بقية المسرحية كن أول من يقيّم
هذه بقية المسرحية المشهد الثالث : تفتح الستارة على البيت . الوقت صباحاً .. الزوجة تتهيأ لتفتح الباب سعد وزوجته الجديدة من وراء الباب . سعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . الزوجة ( باندهاش ) : وعلكم, من هذه المرأة يا سعد ؟!! سعد ( بتردد ) : هذه .. مشيراً إلى زوجته الجديدة هذه زوجتي . سعد : ألن ترحبي بها . الزوجة الأولى : أهلاً وسهلاً . تشرد بذهنها بعيدا ً ، ( وهي تتمتم وتقسم في نفسها بأن تضيقه كل أنواع العذاب على هذه الخيانة ) سعد : أقلت شيء ؟ الزوجة الأولى : لا لاشيء . سعد ( وهو خارجاً ) : سأترككما لتتعرفا على بعضيكما . يخرج فرحاً متيقناً بأن السعادة فتحت له ذراعيها . تتبادل الزوجتان النظرات بصمت . المسرح إظلام باستثناء وجهي الزوجتين وتبدأ المؤثرات الموسيقية .. ينقطع الصمت ( تبدأ الإضاءة تدريجياً تنقطع الموسيقى ) الزوجة الأولى : أكنت تعلمين بأنه متزوج . الزوجة الثانية : نعم . الزوجة الأولى : وقبلت أن تكوني الزوجة الثانية . الزوجة الثانية : نعم . الزوجة الأولى : وتجاهلت ما سيؤول إليه شعور زوجته الأولى . الزوجة الثانية : لا, لكن ظروف الزمن حتمت علي الموافقة . وتبدأ الزوجتان في التهامس بصوت منخفض لا يتبين ما يدور ينهما . سعد ( يدلف من الباب بلهفة ) ينادي : الغداء أنا جائع . الزوجة الأولى : كنت مشغولة كثيراً فلم يكن بوسعي الطبخ . تخرج الزوجة الثانية ( تتثاءب ) : أما أنا فكنت متعبة وأنت تعلم كيف كان السفر متعباً ؟!! سعد ( بضيق ) : إذن ما الحل ماذا سآكل ؟. الزوجة الثانية : لا تسألني سأدخل لأكمل نومي . الزوجة الأولى ( بخطوات سريعة ) : إلى اللقاء أنا ذاهبة لزيارة أختي . سعد يمشي على خشبة المسرح يكلم نفسه بصوت مسموع أيعقل : لا .. لا يمكن سأصبر عليهما ( لابد أن تتعودا على بعضيهما ومن ثم تسارعان على تلبية رغباتي وتسعيان لراحتي ) وبعدها يتقدم نحو الباب ليخرج عائداً إلى عمله . المسرح خال لحظات وتخرج الزوجتان وهما تضحكان . الزوجة الثانية ( بسخرية ) : متفاءل كثيراً . الزوجة الأولى ( بتهكم ) : لم تبدأ بعد عقوبتك بعد يا سعد . الزوجة الثانية : يا له من مسكين يحلم بالراحة . وبينما الزوجتان (أمام التلفاز ) يدخل سعد ( بخطوات متعبة ) يجلس بجانب زوجتيه . الزوجتان تتهامسان تستمران في ذلك لأكثر من نصف ساعة . سعد ( واقفاً) : أنا ذاهب للنوم . الزوجتان لم تعيرانه أدنى انتباه تظلان في تهامسهما . وبعد أقل من ثلاث دقائق يخرج سعد بغضب وقد كان صوت التلفاز عالٍ مزعج : ألن تقوما إلى النوم ؟!! الزوجة الأولى : فيما بعد . الزوجة الثانية (مؤيدة ) : نعم فيما بعد . سعد وقد بدأ ( يشتاط غيظاً) : إذن اخفضا صوت التلفاز إنني متعب أرغب في النوم بهدوء . الزوجة الأولى : أغلق عليك باب الغرفة . الزوجة الثانية للأولى : لا عليك فصوت التلفاز ليس عالياً لدرجة الإزعاج . سعد : لعنكما الله , ألا استطيع أن أحس بطعم الراحة في بيتي . ويخرج صارخاً : إلى أين أذهب .. إلى أين .... النهـــــــــــاية . المشهد الرابع : تفتح الستارة على سعد أمام شاطئ البحر قبيل الأصيل . محمد يربت على كتفي صديقه . محمد ماذا بك يا صديقي . سعد ( والدموع تنحدر من عيونه ) : لا شيء محمد ( بخوف وقلق ) : ماذا بك؟ احكي لي ما الذي أصابك ؟ هل انت مريض ؟ أو إنك فقدت عزيزاً ؟ سعد ( بلوعة ) : نعم فقدت أعز ما أملك . محمد : من تقصد بقولك هذا ؟ سعد : اقصد لو أني استمعت نصحك . محمد ( يهز يرأسه ) : الآن فهمت ما ترمي إليه . فقيدك هو السعادة أليس كذلك . سعد صامت لا يتكلم . محمد : هون عليك فالحياة لا تخلو من العقبات والمشاكل والسعادة موجودة فنحن من يخلقها ومن يقتلها . سعد : إذن فأنا قتلتها وسلبتها الحياة للأبد . محمد : لا تقل هذا سعد ( يتنهد ) : أنت لا تعرف حجم ما أعانيه . محمد ( يقاطعه ) : لا بل أعرف . سعد : لا تمر علينا الساعة بل الثانية دون شجار وصراخ ينتهي غالباً بخروجي من البيت فلا أجد مكاناً ألجا إليه . ولكن ........ محمد : ولكن ماذا سعد : لكن ما يغيظني اتفاق الاثنتين وتفننهما في مضايقتي وسلب الراحة مني وكأنهما وحشان مفترسان . محمد : ( مواسيا ) : لابد من أن هناك حلاً ممكناً لهذه المشكلة فعلينا أن نبحث عنه . سعد : إلا مشكلتي ليس لها حل . لأنني خلقتها بنفسي لم يجبرني أحد عليها . محمد ( مشجعا ) :بل لأنك خلقتها قادر على حلها والتخلص منها . سعد ( يقاطع صديقه بالكلام ) : عندي يقين أن كل من يتزوج ستحل به لعنه من الله . محمد : استغفر الله يا سعد . سعد : نعم وجدته وجدته . محمد ( باستغراب ) : ما الذي وجدته ؟ سعد:الحل لمشكلتي يامحمد الحل. محمد (بلهفة):وما هو ؟!!! سعد(بيأس):الهروب بل الموت. محمد:ماذا؟ سعد: أرجوك محمد لا تحاول لا تحاول معي فإني أرى الموت واليأس يتسابقان نحوي لا محالة إن أحدهما سيظفر بي في النهاية. ثم يصرخ واقفاً يخاطب الجمهور :كم جميل لو تحيا عزباً...يظل يهرول على المسرح ويردد عبارته والإضاءة مركزة عليه مع مؤثرات موسيقية معبرة ...وأخيراً يسقط سعد على خشبة المسرح.......... وتسدل الستارة. الطالبة:زكية بنت محمدبن حماد العامري. طالبة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية /بدبي |