فرش التأسيس ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
فرش التأسيس أقصد بالتأسيس هنا المقدمات الممهِّدة لإيصال العلمين الجليلين. وتتمثل في الآتي: الدوائر العروضية: جاء في اللسان:"والدَّائِرَةُ في العَرُوض: هي التي حصر الخليل بها الشُّطُورَ لأَنها على شكل الدائرة التي هي الحلقة، وهي خمس دوائر: الأُولى فيها ثلاثة أَبواب الطويل والمديد والبسيط، والدائرة الثانية فيها بابان الوافر والكامل، والدائرة الثالثة فيها ثلاثة أَبواب الهزج والرجز والرمل، والدائرة الرابعة فيها ستة أَبواب السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث، والدائرة الخامسة فيها المتقارب فقط.(اللسان: دور). وتدبر هذا النص يعطينا الدلالات الآتية: *أن مصطلح (الباب) استخدم بديلاً لمصطلح (البحر). *أن هدف الخليل من نظام الدوائر هو إحصاء الصور الوزنية المتاحة بطريقة تعليمية مقنعة. وفي هذا ردٌّ على من رأى أنه لا جدوى من تدريس الدوائر وتعليمها. إنها تعطي المتعلم قناعة بقيمة هذا العلم، وبعبقرية الخليل، رحمه الله تعالى. *أن عدد الأبواب المستخرجة من الدوائر خمسة عشر بابًا!!! *أن الدائرة الخامسة يُستَخرج منها باب واحد فقط. هو المتقارب! ولا ذكر للمتدارك إطلاقًا!!! * أن رسم الدائرة يُطبَّق على نصفها فقط، وليس عليها كلها، إذ الأهم هو الشطر لا البيت كاملاً، فرسم النصف وتبيُّنه يقتضي منطقيًّا فهم النصف الآخر وإدراكه، ومن ثم كان الإقدام على رسم هذا النصف من باب تحصيل الحاصل، وتكرير العمل، الذي لا جديد فيه. *أن كل دائرة ذكرت تبدأ بالباب الأصلي الذي تُفَكُّ منه بقية أبواب الدائرة. * أن ترتيب الدوائر، في هذا النص، هو المُجمَع عليه في كل التآليف العروضية، فيما أعلم؛ إذ الترتيب لها يكون هكذا: دائرة الطويل، ثم دائرة الوافر، ثم دائرة الهزج، ثم دائرة السريع، ثم دائرة المتقارب. |