قصيدة:رحيل الباني كن أول من يقيّم
رحيل الباني (في رثاء الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رحمه الله تعالى) ماذا نرى؟ قد زالت الأنوار الحزن ساد، اسوّدت الأشعار الحزن عمّ جميعنا في لحظة الكون يبكي ، ما به سُمّار الأرض والهة كثكلى، ما بها؟ هذي السما ناحت بها الأقمار غطى لباس الدمع كل مغرد وذوت على أغصانها الأزهار وغدا الربيع بلا ربيع عندنا قـلب العروبة بالأسى موّار تبكي إمارات الحضارة روحها تبـكي لشيـخ أهـلُه عمّار ودبينا مكروبة قد أظلمت إذ غاب عنهـا القائـد المغـوار خطب جليل هزها في عيدنا الشعـب حـار وجفـت الآبار العيد صار مآتمًا بقتامة العـيد ضـاع ، ومـاله آثـار هذي الشوارع ما بها سيَّاحها تبـكي فـراغًا مـا بهـا ديَّار الكل بالأحزان بات مسربلاً لمـا أذاعـت نعـيَه الأخـبار الناس مأتمهم عليه واحد فـي كـل دار رنَّـة، إعـصار الخيل ما صهلت لروعة حزنها إذ غاب عنها الفارس الكرار والنخل أين بهاؤه؟ أغصانه أضحـت يبـابا مـا بها أثمار أين الورود مع الزهور تناسقت فتبـخترت حيث الصفا سيَّار تبكي العنادل والجنادل والربا تبكي النجوم وكذلك الأشجار تبكي حروف الأبجدية كلها والسـحب والغيمات والأنهار والناس أرسل زفرة من قلبه ردت بشـجو أنيـنها الأوتار شاع الرثاء وسيطرت ألفاظه النـاس تبـكي، دمعها مدرار حزنا على " مكتوم" شيخ دبينا رجـل القلوب، فماله أسـوار كنا نرى في شخصه درعا لنا فـي كـل ما تأتي به الأقدار عاش الحياة معمرا لا ينثني مـن لا يـعمـر مـدع خوار في محفل الكرماء نجم ساطع فـي كـل خير، عمره أسفار ساس البلاد سياسة ايم تجارب فـيه الهـدى، شهدت له الأمصار عاشت دبي بحكمه محمودة فخـرت بهـا عقلاؤنا الأحرار حكم أظل الجمع في عزة كثـرت دراهـمه وذا الدولار بالمنجزات الدهر عاش مفعلا أبـراج مجـد زانـها إعمار سيسجل التاريخ أن أميرنا نشر الحضارة، جنـده الأخيار ننعى إلى الأقطار قطب حضارة بالدين عاش ومـاله أوطـار نبكيه بحرا خفر مافيه الصفا خيـراتـه في أهـلنا أمطار كم من يد بيضاء أسداها بنا آلاؤه عـظمـت هو المكثار ذا مصحف يبكي بيسر دائما هـذا سبـاق للقـرآن يدار شكر الجميع صنائعا يرضى بها رب رحـيم عـادل غـفار أدعوك ربي دائما بحرارة اغـفر لمـكـتوم ذنبه ينهار والله ما ثقلت بميزان الورى فـي ظل عفـوك ربنا أوزار شعر : د. صبري أبو حسين أستاذ الأدب بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي |