البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : أبحث عن كتاب في ترجمة أحمد بن أبي دؤاد    كن أول من يقيّم
 زهير 
17 - مارس - 2008
تحية طيبة أساتذتي الأكارم: أرجو ممن يقف على كتاب في ترجمة أحمد بن أبي دؤاد أن يتكرم عليّ بذكره مشكورا مأجورا.
وأحمد بن أبي دؤاد غني عن التعريف فهو قاضي القضاة أيام المعتصم والواثق وهو الذي كتبه له الجاحظ كتابه (البيان والتبيين) وهو ممدوح أبي تمام في عدة قصائد، ومنها القصيدة التي يقول فيها:
لَقَد أَنسَت مَساوِئَ كُلِّ دَهرٍ مَحاسِنُ أَحمَدِ بنِ أَبي iiدُؤادِ
وكانت حساده قد زعموا عند ابن أبي دؤاد انه هجا مضر، فكان مما قاله في القصيدة يتنصل مما نسب إليه:
نَـثـا خَبَرٌ كَأَنَّ القَلبَ iiأَمسى يُـجَـرُّ  بِهِ عَلى شَوكِ iiالقَتادِ
كَـأَنَّ الـشَمسَ جَلَّلَها iiكُسوفٌ أَوِ  اِستَتَرَت بِرِجلٍ مِن iiجَرادِ
بِـأَنّي نِلتُ مِن مُضَرٍ iiوَخَبَّت إِلَـيـكَ شَكِيَّتي خَبَبَ iiالجَوادِ
لَـقَد جازَيتُ بِالإِحسانِ iiسوءاً إِذاً وَصَـبَغتُ عُرفكَ iiبِالسَوادِ
وَسِرتُ أَسوقُ عيرَ اللُؤمِ حَتّى أَنَـختُ  الكُفرَ في دارِ الجِهادِ
وَغَيري يَأكُلُ المَعروفَ iiسُحتاً وَتَشحُبُ  عِندَهُ بيضُ iiالأَيادي
تَـثَـبَّت  إِنَّ قَولاً كانَ iiزوراً أَتـى  النُعمانَ قَبلَكَ عَن iiزِيادِ
وهو الذي استجار به علي بن الجهم وهو في سجنه بقصيدته التي اشتهر منها قوله:
قالَت حُبِستَ فَقُلتُ لَيسَ بِضائِرٍ حَـبـسـي وَأَيُّ مُهَنَّدٍ لا iiيُغمَدُ
وفيها قوله:
يا  أَحمَدُ بنَ أَبي دُؤادٍ iiإِنَّما تُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ يا iiأَحمَدُ
إِنَّ الَّذينَ سَعَوا إِلَيكَ iiبِباطِلٍ أَعداءُ نِعمَتِكَ الَّتي لا تُجحَدُ
قال أبو الفرج في الأغاني في أخبار ابن الجهم:  ومدح أحمد بن أبي دؤاد وكان منحرفاً عنه ليشفع له في حبسه فقعد عنه فهجاه وشمت به بعد أن نفاه المتوكل فقال:
يـا أَحـمَـدُ بنَ أَبي دُؤادٍ iiدَعوَةً بَـعَـثَـت  إِلَيكَ جَنادِلاً iiوَحَديدا
مـا  هـذِهِ الـبِدَعُ الَّتي iiسَمَّيتَها بِـالـجَهلِ مِنكَ العَدلَ iiوَالتَوحيدا
أَفـسَـدتَ أَمرَ الدينِ حينَ iiوَليتَهُ وَرَمَـيـتَـهُ بِـأَبي الوَليدِ iiوَليدا
لا مُـحـكَماً جَزلاً وَلا iiمُستَطرَفاً كَـهـلاً  وَلا مُـستَحدَثاً iiمَحمودا
وَإِذا تَـرَبَّـعَ في المجالسِ iiخلتَهُ ضَـبُـعاً وخلتَ بني أبيهِ iiقرودا
لا أَصبَحَت بِالخَيرِ عَينٌ أَبصَرَت تِـلـكَ الـمَناخِرَ وَالثَنايا iiالسودا
ومن نوادر الشعر السائر في هجائه نونية البحتري التي يقول فيها مخاطبا المتوكل العباسي:
أَمـيـرَ الـمُـؤمِنينَ لَقَد iiسَكَنّا إِلـى أَيّـامِـكَ الـغُرِّ iiالحِسانِ
رَدَدتَ الـديـنَ فَـذّاً بَعدَما iiقَد أَراهُ  فِـرقَـتَـيـنِ تَخاصَمانِ
قَـصَمتَ  الظالِمينَ بِكُلِّ أَرضٍ فَـأَضحى الظُلمُ مَجهولَ المَكانِ
وَفـي  سَـنَةٍ رَمَت iiمُتَجَبِّريهِم عَـلـى قَـدَرٍ بِـداهِيَةٍ iiعَوانِ
فَـمـا أَبقَت مِنِ اِبنِ أَبي iiدُؤادٍ سِـوى  جَسَدٍ يُخاطِبُ بِالمَعاني
تَـعَـرَّبَ بِاِرتِباطِ الجُرزِ iiحَتّى رَمَـتهُ  في اليَدَينِ وَفي iiاللِسانِ
وَمـا  كانَت غِذاهُ زَمانَ iiيَشري سَـراطـينَ  الصَراةِ iiوَيَهرُبانِ
تَـحَـيَّرَ  فيهِ سابورُ بنُ iiسَهلٍ وَطـاوَلَـهُ  وَمَـنّـاهُ iiالأَماني
إِذا  أَصـحابُهُ اِصطَبَحوا iiبِلَيلٍ أَطالوا الخَوضَ في خَلقِ القُرانِ
يُـديرونَ الكُؤوسَ وَهُم iiنَشاوى يُـحَـدِّثُـنـا  فُلانٌ عَن iiفُلانِ
وَكـانَ إِذا تَـسَـربَلَ كُلَّ iiقُبحٍ وَساءَكَ في السَماعِ وَفي iiالعِيانِ
أَهَـشَّـهُـمُ  إِلى غَيرِ iiالمَعالي وَأَضـحَـكَهُم إِلى غَيرِ الخِوانِ
 
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الله أعلم !!!    كن أول من يقيّم
 
خي الحبيب الأديب الكريم
 
لا أعتقد أن في المكتبة كتابا مستقلا عن هذا الوزير
رغم الدور الذي لعبه في الحياة الفكرية والسياسية
في أوج ازدهار الحياة السياسية في العصر العباسي
والله أعلم
وشكرا لك
*الدكتور مروان
22 - مارس - 2008
لأحمد الله أن سجنك في جلدك    كن أول من يقيّم
 
كان أحمد بن أبي دؤاد من القائلين بخلق القرآن، وكان مقرباً عند المأمون، ولم يكن المأمون يأمر بامتحان الفقهاء والمحدثين في هذه المسألة إلا بعد أن مرض وتغلب عليه مستشاروه وبطانته، وكان ابن أبي دؤاد منهم فأوغروا صدر المأمون وحرضوه على توقيع كتب دعا الناس فيها إلى رأيه بقوة السلطان[1].
 
ثم تمضي السنون ويصاب أحمد بن دؤاد بمرض الفالج ويدخل عليه عبد العزيز الكناني وكان من مخالفيه ومناظريه في مسألة القول بخلق القرآن. ونقل الخطيب البغدادي أن عبد العزيز قال: دخلت على أحمد بن أبي دؤاد وهو مفلوج فقلت: إني لم آتك عائداً ولكن جئت لأحمد الله أن سجنك في جلدك[2].

=========
 
[1] - مقدمة كتاب الحيدة للدكتور جميل صليبا، ص: 28.
[2] - نقلاً عن كتاب الحيدة تحقيق جميل صليبا، ص: 50
*الدكتور مروان
22 - مارس - 2008
للعلم ....    كن أول من يقيّم
 
 وللعلم إنَّ المحنة لم تكن بتأثير المعتزلة ، وهذا ما يكشفه أقدم نص كُتِبَ حول المحنة ، من قبل حنبل بن إسحق بن حنبل ؛ ( ابن عم أحمد وتلميذه ) ، ولهذا لم يرد اسم أهم الجدليين المعتـزلة ، مثل :

ثُمـأمـة ، والعلاف ، والنَّظام ، والجاحظ ، بل وردت أسماء مجهولين ، ولم يرد من أسماء المعتزلة غير أحمد بن أبي دؤاد ، بحكم كونه قاضي الدولة ، ومن المعلوم أن اسـتلام ابن دؤاد القضاء  كان بناء على رأي قاضي المأمون يحيى بن أكثم ، الذي لم يكن معتزليا ، بل كان حنبليا ، وقد وردت ترجمته في طبقات الحنابلة ترجمة رقم ( 539 ) ،
 
ولم يكن المراد من المحنة الإنحياز لأراء المعتزلة  ؛ بل المراد تحجيم دور المحدثين أمام العامة ، وباحتواء خطر الشيعة الإمامية ، وخطر الهوى الأموي ودعاته أهل الحديث ، وبإلقاء القبض على أحمد بن نصر الخزاعي وقتله بيد الواثق ، زالت كل الأخطار ،
 
ولهذا عاد العباسيون لتبني رأي أهل الحديث ، في قضية خلق القرآن ، على يد المتوكل الذي مدحه أهل الحديث ، رغم شهرته بارتكاب المحرمات ، فالمسألة المهمة لا تزال عند المحدثين هي قضايا حشو المعتقدات أمسِ واليوم وغداً  .
*الدكتور مروان
22 - مارس - 2008
قد أكون مفيداً هذه المرة    كن أول من يقيّم
 
أخي زهير
أسعد الله أوقاتك
بقجر ما ورد ذكر أحمد بن أبي دؤاد نجد فقراً في سيرته و إليك بعض ما وجدت في كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي من موقع الوراق :
محمد بن أحمد بن أبي دؤاد أبو الوليد الإيادي القاضي: وهو أخو حريز بن أحمد قيل: إن اسم أبي دؤاد الفرج وقيل دعمي وقيل بل اسمه كنيته ولاه أمير المؤمنين المتوكل على الله قضاء بغداد والأعمال بعد أن فلج أبوه ومات في حياة أبيه وكانت وفاته ببغداد في ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين ومائتين.
ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي فيما أنبأني إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال نبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال أحمد بن أبي دؤاد القاضي هو أحمد بن أبي دؤاد بن حريز بن مالك بن عبد الله ابن عباد بن سلام بن مالك بن عبد هند بن لجم بن مالك بن قنص بن منعة بن برحان بن دوس بن الديل بن أمية بن حذافة بن زهر بن نزار بن معبد بن عدنان أخبرني بذلك رجل من ولده قدم علينا من البصرة.
أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال نبأنا المعافي بن زكريا الجريري قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: كان المتوكل يوجب لأحمد بن أبي دؤاد ويستحي أن ينكبه وإن كان يكره مذهبه لما كان يقوم به من أمره أيام الواثق وعقد الأمر له القيام به من بين الناس فلما فلج أحمد بن أبي دؤاد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين أول ما ولي المتوكل الخلافة ولي المتوكل ابنه محمد بن أحمد أبا الوليد القضاء ومظالم العسكر مكان أبيه ثم عزله عنها يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر سنة أربعين ومائتين ووكل بضياعه وضياع أبيه ثم صولح على ألف ألف دينار وأشهد على ابن أبي دؤاد وابنه بشراء ضياعهم وحدرهم إلى بغداد وولي يحيى بن أكثم ما كان إلى ابن أبي دؤاد ومات أبو الوليد محمد بن أحمد ببغداد في ذي القعدة سنة أربعين ومائتين ومات أبوه أحمد بعده بعشرين يوماً.
قال الشيخ أبو بكر: وهذا عندي خطأ والذي قدمناه من وفاة أبي الوليد هو الصواب لأن أحمد بن أبي دؤاد توفي أول سنة أربعين ومائتين بغير شك وتقدمت وفاة ابنه أبي الوليد على وفاته.
 
*عبدالله
23 - مارس - 2008
وهذا ظني    كن أول من يقيّم
 
شكرا للأساتذة الدكتور مروان العطية والأستاذ عبد الله أبو حاتم على مشاركتهما وقد كان ظني كما تفضل أستاذنا الدكتور مروان أنه ليس في المكتبة العربية كتاب مفرد في ترجمة أحمد بن أبي دؤاد، ولكني ما أزال أشك في أن يكون أحد المستشرقين قد خصه بدراسة مستقلة.
وأندر ما وقفت عليه من كلام معاصريه ما حكاه أبو تمام لما سأل أحد الأعراب عن رجالات السياسة في عصره، قال : (قلت: فما تقول في أحمد بن أبي دُؤَاد? قال: هَضَبَة لا ترَام، وجبل لا يضام، تشحذ له المُدى، وتنصب له الحبائل، حتى إذا قيل قد هلك وثب وَثْبَة الذئب، وَخَتَل خَتْلَة الضب) *
وقد علق المسعودي في مروج الذهب على خبر أبي تمام مع الأعرابي بقوله:
(وهذا الخبر فمخرجه عن أبي تمام، فإن كان صادقاً فيما قال، ولا أراه، فقد أحسن الأعرابي في الوصف، وإن كان أبو تمام هو الذي صنعه وَعَزَاه إلى هذا الأعرابي فقد قَصَر في نظمه، إذ كانت منزلته أكبر من هذا).
________________
* وقد ورد خبر أبي تمام مع الأعرابي في كتاب أخبار أبي تمام، المنشور على الوراق أيضا، يرجى المقارنة بينهما لتفادي الأغلاط المطبعية.
*زهير
23 - مارس - 2008
حول أحمد بن أبي دؤاد    كن أول من يقيّم
 
الأخ العزيز زهير ،
الأساتذة الكرام ،
تحية طيبة ،
فضلا عن كتب التاريخ والتراجم المعروفة ، تجد أطرافا من أخبار أحمد بن أبي دؤاد في كتاب حديث لعلي الطنطاوي " رجال من التاريخ " (وهو جملة من أحاديث إذاعية) ، يمكن الاطلاع عليه على الرابط التالي :
وفي " مرآة الجنان وعبرة اليقظان " لليافعي ، يرد ذكر لبعض شيمه .
أما عن المستشرقين ، فقرأت له ذكرا موجزا في " المكتبة الشرقية " لدربلو .
مع التحية
زين الدين
 
*زين الدين
25 - مارس - 2008
وعند جهينة الخبر اليقين    كن أول من يقيّم
 
وشكرا لأستاذنا زين الدين هشام: كنت أتمنى مشاركتكم في هذا الملف بالبحث في مكتبة الاستشراق. وجوابكم هذا يعني لي الكثير: مكررا شكري وامتناني على كلماتكم الطيبة ومشاركاتكم الأثيرة.
*زهير
25 - مارس - 2008