تأمّل معي كن أول من يقيّم
تأمّل معي لعلّنا نرفع اللّبس. ما مقام محمّد بن عبد الله عند ربّ العزّة؟ *يقول الله تعالى فى كتابه العزيز"ورفعنا لك ذكرك"[الشّرح(4)] قال مجاهد: "لاأذكر إلاّ ذكرت معي أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّدا رسول الله,وقال قتادة :رفع الله ذكره في الدّنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلاّ ينادي بها أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله. عن أنس قال :قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:"لمّا فرغت ممّا أمرني الله به من أمر السّماوات والأرض قلت يا رب إنّه لم يكن نبي قبلي إلاّ وقد كرّمته , جعلت إبراهيم خليلا, وموسى كليما,وسخّرت لداود الجبال ,لسليمان الرّيح والشياطين, وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي؟ قال أوليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كلّه أنّي لا أذكر ألاّ ذكرت معي وجعلت صدور أمّتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهرا ولم أعطها أمّة, وأعطيتك كنزا من كنوز عرشي "لاحول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم" وحكى البغوي عن ابن عبّاس ومجاهد أنّ المراد بذلك الآذان يعني ذكره فيه وأورد من شعر حسّان بن ثابت: أغـر عـلـيـه لـلنّبوة iiخاتم | | مـن الله من نور يلوح iiويشهد | و ضمّ الإله اسم النّبي إلى اسمه | | إذ قال في الخمس المؤذن iiأشهد | وشـقّ لـه مـن اسـمه ليجلّه | | فذو العرش محمود وهذا iiمحمّد | وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأولين والآخرين ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع النّبيين أن يؤمنوا به, وأن يأمروا أممهم بالإيمان به,ثمّ شهر ذكره في أمّته فلا يذكر الله إلاّ وذكر معه, وما أحسن ما قال الصّرصري رحمه الله: لا يصحّ الآذان في الفرض إلاّ | | باسمه العذب في الفم المرضي | وقال أيضا ألـم تـرأنـا لايصحّ iiآذاننا | | ولا فرضنا إن لم نكرره فيهما | *ويقول الله العزيز القدير في آية أخرى:"إنّ اللّه وملآئكته يصلّون على النّبى يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما"[الأحزاب(56)] قال البخاري:قال أبو العالية صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملآئكة, وصلاة الملآئكة الدّعاء. وقال ابن عبّاس:يصلون يبركون,هكذا علقه البخاري عليهما(..) وروى عن سفيان الثّوري وغير واحد من أهل العلم,قالوا :صلاة الربّ الرّحمة ,وصلاة الملآئكة الاستغفار. ونقل عن أهل العلم أنّ المقصود من هذه الآية أنّ الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيّه عند الملأ الأعلى بأنّه يثنى عليه عند الملآئكة المقرّبين,و أنّ الملآئكة تصلّي عليه,ثمّ أمرالله تعالىأهل العالم االسّفلي بالصّلاة والتّسليم عليه, ليجتمع الثّناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي.والمتمعن في أسلوب الآية -من النّاحية اللغويّة- يجد أنّها جاءت في صيغة المضارع وذلك أنّ الله سبحانه وتعالى وملآئكته يتصفون بالصّلاة على النّبي على وجه الدّوام والاستمرار وهذا يدلّ على علو شأن النّبي بحيث لا يدانيه أحد في هذا الشّرف هذا فضلا عن استعمال صيغة الأمر في مخاطبته(الله)للمؤمنين الدّالة على الوجوب, أي أنّك لست مخيّرا في أن تفعل أو لاتفعل فهي فريضة واجبة من الله الحكيم فلا يصحّ بدونها آذان ولا تقبل بدونها صلاة. *ويقول السبّوح القدّوس في ذكره الحكيم:"إنّا أعطيناك الكوثر"[الكوثر(1)] والكوثر كما جاء على لسان حبيبنا المصطفى الأمين"هو نهر أعطانيه ربّي عزّ وجلّ في الجنّة عليه خير كثير, ترد عليه أمّتي يوم القيامة(...) . وقال الثّوري عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : والكوثر الخير الكثير النّهر وغيره وقال مجاهد هو الخير الكثير في الدّنيا والآخرة وقد يشمل كذلك النبوّة والقرآن وثواب الآخرة. وفي هذا العطاء تكريم وتبجيل واضح وجلى. |