الإخوة الكرام ، تحية طيبة ، قد يستغرب البعض عنوان هذا الموضوع ، فما علاقة الوراق بالتعصب ؟ ومتى كان للوراق ولد في غفلة من أعين سراة الوراق ومرتاديه ؟ الحكاية أمر آخر ، إنما جعل العنوان لاستفزاز عقول قارئيه (أليست هذه هي وظيفة العنوان الأولى ؟؟) ***** ابن الوراق (وهو اسم مستعار) هذا ، هو آخر صيحة في عالم النظرة الغربية للإسلام ، اشتهر في الغرب بكتابه " لماذا لست مسلما"Why I am not a Muslim . فبعد أن كان صاحب مطعم هندي في باريس ، تحول بقدرة قادر إلى عالم إسلاميات Islamologue (أنظر تعريفا له في موقع موسوعة ويكيبيديا في نسختها الفرنسية)، وهو تعبير يطلق في الغرب على كل من يتصدى للإسلام بالتهجم والنقد بداعي العقلانية والحداثة وقيم العلمنة . ولا يفعل صاحبنا سوى أن يردد مقالات المستشرقين في اتهام الإسلام بالعنف والإرهاب والانغلاق الفكري وغير ذلك من الكليشيهات الجاهزة التي يصبح الرد عليها ضربا من العبث . ولا يستثني ابن الوراق من نقده إدوارد سعيد ، وهو نقد أقرب إلى الرثاء ، يصب في خانة اتهامه بالإرهاب الفكري Professor of terror، الذي عطّل الحداثة الغربية على أن تجري مجراها في نقد الإسلام (وقد أصبح هذا النقد هو الوظيفة الأولى لهذه الحداثة). ***** تجدر الإشارة أن هذا التوجه يكاد يكون عاما لدى استعراض النظرة الغربية للإسلام (خاصة الاعلامية منها) ، وأصبحت تقاد في الآونة الأخيرة ممن انتسبوا في وقت ما للإسلام (أنظر مثلا قضية آيان هيرسي علي في هولندا والآن في فرنسا أو قضية تعميد الصحفي مجدي علام ...) ومما يثير الإشفاق ، حين نطالع موقعا يوصف بالرصانة مثل موقع موسوعة ويكيبيديا ، نعثر في خانة نقد الأديان على نقد للإسلام والمورمونية (وهي كما تعلمون طائفة) فحسب ، أما نقد المسيحية فعلى الرغم من التراث النقدي الغربي الغني ، بقي هذا الموضوع Under Construction منذ سنوات ، أما اليهودية فيتحول نقدها إلى هجوم حاد ضدّ أعداء السامية .............. ***** " أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " صدق الله العظيم ***** مع التحية زين الدين |