الإجابة الصحيحة كن أول من يقيّم
تحية طيبة أصدقائي الأكارم:
الكتاب هو "تظلم السور" لأبي العلاء المعري، وهو واحد من كتب أبي العلاء الضائعة في وقت قديم، وقد مات المرحوم أحمد تيمور باشا وهو لا يدري حقيقة الكتاب، بل لا يعرف عنوانه، وأنقل هنا كلامه في كتابه (أبو العلاء) (ص 108) قال: (نظم السور: ستة كراريس، ذكره صاحب الكشف، وجاء في نسخة ياقوت: تظلم السور، بالمثناة الفوقية، ولعله تحريف).
ولولا كلمات قالها ابن العديم في التعريف بالكتاب، لرجح الناس كلام أحمد تيمور باشا في أن ما ورد في "معجم الأدباء" لياقوت تصحيف، وأن الصواب ما حكاه صاحب "كشف الظنون" من أن اسم الكتاب "نظم السور"
وأما تعريف ابن العديم، فهو ما قاله في "الإنصاف والتحري" في الفصل الذي تكلم فيه عن مؤلفات أبي العلاء، قال : (وكتاب يعرف بتظلم السور تكلم فيه على لسان سور القرآن وتتظلم كل سورة ممن قرآها بالشواذ، ويتعرض لوجه الشاذ، مقداره ست كراريس).
وكنت قد قرأت منذ عشرين عاما تعريفا مطولا للكتاب في كتاب، خانتني الذاكرة، فلم أتمكن من استحضار عنوانه منذ نشرت السؤال وحتى الآن، وليس فيه ما يحصر الكتاب بتظلم السور من القراء، بل فيه ما سبق وقلت أول مرة من أن أبا العلاء تخيل فيه مجلسا اجتمعت فيه سور القرآن الكريم للشكوى مما فعل بها المسلمون، تقوم فيه السورة وتعرض على إخوتها ما فعل بها الفقهاء والمفسرون، والنحاة واللغويون، والقراء فتقول: انظروا لفلان الفقيه كيف استنبط ذلك الحكم من تلك الآية فيّ، وانظروا إلى فلان المتكلم كيف استخرج تلك العقيدة من تلك الآية فيّ، وانظروا إلى فلان النحوي كيف صرّف ذلك الحرف فيّ، وانظروا إلى فلان القارئ كيف قرأ تلك الآية فيّ... فتقوم سورة أخرى فتقول: إذا كان هذا حالك فهذا شيء حسن: إن فلان بن فلان فعل بي كذا، وفلان بن فلان فعل بي كذا وفلان بن فلان فعل بي كذا... وهكذا دواليك إلى آخر القرآن، قال: ولكن أعداء أبي العلاء تتبعوا الكتاب في مساجد المسلمين ومدارسهم وأعدموه. وفي الكتاب بضعة أسطر من (تظلم السور) هي كل ما وصلنا من الكتاب. متمنيا ممن يتذكر هذا الكتاب أن يتفضل علي بذكره مشكورا
وحظا أوفر في المسابقة القادمة |