ظواهر فنية في البردة كن أول من يقيّم
ظواهر لغوية و أسلوبية بارزة: • جاءت لغة البردة متنوعة جزلة سهلة، وتنوعت تقليدًا وتجديدًا، وغموضـًـا ووضوحًا، حسب مضمون اللغة وإيحائها . • أما الأسلوب فظاهر أنه جاء رصينًا قويًّا متنوعًا، كما جاء إنشائيًّا – غالبًا – فى القسم الأول، وكذلك فى القسم الثالث. • أما القسم الثـــانى فكان خبريًّـا، وبـرز فى ذلك المـــوافقة لمقتضى الحال؛ فالمدح النبوي، والتتبع التــاريخى يحتـــاج إلى ما يساعده على تعديد حقـــائق ثابتة مستقــرة مـــؤكدة فى الأذهــــان. • أما القسمان الآخران ففيهما حيرة وقلق، وتربص، ومما يناسبها الأدوات الأسلوبية التى فيها تعبير عن الدهشـــة والتعجــب، والتمنى والـــرجاء، والنصح والتوجيه، وما إلى ذلك من إنشائيــــات طلبية وغير طلبيــــة، مما هـو معروف فى علم المعاني. • والأدلة على ذلك من البــردة أكثر من تحصى أو يشار إليها هنا فى هذا التحليل الموجز . الصور الفنية: n بالتأمل فى صور البردة نجدها جاءت – غالبًا – متنوعة من حيث الأداة: تشبيهية، استعاريــة، كنـــائية، ومركبة غالبًـا، وفيها تقليد إيجـــابى للسابقين، ومرتبطــة بذات البوصيــرى. وقـــد استعـــان البوصيــري بالأسلــوب التصويرى لتوضيح فكرته حين تكون غريبة، أو لتأكيـــدها وتقريرها، حين تكون مفاجئة، مستفزة . n ولعل من أجملها وأعمقها قوله : *ولا أعدت من الفعل الجميل قـرى ضيف ألم برأسي غير محتشم *لــــو كنت أعلــم أني ماأوقـــره كتمت سرًّا بدا لي منـه بالكتَم *مَن لى برد جمــــاح من غوايتها كما يرد جمـاح الخيل بالُّلجُـم *فلا تَرُمْ بالمعاصي كسر شهوتهـا إن الطعام يُقوّي شهوة النهم أعشاب البديع: n من الملاحظ إكثارالبوصيرى من المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، من أهمها : الجناس ، الطباق ، حسن التقسيم ، الطي والنشر ، التدبيج بالطبـــاق أو الكنـــاية، الموازنة، التصريع، الترصيع... وكمُّ المحسنات فيها معتدل ليس كثيرًا كثرة مفرطة، بل جـــاءت بعض الأبيــــات خالية منها . ويكاد يتساوى الكم هنا مع الكم الموجـــودة فى بائية أبـى تمــام فـى فتـــح عمــورية، ومــن ثـــم نلخص إلى أن البوصيرى صانع فى البردة، وليس متصنعـــًا، على النحو الـــــذى أرتـــآه بــعض البـاحثين، خصوصــاً إذا علمنا أن المحسنــات لم تأت على حســـاب المعاني، ولا على حساب سلاسة الألفاظ ورصانة التركيب فى الأغلب الأعم من أبيات البردة . |