البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيد/ وقفت    كن أول من يقيّم
 الشريف عمر 
12 - مايو - 2008

أَرَقٌ

  

وقفتُ خلفَ السِّـتارِ أرْقُبُ الأُفُقَا

            فانْتَابَـنيِ رعشةٌ  قَلْـِبي لهَا انْفَـلَقَا

 لمَاَّ رأيتُ الحَـيَاةَ طُلسُـمًا حَائِـرًا

                    مِثْلي يُفتِّشُ عنْ مَرسَاهُ مُـذْ خُـلِقَا
مُسَافرٌ في مَـدَى الزَّمَـانِ أَسْـأَلُهُ
        مَـتىَ اقْتَرَبْتُ مِنَ الحَقِيـقَةِ انْغَـلَقَا
كَبَاحِثٍ في الرَّمَادِ يَبْتَـغِي شُعْـلَةً
       لمَـَّا دَنَا  مِنْ رَجَاهُ شَـلَّ وَاحْـتَرَقَا
عَيِْني بَكَـتْ حُرْقَةً عَلَى غَـدٍ عَـالِقٍ
        وَحَاضِـرٍ مَا أرَاحَ  الجَـفْنَ وَالحَـدَقَا
وَذَاكَ مَاضٍ كَطَـيْفٍ هَائمٍ فيِ الدُّجَـى
        تَـلُوحُ  ذِكْـرَاهُ حِـينًا كُلَّمَا ائْتَـلَقَا
يَوْمِي كَأَمْسِي وَأَمْسِي فيِ الصَّدَى كَغَدِي
        ثَـلاَثَـةٌ فيِ دَمِـِي أَعِيـشُهَا أَرَقَــا


                                                                    الشريف عمر
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أرق    كن أول من يقيّم
 
ارق على ارق على ارق,ومثلك يأرق
هى دفقة شعورية واحدة محملة بشحنات عاطفية ونعان دلالية تستوعبها صفحات كثيرة اذا حللناها  واضعين ايدينا على هذا القلق الوجدى فى رحلة الانسان فى الدنيا /الطلسم والوجود الملغز الذى تستعصى شفراته على الحل فكان الشاعر كباحث فى الرماد يبتغى شعلة/ ولما دنا من رجاه شل واحترقا فلا فى الحاضر نجاة ولا من القادم المهلك مفر
ان هذه القصيدة  تحمل عمقا فلسفيا يختصر رحلة الانسان فى الحياة فى لغة مكثفة ولحظة شعرية تعامل الشاعر معها بمهارة فنية عالية اختار لها قافية القاف المفتوحة ليدل على اتساع القلق وعذاب الروح و وضع النص الشعرى بين قوسى الاستهلال والخاتمة فى فنية لا يقوى عليها الا قدير ولنا ان نتأمل استهلال النص
وقفت خلف الستار ارقب الافقا /فانتابنى رعشة قلبى لها انفلقا وهو استهلال تامل يتسع لكل ارؤى التأملية فى الوجود ثم تاتى الخاتمة برهان معطيات التامل
يومى كأمسى وامسى فى الصدى كغدى /ثلاثة فى دمى اعيشها ارقا
فالتامل كشف للشاعر تشايه الايام فى حالة القلق ولا ومبرر للسكون فيها فكانت نهاية القصيدة لحظة تنوير كاشفة ونهاية حاسمة وبين هذين القوسين يتوهج المعنى الشعرى والطرح الفلسفى للنص
نحية للشاعر المتالق الشرسف عنر
*عبد الحافظ بخيت
13 - مايو - 2008
رائعة متأملة    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 

قطعة ميهوبية شريفية، على نسق البسيط التام، ذي القافية المطلقة المكونة من القاف رويًّا وألف الإطلاق وصلاً.جاء المطلع مصرعًا، قال:

وقفتُ خلفَ السِّـتارِ أرْقُبُ الأُفُقَا

            فانْتَابَـنيِ رعشةٌ  قَلْـِبي لهَا انْفَـلَقَا
ولكن جاء بها ما يقف منه العروضي موقف الحذِر، ويضع تحته خطًّا أحمر، حين تسلم (فاعلن) في العروض، أو يكثر الخبن في (مستفعلن)، كما في قول شاعرنا:(لمَاَّ رأيتُ الحَـيَاةَ طُلسُـمًا حَائِـرًا)
 وقوله:(كَبَاحِثٍ في الرَّمَادِ يَبْتَـغِي شُعْـلَةً
وقوله:(عَيِْني بَكَـتْ حُرْقَةً عَلَى غَـدٍ عَـالِقٍ )
وقوله:(وَذَاكَ مَاضٍ كَطَـيْفٍ هَائمٍ فيِ الدُّجَـى)
وبعد قراءتي عددًا من بسيطيات الميهوبي أقول: إن هذا من باب شجاعة العربية كما قال العظيم ابن جني في خصائصه، أو من باب أنا أكبر من العروض كما قال أبوالعتاهية، أو من باب علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا وتتذوقوا...تلك الظاهرة دالة على أن الشريف شاعر مطبوع يلفظ ما توحي به ملهمته، دون نظر إلى مقاييس علمية تعليمية قابلة للأخذ والرد، حسب الأذواق والاتجاهات الفكرية لدى المتلقين الذين يعدون المنتج المشارك للمبد في نصه. 
 إن هذه القافية الميهوبية ومضة محلقة في أجواء الكون والفكر، تعلن عن دهشة كل مفكر، وحيرة كل متأمل، تتسم بما يتسم به الشعر الميهوبي من لغة حالمة، وموسيقى هامسة موحية، ترتفع ارتفاعًا شاهقًا على آليات النثر العادي الجاف.
 يكفيني -كمتلق- أن أتمتع مرددًا ومنشدًا ومتغنيًّا بختام الومضة:

يَوْمِي كَأَمْسِي وَأَمْسِي فيِ الصَّدَى كَغَدِي

        ثَـلاَثَـةٌ فيِ دَمِـِي أَعِيـشُهَا أَرَقَــا

يَوْمِي كَأَمْسِي وَأَمْسِي فيِ الصَّدَى كَغَدِي

        ثَـلاَثَـةٌ فيِ دَمِـِي أَعِيـشُهَا أَرَقَــا

يَوْمِي كَأَمْسِي وَأَمْسِي فيِ الصَّدَى كَغَدِي

        ثَـلاَثَـةٌ فيِ دَمِـِي أَعِيـشُهَا أَرَقَــا

يَوْمِي كَأَمْسِي وَأَمْسِي فيِ الصَّدَى كَغَدِي

        ثَـلاَثَـةٌ فيِ دَمِـِي أَعِيـشُهَا أَرَقَــا
*صبري أبوحسين
13 - مايو - 2008