البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : الفكر العروضي الخليلي في معجم لسان العرب    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
18 - مايو - 2008
الفكر العروضي الخليلي في معجم لسان العرب
مما لاريب فيه أن البحث في المعجم التراثي ممتع ومفيد في آن واحد: ممتع لأنه يطلعنا على عظمة الأسلاف في تفننهم في جمع اللغة العربية وعرضها أمام شداتها:متنًا وبنيةً وتركيبًا ونصوصًا وآثارًا، فمن مدرسة التقليبات الصوتية، إلى مدرسة التقليبات الهجائية، إلى مدرسة القافية، إلى مدرسة الألفبائية العادية... ومفيد لأنه يعطينا زادًا معرفيًّا غزيرًا ومتنوعًا بين مفردات وأساليب، وحكم وأمثال وأقوال، وآيات كريمة وأحاديث نبوية شريفة، وآثار وأخبار، وطرف ونوادر، وأعلام وتواريخ، وقضايا صوتية وصرفية و نحوية ولغوية وأدبية،...إلخ
ومعجم لسان العرب لابن منظور( 630 هـ/1232 م =711 هـ/1311 م) من أمتع معاجم اللغة العربية وأفيدها.
يقول مؤلفه: "جاء هذا الكتاب -بحمد الله -واضح المنهج سهل السلوك، آمنًا -بمنة الله -من أن يصبح مثل غيره، وهو مطروح متروك. عظُم نفعُه بما اشتمل من العلوم عليه، وغني بما فيه عن غيره وافتقر غيرُه إليه، وجمع من اللغات والشواهد والأدلة، ما لم يجمع مثلُه مثلَه ....فجمعت منها [المصادر السابقة]في هذا الكتاب ما تفرّق، وقرنت بين ما غرّب منها وبين ما شرّق، فانتظم شمل تلك الأصول كلها في هذا المجموع، وصار هذا بمنزلة الأصل و أولئك بمنزلة الفروع، فجاء -بحمد الله- وفق البُغية وفوق المُنية، بديع الإتقان، صحيح الأركان، سليمًا من لفظه لو كان.... و لم أقصد سوى حفظ أصول هذه اللغة النبوية وضبط فضلها، إذ عليها مدار أحكام الكتاب العزيز والسنة النبوية؛ ولأن العالِمَ بغوامضها يعلم ما توافق فيه النيةُ اللسانَ، ويخالف فيه اللسانُ النيةَ، وذلك لِما رأيتُه قد غلب، في هذا الأوان، من اختلاف الألسنة والألوان، حتى لقد أصبح اللحن في الكلام يعد لحنًا مردودًا، وصار النطقُ بالعربية من المعايب معدودًا . وتنافس الناسُ في تصانيف الترجمانات في اللغة الأعجمية، وتفاصحوا في غير اللغة العربية، فجمعت هذا الكتاب في زمنٍ أهلُهُ بغير لغته يفخرون، وصنعته كما صنع نوحٌ الفلكَ وقومُه منه يسخرون ، وسميته "لسانَ العرب".
ومعجم "لسان العرب"-بلا ريب- زاخر بالفكر العروضي والقافوي، وقد سجل تلك الظاهرة غير باحث منهم الدكتور مسلك ميمون في كتابه(مصطلحات العروض والقافية في لسان العرب) الذي سجل إحصاءً بالمصطلح العروضي والقافوي في هذا المعجم فجاء في أربعة وثمانين ومائة مصطلح قديم، متنوع من حيث العرض بين التعريف الخاص المتفاوت طولاً وقصرًا، والإشارة إلى المصطلح واستخدامه دون توضيحه.
و إنني أحاول في هذه الصفحة أن أعرض الرؤى العروضية والقافوية التي نسبت إلى الخليل بن أحمد في معجم لسان العرب عرضًا مرتبًا منطقيًّا ومُحللاًّ وموازنًا ما أمكن بالمصادر الأخرى، مع انتظار نقاشات أستاذي هذين العلمين: سليمان وخلوف، بورك فيهما...     
 2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ملاحظة    كن أول من يقيّم
 
من عجيب السهو عند الدكتور مسلك ميمون أنه أورد بيتي الحطيئة مطلقي القافية، على الرغم أنهما جاء شاهدين على المقيدة!! أورد البيتين هكذا:
"كَنِعاجِ وَجْرةَ ساقَهُنْ         نَ إِلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِزُ
وقيل: الإِشباع: اختلاف تلك الحركة إذا كان الرَّوِيّ مقيداً كقول الحطيئة في هذه القصيدة:
الواهِبُ المائةِ الصَّفا         يا، فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَرُ
انظر كتابه ص166-167
*صبري أبوحسين
28 - مايو - 2008
البأو    كن أول من يقيّم
 
مصطلح البأو:
جاء في اللسان:
"قال الأَخفش: البَأْوُ في القوافي: كل قافية تامة البناء سليمة من الفساد، فإذا جاء ذلك في الشعر المجزوء لم يسموه بأْواً، وإن كانت قافيته قد تمَّت.
 قال ابن سيده: كل هذا قول الأَخفش، قال: سمعناه من العرب وليس مما سماه الخليل، قال: وإنما تؤخذ الأَسماء عن العرب.
 قال ابن جني: لما كان أَصل البَأْوِ الفخر نحو قوله:
فإنْ تَبْأَى ببَيْتِكَ من مَعَدٍّ         يَقُلْ تَصْديقَكَ العُلَماءُ جَيْرِ
لم يُوقَعْ على ما كان من الشعر مجزوءاً؛ لأَن جَزْأَه علة وعيب لحقه، وذلك ضد الفخر والتطاول؛ وقوله: فإن تبأَى مفاعيلن.(اللسان/بأي)
*صبري أبوحسين
28 - مايو - 2008
ملاحظات على مصطلح البأو    كن أول من يقيّم
 
ملاحظات على مصطلح البأو:
يرى د/مسلك ميمون الآتي:
*أنه لا علاقة بين المعنى اللغوي والمفهوم الاصطلاحي لهذا اللفظ!!!
*البأو عروضيًّا هو اسم لتجنب المستحسن من السناد دون المستقبح.[الوافي252]
والمستقبح يعني وقوع الفتح مع الضم أو مع الكسر. والمستحسن وقوع الضم مع الكسر.
ويرى التبريزي أن المستحسن ليس عيبًا؛ لأن تجنب العيب لا يكون عيبًا.
ويقول صاحب المعيار:البأو سمي بذلك لسلامة القافية من جميع العيوب في جميع الشعر [المعيار ص115]
* البأو-كما هو عند الأخفش- يرادف مصطلح النصب، وإن كان النصب هو تجنب المستقبح من السناد[اللسان/نصب] كما هو هو ضرب من أغاني الأعراب[قوافي الأخفش ص64.
*ورد في النص اللسان(سليمة من الفساد) والصواب من السناد.
راجع د/مسلك ص58. 
*صبري أبوحسين
28 - مايو - 2008
مصطلح النصب:    كن أول من يقيّم
 
مصطلح النصب:
جاء في اللسان:
"قال أَبو الحسن الأَخفش: النَّصْبُ، في القَوافي، أَن تَسْلَمَ القافيةُ من الفَساد، وتكونَ تامَّةَ البناءِ، فإِذا جاءَ ذلك في الشعر المجزوءِ، لم يُسَمَّ نَصْباً، وإِن كانت قافيته قد تَمَّتْ؛ قال:سمعنا ذلك من العربِ، قال: وليس هذا مما سَمَّى الخليلُ، إِنما تؤْخَذ الأَسماءُ عن العرب؛انتهى كلام الأَخفش كما حكاه ابن سيده.
 قال ابن سيده: قال ابن جني: لما كان معنى النَّصْبِ من الانْتِصابِ، وهو المُثُولُ والإِشْرافُ والتَّطاوُل، لم يُوقَعْ على ما كان من الشعر مجزوءاً، لأَن جَزْأَه عِلَّةٌ وعَيْبٌ لَحِقَه، وذلك ضِدُّ الفَخْرِ والتَّطاوُل".(اللسان/نصب)
*صبري أبوحسين
28 - مايو - 2008
مصطلح الإجازة    كن أول من يقيّم
 
مصطلح الإجازة:
جاء في اللسان:
"الإِجازَة في الشِّعْر: أَن تُتِم مِصْراع غيرك، وقيل: الإِجازَة في الشِّعْر أَن يكون الحرفُ الذي يلي حرفَ الرَّوِي مضموماً ثم يكسر أَو يفتح ويكون حرف الروي مُقَيّداً.
والإِجازَة في قول الخليل: أَن تكون القافية طاءً والأُخرى دالاً ونحو ذلك، وهو الإِكْفاء في قول أَبي زيد، ورواه الفارسي الإِجارَة، بالراء غيرَ معجمة.(اللسان/جوز)
 وأَنشد(أبوعمرو):
يا صاحِبَيَّ، أَدْرِجا إِدْراجَا،         بالدَّلْوِ لا تَنْضَرِجُ انْضِراجَا
ولا أُحِبُّ السَّاقِيَ المِدْراجَا،         كأَنَّهُ مُحْتَضِنٌ أَوْلادا
قال: وتسمى الدال والجيم الإِجازة.(اللسان/درج،د/مسلكص34-35)
وورد في مادة(جور):
الإِجارةُ في قول الخليل أَن تكون القافيةُ طاء والأُخرى دالاً وهذا من أُجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ وهو فِعَالَةٌ من أَجَرَ يأْجُر كالإِمارةِ من أَمَرَ.... والإِجارَةُ في قول الخليل أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو ذلك وغيره يسميه الإِكْفاءَ، وفي المصنف الإِجازة بالزاي.(اللسان/جور. ولم يثبتها د/مسلك في معجمه!ص34-35)
 
*صبري أبوحسين
28 - مايو - 2008
مصطلح الإكفاء:    كن أول من يقيّم
 
مصطلح الإكفاء:
جاء في اللسان:
"أَكْفَأَ في الشعر: خالَف بين ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِيه، وقيل: هي المُخالَفةُ بين هِجاءِ قَوافِيهِ، إذا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ.
 وقال بعضهم: الإكْفَاءُ في الشعر هو المُعاقَبَةُ بين الراء واللام، والنون والميم.
 قال الأَخفش: زعم الخليل أَنَّ الإِكْفَاءَ هو الإِقْواءُ، وسمعته من غيره من أَهل العلم. قال: وسَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عن الإكْفَاءِ، فإذا هم يجعلونه الفَسادَ في آخِر البيت والاخْتِلافَ من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً، إلاَّأَني رأَيت بعضهم يجعله اختلاف الحُروف، فأَنشدته:
كأَنَّ فا قارُورةٍ لم تُعْفَصِ
 منها، حِجاجا مُقْلةٍ لم تُلْخَصِ
كأَنَّ صِيرانَ المَها المُنَقِّزِ
فقال: هذا هو الإِكْفَاءُ. قال: وأَنشد آخَرُ قوافِيَ على حروف مختلفة، فعابَه، ولا أَعلمه إلاَّ قال له: قد أَكْفَأْتَ.
 وحكى الجوهريّ عن الفرَّاءِ: أَكْفَأَ الشاعر إذا خالَف بين حَركات الرَّوِيّ، وهو مثل الإِقْواءِ.
قال ابن جني: إذا كان الإِكْفَاءُ في الشِّعْر مَحْمُولاً على الإِكْفاءِ في غيره، وكان وَضْعُ الإِكْفَاءِ إِنما هو للخلافِ ووقُوعِ الشيءِ على غير وجهه، لم يُنْكَر أَن يسموا به الإقْواءَ في اخْتلاف حُروف الرَّوِيِّ جميعاً، لأَنَّ كلَّ واحد منهما واقِعٌ على غير اسْتِواءٍ.
قال الأَخفش: إلا أَنِّي رأَيتهم، إذا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف، أَو كانت من مَخْرَج واحد، ثم اشْتَدَّ تَشابُهُها، لم تَفْطُنْ لها عامَّتُهم، يعني عامَّةَ العرب.
وقد عاب الشيخ أَبو محمد بن بري على الجوهريّ قوله: الإِكْفاءُ في الشعر أَن يُخالَف بين قَوافِيه، فيُجْعَلَ بعضُها ميماً وبعضها طاءَ، فقال: صواب هذا أَن يقول وبعضها نوناً لأَن الإِكْفَاءَ إِنما يكون في الحروف المُتقارِبة في المخرج، وأَما الطاء فليست من مخرج الميم.
والمُكْفَأُ في كلام العرب هو المَقْلُوب، وإلى هذا يذهبون. قال الشاعر:
ولَمَّا أَصابَتْنِي، مِنَ الدَّهْرِ، نَزْلةٌ     شُغِلْتُ، وأَلْهَى الناسَ عَنِّي شُؤُونُها
إذا الفارِغَ المَكْفِيَّ مِنهم دَعَوْتُه       أَبَرَّ، وكانَتْ دَعْوةً يَسْتَدِيمُها
فَجَمَعَ الميم مع النون لشبهها بها لأَنهما يخرجان من الخَياشِيم.
 قال الأخفش: وبالجملة فإن الإكفاء المخالفة، وقال في قوله: مكفأ ساجع: المكفأ هنا الذي ليس بموافق. وفي حديث النابغة أنه كان يكفئ في شعره، هو أن يخالف بين حركات الروي رفعًا ونصبًا وجرًّا. قال وهو كالإقواء.  وقيل: هو أن يخالف بين قوافيه فلا يلزم حرفًا واحدًا(اللسان/كفأ)
وقال(مليح):
تَحْسَبُ بالدَّوِّ الغَزالَ الدَّارِجا
حمارَ وحشٍ يَنْعَبُ المَناعِبا
والثَّعْلَبَ المَطْرودَ قَرْماً هابِجَا
فأَكفأَ بالباء والجيم على تباعد ما بينهما في المخرج.
قال ابن سيده: وهذا من الإِكفاء الشاذ النادر، وإِنما يَمْثُلُ الإِكفاءُ قليلاً إذا كان بالحروف المتقاربة كالنون والميم، والنون واللام، ونحو ذلك من الحروف المتدانية المخارج.(اللسان/درج)
*صبري أبوحسين
28 - مايو - 2008
الختام    كن أول من يقيّم
 
الختام:
هكذا انتهيت من هذه الرحلة اللذيذة مع الفكر العروضي الخليلي في معجم لسان العرب لابن منظور، رضي الله عنه.
إن اللسان يضم أكبر مجموعة شعرية احتواها معجم لغوي عربي، حيث بلغت اثنتين وثلاثين ألف بيت من الشعر تقريبًا، أما عدد الشعراء فحوالي ألف وأربعمائة شاعر، دون الذين لم يذكرهم بالاسم واكتفى بذكر أبياتهم.(معجم الشعراء في لسان العرب ص33 وما بعدها.د/ياسين الأيوبي دار العلم للملايين سنة 1987م).
 وقد أثبت واحدًا وعشرين مصطلحًا نُسب إلى الخليل صراحة حولها رؤية واضحة، وهي بالترتيب الأبجدي:
[الابتداء/البأو/الحذو/الخروج/الدائرة/الرجز/الإشباع/الصدر/الطرفانمالعجز/الفاصلة/الفاضلة/الفصل/القافية/المقصور/المقعد/الكف/الإكفاء/النصب/التوجيه/الوقص]
وهي -كما يلاحظ-متنوعة من حيث أبواب علمي العروض والقافية، منها الخاص بأسس العروض، ومنها الخاص بالبحور، ومنها الخاص بالقافية.
وهناك اصطلاحات نقل فيها صاحب اللسان عن الليث تلميذ الخليل، وهي:
[التأسيس/الخزل/المتدارك/المسمط/الإيطاء/المراقبة]
ونقل مصطلح (الخزم) عمن أسماهم أصحاب العروض !!!
وقد استعنت في حصر هذه المصطلحات الخليلية بكتاب د/مسلك ميمون (مصطلحات العروض والقافية في معجم لسان العرب، طبع دار الكتب العلمية ببيروت سنة 2007م). إضافة إلى البحث في النسخة اللسانية المثبتة في المكتبة الشاملة، وفي الموسوعة الشعرية الصادرة عن المركز الثقافي بأبوظبي.
 وقد أحصى د/مسلم ميمون خمسة وثلاثين ومائة مصطلح قديم كلها ذكرت في تعاريف خاصة تتفاوت في الطول والقصر. أما ما لم يذكره اللسان في شكل تعريف فهو أربعة وستون مصطلحًا قديمًا. وقد يبدو الأمر غريبًا حين نستعرض ذلك.
أما ما ذكره اللسان ونعته بملحقات العروض فهو تسعة وأربعون مصطلحًا كلها في تعاريف خاصة تتفاوت طولاً وقصرًا.
وبذلك يكون مجموع ما ذكر من مصطلحات العروض والقافية أربعة وثمانون ومائة مصطلح قديمًا، وأهمل أربعة وستون مصطلحًا أو ما يفوق ذلك بقليل.(مصطلحات العروض والقافية في لسان العرب ص13-14).
*صبري أبوحسين
28 - مايو - 2008
 2  3  4