دمشق 2008 تحمل على اكتافها حملين ثقيلين لن تكون عاجزة عن حملهما بل ستنجح بذلك بتاريخها وحضارتها الغنية...
.دمشق عاصمة الثقافة العربية حيث لبست مع بداية العام الحالي تاج الثقافة العربية لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 ولن نطيل الكلام عن دمشق وارثها الغني ثقافيا لان ما تملكه دمشق من مكنون ثقافي وتراثي واثري يجعلها على الدوام متربعة على المدن الثقافية والاثرية وغيرها من عوامل حضارات البشر وعلى المستوى العالمي وليس العربي فقط....
وبالمقابل ستكون دمشق عاصمة السياسة العربية ايضا حيث ستكون مسرحا لانعقاد القمة العربية في اراضيها في الشهر الثالث ( اذار) من هذا العام...
واذا كان المثقفون العرب قد بدأوا يتوافدون إليها للمشاركة في احتفالية دمشق الثقافة فأن الزعماء والسياسيين العرب سيحطون رحالهم فيها بعد حوالي شهرين من الان في واحدة من اهم القمم العربية على الاطلاق في ظل تزايد الخلافات العربية والمشاكل العربية وازدياد التدخل الاجنبي في امتنا العربية....
بهذا تكون دمشق 2008 عاصمة العرب الثقافية والسياسية مما يجعل دمشق تلبس وجهين مختلفين عن بعضهما : وجه الحضارة والارث الثقافي ووجه الابداع والشعر والمسرح والرسم وما الى ذلك من تراث ثقافي لا يعرف الحدود ولا يعرف الخلافات ولا يعرف سوى الابداع وبالمقابل ستكون مكانا للسياسة ومصالحها وارتباطاتها ومشاكلها....
دمشق التي لا تريد ربط الثقافية بالسياسة لكن هناك من يريد ان يربطهما ....
لن نتحدث كثيرا لكننا نسأل لماذا هناك من نادى فيروز بعدم الغناء في دمشق.....
هل دمشق عاصمة لدولة عدوة للعرب ام انها كانت عاصمة لاكبر دولة عربية حين حكم الامويين ...هل دمشق عميلة لدول الاحتلال ام انها مقاومة ضد الاحتلال...هل دمشق عدوانية ام معتدى عليها....
ثم نقول هل الدمشقيون خصوصا والسوريون عموما هم سياسيون حتى يطلب من اصيلة الطرب العربي من عدم الغناء في دمشق....
ليس السوريين كلهم سياسين وحتى السياسيون لهم الحق في رؤية فيروز تصدح في ارضيها....دعوا الفلاح والعامل والمدرس والشاعر والكاتب والطفل وربة المنزل يستمتعوا بسفيرتنا نحو السماء ولا تنغصوا عليهم فرحتهم بعد غياب فيروزي طويل عن دمشق ....دعونا ننسى السياسة التي امتهنها البعض لتحقيق مصالح شخصية والتي اعتبرها البعض مكانا للشهرة في زمن نرى فيه الكثير من الزعماء الوهميين والقنوات التي تطلعنا باناس لا نعرف عنهم اي شي....
ابتعدو عن الثقافة يا ارباب السياسة ان كنت ستجروها لمصالحكم ....فالشاعر والمطرب والكاتب والرسام والباحث والمدرس ليسوا ضمن حساباتكم ....اتركوا الثقافة لاهلها والتفتوا الى المشاكل التي من الواجب ان تحلوها....اتركوا الثقافة للمثقفين وهم ادرى باحوالها ولم يخذلونا مثقفينا على المستوى العربي ولتلتفتوا يا اصحاب السياسة الى انتخاب رئيس للبنان ووضع حد للعنجهية الاسرائيلية ووقف الدم العراقي وما الى ذالك من امور لم تعرفوا طريقا لحلها هي اولى بمناقشتها من مناقشة ذهاب فيروز لدمشق.
دعوا فيروز تفعل ما تريد فعله ففيروز وتاريخها ادرى بما تفعله وهي ليست بحاجة لمن يعطيها مواعظ في التصرف...
اذهبوا إلى دمشق او اسالوا من سكن دمشق ...هل يمر يوم دون ان نسمع فيروز الصباح....انها طريقنا الى حقولنا ومعاملنا ومدارسنا وجامعاتنا ومكاتبنا ....
فيروز هي واحدة من الامور الغالية في قلوب الدمشقيين وانا واحد منهم....انها احدى وردات الياسمين الدمشقي التي ارتوت يوما من نهر بردى....ان لفيروز في قلب دمشق مكانة لا تقل عن مكانة قاسيون في القلب الدمشقي....
سيري فيروز فانت لست بغريبة في دمشق وانت تدركين ذلك فانت ذاهبة الى البيت الذي احبك ورعاك وجعلك واحدة من افراده... غني لدمشق وغني للمطر وغني للفرح .... غني لنا ((عاد الصيف ياشام)) و((اقرأي مجد دمشق)) للذين لا يعلمون ....و((سائلي الشام)) كما كنت تفعلي سابقا...واصدحي(( بشام ياذا السيف)) ....وتذكري ((طالت نوى وبكت)) لتخبري الشام ان اهلها احبائك ولا تنسي كيف(( نسمت من صوب سوريا الجنوب ))وكيف ((مر بك واعدا وعد))ا....ولا تنسي كيف ((كللت بالغار دمشق))....
ودلعي دمشق بالشام فالشام هو الاسم الذي يحبه الدمشقيين لدمشق والشام هي الارض التي احبتك وبادلتها الحب....
اهلا بك في دمشق يا فيروز واعلمي ان سيارتك ستمشي ولن تتوقف ولن تكوني بحاجة لغناء هل ((السيارة ما عم تمشي)) بل ستمشي سيارتك متجاوزة حدود المصنع وحدود السياسيين الرافضين لمجيئك لكنك كوني على ثقة بأنك لن تستطيع ان تتجاوزي حشود المحبين لك في دمشق قبل ان تنالي ملايين القبل وملايين الزهور وملايين الشموع التي ستضاء لك من اجل اطالة عمرك...
جميل لحام
سوري مقيم بالامارات كاتب في بعض الصحف الاماراتية والسورية |