البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!     كن أول من يقيّم
 صبري أبوحسين 
21 - أبريل - 2008
هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!  
قرأت مقالاً بعنوان (القرآن[الكريم]في الشعر الجاهلي) لكاتبة تسمى "فيبي  عبدالمسيح صليب"، جاء فيه:".. وإن كان للشعر تلك المنزلة عند عرب الجاهلية فلم يكن موقعهم في القرآن[الكريم] أقل. وكان أثره في الناس ربما أقصى من وقع  السيف وكم من شعراء لا نسب لهم بل هم في عداد العبيد خلد ذكرهم بينما أسيادهم طواهم النسيان منذ أمد بعيد ويحضرني منهم عنترة العبسي ... لست أنا الخنساء ولا أدعي ... ولا متمكنة من علم القوافي والعروض، ولكنه الفزع والهول الذي انتابني وأنا أقرأ أشعار الجاهلية ووجد التطابق التام بين القرآن[الكريم] وتراكيبه وأفكاره وبين أشعار عرب الجاهلية قبله كم أنا حزينة لذلك الجهل والخداع والجبن الذي ينخر في عقول وقلوب وألسنة وأقلام الكتاب والمثقفين ورجالات الإعلام وأجهزته العربية والإسلامية، فتطل علينا وجوه أعاذنا الله منها، تتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن [الكريم]فجل ما ينسبونه للقرآن والنبي من إعجاز فاضت به قريحة شعراء الجاهلية وأوحى لهم بها شيطان الشعر ... نعم حزينة من كل تلك الأحاديث والكتب والمقالات والحلقات التي يكتبها ويتفوه بها كل الشيوخ والكتاب والصحفيين والمطبلين ورجال الإعلام الذين يسيرون في درب الحقيقة برجْل واحدة وينظرون إليها بعين واحدة، فلا يقولون إلا نصف الحقيقة، إن كان هناك حقيقة يتحدثون عنها، ويتجاهلون النصف الآخر بل يُكفِّرون ويلعنون ويصادرون ويمنعون ويرهبون وحتى يقتلون من يفتح فاه ويتحدث عن النصف الثاني من الحقيقة  .... وأنا هنا أريد أن استعرض بعضًا مما أوحى به شيطان الشعر في الجاهلية وفاضت به قريحة شعرائها وبين ما قاله محمد[صلى الله عليه وسلم] بوحي من جبريل والعليم الخبير .... الإنسان ابن بيئته، ولطالما تغنى العرب بالأشعار ونصبوا لها الأسواق والمواسم التي كان محمد[صلى الله عليه وسلم] يحضرها مع غيره من العرب سكان البادية ....... لا يحتاج المرء أن يكون شاعرًا أو دارسًا للعروض أو خبيرًا في ضروب الشعر وأوزانه وقوافيه حتى يتسنى له أن يرى التشابه والتطابق بين القرآن والشعر الجاهلي لا في الأفكار والمعاني فقط بل وفي الألفاظ والتراكيب أيضًا. لقد اهتم القرآن بالشعر والشعراء حتى أن هناك في القرآن سورة باسمهم هي سورة الشعراء. نعم هناك حقيقة ناصعة لا يضل عنها إلا المصابون بالعمى، وهى أن الشعر الجاهلي مرجع لمن استشكل عليه أمرًا من غرائب القرآن[الكريم]. فقط يحتاج المرء إلى قليل من الحيادية والتخلي عن المذهبية و التعصب الذي لا يصيب البصر بالعمى بل والبصيرة أيضًا. أما موقف النبي[صلى الله عليه وسلم] من الشعر وإن كان متناقضًا إلا أنه لا يخرج عن السياق العام من الخطاب المحمدي الذي كثيرًا ما كان متناقضًا وكذلك الخطاب القرآني وإن كان التبرير جاهز وهو الناسخ والمنسوخ!!!!!
فهل من قارئ هذا المقال؟ وهل من رادٍّ عليه بطريقة عقلية بحثية؟!
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
هجوم على القرآن الكريم 5    كن أول من يقيّم
 
سخرية :
وتتابع المقالة الزعم : [وأنا هنا أريد أن استعرض بعضا مما أوحى به شيطان الشعر في الجاهلية وفاضت به قريحة شعرائها وبين ما قاله محمد بوحي من جبريل والعليم الخبير] ولا ضرورة للرد على الاستعراض ، لأنه استعراض لأكاذيب وأباطيل مختلقة ، كما هو واضح في ما نقله السيد صبري من الشواهد المنحولة والردود عليها .. وأكتفي هنا ببيان سخرية الصلعمية من جبريل عليه السلام ومن العليم الخبير سبحانه وتعالى .. وقد رد العليم الخبير على أجدادهم من قبل (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قَلبِك بإذن اللهِ مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين 97 من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فَإن الله عدو للكافرين 98 سورة البقرة)..
أثر البيئة :
وتقفز المقالة بدل الاستعراض إلى مغمز جديد : [..الإنسان أبن بيئته ولطالما تغنى العرب بالأشعار ونصبوا لها الأسواق والمواسم] أما الأسواق والمواسم فلا نكران لها ، وأما كون المرء ابن بيئته ، فهو لا يعني أن يكون صورة طبق الأصل لهذه البيئة ؛ فغالبا ما كان الأنبياء والمصلحون والمجددون في مواجهة عنيفة مع بيئاتهم ، وإلا فهل كان يسوع الإنسان ابن بيئته؟ وهنا يأتي المطعن الأخبث: [التي كان محمد يحضرها مع غيره من العرب سكان البادية ...].. وكأن الصلعمية قد حضرت تلكم الأسواق والمواسم مع النبي  صلى الله عليه وسلم وغيره من سكان البادية!. ومما يكذب زعمها أن كتب التاريخ والأدب لم ترو أن محمدا حضر سوقا للشعر أو وقف على قبة أدم قط . كما أنّ وجود شخص في باريس لا يعني أنه زار برج إيفل ، ووجود شخص في القاهرة فربما زار أبا زعبل ولم يزر أبا سمبل ، وأنا لو حملت في يميني رغيفا وفي يساري حبة بندورة (طماطم) واتجهت غربا لوصلت إلى نهر اليرموك قبل أن أنهي طعامي ، أو ألقى من سفري هذا نصبا ، ومع ذلك فلم أر هذا النهر العظيم إلى اليوم ، إلا أدنى روافده .. فمتى حضر محمد أسواق الشعر الجاهلي؟. ومع أي من كبراء العرب أو أراذلها حضر؟.
القرآن والشعراء : 
وتتجاوز المقالة واجبها ، في تقديم الدليل على حضور النبي صلى الله عليه وسلم ، لتلك الأسواق ، ولو بشاهد مزور منحول كغيره ، وتنتقل إلى فكرة أخرى فتقول : [لقد أهتم القرآن بالشعر والشعراء حتى أن هناك في القرآن سورة باسمهم هي سورة الشعراء.].. وهذا عين الجهل كما أسلفت ، فيبدو أن الصلعمية سمعت بأن في القرآن الكريم سورة اسمها (سورة الشعراء) فظنته دليلا على اهتمام القرآن الكريم بهم ، ولم تدر الجهولة بأن وجود سورة باسم الشعراء إذا لم يؤخرهم فإنه لا يقدّمهم قيد أنملة . فثمة سورة اسمها سورة البقرة ، وقد ذكِرتْ بقرة بني إسرائيل في أوائل سورتها بأفضل مما ذكِر الشعراء في آخر سورتهم . وثمّة سورة (المائدة) وليس فيها إلا (العشاء الأخير) الذي طلبه رسل السيد المسيح عليه السلام ، ثم " كفر به أحدهم  قبل أن يصيح الديك  ، وباعه أحدهم بدراهم يسيرة وأكل ثمنه.".. ويوجد في القرآن الكريم سورة (المنافقين) وسورة (المؤمنين)  وسورة (مريم) وسورة (المسد) فهل يستوون؟. وقد جاء في آخر سورة الشعراء قول الله  تعالى : (والشعراء يتبعهم الغاوون+ألم تر أنهم في كل واد يهيمون+وأنهم يقولون ما لا يفعلون+إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون+) وهذا هو كل ما ذكره القرآن الكريم عن الشعراء ، فأية مكانة هذه ؟!. من هنا يتضح جهل الصلعمية ، ليس في الشعر والعروض فحسب ، ولكن في أمور أخرى كثيرة ، تراها ليست ضرورية ، ويبدو أنها لا تملك خبرة في شيء ، وليس ضروريا ؛ لأنها تطرح أحقادا لا أفكارا ، والأحقاد لا تحتاج إلى الخبرة والفهم ولكن إلى قلة في ذلك .. وقد تبين أن القرآن الكريم لم يهتم بالشعراء ، وأن منزلتهم فيه أدنى بكثير من منزلتهم عند عرب الجاهلية ، تلك المنزلة التي كانت متدنية أيضاً ، على العكس مما هو دارج وشائع .
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 6    كن أول من يقيّم
 
مرجعية الشعر الجاهلي:
وتقفز الصلعمية إلى موضوع جديد فتقول [نعم هناك حقيقة ناصعة لا يضل عنها إلا المصابون بالعمى وهى أن الشعر الجاهلي مرجع لمن استشكل عليه أمرا من غرائب القرآن.]  وهذه كلمة طبّل لها طه حسين من قبل ، بوحي من أساتيذه المستشرقة .. فالشعر الجاهلي ، الذي لا يؤمنون بوجوده ، مرجع لغوي للقرآن الكريم ، الذي لا يؤمنون بقدسيته . ونقول لمن يزعم هذا ما قيل لسلفه غير العالي : "ويحك ! هب أن محمدا ليس نبيا ، أليس عربياً ؟." فالشعر الجاهلي مرجع لمن استشكل عليه شيء من غرائب اللغة ، ليس في القرآن الكريم فحسب ، ولكن في الشعر الجاهلي أيضا ، وفي كل عمل لغوي ذي بال . ولكنه ليس مرجعا للدلالة على عربية القرآن الكريم ، وهو ما ترمي إليه الخبيثة ، والمرجعية هنا مرجعية توضيح لا مرجعية تأصيل ، فإذا لم نفهم معنى كلمة في القرآن الكريم أو الشعر القديم أو الحديث ، أو لم نتفق على معناها ، وهو أمر لا تخلو من مثله لغة حية أو ميتة ، رجعنا إلى المعجم ليكون الفيصل في الأمر .. ومعاجمنا تمتح صحاحها من اللغة التي يحتج بها ، وهي في معظمها لغة الشعر الجاهلي ؛ لأنه المصدر الأكبر لشواهد اللغة العربية عامة والنحو العربي خاصة ؛ لأنه أسهل حفظا وأقل ضياعا ..
الحياد والتعصب :
وتتابع [فقط يحتاج المرء إلى قليل من الحيادية والتخلي عن المذهبية و التعصب الذي لا يصيب البصر بالعمى بل والبصيرة أيضا.] وهذه هي العبارة الصادقة الوحيدة في الصلعمية ، ولكن صاحبها أفقر الخلق لها ؛ لأنه لا يملك منها شيئا ؛ فهو لم يقدم دليلا واحدا على زعم واحد مما زعم ، غير الشواهد المنحولة المزورة .
التناقض:
وبدلا من سرد الأدلة على الحياد والتعصب والمرجعية ، تقفز إلى موضوع آخر : [أما موقف النبي من الشعر وأن كان متناقضا إلا أنه لا يخرج عن السياق العام من الخطاب المحمدي الذي كثيرا ما كان متناقضا وكذلك الخطاب القرآني وإن كان التبرير جاهز وهو الناسخ والمنسوخ] لقد انتقلت الصلعمية إلى تهمة التناقض ، وقررتها سلفا دون دليل ، وكأن تكرار الادعاء يجعل الكذب حقيقة وهيهات!. وحددت ثلاثة مستويات للتناقض : (تناقض موقف النبي من الشعر) (تناقض السياق العام من الخطاب المحمدي) (تناقض الخطاب القرآني) ومع أن كل زعم أعظم من سابقه ، قدمت بدل الدليل ما تخيلته جوابنا (الناسخ والمنسوخ) وهو يتعلق بالقرآن فقط ، ثم رفضته وتجاهلت الباقي . فاعجب لها تسأل وتجيب وترفض ، دون أن تبين كيف كان الناسخ والمنسوخ دفعاً غير مقبول لتهمة التناقض ، وتنتقل إلى زعم جديد ..
حب النبي صلى الله عليه وسلم للشعر ...
حسّان والروح القدس :
تروي المقالة [...أن محمدا نصب حسان بن ثابت شاعرا يمدحه وينافح عنه...وقال له النبي يا حسّان! أجبْ عن رسول اللهاللهم أيّده بروح القُدُس" ..."ولم يتردد الروح القدس أو جبريل الذي أيد حسان أن يسب أعدائه بأقذع السباب.] فإن ألقينا سخريتها من الروح القدس جانبا ، فمحمد صلى الله عليه وسلم لم ينصّب حسان ليمدحه ، وإنما كلفه باستعمال الشعر سلاحا في المعركة ، التي استخدم فيها المشركون كل أسلحتهم ومنها الشعر ، الذي هتك أعراض المسلمين وحرماتهم ، ولم يتعرض لدينهم بأي نقد عقلي منطقي . وكان عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك ، رضي الله عنهما ، يهجوان المشركين بخلق الإسلام ، فلم يؤثر هجاؤهم في المشركين ، أما حسان بن ثابت ، رضي الله عنه ، فكان يرد عليهم بأخلاقهم وأساليبهم ، لذا كان هجاؤه (أشد عليهم من النبل وأقسى من السيف) أولم تزعم  الصلعمية بأن الشعر هكذا ؟. وليس في هذا حب النبي صلى الله عليه وسلم للشعر ، وإنما فيه الطعن على الرسول صلى الله عليه وسلم والروح القدس ، ولا أدري إن كانت الصلعمية قرأت هجاء المشركين للمسلمين ، وتعرفت أخلاقهم عن كثب ، والبادئ أظلم ..
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم7    كن أول من يقيّم
 
لا فضّ فوك : 
وتتابع الصلعمية : [وكثيرا ما كان يقول للشعراء الذين يمدحونه أو يلقون أمامه شعرا جيد يعجبه "لا فض الله فوك"..] [عن يعلى بن الأشدق عن النابغة الجعدي قال‏:‏ أنشدت النبي صلعم ...فقال لي رسول الله صلعم ‏:‏ "أجدت لا يفضض فوك مرتين".] وهذا صحيح ، فقد كان العرب يقولون (لافض فوك)  لكل من يقول حقا ، أو يبدي فصاحة ، وأظن الصلعمية لا تعرف معناها ، والرسول ، صلى الله عليه وسلم ، تعجبه الفصاحة كأي عربي ، وأصح ما روي عنه أنه قال (الشعر حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام) ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستحسن الحسن ويستقبح القبيح من شعر أو نثر ، ويروى أن النابغة الجعدي عاش مئة وثلاثين عاما لم تسقط له سن ، ببركة قول النبي  صلى الله عليه وسلم (لا يفضض فوك) .. وهذا شاهد على إعجاب النبي  صلى الله عليه وسلم بكل فصيح ، وليس بالشعر ، وسيمر بنا إعجابه بالنثر أيضا ..
الرسول يرتجز : 
[كان رسول الله صلعم يوم الأحزاب ينقل التراب في غزوة الأحزاب ويردد أرجوزة عبد الله بن رواحة‏‏ ولقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول‏:‏ بسم الله وبه هُدينا * ولو عبدنا غيره شقينا*] ثم تروي الصلعمية قدرا من الشعر وتقول [هذا قدر من أرجوزة عبد الله بن رواحة والذي كان يلقبه محمد بسيد الشعراء ما يدل على إعجاب النبي بالشعر والكلام المزخرف ذو الجرس الموسيقي .. وكان يحب أن يسمعه] وهذا غير صحيح ، فليس في الشاهد إعجاب بالشعر والكلام المزخرف ، وكل ما في الأمر أن من عادة العربي  أن يستعين على مشقة العمل (بالحداء والإنشاد) حتى الإبل العراب كانت تطرب للحداء فتغذ السير ، وما زال العربي يشمر ويشد ويحدو ويشدو ، لينشط في العمل ، ومن هنا كانت أغاني الفلاحين والعمال والرعاة والبحارة والمسافرين.. حتى الأبطال كانوا يرتجزون عند المبارزة في بداية المعارك . وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو يرتجز مع المسلمين ليحفزهم على النشاط في العمل ، لإنجاز حفر الخندق بسرعة مناسبة قبل وصول جند الأحزاب . ولم يفعل ذلك عجابا بالشعر ..  وكأن الصلعمية لم تسمع بهذا الرجز قط .. أما قولها [والكلام المزخرف ذو الجرس الموسيقي .. وكان يحب أن يسمعه] فهذا تمهيد لدس جديد قادم ، يزعم بأن الزخرف بلاغة ، والبلاغة من الشيطان ، وبالتالي ، فإن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، قد استمد بلاغته من الشيطان ، وتكون بلاغة القرآن الكريم من الشيطان ، على أن القرآن الكريم بزعمهم من تاليف النبي عليه الصلاة والسلام . أهذا دليل على حب الرسول للشعر؟. أم هو الدس والطعن ؟.  
سحر وحكمة : 
وتتابع [فإن من البيان لسحر ومن الشعر لحكمة ومن كلام النبوة كما قال النبي...] وهنا تترك الصلعمية القارئ الغِرّ ما يدري كلامها من كلام النبي  صلى الله عليه وسلم! ولكننا نميز كلام النبي صلى الله عليه وسلم من غيره ، أما قوله [إن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة] فيروى على أنه حديث شريف من كلام النبي  صلى الله عليه وسلم ، ولا أريد الخوض في درجة صحته ؛ وأترك ذلك لذوي الاختصاص ، ولكنه يعني أن من النثر ما فيه جمال ساحر ، ومن الشعر ما فيه عقل وحكمة ، وهذا يحمل جواز العكس أيضا ، فمن النثر ما يخلو من السحر ، ومن الشعر ما يخلو من الحكمة .. وأما قولها [ومن كلام النبوة كما قال النبي ...] فهذا من دس الصلعمية ، فلا هو من كلام النبوة ولا من كلام النبي  صلى الله عليه وسلم . والحديث يحمل الإعجاب بفصاحة النثر وحكمة الشعر ، بل إنه قدم النثر على الشعر ، وهذا التقديم ذو دلالة ، كما هو واضح ، وهو رد على كل ما سبق من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعجب بالشعر خاصة . وتهدف الصلعمية من وراء هذا الكلام إلى تمرير أكذوبة جديدة ،  وهي أن كلام النبوة والشعر شيء واحد كما سيمر ، وأنه من زخرف الشيطان .. وهو هراء ومحض افتراء .
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 8    كن أول من يقيّم
 
الاستغفار القاتل :
 وتنتقل الصلعمية إلى فرية جديدة دون أن تقدم دليلا على الفرية السابقة : [وكان عامر بن الأكوع رجلا شاعرا وفي المسير إلى خيبر قال له أسمعنا من هناتك فقال هذا الشعر... فقال صلعم ‏:‏ يرحمه الله] ومع أن قوله (هناتك) أقرب إلى الاستهانة بالشعر ، إلا أن الشاهد لم يضرب دليلا على فكرته ، وهي إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر ، وإنما جاء للدس والطعن  التالي : [وكانوا يعرفون أن رسول الله صلعم لا يستغفر لإنسان يخصه إلا استشهد] وهنا مربط الفرس ، فهل تجدون علاقة بين الشاهد وحب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، للشعر؟. فالصلعمية تقول : إن النبي إذا استغفر لأحد أو قال له (يرحمك الله) فإنه يموت ، وكأن الموت بيده ، مع أن الصلعمية لا تؤمن بأن دعاء النبي مستجاب .. والدليل على كذب المقالة أن الرسول صلى الله عليه وسلم استغفر لكثير من المسلمين فلم يمت منهم إلا من انتهى أجله حين انتهى ، وعندما عذبه قومه قال (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) فلم يمت منهم من أحد ، وحين دعا للأنصار بعد غزوة حنين : (اللهم ارحم الأنصار وارحم أبناء الأنصار...) فهل مات الأنصار وأبناؤهم ، كما أن تشميت العاطس عندنا أن تقول له يرحمك الله ، ولم يمت عاطس شمته الرسول  صلى الله عليه وسلم قط ، ولم يفهم أحد أن معنى يرحمك الله هو قاتلك الله غير الصلعمية .. ولو كانت هذه العبارة قاتلة لما أتعب النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وأصحابه بالجهاد ، وكان يكفي أن يترحم على من يريد قتله فيموت .. وأخيرا .. فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يترحم على المسلمين ليموتوا ويترك الأعداء أحياء ليقاتلوا المسلمين؟. أليس الغرض هنا هو الدس والطعن ؟!. فأين شاهد حب النبي صلى الله عليه وسلم للشعر ؟.. 
مَن يخاف مَن ؟ : وهذا دس آخر: [قال أبن هشام : كعب بن زهير وقصيدته الشهيرة بانت سعاد قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه ...] و هذا يشير إلى خوف كعب من الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذه واحدة .. وتتابع [... للقصة دلالات مهمة وهي أن كعب بن زهير عندما جاءه كتاب النبي لكي يسلم خاف من القتل وضاقت به الأرض] وما زالت تشير إلى خوف كعب من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذه الثانية.. وتتابع : [وعندما أسلم أخيه قال قصيدته التي يعاتب أخيه فيها فبسرعة البرق أنتقل شعره إلى الجميع وخاف منه النبي ومن أشعاره] وفي الثالثة يتحول الأمر فجأة إلى خوف النبي من كعب ومن شعر كعب ، ومن شدة خوف النبي صلى الله عليه وسلم من كعب أمر بقتله! ، ما هذا الهراء؟!. إنه تناقض الصلعمية وليس تناقض مواقف النبي صلى الله عليه وسلم .. وليس هدف المقال بيان التناقض أو إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر ، وإنما الهدف دس عبارة خاف منه النبي صلى الله عليه وسلم ومن أشعاره ، فأين البحث العلمي لأرد عليه؟. وقد رجعتُ إلى المكتبة الإلكترونية الشاملة وبحثت في (111) كتابا من كتب التاريخ والسيرة وفي (233) كتابا من كتب الأدب ، فلم أجد عبارة البحث (وخاف منه النبي).. آلنبي صلى الله عليه وسلم يخاف وهو بطل الأبطال؟!. فهل تقبل مني الصلعمية الرواية التالية من تاريخ الطبري :
((ولما أعلم الله المسيح أنه خارج من الدنيا، جزع من ذلك فدعا الحواريين، وصنع لهم طعاماً وقال احضروني الليلة، فإن لي إليكم حاجة، فلما اجتمعوا بالليل عشاهم، وقام يخدمهم، فلما فرغوا من الطعام، أخذ يغسل أيديهم، ويمسحها بثيابه فتعاظموا ذلك فقال: من رد علي شيئاً مما أصنع، فليس مني فتركوه حتى فرغ فقال لهم: إنما فعلت هذا ليكون لكم أسوة بي في خدمة بعضكم بعضاً، وأما حاجتي إليكم؛ فأن تجتهدوا لي في الدعاء إلى الله أن يؤخر أجلي. فلما أرادوا ذلك ألقى الله عليهم النوم، حتى لم يستطيعوا الدعاء، وجعل المسيح يوقظهم و يؤنبهم فلا يزدادون إلا نوماً وتكاسلاً، .....))
 فهذا هو المسيح عليه السلام يخاف من قدر الله .. أتقبل الصلعمية مثل هذه الرواية؟. فإن هي قبلتها فأنا لا أقبل ؛ لأن السيد المسيح عندنا فوق هذا بكثير .. فوق .. فوق . والفرق بيننا وبين (كاعب متولي) وأمثالها أنها تكذب ولا نكذب ، وأننا نحترم ولا تحترم ، وأننا نؤمن ولا تؤمن ..
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 9    كن أول من يقيّم
 
ذكاء عجيب : 
تتابع : [وبذكاء الرجل لم يرى بدا من الشعر طريقا يسلكه إلى قلب محمد وقد كان ] ولا ندري أذكي هو لأنه رجل والمقالة امرأة ، أم لأنه عرف الطريق إلى قلب محمد ؟!. الحق أن الأمر ليس ذكاء ولا رجولة ، فكعب هو الذي لا يملك إلا الشعر ، ولا يحسن سلوك طريق غير الشعر ، لأنه أعجز من أن يقف خطيبا ، فقد قيل : (العربي شاعر بطبعه) ومن هنا فكل خطيب يستطيع أن يقف منشدا ، ولكن الشاعر لا يستطيع أن يقف خطيبا ، وهذا دليل جديد من أدلة علو منزلة النثر
بانت سعاد : 
تتابع:[فقال قصيدة التي تحدث فيها ووصف وأسهب عن محاسن سعاد الجسدية الحسية] هذا كلام له خبيء هو  قوله : [والنبي سعيد بالشعر] وهنا مربط الفرس ، فالصلعمية تريد القول إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطرب لسماع شعر الغزل الماجن ، مما يدل على أن الحديث عن التطابق أوالتناقض أو الإعجاب أو الكراهية ليس هو المهم ، والمهم هو التغطية على هذا الدس . ومن المعروف أنه لم يثبت عند المحدّثين أصلا ، أن كعبا أنشد هذه القصيدة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا تقول الرواية بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أشاح بوجهه عن كعب وهو ينشد الغزل .
العفو للتوبة لا للشعر : 
[فالقصيدة قد تزيد عن المائة بيت ومدح النبي بأبيات قليلة فعفا عنه النبي وكافأه وخلع عليه بردته التي اشتراها منه معاوية بعشرين ألف] وكأن الصلعمية تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن كعب إعجابا بشعره وغزله ، وهذا غير صحيح ، فقد عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن كعب قبل أن يسمع شعره ، ولو لم يعف عنه لما سمعه ، لأن مجرد إسلامه يعني العفو ، حتى ولو لم ينبس بعد عفوه ببنت شفة .. والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدر دم نفر ممن آذوا المسلمين ، ثم عفا عنهم ، ولم يقتل منهم أحدا ؛ لأنهم أسلموا قبل أن يقدر عليهم المسلمون ، فقد أسلمت (هند بنت عتبة) زوجة أبي سفيان التي مضغت كبد حمزة رضي الله عنه ، عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسلم العبد الحبشى (وحشي) قاتل حمزة ، فعفا عنهما النبي صلى الله عليه وسلم من دون أن ينشدا بيتا واحدا من الشعر ، وهذا يدل على أن عفو الرسول صلى الله عليه وسلم لا علاقة له بالشعر ، ولكنه مرتبط بقاعدة : (الإسلام يجُبُّ ما قبله).. وتتابع [وهذا يدل على قيمة الشعر لدى النبي....]  ولما تبين أن الشعر لم يكن سبب العفو  ، تبين أيضا أن قيمة الشعر عند النبي صلى الله عليه وسلم لا تعدو قيمة أي كلام ، وهي تقدر بقول بالحق والفصاحة ، شعرا كانت أم نثرا .. انتهى الحديث عن كعب بن زهير ، ولم نجد لا التناقض ولا حب النبي صلى الله عليه وسلم للشعر ، ولكننا وجدنا الدس والطعن في أمور لا علاقة لها بذلك .
قتيلة بنت الحارث : 
[قال ابن هشام قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ قالت قتيلة بنت الحارث أخت النضر بن الحارث أو بنته تبكيه‏‏) وأوردت المقالة جملة أبيات ثم قالت (قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فيقال والله اعلم ‏‏:‏‏ أن رسول الله صلعم لما بلغه هذا الشعر ، قال ‏‏:‏‏ لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه.هنا نقرأ شعرا غاية في الرقة من أخت أو بنت تبكي أخيها أو أبيها الذي قتله محمد وتنادي وتقول ... يا محمد ما كان يضرك لو لم تقتله بعد أن أسرته وقيدته بالوثاق وتشقق الأرحام وتقطعها !!! ويجيب الذي لا ينطق عن الهوى لو سمعت هذا الشعر ما قتلته.] وهذه قصة أخرى تخرج فيها الصلعمية من موضوع التناقض أو حب الشعر ، إلى السخرية من النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي لا ينطق عن الهوى ، وأنف الصلعمية راغم  ، وتتبع السخرية بالكذب دون خجل ، فتقلب قوله (لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه) إلى (لو سمعت هذا الشعر ما قتلته) وفرق بين المعنيين كبير ، فأين العلم والبحث العلمي ؟ وعن أية نظرية علمية أجيب؟..  
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 10    كن أول من يقيّم
 
ثمن النفس البشرية :
وتتابع:[وهنا نرى كيف أن النفس البشرية كانت عند محمد لا تساوي أكثر من بيتين من الشعر] وهذا سخف ، فلتقرأ الصلعمية الرواية السابقة ؟.(( فقال المسيح: سبحان الله يذهب بالراعي، ويتفرق الغنم، ثم قال لهم: الحق أقول لكم: ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة، ويأكلن ثمني.وكانت اليهود قد جدت في طلبه، فحضر أحد الحواريين إلى هرذوس الحاكم على اليهود وإلى جماعة من اليهود وقال: ما تجعلون لي إذا دللتكم على المسيح؟ فجعلوا له ثلاثين درهماً فأخذها ودلهم عليه فرفع الله تعالى المسيح إليه، وألقى شبهه على الذي دلهم عليه..)) لقد باع أحد الحواريين (الرسل) المسيحَ بثلاثين درهما ، وكان الشاعر ينال على القصيدة ثلاثين ألفاً ، فلو بلغتْ القصيدة مئة بيت ، فقيمة البيت ثلاثمئة درهم ، فإذا كانت النفس البشرية لا تساوي عند محمد بيتين من الشعر أي ستمئة درهم ، فهو أكثر مما قبضه الحواري ثمنا للمسيح بعشرين ضعفا . فإذا قبلتم مثل هذا النص ، فأنا أبرأ إلى الله منكم ومنه .
من وصايا الرسول:  
ومن الرد على ما تقدم من قيمة النفس البشرية عند الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يوصي جيشه هو والخلفاء الراشدون من بعده ، بمثل هذا : (لا تقتلوا شيخا كبيرا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ، ولا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا موليا ، ولا تقعروا نخلا ولا تحرقوه ، ولا تبقروا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكله وتمرون بأناس فرغوا أنفسهم في الصوامع ، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له ..) أفلا يدل هذا على قيمة النفس البشرية ؟. ومما لم يخالف فيه مؤرخ ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفدية من أسرى  المشركين في معركة بدر ، ولم تكن الفدية مالا ولا شعرا ، ولكن تعليم عشرة من أولاد المسلمين القراءة والكتابة ، ليفهم الذي في طبعه الكذب أن حبل الكذب أقصر من ذيل العنز . وتتابع ..[ويدل أيضا على موقع الشعر من قلب النبي] وقد تحدثنا سابقا عن موقع الشعر من قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا يختلف عن موقع أي بيان فصيح من نفس أي عربي سويّ ، ومن لا يؤثّر فيه عذب الكلام فليس من طينة البشر . ولكن الصلعمية تتخذ هذا المطعن منطلقا للانقضاض بطعنة أخرى .
شفاعة بلا شعر :  
وتتابع : [وشفاعة الشعر لدى الذي جاء رحمة للعالمين.] أما السخرية ممن أرسله الله رحمة للعالمين ،  فلتسفّ الصلعمية المَلّ ، وأما شفاعة الشعر فقد بينتُ أن الشفاعة للتوبة لا للشعر ، وقدمتُ دليلا هو عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن (وحشي وهند) من غير شعر ولا نثر ، وهذا دليل آخر: حين أسر المسلمون سَفانة بنت حاتم الطائي كلمت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت (يا محمد ! هلك الوالد ، وغاب الرافد ، فإن رأيت أن تخلي عني ، ولا تشمت بي أحياء العرب ، فإن أبي كان سيد قومه ، يفك العاني ، ويقتل الجاني ، ويحفظ الجار ، ويحمي الذمار، ويفرج عن المكروب ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ويحمل الكل ، ويعين على نوائب الدهر ، وما أتاه أحد في حاجة فرده خائبا . أنا بنت حاتم الطائي .) فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : (يا جارية! هذه صفات المؤمنين حقا ، ولو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه ، خلوا عنها ؛ فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق.) وأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم سراح سفانة وأسرى قومها ، إكراما لصفات أبيها وحبه لمكارم الأخلاق ، مع أنها لم تقرض بيتا واحدا من الشعر ، وهذا يذكرنا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ولو عدنا إلى مسخرة [لا يستغفر لإنسان يخصه إلا استشهد] فهل قصد الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان أبوك مسلما لقتلناه؟. ما هذا الهراء؟. وهنا نتبين أن حديث التناقض وحب الشعر لم يكن سوى غطاء لمثل هذه المطاعن الحاقدة . التي انتهت المقالة من تقديمها ، تحت غطاء شواهد حب النبي صلى الله عليه وسلم للشعر .
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 11    كن أول من يقيّم
 
كـره النبي صلى الله عليه وسلم للشعر.
الشاعر والمجنون : 
تروي الصلعمية عن كتب الأدب والتاريخ والسيرة في بداية البعثة النبوية على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ما يلي  : [ولم يكن من خلق الله أحد ابغض إلى من شاعر أو مجنون , كنت لا أطيق أن انظر إليهما ... قال : قلت : إن الأبعد يعني نفسه شاعر أو مجنون لا تَحدثُ بها عني قريش أبدا لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن .] بتصرف . وقد جاءت هذه الرواية في ثمانية كتب من مئة وخمسة وعشرين كتابا من كتب التاريخ والسيرة ، وأشارت بعض هذه الكتب إلى أن العبارة زيادة من أحد الرواة ، ومعلوم بأن روايات كتب التاريخ والسيرة بحاجة إلى كثير من التمحيص ؛ لأنها لا ترقى إلى أضعف روايات الحديث الشريف ، وقد أخذت الصلعمية رواية وأهملت عشرات الروايات ؛ ليتم لها ما تريد . ومع هذا فالمعنى هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكره لنفسه أن يكون شاعرا أو مجنونا ، ولم يكن يكره آدمية الشاعر أو المجنون .. لا يحب أن يكون شاعرا ؛ لأنه أقرب إلى الجاهلية ، وأعلم بوضاعة منزلة الشعر عندهم ، ومن يحب لنفسه منزلة وضيعة ؟! ولا يحب أن يكون مجنونا ، ومن يحب ذلك إلا من أفقدته الخمر والمخدرات عقله؟. أما تمني الموت والشروع في الانتحار ، فمعظم الروايات تروي مكانها قوله صلى الله عليه وسلم (حتى خشيت على نفسي) وعدم رغبة النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون شاعرا ، لا يعني كراهيته للشعر والشعراء ، لأن نفي الشيء لا يثبت ضده ، فنفي الجهل لا يعني العلم ، وهكذا ..
دسيسة جديدة :
أما قولها [فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب] فهي عبارة مختارة بطريقة خبيثة ، توحي بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصطحب معه كتابا إلى غار حراء ، أي أنه كان متعلما . والتزوير هنا جد دقيق ، فهو يكتفي بحذف الفاصلة (،)، والرواية : (فجاءني ، وأنا نائم ، بنمط من ديباج فيه كتاب) أي إن جبريل عليه السلام جاء النبي وهو نائم ، وكان جبريل يحمل نمطا من ديباج فيه كتاب ، فأيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يقرأ ، ولما كان أميا لا تتأتى له القراءة قال : ما أنا بقارئ ، ويعزز هذا رواية الفاكهي في "أخبار مكة" والبيهقي في "دلائل النبوة" حيث تقول الرواية : (أتاني رجل ، في كفه نمط من ديباج فيه كتاب ، وأنا نائم) ولا علاقة لهذا بكراهية الشعر ..
قم فأجبه :  
 [قام الأقرع بن حابس عند النبي فقال: إني والله لقد جئت لأمر وقد قلت شعراً فاسمعه ...] وأنشد أبياتاً .. [فقال النبي صلعم لحسان: "قم فأجبه"...] وأنشد أبياتاً ... وهذا الشاهد لا دليل فيه على كراهية النبي صلى الله عليه وسلم للشعر ، فهو لم يطلب من حسان إجابة الأقرع بن حابس لأنه يكره الشعر ، ولكنه توزيع للمهام ؛ فقد كان كل وفد قادم ليعلن إسلامه ، يصحب خطيبا وشاعرا ، فيرد خطيب الرسول صلى الله عليه وسلم على خطيب الوفد وشاعره على شاعره . ولو كان الشعر مكروها لمَا اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم شعراء ، ولا سمح بإنشاد الشعر في المسجد . ولمّا كان الرسول صلى الله عليه وسلم خطيبا لا شاعرا ، فقد كان يتولى الرد على خطباء الوفود غالبا ، ويتكفل شعراؤه بالرد على شعرائهم .. فليس في الأمر كراهية للشعر .
الشعر في المسجد : 
[مر ‏‏عمر‏ ‏بحسان ‏وهو ينشد في المسجد ‏ ‏فلحظ ‏‏إليه فقال :‏ ‏قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك] (أي النبي صلى الله عليه وسلم). وهذا إن دل على إنشاد حسان الشعر والرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد فلا يعني أنه كان ينشده له أو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع إليه ، والشاهد فيه أن عمر هو من كره إنشاد الشعر في المسجد .. فلما أجابه حسان سكت عنه .. ذلك ما قمت أنا بتلخيصه ، أما الصلعمية نفسها فتقدم الملخص التالي :
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 12    كن أول من يقيّم
 
حب الشعر :  
[محمد يحب الشعر والشعراء ويعفو عن الشعراء بمدحهم إياه ولو بلغه شعر أخت أو بنت الرجل الذي قتله ما كان قتله] وقد تبين مما سبق أنه صلى الله عليه وسلم لا يحب الشعراء ولا يكرههم ، كما اتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعف عن شاعر لشعره ولا عن فصيح لفصاحته ، ولكنه عفا عن هذا وذاك لتوبته من غير شعر ، ومن غير نثر أيضا ..[وينصّب له شعراء يمدحونه ويسبون من عاداه] كما بيّنا أنه لم ينصّب حسان ليمدحه أو يسب أعداءه ، ولكنه استخدم الشعر سلاحا في معركة استخدم فيها عدوه السلاح نفسه ، ولو فتحنا ديوان حسان لوجدنا مدائحه للنبي صلى الله عليه وسلم أقل ما فيه.. [ويحضر مباراة للشعر بين حسان والأقرع بن حابس وغيرهم] وهذه ليست مباراة ولكنها الأعراف الدبلوماسية والعلاقات العامة ، وتبادل للخطبة مع خطيب الوفد وللشعر مع شاعره.. [والمسجد للصلاة ولتلاوة الشعر] ولعقد النكاح وإدارة شؤون الحرب أيضا فما المشكلة؟. [والشعر حكمة  ومن كلام النبوة]  وهذا تزوير ، والعبارة (إن من الشعر لحكمة) أي إن بعض الشعر حكمة ، أما قولها ومن كلام النبوة فباطل أضافته المقالة إلى الحديث وليس منه لتدسّ أن الشعر من كلام النبوة ، وهو كذب صريح وزادت فيه  (كما قال النبي) إمعانا بالكذب..
[هذا في جانب ...] [وفي الجانب الآخر]   
كراهية الشعر :
 [محمد يكره أن يكون شاعر] نعم يكره أن يكون شاعرا ، فهو يبغي لنفسه منزلة أسمى ، ولكنه لا يكره الشعر والشعراء .. [وليمتلئ جوف الإنسان قيحا ولا يمتلئ شعرا] وهذا شاهد جديد مشوّه من حديث صحيح ، وهو لا يعني كراهية الرسول صلى الله عليه وسلم للشعر ، ولكنه يعني كراهية أن يكون الشعر ديدن المرء وشغله الشاغل ؛ لأنه سيلهيه عن واجباته الدينية والدنيوية.. [والشعراء يتبعهم الغاوون !!!] وهذه الآية عين الصواب لأن الشعراء أكذب الكذبة ، ألم يقل قائلهم قِدْماً (أعذب الشعر أكذبه)؟..
إلى الجحيم : 
[أين أقف؟ أين أضع قدمي؟] ما دامت المقالة على هذه الشاكلة ، من دس وطعن تزوير ، فلتقف في الجحيم ولتضع قدمها في الهاوية ، وبئس المصير .. [فأينما توجهت في الإسلام لا أجد إلا تناقض!!] الواضح من بعض الشوهد القرآنية ، أنها لم تتوجه في الإسلام أية وجهة ، ولم تعرف عنه شيئا ، وإنما هي حاملة أسفار ، يكتبون لها وهي توقع ، وقد كررت تهمة التناقض ولم تقدم أي دليل ، فهي تخترع التهم للتغطية على الطعن والدس والسخرية ، فكراهية الرسول صلى الله عليه وسلم للفاحش من الشعر والكلام ، وإعجابه بفصيح الشعر والكلام ليس تناقضا ، وإنما هو عين الحكمة..
تناقض مزعوم : 
تتابع [تناقض في القرآن يقولون أنه ناسخ ومنسوخ وتدرج] وهذا تكرار للزعم السابق من دون أي دليل ، بزيادة لفظ التدرج ، فلم تعط شاهدا على التناقض بحجة الناسخ والمنسوخ من قبل ، ولا بحجة التدرج الآن [و... تناقض في الأحاديث ؛ الصحيح والحسن والضعيف والمسند والمتصل والمعضل والمرسل والمرفوع والمقطوع و...] وتنتقل إلى مقاييس لا علاقة لها بالتناقض ، مما يفضح جهل الصلعمية ؟. وتتابع [وكتب السيرة والرواة والأشياخ ..] وإذا كانت كتب السيرة والتاريخ تروي روايات متناقضة ، وهي من سمات كتب التاريخ في العالم كله ، فما علاقة القرآن الكريم بتناقضاتها؟.  وتنهي المزاعم بالقول: [بحر يغص بالمتاهات ومن يقول عنهم السنة في علم الجرح والتعديل أنهم رواة ومحدثين ثقاة يقول عنهم الشيعة في علم الرجال أنهم كذابين مدلسين ... أين تجد الإبرة في كومة القش؟؟؟] بالله ما علاقة هذا بالقرآن الكريم والشعر الجاهلي؟. ويكأنّ الصلعمية لم تشأ إنهاء حملة الادعاءات والأكاذيب ، والاتهام بالباطل وبالباطل ، من قبل أن تثير فتنة طائفية هي ثائرة ، ولا تحتاج إلى مثير جديد .. شيء مقرف حقا..
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 13    كن أول من يقيّم
 
التشابه أيضا :
وبعد الملخص السابق الذي ظننته النهاية تسرد المقالة ما تزعم أنه : الآيات المحورية للبحث:[لكن الدارس المدقق الفاهم يجد أن القرآن يشهد أن العرب عندما سمعوا القرآن ووجدوا التشابه بينه وبين الشعر من حيث الصياغة قالوا أن محمدا شاعر] نعم . قالوا أن محمداً شاعر، ولكن ليس لوجود التشابه بين القرآن الكريم والشعر كما تزعم المقالة [وعندما رأوا التشابه بين أفكار القرآن وبين القصص المتداولة عندهم قالوا أساطير الأولين] نعم قالوا أساطير الأولين ، ولكن ليس لهذا السبب أيضا . وتتابع الصلعمية : [وسأورد من القرآن والتفاسير ما يدل على ذلك ...كما سأورد ما جاء به الشعراء قبل محمد وما أخذه محمد منهم ونرى هل صدق حكم العرب فيما قالوا وكذب إله محمد وفشل في دحض كلامهم أم صدق إله محمد وما قاله العرب وطعنهم في القرآن لم يكن إلا افتراء...] ومن قبل قالت سأستعرض ولم تستعرض ، فماذا أوردت مما زعمت أنها ستورده؟. أوردت من تفسير قوله تعالى  (بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ) ونقلت عن المفسرين أن الجاهليين (وقعوا في حيرة ولم يعرفوا ماذا يقولون فمرة يقولون شاعر ومرة كاهن ومرة مجنون ومرة مفتر ، فهذا من حيرتهم) وعلى هذا فلم يصفِ الجاهليون القرآن الكريم بالشعر لأنهم وجدوا التشابه بينه وبين الشعر من حيث الصياغة ، ولم يصفوه بأساطير الأولين لأنهم وجدوا التشابه المزعوم بينه وبين القصص المتداولة ، لأن المؤكد أن قصص الأنبياء على الأقل لم تكن متداولة بين الجاهليين ، وإن كان بينهم بعض النصارى واليهود ؛ لأن هؤلاء وأولئك أرادوا أن يظل العرب في أمية وجهالة ، فكانوا يضنون عليهم بهذه القصص ويخفونها عنهم ليظلوا يسيطرون عليهم باسم الدين ، وهذا يدل على أن يهود ونصارى الجزيرة العربية لم يكونوا عربا ، وإنما كانوا دخلاء عليهم . لقد أطلق الجاهليون تلك التهم لأنهم احتاروا في اختيار فرية تنطلي على الناس ، فلم يتفقوا على شيء ، ولم يعُوا ما يقولون ، فانطلقوا كالمجانين ، يطلقون أي تهمة تلوكها ألسنتهم الكذب ، دون تمييز . وإلا فهل وجدوا تشابها بين كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام المجانين حين قالوا عنه مجنون؟. وهل يصدق عاقل أن مجنونا يمكن أن يأتي بمثل هذا القرآن العظيم؟. وهل وجدوا تشابها بينه وبين كلام الكهان حين قالوا عنه قول كاهن ؟ أو بينه وبين السحرة حين قالوا عنه قول ساحر؟. أم هل وجدوا فيه كذبا وهم الذين لقبوه بالصادق الأمين؟ ولا يقولن أحد بأن هذا من صنع المسلمين ، فكعب بن زهير قبل أن يسلم يقول لأخيه بجير (سقاك بها المأمون كأسا روية      فأنهلك المأمون منها وعلكا) فهو يقول المأمون بدل الأمين سخرية .. فالجاهليون كانوا كالمجانين فعلا ، لا يدرون ما يقولون ، فكانوا يطلقون القول جزافا لعله يصادف غبيا يصدّقه ، أو خبيثا يسوّقه ..
الصلعمية من الشيطان :  
تتابع الصلعمية الدس والكذب : [البلاغة والزخرف من الشيطان :] [* وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا .. قال الطبري: (... القول الذي زيّنه وحسنه بالباطل إلى صاحبه ليغترّ به من سمعه فيضل عن سبيل الله)...(قال القرطبي : (... وكل شيء حسَن مُمَوّه فهو زُخْرُف. والمزخرَف المزيّن.) ... دعنا نأخذ بما قاله المفسرون بأن شياطين الجن يوحون إلى أعداء النبي زخرف القول أي الكلام البليغ المنمق فيضلوا الناس عن سبيل الله . خلاصة القول أن البلاغة من الشياطين. ] قولها (زخرف القول أي الكلام البليغ المنمق) هو قول الصلعمية لا قول المفسرين . أما قولها : [خلاصة القول أن البلاغة من الشياطين.] فهو العجب العجاب ، وأسأل : أتتفق هذه النتيجة مع تلك المقدمة؟ : يقول الطبري : (زخرف القول) هو القول الذي (زيّنه وحسنه بالباطل) ويقول القرطبي : (المزخرَف المزيّن.)  فكيف تكون النتيجة (أن البلاغة من الشياطين.) أهذا هو البحث العلمي؟. يذكرني هذا باستنتاج المنطق الصوري (كل إنسان فان .. سقراط إنسان .. سقراط فان) حيث استنتج بعضهم (الدجاج يأكل العلف .. الإنسان يأكل الدجاج .. الإنسان يأكل العلف).
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 14     كن أول من يقيّم
 
وفسر الماء بالماء :
[قالوا عن محمد شاعر:] ومن ينكر أنهم قالوا هذا؟. ولكن .. أهم صادقون؟. وأوردت المقالة بضع آيات وتفسيرات ثم قالت : [فليس هناك شك من أنهم قالوا في ذلك شعرا...]  أي قالوا عن الآيات إنها شعر ، ثم ذكرت آيات أخرى مع تفسيراتها وقالت : [وهنا تأكيد من المحب الطبري على أن العرب قالوا عن محمد أنه شاعر.] وهذان استنتاجان سخيفان حقا ؛ لأن أحدا لم ينكر أنهم قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم شاعر وعن القرآن الكريم شعر ، وتابعت المقالة: [أما نفيه بأن القرآن ليس بقول شاعر يدل على تكرر تقييمهم للقرآن بأنه قول شاعر..] وهذا قمة السخف ؛ فكأن تكرار قولهم أو قول الصلعمية عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه شاعر من غير دليل يجعل أكاذيبهم حقائق!؟. ولو كان التكرار كافيا لقلب الباطل حقا والحق باطلا لاكتفيت بتكرار عبارة (الصلعمية كاذبة) سبع مرات إحداهن بالتراب..
التناقض مرة ثانية : 
[الموقف المتناقض من الشعر والشعراء :] وكأن الصلعمية أدركت بعد كل الكلام السابق أنها لم تقدم دليلا على وجود التناقض .. فهي تريد الآن أن تقدم الدليل ، وأختصره بما يلي : لقد نفى القرآن الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون شاعرا ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم روى بيتا موزونا ، وهذا يدل في نظر المقالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم شاعر ، وبالتالي يدل على التناقض .. كما نفى القرآن الكريم صفة الشعر عن القرآن نفسه ، مع وجود أجزاء من بعض الآيات في القرآن الكريم لها أوزان كالشعر .. وهذا يدل في نظر الصلعمية على أن القرآن الكريم شعر ، وبالتالي يدل على التناقض .. والرد على هذا  تعرفه الصلعمية جيدا ، على جهلها ، ولكنه لم يعجبها فسخرت منه .. وهو أن العروضيين لا يسمون الكلام شعرا إلا بشرطين : (أن يكون فوق البيتين) و(أن يكون القصد قول الشعر) وكل ما روته المقالة من موزون القرآن خارج عن هذين الشرطين ، فلا يسمى شعرا ، وهذا يبطل التناقض ، ولذلك رفضته ساخرة . ومما لا يعد شعرا ما رووه عن صبي ذهب إلى البائع وقال له (بعني كيلو باذنجان) فكان من وزن البحر المحدث أو المتدارك .. ورووا أن شيخا هدّه المرض فصاح بأولاده (احملوني إلى الطبيب وقولوا له اكتوى) فكان من مجزوء البحر الخفيف ، ولو قال أحدهم لصحبه (هل رأيتم مسلسلا عربيا) فأجابوه (لم نشاهد مسلسلا عربيا) لكان بيتا من البحر الخفيف ، ولو قال (هل رأيتم مسلسلا) فأجابوه (لم نشاهد مسلسلا) لكان بيتا من مجزوء البحر الخفيف ، فهذا وأمثاله لا يسميه العروضيون شعرا ، لا في القرآن الكريم ولا في كلام الناس ؛ لأن القائل لم يقصد قول الشعر ولأنه لم يبلغ البيتين .. فأين التناقض؟.
وختامه إفك : 
وبعد أن تسخر الصلعمية من كل ما نقلته تقول : [ولكن كان يقول أحيانا أخرى أبياتا موزونة في القرآن أو يستشهد بقول شاعر من الشعراء وهذا يدل على حفظه لشعر الجاهلية وإطلاعه على ما قالوا ...] سأتجاهل غمزها بأن القرآن الكريم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأتغاضى عن تكرار تهمة التناقض بعد الدليل المتهاوي ، ولكنني لا يمكن أن أمرر لها تحويل شاهد لم يصلح دليل تناقض إلى الأكذوبة التالية  : (حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لشعر الجاهلية واطلاعه على ما قالوا) إن وجود ما تسميه المقالة أبياتا موزونة في القرآن الكريم (أي أن القرآن من تأليفه) واستشهاد الرسول صلى الله عليه وسلم بقول شاعر من الشعراء ، كل ذلك يدل بزعمها على (حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لشعر الجاهلية واطلاعه على ما قالوا) تصوروا : حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لشعر العصر الجاهلي كله؟! وليس خمسة آلاف قصيدة أو خمسين ألف بيت كما هو شأن أغلب الرواة !. مع أن كل ما روت عنه كتب الصادقين والكاذبين ، أنه تمثل ببضعة أبيات مكسورة غالبا ، ولم يؤلف منها بيتا واحدا ، بينما روت له كتب الحديث النبوي الشريف عشرات الآلاف من الأحاديث ، بدرجاتها المختلفة ..
*داوود
22 - مايو - 2008
 1  2