البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : معالم الأدب العربي في العصر المملوكي    قيّم
التقييم :
( من قبل 7 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
17 - يناير - 2008
مدخل:
تعاقبت على دراسة الأدب العربي ـ بكمه وكيفه الكبيرين المجيدين ـ نظريات متنوعة واتجاهات مختلفة ومدارس متباينة؛ كلها تتغيا تسهيل دراسة ذلك الأدب العريق في عمره وبيئته، وفي أعلامه ومعالمه، وفي ثراء نصوصه ونماذجه.
      وتعد النظرية المدرسية ـ التي اعتمدت على المنهج التاريخي وبنت عليه دراساتها ـ  من أشيع النظريات في الدرس الأدبي لدينا الآن حتى غدت تقليدً جرى عليه معظم المؤلفين ومعظم الجامعات العربية في تدريسها للأدب العربي.
         وقد نال الأدب العربي ـ عن طريق هذه النظرية ـ في عصر الجاهلية، وعصر صدر الإسلام، وعصر بني أمية، وعصر بني العباس، حظوة بالغة من قبل الدراسيين قديمًا، وإلى يومنا هذا.
وهوـ فعلاًـ أدب جيد جذاب يستحق هذه الحظوة؛ إذ بلغ القمة الفنية والفكرية في غالب نصوصه، فلم يسقط أو يضعف منه إلا شذرات من الأعمال الأدبية المتكلفة الصادرة عن أناس لا صلة لهم بالإبداع، ولا موهبة لديهم ولا صدق فيما ينشئون أو ينظمون.
        ولكن ـ وما أمرَّ لكن هذه ـ لم توجد ـ أو تُوجَّه ـ جهود متماثلة إلى الأدب العربي في عصر ما بعد سقوط بغداد 656هـ، من قبل الدارسين؛ وذلك راجع إلى اعتقاد ترسخ لدى كثير منهم بأن ذلك السقوط كان حدًّا فاصلاً صارمًا مميزًا بين قوة الدولة العربية الإسلامية ممثلة في الدولة العباسية، وبين ضعفها وانحلالها وانهيارها ممثلة في عصر الدول والإمارات حيث الأيوبيون والفاطميون والمماليك والعثمانيون.
ومن ثمَّ كان ـ كذلك ـ الحد الفاصل ـ في زعم الكثيرين ـ بين مرحلتي قوة الأدبالعربي وضعفه.
         وتلك رؤية استشراقية، غير موضوعية، بدأها كارل بروكلمان وتبعه فيها جرجي زيدان وطه حسين وشوقي ضيف وجودت الركابي... وآخرون.
 وقد واجهها عدد من الباحثين الجادين الموضوعيين، منهم: العلامة محمود شاكر، و الدكتور محمود رزق سليم،والدكتور محمد مصطفى هدارة، والدكتور ناظم رشيد، والدكتور بكري شيخ أمين!!!، والدكتور عمر موسى باشا، والدكتور محمد زغلول سلام ... وآخرون 
وفي قادم التعاليق مزيد توضيح لهذه الاراء، من خلال جهد طالباتي بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، بإذن الله تعالى. د/صبري أبوحسين
 
 
 
 8  9  10  11 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
يا شيخ يحيى    كن أول من يقيّم
 
شيخي يحيى:
أشكرك على هذه الغيرة، وعلى هذه التتبع النقدي النحوي البنَّاء، لكن بلا تجريح، لماذا تنسحب، قدِّمْ أنت البديل الناجح.
إذا لم يعجبك مجهود طالبة أو اثنتين، فهناك مجهودات أخرى كثيرة ممتعة، فيها إبداع شعري وقصصي لذيذ، يدل على أن الأمة في خير. ثم أرجوك: 
أن تلاحظ أولاً أن هذا نشاط طالباتٍ في الفرقة الجامعية الثالثة! تعجلن في نشر جهدن، فوقعن في هذه الأخطاء، وأن كتابات كثيرين الآن من الباحثين والباحثات، ملأى بهذه الأخطاء، فانقد ولا تجلدْ يا أخي الحليم.
وأرجوك أن تلاحظ ثانيًا أنني أقوم بعملية إدخال النشاط فقط. دون مراجعة. فلا وقت لديَّ لمتابعة هذا الكم ومراجعته لغويًّا، إن مثل هذا الجهد يحتاج إلى كتيبة من المصححين اللغويين، وما أندرهم في زمننا!!!
ولاحظ ثالثًا أنني أدرسهن الأدب والنقد لا هذا النحو!!
يهمني في المقام الأول القدرة على تحليل النصوص، وأعاقبهن على تلك الأخطاء.
وإذا كانت هذه الأخطاء أزعجتك فإنها تكاد تكون نسبةً طبيعية إذا ما قورنت بأخطاء معاهد العلم في بقية الكليات والجامعات. في كل كلية نسبة من الضعاف.
أردت بهذا الجهد أن أقدم دليلاً على ما نعانيه نحن معلمي اللغة العربية، يا شيخي.
أرجو من الأستاذة ضياء أن تتشرف علينا بإدخال تعديلات د/يحيى، حبًّا له وتقديرًا لغيرته وحرصًا على حضوره البناء.
المحب صبري أبوحسين
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
تحليل مقدمة لسان العرب لابن منظور..    كن أول من يقيّم
 
تحليل مقدمة لسان العرب لابن منظور..
شكر خاص للدكتور الفاضل:
صبري فوزي أبو حسيــــــــــــــــــــــــن
 
 
 
 
عمل الطالبة:
إيمان أحمد يوسف العجمـــــــــــــــــــــــي
السنة والشعبة:
ثالثه/رابع
 
التعريف بالمؤلف:
هو الإمام العلامة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري، ولد سنة(630)ه، وتوفي سنة(711)ه، عاش عمرا طويلا بلغ 80سنه.
عرف باختصاره للكتب الأدبية الكبيرة ( المطولة) مثل الأغاني، الذخيرة، العقد لفريد وغيرها.
عمل طول حياته في ديوان الإنشاء وذلك لنبوغه وإبداعه.
 
الدافع من تأليف الموسعة:
1-شيوع اللحن وسيطرة العجمه على لغة الناس.
2-انصراف الناس عن الفصحى وفتنتهم باللغات الأخرى.
3-إكمال النقص في الكتب المعجمية السابقة.
4-تجميع اللغة في كتاب واحد لمواجهة التدمير الهمجي الذي لحق بمصادر اللغة على يد التتار.
 
تحليل العنوان:
لسان العرب فيها مجاز مرسل علاقته آلية فأطلق الآلة (اللسان) وأراد الأثر(اللغة) وهذا الطلاق فيه تأثر بالقرآن الكريم
 قال تعالى:"بلسان عربي مبين" وقوله تعالى:"ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم".
واضافت اللسان إلى العرب توحي ب:
1-الشمول وكأنه يقول (يا كل العرب لغتكم في هذا الكتاب فطالعوه).
2-الحزن من سيطرة العجم على مقاليد السياسة والثقافة في عصره.
3-بث روح القومية العربية في النفوس الميتة المفتونة بالأجنبية
وهذا عنوان وجيز ودال..
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
تحليل عنوان موسعة ابن منظور وأفكارها    كن أول من يقيّم
 
تحليل العنوان:
لسان العرب فيها مجاز مرسل علاقته آلية فأطلق الآلة (اللسان) وأراد الأثر(اللغة) وهذا الطلاق فيه تأثر بالقرآن الكريم
 قال تعالى:"بلسان عربي مبين" وقوله تعالى:"ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم".
واضافت اللسان إلى العرب توحي ب:
1-الشمول وكأنه يقول (يا كل العرب لغتكم في هذا الكتاب فطالعوه).
2-الحزن من سيطرة العجم على مقاليد السياسة والثقافة في عصره.
3-بث روح القومية العربية في النفوس الميتة المفتونة بالأجنبية
وهذا عنوان وجيز ودال..
 
الأفكار:
1-الحمد والصلاة على النبي
2-الفخر باللغة العربية
3-سبب تأليف الموسعة
4-ذكره المصادر السابقة ونقدها
*التهذيب للأزهري
*الصحاح للجوهري
*المحكم لابن سيده
*الحواشي لابن بريّ
*النهاية لابن الأثير
5-منهجه وقيمة كتابه
6-بيان جهده في الكتاب وفخره به
 
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
إعجام المقدمة وبيان جمالياتها البلاغية    كن أول من يقيّم
 
معاني المفردات:
توشيحه:تزيينه
الآثار:ما اثر عن القدماء من أمثال وحكم وأحاديث
ذروة:اعلى الشئ
العرب العرباء:الأقحاح الخلّص
أمتّ:اتصل
اللحن:الخطأ اللغوي والنحوي والصرفي
 البلاغة:
(العزيز/الوجيز)،(يجددها/نعددها)،(الشفاعة/الساعة) (الأطهار/الأبرار/الأخيار/النهار):سجع
(الليل/النهار):طباق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحبوا العرب لثلاث:لأني عربي،والقرآن عربي،وكلام أهل الجنة عربي"
لايعاب ابن منظور على استعماله لحديث موضوع
*يجوز الاستشهاد بالأحاديث الموضوعة في فضائل الأعمال كما قال علماء الحديث
*لأنه ذكر مصدر هذا الحديث وهو ابن عساكر
(أحسن/لم يحسن):طباق
(حسن الجمع مع إساءة الوضع/إجادة الوضع مع رداءة الجمع):مقابله
(غير انه في جو اللغة كالذرة):أسلوب تشبيه حيث شبه الصحاح بالذرة وحذف المشبه وهذا على سبيل الاستعارة التصريحيه
(وان كان في نحرها كالدرة):الغرض من التشبيه بيان سمو مكانة الصحاح في الللغه العربية
(وقصدت توشيحه بجليل الأخبار):شبه الأخبار والآثار والآيات القرآنية الموجودة في اللسان بالوشاح الذي تلبسه المرأة ووجه الشبه التزيين والتجميل في كلّ
(ليتحلى بترصيع دررها):شبه آيات القرآن ومعجزاته بالدرر فحذف المشبه به وهذا على سبيل الاستعارة التصريحيه
(حله):أن يأتي الأديب فينثر بيت شعري في نثره أي يحول الشعر إلى نثر
(عقده):أن يحول النثر إلى شعر وهنا شبه انتظام مواد اللغة بانتظام حبات العقد
(فجاء هذا الكتاب بحمد الله واضح المنهج):إعلان عن تحدثه بنعمة ربه
قال تعالى:"فأما بنعمة ربك فحدث"
 
(مغربه /مشرقه):طباق
(حللت/حللت):جناس تام
(حللت بوضعه ذروة الحفاظ/حللت بجمعه عقدة الألفاظ):بين الجملتين توازن وترصيع
(وطالب العلم منهوم):
*متأثر بالحديث النبوي الشريف" منهومان لا يشبعان:طالب علم وطالب مال"
*تذييل حكيم جرى مجرى المثل
"فإنما إثمه على الذين يبدلونه":اقتباس من القران من سورة البقرة (181)فائدته تزيين النص وتجميله
(الاهتداء بنجومها)استعاره تصريحيه حيث شبه مواد المصادر الخمسة اللغوية بالنجوم ووجه الشبه التفرق في كل
(اطلعت شمسه):استعاره تصريحيه حيث شبه المواد اللغوية الموجودة في اللسان بالشمس ووجه الشبه البيان والوضوح في كل
(وصنعته كما صنع نوح الفلك وقومه يسخرون منه):صوره تشبيهيه قرانيه مركبه
ابن منظور،كتاب لسان العرب،سخرية معاصريه من تأليفه للسان، ألفه في زمن كان أهله لا يفخرون بلغتهم
نوح، الفلك، سخرية قومه من صناعته للسفينة، صنع السفينة في الصحراء
(حسبنا الله ونعم الوكيل):تأكيد على إخلاصه أو ثورة لفظيه على الساخرين
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
من معالم شخصية ابن منظور ومنهجيته    كن أول من يقيّم
 
من معالم شخصية ابن منظور:
*الإخلاص
*التدين
*الثقافة اللغوية
*الثقافة الدينية
*الثقافة الأدبية
*المنهجية في التأليف
*تعصبه للفصحى
*مبدع أدبي وناثر صانع
*ناقد للكتب وقارئ ايجابي لها
 خصائص أسلوبه:
*توضيفه لمصطلحات العلوم
* استخدام المحسنات البديعية كالسجع فاستخدامه لها جاء عفويا مقبولا لم يؤدي إلى ضعف لغوي أو نحوي أو صرفي
والسجع يحدث لذة موسيقيه تطرب أذن المتلقي وتؤثر فيه
*اعتماده على أسلوب المقابلة والطباق
*الجزالة في الألفاظ
*الصور التشبيهية
*الصور الاستعارية
 دلائل منهجيته:
*أفكار المقدمة مرتبه منطقيا
*وضح مصادره السابقة ونقدها
*بين الدافع على تأليف موسعته والغاية منها
*حدد جهده في الموسعة (جمع مواد اللغة وترتيبها ترتيبا دقيقا)
*قدم الصعوبات التي واجهته:
- عسر البحث في المصادر السابقة
- الاضطراب والتحريف والتصحيف الذي وقعت فيه المصادر السابقة
- سخرية قومه الميتين قلبيا من عمله
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
تحليل مُوسعة صبح الأعشى في صناعة الإنشا:    كن أول من يقيّم
 
مُوسعة صبح الأعشى في صناعة الإنشا:
نعيش معًا هذه اللحظات سويًّا في محاربة سهام الحرب الشعواء، والتي يقودها مجموعة من المتعصبين ضد العصر المملوكي بكل ما فيه، فحكموا عليه الأحكام الخطيرة والمُجمَلة، وتتلخص معظم دعواهم حول أنه كان عصر انحطاط وركود في الأدب العربي، ولكن في الحقيقة ما هي إلا تُهَم زائفة باطلة لا يكاد للدارس الموضوعي الحصيف إلا أن تنكشف أمامه مثل هذه التهم بمجرد الشروع في دراسة ذلك الأدب أو حتى إلقاء نظرة جادة للحكم عليه.
ومن هذا المنطلق فإن أول ما يطالعنا في تلك الدراسة ذلك الكم الفريد من نوعه, من نتاج الأدباء والكتاب وآثارهم.
 ولعل أبرزها تلك الموسعات الشمولية للعلم والأدب التي وضحت لنا بعض محاسن هذين العصرين، بالإضافة إلى الكشف عن زيف تلك الدعاوي والرمي ببطلانها.
ومن أبرز تلك الموسعات موسوعة { صبح الأعشى في صناعة الإنشا} لشهاب الدين أحمد بن علي القلقشندى (ت 821 هـ) أشهر كتاب العصر المملوكي، والذي من أشهر مؤلفاته :
1.    نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب.
2.    قلائد الجمان في التعريف بقبائل الزمان.
* تفكيك العنوان وتحليله:
أولًا: العنوان مبني على السجع ( الأعشى – الإنشا ) وهذه عادة كثير من القدماء في وضع عناوين مؤلفاتهم، وهذا السجع مقبول، ويجعل عنوان الكتاب يستقر في الذاكرة ويمتع الأذن ويجذب المتلقي .
ثانيًا : الأعشى: معناه ضعيف النظر عامة .
ثالثًًا : صبح الأعشى: في هذا التعبير استعارة تصريحية حيث شبه فضل الموسعة على كتاب عصره بفضل الصبح على الأعشى، كأنه يصرخ قائلًا: يا من تعانون ضعفًا في فن الكتابة، هذا كتابي سيكون سراجًا منيرًا لكم في سبيل إتقانكم الإنشاء البديع.
رابعًا: صناعة الإنشا: تشير إلى أن القلقشندى ممن يذهبون إلى أن الأدب يمكن أن يُصنَع، وذلك بتعليم الإنسان وسائله وأدواته ,ودليل ذلك { ابن المقفع وسهل بن هارون، فهما  أعجميا الأصل، وبالرغم من ذلك أصبحا من كبار الأدباء في العصر العباسي}
-       وفي تعبير (صناعة الإنشا) صورة بلاغية رائعة ألا وهي الاستعارة المكنية، حيث شبه الإنشا بأمر مادي وهو في الأصل أمر معنوي، ثم حذف المشبه به، وجاء بشيء من لوازمه، وهو الصناعة حيث أن الصناعة مختصة بالأشياء المحسوسة .
* الدافع وراء تأليف الموسعة:
جاء الدافع وراء تأليف هذه الموسعة  في أمرين:
أولاً : الدافع العام : وقد يفهم من العنوان، وهو رغبته في مساعدة كتَّاب عصره على الإتقان والتجويد .
ثانيًا : الدافع الخاص: ذكره في مقدمة موسعته قائلًا: " إنه لما لحق بديوان الإنشاء أنشأ مقامة" تحدث فيها عن حرفة الكتابة وأصول صناعتها وقوانينها ثم سئل أن يشرحها فكان شرحها كتاب صبح الأعشى.
* المنهج ( منهجه في تأليف الموسعة):
جاءت الموسعة في مقدمة وعشر مقالات وخاتمة، تحدثت المقدمة عن: فضل الكتابة , مدلولها, صفات الكاتب , ديوان الإنشاء , قوانينه.. وتناولت المقالات العشرة : ما يحتاج إليه الكاتب من أدوات علمية وعمَلية ومعارف متنوعة معددًا أطوار الكتابة ومحللاً فنونها المختلفة..
* القيمة: ( قيمة الموسعة)
1. سجل أدبي جامع لأنواع الثقافة الأدبية كتاب أدب ولغة وأمثال وحكم.
2. أسلوب القلقشندى في هذه الموسعة سهل وعبارته واضحة لم يثقلها التكلف وفيها عناية بزخارف البديع عناية مقبولة لا ضعف فيها ولا تدن.
3. ضمت هذه الموسعة معلومات منثورة في عدة كتب قيمة بلغت مئة كتاب .
4. في هذا الكتاب بيان لحال اللغة العربية في عصورها المختلفة وانتشارها في البلاد الإسلامية الكثيرة..
 
وفي ختام مقالتي هذه:أسأل الله اللطيف المنان، الرءوف الرحمن، العظيم السلطان، أن تحظى بالقبول والله ولي التوفيق....
..وصلى الله على نبينا محمد ..
            
              إعداد الطالبة: لطيفة حسين آل علي.
كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي              
السنة والشعبة:الثالثة –(4).
             
*صبري أبوحسين
8 - أبريل - 2008
الحياة الفكرية في العصر العثماني    كن أول من يقيّم
 
                      الحياة الفكرية في العصر العثماني
 
عاش العرب في ظلال الخلافة العثمانية منذ (922)هـ، أثر زوال حكم سلاطين المماليك، وظلوا تحت حكمهم حتى خلافة السلطان سليم الثالث، السلطان الثامن والعشرين من السلاطين العثمانيين، التي شهدت استيلاء الفرنسيين على بلاد الشام ومصر (1213)هـ.
وقد وقف المؤرخون في الحكم على فكر هذا العصر وأدبه، موقفين: موقف غير موضوعي، يحكم على العصر بالجمود التام في كل مجالات الحياة! والسبب في حكمهم هذا ما زعموه من أعجمية الحكام العثمانيين، وفرضهم سياسة التتريك على البلاد العربية.
وموقف موضوعي، يرفض تعميم الحكم بالجمود على العصر كله، الذي استمر ثلاثة قرون تقريبًا، فهذا الاتهام عند بحثه بحثًا موضوعيًّا في المصادر الفكرية والأدبية في هذا العصر نجده غير مقبول على إطلاقه ويحتاج إلى الكثير من التفصيل.
 
فالبلاد العربية في هذا العصر شهدت منذ مطلعه حتى النصف الأول من القرن(12) هـ ثباتًا ومحافظة على الحالة الفكرية التي وجدت في العصر المملوكي، حيث الاتجاه نحو تأليف الموسعات القيمة والإكثار من الشروح والحواشي، والتزام العربية الفصيحة النقية من كل ما هو أعجمي، أو عامي تقريبًا، والاتجاه نحو الموضوعات الذاتية والاجتماعية والإنسانية والاهتمام بالطبيعة في الإبداع الأدبي....
 
إن العثمـانيين لا يختلفون في تاريخنا العربي عن العناصر الحاكمة السابقة. وقد شهدت البلاد العربية في عهودهم تطورًا واستقرارًا في الفكر العربي والحضارة الإسلامية.
وها هي ذي دلائل على تلك الحقيقة عن حال الفكر والأدب في خلال حكم العثمانيين:
 
1. أن الدولة العـربية استطاعت أن تجد شيئًا من الهدوء والاستقرار في عهد سلاطين القرن الحادي عشر الهجري؛ مما مكن العلماء والأدباء من الرحلة بين أقطارها، والتلقي عن شيوخها والإفادة منهم؛ مما أتاح للعلم والعلماء ازدهارًا عظيمًا ونهضة شاملة. لعل أكبر دليل عليها تصفح تراث أعلام هذا القرن، لاسيما الشهاب الخفاجي، والمحبي، وابن معصوم المكي. وفي هذه الكتب يظهر النتاج الفكري والأدبي المتميز، الذي لا يقل روعةً عن نتاج السابقين واللاحقين.
 
2. أن كثيرًا من الخلفاء العثمانيين كانوا يجيدون العربية وتعلموا ودرسوا بها، واتخذوها وسيلة لتعلم الدراسات الإسلامية، وكانوا يستخدمون اللغة العربية في رسائلهم، من ذلك رسالة السلطان العثماني سليمان القانوني(926-974هـ) إلى فرنسيس الأول : " أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، متوج الملوك، ظل الله في الأرضين...".
كان بعض السلاطين يعرفون اللغة العربية، وكانت هي اللغة السائدة للدولة، بل كان بعضهم مائلا إلى الأدب والمحاضرات، وله شعر بالتركية، وشعر بالعربية، منهم السلطان أحمد بن محمد(ت 1026هـ)، وعبد الحميد خان بن السلطان أحمد خان الذي نظم قصيدة نبوية صوفية النزعة، نقشت على الحجرة النبوية الشريفة (1191هـ)، منها قوله:
يا سَيِّدي يا رســولَ الله خُذْ بيدي  &&&  ما لي سواك ولا ألـوي على أحدِ
يا من تفجَّــرت الأنهـارُ نابعــةً  &&&  من إصبعيـه فروَّى الجيشَ  بالمددِ
كُنْ لي شفيعاً إلى الرحمنِ من زللـي  &&&  وامنُنَ علـيَّ بما لا كان في خـلَدي
 
3. وجـود طبقة من العلماء الأعاجم الذين أتقنوا العربية وألفوا بها، منهم القاضي طاشكبري زاده. صاحب موسعة ((الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية))، وصديق خان القنوجي صاحبموسعة((أبجد العلوم))، والحاج خليفة صاحب ((كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون))، وإسماعيل باشا البغدادي صاحب موسعة(( هداية العارفين عن أسامي الكتب والمؤلفين))، وموسعة((إيضاح المكنون عن أسامي الكتب والفنون)). والأمير المنجكي الشركي صاحب الشعر العربي الرائق....
 
4. وجود نصوص فيها اعتـزاز بالعروبة والعربية، يقول البوريني(963-1024هـ):
تعلمتُ لفـظ الأعجـميِّ وإنــني &&&  مـن العـرَب العُـرَباءِ لا أتكتَّـمُ
وإن كنت بين المُعجِميـن فمعـربُ &&&  وإن كنـتُ بين المُعرِبين فمعجـم
فهو يعلن صراحة أنه عربي محض، ولا يستر ذلك. ولم يقتصر الاعتزاز بالعروبة على ذلك العالم الشاعر العربي، بل آمن بقدسيتها غير العرب مثل عبد الرحمن التركماني، جامع ديوان الشاعر الخال الطالوي (ت1117 هـ)، والذي يقول في مقدمته: (( ....وفضل العرب على العجم، إذ أنزل القرآن الكريم بلغتهم العظيمة، فيا لها من منقبة من الغفور الودود، وجعل أهل الفضل والأدب أمناء على لسان العرب)).
5. أثـرت اللغة العـربية في اللغة العثمانية، إذ أخذت منها كلمات كثيرة، كما حذا الشعراء العثمانيون حذو الشعراء العرب، وقلدوهم في منظوماتهم الشعرية في مختلف أنواعها. كما كتبت اللغة العثمانية بالحروف العربية، وجعلت قواعدها وعروضها طبقًا للقواعد العربية والعروض العربي، مع تغيير فرعي يسير، حتى صارت هذه اللغة مزيجًا من العربية والفارسية والتركية.
 
6. كما بـرز خطاطون مشهورون من الأتراك العثمانيين أمثال سامي أفندي، وكتبوا المصاحف بخط رائع، كما زخرفوا العمائر التركية بكتابات عربية رائعة معظمها من آيات القرآن الكريم.
7. هذا إضـافة إلى أن نصف عدد المخطوطات المحفوظة في المكتبات التركية، ومجموعها مائتان وخمسون ألف مخطوطة هي باللغة العربية
لقد أزاحـت اللغة العربية أمامها في أول انتشارها اللغات المحلية، التي كان يتحدث بها شعب مقدونيا وقوصوي، بحيث لم تمض فترة وجيزة على الفتوح، حتى صارت اللغة العربية اللغة العامة في البلاد التي تم فتحها. وذلك بسبب قدسية العربية وسيطرة النزعة الدينية على المسلمين حينئذ. فنرى عددًا كبيرًا من الألفاظ ذات أصول عربية النِّجار، في لغات هذه البلاد التركية والأوروبية.....
 
وهكذا يتضح تهاوي الزعم القائل بأن الحكام العثمانيين كانوا أعاجم لا يعرفون العربية، ولا يقدرونها، ولا يقدرون أهلها، لقد كانت حيةً موجودة في دنيا التأليف والإبداع والمشافهة، وأكبر دليل على ذلك كثرة الأدباء وتنوع اتجاهاتهم، وكثرة التآليف والمؤلفين في هذا العصر باللغة العربية، خصوصًا في مجال الموسعات والشروح والحواشي.
د/صبري أبوحسين
 
*صبري أبوحسين
19 - مايو - 2008
دلائل حياة الأدب العربي في العصر العثماني    كن أول من يقيّم
 
دلائل حياة الأدب العربي في العصر العثماني
   في الفترة من بداية الخلافة العثمانية حتى النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري تقربياً
 
حقا ً: لم يمت الأدب العربي في هذا العصر موتًا تامًّا، كما خُيِّل لكثير من النقاد الذين قوموا هذا العصر تقويمًا عشوائيًّا، ونقدوه بمعايير نقدية حديثة أو مستحدثة، وهذا ـ بالطبع ـ لا يلائم طبيعة الأدب في أي عصر، وفي أي مكان،  فلكل عصر معايير نقده.
فالذين حكموا على أدب هذا العصر بالانحطاط والجمود والانحدار...، وما إلى ذلك من إطلاقات عامة، اعتمدوا في حكمهم على رؤية سريعة جزئية لأحوال العرب المظهر السياسي في بلاد الأناضول، وخُيِّل إليهم أن السلطان العثماني كان مرآة الأدب، والحقيقة غير ذلك لمن يكلف نفسه عناء البحث في مصادر هذا الأدب المطبوعة والمخطوطة، من مجاميع أدبية، ودواوين شعرية، ومصادر تاريخ وتراجم، تشمل المدة الزمانية والمساحة المكانية لهذه الفترة التاريخية من مسيرة حضارتنا العربية.
   لم يكن الخلفاء العثمانيون السبب في الموت والضعف الذي لحق الأدب العربي في أخريات العصر العثماني؛ ذلك لأنهم لم يتعصبوا ضد العرب والعروبة ،ولم يفرضوا التتريك كما زعم البعض.
ولعل تصفح بعض هذه المصادر يعطينا الدلائل الآتية على حياة الأدب العربي حينئذ غالباً. وهي:
 
كانت الحركة الأدبية هادئة، بعيدة ـ غالباً ـ عن بلاط السلاطين العثمانيين، مما أدى إلى تضاؤل ساحة النثر الديواني الرسمي المُسجع، و بسبب انتهاء دور ديوان الإنشاء ابتعد الكتاب عن النثر الديواني القائم على السجع والمحسنات واتجهوا نحو النثر الذاتي. وقد تطور النثر الفني الخالص بفنونه المتعددة من رسائل إخوانية، ومقامات، ورحلات، وفصول حِكْمية، والاتجاه نحو الأدب من تراجم شخصية، وأوصاف ذاتية، وتراجم غيرية ورحلات وتآليف وتاريخ، وزيادة الاهتمام بدوائر المعارف الكبرى ، في كثير من العلوم والفنون تقريبًا، لدرجة أن  بعض الدارسين بالغ قائلًا: كانت دولة الكتابة العربية هي الحاكمة الآمرة في كل صغيرة وكبيرة في حياة العربية حينئذ.
 
1-          سجلت مصادر التاريخ وكتب التراجم الأدبية في هذا العصر وجود مجالس أدبية كثيرة، تغص برواية الشعر وإنشاده ودراسته، والتباري فيه إبداعًا  ونقدًا .
2-          وكذلك سجلت كثرة بيئات الأدب وتنوعها، فلم تقتصر العناية بالأدب العربي في هذا العصر على الشام ومصر فقط، فقد حدثنا المؤرخون عن محاسن أدباء أهل الحجاز، والعراق والبحرين، واليمن، وعن مجالس نبغاء المغرب والهند وغيرهم. دون تفريق بين بلد وآخر.
 
3-          كما سجلت هذه المصادر ظهور الأسر الأدبية التي توارثت الأدب كابرًا عن كابر، خصوصًا في كتاب نفحة الريحانة للمحبي، ففيه حديث مفصل عن مشاهير العلم والأدب من الأسر ببلاد الشام مثل أسرة بيت حمزة، وبيت العماد، وبيت النابلسي، وبيت القاري، وبين المحبي.... الـــخ
فاستمر ينبوع الأدب في أصول هذه البيوت وفروعها من الجد إلى الأب إلى الحفيد، وكأننا أمام زهير بن أبي سلمى، ذلكم الشاعر الجاهلي الذي تأصل الشعر في أولاده وأحفاده، وغيره ممن ذكرهم ابن رشيق في عمدته.
 
5-  ظهور النزعة العربية وهيمنتها على النفوس عصرئذ، مما ساعد على دوام مسيرة الأدب العربي، إذ نجد الشمول في التأليف الأدبي عن حالة الأدب في كل البقاع العربية تقريبًا موجودًا في كتاب ريحانة الألبا للخفاجى(ت1069هـ)، ونفحة الريحانة للمحبي(1111هـ)، وهو شمول لا يكاد يوجد في الكتب التي تؤرخ للأدب العربي الحديث بشمولية.
وهذه النزعة الشمولية العربية، موجودة من قبل عند الثعالبي في يتيمة الدهر، والباخرزي في دمية القصر، والعماد الأصفهاني في خريدة القصر.
 
v  ظهور مجاميع أدبية مميزة في منهجها التأليفي، منها:
1- التراجم الأدبية: مثل ريحانة الخفاجى، ونفحة المحبي، وسلافة العصر لابن المعصوم.
2- الكتب النقدية: مثل الصبح المُنبي عن حيثية المتنبي، وأوج التحري عن حيثية أبي العلاء المعري، وهبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام ليوسف البديعي.
3- التراجم التاريخية: تراجم بعض أعيان دمشق لابن شاشو (ت 1118هـ)، ولطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر لنجم الدين الغزي ( ت 1061هـ)، وخلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي( ت1111 هـ)، وسلك الدررفي أعيان القرن الثاني عشر للمرادي ( ت1206هـ)....الـخ.
4- الدواوين الشعرية:
منها المخطوط مثل ديوان المحبي، وديوان الخال الطالوي (ت 1117هـ)، ومنها المطبوع مثل ديوان الكيواني (ت 1173هـ)، وديوان ابن معتوق الموسوي (ت 1087هـ)، وديوان الأمير منجك ( ت 1076)، وديوان ابن النحاس (ت 1052)، وديوان ابن النقيب (ت 1081هـ).......الـخ.
 
ويحمد في هذا المقام جهد الدكتور عمر موسى باشا في كتابه الفريد:  تاريخ الأدب العربي في العصر العثماني، إذ يكاد يكون المرجع الحديث الوحيد الذي اتسم بشمول الرؤية في تحليل أدب هذا العصر، ذلك العصر الذي مازال محتاجًا إلى تكاتف جهود أبناء العروبة الباحثين لتقييم مطبوعاته ونشر مخطوطاته، حتى تكون أحكام الباحثين عليه سديدة.
*صبري أبوحسين
19 - مايو - 2008
أعلام الأدب في العصر العثماني    كن أول من يقيّم
 
أعلام الأدب في العصر:
v  كثرة عدد الأدباء في هذا العصر كثرة يتعسر على البحث الفردي تتبع نتاجهم تتبعًا تحليليًّا عميقًا، وقد تنوعوا من حيث مذاهبهم في الإبداع، ففي الشعر نجد ابن النحاس الحلبي ( ت1052 هـ)،مؤمنًا بالطبع والأصالة الذاتية عند الشاعر، وحرصه على الشعر الجزل وتحاشي الإغراب والتنافر و التكلف، يقول:
 إنَّ خيرَ الكــلامِ ما كان جـزلاً     وأفـاد النفـوسَ ما يَعنيـها
   ولَقـدْرُ الفتى مع النـاس موقو        فٌ على قـدر قولةٍ يبديـها
   إنمـا المرء لفظـة من فم الدهـ      ــر إلى كلِ مِسْمَعٍ يلقيـها
وكذلك شأن الأمير منجك (ت 1032هـ)، الذي تميز مذهبه بمعانيه المبتكرة، والمفرغة في قالب الإجادة، حتى قال عنه المحبي ((..... فمن لفظ إذا سمعتَه قلتَ: كأن العرب استخلفتْه على لسانها، ومعنىً إذا تخيلتَه قلت: هذا للبراعة إنسانُ عينِها وعينُ إنسانها ))
وهذا ابن النقيب الحسني (ت 1081هـ) الذي كان صورة أصيلة عن الشاعر العربي في العصر العثماني، وفق القالب الرقيق المنسجم، وتميز في الحوار الشعري والمطارحات المسرحية والخيالية، والصورة البديعية.
وهذا ابن معتوق (ت 1087هـ) المعروف برومانسيته وبالتزام البعد عن الصور البيانية المعقدة، وعن تكلف الزخارف البديعية المختلفة.
وهذا الخال الطالوي ( ت 1117هـ) شاعر الطبع، والأسلوب الحواري والقصصي.
 وهذا عبد الغني النابلسي ( ت 1143هـ) الشاعر الزاهد المتصوف، الذي كان بشعره يغني، وكان صورة مشرقة للتصوف سلوكًا وإبداعًا.
وهذا الكيواني ( ت 1173هـ) الذي اتسم باتجاهه الذاتي وتوفيقه في التعبير عن مشاعر الاغتراب ومنحاه الإنساني...الـــــخ
 
 النُّثَّار:
1- بدر الدين الغزي (ت 984هـ) الذي يمثل نموذج  الكاتب العربي المسلح بكل أدوات الكتابة أحسن تمثيل علمًا وأدبًا ومنهجًا وسلوكًا.
2- المحبي ( ت 1111هـ) فهو الأديب والمؤرخ واللغوي الأدبي المتأنق، البارع في الكتابة بنوعيها، فله الأسلوب المسجع في كتابه نفحة الريحانة، والأسلوب المرسل العلمي في باقي تآليفه.....
وهذا يوسف البديعي ( ت 1073هـ) والذي يعد نموذجًا للناثر الناقد؛ فقد أحدث في هذا العصر حركة أدبية كبرى، لحرصه على بعث ذكرى الشعراء العباسيين الأعلام، وقد التزم الأسلوب الحر المطلق في مذهبه الفني وأشاعه عن طريق كتبه التي ألفها.
 
وهذا التهانوي ذو الأصل الهندي (ت بعد 1158هـ) صاحب موسعة ((كشاف اصطلاحات الفنون))، ذات القيمة العالية في الدراسة الحديثة للمصطلحات.
وهذا عبد القادر البغدادي ( ت 1093هـ) الذي برع في العلم والأدب صاحب موسعة ((خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب))، جمع فيها علوم الأدب واللغة ومنغلقاتها بأسرها إلا القليل، وهو صاحب الأسلوب المطبوع المثقف، والمزدحم بالذخائر العلمية.......الــــــخ.
*صبري أبوحسين
19 - مايو - 2008
النُّثَّار:    كن أول من يقيّم
 
 النُّثَّار:
1- بدر الدين الغزي (ت 984هـ) الذي يمثل نموذج  الكاتب العربي المسلح بكل أدوات الكتابة أحسن تمثيل علمًا وأدبًا ومنهجًا وسلوكًا.
2- المحبي ( ت 1111هـ) فهو الأديب والمؤرخ واللغوي الأدبي المتأنق، البارع في الكتابة بنوعيها، فله الأسلوب المسجع في كتابه نفحة الريحانة، والأسلوب المرسل العلمي في باقي تآليفه.....
وهذا يوسف البديعي ( ت 1073هـ) والذي يعد نموذجًا للناثر الناقد؛ فقد أحدث في هذا العصر حركة أدبية كبرى، لحرصه على بعث ذكرى الشعراء العباسيين الأعلام، وقد التزم الأسلوب الحر المطلق في مذهبه الفني وأشاعه عن طريق كتبه التي ألفها.
 
وهذا التهانوي ذو الأصل الهندي (ت بعد 1158هـ) صاحب موسعة ((كشاف اصطلاحات الفنون))، ذات القيمة العالية في الدراسة الحديثة للمصطلحات.
وهذا عبد القادر البغدادي ( ت 1093هـ) الذي برع في العلم والأدب صاحب موسعة ((خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب))، جمع فيها علوم الأدب واللغة ومنغلقاتها بأسرها إلا القليل، وهو صاحب الأسلوب المطبوع المثقف، والمزدحم بالذخائر العلمية.......الــــــخ.
 
v  كان الانحسار السياسي عن الأدب في هذا العصر، سببًا في تطور فنون شعرية موروثة عن العصور السابقة ذات اتجاهات ذاتية واجتماعية وإنسانية، إضافة إلى المدائح النبوية والبديعيات والقصائد الصوفية، حتى بلغ التطور إلى وجود دواوين صوفية متخصصة، إضافة إلى هيامهم بالطبيعة، وإجادتهم وصفها.
 
ويكفي في الدلالة على ذلك قول ابن معتوق الموسوي:
            عَتْبي على هذا الزمـانُ مُطَـوَّل          يفضي إلى الإطناب شرحُ بيـانهِ
هيهـاتَ أن ألقاه وهْو مُسالـمى         إن الأديـب الحُـرَّ حـرب زمــانـهِ
فتلك صرخة ثائرة، تقرر وظيفة الأديب بهذه العبارة البليغة (( حرب زمانه)).
 
وقول ابن النحاس:
     إن رُمتَ تنظرُ فعلَ البينِ في جسدٍ             فـانظـر إليَّ  فإني ذلكَ الجســدُ
أنا الغريب الذي إن ماتَ في بلـدٍ               لم يرثـه غير جاري دمـعِـهِ أحدُ
   إذا بكى كتبتْ في الأرضِ أدمعُـه:            العشقُ لا ينقضي أو ينقضى الأبدُ
     يَنَُدَى الثرى من عظامي كلَّما بَلَيتْ          و لا يــزال علـيـه  يَنْـبُتُ  الكمـَـدُ
     عِلاقة ليَ بالشهـباء ما ذُكِرَتْ              إلا استفاضـت دمًا من مقلتي الكبـدُ
وقوله:   
آه ! ومن للغــريب في بلـــد   إن سغــب مســه وإن لغـبُ
أضحـك في أسـرتي وتشرفنـي     إذا خلـوا، عبرتي  وأنتحــبُ
فهذه صورة اجتماعية كافية معبرة ـ بحق ـ عن هذا النموذج البشري.
وهذا ابن النقيب يقدم رؤية نقدية للأنموذج المثالي للشعر عنده قائلاً:
الشعرُ ضربٌ من التصويرِ قد كَشَفت    منه القرائحُ عن شتى من الصورِ
فاعمَد إلى قالب لفظٍ  تدمِّــثـه وافـرِغْ بـه أيَّ مـعنىً شئتَ مبتكـرِ
فتلك رؤية عميقة، يكاد يكون وقف على أبرز عناصر النسيج الشعري في النقد الأدبي الثابت والوسطي، من صورة، وقالب، ومعنى مبتكر..
 
وهذا ابن النحاس يصور لنا صورة قبيحة من مجتمعه قائلاً:
من يدخـل الأفـيونَ بيـت لَهـاتِه       فليُلـق بين يديه نقدَ حـياته
لو يا بثيـن رأيت صـبَّكِ قبل مـا الـ    أفيـونُ أنحلـه وحلَّ بذاتـه            في مثل عمر البدر يرتع في رياض       الزَّهـر مثل الظبي في لفتاتـه
لرأيت شخـصَ الحسنِ في مرآتـه     ورفعتِ بدرَ التِّـمَّ عن عتباتـه
إنها صورة مأساوية قاتمة، إذ يتحول المتعاطي لهذه الخبائث من مرحلة الفتوة إلى مرحلة الشيخوخة، ومن الجمال والحركة إلى القبح والموات!!!
حتى لا تنخدع النفوس الضعيفة بها، فتهرب من منغصات الحياة إليها، فتخرج من ألم إلى آلام، ومن مر إلى أمرار.
*صبري أبوحسين
19 - مايو - 2008
 8  9  10  11