البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : طرائق العلماء العرب والمسلمين في التصنيف والتأليف !!!    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 الدكتور مروان 
24 - فبراير - 2008
إن أي واحد منا إذا قلب طرفه في المعجم الموسوعي الببليوغرافيّ ..
( ونقصد بكلمة الببليوغرافيا :
علم الفهرسة وإعداد القوائم والمراجع ثم توسع هذا الاصطلاح في الاستخدام فصار اسماً لسائر العلوم المتعلقة بالتوثيق وتنظيم المكتبات وبرمجة المعراف وفهرسة الكتب وإعدادها .
وعلى العموم فإنه ليس لهذه الكلمة مرادف لفظي معتبر في العربية ، وإنما كانوا يدرسون هذا العلم في فنون مختلفة عرفها حاجي خليفة في كشف الظنون  :
علم الكتابة – علم الشروط والسجلات
علم الوراقة – علم أدوات الخط – علم تحسين الحروف
علم النسخ – علم الخط – علم ترتيب حروف التهجي
علم التصحيف – علم قوانين الكتابة
علم رسم المصحف – علم الدواوين .
ولا شك أن تعدد البحوث البيلوغرافية والإشتغال بها يدل على غنى هذا العلم وكثرة المتخصصين فيه في الثقافة الإسلامية ...) .
وهو كتاب :
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ؛ للعلامة الموسوعي حاجي خليفة المتوفى سنة 1067هـ ،،،
وهو من أهم الأعمال الببليوجرافية في تراثنا الحبيب .. 

 هذه الموسوعة الببليوجرافية التي رصدت لنا ما يقارب ثمانية عشر ألف عنوان من كتب التراث. وكتاب حاجي خليفة توقف في رصد الكتب عند تاريخ وفاة مؤلفه، علاوة على أنه فاته كثير من الكتب التي ألفت قبله. والفترة التي تلت وفاة مؤلف الكشف تعد من أحلك الفترات التي مرت بها أمتنا فيما يتعلق بتأليف الكتب ورصدها. حيث يؤرخ عدد ليس بالقليل أن فترة الانحطاط في الحضارة الإسلامية كانت بدايتها في القرن العاشر الهجري أو قبل ذلك بقليل.
 
ويعجب المرء حين يطالع ما أثبته حاجي خليفة في كتابة ( كشف الظنون ) حيث أورد تعريفا ً لنحو عشرين ألف كتاب عربي طالعها بنفسه ، ونقل منها نصوصا ً مختلفة ، وفي ذيول كشف الظنون مايزيد على ذلك ايضا ً ، وكلها تدور في علوم برع فيها المسلمون ، وقد ألف كتابة هذا قبيل الإستعمار الأوربي ، وذلك في القرن الحادي عشر ثم يتساءل المرء اليوم أين توجد هذه الالوف المؤلفة من النفائس التي أشار إليها صاحب كشف الظنون ؟!..

وإن كل مافي المكتبات التراثية العربية والإسلامية لا يغطي نصف ماأورده صاحب كشف الظنون في كتابة هذا ، أما مايزيد على النصف فقد ضاع خلال القرنين المايين وبقدرة قادر صار جزءا ً من التراث الأوربي والأمجاد الإستشراقية !!...
ونحن نقرأ في هذا الكتاب الموسوعي أسماء نحو مائتي علم أو فنّ !!
 
كعلم آداب البحث والمناظرة ، والاختلاج ، والإسطرلاب ، والأكر ، والآلات الحربية ، والآلات الرصدية ، وآلات الساعة ، والآلات الظلية ، وعلم انبساط المياه ، وعلم الأوزان والمقادير ، وعلم الباه ، والبرد ومسافاتها ، والبنكامات ، والبيزرة ،
والبيطرة ، وتحسين الحروف ، وتدبير المدينة ، وتدبير المنزل ، وترتيب العسكر ، وتركيب المداد ، والتصوف ، وتعبير الرؤيا ، والجبر والمقابلة ، والجراحة ، وجر الأثقال ، والجغرافيا ، والجفر ، والجهاد ، والحروف والأسماء ، والحكمة ، والحيل الساسانية ، والرصد ، والرمل ، والرمي ، والرياضة ، والريافة ، والزيج ، والزابرجة ، والسياسة ، والسيمياء ، والشروط والسجلات ، والصيدلة ، والطبخ ، والطلسمات ، والطيرة ، والعدد ، وعقود الأبنية ، والفتاوى ، والفراسة ، والفلاحة ، والفلقطيرات ، والقرانات ، والقرعة ، وقلع الآثار ، وقوانين الكتابة ، وقود العسكر والجيوش ، والكحالة ، ومراكز الأثقال ، والمرايا المحرقة ، والمساحة ، والمعادن ، والمعمى ، والملاحة ، والملاحم ، والموسيقى ، والميقات ، والنبات ، ونزول الغيث ، والنيرنجات ، والوصايا ، والوضع ، والهندسة ، والهيئة ...
وغير ذلك كثير ، ومن أحب الزيادة ؛ فليرجع إليه ..
 
للبحث صلة >>>
يتبع ـ بمشيئة الله
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وأيضا ماجاء في أبجد العلوم ....     كن أول من يقيّم
 
وكذلك عندما نقلب طرفنا في كتاب :
 أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ؛
 لصديق بن حسن القنوجي ، سوف نجد كما هائلا من هذه الأسماء في العلوم والمعرف بكافة أشكالها ، ونجده يقول :
 
{ ما ذكره صاحب ( المفتاح ) وهو أحسن من الجميع حيث قال :
 
(( علم أن للأشياء وجودا في أربع مراتب : في الكتابة والعبارة والأذهان والأعيان . وكل سابق منها وسيلة إلى اللاحق لأن الخط دال على الألفاظ وهذه على ما في الأذهان وهذا على ما في الأعيان . والوجود العيني هو الوجود الحقيقي الأصيل وفي الوجود الذهني خلاف في أنه حقيقي أو مجازي وأما الأولان فمجازيان قطعا
ثم العلم المتعلق بالثلاث الأول آلي البتة . وأما العلم المتعلق بالأعيان فإما عملي لا يقصد به حصول نفسه بل غيره أو نظري يقصد به حصول نفسه . ثم إن كلا منهما إما أن يبحث فيه من حيث إنه مأخوذ من الشرع فهو العلم الشرعي أو من حيث إنه مقتضى العقل فقط فهو العلم الحكمي . فهذه هي الأصول السبعة ولكل منها أنواع ولأنواعها فروع يبلغ الكل على ما اجتهدنا في الفحص والتنقير عنه بحسب موضوعاته وأساميه وتتبع ما فيه من المصنفات إلى مائة وخمسين نوعا ولعلي سأزيد بعد هذا ) ) انتهى .
 
فرتب كتابه على سبع دوحات لكل أصل دوحة . وجعل لكل دوحة شعبا لبيان الفروع :
 
فما أورده في الأولى : من العلوم الخطية
علم أدوات الخط . علم قوانين الكتابة . علم تحسين الحروف . علم كيفية تولد الخطوط عن أصولها . علم ترتيب حروف التهجي . علم تركيب أشكال بسائط الحروف . علم إملاء الخط العربي . علم خط المصحف . علم خط العروض
 
وذكر في الثانية : العلوم المتعلقة بالألفاظ
 
وهي :
علم مخارج الحروف . علم اللغة . علم الوضع . علم الاشتقاق . علم التصريف . علم النحو . علم المعاني . علم البيان . علم البديع . علم العروض . علم القوافي . علم قرض الشعر . علم مبادئ الشعر . علم الإنشاء . علم مبادئ الإنشاء وأدواته . علم المحاضرة . علم الدواوين . علم التواريخ
وجعل من فروع العلوم العربية : علم الأمثال . علم وقائع الأمم ورسومهم . علم استعمالات الألفاظ . علم الترسل . علم الشروط والسجلات . علم الأحاجي والأغلوطات . علم الألغاز . علم المعمى . علم التصحيف . علم المقلوب . علم الجناس . علم مسامرة الملوك . علم حكايات الصالحين . علم أخبار الأنبياء عليهم السلام . علم المغازي والسير . علم تاريخ الخلفاء . علم طبقات القراء . علم طبقات المفسرين . علم طبقات المحدثين . علم سير الصحابة . علم طبقات الشافعية . علم طبقات الحنفية . علم طبقات المالكية . علم طبقات الحنابلة . علم طبقات النحاة . علم طبقات الأطباء
 
وذكر في الثالثة : العلوم الباحثة عما في الأذهان من المعقولات الثانية
 
 وهي علم المنطق علم آداب الدرس . علم النظر . علم الجدل . علم الخلاف
 
وذكر في الرابعة : العلوم المتعلقة بالأعيان
 
وهي العلم الإلهي . والعلم الطبيعي . والعلوم الرياضية وهي أربعة : علم العدد . علم الهندسة . علم الهيئة . علم الموسيقى
وجعل من فروع العلم الإلهي علم معرفة النفس الإنسانية . علم معرفة النفس الملكية . علم معرفة المعاد . علم أمارات النبوة . علم مقالات الفرق
وجعل من فروع العلم الطبيعي علم الطب . علم البيطرة . علم البيزرة . علم النبات . علم الحيوان . علم الفلاحة . علم المعادن . علم الجواهر . علم الكون والفساد . علم قوس قزح . علم الفراسة . علم تعبير الرؤيا . علم أحكام النجوم . علم السحر . علم الطلسمات . علم السيميا . علم الكيمياء
وجعل من فروع الطب علم التشريح . علم الكحالة . علم الأطعمة . علم الصيدلة . علم طبخ الأشربة والمعاجين . علم قلع الآثار من الثياب . علم تركيب أنواع المداد . علم الجراحة . علم الفصد . علم الحجامة . علم المقادير والأوزان . علم الباه
وجعل من فروع علم الفراسة علم الشامات والخيلان . علم الأسارير . علم الأكتاف . علم عيافة الأثر . علم قيافة البشر . علم الاهتداء بالبراري والأقفار . علم الريافة . علم الاستنباط . علم نزول الغيث . علم العرافة . علم الاختلاج .
وجعل من فروع علم أحكام النجوم . علم الاختيارات . علم الرمل . علم القرعة . علم الطيرة
وجعل من فروع السحر علم الكهانة . علم النيرنجات . علم الخواص . علم الرقى . علم العزائم . علم الاستحضار . علم دعوة الكواكب . علم القلفطيرات . علم الخفاء . علم الحيل الساسانية . علم كشف الدك . علم الشعبذة . علم تعلق القلب . علم الاستعانة بخواص الأدوية
وجعل من فروع الهندسة علم عقود الأبنية . علم المناظرة . علم المرايا المحرقة . علم مراكز الأثقال . علم جر الأثقال . علم المساحة . علم استنباط المياه . علم الآلات الحربية . علم الرمي . علم التعديل . علم البنكامات . علم الملاحة . علم السباحة . علم الأوزان والموازين . علم الآلات المبنية على ضرورة عدم الخلاء
 
وجعل من فروع الهيئة : علم الزيجات والتقويم . علم حساب النجوم . علم كتابة التقاويم . علم كيفية الأرصاد . علم الآلات الرصدية . علم المواقيت . علم الآلات الظلية . علم الأكر . علم الأكر المتحركة . علم تسطيح الكرة . علم صور الكواكب . علم مقادير العلويات . علم منازل القمر . علم جغرافيا . علم مسالك البلدان . علم البرد ومسافاتها . علم خواص الأقاليم . علم الأدوار والأكوار . علم القرانات . علم الملاحم . علم المواسم . علم مواقيت الصلاة . علم وضع الإسطرلاب . علم عمل الإسطرلاب . علم وضع الربع المجيب والمقنطرات . علم عمل ربع الدائرة . علم آلات الساعة
وجعل من فروع علم العدد : علم حساب التخت والميل . علم الجبر والمقابلة . علم حساب الخطائين . علم حساب الدور والوصايا . علم  حساب الدراهم والدنانير . علم حساب الفرائض . علم حساب الهواء . علم حساب العقود بالأصابع . علم أعداد الوفق . علم خواص الأعداد . علم التعابي العددية
وجعل من فروع الموسيقى : علم الآلات العجيبة . علم الرقص . علم الغنج
 
وذكر في الخامسة : العلوم الحكمية العملية
 
وهي : علم الأخلاق . علم تدبير المنزل . علم السياسة
وجعل من فروع الحكمة العملية : علم آداب الملوك . علم آداب الوزارة . علم الاحتساب . علم قود العساكر والجيوش
 
وذكر في السادسة : العلوم الشرعية
 
وهي : علم القراءة . علم تفسير القرآن . علم رواية الحديث . علم دراية الحديث . علم أصول الدين المسمى بالكلام . علم أصول الفقه . علم الفقه
وجعل من فروع القراءة : علم الشواذ . علم مخارج الحروف . علم مخارج الألفاظ . علم الوقوف . علم علل القرآن . علم رسم كتابة القرآن . علم آداب كتابة المصحف
وجعل من فروع الحديث : علم شرح الحديث . علم أسباب ورود الحديث وأزمنته . علم ناسخ الحديث ومنسوخه . علم تأويل أقوال النبي عليه الصلاة والسلام . علم رموز الحديث وإشاراته . علم غرائب لغات الحديث . علم دفع الطعن عن الحديث . علم تلفيق الأحاديث . علم أحوال رواة الأحاديث . علم طب النبي عليه الصلاة والسلام .
 
وجعل من فروع علم التفسير : علم المكي والمدني . علم الحضري والسفري . علم النهاري والليلي . علم الصيفي والشتائي . علم الفراشي والنومي . علم الأرضي والسماوي . علم أول ما نزل وآخر ما نزل . علم سبب النزول . علم ما نزل على لسان بعض الصحابة - رضي الله عنهم - علم ما تكرر نزوله . علم ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه . علم ما نزل مفرقا وما نزل جمعا . علم ما نزل مشيعا وما نزل مفردا . علم ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل . علم كيفية إنزال القرآن . علم أسماء القرآن وأسماء سوره . علم جمعه وترتيبه . علم عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه . علم حفاظه ورواته . علم العالي والنازل من أسانيده . علم المتواتر والمشهور . علم بيان الموصول لفظا والمفصول معنى . علم الإمالة والفتح . علم الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب . علم المد والقصر . علم تخفيف الهمزة . علم كيفية تحمل القرآن . علم آداب تلاوته وتاليه . علم جواز الاقتباس . علم ما وقع فيه . بغير لغة الحجاز . علم ما وقع فيه من غير لغة العرب
علم غريب القرآن . علم الوجوه والنظائر . علم معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسر . علم المحكم والمتشابه . علم مقدم القرآن ومؤخره . علم عام القرآن وخاصه . علم ناسخ القرآن ومنسوخه . علم مشكل القرآن . علم مطلق القرآن ومقيده . علم منطوق القرآن ومفهومه . علم وجوه مخاطباته . علم حقيقة ألفاظ القرآن ومجازها
علم تشبيه القرآن واستعاراته . علم كنايات القرآن وتعريضاته . علم الحصر والاختصاص . علم الإيجاز والإطناب . علم الخبر والإنشاء . علم بدائع القرآن . علم فواصل الآي . علم خواتم السور . علم مناسبة  الآيات والسور . علم الآيات المتشابهات
علم إعجاز القرآن . علم العلوم المستنبطة من القرآن . علم أقسام القرآن . علم جدل القرآن . علم ما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب . علم مبهمات القرآن . علم فضائل القرآن . علم أفضل القرآن وفاضله . علم مفردات القرآن . علم خواص القرآن . علم مرسوم الخط وآداب كتابته . علم تفسيره وتأويله وبيان شرفه . علم شروط المفسر وآدابه
علم غرائب التفسير . علم طبقات المفسرين . علم خواص الحروف . علم الخواص الروحانية من الأوفاق . علم التصريف بالحروف والأسماء . علم الحروف النورانية والظلمانية . علم التصريف بالاسم الأعظم . علم الكسر والبسط . علم الزايرجة . علم الجفر والجامعة . علم دفع مطاعن القرآن
 
وجعل من فروع الحديث : علم المواعظ . علم الأدعية . علم الآثار . علم الزهد والورع . علم صلاة الحاجات . علم المغازي
وجعل من فروع أصول الفقه : علم النظر . علم المناظرة . علم الجدل
وجعل من فروع الفقه : علم الفرائض . علم الشروط والسجلات . علم القضاء . علم حكم التشريع . علم الفتاوى
فيكون جميع ما ذكره من العلوم المتعلقة بطريق النظر ثلاثمائة وخمسة علوم
ثم إنه جعل الطرف الثاني من كتابه في بيان العلوم المتعلقة بالتصفية   التي هي ثمرة العمل بالعلم فلخص فيه كتاب ( الإحياء ) للإمام الغزالي ولم يذكر علم التصوف . فلله دره في الغوص على بحار العلوم وأبرز دررها
فإن قيل : إنه قصد تكثير أنواع العلوم فأورد في فروعها ما أورد كذكره في فروع علم التفسير ما ذكره السيوطي في ( الإتقان ) من الأنواع وهلا يرد عليه أنه إن أراد بالفروع المقاصد للعلم فعلم الطب مثلا يصل إلى ألوف من العلوم . وإن أراد ما أفرد بالتدوين فلم يستوعب الأقسام في كثير من المباحث التي أفردت بالتدوين وقد أخل بذكرها على أنه أدخل في فروع علم ما ليس منه قلت : نعم يرد لكن الجواد قد يكبو والفتى قد يصبو أو لا تعد إلا هفوات العارف ويدخل الزيوف على أعلى الصيارف ...
 
للبحث صلة >>>
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
 
 
 
*الدكتور مروان
24 - فبراير - 2008
لعل أفضل من صور لنا تلك العلوم جملة الشيخُ الأزنيقي !!!    كن أول من يقيّم
 
 
لاشك بأن العلوم التي حوتها الحضارة الإسلامية كانت كثيرة جداً في أعدادها، متنوعة تنوعاً عظيماً في مواضيعها ومتعلقاتها، متفرعة إلى فروع عديدة وشعب شتى.. ومن هنا كان من الضروري أن نضع تصوراً جامعاً شاملاً حاصراً لتلك العلوم ومواضيعها وفروعها، قبل أن نخوض فيما نحن بصدده من الحديث عن العلوم الإسلامية ذات الصلة بالدين من قريب أو بعيد.
 ولعل أفضل من صور لنا تلك العلوم جملة الشيخُ الأزنيقي تلميذُ موسى بن محمودٍ الرومي، الشهير بقاضي زاده. فللأزنيقي هذا كتاب رفيع المنزلة أسماه (مدينة العلوم) رتبه على: مقدمة، وطرفين، وخاتمة، وذكر في المقدمة حصر العلوم على الإجمال في أصول سبعة، وتكلم في الكتاب على سبع دوحات ( والدوحة هي الشجرة المعروفة بكثرة أغصانها وفروعها وأوراقها) وكل واحدة من تلك الدوحات السبع في بيان أصل من الأصول السبعة، ثم ذكر في كل دوحة منها شعباً لبيان الفروع.. وذلك لتقريب الصورة إلى أذهان القارئ بعد تشبيه كل مجموعة من العلوم بشجرة وفروعها وأغصانها.
 
ولنا هنا أن نستعرض جملة تلك العلوم من دوحاتها حسب تصنيف الأزنيقي.
 
 فالدوحة الأولى:
في بيان العلوم الخطية، ولها شعبتان: فالشعبة الأولى مثلاً تتعلق بكيفية صناعة الخط، وذكر فيها علم أدوات الخط، وعلم قوانين الكتابة، وعلم تحسين الحروف، وعلم إملاء الخط العربي، وعلم خط المصحف وغير ذلك.
والدوحة الثانية:
في علوم تتعلق بالألفاظ، وهي التي تسمى بالعلوم الأدبية والعربية، وفيها ثلاث شعب. الأولى: تتعلق بالمفردات، والثانية: تتعلق بالمركبات، والثالثة: بفروعها.
وعلى سبيل المثال أورد الأزنيقي في شعبة المفردات علم مخارج الحروف، وعلم اللغة، وعلم الوضع، وعلم الاشتقاق، وعلم الصرف، وعلم النحو، وعلم المعاني، وعلم قرض الشعر، وعلم الإنشاء، وعلم التاريخ، وألحق بها علوماً شرعية كثيرة مثل: علم المغازي والسير، وعلم الطبقات، وعلم الأمثال.
 
وأما الدوحة الثالثة:
أي المجموعة الثالثة من العلوم ففيها شعبتان، الأولى: في العلوم الآلية التي تعصم عن الخطأ في الكسب، ومنها علم المنطق. والشعبة الثانية: في علوم تعصم عن الخطأ في المناظرة والدرس، مثل علم الجدل، وعلم النظر، وعلم الخلاف، وعلم آداب الدرس.
وأما الدوحة الرابعة:
فمجموعة العلوم فيها تتعلق بالأعيان، وهذا قسمان:
الأول: ما يُبحث فيه بمجرد الرأي ومقتضى العقل فقط، وهو العلوم الحكمية الباحثة عن أحوال الموجودات الخارجية بحسب الطاقة البشرية.
 والقسم الثاني: ما يُبحث فيه على قواعد الشرع وعلى تسليم المدعى وأخذه من الشرع وهو علم أصول الدين..
 وقد جعل شعب ذلك تسعاً، الشعبة الأولى: في العلم الإلهي. والثانية: في فروع العلم الإلهي من مثل علم أمارات النبوة، وعلم معرفة النفوس البشرية، والثالثة: في العلم الطبعي من مثل علم الطب، وعلم البيطرة، وعلم الفراسة، وعلم أحكام النجوم، وعلم الطلسمات، وعلم الكيمياء، وعلم الفلاحة، والرابعة: في فروع العلم الطبعي كعلم النبات، وعلم الحيوان، وعلم المعادن، وعلم الجو، وعلم قوس قزح. والخامسة من شعب هذه الدوحة الرابعة تكلم فيها عن مثل علم التشريح، وعلم الصيدلة، وعلم تركيب أنواع المواد، وعلم الفصد، وعلم المقادير والأوزان. وفي الشعبة السادسة: تكلم عن فروع علم الهندسة مثل علم عقود الأبنية، وعلم المرايا المحرقة، وعلم مراكز الأثقال وجرها، وعلم المساحة، وعلم إنباط المياه، وعلم الآلات الحربية، وعلم الملاحة والسباحة، وعلم الأوزان والموازين. وفي الشعبة السابعة: عدد الأزنيقي علوم الهيئة مما يتعلق بالتقاويم والمواقيت والجغرافيا ووضع الإسطرلاب وآلات الساعة ووضع ربع الدائرة. وفي الشعبة الثامنة: تكلم عن علوم العدد كالحساب والجبر وحساب العقود والتخت والميل. وفي الشعبة التاسعة: تكلم عن فروع علم الموسيقى وما يتعلق بها.
وأما الدوحة الخامسة:
ففي العلوم التي تنتظم تحت معنى الحكمة العملية وشعبها أربعةُ شعب: الأولى في علم الأخلاق، والثانية في تدبير المنزل، والثالثة في علم السياسة، والرابعة في فروع ذلك كعلم آداب الملوك وآداب الوزارة ( أي البرتوكول) وعلم الاحتساب (أي الحسبة الشرعية) وعلم قود العساكر.
 
وأما الدوحة السادسة:
فهي تشتمل على العلوم الشرعية. وشعبها: علم القراءة، وعلم رواية الحديث، وعلم تفسير القرآن، وعلم دراية الحديث (أي فقهه) وعلم أصول الدين المسمى بالكلام، وعلم أصول الفقه، وعلم الفقه، ثم بحث بعد ذلك في فروع العلوم الشرعية تلك كلاً على انفراد.
وانتقل أخيراً ـ في الدوحة السابعة ـ إلى الحديث عن علومٍ تتعلق بالأعمال، وسماها علوم التصفية أي تصفية النفس من الشوائب والرذائل. والمعرفة فيها على نوعين: معرفة بطريق النظر وهي لا تكمل إلا بالعمل، ومعرفة بطريق العمل.
وعدَّ من ذلك العلوم المتعلقة بأسرار العبادات، والعلوم المتعلقة بالعادات، والعلوم المتعلقة بالأخلاق المهلكة كالعجب والغضب وآفات الغرور، والعلوم المتعلقة بالمنجيات كعلم آداب التوبة وعلم فوائد الصبر وعلم المحبة وعلم الرجاء والخوف.
 
للبحث صلة >>>
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
 
 
*الدكتور مروان
24 - فبراير - 2008
إن هذا كله يعلمه من له أدنى اهتمام بتاريخ العلوم عند المسلمين ..    كن أول من يقيّم
 
وإن من الحقائق الثابتة والأمور المسلّم بها :

أن الإسلام هو دين العلم والمعرفة ، وأنه اهتم بالعلوم كلها ـ سواء كانت علوماً شرعية أو كونية، نظرية أو تجريبية ـ اهتماماً شديداً،  إما بدعوته إلى القراءة مفتاح التعلم، أو برفعه مكانة الذين يعلمون فوق الذين لا يعلمون، أو باحترامه وتقديره للقلم والكتاب آلة العلم ووسيلة تدوينه ووعائه أو بلفت الأنظار إلى كثير من الحقائق العلمية المعلومة للإنسان حينها أو المجهولة، أو بدعوة البشر إلى التفكر والتدبر والتنقل بين بقاع الأرض والسفر، والغوص في أعماق النفس وأصل خلق البشر، واستخراج خيرات الأرض والبحر، وتتبع منازل الشمس والقمر، وتقلبات الليل والنهار، واختلاف الأحوال والطباع في الإنسان والحيوان، وغير هذا وذاك من دلائل الاهتمام بالمعرفة وبراهين الاحتفاء بها.
 
نعم لقد فتح الإسلام باب العلوم،  ودعا المسلمين إلى الدخول فيه أفواجاً، ونصب لهم ميدان التنافس فيه واسعاً، وزرع في نفوسهم حب السبق فيه والابتكار، وادخر لهم في الآخرة بسببه خيراً كثيراً.
 
 لذلك فليس من العجب أن يكون لأمة الإسلام في مضمار العلم سجل ناصع مشرف، وأن تحوز قصب السبق في كل فن، وأن يسجل التاريخ بكل افتخار أن المسلمين كانوا أكثر أهل الأرض قراءة وكتابة وتعلماً وتعليماً وتأليفاً وتدويناً وابتكاراً واختراعاً وتحقيقاً وتدقيقاً.
 
كما أنه ليس من العجب أن نرى كثيراً من العلوم والمعارف والفنون عاشت في كنف الإسلام والمسلمين: نبتت بذورها في أرضهم ابتداء ، ورعتها أكف علمائهم دائماً، واتشحت بحللهم أبداً.
 
وكذلك أيضاً فليس من العجب أن نعلم أن المسلمين تلقوا علوم من سبقهم من يونان وفرس وهنود ورومان فهضموها هضماً جيدا،ً ونقحوها تنقيح خبير عليم، ونقدوها نقد بصير واع، ونقلوها وترجموها إلى لغتهم العربية نقل أمين مقتدر.
 
إن هذا كله يعلمه من له أدنى اهتمام بتاريخ العلوم عند المسلمين.

*الدكتور مروان
25 - فبراير - 2008
ولنرجع إلى ما بدأنا به من أحاديث حاجي خليفة !!!    كن أول من يقيّم
 
ولنرجع إلى ما بدأنا به من أحاديث حاجي خليفة ، ومن تابعه في ذلك :
 
لنجد أن هذه بعض أسماء علومهم ، وهي قلّ من كثر كما يقولون !!!
ومن الإطالة غير المقبولة هنا ، أن نفسر مدلول هذه العناوين ؛ فإن حاجي خليفة قد تكفل في كتابه الرائع الخالد " كشف الظنون " ، بتوضيح تلك المدلولات ، وتقديم دراسات موجزة عنها في ثنايا كتابه الموسوعي هذا ..
 
وفي المكتبات العامة في العالم ، وهي تناهز ألفا وخمسمائة مكتبة ، على ما أحصاه الفيكونت (فيليب دي طرازي) ، في كتابه المسمى :
" خزائن الكتب العربية في الخافقين " :
 
( ذكر أن منها في مصر 16 مكتبة ، وسوريا ولبنان والعراق والحجاز واليمن 15 مكتبة ، وفي الجزائر 8 مكتبات ، وفي فلسطين 6 مكتبات ، والمغرب الأقصى 10 مكتبات ، وتونس 7 مكتبات ، والولايات المتحدة 285 مكتبة ، وألمانيا والنمسا 145 مكتبة ، والاتحاد السوفييتي 120 مكتبة ، وبريطانيا 76 مكتبة ، وفرنسا 67 مكتبة ، وإيطاليا 48 مكتبة ، وسويسرا 21 مكتبة ، وهولندا 15 مكتبة ، وبلجيكا 13 مكتبة ، واليابان 9 مكتبات ، والدانمرك 6 مكتبات ، واليونان 2 مكتبتان ، والهند 3 مكتبات ، وإيران 3 مكتبات ، وتركيا أكثر من مائة مكتبة .
 
طبعا هذه الإحصائية ( المكتبي والكتبي ) ؛ إنما يرجع إلى سنة 1948 م ، وهو تاريخ طبع كتابه هذا ..
 
ومن البديهي أنه تعرض بعد هذا التاريخ لزيادة كبيرة ، وهي تحتاج إلى متابعة من قبل الباحثين .
 
إذن >> في تلك المكتبات البالغة هذا العدد آثار خالدة خلود الخافقين !!!
وهي جديرة حقا أن يتعاقب المحققون على تمهيد السبل ؛ للانتفاع بها ، والاستمداد منها ، والنهل من معينها الذي لاينضب . وإن مؤرخي العلوم عند العرب يعزون إلى أسلافنا العرب ابتكارات في مجالات الهندسة والطب والصيدلة وطب الأعشاب والحساب والجبر والمقابلة والفلك والبصريات ؛ بل في مجال التشريع والاجتماع وفلسفة التاريخ والنقد الأدبي ، والأموال والخراج والحسبة ..
وغير ذلك كثير ..
 
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
*الدكتور مروان
25 - فبراير - 2008
إسهامات !!!    كن أول من يقيّم
 
 فالهندسة تنسب أعظم الأعمال أهمية فيها  إلى الجوهري، والأبهري، وابن الهيثم، وعمر الخيام، ولقد ترجمت أعمال هؤلاء الى اللاتينية والعبرية، وأثرها واضح في المؤلفات الغربية التي ظهرت في العصور الوسطى وعصر النهضة.

ويتناول مقالنا هذا اسهام علماء الحقبة العربية في بعض مجالات علم الهندسة ولا يطمح الى تغطية الموضوع بالكامل لان هذا الامر غير ممكن كما هو واضح ، وسوف أتناول جزءا مما أسهم به العلماء العرب، مرتكزا أساسا إلى :

"موسوعة تاريخ العلوم العربية"، التي وضعت تحت اشراف العالم المعروف رشدي راشد، وقد صدرت عن »مركز دراسات الوحدة العربية« في بيروت سنة 1997 بثلاثة مجلدات.

لقد لعب علماء الحقبة العربية دوراً مهما في بلورة ودراسة مجالات عديدة من علم الهندسة، يقول بوريس روزنفيلد وادولف يوشكيفيتش في هذا المجال:

" تعود الآثار الهندسية الاولى المكتوبة العربية الى أواخر القرن الثامن واوائل القرن التاسع، واللغة العربية التي اعتمدها، بشكل عام، علماء البلاد الاسلامية منذ انطلاق نشاطهم، كانت اداة التعبير في علم الهندسة. وهذه الكتابات تؤكد بشكل واضح ان التقاليد القديمة: التقليد الاغريقي والهلينستي والتقليد الهندي الذي اتبع ايضا وجزئيا التقليد الاغريقي اثرت بشكل مهم في الهندسة وفي فروع رياضية اخرى كما في العلوم الدقيقة بشكل عام.
 
وعلى الرغم من اهمية هذا التأثير فإن الهندسة العربية اكتسبت، ومنذ المراحل الاولى لنموها، خصائصها المميزة التي تتعلق بموقعها في منظومة العلوم الرياضية، وبترابطها مع سائر فروع الرياضيات على الاخص مع الجبر وبتفسيرها للمسائل المعروفة وبطرحها للمسائل الجديدة كليا.
 
فبدمجهم لعناصر الارث الاغريقي وباستيعابهم لمعارف امم اخرى أرسى العلماء العرب أسس توجهات جديدة للافكار الهندسية واغنوا، بفكرهم الخاص، المفاهيم التي اعتمدوا، فإذا بهم يخلقون نوعا جديدا من الهندسة ومن الرياضيات عامة".

تناولت نشاطات الرياضيين العرب في علم الهندسة جميع مجالات هذا العلم، التي يمكن تقسيمها الى الفصول التالية:

أسس الهندسة، نظرية المتوازيات، الطرق الجبرية في علم الهندسة (الهندسة الجبرية)، الحسابات الهندسية، البناءات الهندسية، التحويلات الهندسية، الاسقاطات الهندسية، الهندسة الكروية...
وذلك عدا عن مجالي علم المثلثات وحساب اللامتناهية في الصغر، حيث تستعمل الطرق الهندسية ايضا.

وقد شهد هذان العلمان تطورا كبيرا في الفترة العربية.
*الدكتور مروان
27 - فبراير - 2008
ففي الهندسة نجد البتاني !!!    كن أول من يقيّم
 
ففي الهندسة نجد البتـّاني (235-317هـ / 850 -929م)
وهو أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان البتاني ، رياضي وفلكي اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، وعرف بلقب ( بطليموس العرب ). ولد في بتان من نواحي حران على نهر البلخ، أحد روافد نهر الفرات ،
وتوفي بعد رجوعه إلى بغداد في موضع يقال له قصرالكواكب .
ويكنى بالرقي، نسبة إلى "الرقة" بلدة على نهر الفرات ،وهي الآن بين مدينة حلب ، ومدينة دير الزور .

درس البتاني سر عظمة الله والعلاقة القائمة بين السموات و الأرض ، وسخر علمه لمعرفة الله تبارك وتعالى. فتنقل بين الرقة على نهر الفرات وأنطاكية من بلاد الشام وأنشأ مرصدا عرف باسمه. وكان يلقب بالرقي، نسبة إلى الرقة التي أقام فيها وعمل عدة أرصاد هناك. وقد استخدم آلات كبيرة جدا لم يسبق استخدامها من قبل، وذلك لتقليل الخطأ المحتمل.

قام البتاني بحساب مواعيد كسوف الشمس وخسوف القمر بقدر كبير من الدقة. وحقق مواقع كثير من النجوم ، وصحح بعض حركات القمر والكواكب السيارة، وصحح بطليموس في إثبات الأوج الطولي للشمس فجاءت تزيد بمقدار 16 درجة و 47 دقيقة عن التقديرات المعترف بها في عصرنا الحاضر. وكان أول من توصل إلى تصحيح طول السنة الشمسية، وقدرها بـ 365 يوما و 5 ساعات و 46 دقيقة، 32 ثانية، بينما القيمة الحقيقية التي توصل إليها العلماء المعاصرون بواسطة التلسكوب هي 365 يوما و 5 ساعات و 48 دقيقة و 46 ثانية، أي بفارق دقيقتين و14 ثانية.

وأبو عبد الله البتاني من الذين كان لهم فضل كبير في تقدم علمي الهيئة والرياضيات 0

وهو مشهور في الغرب باسم البتاني ويعرف البتاني عند الغربيين في العصور الوسطى باسم  Albategnius أو Albategni ،
وهو من الذين اشتهروا برصد الكواكب، وكان له باع طويل في علم الهندسة وهيئة الأفلاك وحساب النجوم0

وكان البتاني أوحد عصره في فنه وأعماله تدل على غزارة فضله وسعة علمه واشتهرت ارصاده بدقتها، وهو واحد من عشرين فلكيا مشهورين في العالم كله0 وقد لقبه البعض بـ [بطليموس العرب]0
والبتاني أول من استخدم الجيوب [الأوتار] في قياس المثلثات والزوايا0

وهو الذي بين حركة نقطة الذنب للأرض وأصلح قيمة الأعتدالين الصيفي والشتوي وقيمة فلك البروج على فلك معدل النهار0 ومن الغريب أن حسابه في ميل فلك البروج كان دقيقا جدا، فقد أصاب في رصده وحسابه إلى حد الدقيقة الواحدة0
*الدكتور مروان
27 - فبراير - 2008
العلامة أبو الوفاء البوزجانيّ !!!    كن أول من يقيّم
 
   وممن برع في الهندسة، العلامة أبو الوفاء البوزجانيّ
( 387-328هـ/998-940م ) ؛فقد كان أبو الوفاء عالماً عبقرياً، حيث عالج عدداً من المسائل بخبرة كبيرة ..

وهو  محمد بن محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني. وهو مهندس، وفلكي، ورياضي. وقد وصفه سارطون بأنه من أعظم الرياضيين في الإسلام.

ولد أبو الوفاء في "بوزجان" بخرا سان سنة (328هـ/940م).
درس الرياضيات على عمه أبو عمر المغازلي، وخاله المعروف باسم أبي عبد الله محمد بن عنبة ،  كما درس الهندسة على أبي يحيى الماوردي، وأبي العلاء بن كرنيب.
وفي سنة 348هـ/959 للميلاد ذهب إلى العراق وعاش في بغداد حتى وفاته (387هـ/998م). وقد أمضى حياته في بغداد في التأليف والرصد والتدريس. وأصبح عضواً في المرصد الذي أنشأه  شرف الدولة سنة 377هـ.
 
ومن إسهاماته العلمية :
كان أبو الوفاء من العلماء البارزين في الفلك والرياضيات. كما اعترف كثير من العلماء الغربيين بأنه من أشهر الذين برعوا في الهندسة.

وترجع أهمية البوزجاني إلى إسهامه في تقدم علم حساب المثلثات، حيث يعترف "كارادي فو" بأن الخدمات التي قدمها أبو الوفاء لعلم المثلثات لا يمكن أن يجادل فيها، فبفضله أصبح هذا العلم أكثر بساطة ووضوحاً. فقد استعمل القاطع وقاطع التمام، وأوجد طريقة جديدة لحساب الجيب. كما أنه  أول من أثبت القانون العام للجيوب في المثلثات الكروية.

وقد برع  (أبو الوفاء البوزجاني)، خاصة بعمله في (حساب المثلثات الكروية) فهو أول من استخدم المماسات والقواطع ونظائرها، في قياس المثلثات والزوايا.
 
ولقد صرح (غوستاف لوبون) :
(أن آلات الرصد التي استعملها أبو الوفاء كانت على جانب عظيم من الدقة والإتقان).
 
ثم تابع أبحاثه من بعده كل من البيروني في مؤلفه :
(القانون المسعودي) والطوسي في رسائله الرياضية والفلكية.

  ويعتبر أبو الوفاء البوزجاني من أبرز علماء الرياضيات والفلك، وقد نال شهرة عظيمة لإقامته مرصدًا في بغداد، ولشروحه وتعليقه على مؤلفات إقليدس وديوفانتوس وبطليموس.

ومن الجدير بالذكر مزاوجة العلماء الرياضيين العرب بين النظريات الأكاديمية الخالصة، وتطبيقاتها العملية المستخدمة في علوم الفلك والحياة اليومية، وقد كان أبو الوفاء أبرز هؤلاء العلماء الذين حققوا هذا، خاصة وأنه أحد أعضاء المرصد لذي أنشأه (شرف الدولة) في سرابة عام 377هـ/987م.

ولذلك يقول (قدري طوقان) في كتابه ؛
(تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك) :
 (إن البوزجاني من ألمع علماء العرب، الذين كان لبحوثهم ومؤلفاتهم الأثر الكبير في تقدم العلوم، ولا سيما الفلك والمثلثات وأصول الرسم. وفوق ذلك كله كان أبو الوفاء من الذين مهدوا السبيل لإيجاد الهندسة التحليلية).
 
وليس غريبًا أن يبدع أبو الوفاء في جميع فروع الرياضيات، حيث أدخل علم الهندسة على علم الجبر، وابتكر حلولاً جديدة للقطاع المكافئ، مما أدى إلى اكتشاف الهندسة التحليلية وعلم التفاضل والتكامل.
 
   وقد عكف أبو الوفاء على التأليف في العلوم الرياضية والفلكية. ومن أشهر كتبه ورسائله ـ على ما يذكره عمر كحالة، في كتابه ؛ (العلوم البحتة في العصور الوسطى) :
 
(أن أبا الوفاء قد اشتهر بما يلي:
* كتابه (الكامل) وهو ثلاث مقالات: (المقالة الأولى في الأمور التي ينبغي أن تعلم قبل حركات الكواكب، والمقالة الثانية في حركة الكواكب، والمقالة الثالثة في الأمور التي تعرض لحركات الكواكب)، ويشبه كتاب المجسطي لبطليموس ..

ونلاحظ أن أبا الوفاء قد كتب شروحًا كثيرة لكتاب ديوفانتوس، والمجسطي لبطليموس في علم الفلك، وهندسة إقليدس جامعًا بين المنهجين اليوناني والهندي. مما دعا (جورج سارتون) مؤرخ العلم في كتابه (تاريخ العلم) أن يوضح أنه علق على جميع مؤلفات إقليدس في علم الهندسة، وأنه برهن بطريقة علمية بحتة كيفية تحديد رؤوس شكل كثير الأسطح المنتظمة داخل كرة مستعملاً فرجارًا ثابت الفتحة.

وقد قضى أبو الوفاء جُلَّ وقته في دراسة مؤلفات الرياضي الكبير البتاني في علم حساب المثلثات، فعلَّق عليها وفسر الغامض منها. ولذلك يقول المستشرق (سيديو) في كتابه (تاريخ العرب العام): (إن أبا الوفاء البوزجاني ذلك العالم الذي يتردد اسمه كثيرًا خلال المناقشات الأكاديمية في أوروبا ـ قد صحح أخطاء الفلكيين الذين سبقوه).
 
    وقد اهتم أبو الوفاء بالكسور الاعتيادية، وكان الناس قد ألفوا الكسور الأساسية (التي بسطها الوحدة) أي على شكل1/ن، حيث (ن) عدد صحيح موجب.

  ويقول الدكتور علي عبدالله الدَّفّاع في كتابه ؛
(العلوم البحتة في الحضارة العربية والإسلامية):
إنه كانت لعلم الفلك سيطرة على علم حساب المثلثات، إلا أبا الوفاء حذا حذو أستاذه البتاني في العمل الجاد على فصل علم حساب المثلثات عن علم الفلك، وقام بإنجازات عظيمة في هذا المجال.
 
وقد وصفه (كارل بوبر) بأنه :
(من المسؤولين الأوائل في فصل علم حساب المثلثات عن علم الفلك، حتى تمكن من إدخال علم الجبر عليه بالطريقة النظرية، وهذا واضح من متطابقاته المثلثية).
 
ولقد واصل أبو الوفاء بِجِدٍّ وإخلاص فصل علم حساب المثلثات عن علم الفلك بطريقة نظامية لم تؤثر أبدًا على تقدم علم الفلك، بل شجعت على استخدام الطريقة الاستنتاجية في حل المسائل الفلكية.
*الدكتور مروان
27 - فبراير - 2008
العلامة نصير الدين الطوسيّ !!!    كن أول من يقيّم
 

حتى إذا ما جاء العلامة نصير الدين الطوسيّ ؛
(672-597هـ/1274-1201م ) :
وهو أحد الأفذاذ القلائل الذين ظهروا في القرن السادس للهجرة، وأحد حكماء الإسلام المشار إليه بالبنان ، وكان عالماً فذاً في الرياضيات والفلك ، فقد عُرف بين أصدقائه وذويه وعلماء المشرق والمغرب بلقب (علاّمة ) ،،
 والجدير بالذكر أنه كان يجيد اللغات اللاتينية والفارسية والتركية مما أعطته القدرة على السيطرة على شتّى المعارف .
واسمه الكامل هو :
أبو جعفر محمد بن محمد بن  الحسن نصير الدين الطوسي، ولد في مدينة طوس، قرب نيسابور (فارس) سنة 597هـ (1201م)، وتوفي في بغداد سنة 672هـ (1274م). ودرس على كمال الدين بن يونس الموصلي وعلى عبد المعين سالم بن بدران المعتزلي.
 
بدأ حياته العملية كفلكي  للوالي نصير الدين عبد الرحمن بن أبي منصور في سرتخت. وبلغ الطوسي مكانة كبيرة في عصره، فقد كرمه الخلفاء وجالس الأمراء والوزراء، وهو ما أثار عليه حسد الحاسدين، فوشوا به وحكم عليه بالسجن في قلعة "ألموت"، مع السماح له بمتابعة أبحاثه، فكتب معظم مصنفاته العلمية في هذه القلعة.
 
ولما استولى هولاكو، ملك المغول، على بغداد (656هـ1258-م)، أراد أن يستفيد من علماء أعدائه العباسيين، فأطلق سراح الطوسي وقربه إليه وأسند إليه نظارة الوقف. ثم عينه على رأس مرصد مدينة مراغة (إيران) الذي تم إنشاؤه بطلب من الطوسي. وفي هذا المرصد، كان الطوسي يشرف على أعمال عدد كبير من الفلكيين الذين استدعاهم هولاكو من مختلف أنحاء العالم. ومنهم المؤيد العُرْضِي من دمشق، والفخر المراغى من الموصل، ونجم الدين القزويني، ومحيى الدين المغربي. وقد اشتهر هذا المرصد بآلاته وبمقدرته في الرصد. وبنى بالمرصد مكتبة عظيمة ملأها من الكتب التي نهبت من بغداد والشام والجزيرة. وقدر عدد الكتب بها بنحو أربعمائة ألف مجلد.
ومن إسهاماته العلمية :
كتب الطوسي في المثلثات، وفي الهيئة، والجبر، وإنشاء الأسطرلابات وكيفية استعمالها. ففي المثلثات كان الطوسي أول من جعلها مستقلة عن الفلك. كما ابتكر براهين جديدة لمسائل فلكية متنوعة. وهو أول من استعمل الحالات الست للمثلث الكروي القائم الزاوية. ويقول كارادي فو إن الطوسى  قد بسط في كتابه "الشكل الرباعي" : علم المثلثات بأوضح أسلوب وأسهله، أولاً على طريقة منالاووس وبطليموس،  ثم على طرق استنبطها هو مشيراً إلى نتائجها. وقاعدته التي سماها "قاعدة الأشكال المتتامة"، تخالف استعمال نظرية بطليموس في الأشكال الرباعية''. 
 
وتساوي عبقرية نصير الدين الطوسي الهندسية عبقريته الفلكية. فقد برع الطوسي  في معالجة المتوازيات الهندسية، وجرب أن يبرهنها، وبنى برهانه على فروض. وقد ذكر سارطون أن الطوسى برهن  في "كتاب التذكرة" على عدد من  المسائل  الهندسية. ويمتاز الطوسى  في بحوثه الهندسية بإحاطته الكلية بالمبادئ والقضايا الأساس التي تقوم عليها الهندسة، ولا سيما ما يتعلق بالمتوازيات.
 
وله في الفلك إسهامات وإضافات مهمة، فقد أوضح كثيراً من النظريات الفلكية، وانتقد كتاب "المجسطي"، واقترح نظاماً فلكياً أبسط من النظام الذي وضعه بطليموس، فمهد بذلك الطريق أمام الإصلاحات التي جاء بها كوبرنيك فيما بعد. وللطوسي أيضاً  بحوث في الكرة السماوية ونظام الكواكب. 

 وإن نصر الدين الطوسي ترجم ودرس وأختصر وأضاف نظريات جديدة إلى لإنتاج من سبقه من علماء شرقيين وغربيين ، فأرسى قواعد إنتاجه العلمي على تجارب ه وتجارب الآخرين وألوان نشاطهم المختلفة .

والجدير بالذكر أن نصر الدين كان أول من عقد مؤتمراً علمياً عالمياً أجتمع فيه الكثير من علماء الشرق والغرب في مرصد بـ( مراغة ) بأواسط آسيا للمشاركة معه في مراصده الفلكية التي أقامها هناك ..
 ولكن ياترى هل يكون الطوسي نبراساً لجيلنا الطالع !!؟
*الدكتور مروان
27 - فبراير - 2008
العرب هم من جعل علم المثلثات علما خاصا منظما ..    كن أول من يقيّم
 
وبذلك نتوصل إلى نتيجة لامراء فيها ، بأن الفضل يرجع إلى العرب في وضع هذا العلم المستقل !!!

وهم من جعل علم المثلثات علما خاصا منظما ..

 وعلم المثلثات يعنى بتبيين النسب بين أضلاع المثلث وزواياه, ومن أجل ذلك دعاه العرب :
 "علم الأنساب" ؛؛

وهو علم قديم عرف المصريون والبابليون جوانب منه, وعني به اليونان والهنود.

وقد استخدم منذ نشأته الأولى في مسح الأراضي, واستعين به في الملاحة ودراسة الفلك. ولكن الفضل الأعظم في تطوير علم المثلثات يعود إلى العرب.

ومن أبرز أعلامهم في هذا الميدان نصير الدين الطوسي ، وأبو الوفاء البوزجاني ، وأبو عبد الله محمد بن جابر البتاني.
*الدكتور مروان
27 - فبراير - 2008
يتبع ـ بمشيئة الله ـ    كن أول من يقيّم
 
للبحث بقية
>>>>>>
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
*الدكتور مروان
27 - فبراير - 2008