البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : توقير الأعلام    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )

رأي الوراق :

 د يحيى 
14 - مايو - 2008
لم يخطّ أحد في التراث العربي سطرًا إلا وللعالم الجليل عبد السلام هارون منّة عليه، ويندر أن يتعامل أحد مع المصادر العربية دون أن يستعين بمصدر من تحقيقات الشيخ الجليل؛ فقد قدم للمكتبة العربية عيون التراث مجلّوة في صورة بهية وحلّة قشيبة، وزينها بتعليقات وفهارس دقيقة.
المولد والنشأة
ولد عبد السلام هارون في مدينة الإسكندرية في (25 من ذي الحجة 1326هـ= 18 من يناير 1909م) ونشأ في بيت كريم من بيوت العلم، فجده لأبيه هو الشيخ هارون بن عبد الرازق عضو جماعة كبار العلماء، وأبوه هو الشيخ محمد بن هارون كان يتولى عند وفاته منصب رئيس التفتيش الشرعي في وزارة الحقانية (العدل)، وعمه هو الشيخ أحمد بن هارون الذي يرجع إليه الفضل في إصلاح  المحاكم الشرعية ووضع لوائحها، أما جده لأمه فهو الشيخ محمود بن رضوان الجزيري عضو المحكمة العليا.
وقد عني أبوه بتربيته وتعليمه، فحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، والتحق بالأزهر سنة (1340هـ=1921م) حيث درس العلوم الدينية والعربية، ثم التحق في سنة (1343هـ= 1924م) بتجهيزية دار العلوم بعد اجتيازه مسابقة للالتحاق بها، وكانت هذه التجهيزية تعد الطلبة للالتحاق بمدرسة دار العلوم، وحصل منها على شهادة البكالوريا سنة (1347هـ= 1928م) ثم أتم دراسته بدار العلوم العليا، وتخرج فيها سنة (1351هـ= 1945م).
الوظائف العلمية
وبعد تخرجه عمل مدرسًا بالتعليم الابتدائي، ثم عُيّن في سنة (1365هـ=1945م) مدرسًا بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وهذه هي المرة الوحيدة في تاريخ الجامعات التي ينتقل فيها مدرس من التعليم الابتدائي إلى السلك الجامعي، بعد أن ذاعت شهرته في تحقيق التراث، ثم عُيّن في سنة (1370هـ=1950م) أستاذًا مساعدًا بكلية دار العلوم، ثم أصبح أستاذًا ورئيسًا لقسم النحو بها سنة (1379هـ= 1959م) ثم دعي مع نخبة من الأساتذة المصريين في سنة (1386هـ=1966م) لإنشاء جامعة الكويت، وتولى هو رئاسة قسم اللغة العربية وقسم الدراسات العليا حتى سنة (1394هـ= 1975م)، وفي أثناء ذلك اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة (1389هـ= 1969م).
النشاط العلمي
بدأ عبد السلام هارون نشاطه العلمي منذ وقت مبكر، فحقق وهو في السادسة عشرة من عمره كتاب "متن أبي شجاع" بضبطه وتصحيحه ومراجعته في سنة (1344هـ=1925م)، ثم حقق الجزء الأول من كتاب "خزانة الأدب" للبغدادي سنة (1346هـ= 1927م)، ثم أكمل أربعة أجزاء من الخزانة وهو طالب بدار العلوم.
كانت هذه البدايات تشير إلى الاتجاه الذي سيسلكه هذا الطالب النابه، وتظهر تعلقه بنشر التراث، وصبره وجلده على تحمل مشاق المراجعة والتحقيق، وبعد تخرجه في دار العلوم اتجه إلى النشر المنظم، فلا تكاد تخلو سنة من كتاب جديد يحققه أو دراسة ينشرها.
ولنبوغه في هذا الفن اختاره الدكتور طه حسين (1363هـ=1943م) ليكون عضوًا بلجنة إحياء تراث أبي العلاء المعري مع الأساتذة: مصطفى السقا، وعبد الرحيم محمود، وإبراهيم الإبياري، وحامد عبد المجيد، وقد أخرجت هذه اللجنة في أول عهدها مجلدًا ضخمًا بعنوان: "تعريف القدماء بأبي العلاء"، أعقبته بخمسة مجلدات من شروح ديوان "سقط الزند".
وتدور آثاره العلمية في التحقيق حول العناية بنشر كتب الجاحظ، وإخراج المعاجم اللغوية، والكتب النحوية، وكتب الأدب، والمختارات الشعرية.
أما كتب الجاحظ -أمير البيان العربي- فقد عني بها عبد السلام هارون عناية فائقة، فأخرج كتاب "الحيوان" في ثمانية مجلدات، ونال عن تحقيقه جائزة مجمع اللغة العربية سنة (1370هـ=1950م)، وكتاب البيان والتبيين في أربعة أجزاء، وكتاب "البرصان والعرجان والعميان والحولان" و"رسائل الجاحظ" في أربعة أجزاء، وكتاب "العثمانية".
وأخرج من المعاجم اللغوية: معجم "مقاييس اللغة" لابن فارس في ستة أجزاء، واشترك مع أحمد عبد الغفور العطّار في تحقيق "صحاح العربية" للجوهري في ستة مجلدات، و"تهذيب الصحاح" للزنجاني في ثلاثة مجلدات، وحقق جزأين من معجم "تهذيب اللغة" للأزهري، وأسند إليه مجمع اللغة العربية الإشراف على طبع "المعجم الوسيط".
وحقق من كتب النحو واللغة كتاب سيبويه في خمسة أجزاء، وخزانة الأدب للبغدادي في ثلاثة عشر مجلدًا، ومجالس ثعلب في جزأين، وأمالي الزجاجي، ومجالس العلماء للزجاجي أيضًا، والاشتقاق لابن دريد.
وحقق من كتب الأدب والمختارات الشعرية: الأجمعيات، والمفضليات بالاشتراك مع العلامة أحمد شاكر، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي مع الأستاذ أحمد أمين، وشرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري، والمجلد الخامس عشر من كتاب الأغاني لأبي فرج الأصبهاني.
وحقق من كتب التاريخ: جمهرة أنساب العرب لابن حزم، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم، وكان من نتيجة معاناته وتجاربه في التعامل مع النصوص المخطوطة ونشرها أن نشر كتابًا في فن التحقيق بعنوان: "تحقيق النصوص ونشرها" سنة (1374هـ= 1954م)، فكان أول كتاب عربي في هذا الفن يوضح مناهجه ويعالج مشكلاته، ثم تتابعت بعد ذلك الكتب التي تعالج هذا الموضوع، مثل كتاب: مقدمة في المنهج للدكتورة بنت الشاطئ، ومنهج تحقيق النصوص ونشرها لنوري حمودي القيسي وسامي مكي العاني، وتحقيق التراث العربي لعبد المجيد دياب.
أما  عن مؤلفاته فله: الأساليب الإنشائية في النحو العربي، والميسر والأزلام، والتراث العربي، وحول ديوان البحتري، وتحقيقات وتنبيهات في معجم لسان العرب، وقواعد الإملاء، وكناشة النوادر، ومعجم شواهد العربية، ومعجم مقيدات ابن خلكان.
وعمد إلى بعض الكتب الأصول فهذّبها ويسرها، من ذلك: تهذيب سيرة ابن هشام، وتهذيب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، والألف المختارة من صحيح البخاري، كما صنع فهارس لمعجم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري في مجلد ضخم.
وخلاصة القول أن ما أخرجه للناس من آثار سواء أكانت من تحقيقه أو من تأليفه تجاوزت 115 كتابًا، وقد توج عبد السلام هارون حياته بأن نال جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي سنة (1402هـ= 1981م)، وانتخبه مجلس مجمع اللغة العربية أمينا عامًا له في (3 من ربيع الآخر 1404هـ= 7 من يناير 1984م)، واختاره مجمع اللغة العربية الأردني عضو شرف به.
وظل الشيخ يعمل في خدمة التراث في صبر وجلد ينجز بهما الأعمال العلمية المضنية على اختلاف مناحيها وكثرة تشعبها، تمده ثقافة عربية واسعة، وبصر بالتراث، ونفس وثابة، وروح إسلامية عارمة تستهدف إذاعة النصوص الدالة على عظمة التراث العربي، وتكشف عن نواحي الجلال فيه.
وإلى جانب بهذا النشاط في عالم التحقيق كان الأستاذ عبد السلام هارون أستاذًا جامعيًا متمكنًا، تعرفه الجامعات العربية أستاذًا محاضرًا ومشرفًا ومناقشا لكثير من الرسائل العلمية التي تزيد عن 80 رسالة للماجستير والدكتوراه.
وفاته
توفي عبد السلام هارون في (28 من شعبان 1408هـ= 16 من إبريل 1988م) بعد حياة علمية حافلة، وخدمة للتراث جليلة، وبعد وفاته أصدرت جامعة الكويت كتابًا عنه بعنوان: "الأستاذ عبد السلام هارون معلمًا ومؤلفًا ومحققًا".
هوامش ومصادر:
  • محمد مهدي علام: المجمعيون في خمسين عامًا ـ مطبوعات مجمع اللغة العربية ـ القاهرة (1406هـ= 1986م).
  • محمود محمد الطناحي: مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ـ مكتبة الخانجي ـ القاهرة ـ (1405هـ = 1984م).
  • محمد خير رمضان يوسف: تتمة الإعلام للزركلي- دار ابن حزم ـ (1418هـ= 1998م).
  • محمد محيي الدين عبد الحميد: كلمة في استقبال عبد السلام هارون ـ مجلة مجمع اللغة العربية ـ العدد (25) ـ القاهرة ـ (1389هـ= 1969م).
  • السيد الجميلي: الجيل الثاني أو الطبقة الثانية من المحققين الأعلام ـ مجلة الأزهر ـ الجزء العاشر ـ السنة الثامنة والستون ـ (1416هـ= 1996م).
 
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أبو فهر محمود محمد شاكر 3    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
- انتخب عضواً مراسلاً في «مجمع اللغة العربية» بدمشق في سنة 1980م. - اعتقل مرتين في زمن حكم الرئيس جمال عبدالناصر: الأولى لمدة تسعة أشهر في الفترة من 9 فبراير 1959م إلى أكتوبر 1959م. والأخرى لمدة ثمانية وعشرين شهراً من 31 أغسطس 1965م إلى 30 ديسمبر 1967م (30 رمضان 1387هـ) - كرمته الدولة فأهدت إليه "جائزة الدولة التقديرية في الآداب" عن سنة 1981م تقديراً لجهوده وإسهاماته المتعددة في خدمة تراث الإسلام ودرايته الواسعة بعلوم العربية. ومكانته المتميزة في تاريخ الفكر الإسلامي. وتسلم الجائزة في احتفال أقيم مساء يوم الثلاثاء 8 رمضان 1402هـ/ 29 يونيه 1982م. - وعلى المستوى العربي نال جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي، وتسلم الجائزة في احتفال بحضور الملك فهد بن عبدالعزيز في الرياض في 24 جمادى الأولى عام 1404 هـ الموافق 25 فبراير 1984م. - انتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1982م. - عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي (1991 ـ 1997م) - عضو مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية (1994 ـ 1997م) - انتقل إلى جوار ربه تعالى مساء يوم الخميس 3 ربيع الآخر 1418 هـ الموافق 7 أغسطس 1997م. ثـانيــــــاً: آثـاره: أ ـ مؤلفاته: 1 ـ المتنبي ـ عدد خاص من المقتطف سنة 1936م ـ ط. ثانية في مجلدين القاهرة 1977م ـ ط. ثالثة مطبعة المدني ـ القاهرة ـ دار المدني بجدة 1407هـ ـ 1987م 2 ـ القوس العذراء ـ نشرت أول مرة في مجلة الكتاب 1371 هـ/1952م ـ مكتبة دار العروبة ـ القاهرة 1384هـ ـ 1964م ـ مكتبة الخانجي ـ القاهرة ـ 1392هـ ـ 1972م.
3 ـ أباطيل وأسمار ـ الجزء الأول مكتبة دار العروبة 1385هـ ـ 1965م ـ الجزءان الأول والثاني مطبعة المدني ـ القاهرة 1972م 4 ـ برنامج طبقات فحول الشعراء مطبعة المدني القاهرة 1980م 5 ـ نمط صعب ونمط مخيف دار المدني ـ جدة 1996م [وهو سبع مقالات نشرت في مجلة "المجلة" سنة 1969، 1970م] 6 ـ قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام ـ دار المدني ـ جدة 1418 هـ ـ 1997م 7 ـ رسالة في الطريق إلى ثقافتنا صُدّر بها كتابُ المتنبي في طبعته الثالثة 1407 هـ ـ 1987 م ثم صدرت في كتاب مستقل في سلسلة كتاب الهلال بالقاهرة. ب ـ تحقيقاته: 1 ـ فضل العطاء على العسر لأبي هلال العسكري المطبعة السلفية ـ القاهرة 1353 هـ /1934م. 2 ـ إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع لتقي الدين المقريزي. ـ لجنة التأليف والترجمة والنشر ـ القاهرة 1940م. 3 ـ المكافأة وحسن العقبى لأحمد بن يوسف بن الداية الكاتب ـ المكتبة التجارية 1359 هـ /1940م. 4 ـ طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ـ دار المعارف ط أولى 1952م ـ ط ثانية 1974م 5 ـ تفسير الطبري ـ الأول والثاني ـ دار المعارف 1954م ـ الثالث والرابع دار المعارف 1955م ـ السادس والسابع والثامن دار المعارف 1956م. ـ من التاسع إلى الثاني عشر دار المعارف 1957م. ـ الثالث عشر والرابع عشر دار المعارف 1958م. ـ الخامس عشر دار المعارف 1960م. ـ السادس عشر دار المعارف 1969م. 6 ـ جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار ـ جـ 1 مكتبة دار العروبة 1381هـ السفر الأول. 7 ـ تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله < من الأخبار للطبري ـ مسند علي بن أبي طالب ـ مسند عبدالله ابن عباس ـ السفر الأول. ـ منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض 1402هـ/ 1982م. ـ مسند عبدالله بن عباس ـ السفر الثاني ـ مسند عمر بن الخطاب. ـ منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض 1403هـ ـ 1982م. 8 ـ دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ـ مكتبة الخانجي ـ القاهرة 1989م 9 ـ أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني ـ دار المدني ـ جدة 1412 هـ/ 1991م
هامش : استعنا في سيرة حياته وآثاره بالكتيب الذي صدر عن: الهيئة العامة لدار الكتب القومية والمجلس الأعلى للثقافة في 15/9/1997م.
 نشر .
*د يحيى
16 - مايو - 2008
محمد محيي الدين عبد الحميد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تكرَّم ، واطرق هذا الباب :
 
كي تقرأ عن بعض الكتب التي حققها العالم المرحوم – إن شاء الله تعالى-
محمد محيي الدين عبد الحميد .
*د يحيى
17 - مايو - 2008
المحسود محمد محيي الدين عبد الحميد 1    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
                   محمد محيي الدين عبد الحميد
 
 
قيل في الإمام الطبري: إنه كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو؛ لبراعته وتعمقه في كل هذه العلوم، فصار كالجامعة لكنها تسعى على قدمين، وكذلك كان العلامة محمد محيي الدين عبد الحميد لكثرة ما ألفه وأخرجه من الكتب في هذه الفنون، ولقد أتى على الأزهر حينٌ من الدهر وجل ما يُدرس في معاهده من تأليف الشيخ الجليل أو من إخراجه وتحقيقه.
ولم يكن الشيخ محيي الدين متفردًا بين أقرانه وشيوخه النابغين بهذه المِيزة في إتقان علوم اللغة والشريعة، بل شاركه فيها عدد غيرُ قليل من علماء الأزهر الكبار من أمثال: إبراهيم الجبالي وإبراهيم حمروش وعبد المجيد سليم ويوسف الدجوي، وكانوا على علم ومعرفة بدقائق العلوم المختلفة، وكأنهم من ذوي الاختصاص في كل علم على حدة، ولكن زاد عليهم الشيخ محيي الدين بجهده الوافر في تأليف الكتب وإخراجها لطلبة العلم، على حين اكتفى هؤلاء الأعلام بمجالس الدرس للطلاب الكبار، دون أن يُعنَوا بالكتابة والتأليف.
ويكفي الشيخ فخرًا أنه عالج معظم كتب النحو المتداولة بين طلبة العلم وذوي الاختصاص اللغوي العميق، لتيسير دراستها وتذليل قراءتها بالشروح والتعليقات، بدءًا بالآجرومية وهو متن للنحو للمبتدئين، وانتهاءً بشرح الأشموني للألفية وشرح ابن يعيش للمفصل، ويندر أن تجد أحدًا من دارسي العربية في العالم لم يتلمذ لكتب الشيخ محيي الدين في اللغة والنحو أو يستفد منها.
في بيت علم
ولد الشيخ محمد محيي الدين في قرية كفر الحمام بمحافظة الشرقية عام(1318هـ=سنة1900م)، ونشأ في كنف والده العالم الأزهري، فدفع به إلى من يحفّظه القرآن ويعلمه مبادئ القراءة والكتابة، حتى إذا انتهى من ذلك التحق بمعهد دمياط الديني حين كان والده قاضيًا بفارسكور ودمياط، ثم انتقل إلى معهد القاهرة لمّا انتقل والده لتقلد منصب المفتي لوزارة الأوقاف، وظل بالأزهر حتى حصل على شهادة العالمية النظامية مع أول فرقة دراسية تنال هذه الدرجة وَفق طريقة دراسية منتظمة، وذلك في عام (1344هـ=سنة 1925م).
وظهرت مواهب الشيخ الجليل مبكرًا، وهو في طور الدراسة، وكان لنشأته في بيت علم وفقه أثرٌ في ذلك، فقد شب وهو يرى كبار رجال العلم والقضاء يجتمعون مع أبيه في البيت ويتطارحون مسائل الفقه والحديث واللغة، فتاقت نفس الصغير إلى أن يكون مثل هؤلاء؛ فأكب على القراءة والمطالعة تسعفه نفس دؤوبة وذاكرة واعية وهمة عالية، وطموح وثاب، وكان من ثمرة ذلك قيامه بشرح مقامات بديع الزمان الهمذاني شرحًا مسهبًا مستفيضًا مشحونًا بدرر الفوائد العلمية وتفسير الإشارات الأدبية والتاريخية التي تمتلئ بها مقامات الحريري، ونشر ذلك العمل وهو لا يزال طالباً قبل أن يظفر بدرجة العالمية، وصدّر هذا الشرح بإهداء إلى والده عرفانًا بفضله عليه.
*د يحيى
17 - مايو - 2008
المحسود محمد محيي الدين عبد الحميد2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
في قاعات الدرس
وبعد التخرج يتلقفه معهد القاهرة مدرسًا به، حتى إذا أنشئت كليات الجامع الأزهر لأول مرة اختير للتدريس بكلية اللغة العربية عام(1350هـ=سنة 1931م)، وكان أصغر أعضاء هيئة التدريس بالكلية سنًا، وكان هذا امتيازًا لم يحصل عليه بعض شيوخه وأساتذته، لكنه ناله بجده واجتهاده، ولم تمضِ عليه أربع سنوات بالكلية الجديدة حتى اختير عام (1354هـ= 1935م) للتدريس بتخصص المادة لطلبة الدراسات العليا، وزامل الكبار من أساتذته وشيوخه مزاملة خِصبة مثمرة، فاعترفوا بفضله وعلمه، وتجاوزت شهرته جدران الكلية واسترعى انتباه الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر؛ فاختاره محاضرًا في المناسبات الدينية بالجامع الأزهر كالإسراء والمعراج والاحتفال بالهجرة والمولد النبوي.
في السودان
وعندما فكرت حكومة السودان في إنشاء دراسة في الحقوق بكلية جوردون استعانت بالشيخ محمد محيي الدين ليشترك في وضع مناهج للعلوم الشرعية عام (1359هـ= 1940م)، وعمل هناك أستاذًا للشريعة الإسلامية، وانتقل من تدريس النحو والصرف إلى دراسة المواريث وأحكام الأسرة، ولم يكتف ذلك، بل وضع كتابين جيدين في الأحوال الشخصية وأحكام المواريث، ولا يزالان يُعدّان من المراجع الوافية في بابهما، وظل في السودان أربع سنوات مليئة بالعمل والعطاء حتى عاد إلى مصر في عام (1352هـ= 1943م).
العودة إلى مصر
وبعد عودته من السودان عين وكيلاً لكلية اللغة العربية وأسهم في تطوير وإعلاء شأنها، ثم عين في عام (1367هـ= 1946م) مفتشًا بالمعاهد الدينية، وبعد عامين نقل أستاذًا بكلية أصول الدين، فمكث بها نحو أربع سنوات حتى اختير مديرًا لتفتيش العلوم الدينية والعربية بالجامع الأزهر، ثم تقلد في عام (1374هـ= 1954م) عمادة كلية اللغة العربية، وظل شاغلاً هذا المنصب خمس سنوات عاد بعدها أستاذًا إلى كلية أصول الدين، ومكث بها خمس سنوات رجَع بعدها عميداً لكلية اللغة العربية مرة أخرى عام(1384هـ= 1964م) حتى بلغ سن التقاعد بعدها بعام واحد.
وفي أثناء ذلك وبعده اختير في لَجنة الفتوى بالأزهر عضوًا، ثم تولى رئاستها، واختير عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام (1384هـ= 1964م)، وتولى رئاسة لجنة إحياء التراث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، وكان عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف.
*د يحيى
17 - مايو - 2008
المحسود محمد محيي الدين عبد الحميد3    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
إسهامه العلمي
 
 
 
قامت شهرة الشيخ محمد محيي الدين على جهوده في إخراج كتب النحو وشرحها، وإخراجها في أنقى صورة؛ فحقق وشرح الآجرومية، وقطر الندى، وشذور الذهب، وأوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، وابن عقيل على الألفية، ومغني اللبيب، وشرح الأشموني على ألفية ابن مالك، والإنصاف في مسائل الخلاف. وهذه الكتب كانت تدرس في الأزهر الشريف في سنوات دراسية متدرجة من المرحلة الابتدائية إلى مرحلة تخصص المادة في كلية اللغة العربية.
وهو في هذه الكتب يضبط الأمثلة والشواهد من القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر العربي، ثم يشرح الأبيات شرحًا وسطاً، مع إعرابها كاملة مستعملاً عبارة سهلة وأسلوبًا قريبًا، وقد يتوسع أحيانًا في الشرح، ويتعرض للمسائل الخلافية معقبًا أو مرجحًا أو مفسرًا. ويعلق أحد العلماء الكبار على شروح الشيخ بقوله: "ولا يزال كثير منا أعضاء المجمع يرجِع إلى كتاباته وتعليقاته، وإلى هذا المدد الزاخر من المكتبة النحْوية التي نقلها من ظلام القدم إلى نور الجدة والشباب".
ولم يكن الشيخ محمد محيي الدين نحْويًا فحسب، بل كتب وحقق في أكثر الفنون الذائعة بين الدارسين، فهو في الفقه مع ما أشرنا إليه من كتب في كلية جوردون كتب شرحًا على متن نور الإيضاح في الفقه الحنفي بعنوان "سبيل الفلاح في شرح نور الإيضاح"، ولم يكتف بذلك فيتجاوز الفقه الحنفي إلى الفقه الشافعي، ويؤلف كتابًا بعنوان "الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية"، ويحقق كتاب "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" في الفقه الشافعي.
وفي أصول الفقه حقق كتاب الموافقات للشاطبي، ومنهاج الوصول في معرفة علم الأصول، والمسوّدة في أصول الفقه التي تتابع على تأليفها ثلاثة من أئمة آل تيمية.
وفي الحديث حقق سنن أبي داود، والترغيب والترهيب للمنذري، وشرح ألفية الحديث للسيوطي، وفي كتب التوحيد: شرح الجوهرة، ويعلق على رسالة الإمام محمد عبده في التوحيد، ويحقق في علم الكلام مقالات الإسلاميين للأشعري، والفرق بين الفرق للبغدادي، وفي الوقت نفسه يؤلف مختصراً في أدب البحث والمناظرة. وأما كتبه في اللغة والأدب التي نشرها فكثيرة، منها: أدب الكاتب لابن قتيبة، والمثل السائر لابن الأثير، ويتيمة الدهر للثعالبي، ومعاهد التنصيص، والعمدة لابن رشيق، وزهر الآداب للحصري، والموازنة بين الطائيين.
وشرح ديوان عمر بن أبي ربيعة، والشريف الرضي، وعلّق على شرح المعلقات للزوزني، وشرح القصائد العشر للتبريزي.
وحقق في مجال التاريخ الإسلامي: سيرة ابن هشام، ومروج الذهب للمسعودي، ووفيات الأعيان لابن خلكان، وفوات الوفيات لابن شاكر، ونفح الطِّيب للمقَّري، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، ووفاء الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي.
ولم يكن الشيخ يستعين بأحدٍ في إخراج هذه الكتب الكثيرة، وبعضها من ذوات المجلدات، وكان يتولى بنفسه تصحيح تجارب الطبع إمعانًا في الدقة.. وهذه الخصوبة في إخراج كتب التراث التي تجاوزت ثمانين كتابًا أثارت حقد بعض المشتغلين بالعلم، فاتهموا الشيخ بأنه لا يلتزم بالمناهج الجديدة في التحقيق، وأنه لا يتابع التعليق، مكتفيًا بالنص الصحيح، وإغفال النسخ الخطية التي اعتمد عليها في تحقيقه، وهذا النقد وإن كان بعضه صحيحًا يحتاج إلى مناقشة؛ فالعبرة بإخراج نص سليم من الأخطاء قريب من الصورة التي وضعها عليه المؤلف، وما قيمة التعليقات على نص مليء بالأخطاء، وقد عرف الناس قدْر الشيخ فأقبلوا على قراءة ما كتب، ومطالعة مؤلفاته وتحقيقاته، ونالت كتبه الحظوة وبُعد الصيت فانتشرت انتشارًا واسعًا.
*د يحيى
17 - مايو - 2008
المحسود محمد محيي الدين عبد الحميد4     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ويلقى الله..
وظل الشيخ محمد محيي الدين منكبًا على عمله في تحقيق كتب التراث لا يعوقه مرض أو مسؤوليات منصب، أو عضوية المجامع عن مواصلة طريقه حتى لقي الله في (25 من ذي القعدة عام 1392هـ= 30 من ديسمبرسنة 1972م)، تاركًا هذا النِّتاج الخِصب الذي لا تزال تنتفع بما فيه الأجيال، ويتعجب الإنسان كيف اتسع عمره لإخراج هذا العدد من الكتب المتنوعة في التخصص، الكثيرة في العدد، المختلفة في الأحجام، ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء.
من مصادر الدراسة:
·                   محمود محمد الطناحي: مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ـ مكتبة الخانجي ـ القاهـرة ـ (1405هـ= 1984م)
·                   محمد رجب البيومي: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين ـ دار القلم ـ دمشق ـ (1415هـ= 1995م).
·                   محمد مهدي علام: المجمعيون في خمسين عاماًـ الهيئـة العامة لشـؤون المطابع الأميرية ـ القاهرة ـ ( 1406هـ= 1986م)
·                   عبد السلام هارون: تأبيـن الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد ـ مجلة مجمع اللغة العربية القاهرة ـ الجزء الثاني والثلاثون ـ (1393هـ= 1973م).
جزى الله خيراً أخانا أحمد تمام.
*د يحيى
17 - مايو - 2008
رمضان عبد التواب 1    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ولد العالم اللغوي الدكتور رمضان عبد التواب في قرية قليوب بمحافظة القليوبية بمصر صباح يوم الجمعة (23 من رمضان 1348هـ= 21 من فبراير 1930م)، وسُمي باسم الشهر الفضيل تيمنًا به، وأملا في النيل من بركته.
تلقى تعليمه في المدرسة الأولية، وكان تقديره في السنة الأولى 98%، وترتيبه الأول، وفي الفرقة الثانية مرض قبل الامتحان بحمى التيفود، وترتب على ذلك عدم حضوره الامتحان، وفي بداية العام الدراسي التالي دخل مدرس الفصل فلما رآه غضب جدا، وقال: أنت الأول تعيد العام؟! وأخذه إلى ناظر المدرسة، وقال له: هل يمكن لرمضان أن يرسب ويعيد السنة؟ هذا لا يمكن، فهو أفضل الموجودين، وظل يمدح فيه إلى أن وافق ناظر المدرسة على أن يُمتحن في المقرر، وأُجري له امتحان خاص ونجح فيه، وانتقل مع زملائه للفرقة الثالثة، ونجح في الفرقة الثالثة وكان ترتيبه الأول أيضا.
ومنذ ذلك الوقت عرف قيمة التعليم، فكان يقرأ كل شيء، وأتم حفظ القرآن الكريم استعدادا لدخول المعهد الديني، فقد وهبه والده للتعليم الديني، ولم يكن يكتفي بحفظ القرآن الكريم، وإنما كان يسأل عن معاني كل
شيء، حتى إن شيخه الذي كان يحفظّه القرآن كان يحار معه في تفسير بعض الآيات، فما كان منه إلا أن دله على تفسير الجلالين، فاشتراه وكان سعيدا به كل السعادة، وأتم حفظ القرآن الكريم في سنة ونصف، وكانت سنُّه في ذلك الوقت لا تتجاوز عشر سنوات.
دخل المعهد الديني بعد اجتياز امتحان في القرآن الكريم والحساب والإملاء، ووقتها وجد نفسه أمام الكتب الصفراء في الفقه والنحو والصرف وعلوم العربية المختلفة، وحفظ ألفية ابن مالك وهو في السنة الأولى بالمعهد الديني، وكان مبرزا بين زملائه، وكان دائما ترتيبه الأول إلى أن أنهى المرحلة الثانوية، ليتأهل بعدها لدخول كلية دار العلوم.
في كلية دار العلوم
 
 
كان دخول كلية دار العلوم يتم بعد امتحان على ثلاث مراحل: تحريريا ثم شفويا ثم شخصيا، وما كانت هناك كتب معينة يمتحنون فيها سوى الفقه من كتاب "جوهرة التوحيد"، وكانوا يُمتحنون في النحو كله، والبلاغة العربية كلها، والأدب وتاريخه، وكذلك التاريخ الإسلامي، والصرف والعروض، ثم بعد ذلك يُمتحنون شفويا في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك الامتحان الشخصي، وكان يُسأل فيه أسئلة تربوية، ويُنظر إلى شخصيته وهندامه، ويُقيّم من جميع الجوانب الشخصية، وتقدم هو وزملاؤه للامتحان الأول، وكان عددهم 1500 طالب، نجح منهم في الامتحانات الثلاثة 200 طالب فقط ورسب الباقون، وكان الذين يدرسّون في كلية دار العلوم وقتها أساتذة يدرسون فلسفة العلم، يقف فيهم إبراهيم أنيس بنظرياته، وعباس حسن بغوصه في بطون كتب النحو.
نشأ عنده حب القراءة، فكان يعكف في إجازات الصيف على قراءة كثير من الكتب الأدبية، فقرأ لكبار الكتاب مثل: الرافعي، والعقاد، وطه حسين، وغيرهم، وكان يتفق مع موزع الصحف أن يأتيه بكل الصحف التي كانت تصدر آنذاك، ويتقاضى منه نصف ثمنها بشرط أن يستردها سليمة معافاة قبل منتصف النهار، وكان يتردد على مكتبة دار الكتب منذ أن كان طالبا بالمرحلة الثانوية، وكان ترتيبه الأول بكلية دار العلوم في كل السنوات، وكان يحفظ كثيرا من الشعر العربي في كل العصور.
حينما كان يؤدي امتحان الليسانس الشفوي كانت اللجنة مكونة من الأستاذ عباس حسن والشاعر علي الجندي، وجاء امتحان النصوص فقال له علي الجندي: قل لي شيئا من النصوص التي تحفظها، فقال له: في أي عصر؟ ففتح عينيه متعجبا، وقال: أتحفظ كل العصور؟ فقال: نعم، قال: هات من العصر الجاهلي، فقال له: لمن؟ قال: وهناك اختيار أيضا في العصر الجاهلي؟ فقال: نعم يا سيدي، قال: هات شيئا لامرئ القيس، فقال: أي قصيدة لامرئ القيس: المعلقة أم البائية أم الدالية؟ قال: أتحفظ كل هذا لامرئ القيس؟ قل ما تشاء، ثم انتقل من امرئ القيس إلى علقمة، إلى طرفة، ثم قال في النهاية له الشاعر علي الجندي: فتح الله عليك يا بني، أنا لا أُري الدرجة لصاحبها على الإطلاق، ولكني سأريك إياها، وأعطاه الدرجة النهائية، وقال: ليت عندنا منك عشرا إذن لاستقام الأمر.
*د يحيى
17 - مايو - 2008
رمضان عبد التواب 2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تخرج في كلية دار العلوم سنة 1956م، وكان ترتيبه الأول بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وحصل على 92.5%، وكان الثاني في الترتيب الدكتور عبد الصبور شاهين، وحصل على 89.5%، والدكتور عبد الصبور شاهين لم يكن في فرقته أصلا، بل كان يسبقه بعام، وكان أول دفعته أيضا، ولكنه اُعتقل في السنة الرابعة لمشاركته السياسية فأصبح في دفعة الدكتور رمضان رغما عنه.
لم ينتظر الدكتور رمضان طلب الكلية تعيين معيدين، ولكنه سجل في السنة التمهيدية للماجستير، وفي نفس السنة درس الدبلومة العامة في التربية بتربية عين شمس، وفي نفس الوقت عُين مدرسا بمدرسة النقراشي الإعدادية النموذجية، وذات يوم كان يطلع على الصحف اليومية فوجد إعلانا من كلية الآداب جامعة عين شمس عن بعثة إلى ألمانيا مدتها خمس سنوات، التخصص "فقه اللغة العربية" بشرط أن يكون الطالب حاصلا على ليسانس في اللغة العربية، فتقدم ومعه 13 طالبا من أبناء الكلية المُعلِنة، غير أنه كان المرشح الوحيد الذي حصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وممتاز في مادة التخصص (فقه اللغة)، وفي نفس الوقت أعلنت كلية دار العلوم عن طلب معيد واحد، واستقر رأي الدكتور إبراهيم أنيس عليه، ولكنه فوجئ بأنه يعد للسفر لبعثة، وهنا وقع في مأزق فهو يخشى أن يعينه فيترك الوظيفة ويسافر إلى ألمانيا ويضيعها على غيره، ويخشى أن يعين غيره فلا يسافر لأي سبب من الأسباب فيكون قد أضاع عليه الفرصة، فأخذ يُسوّف ويُرجئ في الإعلان إلى أن اتصل به الدكتور رمضان هاتفيا، وقال له: سأسافر غداً، وفي الاجتماع التالي تقرر تعيين الدكتور عبد الصبور شاهين معيداً، وقال الدكتور أنيس في قرار التعيين: يستحق هذه الدرجة رمضان عبد التواب غير أنه بالبحث والتحري وُجد أنه سافر في بعثة بكلية الآداب جامعة عين شمس إلى ألمانيا، وعلى ذلك يؤخذ الذي يليه في الترتيب وهو عبد الصبور شاهين.
تعلم في ألمانيا على أيدي أساتذة متخصصين مهرة في الدراسات اللغوية، وأتقن اللغات الألمانية والسريانية والحبشية والأكادية والفارسية والتركية والفرنسية واللاتينية والعبرية والسبئية والمعينية، والتقى مع أساتذة عظام– في الدراسات اللغوية- أمثال: يوهان فك وهانزفير وأوتوشبيس وريتر وزلهايم، ودارت بينه وبين بعض منهم مناقشات ومحاورات ومجادلات عن الإسلام؛ إذ كان بعضهم متحاملا على الإسلام، ولكن هذا لم يمنعه من أن يحصل مما لديهم من علم، ثم عاد من البعثة بعد أن أمضى فيها 5 سنوات حصل في أثنائها على الماجستير والدكتوراة في اللغات السامية من جامعة ميونخ بألمانيا بتقدير مرتبة الشرف الأولى سنة 1963م، وبعدها تسلم عمله مدرسا بكلية الآداب جامعة عين شمس.
*د يحيى
17 - مايو - 2008
رمضان عبد التواب 3    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
1- التذكير والتأنيث في اللغة- دراسة مقارنة في اللغات السامية- القاهرة 1976م.
2- لحن العامة والتطور اللغوي- القاهرة 1967م.
3- فصول في فقه العربية- القاهرة 1973م "ط أولى"، القاهرة 80- 1982م "ط ثانية"، القاهرة 1987م "ط ثالثة".
4- اللغة العبرية- قواعد ونصوص ومقارنات باللغة السامية- القاهرة 1977م.
5- نصوص من اللغات السامية، مع الشرح والتحليل والمقارنات- القاهرة 1979م.
6- في قواعد الساميات- العبرية والسريانية والحبشية، مع النصوص والمقارنات- القاهرة 1981م "ط أولى"، 1983م "ط ثانية"، 1988م "ط ثالثة".
7- المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي- القاهرة 1982- 1985م.
8- التطور اللغوي- مظاهره وعلله وقوانينه- القاهرة 1981- 1983م، 1990م "ط ثالثة مزيدة".
9- بحوث ومقالات في اللغة- القاهرة 1982- 1988م.
10- مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين- القاهرة 1986م.
11- مشكلة الهمزة العربية- بحث في تاريخ الخط العربي وتيسير الإملاء والتطور اللغوي للعربية الفصحى- القاهرة 1994م.
12- دراسات وتعليقات في اللغة- القاهرة 1994م.
13- العربية الفصحى والقرآن الكريم أمام العلمانية والاستشراق- القاهرة 1998م.
الكتب المترجمة
1- اللغات السامية- لتيودور نولدكه- القاهرة 1963م.
2- الأمثال العربية القديمة، لرودلف زلهايم- بيروت 1971- 1984م.
3- تاريخ الأدب العربي، لكارل بروكلمان (جـ 4 و5) القاهرة 1975م.
4- فقه اللغات السامية، لكارل بروكلمان- الرياض 1977م.
5- العربية- دراسة في اللغة واللهجات والأساليب، ليوهان فك- القاهرة 1980م.
*د يحيى
17 - مايو - 2008
رمضان عبد التواب 5    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
المحققة
1- لحن العوام، لأبي بكر الزبيدي– القاهرة 1964م.
2- البلاغة، لأبي العباس المبرد– القاهرة 1965م "ط أولى"- 1985م "ط ثانية".
3- قواعد الشعر، لأبي العباس ثعلب- القاهرة 1966م "ط أولى"- 1995م "ط ثانية".
4- ما يذكر ويؤنث من الإنسان واللباس، لأبي موسى الحامض- القاهرة 1976م.
5- الحروف، للخليل بن أحمد الفراهيدي- القاهرة 1969م.
6- المذكر والمؤنث، لابن فارس اللغوي- القاهرة 1969م.
7- الحروف التي يُتكلم بها في غير موضعها، لابن السكيت- القاهرة 1969م.
8- المذكر والمؤنث، لأبي العباس المبرد- القاهرة 1970م.
9- كتاب الثلاثة، لابن فارس اللغوي- القاهرة 1970م.
10- البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث، لأبي البركات بن الأنباري- القاهرة 1970م.
11- كتاب البئر، لأبي عبد الله بن الأعرابي- القاهرة 1970م- بيروت 1983م.
12- كتاب الأمثال، لأبي فيد مؤرج السدوسي- القاهرة 1971م- بيروت 1983م.
13- زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء، لأبي البركات بن الأنباري- بيروت 1971- 1987م.
14- القوافي وما اشتقت ألقابها منه، لأبي العباس المبرد- القاهرة 1972م.
15- مختصر المذكر والمؤنث، للمفضل بن سلمة- القاهرة 1972م.
16- كتاب الأمثال، لأبي عكرمة الضبي- دمشق 1974م.
17- المذكر والمؤنث، لأبي زكريا الفراء- القاهرة 1975م "ط أولى"- 1990م "ط ثانية".
18- الممدود والمقصور، لأبي الطيب الوشاء- القاهرة 1979م.
19- الوافي بالوفيات، للصفدي (الجزء الثاني عشر)، فيسبادن 1979م.
20- ذم الخطأ في الشعر، لابن فارس اللغوي- القاهرة 1980م.
21- اشتقاق الأسماء، للأصمعي- القاهرة 1980م.
22- ثلاثة كتب في الحروف، للخليل بن أحمد وابن السكيت والرازي- القاهرة 1982م.
23- الفرق، لابن فارس اللغوي- القاهرة 1982م.
24- ما يجوز للشاعر من الضرورة، للقزاز القيرواني- القاهرة 1982م.
25- التطور النحوي للغة العربية، لبرجشتراسر، القاهرة 1982م.
26- ما تلحن فيه العامة، للكسائي- القاهرة 1982م.
27- عمدة الأدباء في معرفة ما يُكتب بالألف والياء، لأبي البركات بن الأنباري- القاهرة 1982م.
28- ضرورة الشعر، لأبي سعيد السيرافي- بيروت 1985م.
29- شرح كتاب سيبويه، لأبي سعيد السيرافي (الجزء الأول)- الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة 1990م.
30- الخطب والمواعظ، لأبي عبيد القاسم بن سلام- القاهرة 1986م.
31- الغريب المصنف، لأبي عبيد القاسم بن سلام (الجزء الأول)- القاهرة 1989م.
32- نجدة السؤَّال في علم السؤال، لأبي البركات بن الأنباري- عمان 1989م.
33- شرح كتاب سيبويه، لأبي سعيد السيرافي (الجزء الثاني)- الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة 1990م.
34- لوح الضبط في علم حساب القبط، لابن المغربي– تحقيق ودراسة– مجلة معهد المخطوطات العربية 1968.
*د يحيى
17 - مايو - 2008
 1  2  3  4