البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيدة (دبي حلم عربي)    كن أول من يقيّم
 صبري أبوحسين 
3 - يناير - 2008
هذي دبي تاجها يتبختر
             بلد طليق ساحر يتحضَّر
بلدٌ جميلٌ زاخرٌ متألِّق
             حلمٌ لذيذٌ كاملٌ يتطورُ
الصبح فيها ناشرٌ أنواره
           والليل فيها راقصٌ يتعطِرُ
والروض بين مفضَّض ومذهَّب
         والزهر فيه مدرهمٌ ومدنَِّرُ

والأرض قد لبست رداءَ تفننٍ
     طرُق بها شكل مُريح أخضرُ

بين الخمائلِ والجداولِ طيرُها
         يشدو على أفنانِها يتقطرُ
نخَلاتها، في الشهدِ بعضُ مذاقِها
      ومذاقُ أهليها الرحيقُ السكَّرُ
دور مُفندَقةٌ تمايَل حسنها
     فإذا الجمالُ مهفهفٌ ومعسكِر
فقصورُها الشمَّاء سلوةُ عاشق
        مع خورِها يأتي النسيم النَّيِّرُ
فيها الحضارةُ والرمالُ تعانقا
     عشقًا تراءى، في السما يتنوََّرُ

طُوبَى لها، فيِها جِنانٌ حَيَّةٌ
           عُمَّارها جيلٌ فَتِيٌّ أزهرُ

أنَّى ذهبنا جنةٌ فيها الضِّيا
   طيبُ الحداثة فاح، بل هو أعطرُ
هي مَنْجعُ السُّوَّاح من كلِّ الدُّنى
       وعطاؤها أبدًا يفيضُ ويَذْخر
هي مَنْهلٌ عذبُ الأطايب، طيفُها
             أنَّى مَضَيْنا آسرٌ ومؤثِّرُ

غنَّى الزمان لحُسنِها وبهائها
  هي حلمُنا الزاهي الأصيلُ المسحر
أهلاً بها وبأهلها، ما غرَّدت
      فيها البلابلُ أو أضاءت أقمُرُ
إنْ كان للعُرْب الفخارُ بآنِهِمْ
       فلْيفخروا بدُبَيِّهم، هي أجدرُ

قالت لنا:أهلا حللتم بيتَكم
            فبكم جمالي فاتن يتحدَّرُ
عجبًا دبيُّ لأنتِ أنتِ منارةٌ
        وإمارةٌ بين المدائن تُسحرُ

عاشت دبيُّ ولم تزل محمودةً
      في الكون بين نجومه تُتَخيَّرُ
سُقِيَت بخير الرزق ساميةَ الذرى
      حُفِظتْ دبيُّ وشعبُها المُتَحررُ
هذي تحيةُ عاشقٍ يشدو بها
          فدبيُّ نبعٌ للمفاخرِ، مِنبَرُ
أنا في جناب أميرتي متغزِّلٌ
          أشدو بكلِّ عجيبةٍ أتبحَّرُ
أحيا وفيًّا شاعرًا ومُوَلَّهًا
     فدبيُّ أندلسُ المنى، بل أنضَرُ
د/صبري أبوحسين
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
درس دبي    كن أول من يقيّم
 
كتبت هذه الخاطرة على لسان كل عربي غير إماراتي:
درس دبي
إلى السادة القائمين على أمور النظافة والسياحة والتسويق في بلادنا الغالية، المظلومة من أبنائها، بلا أي داع مقنع، أستحلفكم بالله أن تجيبوا عن السؤال الآتي بلا عنترية زائفة، وبلا فخر ثرثار:
 هل تستطيعون مقارنة أنفسكم كمسؤولين بالمسؤولين في إمارة دبي من حيث الدقة والنظام والحزم والتطور المتواصل؟!!!
أعرف أن ملايين من العرب يعرفون الإجابة مسبقًا، ويعرفون أن بلدًا عربيًّا عمره حضاريًّا لا يتجاوز الثلاثين سنة أصبحنا – نحن أبناء الحضارات العريقة العتيقة-لا نستطيع الإ أن نجلَّه ونقدره لأنه قدم صورة مشرفة للعرب على المستوى العالمي، وحجز مكانًا مرموقًا ثابتًا بين المدن المتقدمة الجاذبة للبشر مهما تنوعت أجناسهم ولغاتهم وأديانهم في بُوتَقة حضارية لا تعرف الجهل أو الكسل أو التعصب الزائف أو المحسوبيات أو الرشاوى أو غير ذلك من أمراض مجتمعنا المتوطنة. ولا يمكن لمسؤول أن يحتج بتلك الحجج البالية من المشكلة السكانية أو من ضعف الموارد الاقتصادية، فدبي مزدحمة بالسكان، ومواردها الذاتية تكاد تكون محدودة  في السياحة والتسوق والاستفادة المادية القصوى من البنية التحتية المتينة، التي لم يتخللها أية سبهللة أو استعباط أو تلاعب كالذي نراه عندنا ليل نهار صباح مساء!!!!
بلد تحول من صحراء قاحلة غير صالحة للحياة البشرية- كما قرر ذلك عدد من الباحثين- إلى جنة فيها الخضرة في كل مكان حولك، وفيها الورود من كل نوع ولون، وفيها عملية بناء وتطوير متواصل ومنظم، وفيها أمن وأمان واستقرار واحترام وتقدير للوافد، الذي يحس بين أحضانها بإنسانيته!!!      والسبب في هذا النجاح الدُّبَاوي هو المسؤولون الحازمون المتطورون.
فأين المسؤولون لدينا من هؤلاء؟ ومتى يفيقون؟ حتى يرجعوا بلادنا إلى مجدها التليد، وتحضرها العريق؟!!
دعونا من شماعاتكم المبتذلة المكرورة التي مللنا منها. اخدموا هذه الأوطان بما تستحتقه، وقبل أن تأخذوا حقوقكم أعطوها حقها!!! وتعلموا من أهلنا في دبي.
د/صبري أبوحسين
 
*صبري أبوحسين
13 - يناير - 2008
قصيدة:رحيل الباني    كن أول من يقيّم
 
رحيل الباني
(في رثاء الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رحمه الله تعالى)
 ماذا نرى؟ قد زالت الأنوار   الحزن ساد، اسوّدت الأشعار
   الحزن عمّ جميعنا في لحظة     الكون يبكي ، ما به سُمّار
الأرض والهة كثكلى، ما بها؟  هذي السما ناحت بها الأقمار
غطى لباس الدمع كل مغرد    وذوت على أغصانها الأزهار
وغدا الربيع بلا ربيع عندنا     قـلب العروبة بالأسى موّار
تبكي إمارات الحضارة روحها   تبـكي لشيـخ أهـلُه عمّار
ودبينا مكروبة قد أظلمت    إذ غاب عنهـا القائـد المغـوار
خطب جليل هزها في عيدنا    الشعـب حـار وجفـت الآبار
العيد صار مآتمًا بقتامة      العـيد ضـاع ، ومـاله آثـار
هذي الشوارع ما بها سيَّاحها  تبـكي فـراغًا مـا بهـا ديَّار
الكل بالأحزان بات مسربلاً     لمـا أذاعـت نعـيَه الأخـبار
الناس مأتمهم عليه واحد    فـي كـل دار رنَّـة، إعـصار
الخيل ما صهلت لروعة حزنها  إذ غاب عنها الفارس الكرار
والنخل أين بهاؤه؟ أغصانه   أضحـت يبـابا مـا بها أثمار
أين الورود مع الزهور تناسقت فتبـخترت حيث الصفا سيَّار
تبكي العنادل والجنادل والربا    تبكي النجوم وكذلك الأشجار
تبكي حروف الأبجدية كلها     والسـحب والغيمات والأنهار
والناس أرسل زفرة من قلبه    ردت بشـجو أنيـنها الأوتار
شاع الرثاء وسيطرت ألفاظه    النـاس تبـكي، دمعها مدرار
حزنا على " مكتوم" شيخ دبينا  رجـل القلوب، فماله أسـوار
كنا نرى في شخصه درعا لنا    فـي كـل ما تأتي به الأقدار
عاش الحياة معمرا لا ينثني    مـن لا يـعمـر مـدع خوار
في محفل الكرماء نجم ساطع   فـي كـل خير، عمره أسفار
ساس البلاد سياسة ايم تجارب  فـيه الهـدى، شهدت له الأمصار
عاشت دبي بحكمه محمودة    فخـرت بهـا عقلاؤنا الأحرار
حكم أظل الجمع في عزة       كثـرت دراهـمه وذا الدولار
بالمنجزات الدهر عاش مفعلا   أبـراج مجـد زانـها إعمار
سيسجل التاريخ أن أميرنا      نشر الحضارة، جنـده الأخيار
ننعى إلى الأقطار قطب حضارة  بالدين عاش ومـاله أوطـار
نبكيه بحرا خفر مافيه الصفا    خيـراتـه في أهـلنا أمطار
كم من يد بيضاء أسداها بنا    آلاؤه عـظمـت هو المكثار
ذا مصحف يبكي بيسر دائما    هـذا سبـاق للقـرآن يدار
شكر الجميع صنائعا يرضى بها  رب رحـيم عـادل غـفار
أدعوك ربي دائما بحرارة      اغـفر لمـكـتوم ذنبه ينهار
والله ما ثقلت بميزان الورى   فـي ظل عفـوك ربنا أوزار
                              شعر : د. صبري أبو حسين
      أستاذ الأدب بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
*صبري أبوحسين
19 - مارس - 2008