا  جذوري.. هنا قلبي... هنا iiلغتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ iiإيضاحُ؟
كـم  مـن دمـشـقيةٍ باعت iiأساورَها
حـتّـى أغـازلـها... والشعرُ iiمفتاحُ
أتـيـتُ يـا شجرَ الصفصافِ iiمعتذراً
فـهـل  تـسـامحُ هيفاءٌ ii..ووضّاحُ؟
خـمـسونَ  عاماً.. وأجزائي iiمبعثرةٌ..
فـوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ iiمصباحُ
تـقـاذفـتـني  بحارٌ لا ضفافَ iiلها..
وطـاردتـنـي شـيـاطـينٌ وأشباحُ
أقـاتـلُ الـقبحَ في شعري وفي iiأدبي
حـتـى  يـفـتّـحَ نـوّارٌ... iiوقدّاحُ
مـا  لـلـعـروبـةِ تبدو مثلَ iiأرملةٍ؟
ألـيـسَ  فـي كـتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والـشـعرُ..  ماذا سيبقى من iiأصالتهِ؟
إذا تــولاهُ نـصَّـابٌ ... iiومـدّاحُ؟
وكـيـفَ نـكـتبُ والأقفالُ في iiفمنا؟
وكـلُّ  ثـانـيـةٍ يـأتـيـك iiسفّاحُ؟
حـمـلت شعري على ظهري iiفأتبِعني
مـاذا مـن الـشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
 
 
تقبلوا مروري
أختكم
 
دموع الورد



دموع الورد
15 - أكتوبر - 2008
 1  2  3