الإخوة الأعزاء ، تحية طيبة ، وبعد ... تحل غدا الذكرى الخمسون لانعقاد مؤتمر طنجة (سنة 1958) والذي يعدّ نقطة فارقة في تاريخ الوحدة المغاربية . هذا ، واحتفلت أوربا مطلع هذا العام بمرور نصف قرن أيضا على اتفاقية روما التي أسست للوحدة الأوربية . وبين الاحتفالين بون شاسع . فما الذي بقي اليوم من أحلام الوحدة المغاربية سوى أضغاث أحلام ، إذ أصبحت مؤسسات الاتحاد المغاربي في عداد " الميت سريريا " . وقد يعزو الكثير تعثر هذا المسار ، إلى خلافات سياسية ، بين الجزائر والمغرب بالأساس ، عطلت مشروع الوحدة ، وكرست رؤية قطرية ضيقة ، على الرغم من أن الزمن هو زمن التحالف والاتحاد . لا شك في صحة هذا الطرح ، ولكن يمكن التساؤل : ما موقف مثقفي المنطقة مما يحدث على الصعيد السياسي في المنطقة ؟ وما دور المجتمع المدني في تجاوز هذه الخلافات وتجسير الهوة بين هذه الدول ؟ أذكر حين قراءتي لرواية الخبز الحافي لمحمد شكري ، كيف كان الروائي ينتقل إلى مدينة وهران الجزائرية ، كأنّه ينتقل إلى وجدة أو الى مكناس ، لم تكن الحدود عائقا أمام هامش الإبداع . ويعجبني لدى الكتاب المغاربة مقولة " فقه النوازل " عند الحديث عن دور المثقفين ، فهل بذل هؤلاء جهدا ما لفقه نازلة الفرقة والخلاف ؟ أم أن خطاباتهم لم تغد أن تكون ظلا ثقيلا لمقولات الساسة ولحسابات الاستراتيجيا ؟ أذكر هذا ، مع حسرة على حجم الخسارة التي يمنى بها الطرفين بسبب تعنت سياسي لم يجر علينا سوى الويلات ... فهل إلى مخرج في نهاية النفق ؟ |