دور اللعـب في تطـور ونمـو الطفـل
يمضي الطفل يومه بين المدرسة، وحل الواجبات المدرسية، وأي نشطات تعليمية أخرى يلحقه بها الأهل: كدروس الموسيقى، او اللغات، او ممارسة رياضة معينة، لكن في خضم كل هذه النشاطات، لا يبقى للعب الحر مكان او وقت في حياة الطفل.
واللعب الحر (بدون إشراف وتوجيه من البالغين) يمنح الطفل الفرصة للتعلم، وتفسير الأمور، واتخاذ القرارات، واستخدام الخيال، وبه يتعلم الطفل الأخذ والعطاء، وعندما يترك للطفل حرية الاختيار والتصرف فان الطفل يتمرن على اتخاذ قرارات على عاتقه من حيث دفع الأمور باتجاه معين او عمل تسويات، وحتى لو كانت خياراته متواضعة، فإن النتائج تعلمه درسـاً قيّـماً.
وعندما يصر الأهل على ترتيب ومراقبة نشـاطات الطفل، فان الطفل يفقد الفرصة لتطويـر إبداعه وتواصله مع الأطفال الآخرين، هـذه النشـاطات التي تدعم تطوره الصحي السـليم.
لنأخذ مثالا على ذلك لعبة كرة القدم، فخلاف الأطفال أثناء اللعب على ضربة جزاء يمكن أن تنهي اللعبة، لكن الأطفال يدركون بان حل الخلاف أفضل من فقدان فرصة اللعب، وهذا بحد ذاته درس في التفاوض والتعاون والحلول الوسـط.
ويسـاعد اللعب الطفل على النجاح في دراسته، لأنه يتعلم كيف يتعلم، أما التركيز على بعض المواضيع والبرامج الصارمة على حسـاب اللعب بشكل منتظم يفوت حقيقة مهمة؛ إن المهارات الاجتماعية والإنمائية المكتسـبة في السـنوات الأولى من عمر الطفل أهم من المعرفة التي قد يكتسـبها في الجامعة.
لهذه الأسـباب مجتمعة من المهم جدولة وقت الطفل بحيث يحصل على وقت حر للعب كوسيلة للتعلم من جهة، ولتخفيف ضغط الدراسـة والبرامج الأخرى عليه، هذا الوقت الذي يستطيع فيه أن يتخيل نشاطاَ يمارسـه وحيداً او مع صديق.
كيف نسـاعد الطفل على الاسـتفادة القصوى من وقت اللعب الحر؟
1- قراءة القصص للطفل، ثم تعويده على القراءة الذاتيـة عندما يكبر تقدم للطفل أفكـاراً جديـدة، وتنمي خياله.
2- يجب أن يكون اللعب الحر بسـيطاً، واسـتخدام أبسط الأدوات، التي تجعل الطفل يحلق بخياله، فلو أعطينا الطفل طائرة تصدر أصواتاً وتتحرك، فهي بالنسبة له شيء واحد فقط، أما إذا أعطيناه مكعبات او علباً فارغة، فيمكن أن تكون بيتاً او سـفينة فضاء او أي شيء يتخيله الطفل.
3- تشجيع الطفل على اختيار نوع النشاط، او استكشاف شيء جديد، وفي هذه الحالة يكتفي الأهل بالمراقبة والتوجيه، ولكن ليس القيادة او التصحيح.
4- دعوة صديق او أصدقاء للعب مع الطفل، وللأطفال حرية اختيار ما يلعبونه.
5- من المهم تحديد سـاعات جلوس الطفل أمام التلفزيون، او العاب الفيديو، لكن ما دام الأهل مرتاحين لها ولأدائه فلا بأس بها إلى جانب اللعب الحر، ويمكن الاستفادة من التلفزيون او أي أدوات أخرى لفتح نقاش حول الخيارات والنتائج والمسؤولية.
إذن، يجب تنسيق وموازنة وقت الطفل بين اللعب الحر والأنشطة المبرمجة، ولإدراك مدى النجاح في هذه الموائمة، فان سـلوك الطفل أفضل مؤشر لذلك.
إذا أصبح الطفل عصبيا، مقاوما، ومنطوياً على نفسـه، فان هذا يعني أن هناك تركيزاً أكبر على النشاطات والبرامج المنظمة والمراقبة من قبل البالغين على حسـاب اللعب الحر، مما يسـتدعي إعادة للتقييم.
|