البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : مُفدي زكريا ء، كاتب النشيد الوطني    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 لمياء 
8 - فبراير - 2008
 
لنا  في كل يوم معه موعد ولقاء ، ولنا في كل بيت من أبياته حكاية وتاريخ ، وبين الوطنية التي تملأ صدورنا –أو يفترض أن تفعل- والصخب الذي يعتري مشاعرنا وأحاسيسنا ونحن ننشده بكل فخر واعتزاز ، تأتي الذكرى لتعيد على مسامعنا حكاية نضال طويل وسيرة ملؤها الجود والإبداع ، ولترسم في أذهاننا صورة صاحبه واسمه ومعالم شخصيته العظيمة ...
 
 
هو شاعر الثورة الجزائرية و الإلياذة، وخاط نشيدها الوطني بدمه في سجن "بارباروسا"، قطب من أقطاب الشعر النضالي العربي المعاصر وشاعر آمن بانتمائه العربي ووحدة أمته فغناها و غنى أوجاعها ، وحتى إن كان مذكورا في كتبنا وجزء من مناهجنا إلا أننا نجهل عنه الكثير وقد لا نعلم شيئا عن منزلته السامية وعن مآثره الخالدة..
 
لهذا لن أقف في هذا الملف إلا وقفة المشاهد ، وسأترك لما كتب مهمة التمثيل والإخراج ، وليقل التاريخ كلمته ...
 
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تتمة المحاضرة 10    كن أول من يقيّم
 
ومن روائع غزله بوطنه قوله في المقاطع الأولى من الإلياذة:
 
جـزائـر يـا لـحكاية iiحبي ويـا  من حملت السلام iiلقلبي
ويا من سكبت الجمال بروحي ويا  من أشعت الضياء بدربي
فـلـولا جمالك ما صح iiديني وما  إن عرفت الطريق iiلربي
ولـولا الـعـقيدة تغمر iiقلبي لـمـا  كنت أومن إلا بشعبي
وإمـا  ذكـرتـك شع iiكياني وإمـا  سـمـعت نداك iiألبي
ومـهما  بعدت، ومهما iiقربت غـرامـك فوق ظنوني iiولبي
 
وكان زكرياء من أنصار الأصالة والتمسك بالعادات الحميدة، وينعى على المولعين باستيراد الزوجات من بيئة غربية غريبة، فنشأ الجيل على يديها أجنبيا في بلده، ويدعو إلى إبطال عادة غلاء المهور لما نجم عنها من انفلات الشباب وتفضيلهم ماري على مريم، كما قال:
 
وأجلى  الشباب غلاء iiالمهورْ فـلاذ  عـلـى حبّه iiبالنفور
وفـضّـل  ماري على iiمريم وريـتا على زينب iiوالزهور
كـأن الـبنات بضاعة iiسوق تباع وتشرى، فتقضى الأمور
وتـحلب في الحي iiكالبقرات فإن غاض منها الحليب iiتبور
فـويـل الجزائر جيلا فجيلا إذا لـم تـحطم غلاء المهور
 
ويضحك من مصير هذا الذي تزوج بالأجنبية وذبح على نحرها كل القيم:
 
وبـعـض  تزوج iiبالأجنبية وقـال  مـثـقـفة iiحضريه
تـراقـصني  وتراقص iiهذا وذاك،  وتعبث عن حسن نيه
وتـختال بالميني جوب دلالاً وتستعرض المغريات iiالخفيه
وتـتـركني، لا جناح iiعليها وتـذهـب للسهرة النرجسيه
وتـقضي الليالي خارج بيتي وذلـك مـن نـعـم iiالمدنيه
وإن ولدت، لست أدري لمن؟ كـفـى أنه من بني iiالبشريه
أنـاديه صالحُ، عند iiالصباح وأدعوه  موريس عند iiالعشيه
وإن زلّ يـوما تناديه ii"بيكو" فأحسب  "بيكو" من ii"البكويه"
وتدعو مساعدنا "مون iiأراب" فـأهـوى العروبة iiوالعربيه
وأنـحـر في نحرها غيرتي فـتـغدو  أنا، ثم أصبح iiهيَّ
 
 
ولا يعني هذا أبدا أن زكرياء كان عديم الحس فاتر الشعور نحو ربات الخدور، بل صرح في بداية إلياذته بصبواته ورجى الله في ختامها أن يغفر له زلاته، إذ قال:
 
وفـي كل حي لنا iiصبوة مرنحة من غوايات صب
وفـي  كل شبر لنا قصة مجنحة  من سلام وحرب
تـنـبـأت فيها iiبإلياذتي فـآمن  بي وبها iiالمتنبي
 
ثم قال في الأخير:
 
فـيارب  قد أغرقتني iiذنوبي وأنـت العليم بما في iiالغيوب
أتـوب إلـيـك iiبـإلـياذتي عـسـاهـا تكفر كل iiذنوبي
عـصـيتك  لما خلقتَ iiالجمال وهِجتَ به نصبي ولغوبي
وصـوّرتـني شاعرا iiمرهفًا يـهُبّ الصَّبا والهوى iiلهبوبي
ولـولا  الجمال لعشت iiعقيما وما  هِمت يوما بغزو iiالقلوب
 
ونفس المعنى يؤكده في إلياذته التي تمثل قمة روائعه:
 
بـلادي  أحـبـك فوق iiالظنون وأشـدو  بـحـبك في كل نادي
عـشـقـت لأجـلك كل iiجميل وهـمـت  لأجـلك في كل iiواد
ومـن هـام فـيك أحب iiالجمال وإن  لامـه الـغشم قال: iiبلادي
لأجـل بـلادي عصرت iiالنجوم وأترعت كأسي وصغت الشوادي
وأرسـلت شعري يسوق iiالخطى بـسـاح الفدا يوم نادى iiالمنادي
*لمياء
8 - فبراير - 2008
التتمة 11    كن أول من يقيّم
 
أصالة وروعة شعر زكرياء الشعبي:
 
وفي الختام لا يسع المنصف إلا الاعتراف بروعة وأصالة نتاج زكرياء الشعري، سواء منه الفصيح، أو ما كتبه بالهجة الشعبية الدارجة، وقد تناول في شعره الملحون قضايا كثيرة، تاريخية ووطنية واجتماعية، مما ينبئ عن امتزاج الشاعر بواقعه الاجتماعي، ومخاطبة شريحة عريضة تتأثر بهذا اللون من الخطاب المباشر، الذي يلامس مشاعر المخاطبين، ويؤثر عليها فيؤتي ثمرته المرجوة من الإرشاد والإصلاح.
 
ومن نتاجه من الشعر الملحون قصيد يردده الفنانون، مطلعه "يا شباب الجيل"
وهو قصيد وجهه للشباب مستنكرا ما شاع فيه من ميوعة وانحلال، وتنكر لقيم الآباء والأجداد، ودعاهم للعودة إليها لتحقيق عزة الأوطان، والحفاظ على الاستقلال الذي كلف أهله أغلى الأثمان.
 
نشيد يا شباب الجيل
 
يَا شَبَابْ الجِيلْ، رَاهُو طَالْ iiاللِّيلْ، قُـمْ  واعْمَلْ تَاويلْ، رَانَا في iiحَالَه
ضَـيـعْنَا الاِيمانْ، وانهارْ iiالبنيانْ واعْـمَـاتْ الأذهانْ، عَنِ iiالأصالَه
تَـبَّـعْنَا الاَحْقَادْ، وَانْكَرنا iiالامجادْ، بـعـدْ اَنْ كُنا اَسيادْ، صَرْنا iiحُثاله
بـلْـعَتْنَا  الخمور، واتْفَشَّا iiالفجور ، نـيـرانْ الـشرورْ، فينا iiشعّاله
لا رَجْلَه لا نِيفْ، لا ضَمِيرْ انْظِيفْ ،  واعْـمَـالنا تَزْييفْ، سُودَا iiقَتَّاله
واحَدْ  قَدْ الفيلْ، تَلْقَى شَعْرُو iiطْوِيلْ ،  زَيْ الـمَادْمُوزِيلْ، بَيْن iiالرجَّاله
مـاشـي  يَـتْرَهْوَجْ، مَايَلْ iiيَتْغَنَّجْ ،  سَـرْوَالُـو مْـعَوَّجْ، عِينُ iiدَبَّالَه
وَافْـكَـارُو عَوْجَا، وَاخْلاقُو iiمرجا واقـدامـو  عـرْجـا، فيها iiدماله
ما تسمع ياحبيب، غير كلام iiالعيب وقَـلَّـةْ لَـحْـيَـا، وسَبَّ iiالجلاله
والـبَنْتْ  تْقَلَّدْ، صَبْحَتْ زَيّْ iiالقَرْدْ ، عَـرَّاتْ الساقِين، صَارَتْ iiبُوقَاله
تَـمْشِي في الساحل، كَعِيشَة iiرَاجَلْ فِـي  الـكَـبَـرِيَّاتْ، دِيمَا iiجَوَّالَه
والأمْ  تْـرَبِّـي، تَـسْـتُرْ وَتْخَبِّي ، وتْـقُـلْ يَـا حِبِّي، مَاكِي iiهَجَّالَه
والأَبْ  الـمَسْكِينْ يَخْزَرْ iiبَالعِينِينْ، عـنْـدُو  قلبْ حْنِينْ، عِينُو iiهَمَّالَه
عصْرَ  الازدهارْ، فِيه الْبَسْنَا iiالعَار ضـيَّعْنَا فيه الدَّارْ، وَاصْبَحْنَا iiعَاله
بَـعْـنَـا فِلسطينْ، والهمَّة iiوالدينْ واخْـدَعْـنَا  اليمين، وَاصْبَحْنا آله
واشـرَبنا  النفاقْ، واشْرِينا iiالشقاقْ واذْبَـحْنا الاَخْلاق، طَوْعَ iiالضَّلاَله
والفْنَا  الاِسْرَاف، وَالخَطْفَة iiبَزَّافْ، جِـيـلَ الإِنْحِرَافْ، عَرْضُو iiنَخَّاله
يَـارَبِّ  والْـطُف، بَالأُمَّة وارْحَمْ، وانـقَـذْ  جِيل اليَوْمْ، مِنَ iiالجَهَالَه.
 
*لمياء
8 - فبراير - 2008
ختام المحاضرة    كن أول من يقيّم
 
الوفاء للوطن الأم:
 
رغم هذه النجومية والتطواف في المشارق والمغارب فقد ظل زكرياء وفيا لمرابع صباه وذكريات طفولته في بلدته الآمنة في خضم الفيافي تحرسها رمال الصحراء، ويستلهم منها المعاني والقيم الخالدة، مددا لبناء الإنسان الحضاري بمعناه الأصيل لا بمظاهره الزائفة، يقول عن هذه الصحراء:
 
ألا  مـا لـهـذا الـحساب iiومالي؟ وصـحـراؤنـا  نـبع هذا iiالجمال
هـنـا مـهـبـط الوحي iiللكائنات حـيـال الـنـخـيل وبين iiالرمال
ومـهـد الـرسـالات iiلـلـعالمين ونـور الـهـدى ومـصب iiالكمال
هـنـا الـعـبـقـريات iiوالمعجزات وصرح الشموخ، وعرش الجلال
تـبـادلـنـا  الـشـمس iiإشعاعها ويـلـهـمـنـا الصفو نور iiالهلال
ونـعـدو  فـنـسـبـق iiأحـلامنا ونـهـزأ مـن وثـبـات الـغزال
وجـنّـبـنـا الـغـدر ماء iiالغدير وحـذرنـا  الـظـلُّ نهج iiالضلال
وعـوَّدنـا الـصدق راعي iiالمواشي وعـلـمـنـا الصبر صبرُ iiالجمال
وأخـرجـت  الأرض iiأثـقـالـها فـطـار  بـهـا العلم فوق iiالخيال
يــوفـر  لـلـشـعـب iiأقـداره ويـكـفـي  الـجزائر ذل iiالسؤال
 
ولم تكن هذه الصحراء إلا حصنا للوادي الأمين حيث بلدته يزجن التي تضم تراثا وتاريخا وأعلاما، وكانت رمزا لامتزاج دماء توحدت لتبني عزة الوطن وتكتب تاريخه بأحرف من نور تبعث في النفس معاني العزة والإباء:
 
تـقـدس واديك منبت iiعزي ومـسقط رأسي وإلهام iiحسي
وربـض أبـي ومرابع iiأمي ومغنى صباي وأحلام عرسي
وفـخر  الجزائر فيك iiتناهت مـكارم  عرب وأمجاد iiفرس
وأحـفـاد أول مـن iiركزوا سـيـاة أرض الجزائر أمس
دمـاء ابن رستم ملء iiالحنايا صـوارخ  يلهبن عزة iiنفسي
وعرق  الأصالة طهر iiطبعي ونـور الهداية أذهب iiرجسي
وكرمت  باسم المفاخر iiقومي وشرفت باسم الجزائر iiجنسي
إذا لـلـكريهة نادى iiالمنادي بـذلت حياتي وودعت iiأنسي
وإن  لـلسخاء استجاب كريم ففي الجود لقنت أروع iiدرس
وإن  شـيـدوا للبقا iiوالخلود جـعـلت وفائي دعامة iiأسي
             شغلنا الورى وملأنا الدنا
               بشعر نرتله كالصلاة
            تسابيحه من حنايا الجزائر
 
 
 
                                                                 مصطفى باجو
                                                          مسقط 14ماي 2005
*لمياء
9 - فبراير - 2008
مفدي زكرياء يشارك بتظاهرة ثقافية في تونس    كن أول من يقيّم
 
*لمياء
9 - فبراير - 2008
النشيد الوطني "قسما"    كن أول من يقيّم
 
للاستماع إلى النشيد الوطني "قسما"
يرجى الضغط على الرابط أسفله
         نشيد     لحن
 
      (موسوعة ويكيبيديا)
 
والنشيد من تلحين "محمد فوزي" وفي ما يلي الصولفاج :
 
 
المصدر :(كتاب لننشد)
*لمياء
9 - فبراير - 2008
شاعر خالد    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر للعزيزة المُجيدة لمياء تعريفها بهذا الشاعر الجزائري الكبير الذي ترك أثراً لا يمحى في ذاكرة كل عربي . ومن منا لم يحفظ ويردد : قسماً بالنازلات الماحقات ... وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر ! فاشهدوا .... وما أبلغ القول عندما يقترن بالفعل .
 
هناك ملاحظة حول كلمة ممات في جملة : نحن ثرنا فحياة أو ممات ، وهي مكتوبة في مقدمتك وكما نسختها عن الأنترنت بالتاء المربوطة . أظن بأنها يجب أن تكون بالتاء الطويلة ولكني لم أتمكن من تصحيحها لأنها صورة .
 
ولقد أحببت قوله الذي يشير به إلى أهمية البيئة والثقافة المحيطة ويعلن تذمره من عدم تمكنه بلوغ ما بلغه شوقي بقوله :
 
 
لـيس  الشمال بمثل شوقي iiعاجزا لـو أن فـي بعض النفوس iiسخاءَ
إن الـجـزائـر كـالـكنانة iiحرة تـلـد  الـرجال وتنجب iiالعظماء
نـشـأ  الأمـير مع الأمير iiمنعما بـيـن الـرياض يساجل iiالورقاء
ونـشأت  مقصوص الجناح iiمعذبا أقـضـي  الحياة مضاضة iiوعناء
لـو ذقـت من كاس النعيم iiصُبابة لـغـدوت  أحـمل للقريض iiلواء
ما اليأس في طلب العلا من شيمتي إنـي أعـد الـقـانـطـين iiإماء
لا يـأس فـي هـذا الوجود فإنني لا  أنـثـنـي أو أبـلغ iiالجوزاء.
 
ومع هذا فلقد كتب بنبض قلبه حبه للجزائر وخلد مجدها في نشيد ستردده الأجيال عبر الدهور ، وخلدته هي بأن ألهمته ذلك الحب الكبير الذي طبع وجوده ومسيرة حياته بالكامل :
 
بـلادي  وقـفت لذكراك iiشعري فـخـلد  مجدك في الكون ذكري
وألـهـمـتِـني  فصدعت iiالدنا بـإلـيـاذتـي بـاعتزاز iiوفخر
وكـنـت أوقـع فـي iiالـشاهقا ت خطى الثائرين بألحان صدري
فـخـلـد  قـدس اللهيب iiبياني وأذكـى  لـهيب الجزائر iiفكري
وإن يـجـحـدوني فحسبيَ iiأني وهـبت  الجزائر فكري وعمري
 
*ضياء
9 - فبراير - 2008
الذبيح الصاعد    كن أول من يقيّم
 
 
شكرا لك أستاذتي على التصحيح ، فلم أنتبه للخطأ في الصورة ...وأهديك قصيدة من قصائد مفدَّى زكريا ، قصيدة يقشعر لها البدن وتدمع لها العيون ....
 
قصيدة الذبيح الصاعد
 
قـام يـخـتـال كـالمسيح iiوئيدا يـتـهـادى  نشوانَ، يتلو iiالنشيدا
بـاسـمَ الثغر، كالملائك، أو iiكالْ طفـل،  يـسـتقبل الصباح الجديدا
شـامـخـاً أنـفـه، جلالاً iiوتيهاً رافـعـاً  رأسَـه، يناجي iiالخلودا
رافـلاً فـي خلاخل، زغردت iiتمـ لأُ مِـن لـحـنها الفضاء iiالبعيدا!
حـالـمـاً،  كـالكليم، كلّمه iiالمج د،  فـشـد الحبال يبغي iiالصعودا
وتـسـامى، كالروح، في ليلة iiالقد ر،  سـلاماً، يشِعُّ في الكون iiعيدا
وامـتطى مذبح البطولة معرا جاً ووافـى  الـسـماءَ يرجو المزيدا
وتـعـالى،  مثل المؤذن، iiيتلو… كـلـمات  الهدى، ويدعو iiالرقودا
صـرخـة، تـرجف العوالم iiمنها ونـداءٌ مـضـى يـهز iiالوجودا:
((اشـنقوني،  فلست أخشى iiحبالا واصـلبوني فلست أخشى iiحديدا))
((وامـتـثـل  سافراً محياك iiجلا دي، ولا تـلـتثم، فلستُ iiحقودا))
((واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ أنا  راضٍ إن عاش شعبي سعيدا))
((أنـا  إن مـت، فالجزائر iiتحيا، حـرة، مـسـتـقـلة، لن iiتبيدا))
قـولـةٌ ردَّد الـزمـان iiصـداها قـدُسِـيـاً، فـأحـسـنَ iiالترديدا
احـفـظـوهـا، زكـيةً كالمثاني وانـقُـلـوها، للجيل، ذكراً مجيدا
وأقـيـمـوا، من شرعها صلواتٍ ،  طـيـبـاتٍ، ولـقنوها iiالوليدا
زعـمـوا  قـتـلَه…وما iiصلبوه ليس في الخالدين، عيسى iiالوحيدا!
لـفَّـه  جـبـرئيلُ تحت iiجناحي ه إلـى الـمـنتهى، رضياً iiشهيدا
وسـرى فـي فـم الزمان ii"زَبَانا" … مـثـلاً، في فم الزمان iiشرودا
يـا"زبـانـا"، أبـلـغ رفاقَك iiعنا فـي السماوات، قد حفِظنا iiالعهودا
واروِ  عـن ثورة الجزائر، iiللأف لاك، والـكـائـنات، ذكراً iiمجيدا
ثـورةٌ،  لـم تـكن لـبغي، iiوظلم فـي  بـلاد، ثـارت تفُكُّ iiالقيودا
ثـورةٌ، تـمـلأ الـعـوالمَ iiرعباً وجـهـادٌ، يـذرو الطغاةَ iiحصيدا
كـم  أتـيـنـا من الخوارق iiفيها وبـهـرنـا، بالمعجزات iiالوجودا
وانـدفـعـنـا مثلَ الكواسر iiنرتا دُ  الـمـنـايـا، ونلتقي iiالبارودا
مـن جـبـالٍ رهـيبة، iiشامخات ، قـد رفـعـنا على ذُراها iiالبنودا
وشـعـاب،  مـمـنَّـعات iiبراها مُـبـدعُ  الـكون، للوغى iiأُخدودا
وجـيـوشٍ،  مـضت، يد الله iiتُزْجي ها،  وتَحمي لواءَها iiالمعقودا
مـن  كـهولٍ، يقودها الموت iiللنصـ ر،  فـتفتكُّ نصرها الموعودا
وشـبـابٍ،  مثل النسورِ، iiتَرامى لا يـبـالـي بـروحه، أن iiيجودا
وشـيـوخٍ،  مـحـنَّـكين، iiكرام مُـلِّـئـت حـكـمةً ورأياً iiسديدا
وصـبـايـا مـخـدَّراتٍ iiتبارى كـالـلَّـبـوءات، تستفز iiالجنودا
شـاركـتْ  فـي الجهاد آدمَ iiحوا هُ ومـدّت مـعـاصـمـا iiوزنودا
أعـمـلت في الجراح، أنملَها iiاللّد نَ،  وفي الحرب غُصنَها iiالأُملودا
فـمـضى الشعب، بالجماجم iiيبني أمــةً حـرة، وعـزاً iiوطـيـدا
مـن دمـاءٍ، زكـية، صبَّها iiالأح رارُ فـي مـصْرَفِ البقاء iiرصيدا
ونـظـامٍ  تـخـطُّه ((ثورة iiالتح ريـر)) كـالوحي، مستقيماً رشيدا
وإذا الـشـعـب داهـمته الرزايا ،  هبَّ مستصرخاً، وعاف iiالركودا
وإذا الـشـعـب غازلته iiالأماني، هـام فـي نـيْـلها، يدُكُّ iiالسدودا
دولـة  الـظـلـم للزوال، إذا iiما أصـبـح  الـحرّ للطَّغامِ iiمَسودا!
لـيـس فـي الأرض سادة وعبيد كـيف نرضى بأن نعيش iiعبيدا؟!
أمـن  العدل، صاحب الدار iiيشقى ودخـيـل  بـها، يعيش iiسعيدا؟!
أمـن  العدل، صاحبَ الدار يَعرى ، وغـريـبٌ يحتلُّ قصراً iiمشيدا؟
ويـجـوعُ ابـنـهـا، فيعْدمُ iiقوتاً ويـنـالُ الـدخيل عيشاً iiرغيدا؟؟
ويـبـيـح  الـمستعمرون حماها ويـظـل ابـنُها، طريداً iiشريدا؟؟
يـا ضَـلال المستضعَفين، إذا iiهم ألـفوا  الذل، واستطابوا iiالقعودا!!
لـيـس فـي الأرض، بقعة لذليل لـعـنـته السما، فعاش iiطريدا…
يـا سماء، اصعَقي الجبانَ، ويا iiأر ض  ابلعي، القانع، الخنوعَ، البليدا
يـا  فـرنـسـا، كفى خداعا iiفإنّا يـا فـرنـسـا، لقد مللنا iiالوعودا
صـرخ  الـشـعب منذراً، iiفتصا مَـمْـتِ،  وأبديت جَفوة iiوصدودا
*لمياء
9 - فبراير - 2008
تتمة القصيدة    كن أول من يقيّم
 


سـكـت  الناطقون، وانطلق iiالرش شاش، يـلـقـي إلـيـكِ قولاً مفيدا:
((نـحـن  ثرنا، فلات حين iiرجوعٍ أو نـنـالَ اسـتـقلالَنا iiالمنشودا))
يـا  فـرنـسا امطري حديداً iiونارا وامـلـئي  الأرض والسماء iiجنودا
واضـرمـيها عرْض البلاد iiشعالي لَ،  فـتـغـدو لها الضعاف iiوقودا
واسـتـشيطي  على العروبة iiغيظاً وامـلـئـي الشرق والهلال iiوعيدا
سـوف لا يـعدَمُ الهلال صلاحَ iiالد ديـن، فاستصرِخي الصليب iiالحقودا
واحـشُري في غياهب السجن iiشعبا سِـيـمَ  خـسـفاً، فعاد شعباً iiعنيدا
واجـعلي "بربروس" مثوى الضحايا إن  فـي بـربـروس مجداً iiتليدا!!
واربِـطـي،  في خياشم الفلك iiالدو وار  حـبـلاً، وأوثـقـي منه iiجيدا
عـطّـلـي  سـنـة الاله كما iiعط طلتِ من قبلُ "هوشمينَ"(1) المريدا…
إن مـن يُـهـمل الدروس، iiوينسى ضـربـاتِ  الزمان، لن iiيستفيدا…
نـسـيَـت درسَـهـا فرنسا، iiفلقن نا فـرنـسـا  بالحرب، درساً iiجديدا!
وجـعـلـنـا لـجـندها "دار iiلقمَا نَ"(2) قـبوراً، ملءَ الثرى ولحودا!
يـا "زبـانـا" ويـا رفـاق "زبانا" عـشـتـمُ  كـالوجود، دهراً iiمديدا
كـل  مـن فـي الـبـلاد iiأضحى "زبانا" وتمنى بأن يموت ii"شهيدا"!!
أنـتـم يـا رفـاقُ، قـربانُ iiشعب كـنـتـم  الـبعثَ فيه iiوالتجديدا!!
فـاقـبـلوها  ابتهالةً، صنع iiالرش شاشُ  أوزانـهَـا، فصارت iiقصيدا!!
واسـتـريـحـوا، إلى جوارِ iiكريمٍ واطـمـئـنـوا،  فإننا لن iiنحيدا!!
 
*
الهوامش
(1) اسم محرر الهند الصينية.
(2) دار لقمان: السجن الذي ألقي به "سان لويس" لما طمع في احتلال مصر.
 
*لمياء
9 - فبراير - 2008
لمياء الشاعرة والمؤرخة    كن أول من يقيّم
 
كل الشكر لشاعرتنا النجيبة لمياء على هذه الدرر الثمينة التي تتحفنا بها، بالأمس تاريخ المدية، واليوم سيرة حياة كبير شعراء الجزائر مُفدَّى زكرياء، وقبل هذا وتلك كانت لنا ساعات مع لمياء الكاتبة الواعدة، ثم لمياء على أبواب الشعر، ثم لمياء التي دوت بعبقريتها في عالم الشعراء بين عشية وضحاها، فحبست الأنفاس، ولم نقض منها العجب.
قرأتُ هذه المحاضرة القيمة التي نقلتها لنا الأستاذة لمياء، وقد بذلت جهدي في تصويب ما وقع في الأصل من أغلاط مطبعية، وما لحق تقطيع الأبيات المدورة من زلات أيضا، واجتهدت في تصويب بعض الأبيات، كزيادة (هو) إلى البيت (وما الدمع بالسلوى إذا هو لم يكن) في القصيدة الواردة في التتمة رقم (5) فأرجو من الأستاذة لمياء أن تتحقق من الكلمة الناقصة، هل هي (هو) إذ أن الشطر كان (وما الدمع بالسلوى إذا لم يكن) وفي التتمة رقم (7) البيت الثالث من قصيدة البردة الوطنية، كان البيت في الأصل:
نبتت من أب كريم وأم سمت = في الحياة عما وخالا
فرأيت أنه ربما كان الصواب:
نبتت من أب كريم وأمٍّ = سميا في الحياة عمّاً وخالا
وأرجو التحقق في قصيدة (تماوج في فاس رجع الصدى) الشطر الأول من البيت السادس: (فربما كان مغربنا) الشطر مختل، لم أهتد إلى صوابه، وكذا الشطر الأول من البيت الأخير: (ويستبدلون بالشعارات الفعل).
وأما المرحوم مُفدّى زكرياء فقد كان شاعر الجزائر غير مدافع، ولكن جزائره التي صنعت مُفدَّى زكرياء هي جزائر الثورة والنضال ضد المستعمر الغاشم، وليست جزائر الربع الأخير من القرن العشرين والتي نجد دموعها ورمادها وآمالها المطاردة في بواكير شعر لمياء. فماذا سيكون بعد تلك البواكير ؟؟
*زهير
10 - فبراير - 2008
هل صحيح .. ؟؟    كن أول من يقيّم
 
أنه فد تم حذف مقطع "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب"  من النشيد الوطني الجزائري في الكتاب المدرسي الموجه لتلاميذ الصف الخامس،
من المرحلة الأبتدائية .
 
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب  وطويناه كما يطوى الكتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الحساب  فاستعدي وخذي منا الجواب
إن في ثورتنا فصل الخطاب  وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا...
 
* وتحية لك الأخت لمـياء .
*abdelhafid
11 - فبراير - 2008
 1  2  3  4