جوتهولد فايل ( ت 1960 م ) مستشرق ألماني متميز بجهوده في خدمة اللغة العربية نحوا ولغة وعروضا. أهم أعماله، التي أوردها مترجم مقالته "العروض" في دائرة المعارف الإٍسلامية الدكتور علي عبد الله إبراهيم ونشرها في مجلة الدراسات اللغوية في فبراير 2006 م، ما يلي: - تناول حمزة عليف لنظريتي الزمخشري ، وابن الأنباري في اللغة العربية، ميونيخ 1905 م. - مدارس الكوفة والبصرة النحوية : عرض لكتاب ابن الأنباري ( الإنصاف ) ، ليدن ، 1913 م . - القواعد النحوية للغة العثمانية التركية ، برلين ، 1917 م . - نصوص تترية ، برلين 1930م . - أشكال الأوزان العربية القديمة ونظمها ، فايسبادن، 1958 م. وكان هذا الكتاب الأخير محل اهتمام وجدل طويل بين كثير من العروضيين العرب، كما كان من أشدهم ضراوة في نقده الدكتور كمال أبو ديب في كتابه "في البنية الإيقاعية للشعر العربي" الصادر عام 1974 م . واليوم ، يخرج علينا الأستاذ بشير بركات، مدير دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون والآداب بالقدس، بأول ترجمة لأحد أعمال فايل عن الألمانية مباشرة. يصف الأستاذ بشير جهوده في ترجمة هذا الكتاب في الفقرة التالية التي بعث بها إلي، فيقول : لقد كان چوتهولد ڤايل يكتب بلغة ألمانية رصينة ومعقدة، وقد ترجمت له كتاب "مدخل إلى كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري" والذي صدر في العام الماضي عن مؤسسة دار الطفل العربي في القدس وجاء في 141 صفحة من القطع المتوسط. ومما كتبت في أول الترجمة: "إن هذا المستشرق العظيم ﭽوتهولد ڤايل الذي لم يدخر وسعا في التدقيق والتمحيص في سبيل المعرفة المجردة قد شحذ همتي حتى تجرأت على السير نحو شاطئ النحو العربي والتأمل فيه، إلا أن أمواجه العالية واصطدامها بالصخور العاتية قد سلبت البأس من عزمي على خوضه. "ولقد أخذتني الحيرة في دوافع ڤايل التي حفزته على بذل تلك الجهود العظيمة حتى تمكّن من نحونا العربي وغاص فيه إلى عمقٍ أتاح له الإدلاء بآرائه الخاصة والخروج بتحليلات ربما لم يسبقه إليها أحد. لكن ڤايل حدد دوافعه عندما تحدث عن موقف المستشرقين من الخلاف بين البصريين والكوفيين، فقال: "ونحن لا يعنينا فيما يتعلق بمفاهيمهم التي تختلف عن غيرهم حول العلم واللغة أن نتقبل منهجية النحو العربي أو الحكم على صحة نظرياتهم أو بطلانها، فكل ما نريده هو أن نتتبع تطور الفكر النحوي عند العرب وأن نكتسب فهماً موضوعيا لمنهجيتهم العلمية. وقد يكون النحو القومي هو أقل العلوم الإسلامية تأثرا بالعوامل الخارجية وأكثرها نقاء على الاطلاق، ولذلك فإن المنهجية وطريقة العمل التطبيقية المتبعة فيه تعد من أهم مصادر فهمنا للتركيبة الروحية للإسلام. وعدا عن ذلك فإن الاطلاع على التصميم العقلاني الرسمي للنحو العربي وعلى نظام القياس التناظري يعني توسيع معرفتنا بالفكر النحوي عند الشعوب وبالتالي بتاريخ الفكر الإنساني على الاطلاق." وقد بذلت جهدا كبيرا في فهم عبارات فايل بالألمانية. |