النّبي الإنسان...لا النّبي الإله...لا إله إلاّ الله كن أول من يقيّم
" وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أ أنت قلت للنّاس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنّك علاّم الغيوب{116} ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربّي وربّكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلمّا توفّيتني كنت أنت الرّقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد{117}. هل تنتظر تلك الفئة المغالية في حبّ رسول الله مثل ذلك التّقريع وذلك التّوبيخ من ربّ العزّة؟هل يتصورون أن الرّسول الأكرم سيفخر بهم ويبتهج لأقوالهم تلك؟ إنّه سينكرها -صلّى الله عليه وسلّم -كما أنكر ذلك المسيح -عليه السّلام- من قبله, فجميع الأنبياء والرّسل لا يسعهم إلاّ التّبرى من مثل أولئك.ومن يرى منّا مثل تلك المنكرات فليحاول أن يبيّن للنّاس برفق ولين أنّ ذلك لايجوز في حق رسولنا الكريم فذلك يؤذيه ولايسعده .ويشهد الله على مدى حبّي لرسول الله , لكن لايمكن أن يرتقى مقامه إلى مقام الله عزّ وجلّ وهذا هو اللّبس الّذي أشرت إليه في بداية مداخلتي هذه فتدرّجت في الحديث لأصل إلى هذه الّنتيجة لاإله إلاّ الله محمد رسول الله (محمّد عبد الله ورسوله) أقول هذا الكلام ولا أخاف في الله لومة لائم فقد يعترض البعض من أبناء بيئتنا المغاربيّة على كلامي هذا لشدّة تأثرهم بالتّصوّف الطّرقي وتعلّقهم به . وربّما قد ألتمس العذر للغافلين منهم وأعزوا أوهامهم تلك إلى النّشأة الأولى حيث يجد الفرد نفسه منجرّا وراء تيّاريتمسح بعتبات زوايا الأولياء والصّالحين ويردد أورادا وأذكارا ما أنزل الله بها من سلطان .والأدهى والأمر أنّك أينما تنقّلت في بلدان المغرب العربي ريفا أو مدينة تجد في كل شبر من الأرض" زاوية" (أي ضريحا بلهجة المشارقة) يتجحفل حولها المريدون ويجعلونها مصلا و قد تجد إحدى النّساء متشبّثة بضريح أحد الأولياء قائلة:" يا سيدى فلان داويلى ولدي " وهذا منتهى الانحسارإذ اتّخذ الزّيغ يتوسّع حتّى وصل بنا إلى مستوى الوثنيّة, عبادة كومة من الحجر يعتقد أن في يدها الحلّ والرّبط وهذا ما يؤلم القلب حقا .لقد أنعم الله علينا بدين عزيز يرتقى بالإنسان ويسمو بنفسه وعقله ويحقق له السّعادة في الدّنيا قبل الآخرة...تأمّلوا ..تأمّلوا ... أخي لاتتبع خطوات الشّيطان ,فإنه يسير بك خطوة..خطوة ..خطوة.. بداية يزيّن في قلبك حبّ الرّسول حتّى يجعله في مقام الله ومن ثمّ يزين لك حبّ الصّحابة حتّى تجعلهم في مقام الرّسول بل يذهب بعضهم إلى جعلهم في مقام الله(انظر في بعض الفرق المغالية من الشّيعة وماذا فعلوا بعلىّ-رضي الله عنه) ثمّ يزيّن لك حبّ الأولياء والصّالحين حتّى تجعلهم في مقام الصّحابة ,ثمّ يزيّن لك حبّ القبور الّتي فيها الأولياء والصّالحين حتّى تخاطبهم كأنّهم أحياء وترجو منهم الرّجاء تلو الرّجاء, ثم يزيّن لك حبّ الرّداءالّذىيلتحف به القبر حتّى تجعله في مقام القبر,ثم يزيّن لك حبّ الحجارة المتناثرة هنا وهناك حول القبر فتجعلها في مقام الرّداء...إلخ فتهوى من علياء عبد الله إلى قعر عبد الحجارة. أنا لست هنا بصدد إلقاء خطاب وعظي لكن أردت التّحذيرمن مغبّة سلوك ذلك الطّريق وبعد تأمّل وتفحّص في كتاب الله وسنة رسوله. و مقارنة ماجاء فيهما بواقع عاينته عن قرب وشاهدت ممارساته بأم ّ عيني فوجدت أن البون شاسع بينهما ولا تاكد تكون هناك صلة بين العالمين خاصة في بواطن الأمور. لكن لا أنكرإعجابي بأمر ما ألا وهو عمارة تلك الزّوايا وجمال مواقعها خاصة تلك الّتي تقبع على الرّبى ,هذا بالإضافة إلى استحساني لظاهرة إطعام الفقراء والمساكين ولايمكن أن أنكر الأدوار الإجابيّة الّتي لعبتها تلك" الزّوايا "عبر التّاريخ في إيواء أبناء السّبيل أو في العمل الجهادي أو كذلك في تعليم الّلغة العربيّة وتحفيظ القرآن الكريم ونشر الأخلاق المحمّدية بين الأهالى. |