البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : حدثني عن الشام واحك لي عن دمشق    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زهرة تشرين 
25 - مايو - 2008
وإنني أيها السيد العربي ندمت ندامة الكسعي على أمر فرطت فيه وتهاونت به ولهوت عنه.. في حياتي الأدبية والعلمية التي عشتها بين هذه الأمة العربية وعشت فيها هموم العروبة ومآسيها وآمال الوطن العربي وتطلعاته حتى امتلأت من ذلك أضلعي وأخمصي واشتعلت كل شعرة من رأسي شيبا من شوب مفاسد الأحوال وقواصم الأهوال..
لعلك تسأل فيم ندمك..
ندمت أنني لم أر بغداد قبل خرابها وبوار سوقها  ودق عظمها وكسر ساقها..
كنت أوان الحرب أتسمر أمام الشاشة.. فكلما هدم جانب في بغداد أحس أثر التداعي في أطراف من جسمي, أحسه مرة في حنكي كأن شقا منه يميل حتى يتدلى على عنقي وقفاي, ومرة  من شدقي كأنه يتهدم ويرعد, وتارة في يدي كأنها شلاء, حتى طمست معالم بغداد فأحسست كأن وجهي طمست معارفه فسقطت عين على الفم واعتلى الأنف الجبهة ووقف الأنف حائرا علىالخد الأيسر واستلقت الأذنان على الحنك الأيمن..وتناثرت الأسنان والأضراس على الجانبين.. 
أنا لا أدري..أنا زهرة متألمة يا أخي..تعذبني الأخبار الآتية من البلاد.. تعذبني كل العذاب..صرت أخاف انفجار الفجر في كل يوم..لأنه لن يأتيني بنور من السماء لكنه سيأتينا بأخبار الموتى والقتلى والأشلاء..
أريدأن أعيش يوما أطمئن فيه على كل نفس.. يوما لا تزهق فيه روح..أرأيت سماحة العربي..أسمعت بها.. لعلك تسأل وما سماحة العربي وهل للعرب من سماحة
سماحة العربي يعرفها كل من عاشرهم وساكنهم وخير العرب عرب الشام وخير أهل الشام أهل دمشق وخير أهل دمشق ..هذا فيه خلاف ولست شاميا..
سماحة العربي تحدثك عنها كتب العرب في آدابها وأخلاقها..ليس العربي إلامحبا للناس منفتحا عليهم مكرما لهم كماهي لغته..لكنه يأبى الضيم..فهو حر..وفيهم حثالة كباقي الخلائق..سنة الله
ندمت على ما فاتني من بغداد وعيونها وكان الشافعي يقول لتلميذه من لم يزر بغداد لم ير الدنيا..لكنني لا أشعر اليوم بنفس الحرارة التي كانت تملأني كلما سمعت اسم بغداد, ولن يعود ذلك الشعور ولو بنوا بغداد مائة مرة أو صنعوا من مثلها مئة..لكن بغداد التي عرفها ويعرفها العرب قد رممناها في قلوبنا وإن لم يكن للترميم ما للمثال من دفء وحنين..
ندمت على ذلك..وسأندم مرة أخرى..في محل آخر أعمق في النفس..سأندم أنني لم أزر دمشق..دمشق التي لا يوجد عربي ولا مسلم لا يمتلأ فخرا إذا ذكر اسمها, دمشق التي  قامت بالعروبة والإسلام منذ عهدهما الأول ونهضت بالفتوح من ما وراء النهر إلىما وراء البحر..لماذا دمشق..وليس فاس..أو القاهرة..أواسطنبول..أين السر فيك يا دمشق..
سر دمشق في روح أهلها..قد لا تحب شعوبا ممن عمروا الأرض.. لكن ليس في وسع قلبك ألا يحب أهالي الشام دمشق وحلب وحمص..
الجمال في الشام وأهلها أ نواع..جمال أهلها من رجال ونساء..وهو متوسط بين قريتين أحدهما علا حتى انسفل والآخر نزل فما علا..والجمال إنما محله الاعتدال..
وجمال أرضها وجوها..وجمال فنها وصناعاتها..وجمال لهجة سكانها..فالشامية من أطيب اللهجات وأرقها وألينها.. عمدوا إلى الامالة فلطفت مخارجهم وهذبت مناطقهم, ولم يبالغوا في ذلك ويجاوزوه إلى حد الافحاش كما فعل بعض مجاويريهم على الحدود..وفي كل خير..
إنني لا أريد أن أرى دمشق على مثل بغداد فلم يبق في الوجه ما يهدم أو يطمس..
أيها السادم أبناء الشام حدثونا عن الشام واجعلوها تحاورنا على لسانكم..
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
حديث عن دمشق - 1    كن أول من يقيّم
 
حديث عن دمشق
لا يتمارى أحد في مكانة دمشق ، على اعتبارها واحدةً من أولى مراكز الحضارة البشرية ومن أهم مراكز الإشعاع الثقافي ، ويكاد اسم دمشق لا يضارعه في عمقه على صفحات تاريخ المشرق أو العروبة أو الإسلام اسمٌ .  ولا غرو ، فدمشق هي التي صنعت للعرب وللمسلمين مجدهم وكتبت بحروف من نُور باكورة تاريخهم ، يوم أن كانت عاصمة للدّولة العربية الإسلامية الكبرى ، التي دانت لها أقطار العالم ، فانضوت شعوبه تحت لوائها الخفّاق .. وبلغت حدودها في مطلع القرن الثاني الهجري ، من جبال القفقاس شمالاً إلى الصّحراء الأفريقية الكبرى جنوباً ، ومن سور الصين العظيم شرقاً إلى مياه الأطلسي غرباً ! 
دمشق التاريخ.. والحضارة.
دمشق .. موطن أقدم الحضارات الإنسانية.
دمشق.. المدينة الجميلة المقدّسة التي واكبت الزمن كأقدم مدن العالم، وواحدة من عواصمه العريقة بماضيها وأمجادها.
دمشق.. المدينة التي كان لها ومازال الشأن القوي المتميّز في دنيا العرب، قبل الإسلام ومعه وبعده، وفي تاريخ العرب الحديث والعصر الذي نعيش.
دمشق.. التي حَباها الله الموقع الممتاز والإقليم المعتدل، وأعطاها من المياه أنهاراً تشرب منها وتسقي غوطتها، فتغدو زمردةً خضراء وسط بحر من الرّمال، وعلى أسوارها وجدران قصورها ومعابدها بصماتُ التاريخ ماثلةً تشهد على عظمتها وخلود دَورها في حمل مشعل الحضارة الإنسانية عبر العصور.
دمشق.. التي أنعم الله عليها بأعذب ماء لينعم به سكانها، والوافدون اليها، والعابرون منها، والمهاجرون اليها. والتي على أرضها دبّت الحياة منذ بدء الخليقة، وألفها الانسان وأحبّها، وحظيت بالنّماء والعمران.
*أحمد
29 - مايو - 2008
حديث عن دمشق - 2    كن أول من يقيّم
 
دمشق هذه استيقظت في بداية هذا القرن، لتجد نفسها أمام زحف المدنية الحديثة بكل مظاهرها ومبتكراتها، ولتجد من حولها ماضياً مثقلاً بالتّراث وبقايا الحضارات التي توالت عليها، بكلّ ألوان الثقافات والتقاليد. فيها من آثار العصور ونتاج الأجداد أوابدُ ومنشآتٌ تنطق بالجهد الخلاق، وتتجلّى فيها حصيلة تطورات شتّى في الفنون والمشارب والأذواق. فمن العهد الكنعاني والآرامي الى عهود الأشوريين والكلدان والفرس ثم اليونان والرّومان والبيزنطيين، حتى انبلج فجر دمشق في العهود الإسلامية: العهد الأموي فالعباسي ثم الفاطمي، وصولاً الى عهود السّلاﭽقة والأتابكة، ثم العهد الأيوبي والمملوكي والعثماني، وأيام الحكم العربي، لتأتي الجيوش الفرنسية ويبدأ عهد الاحتلال الأجنبي حتى عام 1946. سبعة عشر عهداً وملايين من البشر تعاقبت على دمشق الحضارة!
هذه دمشق .. التي انطلق منها السّلطان النّاصر صلاح الدين الأيوبي إلى صدّ الغزو الصليبي القادم من الغرب، ومرّ بها الظاهر بَيبَرس عندما واجه الغزو التّتري القادم من الشرق. كم صدق أحمد شوقي حين قال :
على حواشيك أمجادٌ مخلّدة

 
لها من الذِّكر تاريخ وديوانُ

 
دمشق، البشر.. والحضارة.. والثّقافة.. والتاريخ ، هي التي يبحث عنها القادمون من الشرق والغرب والشمال والجنوب، تلك التي كانت عاصمة الدّولة الاسلامية ،الدولة التي امتدت من مشارف الصين وحتى مياه الأطلسي. »كل الطرق تمرّ أو تقود الى دمشق«، هذا القول القديم ما زال صداه يتردّد حينما ننتقل من شارع الى شارع، ومن زقاق قديم الى آخر عبر الدّروب العتيقة الضيّقة. وقبل أن ننطلق الى التأمّل في مسيرة حياتها (حياة دمشق) التاريخية الأثرية نقف قليلاً لنستنشق عبير غوطتها، فكم شهدت من الحوادث والخطوب؟
فدمشق التي نعني هي الرّمز لجيل عربي، عاش معارك الاستقلال والتّحرر، وداعبت أحلامه خطوات وحدة العرب، تعيد لهم دورهم كأصحاب رسالة وحضارة، يتعاملون مع العالم بالأخذ وبالعطاء، وليس مجرد مستهلكين للبضائع والأفكار!
 
*أحمد
29 - مايو - 2008
حديث عن دمشق - 3    كن أول من يقيّم
 
ولكي ندخل دمشق، لابد من استعراض ولو سريع، لشريط صور من التاريخ القريب..
نخبةٌ من المناضلين والمفكرين معلّقون على أعواد المشانق في ساحة المرجة بعد ثورتهم على الاتّحاديين.
عددٌ قليل من أفراد الجيش العربي بقيادة وزير الحربية شخصياً (البطل يوسف العظمة) يواجه القوات الفرنسية في معركة غير متكافئة، ويستشهد أغلبهم في موقعة ميسلون.
صورٌ متعدّدة لأهل الشام، وهم متوجهون إلى دمشق للاحتفال بعيد الجلاء، بعد عشرين عاماً شاقّة من الكفاح.
إن مجرّد جولة في أنحاء دمشق تكشف معالم عبقرية موقعها، الذي يحدّده كلّ من جبل قاسيون ونهر بردى وبساتين الغوطة (بما تبقّى فيها من شجر)، فهذه لدمشق معالمها الثلاث كما هي الحال في معالم الأهرامات بالقاهرة، فمن فوق ربوة عالية تظهر دمشق كلها في منظر خلاّب، إن كان ليلاً أو مع الساعات الأولى للصباح. ودمشق كغيرها من المدن الكبرى تستيقظ والحركة تدبّ في أحيائها المختلفة وأسواقها وكنائسها ومساجدها.
ويأتي جبل قاسيون عندنا نحن الدمشقيين بعد جبل عرفات، فعنده تتكسّر الرياح الباردة ،وهو لدمشق كتاج من ألماس فوق رأسها. ومن موقع آخر نُدرك الإحساس إلى أيّ مدى تدينُ دمشق بوجودها إلى الواحة الفيحاء التي تحيط بها من طريق دمشق - بيروت، ونهر بردى الذي يخترق الغوطة وبساتينها وعلى ضفتي النهر، حيث تنتشر المطاعم والمقاهي فوق الرّبى الى جانب ما تبقى من شلالات تجري من نهر بردى. هناك تمضي معظم العائلات أوقات العطل في أيام الجمعة والأحد مع النسمات العليلة، والاستمتاع بما لذ وطاب في جنبات وادي بردى وجارته، ومع دخان النرجيلة واحتساء القهوة والشاي في الهواء الطلق. رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي إذ يقول:
يا روضة في رُبوع الشـام يانعةً       ترنّم الطــيرُ فيها وهو نشــوانُ
تمايلَ الغصـن فيها وانثنى طرباً       لمّـا  شَــجَتهُ  ترانيــمٌ  وألحــانُ
هذي ثمارك طابت في مغارسها       وذاك غصنك يندى وهو فينانُ
يا روضَ بردى في وَشـي بُردته       يختــالُ بين رُباها وهو جَذلانُ
 
هلمّوا نقرأ ما قاله الكاتب البريطاني ﭙاتريك سيل عن دمشق:
»موقع دمشق تضافر على خطّه التاريخ والجغرافيا، فهي تقع على سيف الصّحراء على نقطة بين الرّمل والطين، بين البَدو والحَضَر، بين اللا معمور والمعمور. إنها شامةٌ على خدّ الصّحراء السورية،كوّنها نهر بردى الذي أقام أكبر واحة في الشام، مما وفّر القاعدة لمدينة خالدة، تقع في أهم محورين للحركة التاريخيّة والتجاريّة في الشام، ومن هنا كانت ميناءً صحراوياً هاماً منذ وقت مُبكر، وكانت بحقّ بوّابة صحراء الشام وصحراء العرب، وبوّابة بغداد بوجه خاصّ، وهي في هذا كانت مدينة القوافل المثالية، وكانت التّجارة عنصراً محورياً في نشأتها وازدهارها«.
وعن أهميّة وضع سورية بشكل عام، ومنها وضع دمشق الجغرافي السياسي يضيف: »إنّ مَن يروم قيادة الشرق الأوسط لا بُدّ له من السيطرة على سورية، لأسباب عديدة، منها موقعها الاستراتيجي الذي يشرف على الممرّات الشمالية الموصلة الى مصر، وعلى الطريق البرّي بين العراق والبحر الأبيض المتوسّط، وعلى شمال الجزيرة العربية والحدود الشمالية للعالم العربي، فسورية بعاصمتها دمشق تعدّ مركزَ مراقبة جيداً، يمكن منه رصد سياسات الدّول الكبرى«.
 
*أحمد
29 - مايو - 2008
حديث عن دمشق - 4    كن أول من يقيّم
 
صدق من قال: »في دمشق القديمة يجد العربي ذاته«، ففي دمشق القديمة التي يحيط بها السور، يتراكم ويتداخل تاريخُ أربعة عشر ونيّف من القرون بتعاقُب العهود، والتحام المحاربين، والتقاء الإمبراطوريات القديمة والحديثة، فكان لقاء الصراع والدم، الذي أنتج في النهاية حضارة وعلماً وثقافة وفناً.
أمّا علامات دمشق العتيقة فما تزال قائمة: السّور.. أبواب دمشق.. القلعة القديمة.. الجامع الأموي.. الأسواق الكبيرة المشهورة.. الحمامات ذات التّراث الدمشقي والطابع الشرقي الأصيل. كم يخفق القلب لهذه البقعة، التي استمرت بملامحها على مرّ التاريخ بإرادة تاريخية لا تقهر.
دمشق التاريخ.. ما زال قلبها القديم (لكنه ليس بالضعيف) ينبض بالحركة والحياة. هذا القلب يقاوم الحصار والزّحف القادم اليها كالطوفان: زحف الشوارع الواسعة والأبنية الإسمنتية والأنفاق والجسور، لربط القديم بالحديث. لكنّ دمشق تبقى مع ذلك نموذجاً يحمل ملامح المدينة العربية الإسلامية كلّها، فهي بلا مِراء من أغنى المدن بالفنّ العربي والطابع العربي الأصيل.
أمّا نواة دمشق العتيقة ووحدتها الرئيسية فهي بلا ريب البيت الدمشقي، حيث القاعات الكبيرة الفخمة أو ما يسمى (بالليوان). كثير من هذه البيوت قد تحوّل الى مزارات ومتاحف (كقصر العظم)، ومنها ما تحوّل الى مطاعم على الطراز الشرقي، مثل بيت جبري بفسحته السماوية الكبيرة وعرائش الياسمين البلدي برائحته الفوّاحة أوالبنفسج أو المجنونة، والبحرة النافورة في وسط كل بيت من بيوت دمشق العتيقة، وحول البحرة أشجار البرتقال والليمون.
وطراز البيت الدمشقي هو خُلاصة الفنون التي ارتقت مع الزّمن، ولو أنّ غالبيّة البيوت القائمة حالياً تعود الى أيام العثمانيين. وهو كباقي البيوت العربية في القاهرة وبغداد، به باحة واسعة تظلّلها الأشجار والرياحين ،وبه ايوانات وقاعات مزخرفة. يقودك مدخله الى صحن الدار، المزيّن بالأقواس والطّنوف والزّخارف الحجرية. وقُصارى القول: هذه البيوت أصبحت قبلةً لزائري دمشق، وحتى لأهل دمشق أنفسهم، إذْ يشتدّ بهم الحنين إلى دُور الأجداد.
لاتزال قلوب أهل دمشق العامرة بالحياة تنبضُ حُباً وألقاً، متشبّثةً بالتاريخ وجُذوره، وتبقى دمشق ملاذاً آمناً لكل القادمين و العابرين والمقيمين والوافدين والنازحين واللاجئين، وسيظلّ أهل دمشق يحبون كل أولئك وهؤلاء، لأنّ دمشق بما قدّمته من تاريخ مشرق وضّاء، تبقى على مرّ العصور منارة إشعاع ومحبّة وتلاقٍ وامتزاج إيجابي للثقافات والحضارات والأديان.
د. أحــمد إيبش
*أحمد
29 - مايو - 2008
حديث عن دمشق - 5    كن أول من يقيّم
 
أسماء دمشق على مرّ التاريخ
 
1- رأس بلاد آرام: كما وردت في العهد الآرامي.
2- مدينة نعمان الأبرص الآرامي.
3- بيت رِمّون: نسبة إلى هيكلها الذي ينسب إلى رمّون اللّودي.
4- قرية المسرّة: من ألقابها في العهد الآرامي.
5- مدينة ألعازر خادم النبي إبراهيم.
6- الشام: الاسم المرادف لدمشق على مر العصور.
7- جيرون أو حصن جيرون.
8- جلّق. (اسم ملغز، استطعنا حلّ سرّه أخيراً).
9- العذراء: قيل إنها سمّيت بذلك نسبة إلى مريم العذراء، أو أنها تعريب كلمة جينيق التي تعني العذراء، كما ذكر عيسى اسكندر المعلوف.
10- ديمترياس: اسم الجالية اليونانية التي ألحقت بالمدينة.
11- قاعدة سورية المجوّفة، في العهد الروماني.
12- عين الشرق كلّه: كما أسماها الإمبراطور الرّوماني يوليانوس.
13- حاضرة الرّوم وبيت مُلكها: من أسماء دمشق في العصر الجاهلي.
14- دمشق الشام: تمييزاً لها عن غرناطة الأندلسية المُسماة دمشق الغرب.
15- حصن الشام: من أسماء دمشق في صدر الإسلام.
16- ذات العماد: سميت بذلك لكثرة أعمدتها.
17- إرم ذات العماد: قيل أنها إرم ذات العماد المذكورة في القرآن الكريم.
18- التّين: قيل هي التّين الواردة في القرآن الكريم.
19- فُسطاط المسلمين: أي موئلهم وملاذهم.
20- باب الكعبة: لقب أطلق على دمشق في صدر الإسلام.
21- جنّة الأرض: لقب أطلق على المدينة في عدة عصور.
22- قصبة الشام: لقب استعمله عدد من المؤرخين والجغرافيين المسلمين.
23- الفيحاء: واحدة من أشهر ألقاب دمشق أطلق عليها لسعة سهلها وفساحتها.
24- الغنّاء: لقبت بذلك لخضرتها والتفاف غوطتها بالأشجار.
25- شام شريف: لقب أطلقه عليها التّرك العثمانيون تكريماً لها.
 
أخيراً..
إن كانت ثمّة رغبة في متابعة هذا
التقميش التاريخي وقراءة سطور
في دفاتر تراث دمشق، فلديّ بعـد
المزيد..
إنما أنتظر رغبة السّادة القرّاء.
 
*أحمد
29 - مايو - 2008
د. أحمد إيبش    كن أول من يقيّم
 
ننتظر المزيد بكل تأكيد وخصوصا من باحث ضليع وقامة من قامات دمشق هو الدكتور أحمد إيبش، الذي كانت أول محاضرة حضرتها له:  (السيف الدمشقي) وذلك منذ عشرين عاما بدمشق، ثم محاضرة ثانية عن (أسامة بن منقذ وكتابه الاعتبار) أما أمنيتي الخاصة فهي ان يحدثنا الدكتور أحمد عن دمشق في عصر الأتابكة، فيسمي لنا أمراء دمشق وأشهر رجالاتها في ذلك العهد الضائع ويتحفنا بما تحتفظ به ذكراته عن ذلك العهد من نوادر الأخبار وطرائفها.
                                     تحياتي لك أستاذنا وشكرا
*زهير
29 - مايو - 2008
حباً وكرامة    كن أول من يقيّم
 
أخي الحبيب زهير ظاظا، الأديب المبدع والشاعر المجيد:
حباً وكرامة، طلباتك أوامر.
كنت أعددتُ بحثاً صغيراً عن تاريخ دمشق لأنشره إجابة لهذا المجلس، فها أنا ذا أفعل، أقدمه بالتسلسل من أقدم المعروف عن تاريخ دمشق، إلى العصر الحديث..
وربما عدنا للتوسّع بعض الشيء عن تاريخها في عهد الأمراء الأتابكة، كما طلبت.
أرجو أن يحوز هذا البحث على إعجابك.
*أحمد
30 - مايو - 2008
تاريخ دمشق - 1    كن أول من يقيّم
 
تاريخ دمشق
لمحة عامّة
نعرض في السطور التالية موجزاً لتاريخ دمشق منذ نشأتها وحتى عصرنا الحاضر، ونكتفي بالإشارة إلى النقاط البارزة في سيرتها، التي تحتاج إلى مجلدات ضخمة، ناهجين التسلسل الزّمني قرناً بعد قرن وعصراً بعد آخر.
العهد الآرامي وما قبله
لم يكن أوّل نشوء لدمشق في العهد الآرامي بالقرن العاشر ق.م، بل قامت في تلولها الأثريّة (تلّ أسود، تلّ الرّماد) حضارة بشريّة ترقى إلى الألف الثّامن قبل الميلاد (قبل 9900 سنة)، وعرفت مراحل طويلة في أصل نشأتها واستقرار الإنسان القديم فيها، كما عُثر في بعض التنقيبات الأثرية بداخلها على فخّار يرجع إلى عهد البرونز القديم، أي حوالي منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.
وتؤيّد الوثائق الفرعونية التي عُثر عليها في تَل العمارنة على وجود دمشق قبل العهد الآرامي وورد اسمها فيها: »تيماشكي«، ونرى أن هذه التسمية تلقي الضوء على أصل اسمها الكنعاني القديم الذي نقوم بتأويله للمرة الأولى كما يلي: تيما - شقي، أي: (الجنوب المسقي)، على اعتبار أن حواضر المدن الكنعانيّة كانت في الشمال الغربي على الساحل السوري (أوجَريت وعمريت)، ودمشق بالنسبة لها جنوبيّة. لاحظ تشابه الاسم في: وادي التّيم، وفي: إبل السّقي.
ثم كانت دمشق موطنا للشعب الآرامي في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، لمّا انطلقت قبائل هذا الشعب من الجزيرة العربية واستقرت في بلاد الشام، حيث أسّست دويلات كانت دولة دمشق الآرامية أعظمها وأشهرها.
أطلق الآراميون على هذه المدينة اسم  »دَرْميسِق« דרמשק ، وتعني هذه العبارة: الدّار المسقية (وإن كنا نجزم أن الأصل كنعاني قديم)، وحوّر اليونان والرّومان الاسم إلى داماسكوس Damascus، بينما بقي اسمها عند العرب حتى اليوم بصيغته الساميّة: دمشق، وإن كان يطلق عليها أيضاً اسم الإقليم برمّته: الشام، من باب إطلاق الكل على البعض.
كانت مملكة دمشق الآراميّة في غالب أيامها قائدة للدُّويلات الآرامية في بلاد الشام لصدّ الغزو الآشوري إلى أن وقعت بأيدي الملك الآشوري تغلات فيلاصر الثالث عام 734 ق.م، فقام بتدميرها بكل وحشية وغنم كنوز قصرها الملكي الشهير.
وفي القرن السابع قبل الميلاد يتغلّب على دمشق الكَلدان، إلى أن احتلّها الفُرس حوالي 538 ق.م. ثم يُعدّ غزو الإسكندر المقدوني لسورية عام 333 ق.م نقطة تحوّل كبير في تاريخ المنطقة عامّة وتاريخ دمشق خاصّة.
*  *  *
 
*أحمد
30 - مايو - 2008
تاريخ دمشق - 2    كن أول من يقيّم
 
العهد اليوناني - المقدوني
ارتبط تاريخ دمشق منذ الغزو المقدوني بالغرب لفترة تُقدّر بحوالي عشرة قرون، وكانت بلاد الشام بعد الإسكندر من نصيب خُلفائه السّلوقيين الذين أولوا دمشق عناية كبيرة، بينما كانت عاصمتهم في معظم أيامهم مدينة أنطاكية. وقد حُرمت دمشق من الاستقرار لاستمرار النزاع حولها بين السّلوقيين في الشام والبطالمة في مصر.
عرفت دمشق في هذه الفترة من تاريخها ازدهار الحضارة الهلنستية، التي تمازجت فيها عناصر الثقافة اليونانية مع حضارة الشرق وثقافته، وانتشرت بين أبناء دمشق لغة اليونان وثقافتهم وفنونهم.
وخلال أواخر العهد اليوناني السّلوقي ازدهرت في جنوب بلاد الشام دولة عربيّة هي دولة الأنباط وعاصمتها البتراء Petra، وامتد سلطانها على أراضي الأردن وحوران ووصل نفوذ ملوكها مرّتين إلى دمشق، وذلك عام 85 ق.م في عهد الملك الحارث الثالث Aretas III، وفي عام 37 م في أيام الملك الحارث الرابع، وكانت بلاد الشام بما فيها دمشق قد غدت تابعة لحكم الرّومان.
*  *  *
 
العهد الروماني
طويت صفحة العهد اليوناني في دمشق عام 64 ق.م عندما دخلتها جيوش الرّومان بقيادة القائد العام پومپيوس Pompeius، وعرفت دمشق في هذا العهد نشاطاً تجارياً واسعاً، مُستفيدة من كونها محطّة رئيسيّة على طريق القوافل، ومن اتّساع الإمبراطورية الرومانية ، وأفادها تدفّق الأموال عليها في تطوّرها العمراني الذي بلغ في عهد الرّومان حداً عظيماً، ما زالت آثاره باقية إلى اليوم.
وأصبحت دمشق في عهد الإمبراطور هادريان حاملة لقب متروپول (مدينة رئيسية) ثم حملت لقب مستعمرة رومانية في عهد الإمبراطور سيپتيم سيڤير، ولمع من أبنائها مهندسون، ووصلت شهرة أحدهم »أپّولودور الدمشقي« إلى روما.
وفي أواخر القرن الرابع الميلادي انقسمت الإمبراطورية الرومانية وغَدَت دمشق من أملاك الجزء الشرقي من هذه الإمبراطورية، وهي الذي عرفت باسم الدّولة البيزنطية. وأصبحت دمشق مركزاً عسكرياً مهمّاً في مواجهة الفُرس السّاسانيين، كما غدت من أهم مراكز الدولة العربيّة التي قامت في بلاد الشام وهي دولة الغَساسنة. وتقع دمشق بيد الفرس عام 612 م ويستعيدها الرّوم بعد خمسة عشر عاماً على يد هرقل عام 627 م. ولم تلبث أن أضحت في حُكم العرب بعد أن فتحتها جيوش العرب المسلمين عام 14 هـ/ 635 م.
*أحمد
30 - مايو - 2008
تاريخ دمشق - 3    كن أول من يقيّم
 
دمشق في العهد العربي الإسلامي
حاصرت الجيوش العربية الإسلامية دمشق ودخلها من غربها أبو عبيدة ودخلها من شرقها خالد بن الوليد، ولم يصبها على أيدي محرّريها الجدد أيّ خراب أو تدمير، ولم يحدث فيها قتل أو إراقة دماء بين أبنائها. وأقام الفاتحون مع أبناء المدينة في جوّ من التسامح والتّعاون ندر مثيله في تاريخ الفُتوح، حتى كان المسلمون والمسيحيون يقيمون صلواتهم في معبد واحد، كل منهم في جانب من جوانبه.
أصبحت لدمشق في العهد الأموي مكانة ممتازة، حيث غدت عاصمة للدولة العربية الإسلامية الفتية، فتحوّلت على يد معاوية بن أبي سفيان من مركز ولاية إلى عاصمة دولة كبرى، لم تلبث أن وصل نفوذ حكامها إلى حدود الصين شرقاً والى مياه الأطلسي غرباً.
ويُعتبر العهد الأموي العصر الذهبي لمدينة دمشق، قامت فيها خلاله قصور الخلفاء وامتدت مساحة العُمران، وكان من أهم أبنيتها في هذا العهد وما يزال قائما حتى اليوم جامع بني أميّة الكبير، الذي تم بناؤه عام 96 هـ في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، ولا يزال يُعدّ من أجمل الأبنية العربية الإسلامية في العالم.
وامتد هذا العهد الأموي حتى عام 132 هـ/750 م، حيث أدّى تغلّب العبّاسيين على الأمويّين إلى خسارة دمشق لمكانتها، وكان ذلك نقطة الفصل التي حسمت  انتهاء عهد بني أميّة وابتداء العهد العباسي.
في العهد العباسي فقدت دمشق مركزها كعاصمة حين اتّخذ العباسيون من مدينة الكوفة في العراق عاصمة لهم. ودخلت جيوشهم دمشق لتقضي فيها على خصومهم من رجال بني أمية وتمحو أثارهم. وهكذا غربت شمس دمشق بعد أن استمرّ إشراقها خلال سنوات العهد الأموي. وبدأت سحب الظلام تخيّم عليها على مرّ الأيام وسقطت فريسةً للثورات والفتن والاضطرابات وما يرافق ذلك من فوضى وخراب ودمار.
أصبحت دمشق حوالي منتصف القرن الثالث للهجرة 254 هـ/ 868 م تابعة للدولة الطولونية في مصر الموالية لدولة الخلافة العباسيّة في بغداد. ثم عادت المدينة إلى حكم بغداد المباشر بعد زوال الدولة الطولونية عام 292 هـ/904 م.
وفي عام 323 هـ/934 م قامت في مصر الدّولة الإخشيدية، واستمرّت من خلالها سيادة الخلافة العباسية على مصر والشام. إلا أن هذه السيادة زالت نهائيا عن مصر والشام بقيام الدولة الفاطمية، التي دخلت قواتها إلى هذه المنطقة عام 358 هـ/968 م، وأصبحت دمشق مرتبطة بالخلافة الفاطمية التي انتقلت عاصمتها من المهديّة في تونس إلى القاهرة في مصر.
تعرّضت دمشق خلال هذه الفترة من تاريخها (أي خلال عهد الطولونيين والإخشيديين والفاطميين) لحروب وغزوات، صراعاً على السُّلطة والنفوذ والسيادة، وكان من أشدّها غزوات القرامطة الذين احتلّوها عدّة مرات خلال السنوات 293 و360 و361 و 362 هـ. وقد أصاب دمشق نتيجة لذلك الكثير من الخراب والنّهب والدمار.
*أحمد
30 - مايو - 2008
 1  2  3