البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : مقالات طريفة ولاذعة    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )

رأي الوراق :

 ضياء  
15 - أبريل - 2008

يصادفنا أحياناً أثناء مطالعاتنا للصحف والمجلات بعض المقالات الطريفة التي تجذبنا بسبب غرابة الموضوع أو أسلوب الكتابة . وفي هذا العالم المجنون الذي نعيش فيه ، بسبب أنه قد فقد أغلب مرجعياته وضوابطه العقلية والأخلاقية ، وبسبب أننا صرنا نعجز أحياناً عن تفسير بعض الظواهر والمشاهدات ، فنلجأ إلى السخرية والتهكم لمحاولة رصدها من بعيد . الواقع غير المألوف لهذه الظواهر يجبرنا على التخلي عن لهجة الرصانة والجدية التي هي من صفات من يتحكم عادة بزمام الأمور . هذه السخرية اللاذعة تخفي في باطنها الكثير من النقد والتساؤل غير أن العقل يتخلى عن مهمته في التفسير والحكم والتقييم لكي يمنح لنفسه قدراً من الحرية يبدو من خلالها بأنه يتعاطى بشكل سطحي ولا مبالي مع موضوع مؤلم وشائك وبغاية الحساسية ، غير أن هذه السخرية المرة ليست إلا دليلاً على عمق المصاب وعجزنا عن الإحاطة به .

كنت قد قرأت مقالة للكاتب المسرحي والصحافي الأستاذ ريمون جبارة في جريدة النهار اللبنانية ، وذلك منذ مدة طويلة ، وتحديداً بعيد الاجتياح الأميركي للعراق ، واحتفظت بها بين ملفاتي لطرافتها المؤلمة . أنشرها اليوم هنا لتكون باكورة هذا الملف الذي أرجو أن يحظى باهتمامكم .

 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
و عادت الأيام     كن أول من يقيّم
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .
 
و عادت الأيام
 
ختمت ترحابك  بعودتي أخي زهير بــتصبحون على خير ... و أبدأ ترحابي  بلقلئكم   بصباح الخير  ...
 
  أرحب بترحابك  أخي زهير بعد أن صحوت من النوم و الساعة الآن الرابعة صباحا ...و وجدت كلمتك التي فرحت بها غاية لفرح ...  و  و ساعتي صباحا  تقابل ساعتك  ظهرا ... و أنت تستودع  المكتبة تحفتك : { ضياء نامه } ... فسبحان الله ...
 
 و ضياء أعرفها ... و من لا يعرفها ...  فما ذا تعني   يا ترى { نامه } ؟؟؟ ...
 
أؤكد لك أخي زهير ـ و الله شاهد على ما أقول ـ أنني ساكون من أسعد المستقبليين المرحبين القارئين لشعرك ... و أنت عندي أميره ... و الله يعلم كم حزنت يوم أخبرتني عن ضياع الكثير الكثير منه ... و البذرة قد تخلف الشجرة ...
 
 و ياليتكم : أختي ضياء ، أخي زهير ، أخي عبد الحفيظ ، أخي سعيد ، أخي البحار ، أخي محمد هشام ، أخي إبراهيم عبيد ، أخي و أستاذي الدكتور يحي مصري ، و إخوتي و أساتذتي  الدكاترة الكرام  الذين  يشرفون الوراق بكتاباتهم  و سأتشرف بالكتابة معهم على صفحات الوراق إن شاء الله ... يا ليتكم جميعا  و من اليوم ، تسمونني  أخي أو أستاذ  بدل " مولانا "  هذه التي يحب الإخوة أن يسمونني بها و هي علي ثقيلة لأني لا أستحقها و لا أستسيغ تسميتي بها  ...  و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها   ...  
 
و إلى اللقاء ...
*لحسن بنلفقيه
24 - أبريل - 2008
صباح الفل والليلك    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الجليل لحسن بنلفقيه : أسعد الله صباحك بكل الخير
 
صباح الفل والليلك والأخبار السارة ، افتقدناك كثيراً ، وسألنا عنك كثيراً ، وتمنينا عودتك كثيراً كثيراً . فحمداً لله على سلامتك ورجوعك بخير .
سأكتب تعليقاً أخراً فيما بعد ، في هذه الصبيحة المباركة عندما أجد الفسحة المناسبة لكني أردت أن أعبر عن فرحتي للحال بعودتكم فإلى اللقاء .
*ضياء
24 - أبريل - 2008
ضياء نامه    كن أول من يقيّم
 
أضحكتني يا أستاذنا بسؤالك عن (نامه) ورأيتُ أن سبب سؤالك أنه لم يخطر على بالك أن يكون اسم الديوان على غرار (شاهنامه) و(سياحتنامه) و(سفر نامه) و(نامه) يا أستاذنا تعني باللغة الفارسية (كتاب) وبذلك يكون معنى (ضياء نامه) (كتاب ضياء) و(كتاب الضياء) أيضا، وقد أوضحت في مقدمة الديوان سبب تسميتي له (ضياء نامه) فقلت:
هكذا أردت ان يكون عنوان أول مجموعة شعرية أصدرها: (ضياء نامه) اعترافا بفضل الأستاذة "ضياء سليم العلي" التي كان لها اكبر الأثر في حياتي شاعرا، وبسبب الرسائل التي تبادلناها في الوراق أثناء سقوط بغداد وفي حرب لبنان، حيث قضينا ليالي وأياما تصطخب فيها الأحزان والأشواق والعذابات برفقة نخبة من سراة الوراق، أذكر في مقدمتهم الأستاذ لحسن بنلفقيه الذي اتفقنا على إطلاق لقب مولانا عليه، والأستاذ المحامي عبد الرؤوف النويهي (حامل لواء الحرية) والأستاذ الشاعر صادق السعدي، والأستاذ الأغر عبد الحفيظ الأكوح، والد ندى التي اختصصناها بكثير من القصائد، والأستاذ وحيد الفقيهي الذي لم يبرح ان فارقنا كما فارقنا من بعده الأستاذ يحيى رفاعي، والصديق المتعب فادي، حيث كان مولد هذا الديوان في مهد موضوع الأستاذ النويهي الأشهر (لماذا لا يوجد فيلسوف عربي وهل نحن خارج التاريخ).
ومن هناك أخرجتنا الأستاذة ضياء بروايتها الجديدة (البنت التي تبلبلت) ثم بموضوعها الأشهر (احاديث الوطن والزمن المتحول) وتشعبت الأشجان والأحزان بعد حرب لبنان، ودخل الحوار أصدقاء لم يكونوا على الساحة الأولى ولكنهم سرعان ما كانت لهم مكانتهم العالية في قلوب القراء، وفي مقدمتهم الأستاذ طه أحمد المراكشي والأستاذ سعيد اوبيد الهرغي والأستاذ زياد عبد الدايم والأستاذ هشام الأرغا والأستاذة الغالية (يمامة) والأستاذة (سلوى) والأستاذ المهاجر بعيدا (النورس) ثم اختلطت الأوراق واحتدم الوطيس، وتقلبت المواقف وحدثت أمور لا أريد هنا ان أتوسع في الحديث عنها، وقد حاولت جاهدا أن أجمع ما تفرق من شعري المنشور في الوراق عبر كل هذه الأجواء المشحونة بالحب والإخاء وضممت إليها قصائد لي قديمة قلتها في مناسبات مختلفة)
___________
مرة ثانية أرحب بعودة أستاذنا لحسن بنلفقيه، والساعة الآن الواحدة ظهرا بتوقيت أبوظبي
*زهير
24 - أبريل - 2008
نحن والتكنولوجيا    كن أول من يقيّم
 
 
صباح الخير مجدداً وتحياتي للأستاذ زهير وتمنياتي بأن يسطع ديوانه في دنيا الشعر كما تسطع شمس تموز فوق ربانا وشطآننا .
 
نحن والتكنولوجيا أستاذ بنلفقيه حكاية مضحكة مبكية يلزمها جلسة حوار طويلة . أذكر أنه في إحدى القرى التي درست فيها كانوا يستخدمون الغسالات الكهربائية الصغيرة لخضِّ اللبن واستخراج السمن . وأذكر أن التلفون الجوال راج في لبنان قبل أن يروج في أميركا وأوروبا وذلك بسبب أنه لم يكن لدينا شبكة هاتف فعَّالة وكان الحصول على هاتف أصعب من الفوز بمقعد نيابي . وأذكر بأن دريد لحام قال في إحدى مسرحياته ( أظنها غربة ) أثناء حفلة تعذيب من قبل المخابرات التي كانت تستجوبه لكي يعترف بجريمة لم يقترفها بأن الكهرباء وصلت إلى مؤخرته قبل أن تصل إلى ضيعته . وإذا كان التطور التكنولوجي هو روح العصر الذي نعيشه توجب علينا أن نعاين بدقة علاقتنا الملتبسة بهذا العصر وكيفية تعاملنا معه .
 
أقول هذا وأنا أستعيد بذاكرتي ما كتبتَه في ملف النباتات وملفات أخرى قيمة لكني لم أتابعها بنفس الوتيرة ، فيبدو لي بأن الصدق والإخلاص في العمل وبذل الجهد الللازم هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من امتلاك المعرفة الضرورية التي نبحث عنها مهما كانت بسيطة أو معقدة . ونحن سعداء جداً بعودتك إلينا ونترقب بفارغ الصبر متابعة نشاطاتك وبحوثك التي طالما أمتعتنا واستفدنا منها لجهة المعلومات ولجهة ما تضمره من نقاء سريرة وإخلاص ودقة في تحري الأمور بصبر وتسامح صرنا نفتقده في جيلنا . فمرحباً بك مجدداً أستاذنا العزيز وتحياتنا الخاصة إلى أهلكم وعائلتكم الكبيرة والصغيرة ، الكبار فيهم والصغار ، الشبان والبنات وخصوصاً سمر وفلة  .
 
*ضياء
24 - أبريل - 2008
امير الشعراء    كن أول من يقيّم
 
الاستاذ الغالي زهير انت امير شعراء هذا العصر بكلماتك الرائعة وشعرك الجميل ومنذ زمن نلح عليك لاصدار ديوان باسمك لكي ترى اشعارك النور وهاهي طلباتنا تقترب من التحقق ونحن على ثقة بان ديوانك يا زهير سيكون واحدا من اهم دواوين الشعر قد يكون السبب بذلك لوجود بعض القصائد التي تحمل اسمي ( مجرد مزحة وليس نوعا من الغرور) كما نشكر للاستاذة ضياء التي على ما يبدو اثرت بالاستاذ زهير ليكون اسمها  عنوانا لديوان الاستاذ زهير
 
نتمنى الخير للجميع مع اسفي لعدم الكتابة كثيرا لانشغالات الحياة
 
جميل لحام
*جميل
24 - أبريل - 2008
نحن صغار فعلاً    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

نحن صغار فعلاً

عبد المنعم رمضان

نحن الذين مللنا من اليسار ومن اليمين، الذين مللنا من الثورة ومن الثورة المضادة، الذين مللنا من الحداثة ومما بعد الحداثة. نحن الذين نحب الشعر ونموت فيه، ونحب القصة والرواية ونسعى وراءهما من مخبأ إلى مخبأ، ومن بيت إلى بيت، ونعشق الأفلام ونراها كأننا نولد من جديد. نحن الذين نسمع الموسيقى والأغاني داخل عروقنا في صمت وفي صخب، ونسمع دقات أحذية النساء ولهاثهن في صمت وفي صخب، ونشرب الشاي الساخن ونستمتع. ونشرب الماء البارد ونستمتع، ونجوع كأننا ثيران طليقة، ونشبع كأننا ثيران أكثر طلاقة، ثم نتجشأ ونشعر بالراحة ونستمتع، نحن الذين لا نجعل من مقالاتنا فخاخاً لاصطياد الضباب العابر قرب الفجر، أو خزائن لها مقابض من الذهب، أو صناديق حظ لمن يدفع أكثر. نحن الذين أصدقاؤنا يصارحوننا بآرائهم فنحبهم ونكرههم، وأعداؤنا يصارحوننا بآرائهم فنكرههم ونحبهم، أصدقاؤنا القليلون وأعداؤنا الأكثر. نحن الذين نعترف بذلك لأننا طبيعيون، ما زلنا نعلق على جدران بيوتنا صور الممثلين والممثلات: سعاد حسني وميرفت أمين ونجاة الصغيرة وفيروز وكيم نوفاك وجين فوندا وسمية الخشاب وأنجلينا جولي ومارلون براندو وجاك نيكلسون، وصورة المذيعين والمذيعات: درية شرف الدين، درية شرف الدين، ودرية شرف الدين وصور العصافير واليمام والبوم والغربان وكل مخلوقات الله، ونلبس بنطلونات الجينز الزرقاء، ونحب أن تلبسها البنات، ونلبس قمصاناً واسعة لها ألوان لا نعرف أسماءها، و «تي شيرتات» تشبه الفتيات العذراوات، و «تي شيرتات» أخرى تشبه الفتيات ذوات الخبرة.

نحن الذين كان شعرنا أسود وصبغناه فأصبح أبيض، وكانت قلوبنا بيضاء وصبغناها بكل الألوان. نحن الذين لا نذهب إلى جنازة الكلب الأبلق الراكض فوق التل، لأننا لا نحب الحيوانات الخام، ولا نذهب إلى عرس ابن آوى أو آنية حتشبسوت لأننا لا نحب الطيور الخام، نحن الذين ما زلنا نجلس على الأرصفة لنرى مؤخرات العابرات، ونضحك لنرى صدى ضحكاتنا، ونطوف في الشوارع، ونهيم وراء بخار أنفاسنا، وفي بعض الأوقات نهيم وراء سحابة يتيمة أو سحابة حامل، ونردد «رباعيات» صلاح جاهين، و «جلنار» ميشال طراد، و «خواتم» أنسي الحاج، وننتقم من الشيخ إمام بالنسيان، ومن عبدالحليم حافظ بعابد عازاريه. نحن الذين نحب بوضوح غامض، ونكره بوضوح غامض، ونشتم بوضوح غامض، ونمدح بوضوح غامض، ونتآمر بوضوح غامض، ونتسامر بوضوح غامض، ونموت بوضوح فقط، ونجلس في بيوتنا بعد كل هذه الأوضاع، ونغادرها بعدها، لا نحرم أنفسنا من أن نقول كل كلام يروقنا أن نقوله، من دون أن نخشى العواقب، نحن الذين لا نملك كلاماً سرياً لأن كلامنا العلني غير مراقب، لا نملك هواتف سرية لان هواتفنا العلنية غير مراقبة، لا نملك نساء سريات، لأن نساءنا اللواتي صاحبننا منذ بداية الرحلة، اللواتي قدّمن لنا المساعدات، اللواتي وقفن بجوارنا في صبر وإنكار ذات، وغفرن لنا خطايانا، لأنهن لسن عضوات في الجمعيات الثورية النسوية، لأنهن لسن ضحايا ولسن جلادات. نحن لسنا الذين مع أول شقة واسعة فكرنا في من تكون المرأة البديلة، ومع أول «فيلا» فكرنا في أن بديلة واحدة لا تكفي، ومع الأسفار قلنا لأنفسنا: امرأة لكل مدينة، ومع الخوف الدائم قلنا: امرأة تحت الجلد وأخرى تحت اللسان. نحن لسنا الذين ننوي أن نكتب عن أشعارهن ورواياتهن كأننا عشاق ماجنون وكأنهن معشوقات ماجنات. نحن الذين سندعو كل معارفنا إلى أعراسنا، ولن نخجل إذا جاءوا بغير «السموكنغ» وغير فستان السهرة، إذا جاءوا بملابسهم البسيطة، إذا جاءوا بكلامهم البسيط، لأننا لا نفكر في حضور الإنسان الأول على الأرض ولا الإنسان الأخير، لا نفكر في آدم ولا ساركوزي السابع عشر.
 
نحن الذين نفضل حريتنا بغيابهم، على وجاهتنا بحضورهم، نحن الذين نكره الزهو ولكننا نسعد إذا زارتنا النساء عاريات في أحلامنا ومناماتنا، نحن الذين نكره مكالمات ورسائل الأب الروحي، سلامات سلامات عندما نمرض، مبارك مبارك عندما نتعافى، نحن نعلم كم هي زائفة، نعلم أن موظفين لا يشبهوننا، ويدخنون سجائر طويلة مستوردة، أو «بايب» أسود، ويكتبون تلك الرسائل البالية، لن نضع رسائلهم على مكاتبنا، لن نعلقها في صالوناتنا، لن نتعالى بها على ضيوفنا، كأنها التتويج، كأنها زاد المعاد وبلوغ المراد، نحن الذين نكتب ما نحب، ونقرأ ما نحب، لأننا غير مطلوب منا أن نكتب لأحد، غير مطلوب منا أن نكتب عن أحد، غير مطلوب منا أن ندافع ونتمحك بخالدين سبقونا بدعوى أننا نشبههم، أو بدعوى أننا عبرناهم وتجاوزناهم. نحن صغار فعلاً، لا يفكر فينا «السوبرمانات» لكي يصنعوا منا الديكور اللازم، لا يشترينا بائعو الجنس البشري لكي يحسوا بقوتهم ويستمتعوا بخضوعنا.
نحن الذين ثقافاتنا ليست للزينة، ثقافاتنا قريبة من سلوكنا، وسلوكنا قريب من كلامنا، وكلامنا المضطرب المتلجلج ليس لتيسير الأمور وتسهيل الأحوال، إنه للبحث عن الزمن المفقود. نحن الذين نجلس في بيوتنا كأطفال ونخرج إليكم كأننا أفيال، ويسمينا الناشطون بالعدميين لأننا لا نفعل ما يفعلونه كل الوقت، الانبهار بالسلطات جميعاً ومحاولات الاتصال بها والكتابة عما لا يعرفون، والنوم تحت سقف سميك، وكتابهم ليس كتاب الجفر ولا كتاب فاطمة. نحن الذين لا نسعى كل الوقت في سبيل أن نشتري ذمة أحد، ولا نسعى كل الوقت في سبيل أن ننحني لأحد، أو ينحني أمامنا أحد، لا نسعى كل الوقت لنفسد أحداً، أو يفسدنا أحد، لأننا ضعفاء، لأننا نحب ضعفنا.
 
نحن الذين لا يحضر ندواتنا محمد حسنين هيكل أو عمرو موسى أو محمد فائق، ولا يجلس على موائدنا فخري كريم، أو محمد دحلان أو فاروق حسني، نحن لا نشتم مرؤوسينا أمام الآخرين لأنها وضاعة أصل ولأننا باختصار ليس لنا مرؤوسون، ولا نمدح رؤساءنا في السر وفي العلن، لأننا أيضاً باختصار عرايا، وطموحاتنا فوق طاقة هؤلاء الرؤساء. نحن الذين لا نقلدهم في الأمر بالمرايا حتى نرى أنفسنا عند كل لفتة. نحن الذين ما زلنا نحلم، وأنتم تحتقرون الحلم، ما زلنا نموت ونحيا، وأنتم تحتقرون الموت والحياة، ما زلنا نخطط ونرسم في أعماقنا، وأنتم تخططون وترسمون علينا. نحن الذين لا نخاف من هواجسنا وظنوننا، نحن الذين نموت نموت وتحيا القضية الفلسطينية مع أنها سرقت أعمارنا وستسرق الباقي منها، وأجلت الأشياء الضرورية الأولى، ونحن الذين نموت نموت ويحيا الشعر المناضل، مع أنه سرق الشعر منا، وأجل الشعر الجميل الأول. نحن لا نحب الشعوب، ولا نحب أعداء الشعوب، لا نحب القوميات ولا نحب أعداء القوميات، لا نحب البطل ولا نحب المهزوم، نحن لسنا العسكر، ولسنا الجنرالات، لسنا النخبة، ولسنا الغوغاء. نحن الذين لا نتشدق طوال الوقت بأننا كبار كي نخفي صغارنا، لا نتشدق بأخلاقنا ومحبة الآخرين لنا كي نخفي الحقيقة عن أنفسنا وعن الآخرين، ولا نتشدق بأننا لسنا لصوصاً، وأن من نعمل لديهم ليسوا لصوصاً، فالذي سرق الحزب الشيوعي هو كارل ماركس نفسه، ونحن نعرف، والذي سرق المومياوات هما أحمس ورمسيس الثاني، ونحن نعرف، والذي سرق منا خيالاتنا هو خيالنا الذي نتبعه، ونحن نعرف، نحن الذين لم يستطع سحر البرجوازية الخفي أن يسخرنا، نحن لسنا أسوأ الفلاحين الذين بعدما يصعدون السلّم يجعلون معاونيهم الآن هم أبناء سادتهم السابقين، ابن الوزير السابق وابنة الزعيم السابق وأخت الأب الروحي السابق ليطمئنوا.
 
نحن الذين نستطيع أن ننظر في عيون زوجاتنا وأولادنا ومحبوباتنا وأصدقائنا وأعدائنا، أن ننظر في عيون الناس بقوة، وليس بوقاحة وفجور، عيوننا قوية، وعيونكم فاجرة، عيوننا سليمة، وعيونكم مكسورة. نحن الذين قد يحتجزوننا في المطارات، وفي الفنادق، وفي المطاعم، وفي الحوانيت، وعلى قارعة الطريق، قد نؤجل شراء كتاب لأننا أغلى من الكتب، قد نهرب من دفع فاتورة المشروبات في مقهى صغير، لأن المقهى صغير، نحن الذين كل شيء، نحن الذين لا شيء. نحن الذين نعترف بآبائنا البسطاء وأمهاتنا الطيبات، ونلعنهم، نحن أحياناً الطريق بلا رفيق، أو الرفيق بلا طريق، أو الرفيق والطريق بلا هدف، نحن الذين لم نملك خطوط البرج الصاعد، ولا مؤهلاته، كأن نكذب بأريحية، كأن تكون جلودنا سميكة وناعمة بأريحية، كأن لا نحس بأذى منهم أقوى بأريحية، كأن نؤذي الأضعف بأريحية، كأن نفخر بالأمصال واللقاحات والفياغرا التي نتناولها بأريحية، نحن ما زلنا بشرا، ما زلنا مسكونين بالتعب والحيرة والبحث والتساؤل، نحن لا نسافر كل يوم إلى جزيرة، أو إلى جائزة أو إلى وليمة، أو إلى عنقاء مغرب، هل تعرفون عنقاء مغرب؟
 
نحن الذين نسخر من الرطانة ولا نحرض صاحب صحيفة على شاعر نكرهه، نحن الذين نحب النور لكي نرى الآخرين، لا لكي يرانا الآخرون، نحب التلفزيون لنجلس أمامه لا لنجلس داخله. نحن الذين لا نجبر تلاميذنا على النوم المبكر والخنوع من أجل أن ينجحوا، ولا نجبر تلميذاتنا على عدم النوم، وعلى مصاحبتنا إلى أسرّتنا من أجل أن ينجحن، لأننا بلا تلاميذ وبلا تلميذات، نحن نحب نزار قباني وصلاح عبدالصبور ويحيى حقي وإبراهيم المازني ورنيه حبشي وفؤاد كنعان ومحمود المسعدي ولا نتكسب بهم، نحن من ثلاثة حــروف، الحقيقــة من حــرفين فــقط، وأنتــم مــن كــــل الحروف، نحن فاشلون في إصلاحكم، وأنتم ناجحون في إفسادنا، نحن الغالبية، وأنتم السادة، نحن الاستثناء، وأنتم القاعدة، نحــن الــخونة، وأنــتم الأمناء، نحن الخونة جداً، وأنتم الأمناء جداً، نحن عبدالمنعم رمضان الضائع، الصعلوك، اللقيط، المقيت، العاشق، المهجور، المهان، الجبان، الضعيف، المريض، المصاب بكل الشرور، ذو الأظافر والأنياب، نحن سقراط ، وأبو ذر الغفاري، وعمّار بن ياسر، والحسين، والست زينب، والحلاج، ويا نسيم الريح، وغيلان الدمشقي، ومحــمد النفــس الزكيــة وأبو العــلاء المعري، ويوسفنايا وعبدالله النديم وعبدالحــميد الديب وتروتسكي، ونبيلة ومها وناريمان وليليان وهادي العلوي وجميلة إسماعيل وجمال حمدان وصنع الله إبراهيــم ونصــر حــامد أبو زيد، ونحـــن صغــار فعلاً، وأنتم كبار إلى أقصــى حــد، نحــن الضــلال، وأنتم المبعوثون لهدايتنا المنذرون لنا، آمين، آمين.
 
*عن صحيفة الحياة ، الصفحة الثقافية 23/04/ 2008
*ضياء
25 - أبريل - 2008
تحية و تهنئة..    كن أول من يقيّم
 
تحية عطرة أساتذتي الأفاضل .
 
آسف على عدم المواكبة وتأخري النسبي ، وسبب ذلك انشغالي في هذه الأيام الأخيرة بإنجاز بعض " المستعجلات "
الطارئة ..
- سعيد للغاية بعودة أستاذنا وعميدنا لحسن بنلفقيه الذي نعزه ونعتز به .
 
-وألف مبروك أستاذنا وشاعرنا الكبير ديوانك الأول ، وكما قال الإخوة حرام أن يضيع شعر بمثل هذه القيمة الجمالية..
ونتمنى أن تعقب هذه الباكورة إصدارات أخرى مستقبلا ، وما ذلك بعسير على شاعر ملهم ومرهف ، كما عرفناه وخبرناه ،
من كبار الشعراء ، فلم لا يزهر الشعر وينكتب الـ ضياء ! ؟
 
img176/8215/123vh0.png
الصورة الأصلية عن المرساة
مع كثير من التصرف  
*abdelhafid
26 - أبريل - 2008
شكر وامتنان    كن أول من يقيّم
 
شكرا للأستاذ جميل لحام على تمنياته الصادقة (طبعا) وكل الشكر للأستاذ عبد الحفيظ، ولحبيبتنا ندى التي أخذت صفحاتها التي تستحقها في الديوان، وأكرر شكري وترحيبي بأستاذنا لحسن بنلفقيه، وللأستاذة كل التقدير والامتنان، على كلماتها الغالية، ودمتم طيبين والسلام
*زهير
26 - أبريل - 2008
ضياء نامه ... عنوان جميل    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم جميعاً ...
 
أطربت الروح وأثلجت الفؤاد يا سيدي
 
ضياء نامه    ...    أجمل به من عنوان
 
الحمد لله الذي ألهمك جمع قصائدك التي طالما أمتعتنا ...
 
لك مني يا أستاذ زهير عظيم الود والاحترام
وسلامي للسيدة الكريمة ضياء
وللأستاذ لحسن ولجميع السراة والمشاركين
 
وإلى لقاء قريب ..
_______________
وشكرا لك يا أستاذنا الغائب الحاضر نتمنى لك التوفيق في الدراسة، وعودة ميمونة إن شاء الله .... زهير
 
*زياد
28 - أبريل - 2008
بطاقة شكر..    كن أول من يقيّم
 
img134/8260/0505002vt1.png  
*abdelhafid
28 - أبريل - 2008
 1  2  3  4  5