جو إبداع القصيدة كن أول من يقيّم
أتتني هذه القصيدة بعد معايشتي العميقة لرائعة الشاعرة العظيمة فدوى طوقان[لن أبكي]. ونصها: على أبواب يافا يا أحبائي وفي فوضى حطام الدور . بين الردمِ والشوكِ وقفتُ وقلتُ للعينين : قفا نبكِ على أطلال من رحلوا وفاتوها تنادي من بناها الدار وتنعى من بناها الدار وأنّ القلبُ منسحقاً وقال القلب : ما فعلتْ ؟ بكِ الأيام يا دارُ ؟ وأين القاطنون هنا وهل جاءتك بعد النأي ، هل جاءتك أخبارُ ؟ هنا كانوا هنا حلموا هنا رسموا مشاريع الغدِ الآتي فأين الحلم والآتي وأين همو وأين همو؟ ولم ينطق حطام الدار ولم ينطق هناك سوى غيابهمو وصمت الصَّمتِ ، والهجران وكان هناك جمعُ البوم والأشباح غريب الوجه واليد واللسان وكان يحوّم في حواشيها يمدُّ أصوله فيها وكان الآمر الناهي وكان.. وكان.. وغصّ القلب بالأحزان * أحبائي مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ الرماديهْ لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان بكم، بالأرض ، بالإنسان فواخجلي لو أني جئت القاكم – وجفني راعشٌ مبلول وقلبي يائسٌ مخذول وها أنا يا أحبائي هنا معكم لأقبس منكمو جمره لآخذ يا مصابيح الدجى من زيتكم قطره لمصباحي ؛ وها أنا أحبائي إلى يدكم أمدُّ يدي وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه كزهر بلادنا الحلوه فكيف الجرح يسحقني ؟ وكيف اليأس يسحقني ؟ وكيف أمامكم أبكي ؟ يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي ! * |