فانوس رمضان:
فانوس رمضان أو فانوس السحور: عادة رمضانية مصرية قديمة، تعود إلى بداية العصر الفاطمي، ففي سنة (358هـ وتحديدا يوم الخامس من رمضان بدأ العمل بإيقاد فانوس كبير، تتعالى ألسنة لهيبه ليراها معظم سكان القاهرة، ويكون إيقاده علامة للحظة الإفطار، وانطفاؤه إيذانا ببدء الصيام. فكان يقوم تماما بدور مدفع رمضان في العصر الحديث. وكان حدثا طريفا دعا شعراء الطرائف إلى أن يدلوا بدلوهم في وصفه ويتفننوا في إعداد لوحات شعرية طريفة، حفظت لنا الكثير من أخبار هذا الفانوس. ويفهم من مجموع ما وصلنا من الشعر في وصف فانوس رمضان أنه كان يعلق على مئذنة جامع عمرو بن العاص. انظر في الوراق ما ساقه ابن ظافر في كتابه (بدائع البدائه) من الشعر حول الفانوس، وهي مقاطيع كثيرة، نختار منها قول الشاعر الشهير بالنعجة:
ولكنه دون الكواكـب لا يسـري ونجمٍ من الفانوس يشـرق ضـوءه
إذا غاب ينهي الصائمين عن الفطر ولم أر نجماً قط قبـل طـلـوعـه
وقوله:
وضوءه دانٍ من العـين أحبب بفانوسٍ غدا صاعداً
فقد حوى وصف الهلالين يقضى بصوم وبفطر معا
وقول ابن ظافر من قصيدة:
عليه لفانوس السحور لـهـيب ألست ترى شخص المنار وعوده
طلوع صباحٍ حان منه غروب تراه يراعي الصبح ليلاً، فإن دنا
وقول ا بن النبيه:
مع والليل مسبل أذيالـه حبذا في الصيام مئذنة الجا
صائداً واقفاً لصيد الغزاله خلتها والفانوس إذ رفعته
وقول ابن نفطويه:
في رأسه ناراً لمن يترصـد نصبوا لواء للسحور وأوقـدوا
ذهباً وقامت في الدجى تتشهد فكأنما سبابة قـد قـمـعـت
|