البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : مُفدي زكريا ء، كاتب النشيد الوطني    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 لمياء 
8 - فبراير - 2008
 
لنا  في كل يوم معه موعد ولقاء ، ولنا في كل بيت من أبياته حكاية وتاريخ ، وبين الوطنية التي تملأ صدورنا –أو يفترض أن تفعل- والصخب الذي يعتري مشاعرنا وأحاسيسنا ونحن ننشده بكل فخر واعتزاز ، تأتي الذكرى لتعيد على مسامعنا حكاية نضال طويل وسيرة ملؤها الجود والإبداع ، ولترسم في أذهاننا صورة صاحبه واسمه ومعالم شخصيته العظيمة ...
 
 
هو شاعر الثورة الجزائرية و الإلياذة، وخاط نشيدها الوطني بدمه في سجن "بارباروسا"، قطب من أقطاب الشعر النضالي العربي المعاصر وشاعر آمن بانتمائه العربي ووحدة أمته فغناها و غنى أوجاعها ، وحتى إن كان مذكورا في كتبنا وجزء من مناهجنا إلا أننا نجهل عنه الكثير وقد لا نعلم شيئا عن منزلته السامية وعن مآثره الخالدة..
 
لهذا لن أقف في هذا الملف إلا وقفة المشاهد ، وسأترك لما كتب مهمة التمثيل والإخراج ، وليقل التاريخ كلمته ...
 
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تساءلت ذات التساؤل    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذنا ابن الأكوح: صراحة قد تساءلت ذات التساؤل حول هذه الزيادة التي أضيفت للنشيد، وأنا أحفظ نشيد الجزائر عن ظهر قلب منذ كنت في الصف الأول الابتدائي عام 1964م ولا يمر علي شهر من غير أن أرى نفسي غارقا في ترديده. ولم يكن فيه هذا المقطع الذي سمعته اليوم لأول مرة من الرابط الذي نشرته شاعرتنا النجيبة ومؤرختنا الأريبة لمياء، وقد رجعت إلى ديوان الشاعر مُفدَّى زكريا (اللهب المقدس) فوجدت النشيد (ص 71) وليس فيه هذا المقطع، فالله أعلم متى ألحق بالقصيدة.؟؟ 
وعنوان النشيد في الديوان ورد هكذا: (فاشهدوا: النشيد الرسمي للثورة الجزائرية) نظم في سجن بربروس في الزنزانة رقم 69 بتاريخ 25/ 4/ 1955 وأن النشيد من تلحين محمد فوزي)
وأما مفدَّى فعلى وزن معلّى، بضم الميم وتشديد الياء المفتوحة. كذا هو مضبوط على صفحة غلاف كتاب (مفدّى زكريّا: شاعر الثورة الجزائرية) تأليف الدكتور حسن فتح الباب
*زهير
11 - فبراير - 2008
زبانا : الذبيح الصاعد    كن أول من يقيّم
 
تعليقا على قصيدة (الذبيح الصاعد) التي نشرتها شاعرتنا لمياء هدية للأستاذة ضياء خانم أشير هنا إلى دراسة قيمة للقصيدة تقدم بها د. حسن فتح الباب في كتابه المذكور آنفا ، وقد فضلها على كل شعر مفدى زكريا، قال:(وتستحق هذه القصيدة أن تدرج في عداد ماثورات الشعر العربي الحديث لا في الجزائر فقط بل في البلدان العربية جميعا)
وهي أول قصائد ديوان اللهيب المقدس، وتقع في (68) بيتا وكان الاستعمار الفرنسي الغاشم قد نفذ في (سجن بربروس) حكم الإعدام بالمقصلة لأول مرة بالشهيد أحمد زبانا ليلة 18 يوليو 1955 م
يضم ديوان اللهب المقدس (54) قصيدة، منها قصيدة (زنزانة العذاب رقم 73) وهي الزنزانة التي زج بمفدى فيها يوم 28/ 4/ 1955 وهو في القصيدة يتشوق إلى حبيبته (سلوى) وسوف آتي على ذكر مختارات من القصيدة  في تعليق لاحق..
*زهير
11 - فبراير - 2008
هدية للأستاذة فاطمة    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذة فاطمة سليم العلي: أردت أن أرحب بك في هذا الملف، وإن جاء ترحيبي متأخرا، ولكن كما يقال (أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا) وأهديك هنا هذه الأبيات المختارة من شعر مفدى زكريا، تأسيا بهدية شاعرتنا لمياء لأختك العزيزة والغالية ضياء خانم المشرفة على هذه المجالس، ودائما يحوز ابن الأكوح قصب السبق فلولا بطاقته التي رحب فيها بدخولك الكريم لمجالسنا لما كان لنا أن ننتبه إلى أن فاطمة بنت البلد هي أخت الأستاذة ضياء خانم. وأما القصيدة الهدية فقد حكيت نبذة عنها في التعليق السابق، وهي ثاني قصائد ديوان (اللهب المقدس) وعنوانها (زنزانة العذاب رقم 73) (بنت الجزائر أهوى فيك طلعتها) وقد كتبها الشاعر في ظلمات سجن بربروس الذي ساقته إليه زبانية الاستعمار يوم 28/ 4/ 1955 وهو يتشوق في القصيدة إلى حبيبته سلوى، وتقع القصيدة في (59) بيتا، والمختار منها هذه الأبيات:
سـيـان عـنـدي مفتوحٌ iiومنغلقُ يـا  سجن بابك، أم شدت به iiالحلقُ
أم الـسـيـاط بـها الجلاد iiيلهبني أم خـازن الـنار يكويني iiفأصطفق
والحوض حوض، وإن شتى iiمنابعه ألـقى  إلى القعر، أم أسقى iiفأنشرق
أنـام مـلء عيوني غبطة iiورضى عـلـى صـياصيك لا همٌّ ولا قلق
طـوع الـكرى وأناشيدي iiتهدهدني وظـلـمـة  الليل تغريني iiفأنطلق
ورب  نـجـوى كدنيا الحب iiدافئة قـد نـام عنها رقيبي ليس iiيسترق
عادت بها الروح من سلوى iiمعطرة فـالسجن  من ذكر سلوى كله iiعبق
سـلـوى  اناديك سلوى مثلهم خطأً لـو أنهم أنصفوا كان اسمَك iiالرمق
يـا  فـتنة الروح هلا تذكرين iiفتى مـا  ضـره الـسجن إلا أنه iiومق
هـل  تـذكرين إذا ما الحظ iiحالفنا إلـيـك  أهـتـف يا سلوى iiفنتفق
أم  تـذكـرين ولحن الموج يطربنا إذ نفرش الرمل في الشاطي iiونعتنق
الـمـوج يـنـقل في أصدائه iiقبلاً يـندى  لها الصخر حتى كاد iiينفلق
نـسـابق  الشمس نغزوها بزورقنا فـيـسـخر الموج منا كيف نلتحق
وتغرب الشمس: تطوي في iiملاءتها سـريـن  أشفق أن يفشيهما iiالشفق
وكـم سـهرنا وعين النجم iiتحرسنا إذ نـلـتـقي كالرؤى حينا ونفترق
والـلـيـل  يكتم في ظلمائه iiشبحا يـأوي  إلى شبح ضاقت به الطرق
سـلـوى حديثك يا سلوى iiيباغمني والطرف يختان: لا تدري به iiالحدق
أنـفاسك  الطهر كالصهباء iiتغمرني دفـئـا ويسكرني من فرعك iiالعرق
سـمـراء خدرها الباري iiوصوّرها إن أرتـشف ثغرها يفتك بي iiالأرق
سـلوى أناديك سلوى هل iiتجاوبني سـلـوى  فـإن لساني باسمها ذلق
ردي  عـلـي أهـازيـجي iiموقعة فـقـد أعـارك وزنـا قلبي الخفق
ورتـلـيـهـا  تـسـابيخا iiمقدسة فـي معبد الحب يسجدْ عندها iiالأفق
واستأذني  في رسالات الهوى iiقمرا نـرنـو  إلـيـه كلانا حين iiيتسق
وأنـت يـا سجن لو أفلت iiناصيتي رأيـتـنـي بـخطوط النار iiألتحق
حسبي وحسب اناسي أن غدوت لهم عـودا يـعـطرهم ذكري iiوأحترق
*زهير
11 - فبراير - 2008
اقرأ كتابك    كن أول من يقيّم
 
قصيدة (اقرأ كتابك) كغيرها من قصائد مفدى زكريا في ديوانه (اللهب المقدس) تدل على أنه لم يغربل شعره ولا أتى على تنقيحه، ولو فعل لكانت له شهرة عالية في دنيا الشعر. وليس في وسعي هنا أن أنقل القصيدة كاملة بأبياتها السبعين، ولكنني سأختار هذه الأبيات على تفاوت في جودتها ورصانتها، وهي في مجموعها تلقي الضوء على جانب مهم من حياة مفدى زكريا وولائه السياسي. وحسب ما ورد في مقدمة القصيدة فقد نظمها في قعر زنزانة رقم 375 بسجن البرواقية بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة الجزائرية يوم الفاتح من نوفمبر تشرين الثاني 1958 والقيت بالنيابة في( صوت العرب) بالقاهرة. تقع القصيدة في سبعين بيتا، والمختار منها قوله:
هـذا  نـفـمـبر قم وحي iiالمدفعا واذكـر  جـهادك والسنين iiالأربعا
واقـرأ كـتـابـك لـلأنام iiمفصلا تـقـرأ  به الدنيا الحديث iiالأروعا
وقل  الجزائر واصغ إن ذكر iiاسمها تـجـد الـجـبابر ساجدين iiوركعا
شـعـبٌ  دعاه إلى الخلاص iiبناته فـانـصب  مذ سمع الندا iiوتطوعا
واسـتـقـبل الأحداث منها iiساخرا كـالـشـامـخـات  تمنعا iiوترفعا
وأراده  الـمـسـتعمرون iiعناصرا فـأبـى  مـع التاريخ أن iiيتصدعا
واسـتـضـعـفوه  فقرروا iiإذلاله فـأبـت كـرامـته له أن iiيخضعا
وهـوت  مـراكـش حوله iiوتألمت لـبـنـان  واستعدى جديسَ iiوتُبّعا
وتـعـمـدوا قطع الطريق فلم iiترد أسـبـابـه بـالـعرب ان iiتتقطعا
فـتـمـاسـكت بالشرق iiجمهورية عـربـيـة وجدت بمصر iiالمرتعا
ولـمـصـرُ دار لـلـعروبة iiحرة تـؤوي  الـكـرام وتسند iiالمتطلعا
الـجـيـش طـهـر بالقتال قنالها و(جمال) أعمل في حشاها iiالمبضعا
وتـعـلـم  (الـتاميز )عن iiابنائها و(الـسين) درسا في السياسة iiمقنعا
وتـعـلـم الـمـستعمرون iiحقيقة تـبـقـى لمن جهل السياسة iiمقنعا
دنـيـا الـعـروبة لا ترجّح iiجانبا فـي  الـكتلتين ولا تفضل موضعا
لـلـشـرق في هذا الوجود iiرسالة عـلـيـاء  صـدق وحيها iiفتجمعا
يا مصر يا أخت الجزائر في الهوى لـك فـي الجزائر حرمة لن iiتقطعا
تـلـك  الـجزائر تصنع استقلالها تـخـذت  له مهج الضحايا مصنعا
طاشت بها الطرقات فاختصرت iiلها نـهـج  الـمـنـايا للسيادة iiمهيعا
وامـتـصها المتزعمون iiفأصبحت شـلْـواً  بـأنـياب الذئاب iiمُمزعا
وإذا الـسـيـاسة لم تفوض iiأمرها لـلـنـار  كـانت خدعة iiوتصنعا
إنـي  رأيـت الكون يسجد iiخاشعا لـلـحـق  والرشاش إن نطقا iiمعا

*زهير
11 - فبراير - 2008
أحمد زبانا الشهيد    كن أول من يقيّم
 
أشكرك كل الشكر لمياء على مجهودك الكبير في جمع وتقديم هذا الملف بالصورة اللائقة ، وعلى إهدائك الكريم لقصيدة المفدَّى زكرياء : زبانا ، الذبيح الصاعد ، وهي كما وصفتها ملحمة تجمع بين الشعر والتاريخ والبطولة وتحفر في ذاكرة الوطن حقيقة صارت أشبه بالأسطورة لما اقترنت به من معان نبيلة في التضحية والفداء .
 
 خلدت هذه القصيدة ذكرى الشهيد أحمد زبانا في ضمير الشعب الجزائري والعربي وجعلتنا نشعر برهبة وعظمة التضحيات التي قدمها الجزائريون على مذبح الوطن لكي تبقى الجزائر حرة عربية . وكفى بنا أن نتخيل بأن زبانا ليس إلا واحداً من مليون شهيد . 
 
أما القصيدة التي اختارها الأستاذ زهير وأهداها للأستاذة فاطمة وأعني بها : زنزانة العذاب رقم 73 ، فقد فاجأتني بكل معنى الكلمة لأنها بعيدة عن النظم واللهجة الخطابية وحميمة جداً في صورها ومعانيها وألفاظها وهي الأقرب إلى الشعر بمفهومي ، وقد فاجأتني لأنها كشفت جانباً أخراً في شخصية الشاعر مفدَّى زكرياء مغرق في الوداعة والرقة يقترب فيه كثيراً من صورة الشاعر الرومانسي . وكل الشكر لك أستاذي بأن عرفتنا على هذه القصيدة الجميلة :
 
أم  تـذكـرين ولحن الموج يطربنا
 
إذ نفرش الرمل في الشاطي iiونعتنق
الـمـوج يـنـقل في أصدائه iiقبلاً
 
يـندى  لها الصخر حتى كاد iiينفلق
نـسـابق  الشمس نغزوها بزورقنا
 
فـيـسـخر الموج منا كيف نلتحق
وتغرب الشمس: تطوي في iiملاءتها
 
سـريـن  أشفق أن يفشيهما iiالشفق
وكـم سـهرنا وعين النجم iiتحرسنا
 
إذ نـلـتـقي كالرؤى حينا ونفترق
والـلـيـل  يكتم في ظلمائه iiشبحا
 
يـأوي  إلى شبح ضاقت به الطرق
 
*ضياء
12 - فبراير - 2008
رسالة نادرة    كن أول من يقيّم
 
أنشر هنا هذه الرسالة النادرة لما تضمنته من معلومات مهمة على مختلف الأصعدة، وقد كتبها الشاعر إلى صديقه شيبوب في أكتوبر من عام 1961 وهو يذكر فيها حضوره مهرجان الشعر في دمشق ويشير باختصار لما جرى أثناء المهرجان من حوادث دامية بسبب انفصال سوريا عن مصر وانهيار الوحدة.
الرسالة منشورة في خاتمة ديوان (اللهب المقدس) بخط الشاعر، وفي ختامها عنوانه مكتوبا باللغة الفرنسية، قد أكون اخطات في نقله
.
الحمد لله:
الأديب اللامع راوية المغرب والمشرق عزيزي شيبوب (1) : سلاما وأشواقا.
قد تلومني ولك الحق في اني لم أكتب لك، وإذا اعتذرت لك بضياع عنوانك فستقول: رب عذر أقبح من ذنب.
أما وقد ظفرت بعنوانك الساعة بين طيات أكوام الأوراق المتراكمة لدي فلا مندوحة في الإسراع بالكتابة إليك. على أني لم أغفل مرة عن ذكرك في رسائلي لمحمود.
عزيزي .. كنت على حق حين كنتَ تستعجلني السفر إلى الشرق. فلقد لاقيت حظوة وتقديرا لم أكن احلم بهما حتى في الأساطير الخيالية.
أما مدتي القصيرة بالقاهرة فقد أتاحت لي التعرف على كبار أدبائها، مثل العقاد وطه حسين ومحمود غنيم وصالح جودت الذي أصبح من أخص أصدقائي والرامي (2) الساحر بلطفه ونكاته، على بشاعة وجهه، وغيرهم وغيرهم. كما أن كبريات الصحف اهتمت بالتحدث عني بما يشرف المغرب العربي والجزائر خاصة، ونشرت لي أحاديث مستفيضة وقصائد رقص لها الجمهور المصري. وقد أرسلت قصاصات للهادي العبيدي (3) من جريدة المساء والجمهورية، وسأرسل غيرها.
أما مهرجان الشعر فقد شاركت فيه بصفة رسمية كممثل للجزائر، وكان بصحبتي صالح الخرفي، بعد موافقتي طبعا.
وجرى المهرجان في جو لاهب. ولا أقول لك جديدا إذا أخبرنك أننا كنا الثلاثة المبرزين بين جميع الشعراء (غنيم مفدي صالح جودت) وقد تحدثت بذلك كبريات الصحف. وقد نظمت قصيدا في البسيط، وجهت منه نسخة للهادي لينشرها، ولست أدري ماذا صنع، لأنه لم يرسل لي جريدة الصباح حسب الوعد. كما وجهت له نص كلمة العقاد والزيات وأمجد الطرابلسي الذي لم يقل شعرا لكونه عضوا بالمجلس العلى للفنون والآداب والعلوم. وقد تعرفت كذلك بأنور العطار الذي لم يشارك بإنتاجه لنه من أعضاء المجلس. اما بقية الشعراء فقد وجهت للهادي نص برنامج المهرجان وفيه قائمة مفصلة عن أسمائهم وأسمائهن.
وقد شاركت كل الدول العربية عدا تونس والمغرب ولبنان. وكان من فلسطين الشاعر أبو سلمى، ومن العراق بهجت الأثري. ومن اللواتي: هند هارون وعزيزة هارون وطلعت الرفاعي وروحية شريف. وقد نجح المهرجان نجاحا باهرا لولا أن ألغيت برامج يوميه الأخيرين (28 و29) لاندلاع الحوداث (4) التي عشناها. وذهب بنا إلى لبنان مخفورين بالقوات المسلحة.
وقد شاركت المطربة وردة الجزائرية هي أيضا بإقامة حفلات، أظهرت فيها كل براعتها فنالت إعجاب الناس جميعا.
ولم يفتنا أن نزور مباهج دمشق: كمنابع بردى والغوطة وبلودان والجامع الأموي والمتحف الأثري وغيرها.
أما بلبنان بيروت فقد لاقيت من الحفاوة والإكرام ما يعجز عن وصفه قلمي. فمن مآدب إلى أمسيات شعرية، إلى دعوات صحفية للتعرف وأخذ الأحاديث وجريدة (الحياة) اليوم أفردت لي صفحة كاملة سأوجهها لك غدا مع جريدة (اليوم) وجريدة (الأنوار) ولا تزال دعوات الصحفيين تتوالى، ولا أزال أتحدث وتلتقط لي الصور. ومن أبرز هذه الدعوات دعوة النادي العلى للصحافة، وساتدحث لديهم عن الشعر الجزائري خاصة والمغرب العربي عامة، وألقي بعض القصائد. وكذلك جريدة (صدى لبنان) ومجلة (الحرية) وغيرها وغيرها.
أما الديوان  فقد وقع الاتفاق بمحضر جودت وغنيم والعطار على تسميته (اللهب المقدس) ويضم أربعا وخمسين قطعة ثورية. وقد خططت كل عناوينه بأشكال تعبيرية مدهشة، واشتغل برسم الغلاف وبعض الرسوم الداخلية التعبيرية رسام الشرق الأكبر (إسماعيل شموط) الفلسطيني الثائر فأبدع، حتى كأن الرسوم والعناوين ديوان خاص بمفرده، وسيطبع في نحو 350 صفحة بورق صقيل، إما على حسابي أو على حساب دار المكتب التجاري الذي كانت شروطها أحسن من شروط غيرها مع جودة حروفها ودقة إخراجها.
اما الدعاية التي وقعت بالصحف حول الديوان فستجعل الخمسة ىلاف نسخة تنفد بسرعة في الشرق، وربما احتجت بعد قليل لإعادة طبعه إن شاء الله مع زيادات.
هذا ولا زلت لم أظفر بالدالية، وقد قيل لي إن الرئيس بن خدة (5) يحفظها عن ظهر قلب، وقد كاتبته في ذلك، أرجوك أن تطلع الهادي على الرسالة عله يأخذ منها ما يستحق أن ينشر، وسأرسل إليه نسخا من الجرائد اللبنانية، ولكن أعتمد عليك وحدك في أن توجه لي كل عدد من (الصباح) يكتب عني حتى أحنفظ به هنا.
هذا وقد دارت معركة طاحنة بين أنصار الشعر الرصين والشعر اللقيط، وخاضتها الصحف السورية، وكنت طرفا فيها مع غنيم والعقاد وجودت، وقد انتصرنا والحمد لله انتصارا باهرا، ولدي جميع الوثائق، احملها إليكم عند رجوعي لنتخذ منها نواة لفتح معركة بتونس إما بالإذاعة أو بالصباح.
أرجوك أن تحرص على محمود أن لا يتأخر في إرسال ما طلبت منه من أوراق، وإذا أعوزه ثمن البريد فمكن له ما يحتاجه (على حسابي)
سأزور بعد طبع الديوان بغداد والأردن والخليج: قطر والكويت، ثم اعود إلى القاهرة حيث أمكث عشرة أيام، ثم ليبيا خمسة أيام فتونس: يعني ربما أكون بتونس إن تأخرت في أواخر نفمبر إن شاء الله.
أرجوك أن تزور الأستاذ الهادي المدني يمكن لك نسخة من قصيدة يائية كان قد قرض بها ديواني، وكذلك جوابي عنها ، ويمكن لك قصيدة قرضت بها كتاب الجزائر لأستاذ المدني (6) سلامي على جمعكم الميمون: أتروح جوابكم السريع. المخلص مفدى زكريا.
عنوان: مفدي زكريا : Cheg Siftini B.P. 333
Bey with
Aitan
غداً سأزور الأخطل الصغير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : الحبيب شيبوب: صديق الشاعر الموجهة الرسالة إليه.
(2) أحمد رامي: الشاعر المصري الشهير.
(3) رئيس تحرير جريدة الصباح التونسية.
(4) إشارة إلى حوادث انفصال سوريا عن مصر في سبتمر 1961 وكان الشاعر ضمن المشاركين في مهرجان الشعر المنعقد بدمشق أنذاك.
(5) الأستاذ يوسف بن خدة رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة يومئذ.
(6) الأستاذ أحمد توفيق المدني شقيق الشاعر الهادي المدني
*زهير
12 - فبراير - 2008
نشيد الشهداء    كن أول من يقيّم
 
كتب مفدى زكريا هذا النشيد في زنزانة رقم 65 يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1937م وفي سنة 1956 صدر الأمر من جبهة التحرير إلى المحكوم عليهم بالإعدام أن يرددوا هذا النشيد قبل الصعود إلى المقصلة.
(اللهب المقدس: 84)
اعـصفي يا iiرياحْ واقصفي  يا iiرعودْ
واثـخني يا جراح واحـدقي  يا iiقيود
نـحـن قـوم أباة لـيـس فينا iiجبان
قـد سـئمنا الحياة في  الشقا iiوالهوان
لا  نـمـل iiالكفاح لا  نـمـل iiالجهاد
فـي  سبيل iiالبلاد ....
أدخولونا  iiالسجون جـرعونا  iiالمنون
لـيس  فينا خؤون يـنـثني أو iiيهون
اجـلـدوا  iiعذبوا واشنقوا  iiواصلبوا
لا  نـمـل iiالكفاح لا  نـمـل iiالجهاد
فـي  سبيل iiالبلاد ...
كـلـنـا  iiلـلعلا كـلـنـا  iiللرهان
نـحن  نسل iiالألى شـيـدوا  iiالقيروا
نحن نفدي الجزائر بـالـنفوس والدما
شعبنا عش iiوفاخر وارفـع iiالـعـلما
لا  نـمـل iiالكفاح لا  نـمـل iiالجهاد
فـي  سبيل iiالبلاد ...

*زهير
12 - فبراير - 2008
قطع مختارة    كن أول من يقيّم
 
هذه قطع مختارة من ديوان (اللهب المقدس) سأتبعها إن شاء الله بقطع أخرى في وقت لاحق.
1- قطعة من قصيدة (وتكلم الرشاش جل جلاله) كتبت في ذكرى احتلال الجزائر (يوليو تموز 1830 – 1959) وهي 37 بيتا
أكـباد  من هذي التي iiتتفطر ودمـاء من هذي التي iiتتقطر
وقلوب من هذي التي iiأنفاسها فـوق الـمذابح للسما iiتتعطر
لـغـة الـتمدن للقوي ذريعة كـاللص تحت ظلامها iiيتستر
والـسـلم ستر للنذالة iiباسمها تؤتى الشرور ويستباح المنكر
2- قطعة من قصيدة (المارد الأسمر) قيلت في مؤتمر الشعوب الأفريقية المنعقد في تونس يوم 25/1/1960 بدار الشغالين. القصيدة عشرون بيتا،  وهي منشورة في ديوان (اللهب المقدس) (ص 146) وفيها قوله:
اصـدع  رفيعا أيها iiالمارد واصعد سريعا أيها iiالصاعد
وحـطم الأغلال وابعث iiبها إلى لظىً يصهرْ بها الجاحد
فـالظلم  ما زال على حاله والغدر في هذا الورى iiسائد
والـقـوم  لا حد iiلطماعهم تاريخهم  عن مكرهم iiشاهد
3- قطعة من قصيدة (ذروا الأحلام واطرحوا الأماني) على هامش المؤتمر القومي للثورة الجزائرية المنعقد في ليبيا من يوم 16/ ديسمبر إلى  يناير من العام 1960
أضـر بـه مـعـذبـه iiفثارا وأرهـقـه مـسـخره iiفطارا
رأى طـرق السياسة iiشائكات ففضل ساحة الشرف اختصارا
ولا تـجدي السياسة مع iiذئاب تـصـرفهم  غدا خزيا وعارا
4- قطعة من قصيدة (إلى الذين تمردوا) وقد نظمت إثر مهزلة السدود والحواجز التي أقامها المتمردون بالجزائر في 27 يناير كانون الثاني 1960
فـقدت  فرنسا رشدها iiوصوابها وغدت  تسجل في الانام iiضلالها
فـاترك فرنسا وهي في iiأحلامها سـكـرى يمزق جندها أوصالها
لا  خـير يرجى من عواقب أمة أولـت  زمـام أمـورها iiأنذالها
ديـغـول لـلأحلاس كان مطية مـن ضـعـفه كم شيدت iiآمالها
فـإذا الـلـفـيف الأجنبي لفيفه وإذا الـجـزائـر يبتغي iiإذلالها
جيش  الجزائر لا يهاب iiعصابة تحمي النساء على الحدود رجالها
5- قطعة من قصيدة وليد القنبلة الذرية: قيلت بمناسبة تفجير فرنسا قنبلتها الذرية بصحراء الجزائر صبيحة يوم السبت 13/ قبراير شباط 1960: وفيها قوله ويرد طفل أفريقيا:
قـذفـتـه إلـى الحياة يد المو ت فـلم يقض في الحياة iiربيعا
وسـقته  السموم في عالم iiالغي ب فـرنـسا فجاء شكلا iiمريعا
ابـن  أفـريقيا الشهيد وقد iiخر ر  عـلى مذبح الطغاة iiصريعا
تـخـذت مـنه للتجارب iiقربا نـا فـرنـسا فحطمته iiرضيعا
شـعب  أفريقيا ستنصفك iiالدن يـا وتصغي لك الشعوب الأبية
وسـيحكي هذا الزمان iiويروي لـلـبـرايـا فـضائح المدنية
فـخـذ الـثأر من فرنسا وخلّد في الضحايا تلك النفوس الزكية
وانـفجر صارخا وقل يا فرنسا أنـت  في الأرض هفوة iiأزلية
يـا  فـرنـسا يا لعنة iiالبشرية ....
6- من قصيدة إلى أغادير الشهيدة: كتبت إثر زلزال أغادير بالمغرب الأقصى في شتاء 1960:
دع  أغـاديـر تـسـطر iiبالدماء صـفـحـات  في كتاب iiالشهداء
سـوف أبـنيها على الأرض iiفإن هي ضاقت سوف أبني في السماء
انـظـروا الأجـساد في iiأحشائها جـاثـمـات تمل السفح iiالرحيب
واسـمـعوا  الأطفال في iiاعماقها تـتـنـزى عـن بـكاء ونحيب
وأبـا  يـسـأل عـن iiأكـبـاده وقـريـبـا  عـن قرب iiوحبيب
أيـن شـاطـيـك وكـم بتنا iiبه نـفـرش  الـرمل يناجينا iiالقمر
والـمـهـا  يـرتـعن في أفيائه فـاتـنـات  يـتـسارقن iiالنظر
كـم  سـهـرنا ننشد الشعر iiعلى رقـصـة الـموج ورنات iiالوتر
7- ومن قصيدة (جلالك يا عيد الرئاسة رائع) قيلت في مهرجان الذكرى الثالثة لعيد الجمهورية التونسية يوم 25 يوليو تموز 1960: القصيدة 36 بيتا، منها:
وفي المغرب الجبار شعب مكافح تـسانده الدنيا وتسمو به iiالحرب
عـلـى خافقيه تونس iiومراكش تـحـاول تحليقا فيثقلها iiالخطب
جـناحان  في صقر تصدع iiقلبه وكيف يطير الصقر ليس له iiقلب
جزائر حررت الشعوب ولم iiيزل بـأرضك للتحرير يحتدم iiالكرب
وفيها قوله:
جـلالـك يا عيد الرئاسة iiرائع تدفق فيه الشعب كالسيل ينصبّ
وفي  كل قلب (للحبيب) iiرسالة يـرتلها شعب وينثرها ii(حزب)
8- قطعة مختارة من قصيدة (هنيئا بني أمي) وهي (68) بيتا قالها في تهنئة المغرب الشقيق بمناسبة الذكرى السادسة لإعلان استقلاله يوم 18/ نوفمير تشرين الثاني 1955 – 1956م
وهي القصيدة التي نشرت الأستاذة لمياء قطعة منها في التتمة رقم (8) أولها (ورضت القوافي الجامحات فأسلمت) وفيها قوله:
ورب ملوك شيدوا الملك بالدما = على جثث المستضعف الكادح العاني
وناموا على حقد الشعوب يصونهم =من الشعب في أبراجهم ألف شيطان
9- ومن قصيدة سنثأر: أنشدها في الذكرى السادسة للثورة الجزائرية (تشرين الثاني نوفمبر 1960) والمراد بالبيت السابع الاتحاد السوفييتي:
سـنـثـأر  لـلبيت الذي كان آمنا فـرجـت بـه الألغام تسحقه سحقا
سـنـثـأر للبنت التي ديس iiقدسها ودنس أحلاس الخنا عرضها iiالأنقى
سـنـثأر  للطفل الرضيع وقد iiغدا وفـي  فـمه الرشاش يحسبه iiرزقا
ولـلـشيخ تؤتى زوجه وهو iiموثق يـراهـا فما يسطيع دفعا ولا iiنطقا
سـنـثأر  للأكواخ والدور iiوالقرى يهـشـمـها النابالمُ يحرقها iiحرقا
ولـلاجـئـيـن  الـتاكين iiبيوتهم ومـا  ترك التخريب فيها ولا iiابقى
وقـل لـلألـى عابوا علينا iiوفاءنا لـمن اخلصونا الود سحقا لكم سحقا
تـلوموننا  أن أصبح الشرق iiعوننا وقد صار هذا الغرب في حربنا iiشقّا
وفـي  أمـريـكـا للطغاة iiحضانة وفـي أمريـكـا تصرع القوة iiالحقا
وإن نحن في الشيطان نلقى مناصرا كـتـبنا مع الشيطان في حربنا رقا
فـصُلْ  أيها الجيش المظفر iiواندفع وخـل  فـرنسا في هزائمها غرقى

 
*زهير
12 - فبراير - 2008
لبنان يا معجزة الصانع    كن أول من يقيّم
 
قصيدة (معجزة الصانع) هي القصيدة قبل الأخيرة في ديوان اللهب المقدس، ويبدو أنه كتبها وهو في صحبة نزار قباني، إذ تكرر في القصيدة الاستشهاد بكلمات من شعر نزار، قد يبدو الأمر نقطة ضعف في القصيدة ولكن في الحقيقة فإن الشاعر في إنشاده لشعره يضطر إلى الكثير من هذه المواقف، وكان الأحرى عدم إثباتها في الديوان، وهو يشير في البيت (11) إلى قول نزار (حتى فساتيني التي أهملتها ... إلخ) ويريد بالبيت 12 قصيدة نزار (بدراهمي لا بالحديث الناعم) كما يشير في البيت السابع إلى قصيدة شوقي (يا جارة الوادي)، وفي البيت الثامن إلى قوله (وأغن أكحل من مها بكفية) والمراد بزيتونها في البيت (14) حي الزيتونة في بيروت المشهور بالملاهي والمقاصف.
القصيدة 49 بيتاً وهي في رأيي أجمل قصائد الديوان وسوف أنقلها كلها كرمى لضياء خانم:
لـبـنـان يـا مـعـجزة iiالصانع يـا لـوحـة مـن ريـشة iiالبارع
يـا بـصـمـة الرب على أرضه وخـاتـمـا مـن خـطه iiالناصع
يـا  قـصـة يـكـتـبـهـا iiآدمٌ يـحـكـي بـها عن خلده الضائع
ومـهـجـة  تـصخب في iiعمقها وسـاوس  الـشـيـطان iiبالوازع
وشـاشـة  تـصـدَم فـي وجهها أسـطـورة  الأحـلام iiبـالـواقع
وجـنـة فـيـحـاء فـي iiرحبها كـنـيـسـة  تـلـتـف بالجامع
يـا  جـارة الـوادي (بـبردونها) طـربـت فـي فـردوسك iiالماتع
وهـمـت  في (زحلة) رغم iiالنهى بـظـبـيـك الـمـستنفر iiالفازع
ونـهـرك  الـبـاسط كف iiالرجا كـالـعـابـد  الـمستغفر iiالخاشع
وشـمـسـك  الصفراء عند iiالمسا فـي  رعشة المستضعف iiالضارع
ذكـرت (قـبـانـي) iiوفـسـتانه والـنـهـد فـي شـاطئك iiالرائع
فـاسـتـلـم الـفستان عن iiخبرة بـالـفـن  لا بـالـدرهم iiالخادع
أشـهـدت  (صـنين) على توبتي أكـرم بـه (صـنـين) من iiشافع
يـحنو  على العشاق في ii(حرشها) وفـي دجـى (زيـتـونها) الفاجع
يـا  ويـحـه مـن حرها لم iiيذب ولـم تـخـف مـن ثـلجه iiالقابع
يـا  أرز لـبـنـان عبرت المدى فـي  كـبـريـاء الـمارد الفارع
وكـم  تـحـداك iiفـأرغـمـتـه دهـر  غـدا مـن جـندك الطائع
إرو  لـنـا يـا أرز مـا iiعـشته مـن مـجـد هـذا الوطن iiالطالع
جـرحـت (إسـكندر) في ii(قرنه) وغـصـت بـالـمستعمر iiالطامع
وقـمـت  في (صيدا) على iiأصيدٍ تـهـزّ روْع الـجـاثـم iiالـخانع
نـفـخت في (صور) الفدا iiفارتمى يـصـلـح وضـع الخطأ iiالشائع
ومـن (طـرابـلـس) أجاب iiالندا مـن  لـم يـخن في القسم iiالقاطع
قـام عـلـى أوضـاعـه iiثـائرا يـسـتـبـدل الـفـاسـد iiبالنافع
وهـب  فـي لـبـنان iiمستعرضا ثـورتـه فـي عـامـهـا iiالرابع
ومـا لـه غـيـر الـتحام iiالقوى ووحـدة الـمـجـمـوع من iiدافع
بـيـروت مـا أنت ؟ أفي iiمحشر شـادت  مـبـانـيـك يد الصانع
هـم بـشـر أهـلـوك أم iiجِـنة تـصـخـب في جمهورك iiالهارع
مـن  كـل عـفـريـت iiبأعطافه حـمـى  اصـطياد الذهب iiاللامع
من سائق في (البرج) يطوي الثرى يـصـدم عـزرائـيل في الشارع
يـسـابـق  الأوهـام فـي iiسيره ويـضـرب  الـنـازل iiبـالطالع
و(الـمـعرض)  العربيد في iiسوقه يـشـتـبـه  الـسـمـار بالبائع
والـلـيـرة  الـحـمراء iiعملاقة تـحـتـكـر  الأرزاق iiلـلـدافع
مـجـتـمـع بـالـكـد في iiظله يـلـتـبـس الـشـبعان iiبالجائع
مـحـتـرم  الـهـنـدام في iiزيه يـشـتـبـه الـمـتـبوع iiبالتابع
فـي كـل فـج زارع iiأرضـهـا فـاشـتـبـه الـمزروع iiبالزارع
فـي  كـل شـبـر ثـورة لـلبنا تـطـاول  الأفـلاك فـي iiالسابع
ويـسـخـر الـكورنيش في iiعزة بـإرمٍ فـي صـرحـهـا الـذائع
و(الـروشـة)  الـرعناء في ثغره تـهـزأ بـالـمـسـتـسلم iiالقانع
مـن  خـانـه الصبر ففي iiسفحها (مـخـتـبـر)  لـلـبلسم iiالناجع
يـا  مـهـبـط الأديان في iiقدسها يـنـسـجـم الـراهـب iiبالراكع
يـا  مـلـتـقـى فكر بني يعرب مـن نـاشـر فـيـها ومن iiطابع
ويـا مـصـب الـنفط يجري iiبه مـنـبـعـثـا  مـن رمله iiالنابع
يـا مـعـرض الآراء من iiاخضر أو أحـمـر أو أصـفـر iiفـاقـع
بـيـروت:  اصبحتُ  بها iiمغرما مـا كـنـت لولا الحرب iiبالراجع
تـحـيـة مـن شـاعـر iiيستقي إلـهـامـه مـن روضـك iiاليانع
خـواطـرٌ أحـمـل iiمـشـبوبها مـن  ثـورة فـي عـامها iiالسابع
لـبـنـان بـارك زحـف أبطالها لـبـنـان يـا مـعـجزة iiالصانع
*زهير
12 - فبراير - 2008
فلسطين على الصليب    كن أول من يقيّم
 
وهذه قطع مختارة من حوارية مفدى الشعرية (فلسطين على الصليب) وهي حوار بين الشاعر وفلسطين والعرب بمناسبة الذكرى 13 لتقسيم فلسطين والقصيدة آخر قصائد ديوان اللهب المقدس.
 فمن القسم الأول وعدد أبياته 20 بيتا قوله:
فلسطين يا مهبط iiالأنبياء ويـا  قبلة العرب iiالثانيه
ويا  حجة الله في iiأرضه ويـا  هبة الزل iiالساميه
ويـا  قـدسـا باعه iiآدم كـمـا  باع جنته العاليه
ويـا لـك من حرم iiآمن جياع ابن آوى بها عاويه
ومن القسم الثاني وهو على لسان فلسطين ويقع في 30 بيتاً قوله:
أيـا  شـاعر العرب ذكرتني وهـجـت  جراحاتي iiالداميه
لـقـد كـان لـي سبب iiللبقا فـقـطـع قـومـيَ iiأسبابيه
ورحـت  أبـاع وأشرى iiكما تـبـاع لـجـزارها iiالماشيه
فـلـو  كان لي أمر iiتدبيرها لـما  احترتُ في أمرها iiثانيه
وأهويت بالفأس أذرو iiالجذوع واسـحـق  بـالنعل iiثعبانيه
وغـسلت  عارا على iiجبهتي وأعـلـيـت بالهامة iiالحانيه
فأقصف  من لم يصن حرمتي وأخـسف  بالأرض iiأصناميه
ومـن  كـان دلال iiأعجوبتي ومـن  قـد تسبب في عاريه
ومـن قـد اعان على iiنكبتي ومـن كـان عـينا iiلأعدائيه
هو الشعب لا السادة المترفون يـحـقق في النصر iiأحلاميه
ومن القسم الثالث وهو على لسان الشعب العربي ويقع في 27 بيتا قوله:
فـلـسطين لا تيأسي iiإنني سأصلح في الشرق اخطائيه
لـئن  خنتُ فيما مضى iiإنه يـوبـخني  اليوم iiوجدانيه
وكـيـف أنـام على غادر يـفتت في الأرض iiأكباديه
ثم الخاتمة وهي على لسان الشاعر وتقع في 13 بيتا، منها:
انـا ابـن الجزائر من iiأمة عـلى  دمها تصعد iiالرابيه
عـلى ذوب أكبادها iiترتقي وفـوق جـماجمها iiماضيه
غـدوت  لـثورتها iiشاعرا مـن  النار والنور iiألحانيه
فـلسطين في أرضنا iiبعثها ومن أرضنا تزحف الحاميه
ومن أرضنا نقطة الانطلاق وثـورتـنا  حجر iiالزاويه

________________
أصبحت في شك من لقب مفدّى، هل هو مفدّي بكسر الدال المشددة أم مفدّى كما ذهب إليه الدكتور حسن فتح الباب في كتابه (مفدّى زكريا شاعر الثورة الجزائرية) أم (مفدي) كما ورد في مشاركات الأستاذة لمياء. وقد عثرت على بيت للشاعر نفسه يرجح ما ذهب إليه الدكتور فتح الباب، وهو قول مفدى في رثاء الشيخ العربي الكبادي:
دع مفدّي هنا يناجي المفدّى = علّه بيننا فيسطيع ردا
*زهير
12 - فبراير - 2008
 1  2  3  4  5