(15)-(17) كن أول من يقيّم
(15) وأنا أتربع،كالنسر المكلومِ،على قمّة أحزاني وأمدّ إلى المجهول حبال جنوني الصوتية يتوغل من خلف الأبعاد فمٌ/كالطل،يناديني: تلك القانتةُ العابدة الخاشعة السابحة المرضيّه تلك المخبوءة،كالدرّ المكنون، بجوف حجاب التقوى القدسيّه تمضي عنك بعيداً كالحلم بعيدا... ترحل مثل عروس البحر إلى الأعماق المنسيّه ترحل،كالنجم الثاقب،نحو جزيرة حبّ ورديّه هي تنزح هاتفة:"إنا مشتاقون لكم جدا" وفؤادك أنت يداري الشوق النازح دمعتك المنسيّه قلت:فماذا أحمِل،يا بنت النور،هديّه ! قالت:لاشيء سوى أن تخترق الآفاق، وتزرع في القلب قصيدة شعر سحريّه أواه! كم بين المشرق والمغرب من سنة ضوئية عام يتصرم منفلتا كالبرق،هيا مجنون، وأنت تداري الشوق بثوب حباء والصمت يصبّ الوحشة في دمك المسنونِ فتُعضي أنت،ويُعضَى من عزلتك الصوفيّه يا أيّتها المغموسة في بحر التقوى يا وردة حبّ عربيّه ليس لذيّ على البعد سوى نهرٍ ينبع من أرض لساني يتفجر بالشكر وبالدعوات إلى الملك الديَّان كي يحفظ تلك القانتة العابدة الخاشعة الوارفة الأفنان قال الحزن الرابض في أوردة الصبّ: مولاتك قد نشرت في عمق الليل ضفائرها لحبيب القلبْ وحبيبُ القلب الفارسُ ضيّع خاتمه السحريّ بقعر الجبّ (16) ناديت في الظلمات غَيْـرَبعيـد لنُهى الذي ينساب من تغريدي ولشمسها المخبوء تحت غمامـة و طفاء بارقُها سكبتُ نشيدي ولصوتها الورديّ ما ملكت يدي: صبواتُ أحشائي،ونبض قصيدي (17) على صدر سيتـا نوافيـر مجـدِ وفي شفتيهـا أعاصيـر وجـدِ علـى كتفيهـا يحـطّ الحمـامُ وفي مقلتيهـا هـوى وضـرامُ وخلف الجفـون نجـومٌ مخبّـأةٌ وشمـوسُ نــدى لا تــرامُ كـأَنّ مزاميرها شفـةُ المتنبّـي تلفّ الوجـود، وتطوي الزمـان وتُرسلُ عندلةً لحبيبٍ بعيدٍ..بعيد.. على صـدر سيتا بقايا نشيـد وأرجوحةٌ مـن ضيـاء وأهتفُ بالبحـر: يا بَحْرُ ، أَبْحِرْ معي فسوف تضيعُ ضفافك في ضفّتيها ويَغْرقُ موجُك في موجتيهــا وتـورق،عند شواطئها المشتهـاه بساتـينُ كـرْمٍ...ونخل نضيـدْ |