البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!    كن أول من يقيّم
 الدكتور مروان 
28 - فبراير - 2008
 
نجد في كتب النحو موضوعا مستقلا ، هو :
 أسلوب الاختصاص ، وهو من المنصوبات ؛ ولذلك نجده مباشرة في كتب النحو بقضها وقضيضها بعد بحث النداء مباشرة ، وبعض النحاة يدخله أحيانا ضمن بحث النداء ؛ كما فعل ابن يعيش النحوي في شرح المفصل 2 / 17 ، فقد تناول ابن يعيش " أسلوب الاختصاص " ، بعد حذف النداء ، وقبل "الترخيم" ،
وكما هو معلوم فإن الترخيم هو من مواضيع النداء !!
 
وهنا يقف الباحث متسائلا :
ماالسر في هذا الترتيب ، مع أن الاختصاص يدخل في بحث المفعول به ؛ لما يترتب عليه من حذف عامله ، وبقائه منصوبا على الاختصاص ، وذلك باعتباره مفعولا به لفعل محذوف وجوبا تقديره :
(أخص ، أو أعني )!!
 
كما أنه في كتب النحو يأتي في التصنيف ، بعد (أسلوب الإغراء والتحذير) ، وهو بحث يتبع نصب المفعول به ، كما يعلم الجميع ..
والنحاة يعللون ويدللون على أن الاختصاص غير منادى ؛ لأنه لايجوز دخول حرف النداء عليه ، فلا تقول :
أنا أفعل كذا ياأيها الرجل ، وذلك إذا قصدت بذلك نفسك .
 
والنحويون إنما يفعلون ذلك ؛ لأنهم يبحثون موضوع الاختصاص مع موضوع النداء ، أو بعده ؛ وذلك لأن الاختصاص عندهم يجري مجرى طريقة النداء وأسلوبه ، بسبب اشتراكهما في أداء الاختصاص ، ومن هنا استعير لفظ أحدهما للآخر ـ ويقصدون بذلك (أي) ، فجاء الاختصاص بلفظ النداء ، وإن لم يكن منادى !!
 
ونجدهم أيضا في بحث الاختصاص يذهبون في الإغراب مذاهب أخرى أكثر عسرا ومشقة ، مما ذهبوا فيه فيه في مجاهل النداء وأساليبه ،ولذلك نجد عندهم :
 
(أي) ؛ هنا في هذا المبحث مبنية على الضم في محل نصب مفعول به لفعل محذوف وجوبا ، تقديره : (أخص ، أو أعني )!!
والهاء للتنبيه ، والاسم بعد ذلك نعت منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها ضمة الاتباع والمشاكلة ، تماما مثلما أعربوا الأسلوب ذاته في مبحث النداء !!
 
ومن ثمة يضيفون إشكالية أخرى ، فنجدهم يعربون "أي وصفتها" مبتدأ مرفوع وخبره محذوف ، أو أنها خبر مبتدؤه محذوف ، ولذلك يقدرون في الأول :
الرجل المذكور من أريد ,,
وفي الثاني نجدهم يعكسون الأية  :
من أريد الرجل المذكور !!؟
ولا يقدر فيها حرف النداء ؛ بل هي جملة في موضع الحال ، وذلك بتقدير :
أنا أفعل كذا متخصصا من بين الرجال (انظر شرح المفصل ؛ لابن يعيش 2 /17 ـ 18 ).
 
إن أسلوب النداء وأسلوب الاختصاص واحد في إرادة تعبيرهما ، وفي أسلوبهما ، فكل منهما يفيد معنى الفخر والتواضع والتوكيد وزيادة بيان المقصود( انظر : شرح التصريح على التوضيح 2 / 190 ، وابن يعيش 2 / 18 ) .
وكل منهما جار في الأسلوب مجرى الآخر سواء في استعمال "أي" أو في غيرها ..
و"أيها" هذه سواء أستعملت مع "يا" أو بدونها ؛ فهي للنداء على الحقيقة ، وهي أولى من أن تخرج عن بابتها الذي استعملت له .
أما ما جرى من حذف أداة النداء في الأسلوبين الآخرين مما أسموه "الاختصاص" ، فلا عبرة به ، إذا عرفنا أن أداة النداء تحذف كثيرا في أسلوب النداء .
إن كلا من المنادى والاسم المختص منصوب بفعل مضمر غير مستعمل إظهاره ، ولا يكونان إلا للمتكلم أو للمخاطب (انظر: ابن يعيش 2 / 18 ) .
ولعل سائلا يسأل :
كيف التوجيه الإعرابي للاختصاص ، ليكون قريبا في إعرابه إلى إعراب المنادى ، فنقول له :
ــ بالنسبة إلى أسلوب الاختصاص الأول في استعمال "أيها" ، مثل قولك :
أنا أفعل كذا أيها الرجل !!
فقد اتفق النحاة على أن الإعراب هنا يشبه كل الشبه إعراب الأسلوب في النداء نفسه ؛ إلا أن " أي" المبنية على الضم في محل نصب على المفعولية في أسلوب الاختصاص ، وذلك بتقدير : (أخص ، أو أعني ) ، حيث تصبح في محل نصب منادى في بحث (النداء) ، (وعلى المفعولية أيضا) ، أو أن "أيها" أداة نداء ، لنداء مافيه (ال) ؛ فنقول :
يأيها الرجل .. وياأيتها المرأة ، وهي لاتثنى ، ولا تحمع .
ونحن نجد القرابة بينهما شديدة لاصقة ، ولا اختلاف بين الأسلوبين معنى ، أو إعرابا ..
ونستطيع أن نقيس على ذلك أيضا :
أسلوب المعرف بأل
وأسلوب المضاف
ولي عودة إلى هذا الموضوع ؛ لتوضيح المبهم ، وجلاء بعض الأمور الأخرى المستغلقة
حول هذا الموضوع ..
 
هل من داع ٍ لأن نفرد لهذا الموضوع بحثا خاصا في موضوعات النحو ؛ ليزيد من موضوعات النحو العديدة المتشعبة !!
أما آن الأوان ؛ لكي نعيد هذا الموضوع الصغير في بابته إلى أحضان أمه (النداء) ؛ لينعم بالأصالة والأمومة والدفء ، بعد هذه القرون الطويلة من الانفصال والنكران والتيه !!!؟
 
أرجو أن نجد أسبابا كافية لتدارك ذلك ، ونعود بالفرع إلى أرومته واصله .. 
 
وأنتظر من الأحبة أن يدلوا بدلوهم في هذا الموضوع
وجزى الله الجميع خيرا
 3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
آمين يارب العالمين    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
أهـديـك  عذب تحيتي iiشجنا بـك حـرقـة أضرمتَها iiوبنا
وأبـيـك مـن أبـناء iiجلدتنـــا مـاخـفتُ  من إعرابه iiاللحنا
فـيـكـون جـدي فتنــة iiلأبي وأصـيـر  بـالاثنين iiمرتهنا
يـاحـطـــة  لـلـمذنبيـن iiكمـا تـبـكين ذنبي إضحكِ iiالوطنا
واذا اعتراك العصف فاحتطبي غـصن  الأباة الرابضين iiهنا
يـلـوي بوجه الريح iiمنتصبا   مـا اهـتزّ رغم الجوع iiأووهنا
وسـواء  بـابـن العم iiمحنتــه أو كـان بـابن التيس iiممتحنا
صادق السعدي
5 - مارس - 2008
إنا لله وإنا إليه راجعون    كن أول من يقيّم
 
 
 
  
 
  تتبعت هنا محاورة ماتعة ، ببالغ الاهتمام والعناية ، ووجدت ذاكرتي تسبح في بحر من الأعوام التي شهدتُ خلالها بعض هذه المحاولات التي قالوا عن هدفها :
التيسير ، التجديد ، التبسيط
 ولما أتيت إلى منتهى القول الدال على نتائج المناقشة ، ذرفت دمعة حزن على ما وصل إليه مستوى اللغة المقروءة والمسموعة من انهيار ،
وقلت : كانت الشكوى من صعوبة درس اللغة ، ولغة المجتمع تتمتع بقدر من الحياة ، فكنا نسعى إلى التيسير و...و...
        واليوم ماتت لغة المجتمع وصرنا في حاجة إلى قدر من الحياة .
فإنا لله وإنا إليه راجعون .  
  إن مشكلة اليوم تختلف كثيرا عن مشكلة الأمس ؛ مشكلة اليوم صورتها أبشع فاللغة التي سميتها لغة المجتمع كنت أعني بها :
- لغة الإذاعة المسموعة والمرئية بجميع فروعها
- لغة الدرس النحوي في مراكز التعليم
- لغة المناقشة بين المتخصصين في المجال اللغوي
وجميعها مغموسة في اللحن وضياع المخارج وقلة الرصيد اللغوي ،
وأذكر أن إحدى القنوات الفضائية عرضت ندوة حول مشكلة الضعف اللغوي ، شارك فيها كبار أساتذة اللغة العربية بالجامعات ، وفي الندوة بعض أعضاء مجمع اللغة العربية في أحد الأقطار ، فكان الأمر المؤسف أن كل حواراتهم كانت بالعامية ، وتتفلت على ألسنتهم بعض العبارات الذاهبة الإعراب .
وشهدت مناقشات رسائل ماجستير ودكتوراه في العربية دار أكثرها بالعامية ،
وندرت الأغنية التي تنعم بألفاظ قويمة ،
ونشهد خطب الجمعة في بلدان عربية متعددة ولا تخلو خطبة من لحن يتكرر ،
فالأمر فوق ما نتصور وقد اتسع الخرق على الراقع .
والحل المقترح :
تلقين الناشئة نماذج مشروحة من الكلام البليغ : ( القرآن الكريم   -  الحديث النبوي  -  الشعر  -  الأمثال  -  الخطب  ,,,,, ) ، وتأجيل الدرس النحوي إلى أن تتنبه السليقة ,
ثم البدء بتعليم القواعد الوظيفية  التي بها يُؤَدَّى الكلام صحيحا ، وعدم تمزيقها على سنوات الدراسة .
وفي المراحلة التالية تدرس هذه القواعد بشيء من التوسع ، وهكذا حتى مرحلة التخصص .
والسؤال الأهم هنا ؛ مَن هذا المعلم الذي سيتولى هذه المهمة ؟
إنها مأساة أمة . 
 
*منصور مهران
6 - مارس - 2008
عودً على ذي بدء ... الاختصاص . . هل هو نداء !!؟     كن أول من يقيّم
 
وأعود إلى شيخي الحبيب وصديقي الغالي الأستاذ العالم الدكتور يحيى ؛ لأن الحديث ـ مازال ـ ذو شجون وأشجان
 
يا أخي الحبيب يا أبا بشار الغالي :
بداية لقد بحثت عن هذا البحث في شبكة الفصيح ؛ فلم أجده ؛ علما أنني أحد أعضائه !!!
 
ومن ثمة ...
 
أسلوب آخر من الاختصاص غير مستعمل فيه (( أي )) هو مثيل قولهم : (( نحن العرب نكرم الضيف )) فالعرب اسم منصوب على الاختصاص. بفعل مضمر وجوبا تقديره (( أخص )) وليس عندهم بنداء بدليل ان الاسم المختص هذا لا يبنى على الضم كما يبنى الاسم المفرد في النداء على الضم في نحو : يا زيدُ ، ولم يقولوا في (( بنا تميما يكشف الضباب )) بناء ((تميم)) على الضم كما فعلوا في النداء ، ولانه عندهم أيضا يدخل عليه الألف واللام وما فيه ((أل)) لا يباشر حرف النداء وإذا أرادوا ذلك توصلوا إليه بـ ((أي)) كقولك : يأيها الرجل ، فلما جاءت هنا (( نحن العرب )) من غير وصله دل أنه غير منادى.
وهم انما يفصلون هذه الحالة من الاختصاص عن التي سبقتها في (( أي )) لأن الأول مرفوع وهذا منصوب.
 
والأسلوب الثالث من الاختصاص هو المختص المضاف في نحو قولك: (( نحن معشر العرب نكرم الضيف )) فينتصب عندهم المخصوص (( معشر )) دون تعقيد عدا انه منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره (( أخص )).
اسلوب النداء واسلوب الاختصاص واحد في ارادة تعبيرهما وفي اسلوبهما فكل منهما يفيد معنى الفخر والتواضع والتوكيد وزيادة بيان المقصود7  وكل منهما جار في الاسلوب مجرى الآخر سواء في استعمال
(( أي )) أو غيرها. و (( أيها )) هذه سواء استعملت مع (( يا )) أو بدونها فهي للنداء على الحقيقة وهي أولى من أن تخرج عن بابها الذي استعملت له. أما ما جر من حذف اداة النداء في الاسلوبين الآخرين مما أسموه (( الاختصاص )) فلا عبره به اذا عرفنا أن اداة النداء تحذف كثيرا في اسلوب النداء. ان كلام المنادي والاسم المختص منصوب بفعل مضمر غير مستعمل اظهاره ، ولا يكونان الا للمتكلم والمخاطب8.
 
..................................... 
 
6 المصدر 2/17 – 18
7 ابن هشام – شرح التصريح على التوضيح – القاهرة 2/ 190 ابن يعيش 2/18
 8 ابن يعيش 2/18
*الدكتور مروان
15 - أبريل - 2009
مشكلة التوجيه الاعرابي للاختصاص !!!    كن أول من يقيّم
 
وفي مدى هذا الاستعمال لابد أن نشير إلى أن النداء أكثر ما يستعمل للمخاطب بينما أكثر ما يستعمل اسلوب الاختصاص للمتكلم9 .
 
وليس معنى هذا أن النداء لا يكون للمتكلم فكثير منا من يخاطب نفسه سواء على اسلوب التجريد البلاغي أو على الاسلوب العادي في النداء ، ألا ترى إلى قول عمر (رض) : كل الناس أفقه منك يا عمر10!!؟
أليس هذا بنداء !!؟
 
ولنفترض أن عمر لم ينطق بحرف النداء ، أتراه سينصب اسمه على سبيل الاختصاص أو يبقيه مبنيا على الضم على سبيل النداء؟ ان وجود حرف النداء أو عدم وجوده لا ينقل الاسلوب من حالة إلى أخرى ليس بينهما فرق.
 
بقيت لنا مشكلة التوجيه الاعرابي للاختصاص ليكون قريبا من اعرابه إلى اعراب المنادي ، والأمر في غاية القربى والبساطة:
 
أولا: بالنسبة إلى الاسلوب الأول في استعماله (( أيها )) في نحو قولك: (( أنا أفعل كذا أيها الرجل )) ، اتفق النحاة أن الإعراب هنا يشبه تماماً إعراب نفس الأسلوب في النداء ، غير أن (( أي)) المبنية على الضم في محل نصب المفعولية في الاختصاص بتقدير (( أخص)) تصبح في محل نصب منادى  في بحث النداء (  وعلى المفعولية أيضاً )11، فالقربى هنا شديدة ولا اختلاف بين الأسلوبين معنى أو إعراباً.
 
ثانياً: بالنسبة إلى أسلوب المعرف بـ أل في النحو: (( نحن العرب نكرم الضيف)) تصبح (( العرب)) منادى حذفت منه أداة النداء (( أيها)) أو (( يا أيها)) حذفت فقد عاد إليه النصب لأن الضم مع (( أيُّها)) ضم المماثلة والمشاكلة للفظة ((أيُّ)) فلا داعي للتشاكل والتماثل بعد الحذف . ورفعة ربما يوهم أنه خبر للضمير المبتدأ.
 
ثالثاً: وبالنسبة إلى أسلوب المضاف في نحو: (( نحن معشر العرب ...)) فالمنادى هنا منصوب لأنه مضاف أداة النداء محذوفة والتقدير: يا معشر العرب ... والأمر هنا في غاية البساطة.
 
رابعاً: بقي فرع واحد من الاختصاص بدا عسير التوجيه عند النحاة وهو العلم المفرد في نحو قول الشاعر ((بنا تميماً يكشف الضباب))  إذ ورد منصوباً بينما يجب بناءه على الضم لو قدرنا أداة نداء محذوفة هنا. ويخيل إليّ أن هذا الشطر من الشعر هو الذي جعل النحاة يفكرون في عزل الاختصاص عن النداء فأفردوا له بحثاً خاصاً به لا داعي له. بينما كان من الممكن أن يوجه توجيه قول الشاعر (المهلهل بن ربيعة التغلبي) :
 
ضَرَبَت نَحرَها إِلَيَّ وَقالَت ** يا  عَدِيّاً لَقَد وَقَتكَ iiالأَواقي
         
حيث تذكر القاعدة النحوية :
 
(( أنه إذا اضطر شاعر إلى تنوين المنادى المفرد المعرفة – أو النكرة  المقصودة – كان له تنوينه وهو مضموم وكان له نصبه.12 و ((تميماً)) هنا علم مفرد وفي شعر كما أن وروده في الاختصاص علماً قليل13.
 
إذن فهل بقي من داع ملحّ ٍ أن نفرد لهذ الموضوع بحثاً خاصاً يزيد من مواضيع النحو العربي المتشبعة، أم آن أن نعيد هذا الموضوع الصغير إلى أحضان أمه ((نداء)) لينعم بالأصالة والأمومة والدفء بعد هذا هذه القرون الطويلة من الانفصال والنكران والتيه؟
 
عسى أن تكون الأسباب كافية للعودة ومراجعة هذه القضية
وما هو الصواب فيها ، وليس هذا من باب التجديد وإحياء النحو من جديد !!!
بل هو من باب التيسير ولم الشتات في بابة واحدة ..
ولا أعرف الآن ماذا في جعبة أخي أبي بشار ؛ لعله يوجه لنا ذلك
فأنا أعرفه ناقدا حصيفا ، ولغويا خريتا ، وأديبا نحريرا
ثقا لقفا ، وقد خسر أبناؤنا في سورية علم هذا العالم الجليل ؛ ليعطي عصارة فكره لأجيال أخر .. كان الأولى بها ابناء بلده الحبيب ..
ولعل الله يفرج الأمور ، ويعيد الحباب إلى أوطانهم ، وليس ذلك على الله بعزيز ...
 
...............................

9 وقد يلي المختص ضمير مخاطب كقولهم : بك الله نرجو الفضل ( حاشية الصبان 3/77 )
10 حاشية الصبان ( دار احياء الكتب العربية ) 3/187 ، للسيوطي – مع الهوامع ( القاهرة 1327هـ ) 1/171
11 أو أن (( أيها )) أداة نداء كما افترضنا سابقا.
12 شرح ابن عقيل ( القاهرة 1965 ) تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد 2/262 – 3
13 همع الهوامع 1/170 – 1 ، حاشية الصبان 3/187
 
 
 
 
 
 
*الدكتور مروان
15 - أبريل - 2009
بُلغة الفقير .    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
أخي الغالي الحبيب الأستاذ الدكتور مروان العطية الظفيري.
سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات ، وأسعد الله أيامكم ، وبارك لكم وفيكم وعليكم.... لقد سبق لك أن طرحت موضوعاً أخاً لما طرحته أمس في (28/2008)، وأجبتك في(1/3/2008) ، وأتممته في(2/3/2008)،ثم كرّمتَني بباقة شكرك في اليوم نفسه، وأبنتَ لي ولسادتي سراة الوراق رأي الجهبذ اللوذعي علامة الشام المرحوم فضيلة أستاذنا أحمد راتب النفاخ ، ثم نثر فُلاً وياسميناً أخونا الأستاذ منصور مهران في(6/2008).
 
وهذا يحيى مطيعاً [ نعَم بنصب(مطيعاً)، كقوله تعالى : " وهذا بعلي شيخاً"]
وملبياً ، ومقبّلاً رأسك قائلاً : سيبقى عنوان الاختصاص منفرداً حُرّاً راغباً عن الشراكة.....وتقبلوا تحياتي واحترامي وامتناني .
 
* قال رؤبة بن العجاج ، وهو من بني تميم :
                                  بنا – تميماً – يُكشَفُ الضباب
تميم : عَلَمٌ ، نُسِبتْ إليه قبيلة ، وليستْ علَميّتُه مُرادةً ، وإنما المراد قبيلة تميم ، أو : بنو تميم ، ثم حذف المضاف .
        هم يقولون : حَضَرتْ تميم ، وانتصرتْ تميم ، وهُرِعتْ تميم،  ولا يقولون : حضر تميم ، وانتصر تميم ، وهُرِع تميم. وهكذا ، فإنّ  تميماً لا يُنصَب على الاختصاص ، والراجز نصبه على أنه مضاف إليه ، قد حُذِف المضاف قبله.
* من أنواع الاسم المنصوب على الاختصاص أن يكون عَلماً ، على قِلّة ، نحو : أنا – خالداً – أدعو على الظالمين.
*لقد استعملت العرب أسلوباً في الاختصاص شبيهاً بأسلوب النداء في تصميمه ، نحو :
 أنا – أيها الأستاذ – أحب البحث.
فالمتكلم هاهنا لا يريد أن يناديَ أستاذاً ؛ لأنه هو الأستاذ ذاتُه ، إنما يريد من عبارته ما نريده هذه الأيام بقولنا : أنا – بصفتي أستاذاً – أحب البحث.
أنا : مبتدأ ، والخبر جملة ( أحب مع الفاعل المستتر).
أيها : اسم مبني على الضم في محل نصب على الاختصاص بفعل محذوف وجوباً . وها : زائدة، أو : للتنبيه.
الأستاذ : بدل أو عطف بيان ( صفة : إذا كانت مشتقة).
جملة ( أنا أحب مع الفاعل المستتر) : ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
جملة (أخصّ ...): اعتراضية لا محل لها ، أو حالية محلها النصب .
[ ليس لازماً أن تكون جملة الاختصاص معترضة بين الضمير وتمام الجملة ، فقد تأتي بعد التمام ، كقولي : اعتمدوا عليّ أيها الصديق ؛ أي اعتمدوا عليّ بوصفي صديقاً لكم] .
*أيها ، وأيتها ( في الاختصاص) : عند الجمهور هما مبنيان على الضم في محل نصب بفعل محذوف وجوباً . ذكره ابن هشام في (شذورالذهب).
* وهما عند الأخفش مناديان ، كقول سيدنا عمر : " كل الناس أفقه منك ياعمر".
* وهما عند السِّيرافي مبتدآن ، وخبرهما محذوف ، أو هما خبر لمبتدأ محذوف. والراجح رأي الجمهور.
هل صرّح إمام النحاة بالاختصاص ؟
                              1-    في الكتاب 1/326(طبعة بولاق) : الاختصاص كالتسوية.
                               2-    أما أنا فأفعل كذا وكذا أيها الرجل. ونفعل نحن كذا وكذا أيها القوم ،
                                       اللهم اغفر لنا أيتها العصابة : إنما أردت أن تختص  ولا تبهم ؛
                                   كما تقول للمقبل عليك : يا أبا فلان. ( نفسه 1/326).
                              3- إنا معشر العرب نفعل كذا وكذا ، كأنه قال : أعني ، ولكنه فعلٌ لا يظهر ، ولايستعمل.
4-      بك اللهَ نرجو الفضل ، وسبحانك الله العظيم . (1/328).
5-      لا يجوز لك أن تبهم في هذا الباب فتقول : إني هذا أفعل كذا وكذا، ولكن تقول : إني زيداً أفعل ، ولا يجوز أن تذكر إلا اسماً معروفاً، فلاتقع النكرة في هذاالباب.(1/328).
6-      أكثر الأسماء دخولاً في هذا الباب بنو فلان ، ومعشر مضافة ، وأهل البيت ، وآل فلان.
7-      لا يجوز أن تقول : إنهم فعلوا أيتها العصابة ، إنما يجوز هذا للمتكلم . (1/328).
 
هل في القرآن الكريم أسلوب الاختصاص ؟
هو بالمعنى اللغوي وليس الاصطلاحي، من ذلك قوله تعالى: "...والصابرين في الباساء والضراء وحين البأس " (البقرة/177) ، و قوله تعالى : "...والمقمين الصلاة " (النساء1/162) ،......
 
*د يحيى
16 - أبريل - 2009
سيبقى عنوان الاختصاص منفرداً حُرّاً راغباً عن الشراكة !!!    كن أول من يقيّم
 
هلا وغلا وألف مرحبا بأخي العالم الحبيب الأستاذ الدكتور الغالي يحيى
كل ما قلته على العين والراس ؛
وما بقي من اللّين إلا علالة
 
أسلوب الاختصاص هو من المنصوبات ولذلك نجده مباشرة في كتب النحو بقضها وقضيضها بعد بحث النداء مباشرة وبعض النحاة يدخله أحيانا ضمن بحث النداء كما فعل ابن يعيش النحوي في شرح المفصل2/17 فقدتناول ابن يعيش " أسلوب الاختصاص " ، بعد حذف النداء وقبل "الترخيم" وكما هو معلوم فإن الترخيم هو من موضوعات  النداء !!!
 
وهنا يقف الباحث متسائلا :

ماالسر في هذا الترتيب مع أن الاختصاص يدخل في بحث المفعول به لما يترتب عليه من حذف عامله وبقائه منصوبا على الاختصاص وذلك باعتباره مفعولا به لفعل محذوف وجوبا تقديره :( أخص أو أعني) !!!
 
كما أنه في كتب النحو يأتي في التصنيف بعد (أسلوب الإغراء والتحذير) وهو بحث يتبع نصب المفعول به ، كما يعلم الجميع ..
والنحاة يعللون ويدللون على أن الاختصاص غير منادى لأنه لايجوز دخول حرف النداء عليه فلا تقول :أنا أفعل كذا ياأيها الرجل وذلك إذاقصدت بذلك نفسك .
 
والنحويون إنما يفعلون ذلك لأنهم يبحثون موضوع الاختصاص مع موضوع النداء أو بعده وذلك لأن الاختصاص عندهم يجري مجرىطريقة النداء وأسلوبه بسبب اشتراكهما في أداء الاختصاص ومن هنا استعير لفظ أحدهما للآخر ـ ويقصدون بذلك (أي) فجاء الاختصاص بلفظ النداء وإن لم يكن منادى !!!
 
ونجدهم أيضا في بحث الاختصاص يذهبون في الإغراب مذاهب أخرى أكثر عسرا ومشقة مما ذهبوا فيه فيه في مجاهل النداء وأساليبه ولذلك نجد عندهم :(أي) هنا في هذا المبحث مبنية على الضم في محل نصب مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره : (أخص أو أعني) والهاء للتنبيه والاسم بعد ذلك نعت  منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها ضمة الاتباع والمشاكلة تماما مثلما أعربواالأسلوب ذاته في مبحث النداء !!!
 
ومن ثمة يضيفون إشكالية أخرى فنجدهم يعربون "أي وصفتها" مبتدأ مرفوع وخبره محذوف أو أنها خبر مبتدؤه محذوف ولذلك يقدرون في الأول :
الرجل المذكور من أريد ,, وفي الثاني نجدهم يعكسون الأية :
من أريد الرجل المذكور !!؟
ولا يقدر فيها حرف النداء بل هي جملة في موضع الحال وذلك بتقدير : أنا أفعل كذا متخصصا من بين الرجال (انظر شرح المفصل لابن يعيش 2 /17 ـ 18) .
إن أسلوب النداء وأسلوب الاختصاص واحد في إرادة تعبيرهما وفي أسلوبهما فكل منهما يفيد معنى الفخر والتواضع والتوكيد وزيادة بيان المقصود( انظر : شرح التصريح على التوضيح 2 / 190 وابن يعيش 2 / 18 ) .
وكل منهما جار في الأسلوب مجرى الآخر سواءفي استعمال "أي" أو في غيرها ..و"أيها" هذه سواء أستعملت مع "يا" أو بدونها ؛ فهي للنداء على الحقيقة وهي أولى من أن تخرج عن بابتها الذي استعملت له .
أما ما جرى من حذف أداة النداء في الأسلوبين الآخرين مما أسموه "الاختصاص" فلا عبرة به إذا عرفنا أن أداة النداء تحذف كثيرا في أسلوبالنداء .
إن كلا من المنادى والاسم المختص منصوب بفعل مضمر غير مستعمل إظهاره ولا يكونان إلا للمتكلم أو للمخاطب (انظر: ابن يعيش 2 / 18 ) .

 
*الدكتور مروان
16 - أبريل - 2009
نحن نجد القرابة بينهما شديدة لاصقة    كن أول من يقيّم
 
ولعل سائلا يسأل :
 

كيف التوجيه الإعرابي للاختصاص ، ليكون قريبا في إعرابه إلى إعراب المنادى ، فنقول له :

 بالنسبة إلى أسلوب الاختصاص الأول في استعمال "أيها" ، مثل قولك :أنا أفعل كذا أيها الرجل !!

فقد اتفق النحاة على أن الإعراب هنا يشبه كل الشبه إعراب الأسلوب في النداء نفسه ؛ إلا أن " أي" المبنية على الضم في محل نصب على المفعولية في أسلوب الاختصاص وذلك بتقدير : (أخص أو أعني ) ؛ حيث تصبح في محل نصب منادى في بحث (النداء) (وعلى المفعولية أيضا) أو أن "أيها" أداة نداء لنداء مافيه (ال) فنقول :

يأيها الرجل .. وياأيتها المرأة وهي لاتثنى ولا تحمع .
ونحن نجد القرابة بينهما شديدة لاصقة ولا اختلاف بين الأسلوبين معنى أوإعرابا .
ونستطيع أن نقيس على ذلك أيضا :أسلوب المعرف بأل وأسلوب المضاف.
*الدكتور مروان
16 - أبريل - 2009
في نهاية المطاف !!!    كن أول من يقيّم
 
 

وفي نهاية المطاف :
 
إن أسلوب النداء وأسلوب الاختصاص واحد في إرادة تعبيرهما وفي أسلوبهما فكل منهما يفيد معنى الفخر والتواضع والتوكيد وزيادة بيان المقصود .

وكل منهما جار في الأسلوب مجرى الآخر سواءفي استعمال "أي" ؛ أو في غيرها ..

و"أيها" هذه سواء أستعملت مع "يا" أو بدونها فهي للنداء على الحقيقة وهي أولى من أن تخرج عن بابتها الذي استعملت له .
أما ما جرى من حذف أداة النداء في الأسلوبين الآخرين مماأسموه "الاختصاص" فلا عبرة به إذا عرفنا أن أداة النداء تحذف كثيرا في أسلوبالنداء..
*الدكتور مروان
16 - أبريل - 2009
الخلاف النحوي في ضوء محاولات التيسير الحديثة !!!    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
أخي الحبيب اللبيب الغالي العالم أبا بشار
 
رضيت منك بأخلاق قد امتزجت    بالمكرمات امتزاج الروح بالبدن
 
إنني على يقين أنك من كبار سدنة العربية ، وأنك من المدافعين عنها بالسنان واللسان ..
ولكنها الحقيقة ؛ وأنت بإحقاق ما أعتقده ، أحق وأولى ..
 
ولا تذهبنّ بك الظنون بعيدا
 
فإنني تراثي في الصميم  وعاشق للتراث الإسلامي منذ أكثر من ثلاثين سنة وأنا أبحر في بحوره ومحيطاته !!
ولذلك جاءت مكتبتي الخاصة فيها أكثر من خمسة وعشرين ألف مجلد تراثي
أنفقت فيها عمري وأموالي ، ودفنت فيها سني عمري منذ أن تلقيتها على كبار التراثيين
من الشاعرعمر يحيى إلى فخر الدين قباة مرورا بأستاذنا الكبير علامة الشام أحمد راتب النفاخ والشيخ العلامة حمد الجاسر والدكتور إبراهيم السامرائي ومحمد حميد الله ....
ويعلم الله ؛ ماجمعني بهم إلا حب العربية ، وعشق التراث ..
 
وسوف أقف قريبا بمشيئة الله عند الخلاف النحوي في ضوء محاولات التيسير الحديثة ؛ وطبعا عند أشهر أعلامه !!!
 
وإياه أسأل أن يبقيك شمسا مشرقة في المشرقين ، فتستنير بضوئها كل عين بمنه تعالى وكرمه ..
ودمتَ بودٍّ ..
 
 
 
 
*الدكتور مروان
17 - أبريل - 2009
أنت حامل المسك يا أبا إقبال.    كن أول من يقيّم
 
أخي وقرة عيني أبا إقبال الأصيل ابن التراث الأصيل.....ومَن قال لك إن أبا بشار لايظن بك إلا الظن الحسن، ؛ فأنت ممن أكرمهم الله بنعمة الدين والعلم والذوق ،... وأنا أغبطك ، وأسأل الله المجيب أن يمن عليّ بمِثل ما منّ عليك...وأنت سيد العارفين أنّ الأنغام الأصيلة يؤتى إليها ، فأنت تعشق النهوند والحجاز ، وأنا أطرب للرست ، وإذ إنني فقير صابر قد حرمتُ من مخطوطات التراث ، فضلاً عن تلمذتي للأكابر، اللهم إلا الشيخ عضيمة- يرحمه الله- فإن قلمي يعتذر إلى قلمك بقوله : أين صاحبي من صاحبك !
أخوك أبو بشار يا أبا إقبال يدعو الله القريب المجيب أن يزيدك من فضله ، ويبلّغك مقصودك......تحيات حلب الشهباء لك، والسلام عليكم في الأولى والآخرة.
*د يحيى
17 - أبريل - 2009
 3  4  5