البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 bouarfa 
12 - مارس - 2008
                            نقد الحديث
   لا بد أن نصرح منذ البداية أن ما يسمى بالصّحاح ( الستة المشهورة) شكلت مرجعية هامة للفكر الإسلامي، غير أنها في المقابل شكلت جملة من العوائق التى لازالت لحد الساعة تعيق التجديد الديني. كما نلاحظ سيطرة اللامعقول على أغلب متونها، مما يستوجب اليوم ممارسة النقد المنهجى من أجل تنقية الحديث النبوي. وفي البداية لا أريد ذكر الأحاديث الخطيرة بل سأذكر في الملمح الأول بعض العيّنات التي انتقدها علماء الحديث.
 وكان من أشهر من انتقد الصحيحين أحمد بن حجر العسقلاني عند  شرحه للبخاري في كتابه "هدي السّاري" وهو مقدمة "فتح الباري شرح صحيح البخاري ولقد نبه لوجود أخطاء كثيرة في أحاديث البخاري من حيث الأسانيد والمتون.
  ونلاحظ أن نقد الحديث كان سنة عند الأولين ، فالحافظ الدراقطني في  كتابه "الإلزامات والتتبع"، انتقد  أكثر من  مائتين حديث بعلل معظمها غير قادح، وقد أجاب ابن حجر وغيره عن بعضها، واستصوبوا أغلبها.  وكتب نقد الحديث كثيرة، أشرنا لبعضها في الهامش.* 
   إن الدافع لنقد الحديث عند القدماء كان هاجس الحقيقة والمعرفة. وبالتالي لم يكن الناقد في وضع حرج مثلما هو الحال اليوم. لقد تحول نقد الحديث اليوم إلى جرم وفتنة ، وكل من تجرأ على نقد حديث من البخاري أوالمسلم اعتبر مضاد للدين . وتلك مفارقة تاريخية ، فكيف استطاع السلف أن يتحلوا بالروح العلمية والنقدية بينما الخلف اليوم أكثر دوغمائية وانغلاقا.؟؟؟
    حاول محمد الغزالي في كتابه ( السنة بين أهل الحديث والفقه ) أن يعيد الحديث لدائرة النقد والدراسة ، لكنه جُبه بحملة شرسة من أنصار السنة من السلفية.
      والغريب أن أحد أنصار السنة والسلفية مارس النقد والجرح في بعض الأحاديث من البخاري ، ويمكن نأخذ تجربته المتواضعة كبارديغم هامشي. لقد حاول الألباني أن يعيد تطبيق منهج الجرح والتعديل على بعض الأحاديث الواردة في الصحاح ، ولقد ضّعف كثير من الأحاديث وأخرجها تخريجا مخالفا لما كانت عليه.
   ونقدم مثالا على النقد من خلال حديث ابن عباس ( رض) : قال:{ تزوج أو نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم.}
 ولنتأمل الألباني كيف ينقد الحديث السالف : " ..والسبب في ذلك أن السند إلى راوي هذا الحديث وهو عبد الله بن عباس لا غبار عليه فهو إسناد صحيح لا مجال لنقد أحد رواته، بينما هناك أحاديث أخرى هناك مجال لنقدها من فرد من أفراد رواته.
مثلاً من رجال البخاري رجل اسمه: فليح بن سليمان ، هذا يصفه ابن حجر في كتابه التقريب أنه صدوق سيئ الحفظ.
فهذا إذا  روى حديثاً في صحيح البخاري وتفرد به ولم يكن له متابع ، أو لم يكن لحديثه شاهد يبقى حديثه في مرتبة الضعيف الذي يقبل التقوية بمتابع أو مشاهد.
فحديث ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو محرم لا مجال لنقد إسناده من حيث فرد من رواته كفليح بن سليمان مثلاً ، لا كلهم ثقات.
لذلك لم يجد الناقدون لهذا الحديث من العلماء الذين سبقونا بقرون مجالاً لنقد هذا الحدث إلاَّ في رواية الأول ، وهو صحابي جليل ، فقالوا إن الوهم جاء من ابن عباس ، ذلك لأنه كان صغير السن من جهة ، ومن جهة أخرى أنه خالف في روايته لصاحبة القصة أي زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي هي ميمونة.
فقد صح عنها أنه عليه السلام تزوجها وهما حلال.
إذاً هذا حديث وهم فيه رواية الأول هو ابن عباس ، فكان الحديث ضعيفاً وهو كما ترون كلمات محدودات تزوج ميمونة وهو محرم. أربع كلمات ، مثل هذا الحديث وقد يكون أطول منه له أمثلة أخرى في صحيح البخاري.
النوع الثاني: يكون الحديث أصله صحيحاً لكن أحد رواته أخطأ من حيث أنه أدرج في متنه جملة ليست من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
من ذلك الحديث المعروف في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء.} ، إلى هنا الحديث صحيح وله شواهد كثيرة زاد أحد الرواة في صحيح البخاري : { فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل.} قال الحافظ بن حجر العسقلاني وعلماء آخرون قالوا أن هذه الزيادة المدرجة  ليست من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من كلام أبي هريرة. وهذا يدل أن الرواة كانوا يضيفون ( الزيادة أو النقصان).
    وسنحاول في الملمح الثاني نقد صحيح البخاري في بعض الأحاديث المتعلقة بالحياة الشخصية للرسول (ص)، والتي نرى من خلال ظاهرها التشريع ولكن من خلال باطنها التشنيع بأفضل الرسل.


* - * كتاب "علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم" لأبي الفضل بن عمار الشهيد، طبع دار الهجرة بتحقيق علي الحلبي.
* كتاب "تقييد المهمل وتمييز المشكل" لأبي علي الحسين بن محمد الغساني الجياني (ت498هـ)، طبع في ثلاث مجلدات بدار عالم الفوائد بتحقيق محمد عزيز وعلي العمران.
* كتاب "غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأسانيد المقطوعة" للحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي العطار، طبع بمكتبة المعارف بالسعودية بتحقيق سعد بن عبد الله آل حميد، وكذلك طبع دار العلوم والحكم بالمدينة بتحقيق محمد خرشافي.
* * كتب الجرح والتعديل وبخاصة ضعفاء العُقَيْلي. وهذه تبرز أهميتها في نقد صحيح مسلم.
* وكتاب "جامع العلوم والحكم" لابن رجب، وكتاب "المدرج إلى المُدرَج" للسيوطي.
 
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
اتّباع هذا المنهج في نصوص الكتاب والسنّة أولى وأحقّ !!!    كن أول من يقيّم
 
فاتّباع هذا المنهج في نصوص الكتاب والسنّة أولى وأحقّ؛ لأن إمكان الجمع الذي لا تكلّف فيه ولا تعسُّف، ينفي وجودَ التعارض المتوهَّم بين القرآن والسنة، وبالتالي تصبح هذه السنة كالحالات السابقة، فهي سنةٌ غير معارضةٍ للقرآن في الحقيقة، والمهم هو الحقيقة! لا الظنون الأوليّة والآراء العجلة غير المتثبّتة!!
وبهذا انتهينا أن القسم الأول من السنن المعارضة للقرآن، وهي المعارضة ظاهرًا لا حقيقة: لا يصح ردّها بحجّة مخالفة القرآن، لأنها غير مخالفةٍ للقرآن.
أمّا القسم الثاني: وهي السنن المعارضة حقيقةً للقرآن، والتي لا يمكن الجمع بينها وبين القرآن أبدًا، أو إلا بتعسُّف غير مقبول، فهذه إن لم تكن من باب النسخ، كأن تكون منسوخةً بالقرآن، فهي غير مقبولةٍ عند المحدّثين، وعلى رأسهم الإمام البخاري.
ومن ذلك حديث "خلق الله التربة يوم السبت..." والذي جعل مدّة الخلق سبعة أيام. فقد ردّه الإمام البخاري وغيره؛ لأسباب، أهمّها أنه يخالف ظاهر القرآن في مثل قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" [الحديد:6]. فانظر المنار المنيف لابن القيّم (84-86 رقم 153) وأمّا من قبل هذا الحديث، فإنه قبله لأنه جمع بينه وبين الآية، كما تجده في مختصر العلو للألباني (رقم 71).
وهذا يدلّ على أن منهج عدم قبول ما عارض القرآن معارضة حقيقيةً منهج لم يكن البخاري وغيره من أئمة السنة غافلين عنه، بل كانوا يطبّقونه وهو منهجٌ أصيلٌ في نقد السنّة، مارسه جماعةٌ من الصحابة والعلماء، كما تجد أمثلته في كتاب (مقاييس نقد المتون) للدكتور مسفر الدميني (61-75)، و(مقاييس ابن الجوزي في نقد متون السنة) للدكتور الدميني نفسه (45-52). فلا يصح أن تُطرح مسألة مراعاة عدم مناقضة السنة للقرآن وكأنّها نقدٌ جديد يريد أن يمارسه المعاصرون؛ لأن المتقدّمين أغفلوه!! لا يصح هذا الطرح؛ لأن أئمة النقد كانوا أَرْعى الناس لهذا النقد المهم، وأقواهم نظرًا إليه، وأحرصهم عليه.
ومعنى ذلك: أن كل حديث صحّحه البخاري فهو عنده غير مناقض للقرآن، وليس من العلم والإنصاف أن نحاول إيهام أنه كان غافلاً عن مراعاة هذا الشرط، والذي يدخل ضمن شرطي انتفاء الشذوذ والعلّة الخفيّة، اللذين هما شرطان معلومان من شروط صحّة الحديث عند المحدّثين.
وإذا كان البخاريُّ مراعيًا لعدم مناقضة أحاديث كتابه للقرآن الكريم، وهو الإمام في فقهه وعمق فهمه ودقيق استنباطاته، فما أشدّ عجلة الذي يتوهَّم أنه سينتقدُ عليه حديثًا من هذه الجهة!!
وأخيرًا: لكي يكون الكلامُ علميًّا (ولا يكون علميًّا إلا بدليل): فإني أُطالبُ أيَّ طاعن في صحيح البخاري أن يذكر لي حديثًا واحدًا فقط أخرجه البخاري وهو مناقضٌ للقرآن؟ فإني أدّعي أني قادرٌ على بيان أن ما توهّمه هذا الطاعن في ذلك الحديث تعارضًا حقيقيًّا بينه وبين القرآن ليس كما توهّمه، وسوف أُثبت –إن شاء الله تعالى- أنه إن وُجد التعارض فهو تعارضٌ ظاهري، كما سبق بيانه، وهذا التعارض الظاهري يقع بين آيات القرآن، فلا يتّخذه مطعنًا في الكلام (سواء كان الكلام قرآناً أو سنة أو كلامًا للعقلاء) إلا من لا يريد أن يتّبع منهج الإنصاف والحق.
وإني أعيد وأعلن هذا التحدّي، فعلى من كان معارضًا لما ذكرتُ أن يبدأ بالاستدلال لصحّة رأيه، ليجد جوابي المقنع بفضل الله تعالى وقوّته!!
على أني لا أريد من هذا الإعلان للتحدّي غلبةً ولا تنافسًا، لكني أريد أن يكون مَسَارُ نقاشنا مع المخالفين علميًّا، مبنيًّا على الأدلّة، لا على مجرّد الأقاويل العريّة عن البراهين. إذ لا يصح أن أفترضَ وُجُودَ تعارضٍ حقيقيّ بين حديث في صحيح البخاري وآيةٍ في القرآن الكريم افتراضاً فقط، وأعّدُّ هذا مطعنًا في صحيح البخاري، ثم لا يكون لديّ حديثٌ واحد يشهد لصحّة هذا الافتراض!!! كما أنه لا يكفي مجردّ ادّعاء وجود تعارض حقيقيّ بحديثٍ أو أكثر، حتى يعجز المخالف لك، والذي ينفي وجود مثل هذا التعارض، فلا يُوجِّه ذلك التعارض بما يدل على أنه ليس تعارضاً حقيقياً، ويثبت أنه تعارضٌ مُتَوهَّمٌ؛ سببه سوء الفهم لدى ذلك المتوهِّم لوجود التعارض. ومن هنا أدخل في الجواب عن سؤاله التالي؛ لأنه أراد أن يضرب مثالاً على الأحاديث الباطلة في صحيح البخاري.
خامساً: ذكر السائل الاختلاف الواقع في قصّة طواف سليمان عليه السلام على نسائه ليلدن فرسانًا يقاتلون في سبيل الله، وقد ذكر السائل روايتين:
الأولى: تردّدت الرواية في عدد النساء هل كُنّ مائة أو تسعة وتسعين.
الثانية: ذكرت أنهنّ سبعون. وعَدّ السائل هذا الاختلاف في العدد دليلاً على التعارض الواقع في صحيح البخاري، وهو دليلٌ عنده على وقوع أخطاء في صحيحه.
والواقع أن هذا الحديث جاء في صحيح البخاري بأكثر من الاختلاف الذي ذكره السائل، فقد جاء في موطن أن عدد النساء سبعون (الحديث رقم 3424)، وجاء أنهن ستون (رقم 7469)، وجاء أنهن تسعون (رقم 6639، 6720)، وجاء على التردّد بين التسعة والتسعين والمائة (رقم 2819)، وجاء على أنهنّ مائة (رقم 5242). وذكر الإمام مسلم روايات هذا الحديث في موطن واحد عقب بعضها متوالية، بنحوٍ من الاختلاف السابق (صحيح مسلم 3/1275-1276رقم 1654).
وعلى هذا الإشكال أجوبة. وهي مبنيّةٌ على تقرير مهم، وهو: أنّ الإمام البخاري لم يكن غافلاً عن هذا التعارض، بل كان على علم ودراية كاملةٍ به؛ لأنّ إثبات علم البخاري بهذا التعارض يدلّ على أن ذِكْره له لم يكن مبنيًّا على أنه غفل عنه، فصحّحه لهذه الغفلة عنه؛ إذ إن علم البخاري بهذا التعارض يعني أنه لا يرى في هذا التعارض ما يَنْقُضُ شرطه في كتابه. فلا يمكن حينها أن يُذكر هذا الحديث برواياته في صحيح البخاري دليلاً على خطأ البخاري في التصحيح، وأنه صحّح ما لو تنبّه على الاختلاف الذي فيه لما صحّحه! أقول: إن هذا لا يمكن قبوله؛ إذا أمكننا أن نثبت أن البخاري كان على علم بهذا الاختلاف الواقع في كتابه، ومع ذلك ذكره فيه.
والذي يدل على أن البخاري كان على إدراك كامل بهذا الاختلاف الواقع بين هذه الروايات، عندما ذكر هذه الروايات في كتابه أمور:
الأمر الأول: حِفْظُ البخاري الذي عُرف به وقَيّده عنه المعاصرون له والشاهدون عليه، وهو حفظٌ باهر نادر المثال بين الناس. ومثل هذا الحفظ يُستبعد معه أن يغيب عن البخاري مثل هذا التعارض الواضح الذي لا يغيب عن أحد، ولا يحتاج إلى عُمق فهم لإدراكه.
الأمر الثاني: أن البخاري بعد أن ألّف صحيحه كان يرويه لتلامذته، وكان يكرّر روايته مّرات كثيرة لتلامذته المتجدّدين والذين يكرّرون سماعه منه، فلئن أبحنا لأنفسنا أن البخاري (بحفظه الباهر) قد فاته هذا الاختلاف الظاهر عند تأليف الكتاب، أفلا يتنبّهُ له عند روايته، وعند تكريره لقراءته على تلامذته؟!! ثم ألا يُنَبِّهُهُ ألوفُ التلامذة الذين أخذوه عنه إلى هذا الاختلاف، فيما لو فاته هو التنبُّهُ له؟!!
الأمر الثالث: (وهو الأهمّ): أن البخاري في صحيحه، وفي كتاب أحاديث الأنبياء من صحيحه، وفي باب قول الله تعالى: "وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" [ص:30]، وهو الحديث رقم (3424) في صحيح البخاري، ذكر البخاري روايةً ذكرت العدد أنه (سبعون)، ثم قال البخاري ناقلاً اختلاف الرواة في هذا العدد: "وقال شعيب وابن أبي الزناد: تسعين، وهو أصحّ". فهذا دليلٌ قاطع على أن البخاري كان على وعي كامل وإدراك واضح لاختلاف الرواة في العدد الوارد في هذا الحديث.
ومثل البخاري في ذلك الإمام مسلم، حيث إنه ساق الروايات المختلفة في موطن واحد، بعضها عقب بعض، كما سبق العزو إليه. ممّا يبيّن أن هذا الاختلاف لم يذكره الإمام مسلم لأنه لم يكن منتبهًا إلى وقوعه، بل ذكره مع العلم التامّ بوقوعه!
ونخرج من هذا العرض بالتقرير التالي: إن ذكر الإمام البخاري والإمام مسلم لاختلافات هذا الحديث كان مقصوداً منهما، ولم يكن عن غفلةٍ منهما.
وبناءً على هذا التقرير الذي دَلّلنا عليه بالأدّلة القاطعة: لا يصح أن يكون هذا الاختلاف دليلاً على أن البخاري ومسلمًا كانا يظنّان عدم وقوعه، فصحّحا الحديث لغفلتهما عن وقوعه. هذا القول لم يعد له مكان ولا وجه مقبول، بعد التقرير الذي انتهينا منه آنفًا.
وبناءً على هذا التقرير ينبغي أن يتّجه البحثُ العلمي الصادقُ وجهة -ولا أدري كيف وقع هذا الخطأ- أخرى حيال هذا الحديث باختلاف رواياته، وينبغي أن تكون هذه الوجهة الجديدة بعيدةً عن الاحتمال الذي أبطلناه، وهو أن البخاري كان غافلاً عن الاختلاف الواقع في الحديث، بعد أن ثبت أنه ليس غافلاً.
وبعبارة أخرى: بعد أن ثبت أن الإمام البخاري قد قصد إيراد هذه الروايات في صحيحه، وأنه تعمّد هذا؛ فما هو وَجْهُ ذلك؟
الجواب الأول: إن البخاري تعمَّد ذكر هذا الاختلاف، ليبيّن أنه على علم به، ونبَّهَ على الرواية الصحيحة عنده باللفظ الصريح، عندما قال كما سبق عن رواية (التسعين): "وهو أصحّ".
وهذا منهج معلومٌ للبخاري في صحيحه: أنه قد يذكر الاختلاف للتنبيه عليه، لكنه يبينُّ الصواب والراجح منه. وقد نصّ على هذا المنهج بعض شُرّاح كتابه، كالحافظ ابن حجر في شرحه الشهير (فتح الباري). وهو منهجٌ متكرّرٌ في كتابه في مواطن عديدة، وهو معلومٌ لدى المشتغلين بالسنة. وغفلة السائل عن هذا المنهج للبخاري قصورٌ واضح في علمه بكتاب البخاري خاصة، يُضَاف على قصوره الواضح في علوم الحديث عمومًا، كما سبق تقريره.
ولا أقصد من التأكيد على هذا القصور (كما سبق)، إلا تنبيه السائل إلى أنه ينبغي له أن لا يعترض على علماء الأمّة بغير معرفة بالعلم الذي يعترض عليه، وهو علم السنة المشرّفة.
الجواب الثاني: إن العددَ وتحقيقه في هذه القصّة ليس له أثرٌ على فقهها والمقصود منها، فاختلاف الرواة في العدد، مع اتّحاد المعنى، وظهور الفائدة منه مع اختلاف اللفظ؛ ذلك ممّا لا يُنافي صحّة القصّة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والتي لم تتأثر باختلاف الرواة في العدد.
ومن المعلوم أن السنة يجوز أن ترُوَى بالمعنى مع تغيُّر اللفظ، بخلاف القرآن الذي لا يجوز أن يُروَى إلا باللفظ تمامًا. واختلاف العدد في تلك القصّة وإن كان اختلافًا حقيقيًّا إلا أنه لم يؤثّر في الحكمة المستفادة منها، وهذا هو المعنى الأهمّ في الحديث.
ولذلك أخرج البخاري هذه القصّة، مع إدراكه لاختلاف العدد الوارد في روايتها؛ لأنه ليس من الصواب التوقُفُ عن قبول هذا الحديث، وهو حديثٌ يدل تعدُّد طرقه على أن أصله وأهمَّ معانيه وعامة خبره صحيحٌ عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فلا يكون من الحكمة التردّد في تصحيحه لمجرّد اختلاف الرواة في العدد، والذي لم يكن مرادًا بذاته، وإنما المراد إثبات كثرة عدد النساء، وهذا متحققٌ بأي واحدة من تلك الروايات، ليتِّضح المغزى من القصّة، وقد اتضح تمامًا، مع اختلاف الروايات الواقع!!!
*الدكتور مروان
14 - مارس - 2008
أرجو أن يتضح لدى السائل أن موقفه من صحيح البخاري ليس موقفًا علميًّا !!!    كن أول من يقيّم
 
وبناءً على هذا الجواب الثاني :
يكون البخاري أخرج هذا الحديث مصحّحًا له، مع علمه باختلاف الرواة في العدد؛ لأن هذا الاختلاف لا يؤثّر في المعنى والمقصود الأكبر من الحديث.
ولذلك فقد بَوّب البخاري للحديث مَرّة بـ (باب: من طلب الولد للجهاد)، ومَرّة في ذكر قصص سليمان في كتاب الأنبياء، ومَرّة تحت باب (كيف كانت يمينُ النبي –صلى الله عليه وسلم-)؛ لأنه ورد في الحديث قسمٌ للنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: "وايمُ الذي نفس محمدٍ بيده"، ومَرّةً بوّب له بـ (باب: الاستثناء في الأيمان) ومَرّةً تحت (باب: قول الرجل: لأطوفن الليلة على نسائي)، وأخيرًا تحت (باب: في المشيئة والإرادة).
فأنت تلاحظ أن هذه الأبواب كلّها، وهذه الفوائد جميعها لم تتأثر بالعدد، وأن البخاري لم يورد الحديث (ولا صدر الحديث أصلاً من النبي –صلى الله عليه وسلم-) لذكر عدد نساء سليمان عليه السلام!
ويصح أن نلخّص هذا الجواب بأن نقول: إذا كانت رواية السنة بالمعنى جائزة، وكان هذا الاختلاف في العدد لا يؤثر في المعنى المقصود من إيراد قصّة هذا الحديث، كان إيراد هذا الحديث باختلاف رواياته في العدد صحيحًا لا مطعن فيه على صحيح البخاري.
وهذان الجوابان كافيان لبيان أن هذا المثال والدليل الذي ذكره السائل للطعن في صحيح البخاري، لم يكن مثالاً نافعًا ولا دليلاً قائمًا لما أراده.
وهناك أجوبةٌ أخرى ذكرها الحافظ ابن حجر، في شرحه لصحيح البخاري المسمى بـ فتح الباري (6/531) شرح الحديث رقم (3424).
وبذلك أرجو أن يتضح لدى السائل أن موقفه من صحيح البخاري ليس موقفًا علميًّا ؛ لأنه غير معتمد على علم صحيح، وإن قرأ عنه بعض القراءات التي أشار إليها في آخر كلامه؛ لأن تتابع الخطأ منه في الطرح والاستدلال، وغياب كثير من المعلومات المهمّة عن ذهنه = يدل ذلك على أنه لا يتناول هذا الموضوع بعلم.
سادساً: يقول السائل: "ما دامت تلك الأحاديث قد رويت بعد مئات قليلة من السنين من وفاة نبيّكم –صلى الله عليه وسلم- فقد لُفّقت مثل الإنجيل والتوراة والزبور، فأضاف الناس آراءهم، ليُشبعوا رغباتهم".
فأقول: هداك الله! على ماذا بنيت هذه النتيجة الخطيرة؟! لقد تبيّنَ لك الآن بهذا الجواب أن استدلالاتك السابقة كلّها باطلة. فهل سترجع إلى الحقّ الذي فَقَدْتهُ بهذا الرأي الخطير؟!! هذا هو المظنون بكل راغب في الحق متعطّشٍ إليه، وأحسبك كذلك، وإلا لما كتبت هذا السؤال!
وأما إن بنيت هذا الرأي الخطير على مجرّد أن الإمام البخاري كتب صحيحه في النصف الأول من القرن الهجري الثالث، وبالتحديد بين سنة (235هـ) و (250هـ)= فهذا بناءٌ متهافت، بل هو ساقطٌ من أساسه!
أولاً: أنه ليس كل علم بينك وبين مصدره الأساس قرونٌ يكون مختلقًا، فأنت تعلم أن هناك علومًا ومؤلفات بينك وبين مؤلفيها قرونٌ طويلة، وهناك حوادث قديمة وأخبار تاريخيّة كثيرة = لا تشك في صحّتها، مع تطاول الأزمان بينك وبينها. فليس كل أمر مضى عليه زمنٌ طويلٌ أو قصير يكون باطلاً، وإلا لما قبلتَ إلا ما تراه بنفسك، وما تأخذه عن مؤلفه مباشرة، وما تحضره دون أن يكون بينك وبينه وسائط!! وهذا لا يقول به عاقل من البشر!!!
ثانياً: من قال إن السنة لم تُروَ إلا بعد مئات السنين؟! قد سبق وذكرت لك أن السنة تلقّاها الصحابة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- مباشرة، ثم تلقّاها التابعون، ثم أتباع التابعين، ثم جيل البخاري. فالرواية متصلةٌ من زمن النبيّ –صلى الله عليه وسلم- إلى زمن البخاري وزمن من بعده. وسبق أن ذكرت لك أيضًا أن تدوين السنة بدأ منذ زمن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وأن هناك مؤلفات عديدة وكثيرة وشهيرة سبقت تأليف البخاري، وبعضها يرجع إلى زمن الصحابة رضي الله عنهم، وأحلتُك إلى رسائل أكاديميّة، منها ما هو مقدَّمٌ إلى جامعات بريطانيّة.
ثالثًا: لا يشك أحدٌ أنه ليس كل المرويات مختلقاً، ولا السائل يعتقد ذلك، بدليل أنه يرى تنقية المرويات بعرضها على القرآن.
وإذا كانت المرويات منها الصحيح ومنها غير الصحيح، كان على السائل أن يسأل ويبحث: هل كان لدى البخاري وغيره من علماء السنة منهجٌ نَقْديٌّ يميزون به بين الصحيح والضعيف؟ فإن وُجد هذا المنهج، كان ذلك قائداً له إلى الاطمئنان على السنة النبويّة، وأنه يُمكن للعلماء بالسنة (كالبخاري) أن يميزوا لنا الثابت من الباطل. أمّا أن يفترض السائلُ عدمَ وجود منهج نقدي، وهو موجود، ثم يبني على افتراضه الخاطئ تلك النتيجة الخطيرة = فهذا منهجٌ لا يمتّ إلى العلم بصلة؛ لأنه مبنيٌّ على افتراضٍ مناقضٍ للواقع كل المناقضة.
رابعًا: لقد قدّمت في أول هذا الجواب وفاتحة هذا الخطاب، وقبل الخوض في الردّ على سؤال السائل: أن السنة النبويّة قد دل القرآن الكريم على أنها محفوظة، وأنها ستبقى محفوظة ما بقي دين الإسلام. وأن التشكيك في السنة تشكيكٌ في الدين كُلِّه، وأوضحتُ الدواء الناجع لمن بلغ به داء الشك إلى هذا الحدّ. ولذلك فإني أنصح السائل أن يعيد قراءة هذا الجواب مَرّات عدّة، وبتأمُّل شديد، وأن يحاول تجربة ما أرشدته إليه في أقل تقدير، وإن كان الأولى به أن يأخذ الحقّ المُسْتَدَلَّ عليه بكل قوّة وصدق، ولا يتهاون في أخذه، ولا يتراخى. لكن أخذه ولو من باب التجربة خيرٌ من تركه بالكليّة؛ ولأن النفوس مفطورة على حب الحق، فأرجو للسائل أن يثوب إليه حال سعيه إليه.
وأخيرًا: ذكر السائل أنه قرأ كُتُبًا كثيرة تؤيّد ما ذهب إليه، وهذا ليس خبرًا غريبًا؛ لأن أعداء الإسلام وأبناءَه الجاهلين بعلومه قد كتبوا بحقدٍ أو بجهل أمثال تلك الكتب. ومع أنّ الحق لا يُعرف بكثرة القائلين به، وإنما يُعرف بالأدّلة والبراهين القاطعة به، إلا أن ما كُتِبَ في نقض الكتب التي أشار إليها السائل، وفي تقرير الحق من هذه المسائل = أكثر بكثير!!
وإنه لمن دلائل العدل والموضوعيّة في البحث: أن تقرأ لأصحاب كل رأي، لتمكنك الموازنة بين أدّلة كل رأي. أمّا أن تقتصر على قراءة كتب أصحاب رأي واحد، أو أن تقرأ كثيرًا لرأيٍ ولا تقرأ إلا قليلاً للرأي الآخر، أو تقرأ أهمّ كتب رأي، وتقرأ أضعف كتب الرأي الآخر = فإنّ ذلك كله لن يعطيك القدرة على اتّخاذ الرأي الصائب والقرار الراجح غالبًا!!
وقد ذكرت في مضامين هذا الجواب مجموعةً من الكتب، وإن كنت تريد الاستزادة فأنا مستعدٌ لذلك.
فأرجو أن تجد في هذا الجواب مطلوبك، وأن تكون فيه المساعدة التي تنشدها. والله يهدينا إلى الحق، هو الهادي إلى سواء السبيل.
والله أعلم.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.


*الدكتور مروان
14 - مارس - 2008
روابط أخرى للفائدة ...    كن أول من يقيّم
 
وللفائدة هذا رابط الفتوى للشيخ حفظه الله بعنوان(إنكار السنة بدعوى أن الله لم يتعهد بحفظها ):

http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=27056
 
 
......................................................
 
 
أهم الكتب المؤلفة في رد الأفتراءت والشبه عن شيخ الأسلام ابن تيمية رحمه الله
 
 
 
......................................................
 
الجواب عن طعون في صحيح البخاري (للشيخ د. حاتم الشريف)
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
*الدكتور مروان
14 - مارس - 2008
أصنام العقل    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
الحمد لله كثيرا، والصلاة على النبي محمد المختار ، الذي أمر بالتمسك بالقرآن ، ونهى عن تدوين الأخبار على لسانه ، وبشرهم بسوء الدار، أما بعد :
 فأنا مسلم سني العقيدة مالكي المذهب ، ولست شيعيا كما أراد السيد مروان أن يستقرئ من حاسة الشم الضعيفة لديه. وأعلم أعزك الله ما يلي :
1- كنت أنتظر منك أن تأتي  برأيك   ومنتوج عقلك لا أن تذهب للمواقع وتسلخ ذاك الرد المنشور في عدة مواقع إسلامية ، وموضوعه غير الموضوع الذي أريده..
2- أن الكتب التي أشرت إليها سابقا ( أنظر أعلاه)  كلها تشير أن ما يطلق عليها الصحاح تحتوي على كثير من الأخطاء في المتون والأسانيد، وهم علماء تقاة ، ويكفيك مثالا أن الشيخ الألباني أعاب الكثير من المشهور، وقدم على ذلك مثالا حديث عبد الله بن عباس (ر) مع زوج الرسول (ص) السيدة المصون ميومنة.
3- أن الأحاديث التي جعلتها موضوعا للنقد هي أحاديث مشهورة، وهي قليلة .
4-  أن النقد لا يعنى الهدم والتشكيك ، بل النقد يعني العلم واليقين .
5- أن كثيرا من الأحاديث تناقض صريح القرآن الكريم .
6- أن الراوة الثلاث ( عائشة ( رضي الله عنها ) وعبد الله بن العباس ( رض الله عنهما ) وأبو هريرة ( رضي الله عنه) يشكلون 80 بالمئة من الحديث المروي في كل الصحاح . وهذا يخالف الواقعة التاريخية ( صغر السنة وقلة الصحبة للرسول خاصة أبو هريرة الدوسي ) . كما أن الوضاعين استغلوهم كأسماء مشهورة لوضع الأحاديث خاصة في المجال السياسي والمنفعي .
7- ان الذاكرة الخرافية التي اتسموا بها تتناقض مع حقيقة تاريخية ، والمتمثلة في عدم تدوين خطب جمعة الرسول ، والتي بلغ تعدادها التقريبي 847 خطبة ، إذ لم تُدون حسب المختصين إلا 8 خطب وأغلبها غير كاملة . مع العلم أن خطب الرسول من حيث المكان والزمان تُعد متواترة لحضور الناس ليوم الجمعة ( أغلب الصحابة والمسلمين ). والسؤال الدقيق : لمَ لم تُدون خطب الرسول ؟؟؟؟  مع العلم أنها سنة قولية .
8- لمَ منع الخلفاء الراشدون عليهم أفضل الذكر وأخلص الرضوان تدوين الحديث، ودأبوا على طرد المحدثين وحبسهم وتعنيفهم ، وخاصة الخليفة الفاروق.
9- أن أحاديث السنة بالرغم مما فيها من الخلل القليل هي أفضل من حيث التدوين والجرح والتعديل من مثيلاتها لدى إخواننا الشيعة . وليكن في علم السادة أني اطلعت على بعض ما كتب الطرفان ( السنة والشيعة) فوجدت متون أحاديث الشيعة واهية من حيث البناء اللغوي، أما السند فهو مردود لوجود أسماء لا تاريخ لها، كما أن الشيعة معيارهم عصمة الإمام ، وهذا المعيار من حيث النقد العلمي لا حجة له.
10- إذا استمر النقاش بروح علمية، فسنعرض بعض الأحاديث المروية في صحيح البخاري ونحاول أن نناقشها لأجل التعرف على بعض الأخطار التي تحملها ضمنيا كالتعريض بشخص الرسول عليه الصلاة والسلام.    
           وأرجو من السادة الكرام التحلي بآداب الحوار، وأن الذي ليس له بضاعة فليصمت ، وأرجو من كل من يريد أن يحاور أن لا ينقل ما هو موجود في المواقع ، فتلك مصيبة والمصيبة أعظم أن تأتي من أستاذ جامعي كما يعرف نفسه.  
                                                                                          د. عبد القادر بوعرفة / أستاذ محاضر وكاتب.          
bouarfa
14 - مارس - 2008
حديث حرم المدينة    كن أول من يقيّم
 
من أكثر الأحاديث أهمية حديث (حرم المدينة المنورة) والذي يستفاد منه معرفة حدود الحرم المدني، والشائع على الألسنة اليوم أن حدود الحرم المدني هي ما بين الحرتين شرقاً وغرباً، وما بين جبل عير وثور شمالاً وجنوباً.
وقد تورط كثير من الجغرافيين في الاعتراض على نص حديث الحرم، كما سيأتي وبقي الخلاف قائما حتى قامت أخيراً بعثة دينية لوضع حد لهذا الخلاف، مع أن حدود الحرم كان من المفترض أن تكون معروفة منذ عهد الصحابة (ر).
في البدء أنقل نص الحديث وقد ورد في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث بروايات عدة:
(عن بريدة بن سويد بن طارق التيمي قال. رأيت عليا على المنبر يخطب فسمعته يقول. لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة؛ وإذا فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات. وحديث المدينة حرم ما بين عير إلى ثور)
وقبل أن أسوق نصوص اعتراض الجغرافيين، أنقل هنا جواب الشيخ ابن باز على سؤال يتعلق بالاستفسار عن حدود الحرم، ويمكن الاستماع إلى جواب الشيخ هنا على هذا الرابط
 http://www.ibnbaz.org.sa/mat/20443
ونص السؤال: (نرجو من سماحة الشيخ توضيحاً مفصلاً لحدود حرم المدينة النبوية, حيث اتسعت رقعة العمران, ولا يدري بعض السكان "سكان المدينة" أهو داخل الحرم أم خارجه؟
) أجاب الشيخ (قد بلغني أنه لا حدود, فالنبي -صلى الله علية وسلم-قال: (ما بين عير إلى ثور) عير في جهه وثور في جهة أخرى, وفي بعضها ما بين لا بتيها, وقد بلغني أنه لا حدود الآن توضح الحرم حرم المدينة, وفي الإمكان سؤال العلماء في المدينة لأن هناك حدود.. حين وجودي في المدينة.. وفي الجامعة هناك اهتمام بوضع الحدود اللازمة ولعلها وضعت.(
وأورد هنا كلام الجغرافيين وبعض علماء الحديث وأنبه إلى أن ما أشار إليه ياقوت بقوله: وقال بعض الرواة: من عير إلى كذا) المراد به صحيح البخاري، فمن ذلك الحديث  [ 1768 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم أبو عبد الرحمن الأحول عن أنس رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة حرم من كذا إلى كذا لا يقطع شجرها ولا يحدث فيها حدث من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) والحديث [ 1770 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني أخي عن سليمان عن عبيد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حرم ما بين لابتي المدينة على لساني قال وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بني حارثة فقال أراكم يا بني حارثة قد خرجتم من الحرم ثم التفت فقال بل أنتم فيه) والحديث  [ 1771 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضى الله تعالى عنه قال ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل وقال ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل)
قال ياقوت في (مادة: ثور): (وفي حديث المدينة أنه صلى الله عليه وسلم حرّم ما بين عَير إلى ثور. قال: أبو عبيد أهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلاً يقال له ثور وإنما ثور بمكة قال فيرى أهل الحديث أنه حرم ما بين عير إلى أحُد وقال غيره إلى بمعنى مع كأنه جعل المدينة مضافة إلى مكة في التحريم وقد ترك بعض الرواة موضع ثور بياضاً ليبين الوهم وضرب آخرون عليه، وقال بعض الرواة: من عير إلى كذا، وفي رواية ابن سلام: من عير إلى أحد، والأول أشهر وأشد. وقد قيل إن بمكة أيضاَ جبلاً اسمه عَير ويشهد بذلك بيت أبي طالب المذكور اَنفاً فإنه ذكر جبال مكة وذكر فيها عيراً فيكون المعنى أن حرم المدينة مقدار ما بين عير إلى ثور اللذين بمكة أو حرم المدينة تحريماً مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ووصف المصدر المحذوف ولا يجوز أن يعتقد أنه حرم ما بين عير الجبل الذي بالمدينة وثور الجبل الذي بمكة فإن ذلك بالإجماع مباح)
وفي كتاب الأماكن للحازمي (مادة عير) (أما اْلأَوَّلُ:- بِفَتْحِ العين وسكون الياء التي تَحْتَهَا نُقْطَتَان-: جبل بالمدينة، وفي الحديث:- حرم رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم ما بين عير إلى أحد- هذه الرواية الصحيحة، وقيل: إلى ثور، وليس له معنى)
وفي معجم ما استعجم (مادة ثور): (روى الحربي، من طريق ابراهيم التيمي، عن ابيه، عن علي، قال: حرم النبي صلى الله عليه وسلم مابين عير إلى ثور. قال ثور: الجبل الذي فيه غار النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأنشد عمرو عن ابيه:
ومرسى حراء والأباطح كلّها  بحيث التقت اعلام ثور ولوبها
وقال مصعب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بالمدينة، وليس في المدينة ثور ولا عير، فالله اعلم بمعناه.
وذكر أبو عبيد هذا الحديث، وقال: عير وثور جبلان بالمدينة. قال: وهذا حديث اهل العراق، واهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلا يقال له ثور، وانّما ثور بمكة؛ فيرى ان الحديث انما اصله: ما بين عير إلى احد.)
وفي النهاية لابن الأثير: (وفيه أنه حَرَّم المدينة ما بَين عَيْر إلى ثَوْرٍ هما جَبلان: أما عير فجَبل معروف بالمدينة، وأما ثَوْر، فالمعروف أنه بمكة، وفيه الْغار الذي بات به النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا هاجر، وفي رواية قَليلة مابَيْن عَير وأحُدٍ وأحُدُ بالمدينة، فيكون ثَور غَلطا من الرّاوى وإن كان هو الأشهر في الرواية والأكثر. وقيل إن عَيْرا جبل بمكة، ويكون المراد أنه حَرَّم من المدينة قَدْرَما بين عَير وثور من مكة، أو حَرَّم المدينة تَحْريما مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة، على حذف المضاف وَوَصْفِ المصدر المحذوف.)
وفي كتاب تاريخ مكة المشرفة (نشرة الوراق ص 114): (قال المازني: نقل بعض أهل العلم أن ذكر ثور هنا وهم من الراوي؛ لأن ثوراً بمكة، والصحيح ما بين عير إلى أحد. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: إن عيراً جبل معروف بالمدينة، وأن ثوراً لا يعرف بها وإنما يعرف بمكة. قال: فإذا نرى أن أصل الحديث ما بين عير إلى أحد. وكذلك قال غيره. وقال أبو بكر الحازمي: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عير إلى أحد قال: هذه الرواية الصحيحة وقيل: إلى ثور. فليس له معنى. انتهى.) وأخيرا أنقل بيان لجنة التنقيب عن جبل ثور نقلا عن موقع http://www.moudir.com/vb/archive/index.php?t-1172.html
تحديد جبل " ثور " بالمدينة المنورة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله خاتم النبيين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
وبعد : فلما كان تحديد حرم المدينة النبوية من المسائل المهمة لما يترتب عليه من أحكام وفضائل وثواب وعقاب ، وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : [ المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ] فجعل بذلك الحد الجنوبي لحرمها جبل عير ، والحد الشمالي جبل ثور ، وكان جبل عير معروفا مشهورا ، لا لبس فيه ولا إشكال ، بينما ثور اختلف العلماء المتقدمون في تعيينه ، وبعضهم أنكر وجوده في المدينة ، وخفي تعيينه على أهل العصر ، فكثرت فيه أقاويلهم وظنونهم ، فكاد يندرس خبر هذا المعلم : صح العزم منا نحن المذكورة اسماؤهم في هذا التحقيق ، الموقعين عليه ، على تحرير هذه المسألة وتعيين هذا الجبل .
فتتبعنا - أولا -  كلام المتقدمين في وصفه ، وتحديد موقعه ، فوجدنا أنهم اتفقوا على أنه جبل منفصل صغير مدور خلف أُحُد من شماليه ، وذكر " الجمال المطري " أنه جبل صغير مدور خلف أحد من شماليه ، وزاد " المحب الطبرى " نقلا عن أبي محمد عبد السلام بن مزروع البصرى ، المجاور بالمدينة ، وهو من أهل القرن السابع ، أنه حذاء أحد عن يساره ، جانحا إلى ورائه
 .قال " السمهودى " " وكأن ثورا سمي باسم فحل البقر ، لشبهه به ، وهو إلى الحمرة أقرب ، وقد صح بما قدمناه أن أحدا من الحرم : لأن ثورا حده من جهة الشام ، كما أن عيرا حده من جهة القبلة " ، فتبين من هذا أن ثورا في الشمال ، في جهة الشام من المدينة ، وأنه خلف أحد ، أو عن يساره ، جانحا إلى ورائه . والعادة عند اهل الجهات والجغرافيين أن يجعلوا الشرق عن اليمين والغرب عن اليسار ، فيكون الشمال قدام الواقف ، والجنوب خلفه .وعليه فغرب أحد هو يساره ، أي : في ناحية وادي إضم ومجمع الأسيال ، فجبل ثور حسب وصف من ذكرنا ينبغى أن يكون قريبا من هذه الجهة فمن رأى أنه عند مدخل وادى نعمان أو هو ( مقعد مطير ) كما يسمى اليوم - فقد أخطا لان تلك الجهة شرق أحد والمدينة وليست شمالهما ويمين احد ، وليست يساره .
وقد بحثنا خلف أحد من شماليه عن جبل تنطبق عليه الأوصاف فوجدنا أكثر من جبل فرأينا أن تعيين مثل هذا يمكن أن يعتمد فيه على أخبار ( العربان ) القاطنين في تلك الناحية لأن أهل المدينة من الحاضرة خفي عليهم ذلك ، كيف وقد سبقنا إلى الاعتماد على خبر العرب من أهل الديار الذين من عادتهم حفظ مثل هذا وتناقله : أبو محمد عبد السلام بن مزروع البصرى كما نقله عن " المحب الطبري " في الأحكام .
لذلك جرى سؤال الكبار من " ولد محمد " القاطنين في شمالي أحد ، ومن غيرهم ، ممن جاورهم فاتفقوا على جبيل صغير مدور شمالي أحد أو حذاءه من يساره ، جانحا إلى ورائه يشبه الثور ، ويقع على ضفاف وادي النَّقمىّ ويحده الوادي من الشمال وطريق الخُليل من الغرب ، يسميه العوام من ( ولد محمد ) وغيرهم جبل ( الدَقَّاقات ) ، وقد خرج إلى موقعه - لأول مرة - كل من : عمر محمد فُلاَّته ، مدير مركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالجامعة ، والدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ : الاستاذ المشارك بقسم التفسير وعلوم القرآن بالدراسات العليا بالجامعة ، والدكتور مرزوق بن هياس الزهرانى ، وكيل مدير مركز خدمة السنة والسيرة النبوية ، والأستاذ المساعد بقسم السنة النبوية بكلية الحديث الشــريف بالجامعة ، ومعهم كل من : عبد الهادى بن حسن كابلى ، مدير مكتب الشيخ عمر محمد ، ونما بن حسين الظاهرى ، مرافق الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد واطلعوا جميعا على الجبل المذكور .
ثم في 9/5/1410 هـ خرج - مرة أخرى - كل من : عمر محمد فلاته ، وعبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ، ومعهما : نما بن حسين الظاهري ، ومطلق بن سعيد السَّكرانيّ المحمدى ، وظافر بن مطر التميمى ، واطلعوا على الجبل ، مرة أخرى ، وجرى تعيينه .
ثم خرج - مرة ثالثة - عمر محمد فلاته ، ومعه : حماد بن محمد الأنصارى ، واطلعا على الجبل ، وقد سأل الأخ " نما " المذكور عددا من شيوخ البادية منهم : " محمد بن ضيف الله القرافي " من بنى سالم ، وكذلك سأل الشيخ خالد بن محمد النزهة ، مدير إدارة مركز خدمة السنة والسيرة النبوية " فايز بن شريدة الحويفي المحمدى " و " حضرم بن ضيف الله الحويفى " فاتفقوا كلهم على تعيين جبل ( الدقاقات ) وأنهم يعرفون خلفا عن سلف أنه هو جبل ثور ، ويسمى عندهم جبل ثور .
وأما اسم ( الدقاقات ) فطارئ عليه ، إنما أطلقه عليه العوام منهم ، بسبب أن نساءهم كن ينصبن ( مدقاتهن ) لدباغ الجلود ونحو ذلك عليه .
وذكر " مطلق بن سعيد السكراني " أنه يتذكر يوم دخول الجيش السعودى إلى المدينـــة عام 1344 هـ ، بقيادة الأمير محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، الذى أقبل على المدينة - شرفها الله - من الشرق ، من وادي النقمي ، وكان " مطلق " يومها فتى في العاشرة من عمره ، فهو يتذكر أن " مطلق السكراني " من أمراء ( ولد محمد ) أرسل رسولا من قبله ومعه " سعيد السكراني " من عبيده ، وهو والد " مطلق " هذا يوصي المحاميد بأن يخرجوا لاستقبال الأمير محمد عند جبل ثور ، وأن يدلوه على مداخل المدينة ، وقد فعلوا ذلك واستقبلوه عند هذا الجبل ، المسمى بجبل( الدقاقات ) فهو كان ولا يزال معروفا لدى ( المحاميد ) وغيرهم من العربان بأنه جبل ثور .
وبهذا تم حسب رأي الموقعين على هذا التحقيق تعيين جبل ثور ، وأنه هو نفسه هذا الجبل الذى يسميه - اليوم - عوام المحاميد وغيرهم جبل ( الدقاقات ) وموقعه - كما أشرنا - آنفا - شمالي أحد من جهة الغرب ، ويقع على يمين الماشي في الطريق إلى الخليل ، ويحده " وادي النقمي " من شماليه و " مبنى مصلحة المجارى والصرف الصحي " من جنوبه ، وهو قريب من " بستان الصادقية " و " بستان الزبير  "ومما زادنا اطمئنانا لهذا التحديد كلام ذكره " على بن موسى أفندى " كان حيا سنة 1320 هـ في كتابه " وصف المدينة " المنشور ضمن مجموعة في تاريخ المدينة عني بنشرها وتحقيقها الشيخ حمد الجاسر ، وطبعت سنة 1392 هـ ، قال في الصفحة الثلاثين ما نصه : " وأما ثور فهو في نهاية مفيض الصادقية بالجهة الشامية : جبل منقطع صغير أحمر ، وفي السبخة التي من قبليه على ما ورد في الحديث يكون نزول الأعور الدجال في آخر الزمان.
وعليه ، فيقترح الموقعون على هذا التحقيق على من يعنيهم الأمر ، من المسؤولين الكرام اعتماد هذا التحديد ، والعمل على إبراز هذا المعلم من معالم حرم المدينة النبوية - شرفها الله - وإظهاره ، حتى يعرفه الناس ، وتعرفه الأجيال القادمة .
والله الموفق والحمد الله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
كتبه بخطه عبد العزيز بن عبد الفتاح بن عبد الرحيم القارىء في الثانى عشر من جمادى الآخرة سنة 1410هـ .
الموقعون :
- عمر محمد فلاته /  مدير مركز خدمة السنة النبوية بالجامعة الإسلامية والمدرس بالمسجد النبوي الشريف.
-  حماد بن محمد بن محمد الأنصاري / الأستاذ بشعبة السنة النبوية بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- مرزوق بن هياس الزهراني / وكيل مركز خدمة السنة والسيرة النبوية والأستاذ المساعد بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- عبد العزيز بن عبد الفتاح القارىء / الأستاذ المشارك بشعبة التفسير وعلوم القرآن بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
 
*زهير
15 - مارس - 2008
Bouarafa ، وحديث ميمونة.    كن أول من يقيّم
 
"حديث ابن عباس [رضي الله عنهما] : قال:" تزوج أو نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرِم".
*" نكاح المحرِم جائزٌ عند ابن عباس ، وغيرجائز عندالإمام علي" ( معجم فِقه السَّلَف4/109).
* ومع ابن عباس أبوحنيفة.(المفصَّل2/336).
*د يحيى
15 - مارس - 2008
Bouarafa ،وبعض الأسئلة.    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم. 1- ماذا تقول في حديث النصف من شعبان ؟
               2- هل أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج ؟
               3- هل تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فم عثمان بن أبي العاص وقال: " اُخرُجْ عدوَّ الله" ؟.
               4- هل سحر لبيدُ بن الأعصم سيّدنا رسول صلى الله عليه وسلم ؟ وهل سحرته امرأة من خيبر، اسمها زينب ؟.
               5- هل صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر رضي الله عنه النساءَ ؟.
               5- ما صِحّة هذا الحديث الشريف: " لَيأتينّ هذا الحجرُ يومَ القيامةِ وله عينان يُبصِرُ بهما، ولسانٌ ينطِقُ به ، يشهد على من استلمه بحق " ؟ .
               6- ماصِحّة الحديث : " من زار قبري وجبت له شفاعتي " ؟.
               7- هل " إنك لا تُخلِف الميعاد "من الحديث الشريف ؟.
*د يحيى
15 - مارس - 2008
سحر الرسول    كن أول من يقيّم
 
** عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن – قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا – فقال : يا عائشة : أعلمت إن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب 0 قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً 0 قال : وفيم ؟ قال : في مشط ومشاقة – أي ما يغزل من الكتان - 0 قال وأين ؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة – أي حجر في أسفل البئر - في بئر ذروان ، قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه ، فقال : هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين0 قال : فاستخرج 0 قال : فقلت : أفلا أي تنشرت ، فقال : أما والله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد منه شراً ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الطب ( 50 ) – برقم 5766 ) 0).
** وجاء كذلك : سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله 0 حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب – أي مسحور - ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر 0 قال : وأين هو ؟ قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه 0 فجاء فقال : يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين – أي كونها وحشة المنظر - ، قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا 0 فأمر بها فدفنت ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين - رضي الله عنها - بأسانيد مختلفة 0
   ** الإعتراض
·    مقام النبوة مقام عصمة ، والعصمة تقتضي أن يكون المعصوم معصوما عن كل ما يقدح كماله العقلي والخلقي . والسحر انتقاص في لحظته من الكمال العقلي . أما الاحتجاج بأن العصمة تجيز الجرح وكسر السن والمرض فهو مغاطة ، ونسميها نحن في المنطق أغلوطة الحد الرابع ، فما ذكر يدخل في الحياة اليومية باعتبار النبي بشر وإنسان ( يمشي ، ياكل ، يتبول ن يتغوط ،  يحب ،  يكره ما يستوجب الكره ، يعاف بعض الأطعمة ،  يُجرح ، وقد يقتل كما حدث مع كثير من الأنبياء والرسل .. ) أما السحر فليس من الحياة اليومية وإنما هو أمر خارق لو أُصيب به النبي  تُرفع عنه النبوة لعدم إمكان التقاء وحي الرحمان بهلوسة الشيطان .
·    أننا بهذا  الحديث ( هو من الآحاد ) نقدم للطاعنين في القرآن الكريم أهم  دليل على أن القرآن منتوج السحر والشيطان . ( راجع ما يكتبه القساوسة وما يحتجون به على عظمة القرآن ، فهم يقولون أن القرآن في سحر وبيان قوي لأنه من السحر ومس الشيطان.)
·    لو أن النبي  سُحر بالفعل لكان حديث كل النّاس صحابة وغيرهم ، ولكان الخبر متواترا . فكيف ننقله فقط عن عائشة أم المؤمنين رض الله عنها. أو بمعنى آخر لما تُخبرنا عنه أزواجه، وقد كن يخبرن الناس بأصغر التفاصيل كالجنابة والجماع .....
·     أن الحديث المروي في الصحيحين يتعارض مع تفنيد قرآني قاطع : {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا *   انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الفرقان 8 - 9) ، وقال جل وعلا : { نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا *  انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الإسراء 47 - 48) .   وقوله تعالى : { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ}
·    ولنفرض أن الحديث صحيح ،  فهو من حيث النوع آحاد ، والآحاد لا يؤخذ بها في باب العقائد وعصمة النبي صلى الله عليه وسلم من تأثير السحر في عقله عقيدة من العقائد لا يؤخذ في نفيها عنه إلا باليقين ولا يجوز أن يؤخذ فيها بالظن والمظنون. وفي هذا الشأن قال قال الأستاذ محمد عبده : " ولا يخفى أن تأثير السحر في نفسه عليه السلام حتى يصل به الأمر إلى أن يظن أنه يفعل شيئاً وهو لا يفعله ليس من قبيل تأثير الأمراض في الأبدان ولا من قبيل عروض السهو والنسيان في بعض الأمور العادية بل هو ماس بالعقل آخذ بالروح وهو مما يصدق قول المشركين فيه : ( إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجلا مَسْحُورًا) 0 وليس المسحور عندهم إلا من خولط في عقله وخيل له أن شيئاً يقع وهو لا يقع فيخيل إليه أنه يوحى إليه ولا يوحى إليه 0
      وقد قال كثير من المقلدين الذين لا يعقلون ما هي النبوة وما يجب لها أن الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة قد صح فيلزم الاعتقاد به وعدم التصديق به من بدع المبتدعين لأنه ضرب من إنكار السحر وقد جاء القرآن بصحة السحر 0"
·    الاحتجاج بسحرة موسى  غير دالة على سحر الرسول ، فموسى عليه السلام لم يُسحر بالطريقة المقدمة في الحديث، بل القرآن نفسه يشير أن السحرة استعملوا الخداع البصري ، والخداع البصري ظاهرة سحرية معروفة لا تؤثر لا على العقل ولا على البدن.
·    أن عائشة رضي الله عنها أُستغل اسمها كثيرا من طرف الحاقدين على الدين والرسول ، فوضعوا على لسانها ما لم تقله أصلا. ونحن نعلم أن المنتفع من وضع  الحديث هم اليهود والساسة والتجار ... وفقهاء السلطة وأنصار المذاهب المتعصبة.
·     أن مدة السحر المزعوم استغرقت ستة أشهر كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، ( أحمد 23211 ) وهذا أمر غريب ، وكيف ياتي الحديث من قبل عائشة فقط .
·     والأمر الأكثر غرابة ، لما لم يذكر الرواة على طول 23 سنة رجلا أو صحابي  سحر في عهد النبي  ؟؟؟؟؟  
·     أن كل علماء  السيرة والسنة يقولون  أن الشياطين صُفدت وقُيدت عند نزول أول آية ولم تتحرر إلا بعد وفاة الرسول ، وعليه أيها السادة كيف يسحر لبيد بن الأعصم الرسول والشيطان مصفد ، ونحن نعلم علم اليقين أن السحر الأكبر لا يمكن أن يكون إلا بحضور الشيطان الذي يبيع له الساحر نفسه؟؟؟؟؟؟  
ولا أريد أن أطيل في سرد الاعتراضات ، فلقد سبقني إلى ذلك كثير ممن هم أعلم مني بالدين أمثال شيخ الدعاة محمد الغزالي ، والذي رفض الحديث. واحتج بعدم أحجية الآحاد في العقائد وإمكانية قبولها في المعاملات فقط..
bouarfa
15 - مارس - 2008
سحر الرسول 2    كن أول من يقيّم
 
        وحاولت أن استوضح الأمر من بعض مرجعيات أنصار السلفية ( مُقلدة العصر) وبما أني أكن كل الاحترام والتقدير لشيخ الألباني، فقرأت رأيه في المسألة فقال: " سحر الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت في الحديث الصحيح أنه وقع في المدينة ، وعندما استقر الوحي واستقرت الرسالة ، وقامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم ، تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له سحرا في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ، لكن لم يزل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيم يحدث به الناس ، ويكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ، لكنه أحس بشيء أثر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة رضي الله عنها : إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء وقال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي ، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها .
أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يعصم منه عليه الصلاة والسلام ، بل أصابه شيء من ذلك ، فقد جرح يوم أحد ، وكسرت البيضة على رأسه ، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر ، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل ، ومما كتبه الله عليه ، ورفع الله به درجاته ، وأعلى به مقامه ، وضاعف به حسناته ، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة ، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم.  والله أعلم. " انتهى قول الشيخ.
 
** التعليق على قول الشيخ :
    إن الشيخ كعادة أنصار السلفية ، عندما يصطدمون بقوة الحجة والبيان ، يحولون  المسألة إلى نوع من التبرير القاتل، الذي هو عبارة عن رد فعل وليس رد عقل ، فنتأمل بعد تفكيك خطابه إلى الوحدات المُشكلة لخطابه :
1-         القرآن لم يستقر  ولا الرسالة إلا بعد أن أتم الرسول عليه الصلاة والسلام { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..} المائدة / 3.  فكيف يحكم الشيخ أن زمن سحر النبي أن القرآن كان مستقرا ، مع العلم أن تاريخ السحر المفترض كان بعد صلح الحديبية وقد نزلت كثير من الآيات والسور بعد تلك الحادثة.
2-      كيف أمكن للبيد أن يتحصل على شعر الرسول ، والأحاديث النبوية الصحيحة تشير أن الرسول عليه الصلاة كان أكثر الناس حرصا على أموره الخاصة ( الأظافر ، البول، البراز، ..).
3-     لنفرض أن السحر المزعوم كان موجها لأهله كما يقول الشيخ فقط ، وهو ما يحصل في كل الأسر ، هذا يدل على أمور خطيرة تقدح في بيت الرسول كله : أولها أن لبيد  سحر الرسول بناء على طلب من أحد زوجات الرسول حتى تستمليه إليها كليا ( دافع الغيرة) ، فيتخيل له أن أتى غيرها وفي الحقيقة أنه لم يأتها. وثانيها أن لا أحد يمكنه الاحتفاظ بشعر الرسول إلا أهل بيته . وثالثها أن لبيد لو سحر الرسول فعلا فما الغاية أن يسحره فقط ( موضوع الأهل).
4-            وبالتالي يصبح العذر المقدم أقبح من الذنب المرتكب.  
5-        أن الشيخ معروف بمنهج الجرح والتعديل ، والحديث المروي فيه انقطاع عن حماد بن أسامة وقد مات حماد سنة ( 201 ) ه ، حيث كان عمر البخاري سبع سنين. ! .. وتجريح في شخصية هشام هشام بن عروة بن الزبير بن العوام  ، ولقد قال عنه العسقلاني في ( طبقات المدلسين ) 1/26 من أبي بكر الخطيب البغدادي فقال إن هذا يقتضي ( أنه حدث عن أبيه بما لم يسمعه منه ، وهذا هو التدليس . ) ـ كما ورد في ( تقريب التهذيب ) 1/573.   أما الحديث المروي   5321 ،  فإن سنده يرويه ابن سعد الزهري عن شيخه الواقدي : محمد بن عمر بن واقد : معروف بالكذب ، كان يقلب الأحاديث ، ليس بشيء ولا يكتب حديثه كما ورد في ( الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ) 3 / 87 .
هذا بعض ما يسمح به المقام والمقال. ونرجو من الأخ يحي عدم الاهتمام بالغرب  وعلاقته بالإسلام ، لأن المشكلة أصبحت في بيتنا ، فالشباب اليوم أصبح يتنصر ويتهود ويَتبوذُ ، وأغلبهم يحتجون بعدم عقلانية الإسلام في كثير من الأحاديث ، وأنت تعلم ما ذا فعل حديث ( عليكم ببول الإبل فإنه دواء من كل داء) وارجو منك أن تكون ممنهجا في كتابتك  ، وأن لا تخلط  بين الأمور، وعند نقل الشواهد التأكد من عدم الخطأ والغلط ، وخاصة الآيات الكريمة.
أما الأخ زهير ، ما قدمته هو ما يجب أن نبحث فيه بالفعل ، ولقد أعجبني المثال الذي قدمته ( حرم المدينة) إذ كيف اجتهدت المؤسسات في فهم الحديث بالرغم من الاختلاف ، وهذا هو المهم ، فنحن اليوم بحاجة إلى فهم واجتهاد فيما فُهم في عصر الانحطاط ، وأصبح مرجعية إلى اليوم .
{ إن كذباً عليّ ليس ككذب على أحد ، من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار }
bouarfa
15 - مارس - 2008
Bouarafa ، وحديث سحر الرسول.1    كن أول من يقيّم
 
سحر الرسول:  أنا يحيى مصري . كنت سألت Bouarafa عن حديث سحرالرسول الكريم ، صلوات ربي وسلامه عليه ، فأجاب :   
 
       " وحاولت أن استوضح الأمر من بعض مرجعيات أنصار السلفية ( مُقلدة العصر) وبما أني أكن كل الاحترام والتقدير لشيخ الألباني، فقرأت رأيه في المسألة فقال: " سحر الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت في الحديث الصحيح أنه وقع في المدينة ، وعندما استقر الوحي واستقرت الرسالة ، وقامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم ، تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له سحرا في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ، لكن لم يزل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيم يحدث به الناس ، ويكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ، لكنه أحس بشيء أثر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة رضي الله عنها : إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء وقال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي ، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها .
أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يعصم منه عليه الصلاة والسلام ، بل أصابه شيء من ذلك ، فقد جرح يوم أحد ، وكسرت البيضة على رأسه ، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر ، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل ، ومما كتبه الله عليه ، ورفع الله به درجاته ، وأعلى به مقامه ، وضاعف به حسناته ، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة ، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم.  والله أعلم. " انتهى قول الشيخ.
 
أولاً : لم يذكر لنا المرجع ، ورقم الصفحة !!!!!
ثانياً:لشيخ الألباني: هل يقصِد شيخ الألباني أم هو نفسه؟
ثالثاً: فيم :هل يريد أن يسال ؟
ثانياً : قارنوا- يا حضرات- المشار إليه باللون الأصفر. والمثال أفصح من المقال :
 
***في صحيح سنن ابن ماجه باختصار السند ، تأليف محمد ناصر الدين الألباني ، الرياض ، المجلد الثاني ، ص272:
" عن عائشة قالت : سحر النبيَّ ، صلى الله عليه وسلم، يهوديٌّ من يهود بني زُرَيق ، يقال له : لبيد بن الأعصم ، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله .
قالت : حتى إذا كان ذات يوم ، أو كان ذات ليلة ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم دعا ، ثم دعا ، ثم قال :
" يا عائشة ! أشَعَرتِ أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان ، فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رِجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رِجلي ، أو الذي عند رِجلي للذي عند رأسي : ما وجعُ الرَّجل ؟ قال : مطبوب. قال : مَن طبَّه ؟ قال: لبيد بن الأعصم . قال : في أي شيء ؟ قال : في مُشط ومُشاطة و جُفِّ طَلْعة ذَكَرٍ
قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذي أرْوان " .
قالت : فأتاها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في أناس من أصحابه ، ثم جاء فقال : "واللهِ يا عائشةُ ! لَكأنّ ماءَها نُقاعة الحِنّاء ، ولَكأنّ نخلَها رؤوس الشّياطين " .
قالت : قلتُ يا رسول الله ! أفَلا أحرَقتَهُ ؟ قال : " لا. أمّا أنا فقد عافاني الله ، وكرِهتُ أثيرَ على الناس مئة شرّ ". فأمر بها ، فدُفِنتْ .
   قال الألباني ، رحمة الله عليه ، عن هذا الحديث إنه :   صحيح .
 
*الحاشية:
قال الألباني : " ( يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله) ؛ أي يخيل إليه القدرة على الفعل ، ثم يظهر له، عند المباشرة ، أنه غير قادر عليه . وليس المراد أنه يخيل إليه أنه فعل ، والحال أنه ما فعله . ( مطبوب) ؛ أي مسحور. كنّوا بالطب عن السحر ؛ تفاؤلاً ، كما كنوا بالسليم عن اللديغ . ( مُشاطة) : الشعر الذي يسقط عن الرأس واللحية عند التسريح بالمُشط . ( جُف) : وعاء الطلع ، وهو الغشاء الذي يكون فوقه .( بئر ذي أرْوان):
بئر لبني زُرَيق بالمدينة . ( نُقاعة الحِنّاء ) : ما ينقع فيه الحناء ؛ أي متغيّر اللون.
*د يحيى
15 - مارس - 2008
 1  2  3  4