قلمي
آه يا قلماه آه يا قلماه أنظر انظر وتدبر ,اسمعني وعبر ,انزع الآه مني وأسرع ,فلم أرى غيرك لي مستمع .
لأنك الوحيد الوحيد الذي لا تعارضني ,لا تجرحني ,لا تناقشني, لا أخجل منك عند التعبير عن عيوبك .
لأنك المستحيل المستحيل أن تبوح ,أو تخون,أو تغش مشاعري .
لأنك الرفيق الرفيق لي في دربي .
لأنك الصديق الصديق لي في حياتي.
فكن يا قلمي عالمي المجهول
عالمي الخيالي عالمي الجميل
بعيداً جداً عن تزاحم الحياة
دعنا يا قلمي نبحر بعيداً جداً عن ضوضاء النفاق
دعنا يا قلمي نرسم عالماً يختلف عن عالمنا
هيا يا قلمي فلم يبقى من الوقت إلا القليل القليل
قلماه خذ من حقيبة الطفل ألوان عالمنا
من دمعت المحروم شواطئنا
من لهيب صدر المتوجع شمسنا
بل من خيال الأطفال واقعنا
سنجعله عالماً من غير قصوف من غير رعود من غير لا أعلم ماذا إلى حيث لا أعلم ماذا.
ماذا نفعل يا قلمي؟
ماذا نفعل يا قلمي حينما يحبس في داخلي الكلام
ويحبس في داخلك الحبر ؟
عندما لا أستطيع التعبير عما في داخلي
ولا تستطيع أن تعبر عما أوحيه إليك
عندما تصبح الحياة قصة كبيرة
وقصيدة جميلة عذبة ومريرة
ولعبة ذكية وسريعة
عندما لا استطيع أنا وأنت أن نحكي ،أو نكتب ،أو نلعب هذه الحياة
الغريبة في ملامحها هذه الحياة السريعة، البطيئة، النموذجية، الهمجية
الجميلة ،القبيحة ،العذبة، المريرة، اللطيفة ،القاسية، السهلة ،الصعبة
الصغيرة, الكبيرة
هذه الحياة الهادئة الرقيقة المتوحشة الشريرة
هذه الشفافة البشعة
ماذا نفعل يا قلمي ؟هل نقفز من الشباك أم نخرج من الباب؟؟!!!
أنت من دللني
أنت من دللني
لا تلمني الآن أنت من دللني
أنت من نسج لي من الغيم فراشا ,أنت من شكل لي من الحلوى بيتا
أنت من كنت تنادي لي سرب الطير لأبتهج
أنت من أرقصت الفراشات لي لأسعد
أنت من زرعت الصحاري لي وروداً لأبتسم
أنت من أضأت لي الليل لأطمئن
أنت من غنيت لي مع العصافير لأطرب
أنت من ناولني كل أحلامي بيدي
فمالي أراك اليوم تضجر
مالي أراك تشح بوجهك وتتذمر
هل انتهى عهد الطفولة وعليّ أن أكبر ؟؟؟!!
ولكن كيف وأنا لم أفطم !!
فأنت من دللني
وأنت من سمح لي أن أحلم.
|