البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : أقصوصة:" أعادت لي الحياة أفريقيا":    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
2 - مارس - 2008
(.... أعادت لي الحياة أفريقيا .... )
فتحت عيناها ، أخذت نفسًا عميقًا فركت عينيها بأطراف أصابعها، بدأت تجمع طاقتها كأنها تستمد نشاطها من راحة يديها، فتحرُّكها إلى الأمام والخلف؛ بُغية طرد النعاس .
وفجأة تذكرت أختَها، مسؤولياتِها، أعمالَها، نهضت بسرعة، انطلقت إلى غرفة أختها: نادتْها لتوقظها، ولكن نومها كان عميقًا. اقتربت منها سحبت غطاءها ونادتها علَّها تطرد النعاس عنها.
 وبعد أن أيقظت أختها عادت إلى غرفتها وجدت الخادمة قد هيأت لها الحمام . 
 استغرقت وقتًا غير قليل في الاستحمام، كانت تصب الماء على رأسها تود أن تغسل كل ذكرياتِها المؤلمة ثم تعود فتغمسه في الماء حتى تكاد تختنق فتخرج رأسها بسرعة كي تستنشق الهواء . 
كم تراودها تلك اللحظات يوم رحل والدها تاركًا لها أختًا تستجدي الوئام ومزيدًا من الحنان، فيشق الأمر عليها فتبكي وتغسل دموعها بالماء وجزءًا من حزنها مع فُقَّاعات الصابون .
  ثم تعود وتستطرد ذكرياتها: أموال طائلة تركها لي والدي ولكن لا أشعر بالسعادة!!! فسعادتي كلُّها في رؤية أختي الحبيبة في سعادة واطمئنان؛ أصبحت حياتي وعالمي الذي أغلق عليه نفسي وأحيا فيه، منقطعةً عن العالم الآخر .  
وفجأة أخرجتها طرَقات أختها على الباب من بحر أفكارها فردت عليها:
- حسنًا ، حسنًا، الآن آتي خلفك . 
انتزعت المِنْشَفة وأخذت تجفف جسمها من قطرات الماء وتزيح مع كل قطرة حزنها وألمها وإن كانا لا يفارقانها .
على طاولة الطعام التقت الأختان كفراشتين ترشفان الرحيق من أفواه الورود .
بعد أن ألقت نظراتٍ فاحصة على أختها من حيث اكتمال أناقتها وترتيب مظهرها خرجتا من المنزل تلوحان بأيديهما، تودعان المربية وهي تبتسم وتبادلهما الحركات وتظل تراقب خروجهما حتى ابتعدتا عن الأنظار فتتنفس بعمق ثم تعود لاستكمال أعمالها .
أنزلت أختها أمام جامعتها وأخذت تُتْبعها بنظراتها داعيةً لها من قلبها. ثم أكملت طريقها إلى المستشفى لبدْء يوم عملٍ جديد...
 ولكن قبل أن تخرج من المواقف المُخَصَّصة للجامعة إذا بشاب متهور يدخل بسرعة فائقة وفجأةً صوت قوي يهيمن على المكان يوحي بأنه قد اصطدم بشيء ما .
فعادت مسرعةً لترى ماذا حدث؟! كانت صرخات الطالبات تعلو، فانخطف لونها وتجمدت أطرافها، وجف ريقها من شدة الخوف، والهلع وكاد قلبها يسقط من بين أضلاعها من شدة الخفَقان.  فتحت باب السيارة ونزلت تركض والدنيا مظلمةٌ أمام عينيها، أخذت تدفع كل من اجتمع حول الحادث دون وعي إلى أن وصلت فوجدت ذلك الجسد الطاهر قد توسَّد الدماء ،لقد كانت أختَها!!!
ياللهول!!!
تجمدت لم تقوَ حتى على الصراخ أو تحريك أطرافها ثم جثت على ركبتيها ، أمسكت بيد أختها تُقبِّلها، وتستنشقها، ودموعها تتساقط بغزارة على وجنتيها. أخذت تفحص عروقها: هل من أمل في الحياة بعدها احتضنتها وأخذت تذرف دموعها وقلبها يتفطر من شدة الألم. فما إن يُشيِّع هذا القلب إنسانًا عزيزًا عليه حتى يعود فيشيِّع أعزَّ منه .
 آه أيها الشاب لو تعلم ماذا فعلت ؟
لمجرد نَزْوَةٍ كثير من الشباب، يقعون فيها فكم من شاب ينطلق غير آبهٍ بسرعة الريح فقط ليُخيف فتاه حسب تفكيره القاصر فترتسم ابتسامة صفراء ثقيلة على مُحَيَّاه .
  آه أيها الشاب: لو تعلم فقط ماذا فعلت ؟
أصبحت هذه الفتاة تستجدي دموعًا لتعبر عن حزنها؛ فقد بكت حتى جفت مقلتاها وتورمت عيناها بكت حتى بكى البكاء لبُكائها ،وحزن الحزن لحزنها.
مرت أيامها رتيبةً مُمِلَّةً تبحث عن شيء له قيمة لتفعله .                أموال كثيرة تمتلكها كثير أحوج إليها منها فكانت تتألم عندما ترى ذلك السائق، وقد اعتلت تجاعيد الدهر جبينَه، وهو يغالب شيخوخته ليجلب الرزق لأبنائه، ويشق عليها الأمر عندما ترى ذلك الطفل الصغير يحمل طَيِّات الجرائد يلاحق السيارات ويرجو كل من يصادفه أن يشتري منه .
هم أحوجُ منِّي للمال وأنا أحوج منهم للسعادة، ولهدفٍ في الحياة أحيا من أجله .
وفي ليلة شديدة الظلمة تجثو بظلمتها على ذلك البيت الحزين كالعادة، كانت تشاهد الأخبار فرأت كم هي المآسي في قارة أفريقيا الجنوبية، وكم تنتشر الآفات والأمراض من شدة الجوع والعطش، فشعرت بحزن وألم فتبادر إليها شعور بأنها وجدت ضالتها.
وما إن بزغ الفجر حتى بدأت تجمع كل ما تملك من أموال سوى منزلها ففيه من رائحة الأحبة .
وسافرت إلى جنوب أفريقيا فرأت بأمِّ عينها شيئًًا مريبًا أكثر مما كانت تتصور رأت الناس أما موتى أو صرعى على فراش الموت ينادونه ويرجونه أن يخلصهم من هذه الحياة .
هناك اتصلت بالمهندسين وقامت ببناء مستشفى كبير وجلبت الأجهزة والأطباء، ثم اتصلت بالجمعيات والمؤسسات الخيرية لمتابعة هذه المؤسسة الخيرية .
لم يبق أفريقيًّا قريبًا أو بعيدًا لم يزر هذه المستشفى ويتزود منها بدواء، وإن كان لم يغط هذا المستشفى كل الحاجات الصحية، ولكنه ساهم في القضاء على بعض الأمراض .
أصبحت هذه الفتاة محبوبة جدًّا وكان الأفريقيون يخافون عليها من كل شيء؛ فقد عاشت بينهم كأنها منهم تلعب مع صغارهم وتمسح على رؤوس كبارهم وشيوخهم وترسم الأمل لشُبَّانهم؛ ولهذا كانوا يحبونها حبًّا يفوق حبهم لأبنائهم .
وفي ليلة إفريقية، زنجية، أغلقت على نفسها باب غرفتها واستلقت على سريرها وهي تشعر بأنها فعلت شيئًا مما كانت تطمح إليه .
أخذت تتذكر حياتها منذ أن فارقت أعزَّ مَن في الوجود إلى يومها هذا، وقالت لنفسها:(أعادت لي الحياة أفريقيا)
             (أعادت لي الحياة أفريقيا)
             (أعادت لي الحياة أفريقيا)
             (أعادت لي الحياة أفريقيا)
 ونامت بعد ذلك نومةً طويلة لم تفق بعدها .
بكى الأفريقيون على فراق هذه الفتاة وحزنوا عليها حزنًا شديدًا ظل يهيمن على تلك البلاد لعدة سنوات، وما زالت تُنسَج قصص كثيرة من خيال الأفريقيين حول أخلاق هذه الفتاة وحسن معاملتها لسكان تلك البلدة حتى يومنا هذا ...........
بقلم الطالبة :سلمى العمراني
كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تعليق على الأقصوصة    كن أول من يقيّم
 
عرضت الطالبة/القاصَّة هذا العمل عليَّ العام الماضي، وكانت في الفرقة الثانية، فقرأته قراءة أولى، وكتبت لها هذا التعليق:
سلمى :
أنت قاصة وربِّ الكعبة . كل أدوات القصة التي تعلمتُها وجدتها -تقريبًا-في أقصوصتك هذه: العنوان الدال \  السرد \ وصف المكان \ وصف الزمان \ الواقعية \ منطقية الأحداث \ حذف فضلات الكلام \ إيجابية المغزى .
مشكورة ، مأجورة . في هذا الميدان سيري ، وطوري وأبدعي . فيك خير عظيم بإذن الله تعالى . ولي موقف نقدي تطبيقي على هذا العمل في قادم الأيام إن شاء الله تعالى.
*صبري أبوحسين
3 - مارس - 2008
قصة بدائية للطالبة القاصة    كن أول من يقيّم
 
أرسلت إليَّ سلمى -صاحبة هذه الأقصوصة (أعادت إلي الحياة أفريقيا)- الرسالة البريدية الإلكترونية الآتية:
"وهذه قصة كتبتها في الصف التاسع ولم أغير منها أريد تعليقًا عليها، وهل من الأفضل إعادة كتابتها أم أحتفظ بها  بنفس الكيفية؟ :
                   (قطرة من شاطئ الحياة...)
كان أبي في المرحلة المتوسطة من دراسته عندما حدث ما حدث ؛عندما أصبح أعمى، وهو يرى كل شي، وأطرش وهو يسمع كل شي ،ومسلوب العقل، وعقله يزن الدنيا بما فيها لقد سيطر على أبي أصدقاء السوء فقد بادلوه الاحترام ،والتقدير حتى أصبح لا يطيق الجلوس إلا معهم ؛لأنهم صوروا له أنه شخص لا يستحق إلا معاملتهم ،بعدها بعد أن تمكنوا منه وجعلوه ظل ظليلاً لهم ،صار يقلدهم دون أدنى تفكير ،حتى في هروبهم من المدرسة ،وهكذا تدريجيا ًحتى أصبح أبي في المرحلة الثانوية ،وجدي يظن إنه وضع ثقته في رجل يعتمد عليه هكذا كانت حياة أبي .
في مساء أحد الأيام المشئومة أخذ أبي سيارة جدي بدون علمه لهوا ،ً وطيشا ًمصطحبا ً أصدقائه الذين هم أقرب إلى مسمى الشياطين هكذا كان يطلق عليهم والدي عندما كان يسرد علينا قصته .
أصيبت جدتي في تلك الليلة بسكتة قلبية لم تحتمل التأخير خرج جدي لينقلها للمستشفى ،ولكن لم يجد السيارة ما العمل؟
الجيران لا يملكون سيارات لأنها كانت في بداية ظهورها وليس أيا ً كان يملكها ،والمستشفى على بعد مئات الأمتار من المنزل .
كانت ضحية طيش والدي كبيرة لقد فقد أعز من في وجوده ،فقد من يواسيه في أحزانه ويرسم له بسمة أفراحه ،فقد طعم حياته ،فقد كل حياته فقد أمه.
عاد أبي إلى المنزل في تلك الليلة ما يقارب الفجر ،مختل العقل يتأرجح ذا اليمين وذا اليسار حتى وقع بين يدي جدي الذي كان منفجرا ً حزنا ًعلى جدتي التي كانت بالنسبة له كل شيء كانت ، أقرب إليه من رمش عينيه كانت كل شيء يعنيه ، ضرب جدي أبي ضرباً مبرحاً كانت مع كل ضربه أسفاً ، وحسرةً عليه طرده جدي عقاباً له ، وأبي لم يعرف بعد ما حدث ، بعدها اخبره جدي إنه قتل أمه بيديه !
حزن أبي حزناً لم يسبق له أن عرفه ، وأدرك أن قرار جدي عقاباً يستحقه بل هو قليل عليه ، وأن كان صعباً . بكى أبي دموعا غسلت كل طيشه وسفاهته بكى حتى تورمت عينه وانشرح صدره ، وتفتح عقله أراد أن يثبت لنفسه أنه كان يصاحب شياطين على صورة إنس ، ذهب إليهم طرق أبوابهم جميعاً لم يجيبوا ، الكل لا يعرفه اليوم ، أين السيارة الطويلة العريضة التي ستأخذنا فيها ؟ أين النقود التي ستنزفها علينا؟ نحن علمنا ما حدث معك ولسنا في حاجتك اليوم هكذا كانت إجابتهم . ليس هؤلاء فقط بل الكثير رفضوا مساعدته ومن الذي يساعد قاتل أمه ، أيقن أبي الآن أين الصواب ، ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن خسر كل شيء ، وهل سينتظر أن يخسر المزيد ؟ أم يجب أن يصلح كل شيء ؟ في إحدى الطرقات قضى ليلته بعدها في الصباح توجه ليبحث عن عمل ، وأخيراً في نهاية النهار وجد عملاً في ورشة عند شخص ثري سمح له بالإقامة والنوم في الورشة رغم أن فترة ما بعد الظهر هي فترة راحته ، ولكن النظام تغير بقدوم العام الدراسي أصبح وقت العمل هو الليل أي إن أبي أصبح حارس للورشة ، لأنه يتوجه في الصباح إلى المدرسة كان العام الأخير لأبي في الثانوية . أخذ أبي يصلح كل ما فعله أخذ يجد ويجتهد في دراسته وعمله وبعد مرور العام ، كان أبي مرتبكاً ينتظر النتائج هذه هي المرة الأولى التي ينتظر فيها أبي نتائج الامتحان بهذا الشوق ، كان خائفا أن يذهب تعبه بدون نتيجة .
أخيرا ظهرت النتائج كان  أبي منذ الفجر عند بوابة المدرسة وأخيراً وجد اسمه بين أسماء طلبه البعثات لم تسعه الفرحة ، وعاد مسرعاً إلى صاحب الورشة الذي كان بالنسبة له عائلته الجديدة . ولكن بعد هذه الفرحة أدرك أبي أن فرحته ناقصة ؛ فكيف يستطيع السفر دون المال ؟ صاحب الورشة كان صعباً عليه أن يترك أبي هكذا حائراً فتبرع له المال . سافر بعدها أبي ودرس وعمل طبيباً جراحاً كبيراً وامتد اسمه على نطاق كبير وكون اكبر مجموعة خيول عربية على مستوى الشرق الأوسط ؛ فقد كان أبي منذ الصغر يحلم أن يمتطي حصاناً وعندما رزق بالمال لم ينسى صديقه الحصان , لم ينسى تجميعه صور الخيول من المجالات والجرائد وتجميعها على صدره قبل النوم . كما تعرف أبي على أمي وتزوجها منها , كانت أمي ابنة أحد العائلات العربية المهاجرة ، أنجبت أمي أختي التي كنا نطلق عليها " الحسناء الجميلة " .
وأنجبتني من بعدها كانت أختي في منتهى الجمال كانت جميله جداً , كنت أحبها جداً ولم أعترض على اعترافات أمي وأبي مراراً على حبهم الشديد لها بالفعل هي تستحق كل هذا الحب , بل وأكثر , وأكثر . عاد أبي بنا إلى وطنه توجه مباشرة إلى صاحب الورشة الذي كان يعمل معه لقد دارت عليه الأيام فأصبح فقيراً في أزمة ماليه كبيره جاء أبي في وقت مناسب , ساعد أبي صاحب الورشة , وأرجعه منتصباً ثانية , وشكره على مساعدته له في الصغر, وتعرفنا عليه أنا وأمي وأختي ثم توجهنا إلى جدي الذي لم يغير من مكان إقامته أو مجرى حياته كان يسيطر على جدي الحزن على فراق أبي لقد كانت لحظات مابين الفرح والحزن لحظات عناق أبي وجدي. فرح جدي كثيراً بنا , وكان طوال الوقت يداعبنا ويقبلنا. بعدها سافرنا   واصطحبنا جدي إلى مقرنا في لندن كانت أختي دائماً تقضي وقتها مصطحبتاً جدي مع حصانها المفضل كانت علاقة أختي بذلك الحصان ، والعكس علاقة غربيةً كانت ، إذا مرضت مرض ذلك الحصان إذا حزنت أو فرحت إذا جاعت أو عطشت شبعت أو ارتوت كان في نفس هيئتها لم نشعر يوما أن علاقتهما علاقة حيواناً و إنسان .
كانت أختي ترى منا ما جعلها لا تفارق ذلك الحصان كما طلبت من أبي أن يجعلها تقوم بفريضة الحج .
بالفعل ذهبت إلى الحج ولكن المنام ما زال يراودها ويعلن لها إن الحدث مقترب كانت ترى حصانها يجري بسرعة وتجري خلفه نافلة شعرها الطويل المبتل على ظهرها مرتديه ملابس بيضاء تجري خلف حصانها مراراً بسهول وجبال برمال وصخور بمناطق وعره قاسيه تعثرها تلك الصخور ولكنها تركض رغم الأشواك التي تؤلمها كان الطقس متقلباً قصفواً ورعوداً ,وشمساً , ومطراً طوال الطريق الشاق . كان شعرها يجف قليلاً قليلاً حتى وصلت إلى مقبرة . أوت فيها إلى حفره لترتاح من عناء الجريء خلف ذلك الحصان فلم تكن بمثابة حفرة ؛ رأت فيها مختلف الفواكه والبساتين . كان المكان مظلماً ولكن الحفرة مضيئة " هكذا
كانت ترى كل يوم فتنهض تصرخ آتوني بمصحف وتظل تقرأ القرآن إلى الصباح  جميعاً كنا مرتبكون لابد أن يكون تفسير لهذا المنام , وفي إحدى الأيام استيقظت أختي " الحسناء الجميلة " وكانت تشكوا من بعض الآلام في الرأس كانت دائما تردد هذه الشكوى لكن لم تهتم ونحن أيضا . لم يكن يظهر علينا إلا بريق الجمال الساطع , ولكن تلك الآلام زادت مع الأيام بعدها أخذها أبي إلى المستشفى . كنت أتظاهر بالنوم أضع رأسي على السرير أتقلب هنا وأتقلب هناك , أتجول في الغرفة , ألقي نظرة من النافذة . لماذا هذا صوت أختي وهي تشرح لنا ذلك المنام يراودني ؟ لا أعلم ! ولكن لم اشعر إلا وأنا أرتدي ملابسي وأقف معهم في ذلك المكان ما يسمى العناية المركزة , ذلك المكان الذي تعلو فيه صرخات من مختلف الأعمار صرخات تنادي الموت اقترب ؛  جسمي لا يحتمل أكثر من هذا . عقلي مشوش , أمي وأبي مندهشون , جميعنا مرتبكون وغير مدركون , ولكنها وحدها " الحسناء الجميلة " كانت متقبلة ذلك الموقف قالت  ووجهها يسطع نوراً وكان ذلك المرض مجرد خرافة رددها الأطباء :" هذا هو منامي وهذا هو شعري يجف من قطرات الماء " تحمل في يدها شعرات متساقطة من رأسها فتنزل دمعاً من عينيها كنت أفضل لو أن هذا المرض الخبيث أصابني وترككي لنا يا درة الدنيا وضياءها نعم إنه السرطان خطف أروع ما في حياتنا كان في الرأس (المخ) لا علاج ولا مفر إلا الموت مرت الأيام وهي منطوية على سريرها تردد آيات القرآن انتظاراً لحظات الرحيل , تصرخ بأنين من شدة الألم يدي في يدها احتضنتها وودعتها زهرة حياتي أختي العزيزة كيف الحياة بدونك ؟ أين العلماء عنك ؟ أين هم ؟ في مختبرات لاختراع  السلاح , لتدمير العالم أين هم ؟ يا أختي يا حبيبتي  , وخلال حواري معها وهي في حضني إذا بالهاتف احد العاملين في مزرعة أبي يخبرنا بأن حصان أختي فارق الحياة ولم ينته أبي من المكالمة ليخبرنا بهذا الخبر حتى سقطت أختي بين يدي ! ذهبت ولم نعرف بعد سر علاقتها بحصانها . ذهبت على حين كنا نرى نفحات صباها في بداية ظهوره , ذهبت و أخلفت في القلب حرقًا وحزناً وحسره موشوماً لن يستطيع الدهر محيها هذه قطرة من شاطئ الحياة في منتهى الملوحة والمرارة ماذا عن شاطئ ممتلئ بالقطرات ؟! "          
سلمى العمراني
*صبري أبوحسين
3 - مارس - 2008
إلى الأمام    كن أول من يقيّم
 
أضم صوتي إلى صوت الأستاذ صبري أبو حسين بأن الطالبة سلمى العمراني هي قاصة جيدة لأنها تمتلك القدرة على سرد الأحداث والتقاط التفاصيل التي تقربنا من روح الحدث ، بل وهي قادرة على استخدام العبارات المناسبة وانتقائها بعناية . وإذا كانت قد كتبت أقصوصتها الثانية " قطرة من شاطىء الحياة " في الصف التاسع ، فهذا يعني بأنها كانت تقريباً في الخامسة عشرة من عمرها وهذا جيد جداً ويدل على موهبة أكيدة : الموهبة كما أراها هي الرغبة والدافع التي تمنح الكاتب الإرادة والتصميم على الكتابة للتعبير عما يجول في نفسه . الباقي يأتي مع الخبرة والتعلم والتجارب المختلفة التي تصقل هذه الموهبة وتضع لها الإطار المناسب .
 
لدي ملاحظة ربما حول وحدة الموضوع ، ففي النص الثاني يبدو لنا بأن هناك حدثين لا نشعر بوجود الترابط بينهما ، حادثة موت الأخت وحادثة ضياع الأب : ولو كانت قاصتنا الشابة تريد أن تعني بأن موت الأخت كان قصاصاً غير مباشر وأن الموضوع واحد إلا أن هذا الشعور لا يصل للمتلقي على هذا النحو . وأما إذا كان مجرد سرد لسيرة هذه العائلة فيكون هناك فصل أكيد بين حياة الأب الذي اختفى من الصورة فيما بعد وموت الأخت .
 
مع خالص التحية للقاصة الشابة : سلمى العمراني وتمنياتنا لها بالتوفيق والنجاح ، وتحياتنا للأستاذ صبري الذي يرعى هذه المواهب الواعدة ويتيح لنا فرصة التعرف بها .
 
*ضياء
3 - مارس - 2008
الشرف النقدي    كن أول من يقيّم
 
أعتقد -بعد تعليق القاصة الأستاذة ضياء،أن الطالبة سلمى قد نالت شرفًا نقديًّا يدفعها إلى الأمام - كما عبرت ووجهت الأستاذة ضياء- يكفي هذه الجملة لأي مبدع:(هي قاصة جيدة لأنها تمتلك القدرة على سرد الأحداث والتقاط التفاصيل التي تقربنا من روح الحدث ، بل وهي قادرة على استخدام العبارات المناسبة وانتقائها بعناية).
لست متخصصًا في النقد القصصي، وكنت خائفًا من أن أكون أعطيت الطالبة فوق حقها، فجاءت شهادة قاصة روائية للطالبة مريحة لي نفسيًّا، وأظن أننا بذلك بنيننا مبدعةً.  
فجزى الله خيرًا الأستاذة  وأعان سلمى لتمتعنا بكل ما هو جديد.
*صبري أبوحسين
4 - مارس - 2008
أشكر الجمييييع    كن أول من يقيّم
 

أشكر الجميع على هذه الكلمات التي تدفعني للإنطلاق إلى عالم الإبداع وأنا أثق أن هناك متذوقين أفذاذ وأشكر الأستاذة ضياء والدكتور صبري في المقام الأول فهو من أهم مشجعي الإبداع والغارسين لثمار العطاء وفي الحقيقة لم أتوقع أن يكون هناك ذواقين للقصة إلى هذا الحد وهذا ما فاجأني به موقع الوراق وأنا أعد الجميع بالمزيد إن شاء الله".

*سلمى
4 - مارس - 2008
نصيحة .    كن أول من يقيّم
 
"أشكر الجميع على هذه الكلمات التي تدفعني للإنطلاق إلى عالم الإبداع وأنا أثق أن هناك متذوقين أفذاذ وأشكرالأستاذة ضياء والدكتور صبري في المقام الأول فهو من أهم مشجعي الإبداع والغارسين لثمار العطاء وفي الحقيقة لم أتوقع أن يكون هناك ذواقين للقصة إلى هذا الحد وهذا ما فاجأني به موقع الوراق وأنا أعد الجميع بالمزيد إن شاء الله".
 
نصيحتي لك ياأختي سلمى لك ولغيرك أن تنتبهي إلى كوابح لغتك ، فالنحو ملح العربية:
 
 للإنطلاق : ؟ يجب التمييز بين الهمزتين!!!.
متذوقين أفذاذ: ؟
والغارسين لثمار العطاء:؟
لم أتوقع أن يكون هناك ذواقين للقصة:؟
*د يحيى
4 - مارس - 2008
أشكر الجميع مرة أخرى.    كن أول من يقيّم
 
أشكر الدكتور يحيى على الملاحظة وأقول له :إنها وقعت سهواً وأنا أكرر إني ما زلت طالبة في بداية مشواري أتقبل نقد وملاحظات الجميع برحابة صدر وهذا لا يقلل من عزمي ولا طموحي أما بالنسبة لاستفسار الأستاذة ضياء فأنا لم أقصد الربط بين مصير البنت وضياع الأب إنما هي سرد لسيرة عائلة نمت في خيالي وأسقطت عليها هموم واقعي وأنا أشكر للجميع ملاحظاتهم وعلى رأسهم الدكتور يحيى!!
*سلمى
5 - مارس - 2008
تَعَلَّمي من أستاذنا يحيى    كن أول من يقيّم
 
الأخت سلمى:
أرجو أن تتعلمي من الدكتور يحيى هذا الدرس العظيم في اللغة، وهو أن تُطوري علوم الفصحى التطبيقية لديكِ، أقصد أن تتعلمي كيفية الكتابة الصحيحة نحويًَّا وإملائيًّا؛ ففي ذلك زينة لأسلوبك، وفقك الله، وجزى شيخنا"يحيى" خير الجزاء على هذه الملاحظات البنَّاءة.
*صبري أبوحسين
5 - مارس - 2008
أجزل الله لكم المثوبة والأجر    كن أول من يقيّم
 
                                             رسالة مفتوحة
أخي الفاضل الدكتور صبري .....حفظه الله ورعاه .
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وأسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يجزيك عنا وعن طلابك الكرام خير مايجزي عباده الصالحين المخلصين الغيورين على اللسان العربي المبين . إنني أقولها لك ولكل من يرغب في المشي في حاجتي حتى تُقضَى : أتشرّف أن أكون أحد أعضاء هيئة التدريس في كليتكم ، أوأي كلية في أية جامعة، ذلك بأن أخاك يحيى معجب بهذه الدولة وبأهلها ،ومقدِّر مَن اصطفاها ويعمل فيها ..... تحياتي لك ولأحبابك ولطالباتك وطلابك ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 
*د يحيى
5 - مارس - 2008