البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : مختارات من كتاب مرآة النساء    كن أول من يقيّم
 زهير 
13 - مايو - 2008
بين يدي كتاب (مرآة النساء) للمرحوم محمد كمال الدين الأدهمي، (1) أمضيت هذا الصباح في قراءته، وعثرت فيه على فوائد ونوادر، سأنقل منها ما أرى في نقله فائدة أو طرفة، وربما عدت لاحقا لتعديل هذه المقدمة.
__________________________________________________ 
(1) محمد كمال الدين بن الحاج محمد بن الحاج عبد القادر بن الحاج علي الأدهمي الحسيني الطرابلسي: أديب متفنن من أهل طرابلس الشام المهاجرين إلى مصر. له ترجمة مطولة في آخر كتابه (مرآة النساء) ذكر فيها انه ولد في منزل والده بسوق العطارين في محله المهاترة بطرابلس الشام في أحد شهري جمادى سنة 1296 هجرية 1878م...
وذكر أن له جملة من المؤلفات في علوم شتى لم يطبع منها غير خمسة و هي "لوامع الإسعاد في جوامع الأعداد" و"تخميس لامية ابن الوردي" و"كتاب التذكير في المرجع و المصير" و"كتاب الفوائد الكمالية في المنافع الدينية و الدنيوية"
وجاء في خاتمة الكتاب:
يقول مصححه عفا الله عنه : تم بحمد الله و عونه طبع كتاب مرآة النساء فيما حسن منهن و ساء لمؤلفه الفاضل صاحب الترجمة و كان ذلك في أوائل شهر رجب الفرد سنة 1353 الموافق شهر أكتوبر سنة 1934 بالمطبعة المحمودية الكائن مركز إدارتها بالساحة الأزهرية في مصر المحمية .
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من طرائف الكتاب    كن أول من يقيّم
 
هذه ليست طرفة في الحقيقة، وإنما فصل من فصول الكتاب، تحت عنوان (حرمة المصاهرة) ويا للعجب مما فيها، وأنبه هنا إلى أن مؤلف الكتاب كان خطيب جامع محمد الفاتح في استنبول قبل سقوط الخلافة العثمانية، وبعدها، وهو أول من خطب باللغة التركية في جوامع استنبول:
باب: في حرمة المصاهرة
هذه مسألة مهمة من مسائل الدين ، يغفل الناس عنها و لا يلقون لها بالا . و لكن الغفلة عنها و عدم المبالاة بها يعود على الناس بضرر معنوي كبير لا يمكن تلافيه ، و تحرير الكلام عليها أن من مس امرأة أجنبية عنه -أي ليست زوجته- و لا ممن يحرم عليه التزوج بها، أو زنا بها فقد حرمت عليه أصولها و فروعها.
و كثير من بائعي أشياء التحف و الزينة يقعون في ذلك و لا يشعرون ، و ذلك أن المرأة تأتي عندهم لشراء جورب أو حذاء أو غير ذلك مما له علاقة باللبس ، فيأخذ صاحب المحل -أو خادمه- بإحضار ما يلزم و يتولى هو بذاته إلباس ذلك لتلك المرأة ، و لا بد له من أن يمسها بلا حائل من يدها أو رجلها أو عضو آخر من جسمها ، و النساء في اكثر أحوالهن متبرجات كاسيات عاريات و خدمة محل التجارة شبان ، فيحصل لهم من ذلك التماس انتباه في الحس الشهواني يسبب لهم الوقوع في الشبهات فربما تزوج و احد منهم بواحدة هي من أصول هذه أو فروعها و هو لا يعلم و لا عذر له في الجهل فيما يجب عليه معرفته من أحكام الدين ، فيكون زواجه فاسدا ، أو معاشرته لزوجته محرمة ، و الناس غافلون عن ذلك بحكم الجهل الفاشي بالرغم من ادعاء العلم
*زهير
13 - مايو - 2008
ترجمة المؤلف لزوجتيه    كن أول من يقيّم
 
ترجم الأدهمي في كتابه لزوجتيه وروى قصة زواجه منهما بالتفصيل، وأنقل ذلك من الكتاب لندرته وخاصة ما ذكره من ارتياد زوجته الثانية لدور المسرح والطرب، وهو خطيب جامع محمد الفاتح. فكيف استطاع الجمع بين هذا الانفتاح، وذلك الانغلاق العجيب الذي رويناه في التعليق السابق.
 
السيدة قدسية (زوجة المؤلف الأولى)
هي السيدة قدسية رشيدة كريمة الأستاذ العالم الفاضل الشيخ محمد جمال الدين المتوفى سنة 1344 هجرية ابن الولي الكبير العلامة الشهير محمد أبي المحاسن القاوقجي الحسني المتوفى سنة 1305 و أمها امرأة تركية اسمها الست حورية بنت محمد أفندي القنطارجي " الوزان " في و زارة حربية الدولة العثمانية من أهل مدينة بروسه و لدت سنة 1316 هجرية و سنة 1898 م في استنبول و نشأت في بيت أبويها على التربية التركية بسبب المحيط الذي و لدت فيه و تعلمت في كتاتيب المحلة ثم دخلت في المدارس الرسمية للحكومة حتى بلغت السنة الرابعة من سني التعليم في دار المعلمات ثم نشبت الحرب العامة سنة 1333 هجرية 1914م فحالت بينها و بين إكمال تحصيلها و كان بقي لها سنة حتى تتمه و في سنة 1335 هجرية 1914م تزوجت بها في استنبول و أقامت معي ثلاث عشرة سنة إلا أسبوعا رزقت منها في أثناءها أربعة أولاد ذكور و واحدة أنثى ، و هم على هذا الترتيب ، عبد الرحمن كمالات و توفي في استنبول عن أربعة أشهر و أمه الرحيم و عبد الرحيم و هما و لله الحمد حيان بارك الله تعالى بهما و عبد الحليم و عبد الله و قد متا في مصر و لكل و احدة منهما ستة أشهر ثم إنها ماتت رحمها الله تعالى بمرض القلب و هي حامل بولدها السادس خلق الله لثمانية أشهر من حمله و دفنت في حوش الشيخ أحمد أبي النصر في قرافة المماليك حيث أبوها و عمها الشيخ كمال الدين مدفونان فيه ليلة الخميس ليلة اليوم السادس عشر من شر ربيع الثاني سنة 1348 الموافق لليوم التاسع عشر من شهر سبتمبر " أيلول " سنة 1929م رحمها الله تعالى و عفا عنها و عوضها عن شبابها بالجنة و ضاعف لها الأجر و المنة و غفر لي و لها ما كان بيننا من تظالم و سوء تفاهم
وقد كانت رحمها الله تعالى جميلة فصيحة المنطق تغلب عليها التركية على النطق بالعربية ذكية فهيمة صافية القلب من كل غل و حقد مهما أسيء إليها ترضى و تصفح بمجرد ما يعتذر لها ، قنوعة راضية بعيشتها غير طامعة بشيء من زخارف الحياة ميالة إلى الزهد في الدنيا و البعد عن سفسافها لا تتبرج و لا تتهتك و لا تظهر لغير ذي رحم محرم قريب منها ولا تميل إلى الخلاعة و غشيان مسرح اللهو ، ما كلفتني في مدة إقامتها معي بأن أذهب بها إلى مشاهدة رقص أو تمثيل أو سينما أو سماع غناء و ما كانت تستعمل ما تستعمله النساء من حمرة الشفاه و تبييض الخدود و تسويد الحواجب و ما كانت تبدي شيئا من بدنها يحرم إبداؤه حتى أنها كانت و هي في بيتها ترخي الأستار على النوافذ زيادة في التصون ، و قل أن سمعتها تغني مع أن صوتها رخيم حسن إلا أن تكون تغني لتنويم و لدها ، و كانت تقوم بعمل بيتها بنفسها حتى غسل الثياب لا تريد أن تستخدم خادمة ، و كانت عفيفة الكلام ما سمعت منها كلمة بذيئة لا يجد و لا بهزل ، و كانت تكره أن تسمع مني كلمة " شهوة " لما أسألها عما تريد أكله قائلا لها الرجل يأكل بشهوة عياله فتقول لي لا تقل بشهوة بل قل باشتهاء عياله ، و كانت مقتصدة إلى البخل أقرب منها إلى الإسراف ، و كانت مصلية صائمة قارئة للقرآن و غيره من كتب الدين غير ميالة إلى قراءة الجرائد و المجلات على اختلاف نزعاتها و من تمسكها بدينها أنها كانت صائمة شهر رمضان و هي في الشهر التاسع من شهور حملها بولدها عبد الرحيم و كان قد صادف شهر رمضان لشهر مايو " أيار " و هو الشهر الذي يطول فيه النهار و تأخذ فيه الحرارة بالازدياد فأبت أن تفطر فيه يوما و احدا ، و بالجملة إنها كانت على أحسن ما يمكن أن تكون عليه النساء مع حداثة سنها ، و لا عجب فإنها من ذرية قوم صالحين و صلاح الآباء مؤثر بالأبناء رحمها الله تعالى رحمة و اسعة ، و عفا عني و عنها ، و غفر لي و لها ما كان بيننا مما لا تخلو حالة الزوجية منه . و قد كتبت هذا عنها لتعلم أخواتنا النساء أن في الرجال أوفياء لنسائهم يحسنون إليهن في الحياة ، و يذكرونهن بالخير بعد الممات ، فلا ينسوهن من دعاء بالخير لهن و من قراءة قرآن و استغفار و صدقات عن أرواحهن و لو أنهم لم يكونوا ممنونين منهن تماما في حياتهن ، فان و فاتهن تسبب العطف عليهن بالترحم عليهن و الدعاء لهن عملا بقوله تعالى ( و لا تنسوا الفضل بينكم ) و اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم في حبه لخديجة أولى أزواجه رضي الله تعالى عنها ، و ذكره إياها بعد و فاتها ، و امتثالا لقوله صلى الله عليه و سلم " إن حسن العهد من الإيمان " -رواه الحاكم عن عائشة-
 
السيدة حميدة أحمد فهمي (زوجة المؤلف الثانية)
أبوها أحمد فهمي أفندي البنهاوي معاون مدير البوليس بمصر برتبة يوزباشي جوال في الأقاليم لتوطيد الأمن و السكينة فيها و أبوه أحمد أفندي كان من ياوران " حجاب " الخديوي إسماعيل باشا و أمها من شبين القناطر و ليس لحميدة من الحامة إلا أخت و ثلاثة اخوة هي أوسطهم و خيرهم بل هي الوحيدة الحميدة من بينهم في خلقها و خلقها و صورتها و سيرتها منذ و لدت إلى أن توفيت . و لدت سنة 1905 ميلادية الموافقة لسنة 1323 هجرية و نشأت ذكية نجية نبيهة حساسة مدركة فهيمة فصيحة عاقلة و تعلمت التعليم الأولى و الابتدائي و لم تستكمل كل تعليمها حيث فرط بها أبواها فعاجلاها بتزويجها و هي في السابع عشرة من سني حياتها برجل له من البنات من هي بسنها أو أكبر منها ، من غير أن يترويا أو يتأنيا في ذلك التزويج فتقول رحمها الله إنه أساء عشرتها و لم يحسن معاملتها حتى اضطرت لآن تطلق منه بعد ما أقامت معه أربعة أشهر على أشد ما يكون ، ثم انفصلت عنه و هي حاملة منه و بقيت أيما -عزباء- حتى و ضعت حملها فكان و لدا ذكرا سمته محمدا و قامت على تربيته حتى بلغ سبع سنوات ، فأخذه أبوه منها فوجدت عليه و جدا كثيرا ، و في أثناء ما هي أيم جاءها طلاب كثير فلم ترتض أحدا منهم ، و لما ذهب و لدها من يدها و ضاق صدرها من بقائها بين أبيها و اخوتها حصلت القسمة بتزويج مؤلف هذا الكتاب بها و هي بنت خمس و عشرين سنة فوجدها نجية أديبة عاقلة و اعية مدركة ذكية نبيهة ، مدبرة لأمور بيتها باقتصاد بلا سرف و لا تقصير ، مجيدة للقراءة و الكتابة ، حسنة الفكر و التصور ، تفهم من الإشارة مالا يفهمه غيرها بصريح العبارة كبيرة النفس ، عالية الهمة ، حسنة اللقاء لكل من جاءت تزورها ، تقوم بكل ما يلزم من أعمال المنزل بنفسها من دون استعانة بغيرها حتى في أمورها الخصوصية من تفصيل و خياطة ، ذات كلام موزون و تعبير فصيح ، و تحفظ كثيرا من الأمثال و الأشعار و صوتها رخيم رقيق إذا غنت ، خبيرة بأحوال الناس و لا سيما النساء ، و قد ساعدتني كثيرا في تأليف هذا الكتاب حيث أطلعني على كثير من أحوال النساء و طباعهن و نفسياتهن ، و كانت ملمة بأحوال العالم و سياسة البلاد و ما يحصل بين الأحزاب من صد و رد ، تقرأ الجرائد و تطالع المجلات و كتب الأدب ، و لما طبعت كتابي " التذكير بالمرجع و المصير " أكثرت من قراءته زيادة على غيره من مؤلفاتي المطبوعة و كانت تحب الأنس و مشاهدة مسارح التمثيل و الطرب من غير فرط ، و عزمت على أن تصلي الجمعة في المسجد الجامع و بدأت بصلاتها فيه ، ثم عاجلتها منيتها رحمها الله تعالى . و لكنها مع هذه الصفات الحسنة كانت عصبية المزاج ضيقة الصدر تغضب من أدنى شيء بل تتأثر من لاشيء ، و إذا ثارت عصبيتها -وكثيرا ما تثور- اضطربت حواسها و خرجت عن طور الاعتدال فلا ترعي لحاضر حرمة و لا لغائب ذمة ، و تطلق للسانها و يديها السراح ، فيتمنى السامع و الناظر لما تقول و تفعل أن لو كان أعمى أو أصم و لا يراها بتلك الحيالة كما أنها لما تهدأ و تسكن و يرجع إليها اعتدالها تكون من احسن خلق الله عشرة و مؤانسة و مجلسا حتى يتمنى مجالسها أن لا يفارقها ، و لولا هذه الحالة العصبية التي كانت فيها لما كان لها نظير بين النساء بل كانت خيرا من كثير من الرجال لتلك الصفات الحسنة فيها ، و لكن الكمال لله و حده . و سبب تلك الحالة العصبية التي اعترتها ما قاسته من الشدائد و الأهوال في زواجها الأول ، و ما كابدته من المشاق في تربية و لدها ، و ما عراها من و فاة و الدتها التي كانت برة بها مطيعة لها قائمة عليها أحسن قيام ، بخلاف أختها و أخواتها مع أمهم ، و بسبب أخذ زوجها الأول و لده منها و معاملته له المعاملة القاسية الجافة مع انه و لده الذكر الوحيد بين جملة بنات من عدة أمهات ، و بسبب ما عندها من علو نفس و حب أن تكون بأرفع مما هي عليه مقاما ، و انعم مما تلاقيه حالا ، فأجمعت عليها الأسباب المهيجة لانفعالها مع ما فيها من الاستعداد بسبب نحافة جسمها فكانت تعتريها تلك الأحوال المزعجة منذ تزوجت بها حتى توفيت رحمها الله تعالى و عفا عنها و غفر لي و لها ما كان منها و مني من تظالم و سوء تفاهم ، و قد كانت و فاتها بلا سابق إنذار بخطر ، فقد تأخرت عادة حيضها أياما ثم جاءتها بقوة و دفق زائد يوم الجمعة ثالث أيام عيد الفطر سنة 1352 هجرية فالتهب غشاء أمعائها و انسد مجرى بولها فمكثت أربع ليال و بعد ظهر يوم الثلاثاء سابع شوال و 23 يناير كانون الثاني سنة 1934 م توفيت رحمها الله تعالى و عفا عنها :
 
مـاتـت  حـميدة في ربيع iiحياتها مـغـمـورة  الأوقات في حسراتها
إذا  لـم تـنل ما قد تريد و iiتشتهي طـبـقـا لـمـا تبديه من iiحالاتها
مـع أنـهـا كـانـت بعيش طيب لا يـأس فـيـه لـمـثلها و iiلداتها
أخـنـى  عليها طبعها العصبي iiفي فـورانـه فـي البعض من iiأوقاتها
فـحـذا  بـها و هي الظلوم لنفسها نـحـو  المسير إلى حياض iiمماتها
فـقـضت  و يا أسفي عليها iiنحبها فـي بـضـع أيـام تـلت iiليلاتها
لـولا تـهـيـجـها و نار iiمزاجها مـا  كـان يـشبهها امرؤ iiبصفاتها
إذ  أنـهـا فـي الاعـتدال iiشريفة فـي  نـفـسـهـا وكميلة في iiذاتها
ولـهـا الـتـجمل و التأنق عادة إذ كـان حـسن السمت من iiعاداتها
ولـها جمال الخلق و الأخلاق iiمع صـوت  بـديع الحسن في iiنغماتها
وبـهـا ذكـاء زائـد و نـبـاهة تـدعـو إلى الإعجاب من iiشاراتها
و تـديـر مـنـزلـها بكل iiعناية مـع  حـسن تدبير بفضل iiحصاتها
و تـسـر زائـرة بـحـسن iiلقائها فـتـعـود مـثـنـية على iiزواتها
و تـجـيد ما تقرا و تكتب مثل iiمن يـنـشـي و يبدع في انتقا iiكلماتها
و هي الوحيدة و الحميدة بين اخ وتها فـلـيـسـوا مـثـلـهـا بسماتها
مـع أن و الـدهـم جـميعا و iiاحد و  الأم و احـدة بـكـل iiأدانـهـا
أبـكـي  عـلـيها و هي ميتة iiلما لاقـيـت مـن تـعب بعيد وفاتها
و أغـض عـمـا كان من iiهفواتها رعـيـا لـمـا قد كان من خدماتها
و أرى الـوفـا يدعو إلى هذا iiالبكا أسـفـا  عـلى ما فات من iiثمراتها
فالله  يـرحـمـها و يغفر و iiزرها و يـثـيـبها الحسنى على حسناتها
*زهير
13 - مايو - 2008
من فوائد الكتاب    كن أول من يقيّم
 
وهذا الباب من طرائف كتاب (مرآة النساء) أنقله برمته لندرته، قال:
باب في ذكر جوامع أعداد ، لها بمدح النساء اعتداد
انقل من كتابي " لوامع الإسعاد في جوامع الأعداد " ما له علاقة بمدح النساء من أعداد جامعة ، لأشياء رافعة ، من أحاديث نبوية ، و أقوال حكمية ، و أبيات شعرية ، مشيرا إلى الحديث بحرف الحاء ، و تاركها ما هو غيره بلا إشارة على السواء .
عدد الاثنين
 " حبب إلي من دنياكم الطيب و النساء و جعلت قرة عيني في الصلاة " -رواه الإمام أحمد و النسائي و الحاكم و البيهقي عن أنس بن مالك
- " أني أحرج عليكم حق الضعيفين المرأة و اليتيم " - رواه الحاكم و البيهقي عن أبي هريرة- .
عدد الثلاثة
 " ثلاث لا تمسهم النار:  المرأة المطيعة لزوجها ، والولد البار بوالديه ، والمرأة الصبور على غيرة زوجها "
 " لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث: تأديبه فرسه ، ورميه عن قوسه ، و ملاعبته مع أهله "
" ثلاثة تقر العين: المرأة الموافقة ، و الولد الأديب ، و الأخ الودود "
" ثلاثة تنسي المصائب:  مر الليالي ، و المرأة الحسناء ، و محادثة الرجال " " الأنس في ثلاثة: الولد البار ، و الزوجة الموافقة ، و الصديق المصافي "
" العيش في ثلاثة:  سعة المنزل ، و كثرة الخدم ، و موافقة الأهل "
" لا سمر بعد العشاء إلا لثلاث: مؤانسة ضيف ، أو محادثة أهل ، أو مدارسة علم "
" ذهبت اللذات إلا من ثلاث: شم الصبيان ، و ملاقاة الأخوان ، و الخلوة مع النسوان " .
عدد الأربعة
 " أربعة من السعادة: المرأة الصالحة ، و المسكن الواسع ، و الجار الصالح ، و المركب الهنيء "
" أربع من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة ، و أولاده أبرار ، و خلطاؤه صالحين ، و أن يكون رزقه في بلده " -رواه ابن عساكر و الديلمي عن علي وابن أبي الدنيا عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده-
" أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا و الآخرة:  لسان ذاكر ، و قلب شاكر ، و بدن على البلاء صابر ، و زوجة لا تبتغيه خوفا في نفسها و لا
ماله  صالحة تعين أحدكم على دينه " -رواه الطبراني و البيهقي عن أبن عباس عن أبي هريرة-
" تنكح المرأة لأربع:  لمالها و لحسبها و لجمالها ، و لدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " -رواه البخاري و مسلم و أبو داود و النسائي و أبن ماجه-
 
عدد الخمسة
 " خمس لا تنال بخمس: ، مودة النساء بالغلطة ، و مودة الأخوان بالجفاء ، و الآخرة بالرياء ، و العلم بالبدعة ، و الفضل بالهزل "
" كمال المرأة في خمسة أحوال: مرضاة ربها ، و إطاعة زوجها ، و حفظ لسانها ، و زهدها في متاع الدنيا ، و صبرها على المصيبة " .
جوامع أعداد لها بذم النساء اعتداد
عدد الاثنين :
و من جوامع الأعداد التي لها بذم النساء اعتداد ما جاء في عدد الاثنين:
المرأة و الطفل الصغير يحسبان الرجل على كل شيء قدير .
و قول الشاعر :
(شيئان يعجز ذو الرياضة عنهما = رأي النساء و إمرة الصبيان)
(أما النساء فميلهن مع الهوى = و أخوا الصبا يجري بغير عنان)
وقول شاعر آخر و هو أبو الشيص المتوفى سنة 194 :
(شيئان لا تصبو النساء إليهما = حلى المشيب و حلة الأنفاض)
وقولهم في عدد الثلاثة:
ثلاثة يدعون الله تعالى فلا يستجاب لهم ؛ رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ، و رجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه ، و رجل أتى سفيها و قد قال الله تعالى ( و لا تؤتوا السفهاء أموالكم ) و هذا حديث رواه الحاكم عن أبي موسى الأشعري ،
و في حديث آخر " ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة و لا تصعد لهم إلى السماء حسنة ، العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ، و المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى ، و السكران حتى يصحو " –رواه ابن خزيمة و ابن حبان و البيهقي عن جابر بن عبد الله-
و في حديث آخر " ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا ؛ الديوث و الرجلة من النساء و مدمن الخمر " -رواه الطبراني عن عمار بن ياسر
"
ثلاثة لا تنتظر من ثلاثة ؛ الحرمة من الفاسق ، و النصيحة من العدو و الوفاء من المرأة "
ثلاثة الإقدام عليها خطر ، شرب السم للتجربة ، و ركوب البحر للغنى ، و إفشاء السر للنساء .
ثلاثة لا راحة إلا بمفارقتها ، السن المتآكلة ، و الخادم الفاسق ، و المرأة السليطة .
ثلاثة من خواص المرأة ، إذا طعنت في السن يعقم رحمها ، و يبذؤ لسانها ، و يسوء خلقها . بخلاف الرجل فإنه إذا طعن في السن يستجمع رأيه و تذهب حدته ، و يحسن خلقه .
كدر العيش في ثلاثة ، الجار السوء ، و الولد العاق ، و المرأة السليطة .
 
وقولهم في عدد الأربعة "
أربعة يصبحون في غضب الله و يمسون في غضب الله المتشبهون من الرجال بالنساء ، و المتشبهات من النساء بالرجال ، و الذي يأتي البهيمة و الذي يأتي الرجال "
و في حديث آخر " أربعة لعنوا في السماء ، رجل خلقه الله ذكرا فتأنث ، و امرأة خلقها الله أنثى فتذكرت تتشبه بالرجال ؛ و الذي يضل الأعمى ، و رجل حصورا و لم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا عليهما السلام " –
أجمعت العرب و العجم على أربع كلمات فقالوا ، لا تحملن مالا تطيق ، و لا تعمل ما ليس لك فيه فائدة ، و لا تثق بامرأة مهما تكن ، و لا تغتر بمال و إن كثر .
أربع من الشقاء " المرأة السوء و الجار السوء و المركب السوء و المسكن الضيق " و هذا حديث . و في حديث آخر : "
أربع يمتن القلب ، الذنب على الذنب ، و كثرة مصاحبة النساء و حديثهن و ملاحاة الأحمق تقول له و يقول لك ، و مجالسة الموتى " قيل يا رسول الله و ما مجالسة الموتى ؟ قال " كل غني مترف و سلطان جائر "
أربعة تسلب الفرار ، المرأة السوء ، و الولد العاق ، و العشير المخالف ، و العبد اللئيم ،
أربعة لا يطاقون عبد ملك ، و نذل شبع ، و أمة و رثت ، و قبيحة تزوجت . أربعة من الشقاء ، كثرة العيال و قلة المال ، و جار السوء ، و الزوجة الخائنة .
من أراد طول البقاء فعليه بأربعة أشياء ، مباكرة الغداء –وتأخير العشاء- و تخفيف الرداء " الدين " و الإقلال من غشيان النساء .
 لا تعبأ بأربعة ، زهد الخصي ، و توبة الجندي ، و نسل النساء ، و عبادة الصبيان .
 
و قولهم في عدد الخمسة : خمسة من مصائب الدنيا ، موت الأحباب ، و ذهاب المال ، و شماتة الأعداء ، و طول السقم ، و المرأة الشريرة
 

*زهير
13 - مايو - 2008
رأي المؤلف في مسابقات ملكات الجمال    كن أول من يقيّم
 
أحدثت بعض الدول الأوربية بدعة المباراة في الجمال بين فتيات العالم ممن يحببن الاشتراك فيها ، و ليس هذا من الأمور الهامة ، بل هو إلى السخف أقرب منه إلى الجد حيث أنه ليس في و سع أحد أن يكون سابقا في الجمال على غيره إذ هو من المواهب لا من المكاسب ، و لا يمكن الاتفاق بين العالم كله على تخصيص فتاة بأنها هي الوحيدة في الجمال في العالم لاختلاف الأذواق فيه ، إلا أنه لا يخلو من فائدة اعتنائهن بصحتهن فهو من هذه الجهة حسن
*زهير
13 - مايو - 2008
نقلا عن الكواكبي    كن أول من يقيّم
 
قال في فصل بعنوان: (فيما جاء في ذم النساء عن الحكماء)
و قال المرحوم عبد الرحمن الكواكبي المتوفى سنة 1320 في كتابه طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد : النساء هن النصف المضر لأنهن اقتسمن أعمال الحياة مع الذكور قسمة ضيزى ، إذ جعلن نصيبهن هين الأشغال بدعوى الضعف ، وجعلن نوعهن مطلوبا عزيزا بإيهام العفة ، وجعلن الشجاعة والكرم سيئين فيهن ، وجعلن نوعهن يهين ولا يهان ، ويظلم ولا يظلم أو يظلم فيعان، فالبدوية تسلب نصف ثمرة عمله ، والحضرية تسلبه ثلثيه ، والمدنية تسلبه خمسة أسداسه
*زهير
13 - مايو - 2008
من إرشيف الطلاق في مصر:    كن أول من يقيّم
 
قال:
ذكرت جريدة الأهرام بتاريخ " 15 " ربيع الثاني سنة 1351 و 17 أغسطس سنة 1932 أن نسبة الطلاق في مصر اثنان و خمسون في المائة ، أي أن أكثر من نصف أهل مصر يقع منهم الطلاق ، و عددهم من المسلمين فقط نحو خمسة عشر مليونا ،
وقد ذكرت الإحصائيات الحكومية أنه حصل في ظرف سنة 1930 ميلادية 1349 هجرية (28775) عقد نكاح في كافة أنحاء القطر المصري و لكن حصل في مقابل ذلك (15167) طلاقا لأسباب شتى ، و بعد مدد تتفاوت ما بين سنة من دوام الحياة الزوجية إلى خمس و عشرون سنة فما فوق كما مبين أدناه :
6084 طلاقا بين من كانت مدة حياتهم الزوجية لم تطل أكثر من سنة
5695 طلاقا بين من كانت مدة حياتهم الزوجية من سنة إلى أربع سنوات
1992 طلاقا بين من كانت من خمس سنوات إلى تسع سنوات
0713 طلاقا بين من كانت من عشر سنوات إلى أربع عشرة سنة
0252 طلاقا بين من كانت من خمس سنوات إلى تسع عشر سنة
0218 طلاقا بين من كانت من عشرين و أربع و عشرين سنة
0213 طلاقا بين من كانت من خمس و عشرين سنة إلى ما فوقها
_____
15167
وأسباب هذه الطلاقات ترجع إما للزوج ، أو الزوجة ، أو لهما معا . و أما الطلاق الحاصل بسبب الزوج فمنه :
0916 طلاقا بسبب إهمال الزوج مصالح الزوجة
1365 طلاقا بسبب سوء معاملته لزوجته
0919 طلاقا بسبب إعساره و عدم قدرته على النفقة على زوجته
0689 طلاقا بسبب تزوجه على زوجته الأولى
1299 طلاقا بسبب إدمان الزوج على المسكرات و المخدرات
0212 طلاقا بسبب المقامرة
_____
5400
 و الطلاقات الحاصلة بسبب الزوجة :
5381 طلاقا بسبب إهمال الزوجة مصالح زوجها
0965 طلاقا بسبب سوء أخلاقها .
0848 طلاقا بسبب عقرها -أي عدم حصول الولد منها-
0094 طلاقا بسبب مرضها .
1098 طلاقا بسبب عدم طاعتها لزوجها .
584 طلاقا بسبب خيانتها لزوجها .
____
8570
 و الطلاقات الحاصلة بسببهما معا :
1559 طلاقا بسبب إهمال كل من الزوجين مصالح الآخر .
0381 طلاقا بسبب الإخلال بالشروط من الطرفين .
3000 طلاقا بسبب النزاع و الخلاف بينهما .
0104 طلاقات بسبب كراهية أحدهما للآخر .
0509 طلاقات بسبب عدم الموافقة و الامتزاج .
0923 طلاقا بسبب سوء المعاشرة .
141 طلاقا لأسباب شتى .
____
15167 الجملة
*زهير
13 - مايو - 2008
ترجمة المؤلف لنفسه    كن أول من يقيّم
 
 ترجمة حال مؤلف الكتاب محمد كمال الدين الأدهمي
هو أبو عبد الرحيم و درية هبة الكريم الحاج محمد كمال الدين بن الحاج محمد بن الحاج عبد القادر بن الحاج علي صهر إسحاق منلا أفندي شيخ الإسلام في عهد الدولة العثمانية ابن أبي الفضل محمد نقيب أشراف طرابلس الشام و خطيب مسجدها الجامع الكبير المنصوري ابن احمد مفتي الديار المصرية و نقيب أشرافها ابن صالح بن منصور نقيبي أشراف ايالتي بيروت و صيدا ابن محمد بن عمرو قاضي طرابلس الشام و نقيب أشرافها بن عبد الحي بن محمود بدر الدين الحسيني الأدهمي و زير الملك المعظم أرغون شاه ملك مصر و أمير طرابلس الشام نيابة عنه و ناظر مسجده الجامع الذي أنشأه غربي طرابلس الشام المشهور بجامع أرغون شاه " و العوام يقولون الغنشا " كما هو مسطر في و قفيته الشرعية المنقوشة فوق باب ذلك الجامع مع حيث فيها التصريح بالعهد بنظارته " للحسيب النسيب السيد محمود بدر الدين الحسيني الأدهمي " و تراجم بني الدهمي مذكورة في تاريخي لبنان و دمشق و في خلاصة الأثر للمحبي المتوفى سنة 1111 و سلك الدرر للمرادي المتوفى سنة 1426 و في الرحلة النابلسية للشيخ عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 1143 و المشهور بأن ينتهي للسيد السبط الحسين بن الإمام علي ابن أبي طالب من زوجته الطاهرة فاطمة الزهراء بنت سيد العالمين محمد صلى الله عليه و سلم و عمود النسب الأدهمي المتصلة رجاله من المؤلف للسيد الحسين بن علي و كتاب و قف الأخوين احمد و محمد ابني صالح بن منصور الأدهمي " و الأول مفتي الديار المصرية و الثاني مفتي الديار الحلبية " و البراءات السلطانية الشرعية تؤكد صحة انتساب الأسرة الأدهمية للحضرة العلوية حقق الله ذلك .
ولد المؤلف " محمد كمال الدين " في منزل و الده بسوق العطارين في محله المهاترة بطرابلس الشام في أحد شهري جمادى سنة 1296 هجرية و سنة 1878 و هو اليوم و قد مضى نصف سنة 1353 حي يرزق في عشر الستين يحمد الله تعالى على نعمة ما ظهر منها و ما بطن .
ونشأ في بلاده طرابلس الشام و فيها تعلم أكثر ما تعلمه من علوم و فنون حيث قرأ القرآن على و الده المرحوم الحاج محمد الأدهمي المتوفى سنة 1320 جزاه الله تعالى عنه خيرا و تعلم الخط علي الشيخ عبد القادر الحداد المشهور بالأشبه المتوفى سنة 1319 في مدرسته التي هي في حارة الشهدا ثم دخل مدارس الحكومة العثمانية من ابتدائية و رشيدية و إعدادية فتعلم فيها اللغات التركية و الفرنسوية و الفارسية مع العربية و العلوم و الفنون التي تدرس فيها ثم انصرف لتحصيل العلوم العقلية و الشرعية و الأدبية آخذا من كل علم أحسنه بقدر ما أمكنه حتى حصل منه على ما هو مزنه عند العوام و زينة بين الأنام و ميزة بين الخاص و العام و كاد يكون الأستاذ الفاضل الجليل أبو المعالي الشيخ عبد الكريم العالم الأزهري الطرابلسي ابن التاجر الكبير الحاج محمد عويضة أستاذه الوحيد في تعلم ما تعلمه و استفادة ما استفاده منه حسبه لوجه الله تعالى من غير أجر إلا ما كان من حمد أو شكر أو دعاء له بحسن الخاتمة عند نهاية العمر أحياه الله الحياة الطيبة و أعاد على متعلميه من عوائد بركاته الصبية و من مشايخه الذين قرأ عليهم و استفاد منهم كثيرا و قليلا عمه العالم الفاضل الأديب الحاج عبد القادر الأدهمي المتوفى سنة 1325 و العالم الفاضل الجليل الشيخ عبد اللطيف نشابه المتوفى سنة 1351 و العالم الفاضل النبيل عبد المجيد أفندي المغربي المتوفى سنة 1353 و العلامتان الدراكتان الفهامتان الشيخ عبد الباقي البشاوري الأفغاني السائح المشهور المتوفى سنة 1320 و الشيخ عبد الله البشاوري الأفغاني رئيس العلماء في البصرة المتوفى سنة 1335 و سليل بيت المجد إسماعيل حقي أفندي المغربي قاضي تعز و الحديدة و البصرة و غيرها المتوفى سنة 1330 " و هو زوج أخت المؤلف " و الشيخ عبد القادر ابن الشيخ عبد الغني الرافعي المتوفى سنة 1236 و الشيخ محمد الشهال المتوفى سنة و الشيخ أبو النهي بن الشيخ محمد أبي المحاسن القاوقجي سنة 1353 و الشيخ بدر الدين بن الشيخ عبد الرزاق الرافعي و هو حي اليوم.
وسمع دروس كثير من العلماء و الفضلاء في مختلف الجهات و البلاد كبيروت و الشام و حمص و حماة و البصرة و الحجاز و ادرنه و استنبول و مصر في سياحاته التي ساحها منذ 1321 حتى استقر في مصر سنة 1344 ثم دخل في سلك التعليم في مدارس الحكومة العثمانية أولا في مدرسة بانياس الابتدائية ثم المدرسة التهذيبية في ميناء طرابلس الشام ثم عين مديرا " ناظرا " لمدرسة البصرة الرشدية ثم لمدرسة نصيبين في و لاية ديار بكر و معان في الشام ثم معلما للعلوم الدينية و اللغة العربية في مدرسة طرابلس الشام الإعدادية ثم معلما لآداب اللغة العربية في المدارس السلطانية في أدرنه ثم في استنبول و هي مدرسة استنبول و مدرسة اسكدار و مدرسة قاضي كوي و مدرسة الوفاء و في مدارس دار الخلافة باستنبول وقام بوظيفة الخطابة في جامع السلطان محمد الفاتح " و هو أول من خطب بالتركية باستنبول فيه و في غيره من الجوامع " و قام بعضويات بعض اللجان " انجمن " في و زارة المعارف حتى كان ما كان من تبدل شكل الدولة العثمانية و قيام الحكومة التركية فقلبت ظهر المجن لمن كانوا مستخدمين عندنا من رعيتها العرب فهاجر منها إلى مصر سنة 1344هجرية و سنة 1925م و لم يزل مقيما فيها حتى يومنا هذا يعمل بيده على ضوء بصره مستمدا من زيت علمه المودع في مشكاة قلبه فيكسب ما يقوت به عياله و أولاده منقلبا مع الريحين زعزع و رخاء متقلبا في الحالتين بؤس و نعماء و لا عيب في ذلك و لا غضاضة إذ
لا ينقص الكامل من كماله ما  جر من نفع إلى iiعياله

وذلك بسبب أن مؤهلاته العلمية و مكتسباته الأدبية ليست كافية في نظر و زارة المعارف المصرية و إدارة المعاهد الأزهرية لأن يكون في عمل يقوم به كما كان قائما به في بلاد الدولة العثمانية و ذلك بسبب اختلاف الجنسية و تباين نظم البلاد و لكل قوم هاد.
مؤلفاته -وله جملة من المؤلفات في علوم شتى لم يطبع منها غير خمسة و هي لوامع الإسعاد في جوامع الأعداد و تخميس لامية ابن الوردي و كتاب التذكير في المرجع و المصير و كتاب الفوائد الكمالية في المنافع الدينية و الدنيوية و كتاب مرآة النساء " و هو هذا "
وهذه المؤلفات نتيجة ما تعلمه و استفاده و إن يكن لم يستفد من مطبوعها فائدة بحسن السكوت عليها إلا بقاء الذكر و حصول الثواب و الأجر " إن شاء الله تعالى " فإن المتصدي إلى التأليف في هذا الزمان عرضة للمشقات و الشدائد إلا إذا كان له معضد من شهر أو مسند من قوة مال لا يبالي معها أراج كتابه أو بار و ما عدا ذلك فان الكتاب لا يروج إلا أن يكون المؤلف قديم العهد أو كان مقررا في المدارس الرسمية أو كان من الكتب المنافية للجد و أصحاب المكاتب و المطابع لا يأخذون بناصر من ألف كتابا ليستفيد منه على و هم أن يتمادى به الحال فيزاحمهم على عملهم و عدو كل إنسان من يعمل بعمله و لولا أن الله تعالى يسر لي هذا الرجل الطيب السريرة الحسن السيرة محب الخير و المعين عليه محمود أفندي على صبيح صاحب المكتبة المحمودية بساحة الجامع الأزهر فأعاد طبع لوامع الإسعاد و تخميس لامية ابن الوردي و قام بطبع كتابي هذا " مرآة النساء " و وعدني بطبع غيره من مؤلفاتي حسب التدريج و الاقتضاء لما كان ظهر من كتبي هذه شيء في عالم المطبوعات لضعف الحال و قلة ذات اليد فجزاه الله عني خيرا و قد تبين أنه المعنى بقولي قبل ان أعرفه بعشر سنين و ذلك فيما كتبته على كتابي لوامع الإسعاد و قتئذ سنة 1342 : 
 
يـا  كتابي لو استطعت iiطبعتك و لـنـفع الأنام بالرخص iiبعتك
غـيـر  أنـي كما علمت iiمقل ليس في الوسع أن تراني أذعتك
فـانـتـظر مثلما رفاقك iiأمسوا بـانـتظار  و إن أكن iiأوجعتك
فـبـكـرهي و رغم أنفي iiمني أن  تراني على الرفوف iiرفعتك
غـيـر إني جمعت شملك iiمعهم فـتـأمـل  لا تحسبني أضعتك
وعـسـى أن يهيئ ابن iiالحلال لـك  بـالطبع حين يأتيه iiنعتك
فتكون  انتشرت و النفع iiأضحى مـن  كـلـينا نفعتني و iiنفعتك
 
فقد تبين أن محمود علي صبيح هو ابن الحلال الذي قصدته في قولي من قبل أن أعرفه حين كنت في استنبول و هو في مصر شكر الله سعيه على أنني و إن فاتني ربحها لم يفتني ريحها بل لي في الدنيا ذكرها و في الآخرة أجرها و الآخرة خير و أبقى ففي الحديث الشريف " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به أو و لد صالح يدعو له بخير " و حسبي الله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى .
_________________
آسف لما يرد في هذه التعليقات من أغلاط مطبعية، سأعمل لاحقا على تصحيحها (إن شاء الله)
*زهير
13 - مايو - 2008
إحصائية عجيبة    كن أول من يقيّم
 
ذكر أستاذنا زهير فقرة عن الطلاق في مصر مما ورد في جريدة الأهرام في ذلك الوقت، وأنا أحب أن أذكر هنا خبراً طريفاً طالعتنا به الصحف اليومية منذ شهرين تقريباً، وهو عن مشكلة جديدة ظهرت في مصر بين الأزواج..
هذه المشكلة تتلخص في ازدياد حالات ضرب الزوجات لأزواجهن في مصر الشقيقة، إذ ذكر الخبر أن ثلث الإخوة المصريين يُضربون من قِبل زوجاتهم!!!.. وهي إحصائية ظهرت من مركز متخصص في القاهرة.
وظهر لي هنا استفساران:
1- هل هذا الواقع المؤلم (مؤلم بالنسبة إلى الرجال طبعاً) موجود في مصر فقط؟! وباقي البلدان العربية مثلاً تفتقر للدراسات والإحصاءات ولذلك لا نسمع منهم مثل هذه الأخبار العجيبة الغريبة؟..
2- هذه النسبة (الثلث) هي التي استطاع المركز الحصول عليها من ملفات الشرطة والمحاكم، فماذا عن الذين لا يريدون أن تصل مشكلاتهم الزوجية إلى الشرطة؟.. لا بد أن النسبة ستكون أعظم وأمرّ.
أعان الله إخواننا المضروبين في كل مكان..
*أحمد عزو
21 - مايو - 2008