البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : الفكر العروضي الخليلي في معجم لسان العرب    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
18 - مايو - 2008
الفكر العروضي الخليلي في معجم لسان العرب
مما لاريب فيه أن البحث في المعجم التراثي ممتع ومفيد في آن واحد: ممتع لأنه يطلعنا على عظمة الأسلاف في تفننهم في جمع اللغة العربية وعرضها أمام شداتها:متنًا وبنيةً وتركيبًا ونصوصًا وآثارًا، فمن مدرسة التقليبات الصوتية، إلى مدرسة التقليبات الهجائية، إلى مدرسة القافية، إلى مدرسة الألفبائية العادية... ومفيد لأنه يعطينا زادًا معرفيًّا غزيرًا ومتنوعًا بين مفردات وأساليب، وحكم وأمثال وأقوال، وآيات كريمة وأحاديث نبوية شريفة، وآثار وأخبار، وطرف ونوادر، وأعلام وتواريخ، وقضايا صوتية وصرفية و نحوية ولغوية وأدبية،...إلخ
ومعجم لسان العرب لابن منظور( 630 هـ/1232 م =711 هـ/1311 م) من أمتع معاجم اللغة العربية وأفيدها.
يقول مؤلفه: "جاء هذا الكتاب -بحمد الله -واضح المنهج سهل السلوك، آمنًا -بمنة الله -من أن يصبح مثل غيره، وهو مطروح متروك. عظُم نفعُه بما اشتمل من العلوم عليه، وغني بما فيه عن غيره وافتقر غيرُه إليه، وجمع من اللغات والشواهد والأدلة، ما لم يجمع مثلُه مثلَه ....فجمعت منها [المصادر السابقة]في هذا الكتاب ما تفرّق، وقرنت بين ما غرّب منها وبين ما شرّق، فانتظم شمل تلك الأصول كلها في هذا المجموع، وصار هذا بمنزلة الأصل و أولئك بمنزلة الفروع، فجاء -بحمد الله- وفق البُغية وفوق المُنية، بديع الإتقان، صحيح الأركان، سليمًا من لفظه لو كان.... و لم أقصد سوى حفظ أصول هذه اللغة النبوية وضبط فضلها، إذ عليها مدار أحكام الكتاب العزيز والسنة النبوية؛ ولأن العالِمَ بغوامضها يعلم ما توافق فيه النيةُ اللسانَ، ويخالف فيه اللسانُ النيةَ، وذلك لِما رأيتُه قد غلب، في هذا الأوان، من اختلاف الألسنة والألوان، حتى لقد أصبح اللحن في الكلام يعد لحنًا مردودًا، وصار النطقُ بالعربية من المعايب معدودًا . وتنافس الناسُ في تصانيف الترجمانات في اللغة الأعجمية، وتفاصحوا في غير اللغة العربية، فجمعت هذا الكتاب في زمنٍ أهلُهُ بغير لغته يفخرون، وصنعته كما صنع نوحٌ الفلكَ وقومُه منه يسخرون ، وسميته "لسانَ العرب".
ومعجم "لسان العرب"-بلا ريب- زاخر بالفكر العروضي والقافوي، وقد سجل تلك الظاهرة غير باحث منهم الدكتور مسلك ميمون في كتابه(مصطلحات العروض والقافية في لسان العرب) الذي سجل إحصاءً بالمصطلح العروضي والقافوي في هذا المعجم فجاء في أربعة وثمانين ومائة مصطلح قديم، متنوع من حيث العرض بين التعريف الخاص المتفاوت طولاً وقصرًا، والإشارة إلى المصطلح واستخدامه دون توضيحه.
و إنني أحاول في هذه الصفحة أن أعرض الرؤى العروضية والقافوية التي نسبت إلى الخليل بن أحمد في معجم لسان العرب عرضًا مرتبًا منطقيًّا ومُحللاًّ وموازنًا ما أمكن بالمصادر الأخرى، مع انتظار نقاشات أستاذي هذين العلمين: سليمان وخلوف، بورك فيهما...     
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الصدر والعجز    كن أول من يقيّم
 
الصدر:
والصَّدْرُ في العَروضِ: حَذْف أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نون
فاعِلاتُنْ؛ قال ابن سيده: هذا قول الخليل، وإِنما حكمه أَن يقول الصَدْر الأَلف المحذوفة لِمُعاقَبَتها نون فاعِلاتُنْ. (اللسان: صدر)
العجز: 
جاء في اللسان:"والعَجُزُ في العَرُوض: حذفك نون فاعلاتن لمعاقبتها أَلف فاعلن هكذا عبر الخليل عنه؛ ففسر الجَوْهر الذي هو العَجُز بالعَرَض الذي هو الحذف وذلك تقريب منه، وإِنما الحقيقة أَن تقول العَجُز النون المحذوفة من فاعلاتن لمعاقبة أَلف فاعلن أَو تقول التَّعْجيز حذف نون فاعلاتن لمعاقبة أَلف فاعلن وهذا كله إِنما هو في المديد. وعَجُز بيت الشعر: خلاف صدره. وعَجَّز الشاعرُ: جاء بعَجُز البيت. وفي الخبر: أَن الكُمَيْت لما افتتح قصيدته التي أَولها:
أَلا حُيِّيتِ عَنَّا يا مَدِينا
أَقام بُرْهة لا يدري بما يُعَجِّز على هذا الصدر إِلى أَن دخل حمَّاماً وسمع إِنساناً دخله، فسَلَّم على آخر فيه فأَنكر ذلك عليه فانتصر بعض الحاضرين له فقال: وهل بأْسٌ بقول
المُسَلِّمِينَ؟ فاهْتَبلَها الكُمَيْتُ فقال:
وهل بأْسٌ بقول مُسَلِّمِينا؟(اللسان:عجز)
*صبري أبوحسين
18 - مايو - 2008
الفاصلة والفاضلة    كن أول من يقيّم
 
الفاصلة:
والفاصِلة الصغرى من أَجزاء البيت: هي السببان المقرونان، وهو ثلاث متحركات بعدها ساكن نحو مُتَفا من مُتَفاعِلُن وعلتن من مفاعلتن، فإِذا كانت أَربع حركات بعدها ساكن مثل فَعَلَتُن فهي الفاصِلة الكُبْرى، قال: وإِنما بدأْنا بالصغرى؛ لأَنها أَبسط من الكُبْرى؛ الخليل:
الفاصِلة في العَروض أَن يجتمع ثلاثة أَحرف متحركة والرابع ساكن مثل فَعَلَت، قال: فإِن اجتمعت أربعة أحرف متحركة فهي الفاضلة بالضاد المعجمة مثل فعلتن(اللسان: فصل)
*صبري أبوحسين
18 - مايو - 2008
الطرفان    كن أول من يقيّم
 
جاء في اللسان:"ابن سيده: والطرَفانِ في المَديد حذف أَلف فاعلاتن ونونِها؛ هذا قول الخليل، وإنما حكمه أَن يقول: التَّطْريفُ حذف أَلف فاعلاتن ونونها، أَو يقول الطرَفانِ الأَلف والنون المحذوفتان
من فاعلاتن.(اللسان:طرف)
الطرفان مصطلح غامض، عرفه ابن سيده، له صلة بزحاف المعاقبة، وقد سماه السكاكي ذا الطرفين.... وذكر له شواهد.راجع مفتاح العلوم ص527، والعمدة1/149، نقلاً عن د/مسلك ص201 وما بعدها. 
*صبري أبوحسين
21 - مايو - 2008
القصر    كن أول من يقيّم
 
قال ابن منظور:"والمَقْصُور: من عروض المديد والرمل ما أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نحو فاعلاتن حذفت نونه وأُسكنت تاؤه فبقي فاعلاتْ، فنقل إِلى فاعلان، نحو قوله:
لا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه، كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ
وقوله في الرمل:
أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً:         إنَّنِي قد طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ
قال ابن سيده: هكذا أَنشده الخليل، بتسكين الراء، ولو أَطلقه لجاز، ما لم يمنع منه مخافةُ إِقواء؛ وقول ابن مقبل:
نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ         من الأَحادِيثِ، حتى زِدْنني لِينا
إِنما أَراد بقَصْر من الأَحاديث فزِدْنَني بذلك لِيناً"
راجع: (اللسان:قصر، وورد صدر البيت الثالث عند د/مسلك في ص256هكذا:
نازعتُ أَلبابَها لُبّ مُقْتَصِرٍ     من الأحاديث حتى زدتني لينا   
 وفي هذا كسر عروضي؛ لأن البيت من البسيط، والصواب ما أثبته"...لبي بمقتصر"، وفي (زدتني) خطأ مطبعي، وهي زدنني، ومن عجب أن أورده صحيحًا في تعليقه في ص258 )
والملاحظة الغريبة إقحام البيت الثالث في الحديث عن القصر، على الرغم من أنه جعله خاصًّا بالمديد والرمل!!! وأحس أن هنا خلطًا بين القطع والقصر، وعدم تفريق بينهما!!!
راجع د/مسلك ص258.
 
*صبري أبوحسين
21 - مايو - 2008
الرجز    كن أول من يقيّم
 
الرَّجْزُ : مصدر رَجَز يَرْجُز.
قال ابن سيده : و الرَّجَزُ شِعْرٌ ابتداء أَجزائه سَبَبَان ثم وَتِدٌ وهو وَزْنٌ يسهل في السَّمْع ويقع في النَّفْس، ولذلك جاز أَن يقع فيه المَشْطور وهو الذي ذهب شَطْره والمَنْهوك وهو الذي قد ذهب منه أَربعة أَجزائه وبقي جزآن نحو:
يا ليتني فيها جَذَعْ
 أَخُبُّ فيها وأَضَعْ
وقد اختلف فيه: فزعم قوم أَنه ليس بشِعْر وأَن مَجازه مَجازُ السَّجْع.
 وهو عند الخليل شِعْر صحيح، ولو جاء منه شيء على جزء واحد لاحتمل الرَّجَزُ ذلك لحسن بنائه .
 وفي التهذيب : وزعم الخليل أَن الرَّجَزَ ليس بِشِعْر، وإِنما هو أَنْصافُ أَبيات وأَثْلاث، ودليل الخليل في ذلك ما روي عن النبي في قوله : سَتُبْدي لك الأَيَّامُ ما كنْتَ جاهِلاً       ويأْتيك من لم تُزَوِّد بالأخْبارِ
 قال الخليل: لو كان نصف البيت شعراً ما جرى لسان النبي:
سَتُبْدِي لك الأَيْامُ ما كنت جاهِلاً
 وجاء بالنصف الثاني على غير تأْليف الشِّعْر؛ لأَن نصف البيت لا يقال له شِعْر، ولا بيت، ولو جاز أَن يقال لنِصْف البيت شِعْر لقيل لجزء منه شِعْر، وقد جرى على لسان النبي:
أنا النبي لا كَذِبْ
أَنا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ.
 قال بعضهم: إِنما هو لا كَذِبَ بفتح الباء على الوصل، قال الخليل: فلو كان شِعْراً لم يَجْر على لسان النبي، قال الله تعالى: { وما علَّمناه الشِّعْر وما ينبغي له } أَي وما يَتَسَهَّلُ له.
 قال الأَخفش: قول الخليل إِن هذه الأَشياء شِعْر، قال : وأَنا أَقول: إِنها ليست بشِعْر، وذكر أَنه هو أَلْزَمَ الخليلَ ما ذكرنا، وأَن الخليل اعتقده .
قال الأَزهري: قول الخليل الذي كان بنى عليه أَن الرجز شعر، ومعنى قول الله عز وجل: { وما علمناه الشعر وما ينبغي له } أي لم نُعَلِّمه الشَّعْر، فيقوله وَيَتَدَرَّب فيه حتى يُنْشِىء منه كُتُباً، وليس في إِنشاده البيت والبيتين لغيره ما يبطل هذا؛ لأَن المعنى فيه أَنَّا لم نجعله شاعراً.
 قال الخليل: الرَّجَزُ المَشْطُور والمَنْهوك ليسا من الشعر. قال: والمَنْهُوك كقوله:
 أَنا النَّبِيّ لا كَذِبْ
 والمَشْطُور: الأَنْصاف المُسَجَّعة .
وفي حديث الوليد بن المُغيِرة حين قالت قريش للنبي: إِنه شاعِرٌ فقال : لقد عرفت الشِّعْرَ ورَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه فما هو به .
 و الرَّجَز: بحر من بحور الشِّعْر معروف ونوعٌ من أَنواعه يكون كل مِصْراع منه مفرداً، وتسمى قصائده أَراجِيزَ، واحدتها أُرْجُوزَةٌ، وهي كهيئة السَّجْع إلا أَنه في وزن الشِّعْر، ويسمى قائله راجزاً، كما يسمى قائل بحور الشِّعْر شاعراً .
قال الحربي : ولم يبلغني أَنه جرى على لسان النبي من ضروب الرَّجَز إلا ضربان: المَنْهُوك والمَشْطُور ولم يَعُدَّهما الخليل شِعْراً؛ فالمَنْهُوك كقوله في رواية البراء: إِنه رأَى النبي على بغلة بيضاء يقول:
 أَنا النبيّ لا كَذِبْ
 أَنا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ
 والمَشْطُور كقوله في رواية جُنْدب: إِنه دَمِيَتْ إِصبَعُه فقال:
 هل أَنتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ            وفي سبيل الله ما لَقيتِ.
 ويروى أَن العجاج أَنشد أَبا هريرة:
 ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا
 فقال: كان النبي يُعْجبه نحو هذا من الشِّعر .
 قال الحربي: فأَما القصيدة فلم يبلغني أَنه أَنشد بيتاً تامًّا على وزنه، إِنما كان ينشد الصدر أَو العَجُز، فإِن أَنشده تامًّا لم يُقِمْه على وزنه، إِنما أَنشد صدر بيت لبيد:
 أَلا كُلُّ شيْءٍ ما خَلا اللَّهَ باطِلُ
وسكت عن عَجُزه وهو:
 وكلَّ نَعِيمٍ لا مَحالَةَ زَائِلُ.
 وأَنشد عجز بيت طَرَفَةَ:
 ويأْتيك مَنْ لم تُزَوِّد بالأَخْبار
 وصَدْره :
 سَتُبْدِي لك الأَيامُ ما كنتَ جاهِلاً
 وأَنشد:
 أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْ بين الأَقْرَعِ وعُيَيْنَة
فقال الناس: بين عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ فأَعادها: بين الأَقرع وعيينة
فقام أَبو بكر -رضي الله عنه- فقال : أَشهد أَنك رسول الله ثم قرأَ : { وما عَلَّمناه الشِّعر وما ينبغي له }
قال: و الرَّجَز ليس بشِعْرٍ عند أَكثرهم . وقوله :
 أَنا ابْنُ عبد المُطَّلِبْ
 لم يقله افتخاراً به؛ لأَنه كان يكره الانتساب إلى الآباء الكفار، أَلا تراه لما قال له الأَعرابي: يا بن عبد المطلب قال : قد أَجَبْتُك ولم يتلفظ بالإجابة كراهةً منه لما دعاه به حيث لم يَنْسُبْه إلى ما شرفه الله به من النبوّة والرسالة ولكنه أَشار بقوله:
 أَنا ابن عبد المطلب
 إلى رؤيا كان رآها عبدُ المطلب كانت مشهورة عندهم، رأَى تصديقها فَذَكَّرهم إِياها بهذا القول . وفي حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: من قرأَ القرآن في أَقَلَّ من ثلاث فهو راجزٌ، إِنما سماه رَاجزاً لأَن الرَّجَزَ أَخف على لسان المُنْشِدِ واللسان به أَسْرَعُ من القَصيد .
قال أَبو إِسحاق: إِنما سمي الرَّجَز رَجَزاً لأَنه تتوالى فيه في أَوَّله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أَن تنتهي أَجزاؤه، يُشبَّه بالرَّجَز في رِجْل الناقة ورِعْدَتها وهو أَن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن، وقيل: سمي بذلك لاضطراب أَجزائه وتقاربها، وقيل: لأَنّهُ صدور بلا أَعْجاز.
وقال ابن جني: كل شعر تركب تركيب الرَّجزَ سمي رَجَزاً.
 وقال الأَخفش مرة: الرَّجَز عند العرب: كل ما كان على ثلاثة أَجزاء وهو الذي يَتَرَنَّمون به في عملهم وسَوْقهم ويَحْدُون به.
 قال ابن سيده: وقد روى بعضُ من أَثِقُ به نحوَ هذا عن الخليل.
 قال ابن جني: لم يَحْتَفِل الأَخفش ههنا بما جاء من الرَّجَز على جزأَين نحو قوله: يا ليتني فيها جَذَعْ
 قال: وهو لَعَمْرِي -بالإِضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أَجزاء- جُزْءٌ لا قَدْرَ له لِقِلَّته فلذلك لم يذكره الأَخفش في هذا الموضع، فإِن قلت: فإِن الأَخفش لا يرى ما كان على جُزْأَين شِعْراً، قيل : وكذلك لا يرى ما هو على ثلاثة أَجْزاء أَيضاً شِعْراً، ومع ذلك فقد ذكره الآن وسماه رَجَزاً، ولم يذكر ما كان منه على جُزْأَين؛ وذلك لِقِلَّته لا غير، وإِذا كان إِنما سُمِّيَ رَجَزاً لاضطرابه تشبيهاً بالرَّجَزِ في الناقة، وهو اضطرابها عند القيام، فما كان على جُزْأَين فالاضطراب فيه أَبلغ وأَوكد.
 وهي الأُرْجُوزَةُ للواحدة والجمعُ الأَرَاجِيزُ .
 رَجَز الرَّاجِزُ يَرْجُزُ رَجْزاً و ارْتَجَزَ الرَّجَّاز ارْتجازاً: قال أُرْجُوزَةً.
 و تَرَاجَزُوا و ارتَجَزُوا : تَعَاطَوْا بينهم الرَّجَزَ وهو رجَّازٌ و رَجَّازَةٌ و راجزٌ . (اللسان:رجز)
*صبري أبوحسين
27 - مايو - 2008
قضايا عروضية وأدبية في النص اللساني السابق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قضايا عروضية وأدبية في النص اللساني السابق
قراءة هذا النص اللساني تعطينا الرؤى التالية:
*هناك رأيان في قضية الموقف من الرجز بين الحكم بشاعريته أو نفيها.
*يترتب على هذه القضية الموقف من صلة النبي -صلى الله عليه وسلم-بالشعر إبداعًا وإنشادًا.
*آراء في تفسير قوله تعالى:"وما علمناه الشعر وما ينبغي له".
*تعريف مصطلحي (المشطور والمنهوك)....
*صبري أبوحسين
27 - مايو - 2008
مفهوم الرجز:    كن أول من يقيّم
 
قراءة النص اللساني السابق تعطينا مفهومًا مفصلاً لمصطلح الرجز لغويًّا واصطلاحيًّا، وتحليلاً عميقًا للعلاقة بين الدلالة اللغوية والاصطلاحية، على النحو التالي:
الرجز لغةً:
جاء في النص السابق:"الرَّجْزُ: مصدر رَجَز يَرْجُز... وهي الأُرْجُوزَةُ للواحدة، والجمعُ الأَرَاجِيزُ... رَجَز الرَّاجِزُ يَرْجُزُ رَجْزاً و ارْتَجَزَ الرَّجَّاز ارْتجازاً: قال أُرْجُوزَةً. و تَرَاجَزُوا و ارتَجَزُوا: تَعَاطَوْا بينهم الرَّجَزَ، وهو رجَّازٌ و رَجَّازَةٌ و راجزٌ .
الرجز اصطلاحًا:
ورد في النص اللساني تعاريف اصطلاحية عدة، وربط بين المفهوم اللغوي والاصطلاحي، وبيان لقيمته الموسقية الإيقاعية بطريقة عميقة طريفة، على النحو التالي: 
*الرَّجَز: بحر من بحور الشِّعْر معروف ونوعٌ من أَنواعه يكون كل مِصْراع منه مفرداً، وتسمى قصائده أَراجِيزَ، واحدتها أُرْجُوزَةٌ، وهي كهيئة السَّجْع إلا أَنه في وزن الشِّعْر، ويسمى قائله راجزاً، كما يسمى قائل بحور الشِّعْر شاعراً ...
*وقال الأَخفش مرة: الرَّجَز عند العرب: كل ما كان على ثلاثة أَجزاء وهو الذي يَتَرَنَّمون به في عملهم وسَوْقهم ويَحْدُون به.
 قال ابن سيده: وقد روى بعضُ من أَثِقُ به نحوَ هذا عن الخليل.
 قال ابن جني: لم يَحْتَفِل الأَخفش ههنا بما جاء من الرَّجَز على جزأَين.....
قال: وهو لَعَمْرِي -بالإِضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أَجزاء- جُزْءٌ لا قَدْرَ له لِقِلَّته فلذلك لم يذكره الأَخفش في هذا الموضع، فإِن قلت: فإِن الأَخفش لا يرى ما كان على جُزْأَين شِعْراً، قيل : وكذلك لا يرى ما هو على ثلاثة أَجْزاء أَيضاً شِعْراً، ومع ذلك فقد ذكره الآن وسماه رَجَزاً، ولم يذكر ما كان منه على جُزْأَين؛ وذلك لِقِلَّته لا غير، وإِذا كان إِنما سُمِّيَ رَجَزاً لاضطرابه تشبيهاً بالرَّجَزِ في الناقة، وهو اضطرابها عند القيام، فما كان على جُزْأَين فالاضطراب فيه أَبلغ وأَوكد.
*وقال ابن جني: كل شعر تركب تركيب الرَّجزَ سمي رَجَزاً.
*قال ابن سيده : و الرَّجَزُ شِعْرٌ ابتداء أَجزائه سَبَبَان ثم وَتِدٌ، وهو وَزْنٌ يسهل في السَّمْع ويقع في النَّفْس، ولذلك جاز أَن يقع فيه المَشْطور...  والمَنْهوك...
*وفي حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: من قرأَ القرآن في أَقَلَّ من ثلاث فهو راجزٌ، إِنما سماه رَاجزاً لأَن الرَّجَزَ أَخف على لسان المُنْشِدِ واللسان به أَسْرَعُ من القَصيد .
*قال أَبو إِسحاق: إِنما سمي الرَّجَز رَجَزاً لأَنه تتوالى فيه في أَوَّله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أَن تنتهي أَجزاؤه، يُشبَّه بالرَّجَز في رِجْل الناقة ورِعْدَتها، وهو أَن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن، وقيل: سمي بذلك؛ لاضطراب أَجزائه وتقاربها، وقيل: لأَنّهُ صدور بلا أَعْجاز.
 
*صبري أبوحسين
27 - مايو - 2008
الرجز في الجاهلية وعلاقته بالسجع ومناط الضعف فيه    كن أول من يقيّم
 
الرجز في الجاهلية وعلاقته بالسجع ومناط الضعف فيه:
ورد في النص اللساني ما يدل على أن عرب الجاهلية استخدموا مصطلح الرجز، جاء فيه:"وفي حديث الوليد بن المُغيِرة حين قالت قريش للنبي: إِنه شاعِرٌ فقال : لقد عرفت الشِّعْرَ ورَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه فما هو به" .
ففي مقولة الوليد اصطلاحات أربعة:الشعر، ومن صوره الرجز، والهزج والقريض. وهذا يدل على أن لها مفاهيم خاصة عندهم.
وأشار النص إلى صلة الرجز بالسجع جاء فيه:
"وتسمى قصائده أَراجِيزَ واحدتها أُرْجُوزَةٌ، وهي كهيئة السَّجْع إلا أَنه في وزن الشِّعْر، ويسمى قائله راجزاً.."، وجاء فيه:"والمَشْطُور : الأَنْصاف المُسَجَّعة".
 ولعل في هذا إشارة إلى المراحل الشكلية التي تولد وتطور عنها الشعر عند العرب؛ فقد كان سجعًا، ثم تطور إلى رجز، ثم تطور إلى شعر...  
وأشار إلى مناط الضعف الإبداعي فيه، حيث قوله:"الاضطراب فيه أَبلغ وأَوكد".
*صبري أبوحسين
27 - مايو - 2008
مصطلحا المشطور والمنهوك    كن أول من يقيّم
 
مصطلحا المشطور والمنهوك
جاء في اللسان تعريف هذين المصطلحين، وبيان لقيمتهما:
*"قال الخليل: الرَّجَزُ المَشْطُور والمَنْهوك ليسا من الشعر. قال: والمَنْهُوك كقوله:
 أَنا النَّبِيّ لا كَذِبْ
 والمَشْطُور: الأَنْصاف المُسَجَّعة" .
فقد عرف الخليل المنهوك بالمثال، وأعطى للمشطور تعريفًا عميقًا، بوصفه أنه" الأَنْصاف المُسَجَّعة" أنصاف أي أنه نصف بيت، ومسجعة إشارة إلى كون التفعيلة الثالثة تمثل عروضه وضربه في آن واحد. وعندما تتكون القصيدة المشطورة من عدة شطور يحس المتلقي بأنها نص مسجع، أي تشابهت نهاياته في الوزن والقافية.    
ويدل على هذا التفسير ما ورد في سبب تسمية الرجز بقولهم:"وقيل: لأَنّهُ صدور بلا أَعْجاز".
ويذهب الأخفش إلى جعل مصطلح الرجز خاصًّا بالمشطور منه فقط!!!جاء في اللسان:
"قال الأَخفش مرة: الرَّجَز عند العرب: كل ما كان على ثلاثة أَجزاء...
 قال ابن سيده: وقد روى بعضُ من أَثِقُ به نحوَ هذا عن الخليل.
 قال ابن جني: لم يَحْتَفِل الأَخفش ههنا بما جاء من الرَّجَز على جزأَين نحو قوله: يا ليتني فيها جَذَعْ
*وفي التهذيب: وزعم الخليل أَن الرَّجَزَ ليس بِشِعْر، وإِنما هو أَنْصافُ أَبيات وأَثْلاث، ودليل الخليل في ذلك ما روي عن النبي في قوله : سَتُبْدي لك الأَيَّامُ ما كنْتَ جاهِلاً       ويأْتيك من لم تُزَوِّد بالأخْبارِ
 قال الخليل: لو كان نصف البيت شعراً ما جرى لسان النبي:
سَتُبْدِي لك الأَيْامُ ما كنت جاهِلاً
 وجاء بالنصف الثاني على غير تأْليف الشِّعْر؛ لأَن نصف البيت لا يقال له شِعْر، ولا بيت، ولو جاز أَن يقال لنِصْف البيت شِعْر لقيل لجزء منه شِعْر، وقد جرى على لسان النبي..."
والتعريف السديد للمصطلحين قول ابن سيده:
  *"قال ابن سيده: المَشْطور وهو الذي ذهب شَطْره.
 والمَنْهوك وهو الذي قد ذهب منه أَربعة أَجزائه وبقي جزآن نحو:
يا ليتني فيها جَذَعْ
 أَخُبُّ فيها وأَضَعْ"
وجاء في النص اللساني ما يشير إلى قيمة المصطلحين:
* "قال الحربي : ولم يبلغني أَنه جرى على لسان النبي من ضروب الرَّجَز إلا ضربان: المَنْهُوك والمَشْطُور ولم يَعُدَّهما الخليل شِعْراً.."
 
*صبري أبوحسين
27 - مايو - 2008
بيت طرفة : عجز البيت قد وقع فيه سهو في اثناء الطباعة .    كن أول من يقيّم
 
....................................*** ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
*د يحيى
28 - مايو - 2008
 1  2  3  4