Bouarafa" ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكاً..." . صدق الله كن أول من يقيّم
اللهم احشره في زمرة القرآنيين . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" إذا أحب الله عبداً ألقى له القبول في الأرض ....". أولاً ودائماً : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات على آلائه التي لا تعد ولا تحصى . وثانياً : اللهم اجزِ أخانا زهيراً وأختنا ضياء خير ما جزيتَ عبادك الصالحين وأمثالهما الغيورين على دين رب العالمين . واللهِ العظيم : أنا في منتهى السعادة وغاية السرور من حجبكم Bouarafaالذي زعم قائلاً: "ولنفرض أن الحديث صحيح ، فهو من حيث النوع آحاد ، والآحاد لا يؤخذ بها في باب العقائد". أقول أنا يحيى مصري : ( جارية حسناء تُزَفُّ إلى عِنّين أعمى ) وا أسفاه.......................... لقد قسم المحققون أخبار الآحاد إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول – الحديث المشهور : و هو الحديث الذي يرويه ثلاثة فأكثر في كل طبقة و لم يبلغ في كثرة الأسانيد ماينزل به منزلة التواتر. و هذه شهرة اصطلاحية. و أمثال هذا النوع كثيرة ، منها حديث قنوت النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة يدعو على رعل و ذكوان , فهذا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم - جماعة من الصحابة ، أصح طرقه عن أنس بن مالك و عبد الله بن عباس و خفاف بن إيحاء الغفاري و رواه عن أنس جمع من أصحابه منهم قتادة و أبو مجلز لاحق بن حميد و إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة و عاصم الأحول و عن قتادة رواه عدد من الرواة و عن كل راو رواه ما شاء الله و لم يقل نقَلته في كل طبقة عن عدد الشهرة . قال الحاكم : " و أمثال هذا الحديث ألوف من الأحاديث التي لا يقف على شهرتها غير أهل الحديث و المجتهدين في جمعه و معرفته " . القسم الثاني – أحاديث العزيز : و العزيز : هو الحديث الذي لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات الإسناد و لا يبلغ الشهرة . و لكون هذا الوصف نادر الوجود في الأحاديث أطلق عليه لقب العزيز , و مثاله قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين " ( سنن ابن ماجه، رقم67. قال عنه الألباني : حديث صحيح). أما القسم الثالث من أحاديث الآحاد فقد أطلق عليه أهل العلم الحديث الغريب : و هو الحديث الذي ينفرد بروايته راوٍ واحد ، و قد يعبرون عنه بالفرد ، و قد يفرقون بين الفرد و الغريب في كثرة الاستعمال فيجعلون الفرد ما كانت الغرابة في أصل سنده و هو طرفه الذي فيه الصحابي بأن لم يروِه عن أبي هريرة إلا سعيد بن المسيب ، و يعنون بالغريب ما سوى ذلك من أنواع التفرد و مثال الفرد : حديث "إنما الأعمال بالنيات " فلم يروه عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (رواه أبو داود في سننه برقم2201، وابن ماجه برقم4227، وقال عنه الألباني ، رحمه الله، : حديث صحيح). و مثال النوع الثاني من أحاديث الغريب حديث علي بن أبي طالب ، عليه السلام ،عن أبي بكر مرفوعاً : " ما من رجل يذنب ذنباً ، فيتوضأ ثم يصل ركعتين فيستغفر إلا غفر لـه " .(رواه الترمذي برقم406، وابن ماجه برقم1395 ، وقال عنه الألباني : حديث حسن ) ثم إن الغالب على الغرائب أن تكون ضعيفة ، و هذا ما أدى بالسلف إلى كراهة رواية كثير من الغريب ، مع العلم أن في الغريب ما هو حسن و صحيح كالأفراد التي في الصحيحين و غيرهما . ومعلوم عند أهل العلم أن معظم أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي وردت في كتب السنن أحاديث آحاد مروية عن نفر قليل من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحيح أنه لا يشترط في قبول رواية الحديث عدد معين حتى يُعتَد بهذا الحديث و تستنبط منه الأحكام. و قد عرف أهل العلم حديث الآحاد بأنه : " الخبر الذي لم يجمع شروط المتواتر". والمحققون من أهل الحديث يقررون أنه" لا يشترط في قبول الرواية العدد ، بل يكفي في أداء الحديث و قبوله واحد ، سواء أكان رجلاً أم امرأة إذا كان عدلاً ضابطاً مع اتصال السند و عدم الشذوذ و العلة القادحة ؛ لاكتفاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في البلاغ بإرسال واحد كمعاذ بن جبل إلى اليمن و دحية الكلبي إلى هرقل، و نحو ذلك **إن بعض الناس يقولون إن أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في العقيدة ؟ ويكفي في رد هذا الكلام حديثٌ واحدٌ هو حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن وقال له : " إنك تأتي أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة الا إله إلاَّ الله و أني رسول الله " هل هذه عقيدة أم لا ؟ لقد قامت الحجة على أهل اليمن بكلام معاذ ... إذا قلت لم تقم، فإنك إذن تتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أرسل إلى القوم من لا تقوم به الحجة ! و يتنزه صلى الله عليه وسلم من ذلك. .وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بعد معاذ أبا موسى الأشعري إلى اليمن. و الاثنان داخلان في خبر الآحاد و قامت بهما الحجة .و قد نقل ابن حزم الإجماع على أنه لو أرسل إمام المسلمين رسولاً إلى بلاد الكفر يدعوهم إلى الإسلام فإن قبلوا و أسلموا فقد قامت الحجة ببلاغ هذا الرسول ،و إن لم يقبلوا حلت دماؤهم وأموالهم. و الأصل في الدماء و الأموال العصمة فكيف تحل بخبر واحد ؟ من أنكر حديثاً من أحاديث الآحاد، قامت شبهة في نفسه حول ثبوته ونسبته إلي النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ لا يخرج بذلك من الدين؛ لأن الذي يخرج منه إنكار ما كان منه بيقين لا ريب فيه، ولا خلاف معه؛ أي القطعي الذي يسميه العلماء" المعلوم من الدين بالضرورة".. إنما يخرج من الدين حقاً من اتخذ من الغبار المثار حول الحديث وسيلة للطعن في الدين والاستهزاء به، فإن هذا كفر صريح. إذن ،فجوابنا على من يرى أن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة لأنها تفيد الظن، والظن لا تبني عليه العقيدة أن نقول : هذا رأي غير صواب لأنه مبني على غير صواب وذلك من عدة وجوه : 1. القول بأن حديث الآحاد لا يفيد إلا الظن ليس على إطلاقه، بل في أخبار الآحاد ما يفيد اليقين إذا دلت القرائن على صدقه، كما إذا تلقته الأمة بالقبول، من مثل حديث " إنما الأعمال بالنيات " فإنه خبر آحاد ومع ذلك فإننا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله وهذا ما حققه الحافظ ابن حجر وغيره . 2. أن النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الآحا د بأصول العقيدة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإرساله حجة ملزمة، كما بعث معاذاً إلى اليمن واعتبر بعثه حجة ملزمة لأهل اليمن بقبوله . 3. إذا قلنا إن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد أمكن أن يقال : والأحكام العملية لا تثبت بأخبار الآحاد، لأن الأحكام العملية يصحبها عقيدة أن الله تعالى أمر بهذا أو نهى عن هذا، وإذا قبل هذا القول تعطل كثير من أحكام الشريعة، وإذا رد هذا القول فليرد القول بأن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد إذ لا فرق كما بيّنّا . 4. أن الله تعالى أمر بالرجوع إلى قول أهل العلم لمن كان جاهلاً فيما هو من أعظم مسائل العقيدة وهي الرسالة فقال تعالى : " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون . بالبينات والزبر " . وهذا يشمل سؤال الواحد والمتعدد . والحاصل أن خبر الآحاد إذا دلت القرائن على صدقه أفاد العلم ،وثبتت به الأحكام العملية والعلمية، ولا دليل على التفريق بينهما، ومن نسب إلى أحد من الأئمة التفريق بينهما، فعليه إثبات ذلك بالسند الصحيح عنه، ثم بيان دليله المستند إليه. قال تعالى : " فاتقوا الله ويعلّمكم الله" . اللهم إنّا نسألك الهدى والتقى .... اللهم علّمنا وفهّمنا ...اللهم اجز خير الجزاء إخوتنا الكرام : مروان العطية ، وزهير ظاظا ، وضياء العلي . آمين ، والحمد لله رب العالمين. |