تابع إرهاصات النبوة كن أول من يقيّم
مِن بعـدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كــاهِنُهُم بــأنَّ دينَـهُـمُ المُعـوَجَّ لم يَقُـمِ وبعـد ما عاينُوا في الأُفقِِ مِن شُـهُبٍ مُنقَضَّةٍ وَفـقَ مـا في الأرضِ مِن صَنَمِ حتى غَــدا عن طـريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ مِن الشـياطينِ يقفُو اِثْــرَ مُنهَـزِمِ كــأنَّهُم هَرَبَــا أبطــالُ أبْرَهَـةٍ أو عَسكَرٌ بـالحَصَى مِن راحَتَيْـهِ رُمِي نَبْذًا به بَعــدَ تسـبيحٍ بِبَـطنِهِمَــا نَبْـذَ المُسَبِّحِ مِن أحشــاءِ ملتَقِـمِ جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُ سـاجِدَةً تمشِـي اِليه على سـاقٍ بــلا قَدَمِ كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرًا لِمَا كَتَبَتْ فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ في الَّلـقَمِ مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَ ســائِرَةً تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِ حَمِي وما حوى الغـــارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ وكُــلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي فالصدقُ في الغــارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَـا وهُم يقولون مـا بالغــارِ مِن أَرِمِ ظنُّوا الحمــامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على خــيرِ البَرِّيَّـةِ لم تَنسُـجْ ولم تَحُمِ وِقَـــايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَــاعَفَةٍ مِنَ الدُّرُوعِ وعن عــالٍ مِنَ الأُطُمِ ما سـامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واسـتَجَرتُ بِهِ اِلا ونِــلتُ جِـوَارًا منه لم يُـضَمِ ولا التَمســتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَـدِهِ اِلا استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُسـتَلَمِ لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَـاهُ اِنَّ لَهُ قَلْبًا إِذا نــامَتِ العينـانِ لم يَنَـمِ |