بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:

 التأطير من فعل أطّر يأطر تأطيرا أي وضعت شيئا في إطار كما يفهم من العبارة. من هذا المنطلق يبدو أن مفهوم التأطير يدور داخل إطار معين وهذا الإطار هو بمثابة القيد الذي يمنع الفكر من الانفتاح الإيجابي إذ أن مهمة التأطير هي إفراز ردود فعل معينة مسبقا يحددها المؤطر أو بعبارة أخرى نقول إن مهمة التأطير هي تحقيق غاية محددة قد تكون هذه الغاية السياسية وقد تكون علمية وقد تكون دينية...

إن التأطير هو بمثابة خارطة الطريق إذ أنه للوصول إلى الهدف عليك أن تسلك الطريق المحدد لكي تصل وهذا أمر متفق عليه، لكن تطبيق هذا الأمر في المجال الإيديولوجي والسياسي أمر مثير للجدل، لماذا لا نترك المتعلم أو المريد يتلقى الحقائق من جهات متعددة لماذا نسعى إلى تشييء الإنسان؟  

إن هذا التاطير في نظري هو ما ولد الصراع بين الحضارات، هو ما أدى إلى التعصب إذ انه من الطبيعي أن ينهج الانسان المؤطر التعصب منهجا له بطريقة تلقائية، فالإنسان كما يقال عدو ما يجهل.

إن الإفراط في التأطير يولّد لنا نسخا مطابقة للأصل وربما نسخا مشوهة عن الأصل في أحيانا أخرى، ومن هذه الزاوية يبدو لنا التأطير مطابقا للتقليد.

مع ذلك يبقى التأطير أمرا ضروريا إذ ان الطفل في مراحل تعلمه للغة مثلا لا يستطيع الإبداع في إطار هذه اللغة وابتكار أساليب جديدة دون أن يمر بمرحلة التقليد إذ يعمل المربون على تأطير الطفل داخل لغة معينة أو لغات معينة، وتكون النتيجة هي اكتساب اللغة وبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة الإبداع، إن التأطير السليم في نظري يجب ألا يتعدى تلقين قواعد عامة يتفق عليها كل الناس شرقا وغربا شمالا وجنوبا.

إن التأطير أمر ضروري يستحيل التخلي، رغم أن التأطير مفهوم مناقض لمفهوم الحرية العام.

ما رأيكم في التأطير هل هو أمر ضروري إيجابي أم أنه أمر غير ضروري سلبي يجب التخلي عنه؟