البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيد / لك وحدك    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 الشريف عمر 
30 - أبريل - 2008

لـكَ وحـدَكَ*
لـكَ وحـدَكَ يبتسـمُ القــدرُ
                                    لـكَ وحـدكَ تأتلـقُ الـدُّررُ

لـكَ وحـدكَ يرتسـمُ العمــرُ

                            وحـدكَ اليومَ تُتلَى لكَ السُّـورُ

لـكَ وحـدكَ يـا درَّةَ الشهـدَا
        ءِ نُغـنِّي إذا عـزَف الوتــرُ
أنـتَ في زمـنِ الصَّمتِ معجـزةٌ
        بِاسمِْـها ها هـنا ينطقُ الحجـرُ
أنـتَ في زمـنِ التِّيـهِ ومضتُـنَا
        يتـلألأُ مـن فيضـها البصـرُ
أنـتَ في زمـنِ الـذُّلِ عـزَّتُـنَا
        يـومَ لا عِـزَّ يرجوه منحـدرُ
أنـتَ في زمـنِ المـوتِ مهجتُـنَا
        بـكَ تحـيا النُّفـوس وتعتبـرُ
أنـتَ في زمـنِ الضّعـفِ قوَّتُـنَا
        أَفَنقْـوى على صدِّ من غـدرُوا
أنـتَ في زمـنِ القهـرِ نصرتُـنَا
        يـومَ لا نصـرَ يلقاهُ منكسـرُ
                                                                                                     الشريف عمر

* إلى كل طفل شهيد سقط  على أرض  فلسطين، بيد غادر غاشم لا تعني عنده البراءة شيئا، ويد متخاذل متواطئ لاتعني له الطفولة شيئا، إلى الدرة التي زينت عقد الشهداء في كل وطننا العربي.





تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
خريدة سياسية    كن أول من يقيّم
 
الشاعر الشريف عمر الجزائري يُنَوِّع في قيثارة شعره.
 ها هو ذا يتحفنا برائية من المتدارك التام،  الذي دخل عروضه وضربه زحاف الخبن، الذي يعد زحافًا جاريًا مجرى العلة في كونه لازمًا، ومختصًّا بالعروض والضرب.
وقد جدد الشاعر فجعل المطلع والبيت الثاني مصرعين. يقول:
لـكَ وحـدَكَ يبتسـمُ القــدرُ
                                    لـكَ وحـدكَ تأتلـقُ الـدُّررُ

لـكَ وحـدكَ يرتسـمُ العمــرُ

                            وحـدكَ اليومَ تُتلَى لكَ السُّـورُ

 والخريدة دائرة حول طفل الحجارة، والمقاومة، والاستشهاد والجهاد، رضي الله عنه، وعن أهله. وقد ثمَّن دوره، وجلد خصومه وخاذليه وقاتليه... وتعجبني في الخريدة تلك التعابير الصادعة مثل:(زمـنِ الصَّمتِ)، (زمـنِ التِّيـهِ)، (زمـنِ الـذُّلِ)،(زمـنِ الضّعـفِ)،(زمـنِ القهـرِ). والتي أراها جاءت مرتبة ترتيبًا شاعريًّا ومنطقيًّا دالاً ومثيرًا، فبورك لنا، وبورك للشاعر، في هذه الدفقة الساحرة.
*صبري أبوحسين
30 - أبريل - 2008
ؤية في دلالة التكرار    كن أول من يقيّم
 
ظاهرة أسلوبية بارزة في تلك الخريدة، إنها أسلوب التكرار: (لك وحدك) (أنت) (في زمن)(يومَ لا). وكذلك هيمنة ضمير الخطاب، وغلبة الفعل المضارع، وهذا يوحي بأن الحاضر هو الوحيد الذي يستحق الحوار، هو ذلك المخاطب الذي يفعل أعظم عمل وأخلده، يعبر عن خلوده بدمه، ما أصدقه من تعبير، وبالتالي فإن الغائب المنسي هو ذلك الذي لا يفعل فعل ذلك المقاوم، أو يثبطه أو يعوقه أو يهاجمه، قلل الله من أمثالهم في عالمنا العربي والإسلامي.
 
إن(لك وحدك) قصيدة حية، لشاعر حي، عن موضوع حي، في زمن مَيْت!!!
 
جزى الله شاعرنا الذي أحيا فينا هذا النموذج العربي الفريد(الطفل المقاوم الشهيد)، كما أمتعنا بإحياء ذلك الوزن اللذيذ الذي كان شهيدًا في التراث، وجاء نادرًا في العصر الحديث!!!
*صبري أبوحسين
30 - أبريل - 2008
النقد شكل من أشكال الإبداع    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
                                          النقد شكل من أشكال الإبداع

     لك كل الشكر والتقدير أخي الدكتور صبري على ماقدمته من انطباعات وتعليقات على بعض قصائدنا التي نشرت على موقع الوراق، فقد كنت في ذلك كالطائر الغريد في دوحة الشعر تطير من فنن لتحط على فنن، لتمزج بين رقصة الأغصان وجميل الألحان، ولا يقدر على هذا إلا ناقد فنان، له روح  وثابة  وعين  قلابة وأذن جلابة. والناقد الفنان هو المبدع الثاني للنص، وهو المؤهل لقراءة ما أراده وما لم يرده صاحب النص. ولذلك فالناقد المبدع هو الذي يرى  أن القصيدة أكبر من الوقوف عند الزحافات  والعلل، والبحث عما تحدثه من خلل،  وهي  أكبر من الحركة  والسكون، فهي - قبل ذلك  وبعد ذلك - شكل ومضمون، وهي موقف من الحياة والكون.  وهذا الموقف - أحيانا - يجعل بعض الشعراء يخرجون عن نمط القصيدة العمودية إلى القصيدة النثرية أوقصيدة الشعر الحر، أو من النمطية إلى اللانمطية، فيستعيضون بشكل اللغة وموسيقاها عن شكل البحر الشعري وموسيقاه، ليعطوا لأنفسهم مساحة لا تقيدها قيود ولاتحدها حدود.
    وأخي الدكتور صبري هو شاعرمبدع وناقد متذوق، وباستطاعته أن يميز بين نوعين من القصائد؛ قصائد نكتبها وقصائد تكتبنا، وشتان بين النوعين.
    أخيرا أحييك أخي (أبو حسين) على نشاطك الدءوب وعلى إطلالتك المستمرة علينا من خلال ساحة الوراق التي زادت بك إشراقا على إشراق.
                                                                                                       
                                                                                                        الشريف عمر
الشريف عمر
1 - مايو - 2008
المتدارك    كن أول من يقيّم
 
جزيت خيراً شاعرنا الشريف عمر، وأحسن الله إليك
 
قصيدة جميلة المعاني، قوية الأسلوب، رشيقة الوزن والعبارة
وقد كتبت على وزن (المتدارك) الذي يقوم على (فاعلن) وبديلتها (فعِلن)، وهو غير (الخبب) الذي يقوم على (فعْلن) وبديلتها (فعِلن).
وقد ألزم الشاعر نفسه أن ترد العروض والضرب على (فعِلن) من باب لزوم ما لا يلزم يا أخي د.صبري. إذ يجوز أن تأتي العروض والضرب هنا على (فاعلن) دون أن يؤثر ذلك في الوزن، كأن يقول مثلاً:
أنـتَ  في زمنِ الذُّلِ عزَّاتُنَا ** يومَ لا عِزَّ يرجوه منحدرُ
أنتَ في زمنِ الضّعفِ قوَّاتُنَا**أَفَنقْوى على صدِّ من غدرُوا
*عمر خلوف
1 - مايو - 2008
اعر في نقده    كن أول من يقيّم
 
أخي الدكتور الشريف سعدت بلقائه في جامعة الشرق والغرب(دبي)، وجمع بيننا حب الكلمة الساحرة المحلقة، فوجدته شاعرًا في كل شيء:حياته، سلوكه، لفظه، وها هو ذا يقدم دليلاً نثريًّا على شاعريته في التعليق النقدي، استمع إليه أيها القارئ يقول مصورًا:
كنت في ذلك كالطائر الغريد في دوحة الشعر تطير من فنن لتحط على فنن، لتمزج بين رقصة الأغصان وجميل الألحان.
 ويقول مسجعًا:
لا يقدر على هذا إلا ناقد فنان، له روح  وثابة  وعين  قلابة وأذن جلابة.
 ويقول محدثًا حكمة عميقة:
والناقد الفنان هو المبدع الثاني للنص، وهو المؤهل لقراءة ما أراده وما لم يرده صاحب النص. ولذلك فالناقد المبدع هو الذي يرى  أن القصيدة أكبر من الوقوف عند الزحافات  والعلل، والبحث عما تحدثه من خلل،  وهي  أكبر من الحركة  والسكون، فهي - قبل ذلك  وبعد ذلك - شكل ومضمون، وهي موقف من الحياة والكون.  وهذا الموقف - أحيانا - يجعل بعض الشعراء يخرجون عن نمط القصيدة العمودية إلى القصيدة النثرية أوقصيدة الشعر الحر، أو من النمطية إلى اللانمطية، فيستعيضون بشكل اللغة وموسيقاها عن شكل البحر الشعري وموسيقاه، ليعطوا لأنفسهم مساحة لا تقيدها قيود ولاتحدها حدود.
وما أجمل وأعمق قوله: (بين
قصائد نكتبها وقصائد تكتبنا، وشتان بين النوعين).
   ولكن أرفض قبوله ما سماه(القصيدة النثرية)؛ فالشعر شعر والنثر نثر ولن يجتمعا. والشعر لا يحيا بلاقيود، وهذه المزعومة(القصيدة النثرية) بغي مَقُودة غرست قسرًا بين الأشكال الموسيقية الثابتة من بَيْتِيٍّ خليلي، وموشحٍ مقطعي، وسَطْرِِي حُر. إنها بلا ثوابت، بلا قيود!!!
*صبري أبوحسين
4 - مايو - 2008
القصيدة النثرية    كن أول من يقيّم
 
القصيدة النثرية
 
أخي الدكتور صبري أشكرك على اهتمامك وتعليقك على كثير مما يكتب من نصوص إبداعية أو تعليقات نقدية، ومما يعجبني في تعليقاتك هو صراحتك وحماسك ووثوقك فيما تكتب، وهذا لا يتأتى لكل الناس. أقول هذا بصرف النظر إذا كنت أتفق معك أولا أتفق في بعض ما تكتب، ولو اتفقنا لما كتبنا.
أما تعليقك على بعض ماجاء  في تعليقي:(النقد شكل من أشكال الإبداع) عن القصيدة النثرية، فما كنت أقصد ما فُهِم به كلامي لا من قريب ولا من بعيد؛ فأنا لم أحدد موقفا من القصيدة النثرية في تعليقي، وهذا بعض ما جاء فيه:(  فالناقد المبدع هو الذي يرى  أن القصيدة أكبر من الوقوف عند الزحافات  والعلل، والبحث عما تحدثه من خلل،  وهي  أكبر من الحركة  والسكون، فهي - قبل ذلك  وبعد ذلك - شكل ومضمون، وهي موقف من الحياة والكون.  وهذا الموقف - أحيانا - يجعل بعض الشعراء يخرجون عن نمط القصيدة العمودية إلى القصيدة النثرية أوقصيدة الشعر الحر، أو من النمطية إلى اللانمطية، فيستعيضون بشكل اللغة وموسيقاها عن شكل البحر الشعري وموسيقاه، ليعطوا لأنفسهم مساحة لا تقيدها قيود ولاتحدها حدود.(
        فكل ما ورد جاء في سياق الحديث، ولم يكن مقصودا لذاته. فأنا كنت أتكلم عن (الشعر/الموقف) وعن بعض الشعراء لا كل الشعراء، وقلت: (أحيانا) ولم أقل على (الإطلاق). أي أن الموقف الشعري يحتم أحيانا على بعض الشعراء (وأي شعراء؟ الفحول ذوي التجربة المطبوعين، الذين كتبوا القصيدة العمودية والحرة وأعقبوا ذلك بالكتابة النثرية. وليس من تعثروا في العمودي فتَنثَّروا) أن يستعيضوا بشكل اللغة وموسيقاها، عن شكل البحر الشعري وموسيقاه،ليمنح لنفسه شكلا آخر من أشكال التعبير(القصيدة النثرية)؛ يجمع بين روح الشعر وشكل النثر.
        وقد كتب شعراء كبار هذا النوع من الشعر(النثري) أمثال: أدونيس، والماغوط، وأنسي الحاج، وغيرهم. وصار لهذا النوع من الكتابة هواة ومؤيدون في عالمنا العربي.
          أما موقفي من (قصيدة النثر) فليس بالضبط كما أورده الدكتور صبري في تعليقه:
(  ولكن أرفض قبوله ما سماه(القصيدة النثرية)؛ فالشعر شعر والنثر نثر ولن يجتمعا. والشعر لا يحيا بلاقيود، وهذه المزعومة(القصيدة النثرية) بغي مَقُودة غرست قسرًا بين الأشكال الموسيقية الثابتة من بَيْتِيٍّ خليلي، وموشحٍ مقطعي، وسَطْرِِي حُر. إنها بلا ثوابت، بلا قيود!!!)
    فأنا لست في موقع القبول أو الرفض، والمسألة ليست في (نعم) أو (لا) أو (مع) أو (ضد) ولا أملك هذا الحق؛ لسبب بسيط وهو أن هذا النوع من الكتابة أصبح اليوم واقعا قائما بذاته، لا تلغيه جرة قلم ولا تحيله على العدم، فهو الآن ملك لمبدعيه وقرائه، ونحن لا نملك إلغاء النص أو تغييره، وإنما نملك أن يكون لنا رأي في تفسيره أو تأويله كقراء أو نقاد؛ لأنه موجه لنا. والسؤال الذي يطرح كيف نقنن هذا النوع من الكتابة، كيف ننظر إلى هذه التجربة الجديدة في كتابة الشعر العربي، هل نعدها إضافة جديدة لتجربة القصيدة العمودية أو الحرة، ورافدا من روافد هما؟ أم نعدها شكلا تعبيريا من أشكال النثر؟
      إن الإجابة عن هذه التساؤلات هي أكبر من التعليقات؛ لأن تجربة مرّت عليها سنوات وسنوات لا تستوعبها لحظات، ولا تسعها ساعات.
    والنظر في  هذه المسألة يحتاج منا أن نكون موضوعيين لا متحاملين، فلا نتعصب للقصيدة العمودية، ولا نتعصب على غيرها؛ لأن ما يجمع  بين أنواع القصيدة العربية أكثر مما يفرق؛ فالقائل عربي واللغة عربية والبيئة عربية ، وإن اختلفت التجربة وشكل القصيد. فالعمودية نبتة عربية أصيلة، عصية على الزمان، وعصية على الاقتلاع أو الذوبان، فلا خوف على هذه النخلة ذات الطلع النضيد، فأصلها ثابت وفرعها في السماء، سقتها أجيال من الشعراء وأجيال بعمر هذه الأمة، من روحها ودمها وحلمها، فزادتها نضارة و غضارة وجسارة وجدارة وصدارة.
أما ما جاء من تجارب شعرية في العصر الحديث(الحر والنثري)، فينبغي ألاّ ننظر إليها على أنها تهديد للقصيدة العمودية، وإنما ينبغي أن ننظر إلى ما ستضيفه إلى الشعر العربي، وماذا يولِّد الالتقاء بين تجربة يعد عمرها بالقرون وتجربة يعد عمرها بالسنين. فقد تكون التجربة الشعرية الحديثة سببا في الارتقاء بالقصيدة العمودية إلى ما هو  أرقى وأفضل، في ظل التنافس والاحتكاك والالتحام أحيانا بين التجربتين لدى الشاعر الواحد أو لدى شعراء العربية في هذا العصر، وقد يكون العكس من ذلك حيث يستفيد الحديث من القديم في إثراء تجربته الشعرية، ويكون المستفيد من ذلك؛ الشعر العربي، والشاعر العربي، والقارئ العربي، والعربية عامة .  وبالخصوص إذا كان كل ذلك في ظل الكلمة الأصيلة والثقافة الأصيلة، التي تربط أصيل الماضي بأصيل الحاضر من أجل استشراف المستقبل، والعمل على تحديد معالمه، وتأسيس بنيانه وتوطيد أركانه. ثقافة لا تتنكر لماض تليد، ولا تتعصب لحاضر جديد، بل مبدؤها الاعتدال وحسن الجدال.ويحضرني في هذا المقام قول أحد العلماء المعاصرين: (ليس الجديد الحق مبتور الصلة بالقديم منكرا له منسلخا عنه، ولكنه إضافة لبعض جوانبه، واستكشاف لغوامضه، وتنوير وإضاءة لكثير من معمياته. والجديد الذي لا يعتمد على قديم، ولا يستمد استمراره من أصوله، هو ضرب من القفز العشوائي في الظلام، قد لا يفيد شيئا، إن لم يكن تدميرا لكل شيء).
 
الشريف  عمر
الشريف عمر
5 - مايو - 2008
فرصة للجدال العلمي    كن أول من يقيّم
 
شيخي الشريف:
لم أقصد أن أجعلك في صف النثريين، ولكني رأيتها فرصة لأثبت موقفي الموضوعي-وليس المتعصب من هذه المزعومة- فكتبت تعليقي السابق.
نعم، ليس في تعليقك موقف صريح من قصيدة النثر، لكن ذكرك لها بين أشكال الشعر الثابتة، حفزني على ذلك التعليق.
 شيخي علمتني الحرية، وشجعتني على النقد فلا تحجر عليَّ.
ثم إنك في تعليقك الثاني بينت موقفك المتحرر من المزعومة هذه، قلت:"أي أن الموقف الشعري يحتم أحيانا على بعض الشعراء (وأي شعراء؟ الفحول ذوي التجربة المطبوعين، الذين كتبوا القصيدة العمودية والحرة وأعقبوا ذلك بالكتابة النثرية. وليس من تعثروا في العمودي فتَنثَّروا) أن يستعيضوا بشكل اللغة وموسيقاها، عن شكل البحر الشعري وموسيقاه،ليمنح لنفسه شكلا آخر من أشكال التعبير(القصيدة النثرية)؛ يجمع بين روح الشعر وشكل النثر.  وقد كتب شعراء كبار هذا النوع من الشعر(النثري) أمثال: أدونيس، والماغوط، وأنسي الحاج، وغيرهم. وصار لهذا النوع من الكتابة هواة ومؤيدون في عالمنا العربي).
هذا رأي مساند للمزعومة، ومستند إلى دليلين:الحرية، وإبداع بعض الكبار على نسقها!!!
يا شيخي:
لست جامدًا، ليبدع الأديب كما شاء، عمَّا شاء، كيف شاء، بشرط أن يعرف مقتضيات الإبداع، وأن يميز بين ما هو داخل في الشعر، وما هو داخل في النثر.
الوزن فارق أساس رئيس بين الأجناس الشعرية والأجناس النثرية. إن ما كتبه أدونيس، والماغوط، وأنسي الحاج،... وغيرهم نثر محض، لا يستحق لقب القصيدة، إنه خواطر نثرية حالمة هائمة محلقة، يطغى فيها الخيال على العقل، والعاطفة على الحقائق، ومن هنا اقتربت من مجال الشعر[لكنها ليست شعرًا؛ لافتقادها الوزن الثابت المنتظم الملائم للأذن العربية]، وابتعدت عن فنون النثر العقلانية الجافة المباشرة، [لكنها نثر؛ لانعدام الوزن والقافية].
إنني لا أرفض هذه الإبداعات ولا أصادرها، بل أرفض أن نصطلح عليها لقب(القصيدة) ذلك اللقب الغالي العزيز الشريف، الذي يراد له -بمثل هذا الإطلاق-أن يذوب ويتيه وينمحي شيئًا فشيئًا، معاذ الله؛ فالقصيدة -باصطلاحها الخليلي البيتي، والنازكي السطري-خالدة بخلود الفصحى، وهي ديوان العرب.
شيخي :
 ما أجمل وأعمق قولَك:(وبالخصوص إذا كان كل ذلك في ظل الكلمة الأصيلة والثقافة الأصيلة، التي تربط أصيل الماضي بأصيل الحاضر من أجل استشراف المستقبل، والعمل على تحديد معالمه، وتأسيس بنيانه وتوطيد أركانه. ثقافة لا تتنكر لماض تليد، ولا تتعصب لحاضر جديد، بل مبدؤها الاعتدال وحسن الجدال.ويحضرني في هذا المقام قول أحد العلماء المعاصرين: (ليس الجديد الحق مبتور الصلة بالقديم منكرا له منسلخا عنه، ولكنه إضافة لبعض جوانبه، واستكشاف لغوامضه، وتنوير وإضاءة لكثير من معمياته. والجديد الذي لا يعتمد على قديم، ولا يستمد استمراره من أصوله، هو ضرب من القفز العشوائي في الظلام، قد لا يفيد شيئا، إن لم يكن تدميرا لكل شيء).
 
 
*صبري أبوحسين
6 - مايو - 2008
تعليق على تعليق    كن أول من يقيّم
 
لقد اثار فضولى حديث الشيخين حول المسماة قسرا (قصيدة النثر) والتى استشرت الان على الساحة الادبية وصار لها روادها منذ ان ظهرت فى مجلة(شعر) اللبنانية بعد تأثر ادونيس ومن معة بكتاب(سوزان برنار) قصيدة النثر منذ بودلير حتى الان وانطلق ادونيس وانسى الحاج وانيس المقديسى يؤصلون لهذا اللون من الادب واخذت الدراسات النقدية تنيرى بوعى وبدونم لتأصيل الاطار النظرى لها اعتمدوا فى هذا التأصيل على الترجمات والدخول فى دوامة الحداثة ومابعد الحداثة واستشرت المذاهب النقدية الغربية وتحول نقادنا الى مترجمين يلوون عنق النص الادبى لصالح هذا المذهب او تلك النظرية حتى استغلق النقد وفقد وظيفته الاصلية وهى فض مجاهل النص مما ادى انصراف المتلقى عن الشعر وتشويه الذائقة العربية وكثر المستشرقون المحليون مما ادى الى ارتفاع بعض الاصوات بأن هذا زمان الرواية لا الشعر وعلى مكر هذه الدعوة وخبثها لم تلق رواجا كثيرا بيد اننا فى زمن اللاشيئ وكل هذه الاختلاطات اتاحت الفرصة لاشباه المبدعين وتحولوا الى نجوم ابداعية وصمت المخلصون والغيورون على البداع العربى ودفنوا رؤوسهم فى الرمال  واصبحت قصيدة النثر واقعا مفروضا بل ومهيمنا على الابداع العربى .
وهناك من يحاول ان يوجد لهذه القصية جذرا عربيا ويرى ان تاريخ الشعر العربى بدأبسجع الكهان ثم ضاق المتلقى العربى ذرعا برتاية السجع وهلهلته فدشنت الشعرية العربية آنذاك خطوة جديدة فجاء الرجز الذى يمثل تظورا نوعيا للسجع وقد التفتت الذهنية العربية الى الرجز بوصفه شعرا وهو يخرج من رحم السحع بوصفة نثرا وحين تقدمت خطوة اخرى القصيد طردت الرجز من بيت الشعر بوصفه فنا مستقلا واستقر تصنيف الابداع آنذاك على الرجز والقصيد والنثر ويذلك اصبح الرجز منزلة بين المنزلتين ثم حدث تماهى بين الانواع ومن هنا فان قصيدة النثر منزلة بين المنزلتين
وفى هذا مغالطة كبيرة فالرجز كان تمهيدا للقصيدة العربية التى تظورت متن الابداع الفظرى الى الصنعة على يد زهير ثم ان الشعر خرج من رحم الرجز باعتباره الخطوة التمهيدية للشعر بينما قصيدة النثر خرجت من رحم الترجمة لغير العربية
ولا ادرى كيف توهم هؤلاء ان الأذن العربية التى اعتادت منذ اكثر من الف عام على موسيقى الشعر يمكن ان تلغى هذا وتتذوق قصيدة تخلو من موسيقى الشعر ومنظق الابداع ومع ذلك فكلنا متورط فى هذا ولسنا ضد التجديد فى شكل الابداع ولكننا مع التجديد المنهجى الذى يرتفع بالذائقة العربية ولا يدمرها.
تعليق اخر
-----------
جاءت قصيدة الشاعر الشريف عمر بما يشبه الومضة الشعرية او(الأبيجرامات اليونانية القديمة) فى محملة بشحنة انفعالية اظن انها دفعت الشاعر الى اختيار انساق كتابية تعظى دلالة تفجر الذات الشاعرة لخراب العالم المهزوم الذى يدافع عنه الاطفال وما اظن ان قافية الراء المضمومة الازفرة ألم طويلة الدى للتعبير عن احساس الشاعر وكذلك توالى تكرار النسق(انت فى زمن)هو نوع من القرع على الرؤوس لاشغارنا بخراب العالم وسوءة هزيمتنا وفى التكرار تضخيم للمعنى الشعرى وهو تضخيم مقصود لدور شهاء الاطفال حتى نشعر بقصر قاماتنا وتردى موقفنا والقصيدة على ماحملت من تكثيف فى اللغة تمثل دفقة شعورية ودلالية تسبه الطلقة فتحية للشاعر على ما ابدع
*عبد الحافظ بخيت
7 - مايو - 2008
نصوص نقدية عميقة    كن أول من يقيّم
 
أعطانا هذا الجدال الحسن حول المزعومة، نصوصًا نقدية عميقة من أطراف الحوار، يقول الدكتور الشريف:
"العمودية نبتة عربية أصيلة، عصية على الزمان، وعصية على الاقتلاع أو الذوبان، فلا خوف على هذه النخلة ذات الطلع النضيد، فأصلها ثابت وفرعها في السماء، سقتها أجيال من الشعراء وأجيال بعمر هذه الأمة، من روحها ودمها وحلمها، فزادتها نضارة و غضارة وجسارة وجدارة وصدارة"
وقلت:
"الشعر شعر والنثر نثر ولن يجتمعا. والشعر لا يحيا بلا قيود"
ويقول الأستاذ عبدالحافظ بخيت عن نقاد الحداثة:
"اعتمدوا فى هذا التأصيل على الترجمات والدخول فى دوامة الحداثة ومابعد الحداثة واستشرت المذاهب النقدية الغربية وتحول نقادنا إلى مترجمين يلوون عنق النص الأدبي لصالح هذا المذهب أو تلك النظرية حتى استغلق النقد وفقد وظيفته الأاصلية وهى فض مجاهل النص مما أدى إلى انصراف المتلقي عن الشعر وتشويه الذائقة العربية وكثر المستشرقون المحليون مما أدى إلى ارتفاع بعض الأصوات بأن هذا زمان الرواية لا الشعر، وعلى مكر هذه الدعوة وخبثها لم تلق رواجًا كثيرًا، بيد أننا في زمن اللاشيء، وكل هذه الاختلاطات أتاحت الفرصة لأاشباه المبدعين وتحولوا إلى نجوم إبداعية، وصمت المخلصون والغيورون على الإبداع العربى ودفنوا رؤوسهم فى الرمال. وأصبحت قصيدة النثر واقعًا مفروضًا بل ومهيمنًا على الإبداع العربي .
ويقول أيضًا:
"لسنا ضد التجديد فى شكل الإبداع، ولكننا مع التجديد المنهجي الذى يرتفع بالذائقة العربية ولا يدمرها"
فشكرًا لأخويَّ المتحاورين..
 
*صبري أبوحسين
7 - مايو - 2008