نَـصـحتُ إِلى الشبانِ أَبغي iiسلوكهُم | | سَـبـيـلَ رشـادٍ في الحَياةِ بِلا iiأَجر |
هـمـو اِستَعبدتهُم في الخَنا iiشَهَواتُهم | | وَيـا رَبَّ عـبـدٍ في ثِياب فتى iiحُر |
تَـراهُـم بِـمَثوى الموبِقات iiتَزاحَموا | | تَـزاحمَ أَسرابِ الهمومِ عَلى iiصَدري |
أَراهـم بِـسوقِ اللَهوِ باعوا iiرَشادَهم | | وَلـم أَر في سوقِ المَحامِدِ من iiيَشري |
يكرّونَ في مَثوى المَخازى فَإِن iiدُعوا | | لِـمـأثرَةٍ حـثّوا المَطايا عَلى iiالفَرِّ |
هـمـو اِمـتَلَئوا إِلّا من العِلم iiوَالحجا | | وَهـم فَـرَغـوا إِلّا من الزَهوِ iiوَالكِبر |
إِذا هَـبَـطوا قالوا القَضاءُ وَإن iiعَلوا | | يَـقـولـوا بِأَن الفَضلَ لِلعَقلِ iiوَالحِذر |
وَأَحـيـاءُ بِـالأَجـسامِ مَوتى بِأَنفُسٍ | | يَـعـيـشـون كَـالأَبقارِ لكن بِلا iiدَرِّ |
وَبـي مـنـهـمـو وجدٌ تَأَجَّجَ iiمِثلَما | | تَـأَجـجـت النيرانُ في منيةِ iiالغَمر |
وَهـم فـي عيونِ المَجدِ أَشبهُ iiبِالقَذى | | وَهـم فـي خُدودِ الفَضلِ أَشبهُ بِالبَثر |
بِـمَـنـظـرِهـم تَقذى العيونُ وَإِنَّهُم | | عـلـى خِفَّةِ الأَحلامِ أَثقلُ من iiصخر |
سـوادُ نـفـوسٍ تحتَ بيضِ مَعاطِفٍ | | وَنـتـنُ خـلالٍ تَـحتَ نافِجَةِ العِطر |
أُقَـلِّـبُ طَـرفى في البِلاد فَلا iiأَرى | | أخـا ثِـقَـةٍ مـنـهم أَشُدُّ به iiأَزرى |
مَـلِـلـتُ حَـيـاتي بَينَ قَوم حَديثهُم | | يَـدورُ عَـلى الأَزياءُ وَالخَمر وَالقَمرِ |
وَما كان صَوتُ الرَعدِ في سوءِ iiوَقعِهِ | | بِـاَوقَـرَ لِـلآذانِ مـن كاذِبِ iiالفَخر |
هـمـو رَهـنوا حَتّى المَساكِنَ iiخِفيَةً | | لـكي يُنفِقوا الأَموالَ في اللَهوِ iiوَالسُكرِ |
إِذا مـا سَـكَنتَ القَصرَ وَالرَهنُ مُغلَق | | فَـقَـصـرُك في العَينَين أَشبَهُ بِالقَبر |
وَرُبَّ اِبـتِسامٍ شَفَّ عن مُضمَرِ iiالبُكى | | وَرُبَّ يَـسارٍ شَفَّ عن مُضمَرِ iiالعُسر |
غِنى النَفسِ بِالتَهذيبِ أَجدى من الغِنى | | بِـمـال يَـسوقُ المُسرِفين إِلى الفَقر |
فَـإِن عِـشـتُ لَم أَترك تُراثا iiلِوارِثٍ | | تَـبـدِّدُه كَـفـاه فـي بُـؤَر iiالـعَهر |
إِذا الـعِـلمُ لَم يَثنِ النُفوس عَن الهَوى | | فذو الجَهل بَينَ الناسِ خَيرٌ من iiالحِبرِ |
وَحُـسـنُ الـفَتى بَينَ الوَرى iiبِخِلالَه | | كَما أَن حسنَ الرَوضِ في عاطِرِ النَشر |
وَمـا خَـيرُ عَقلٍ لا يَصونُك من iiأَذى | | وَمـا خَـيـرُ عَينٍ لا تَقيكَ من iiالعَثر |
وَصَـعبٌ تَرَقّي المَرءِ في دَرَجِ iiالعُلا | | وَسَـهـلٌ تَدَلّي المَرءِ في دَرَكِ iiالحَدر |
هـو الـهَـمُّ مِـقراضُ الحَياةِ iiوَإِنَّما | | يَـطـولُ رِشاءُ العُمرِ بِالصَفوِ وَالبِشر |
وَإِن أَصـلَحَ الحرمانُ من شَأنِ iiناشئ | | فَـذلـكـمـو الحِرمانُ نَوعٌ من iiالبِرِّ |
تَـنـمُّ عَـلـى أَصلِ الفَتى إِن iiجَهلتَه | | خِـلالٌ كَـمـا نَمَّ الأَريجُ عَلى iiالزَهر |
مَـسـاءَةُ زيـد فـي مَـسَـرَّةِ iiخالِد | | وَان اِبـتِـسامَ الزَهر من مَدمع iiالقَطر |
إِذا الأُمُّ لَـم تُـنـجِـب فَلا دَرَّ iiدَرُّها | | وَيـا رَبَّ نَـسل كانَ شَرّاً من iiالعُقرِ |
بَـنـو وَطـن الاِنـسـانِ أَولى iiبِبِرِّه | | وَأُمُّ الـفَـتـى أَحنى عَلَيهِ من iiالظِئر |
وَنُـصحُ الفَتى أَعمى بَصيرَتَه iiالهَوى | | يَـراهُ ذَوو الأَحـلامِ ضَرباً من iiالهَذر |
هـو الـغِـرُّ يَدري ما بِمَنزلِ iiغيره | | وَلَـيـسَ بِـمـا يَجري بِمَنزله يَدري |
جَـبـانٌ إِذا اِسـتَـنـجَـدتَه لَعظيمةٍ | | وَاِجـرَأ مـن لَـيثٍ بِخَفّانَ في iiالشَر |
لَـعَـمـرُكَ مـا أَدري إِذا ما نَظَرتُه | | أَكـانَ فـتىً ما شِمتُ أَم دُميَةَ iiالقَصرِ |
فـتـىً راقَـهُ لُـبسُ القَباطي iiوَإِنَّها | | لأَخزى له في الناسِ من مَلبَس iiالطِمر |
وَفَـخـرُ الفَتى بِالنَفسِ لا الجِسمِ iiإِنَّني | | أَرى الفَضلَ في الأَثمارِ لِلُّبِّ لا iiالقِشر |
وَيـفـضُل ثَوبُ القُطنِ ثَوباً iiمُبَرقِشا | | مـن الـخَزِّ لا يَحمي من الحر iiوَالقُرِّ |
وَمـن حَـكَّمَ الاسرافَ في ذاتِ iiمالهِ | | رمـته عَوادي الدَهر بِالبُؤس والعُسر |
عَـلـى المُسرِفينَ اقضوا بِحَجرٍ iiفَإِنَّهُم | | أَحـقُّ من الأَطفالِ في الناسِ iiبِالحَجر |
فَـكـم آل بِـالإِسـرافِ كُـثرٌ iiلِقِلَّةٍ | | وَكَـم قِـلَّـةٍ بِـالقَصد آلَت إِلى الكُثرِ |
وَبالمالِ صونُ الدينِ وَالعِرضِ iiوَالنُهى | | كَـما أَن صونَ العَينِ بِالهُدب iiوَالشَفرِ |
وَمـن بـاعَ أَخـراه بِـدُنـياهُ iiطالِبا | | مُـعَـجَّلَ رِبحٍ باءَ في الناسِ بِالخُسرِ |
وَمـن كـانَ أَتّـاءَ الـبَـغايا iiفَأُختُه | | سَـتَـقفو خطاه في البِغاء عَلى iiالإِثر |