هل العقاد شاعر الغزل؟ بعد انفراط عقد مدرسة الديوان فى الادب والتى كانت مؤلفة من العقاد وشكرى والمازنى نتيجة خلاف وقع بين هؤلاءالرفاق توقف على اثره عبد الرحمن شكرى عن الكتابة بعد صدور ديوانه السابع (ازهار الخريف) وانصرف المازنى عن الشعر الى الكتابة النثرية ظل العقاد وحده يراوح فى الساحة الشعرية واتهمه البعض آنذاك بانه اهمل الشعر وجعلة فى المرتبة الثانية واهتم بالقضايا الفكرية ومن هنا تولد لدى معظم الدارسين والباحثين ان شعر العقاد شعر مصنوع اميل الى النزعة الفلسفية منه الى النزعة الجمالية ولقد وقر هذا الاعتقاد فى اذهان الكثيرين ممن تعرضوا لشعر العقاد بالدراسة والتحليل وعلى ذلك اقام بعضهم الاحكام على شعر العقاد ويخاصة الشعر الغزلى الذى وسمه النقاد بانه خلو من العاطفة والتانق الجمالى للقصيدة الغزلية ربما رجع ذلك عندهم الى ان العقاد قد شاع عنه انه عدو المرأة ولا يعرف اسر الحب ولا يلمس فى داخله احساسا بجمال المرأة ومن ثم فانه يفقد المعطى الجمالى الذاتى وادوات توهج القصيدة الغزلية واظن ان هذه احكاما تعميمية تخلو من منهجية الرؤية النقدية التى تقوم على الاختبار والتحليل العلمى وصولا الى الجوهر الحقيقى للظاهرة؟ والمتأمل فى شعر العقاد يكتشف غير ذلك فالعقاد اخرج تسعة دواوين هى يقظة الصباح/ وهج الظهيرة / اشباح الاصيل /اشجان الليل /هدية الكروان /وجى الاربعين /عابر سبيل /اعاصير مغرب /بعد الاعاصير وهذه الدواوين ضمت 836 قصيدة جاء منها308 قصيدة فى الغزل وشملت هذه الدواوين 11611بيتا من الشعر كان من نصيب شعر الغزل فيها 3350 بيتا وقد اختلفت طريقة توزيع قصائد الغزل فى الاعمال الكاملة لشعر العقاد ففى المجلد الاول الذى يضم الدواوين(يقظة الصباح / وهج الظهيرة /اشباح الاصيل /اشجان الليل) كانت قصائد الغزل موزعة بين قصائد هذه الدواوين ولا تحتل قسما خاصا فى حين ان قصائد الغزل فى المجلد الثاتى والذى يضم خمسة دواوين هى(هدية الكروان /وحى الاربعين / عابر سبيل /اعاصير مغرب /بعد الاعاصير ) فقد جاءت مصنفة تصنيفا موضوعيا فقد جمعت قصائد الغزل فى كل ديوان على حدة وقد اتخذت عناوين محددة منها (غزل ومناجاة /فى النفس /نجوى/ ربيعيات ) وهذا يدل على ان العقاد اهتم بشعر الغزل فى هذه الفترة اهتماما مقصودا وبخاصة اذا علمنا ان دواوين المجلد الثانى كتبت فى الفترة مابين1933 الى 1950 وهى الفترة اللاحقة لكتابة دواوين المجلد الاول وهناك ملاحظة اخرى هى ان قصائد الغزل فى المجلد الثانى اتخذت شكل القصائد المطولة بينما القصئد الغزلية فى المجلد الاول اتخذت شكل المقطوعات القصيرة وهذا يؤكد اهتمام العقائد بقصيدة الغزل فى الفترةالاخيرة الا يدل هذا على ان العقاد شاعر غزلى غزير الانتاج فى هذا اللون على مدار حياته؟ هذ من ناحية الكم اما من ناحية الكف فعلينا ان نتوقف امام شعر الغزل عند العقاد ونستجلى منه من خلال التحليل طبيعة الظاهرة ففى ديوان (اشجان الليل )فى قصيدة عنوانها (نبئينى ) يقول العقاد : يا رجائي وسلوتى وعزائي واليفى اذا احتوانى الاليف نبئينى فلست اعلم ماذا منك قلبى بحسنه مشغوف كل حسن اراك اكبر منه ان معناك تالد وظريف لست اهواك للجمال وان كا ن جميلا ذاك المحيا العفيف لست اهاك للذكاء وان كا ن ذكاء يذكى النهى ويشوف لست اهواك للدلال وان كا ن ظريفا يصبو اليه الظريف لست اهوالك للخصال وان ر ف علينا منهن ظل وريف لست اهواك للرساقة والرقة والانس وهو شتى صنوف لست اهواك انت انت فلا شئ سوى انت بالفؤاد يطيف ان حبا ياقلب ليس بمنسيك جمال الجميل حب ضعيف |