(فاعلن) في عروض أو ضرب البسيط كن أول من يقيّم
أشار بعض العروضيين إلى ذلك. فقد نقل الأخفش "أن أعرابياً سُئلَ أن يصنع بيتاً تاماً من البسيط، فصنع هذا البيت: وبلدةٍ قَفْرةٍ تُمسي الرياحُ بها ** لَواغِباً، وهْيَ ناءٍ عرضُها، خاويَهْ قَفْرٌ، عَقامٌ، ترى ثورَ النّعاج بها ** يروحُ فرداً، ويُلفي إلْفَهُ طاوِيهْ وقال عنه الجوهري: "هذا مُحدَثٌ، ولم يجئ عن العرب" وشاهده عنده هو: يا حاديَ العيسِ مهلاً لستُ بالنّابِسِ ** عُوجا فنُوصيكُما بالمنزلِ الدارِسِ وقال ابن القطاع: "وجاء أيضاً تام العروض والضرب، شاهده: يا رُبَّ ذي سُؤدُدٍ قلنا له مرّةً ** إنّ المعالي لِمَنْ يبغي بناءَ العُلا ونقل الشنتريني "قول أخي علقمة بن عبده: إنّ أخي خالداً ليسَ أخا واحدِ ** واللهِ ما خالدٌ بالناقصِ الفاسدِ وقد وجدت لابن عربي هذه الأبيات: إنّي قرأتُ كتابَ اللهِ أجمعهُ ** فلم أجدْ سورةً للهِ إلاّ التي في زوجِها جادَلَتْ خير الأنامِ وقد ** أرسلْتُ من أجلِها بأدمُعي مقلتي فهذه السورةُ الغَرّاءُ هَيّمَني ** سِرٌّ بها، ولِذا جعلتُها قبلتي! ويلاحظ مجيء (متفعلن) مكان (مستفعلن) الثانية من عجزي البيتين الأخيرين. وله من قصيدة أخرى: الجودُ أوْلَى بهِ، والفقرُ أولَى بنا ** فكُنْ بهِ، لا تكن إلاّ لهُ ولَنا أينَ الغِنَى، وأنا بالذاتِ أقبَلُ ما ** يُريدُ تَكوينَهُ، والكونُ منّي أنا ومن المحثين، قرأت لعبد السلام حافظ: أعيانُكِ الخُضْرُ يا أحلامُ تُذهِلُني ** تلوينُها السحْرُ أم أحلامُكِ الشاعرهْ وقوله (العروض على فاعلن، والضرب على فاعلانْ): كما أراها بهذا الروضِ قد أزهَرا ** وضَوّعَتْ فيهِ أورادُ الجمالِ البديعْ ومثله ما أورده د.صمود: مهما يكن فليكن، ما دمتَ ترضَى فما**للعبدِ دَعْوَى على إنصافِ ربّ الأنامْ |