البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيد/ يا أرضُ جودي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 الشريف عمر 
3 - مايو - 2008


يا أرضُ جُودِي*

بِدَرْبِ الْمَنَايَا تَنَامَى وُجُودِي

وَفِي رَاحَتَيْهَا رَسَـمْتُ خُلُودِي
وَمِنْ وَحْيِهَا قَدْ كَتَبْتُ نَشِيدًا
                     يُرَدِّدُهُ الْكَوْنُ  يَحْكِي صُمُودِي
أُصَارِعُ مُذْ كُنْتُ دَهْرًا عَنِيدًا
                     بِكِبْرٍ وَصَمْتٍ كَصَمْتِ العُهُودِ
أُعُانِقُ حَـرْفًا وَسَيْفًا وَحُلْمًا
                     أَشُـقُّ مَدَايَا أُجَلِّي حُـدُودِي
أَجُوبُ زَمَاني أَجُوبُ مَكَاني
                     وَفِي كُلِّ شِبْرٍ تَعَالَتْ  رُدُودِي
خُيُوليِ تَطَالُ السَّحَابَ خُطَاهَا
                     تَدُكُّ حُصُونَ الزَّمَانِ الْقَـعُودِ
تُدَوِّي الْفَضَاءَ صَهِيلاً وَرَكْضًا
                     وَتَسْبَحُ فيِ مَلَـكُوتٍ  شَـرُودِ
وَتَمْضِي سِـرَاعًا إِلىَ مُبْتَغَاهَا
                     كَوَمْـضٍ تَـلأْلأَ  لَيْلَ رُعُـودِ
يَشُقُّ سَـنَاهُ بهَِـيمَ اللَّيَاليِ
                     وَيَرْسُمُ فَـجْرًا بِصَحْنِ الْوُجُودِ
يُضِيءُ الدُّنَا مِنْ وَرَاءِ الْغَمَامِ
                     كَغَيْثٍ أَهَلَّ فَيَا أَرْضُ جُـودِي
فَيَا أَرْضُ جُودِي فَيَا أَرْضُ جُودِي                   
                  
فَيَا أَرْضُ جُودِي فَيَا أَرْضُ جُودِي

وَتَمْضِي السِّنِينُ بِعُمْرِي تِبَاعًا             
                  
وَيُـورِقُ دَرْبِيَ بَـعْدَ جُـحُودِ
                           
                                                                                        الشريف عمر
 *إلى أرضنا العربية التي حوِّلت إلى أرض يباب، أُلجِمتْ خيولها عن معانقة السحاب، وعوَّض فيها دقَّ الطبول عزفُ الرَّبَاب، وجُعِلتْ رحلتُها رحلةَ سفر بلا إياب، فهل يورقُ الدَّربُ بعد طول غياب.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
هل هي أرض جود؟!    كن أول من يقيّم
 

قصيدة ميهوبية عن( أرضنا العربية التي حوِّلت إلى أرض يباب، وأُلجِمتْ خيولها عن معانقة السحاب، وعوَّض فيها دقَّ الطبول عزفُ الرَّبَاب، وجُعِلتْ رحلتُها رحلةَ سفر بلا إياب). يمتزج فيها الذاتي بالجماعي، في قالب من بحر المتقارب التام، المصرَّع المطلع، ذي القافية الدالية المكسورة الروي، الموحية بانكسار شمل الجميع:خاصًّا وعامًّا.

 جاءت فيه مفردات عجيبة وتعابير جديدة،وتصاوير بديعة، مثل(دَرْبِ الْمَنَايَا)(َصَمْتٍ كَصَمْتِ العُهُودِ) (أُعُانِقُ حَـرْفًا وَسَيْفًا وَحُلْمًا) (أَشُـقُّ مَدَايَا)(أَجُوبُ زَمَاني أَجُوبُ مَكَاني )(خُيُوليِ تَطَالُ السَّحَابَ خُطَاهَا)(الزَّمَانِ الْقَـعُودِ) (صَحْن الْوُجُودِ)....

ويأتي التكرار في قوله:
فَيَا أَرْضُ جُودِي فَيَا أَرْضُ جُودِي                   
                  
فَيَا أَرْضُ جُودِي فَيَا أَرْضُ جُودِي

ليعلن عن نفثة شاعرنا المصدور، التي يحس بها كل عربي، فأرض العروبة ملأى بالخير، جديرة بالعطاء، ننتظره صباح مساءَ!!!! لكن لا جود، لا عطاء. جودها فقط: بطالة، عِمالة، غلاء، حصار، تجويع، تركيع، فساد، تخريب للكنوز...!!! ولذا استحقت أن تكون نكرة(أرض) جلدًا لها، وأن تؤمر(جودي) حثًّا ورجاءً وأملاً....

ثم كان الختام:

وَتَمْضِي السِّنِينُ بِعُمْرِي تِبَاعًا             
                  
وَيُـورِقُ دَرْبِيَ بَـعْدَ جُـحُودِ
الذي أحس أنه غير المتوقع، وأن هذه القصيدة حبلى بقصائد!!!

وأن سؤال الشاعر الشريف في ذيله التوضيحي:

 فهل يورقُ الدَّربُ بعد طول غياب؟!!

يحتاج إلى إجابات شاعرية من شاعرنا الأشعر في إبداعه شكلاً ومضمونًا!!

*صبري أبوحسين
4 - مايو - 2008
مراوغة النص    كن أول من يقيّم
 
يرى البعض ان النص الشعرى البسيط يفقد دهشته لدى المتلقى ولذته الجمالية والقائلون بهذا الراى متاثرون بفكر اصحاب مدرسة (براغ) ورائدها (دو سوسور) الذى يرى ان اللغة فى النص لا تكون قريبة حتى تحدث الدهشة عند المتلقى وهذا قول يبدو براقا فيه حلاوة لكنها حلاوة لا تحمل من سكرها اى شيئ فالجرجانى فى اسرار البلاغة يرى ان اللغة السهلة اوقع فى النفس من اللغة التى تستعصى على الفهم.
والمتأمل فى هذا النص يبدو له ان الشاعر اختار بساطة التركيب الاسلوبى والمفرده السهلة وأظن ان هذا النص البسيط نص مراوغ فهو على بساطة تركيبة يحمل معانيا عميقة ودلالات شعرية متفجرة واذا اتفقنا ان عنوان النص هو بوابته الشرعية للدخول الى المعنى المركزى فى النص فان العنوان ايضا يشبه سدى الحائك يظل يتوالد داخل النص الى ان يكتمل المعنى المركزى ويصبح العنوان متنا ومتن النص حاشية للعنوان وهذا متحقق فى نص الشريف عمر يا ارض جودى والعنوان هو خطاب الى الرض مصحوب برجاء فى ان تجود ولكن الشاعر وضعنا فى حيرة اية ارض يقصد؟ واى جود منها يريد؟ هل هى الارض العربية ام الرض بشكل عام؟وهل يريد منها ان نجود بالمطر؟ام بالحياة؟ ام بالثورة؟وهنا  يصبح النصاجابة عن هذه الاشئلة القلقة التى ولدها عنوان النص فالساعر يريد امطار الثورة التى تفجر الرض نيرانا تطهر فيها البشر مما علق بهم من غبار العفن والذل والخنوع ( خيولى تطال السحاب خطاها/
       تدك حصون الزمان القعود/ وتمضى سراعا الى مبتغاها/كومض تلألأ ليل رعود/ يشق سناه بهيم الليالى/ ويرسم فجرا بصحن الوجود/يضيئ الدنا من وراء الغمام/ كغيث اهل فيا ارض جودى) فالشاعر الذى فقد مكانا لخيوله المقاتلة فى الارض يذهب الى السماء/ مصدر الغيث مرتفعا فوق العهود فيضيئ الكون بومضه الثورى ليرسم للوجود فجرا جديدا يضيئ الدنا مثل الغيث الذى يضيئ وجه الارض وهنا لابد ان تجود الارض التى تحمل ما يلقى اليها تجود بانسان جديد وعهد جديد هذا العهد الذى يرسمه الشاعر فى احلامه(اعانق حرفا وسيفا وحلما /اشق مداى اجلى حدودى)والسيف والحرف والحلم هم ادوات الشاعر التى تجلى حدوده وتدفعه الى ان يمطر الارض بعلمة وفكره وشجاعته وقدرته على التغيير ولابد للارض ان تستجيب للتغير والارض بوصفها مكانا لا مكانا جغرافيا وانما هى مكان رمزى لعب دورا هاما فى تعميق المعنى الشعرى
من هنا يصبح النص على بساطته تفجيرا لوجدان الشاعر داخل وجدان المتلقى لان بساطة الخطاب الشعرى للنص تجعل الوجدانيين متساويين وهنا يتجلى معنى المراوغة الشعرية داخل النص تحية للشاعر الجميل الواعر والواعى لفنه
*عبد الحافظ بخيت
8 - مايو - 2008
ناقد جديد    كن أول من يقيّم
 
بعد قراءتي لتعاليق الأستاذ عبد الحافظ بخيت أعتقد أننا اكتسبنا ناقدًا عميقًا متطورًا
فأرجو أن يتحفنا بمزيد من الرؤى الحداثية في النقد. مع خالص تحياتي وتقديري
*صبري أبوحسين
11 - مايو - 2008
يا أرض جودي    كن أول من يقيّم
 
يا قصيدة جودي

        أشكر الأستاذين الفاضلين على قراءتيهما للقصيدة، وهما قراءتان تستحقان التنويه لما أضْفَتاه من ظلال وأبعاد،  تقتربان  حينا، وتتقاطعان أحيانا، وتتجاوزان  حينا  آخر  رؤى  صاحبها. ويفترض أن يكون الأمر كذلك؛ لأن النص؛ أي نص _ على  حد تعبير الأستاذ عبد الحفيظ بخيت_ مراوغ لايكشف عن نفسه من أول وهلة، مما يتيح تعدد القراءات أومحاورة النص على أكثر من صعيد. ولو كشف النص عن نفسه، أوكان وحيد القراءة، لما استحق أن يعيش  أكثر  من لحظة  ميلاده. فالنص ينبغي  أن يكون  محورا مستقطبا  لرؤى  متعددة  تسير  في فلكه  يمنحها  الدفء  والانتماء، وتمنحه الإشراق والوضوح. 
    وقراءة الأستاذين: صبري أبو حسين _ وعبد الحفيظ بخيت، للقصيدة السابقة أكدت ذلك؛ فكلاهما نظر إليها من الزاوية التي تعكس رؤياه للحياة وللوجود من حوله؛ فكانت مستقطِبة  ومستقطبَة، ومستكشَفة و مستكشِفة. فهناك تقاطع بين صاحب النص ( المنتج الأول له) وقارئ النص (المنتج الثاني له) في بعض الرؤى.   ولاأخفيكما أني استمتعت بالقراءتين وعدت إلى اكتشاف القصيدة من جديد.
    واسمحا لي أن أعيد بعض ما يلفت الانتباه فيهما:
    يقول الدكتور صبري :
(
يمتزج فيها الذاتي بالجماعي، في قالب من بحر المتقارب التام، المصرَّع المطلع، ذي القافية الدالية المكسورة الروي، الموحية بانكسار شمل الجميع:خاصًّا وعامًّا. جاءت فيه مفردات عجيبة وتعابير جديدة.

ولذا استحقت أن تكون نكرة(أرض) جلدًا لها، وأن تؤمر(جودي) حثًّا ورجاءً وأملاً....


ثم كان الختام:

وَتَمْضِي السِّنِينُ بِعُمْرِي تِبَاعًا             
                  
وَيُـورِقُ دَرْبِيَ بَـعْدَ جُـحُودِ
الذي أحس أنه غير المتوقع، وأن هذه القصيدة حبلى بقصائد!!!

وأن سؤال الشاعر الشريف في ذيله التوضيحي:

 فهل يورقُ الدَّربُ بعد طول غياب؟!!

يحتاج إلى إجابات شاعرية من شاعرنا الأشعر في إبداعه شكلاً ومضمونًا!!)

                                                       *    *    *   
   النهاية غير متوقعة فعلا وكان يفترض فيها أن تكون على الشكل التالي:
وَتَمْضِي السِّنِينُ بِعُمْرِي تِبَاعًا   أيُـورِقُ دَرْبِيَ بَـعْدَ جُـحُودِ
أي أن تكون النهاية مفتوحة؛ عبارة عن تساؤل لا نملك له إجابة. ولكن يقينا منّا بأن هذه الأرض معطاء ولود, وسيورق دربها ولوبعد جحود، فغلبت الواوُ الهمزة َ والإجابةُ التساؤلَ فجاءت:   وَيُـورِقُ دَرْبِيَ بَـعْدَ جُـحُودِ      _  أملا ورجاء.
وبعض مفاتيح النص يحملها الإهداء:(
إلى أرضنا العربية التي حوِّلت إلى أرض يباب، أُلجِمتْ خيولها عن معانقة السحاب، وعوَّض فيها دقَّ الطبول عزفُ الرَّبَاب، وجُعِلتْ رحلتُها رحلةَ سفر بلا إياب، فهل يورقُ الدَّربُ بعد طول غياب.)
                            *   *   *
 ويقول الأستاذ عبد الحفيظ بخيت، وما أعمق قوله، فهو يبدع حين  يكتب_  وقد  كسبنا  حقا  ناقدا  يجمع  بين  أصيل  الماضي  وحداثة الحاضر(أخي أبوحسين )_:
(
والمتأمل فى هذا النص يبدو له ان الشاعر اختار بساطة التركيب الاسلوبى والمفرده السهلة وأظن ان هذا النص البسيط نص مراوغ فهو على بساطة تركيبة يحمل معانيا عميقة ودلالات شعرية متفجرة واذا اتفقنا ان عنوان النص هو بوابته الشرعية للدخول الى المعنى المركزى فى النص فان العنوان ايضا يشبه سدى الحائك يظل يتوالد داخل النص الى ان يكتمل المعنى المركزى ويصبح العنوان متنا ومتن النص حاشية للعنوان وهذا متحقق فى نص الشريف عمر يا ارض جودى والعنوان هو خطاب الى الرض مصحوب برجاء فى ان تجود ولكن الشاعر وضعنا فى حيرة اية ارض يقصد؟ واى جود منها يريد؟ هل هى الارض العربية ام الرض بشكل عام؟وهل يريد منها ان نجود بالمطر؟ام بالحياة؟ ام بالثورة؟وهنا  يصبح النصاجابة عن هذه الاشئلة القلقة التى ولدها عنوان النص فالساعر يريد امطار الثورة التى تفجر الرض نيرانا تطهر فيها البشر مما علق بهم من غبار العفن والذل والخنوع ( خيولى تطال السحاب خطاها/
       تدك حصون الزمان القعود/ وتمضى سراعا الى مبتغاها/كومض تلألأ ليل رعود/ يشق سناه بهيم الليالى/ ويرسم فجرا بصحن الوجود/يضيئ الدنا من وراء الغمام/ كغيث اهل فيا ارض جودى) فالشاعر الذى فقد مكانا لخيوله المقاتلة فى الارض يذهب الى السماء/ مصدر الغيث مرتفعا فوق العهود فيضيئ الكون بومضه الثورى ليرسم للوجود فجرا جديدا يضيئ الدنا مثل الغيث الذى يضيئ وجه الارض وهنا لابد ان تجود الارض التى تحمل ما يلقى اليها تجود بانسان جديد وعهد جديد هذا العهد الذى يرسمه الشاعر فى احلامه(اعانق حرفا وسيفا وحلما /اشق مداى اجلى حدودى)والسيف والحرف والحلم هم ادوات الشاعر التى تجلى حدوده وتدفعه الى ان يمطر الارض بعلمة وفكره وشجاعته وقدرته على التغيير ولابد للارض ان تستجيب للتغير والارض بوصفها مكانا لا مكانا جغرافيا وانما هى مكان رمزى لعب دورا هاما فى تعميق المعنى الشعرى.
    من هنا يصبح النص على بساطته تفجيرا لوجدان الشاعر داخل وجدان المتلقى لان بساطة الخطاب الشعرى للنص تجعل الوجدانيين متساويين وهنا يتجلى معنى المراوغة الشعرية داخل النص تحية للشاعر الجميل الواعر والواعى لفنه)

الشريف عمر

الشريف عمر
12 - مايو - 2008