البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : رأيان للخليل في القول على الوزن المخترع ، الخارج عن شعر العرب.. ما تنصر منهما؟    كن أول من يقيّم
 سليمان 
28 - ديسمبر - 2007
 
لم يصل إلينا ، ولا حتى إلى غيرنا من القدماء ، كتاب الخليل ابن أحمد المسمى بـ"كتاب العروض"، كما هوالشائع يين جمهور الرواة والمترجمين. وأما  الكتابان المسميان بـ"الفرش والمثال" في رواية الزبيدي ففيهما رواية مغايرة لما ورد عن الخليل. وكان الزبيدي قد أشار في كتابه "طبقات النحويين واللغويين" قد أشار لخبر رحلة عباس بن فرناس إلى المشرق لجلب الكتاب الثاني وهو الفرش بعد أن اكتشف وجود نسخة من الكتاب الأول موجودا في قصر الأمير عبد الرحمن تتلاهي به الجواري ويقول بعضهن لبعض " صيّر الله عقلك كعقل الذي ملأ كتابه من مِمّا، ومِمّا " . وقد رجحنا في مقدمة تحقيقنا لـ"شواهد الخليل في كتاب العروض "من العقد الفريد أن يكون "الفرش والمثال" مصدر ابن عبد ربه الوحيد في تأليف "الجوهرة الثانية: في أعاريض الشعر وعلل القوافي" لا سيما وقد وجدنا السخاوي في "الضوء اللامع" يشير إلى كتاب الفرش للخليل ومختصره لابن عبد ربه.
وكذلك لم يقع بين يدي كتاب الخليل المسمى "علم أوزان الشعر" الموجود لدى معهد المخطوطات بأذربيجان وقد كنت وجهت نداء على موقع "الوراق"، ولكن لا مجيب، ثم إني انتهزت فرصة سفر الأخ الدكتور ياسر منجي في رحلة ثقافية إلى العاصمة باكو وسألته، على صفحته من منتديات واتا الحضارية، أن يتصل برئيس معهد المخطوطات للتحري عن الكتاب وأن يكتب لي بعنوانهم باللغة الأذرية ليتسنى لي طلب الحصول على نسخة مصورة منه، فأجابني مشكورا على طلبي، ولكن المعهد ورئيسه الذي كتبت له لم يردا على خطابي المسجل حتى اليوم .
ذكرت هذه المقدمة لأبين أن للخليل، رحمه الله ، رأيين متناقضين في مسألة ( بناء الشعر العربي على الوزن المخترع، الخارج عن بحور شعر العرب). فأما الرأي الأول ، فقد نقله الأخفش، ووافقه عليه كل من الزجاج وتلميذه أبو الحسن العروضي، وهو ينص على أن " ما وافق هذا البناء الذي سمته العرب شعرا في عدد حروفه ساكنة ومتحركة ، فهو شعر، وما خالفه وإن أشبهه في بعض الأشياء فليس اسمه شعراً" . وأما الرأي الثاني فهو الذي وجده ابن عبد ربه في نسخته من كتاب الخليل، واستنكره أبلغ الاستنكار، قائلاً في أبيات من أرجوزته في العروض:
هذا الذي جربه المجرب *** من كل ما قالت عليه العرب
فكل شيء لم تقل عليه *** فإننا لم نلتفت إليه
ولا نقول غير ما قد قالوا *** لأنه من قولنا محال
وأنه لو جاز في الأبيات *** خلافه لجاز في اللغات
وقد أجاز ذلك الخليل *** ولا أقول فيه ما يقول
لأنه ناقض في معناه *** والسيف قد ينبو وفيه ماه
ولم يكن لرأي الخليل هذا أن يذيع لولا أبيات الهجاء هذه التي لم يلبث أن التقط فحواها الزمخشري وزعم بناء عليها القول بوجود مذهبين متنازعين في قضية القول على الوزن المخترع ، الخارج عن بحور شعر العرب، وقد انتصر هو للمذهب الثاني بقوله: " فالحاصل أن الشعر العربي ، من حيث هو عربي ، يفتقر قائله إلى أن يطأ أعقاب العرب فيه،  فيما يصير به عربياً وهو اللفظ فقط، لأنهم هم المختصون به، فوجب تلقيه من قبلهم. فأما أخواته البواقي ( يقصد المعنى والوزن والقافية) فلا اختصاص لهم بها ألبتة، لتشارك العرب والعجم فيها".  
وتسلم الراية منه الزنجاني فقال في كتابه "معيار النظار" : المختار أن الشعر العربي على الوزن المخترع الخارج عن بحور شعر العرب شعرٌ، لأن حد الشعر: قول موزون مقفى... وأما الثلاثة الأخر، وهي المعنى والوزن والقافية ، فالأمر فيها على التساوي بين الأمم قاطبة". وهو كما ترى نقل حرفي عن القسطاس للزمخشري .
فمن نصدق إذن في أن المذهبين المختلفين يرجعان إلى مصدر واحد هو الخليل، صيّر الله عقلنا كعقله الذي وصفه ابن المقفع بقوله : رأيت رجلاً عقله أكثر من علمه، وكان الخليل قد وصف ابن المقفع بقوله : رأيت رجلا علمه أكثر من عقله. ذلك العقل الذي لم يستوعب علم العروض ، الأمر الذي حدا بالخليل أن يحاول صرفه عن المضي في تلقيه عنه، كما جاء في تلك الرواية المشهورة .
وأخيراً، فما تنصر، أنت ، من هذين المذهبين؟
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الرأي الأول هو الأليق بالخليل    كن أول من يقيّم
 
أستاذي سليمان:
أرى أن الرأي الأول، ونصه:"ما وافق هذا البناء الذي سمته العرب شعرًا في عدد حروفه ساكنةً ومتحركةً، فهو شعر، وما خالفه وإن أشبهه في بعض الأشياء، فليس اسمه شعراً" هو الأليق بعقل الخليل وشخصيته وعصره، حيث المحافظةُ، والاعتمادُ على الاستقراء، واحترامُ الثوابت والمسلَّمات، وجعلُ الأعراف والتقاليد في مقامٍ أسمى، وتقديرُ الشعر الجاهلي وما بعده حتى عصر الاستشهاد، وجعلُه المثل الأعلى في الإبداع، وكونُ كثير من العروضيين اللاحقين يرددون هذا الرأي عن الخليل... كل ذلك يرجح أن هذا هو الرأي المنسوب حقيقة إلى الخليل أما ما جاء في أرجوزة ابن عبدربه فأمر انفرد به، ولعله يقصد بلفظة الخليل مدلولها اللغوي، لا الاسم العلم المطلق على مخترع العروض رضي الله عنه، وعنك يا أستاذي.
د/صبري أبوحسين  
*صبري أبوحسين
31 - ديسمبر - 2007
دليل آخر على رأيي    كن أول من يقيّم
 
أستاذي سليمان:
قراءة رجز ابن عبد ربه بتدبر يدل على أن رأي الخليل واحد، وأن ابن عبد ربه عرضه بتحليل أكثر تفصيلاً؛ فهو يقول:
هذا الذي جربه المجرب  من كل ما قالت عليه العرب
فكل شيء لم تقل عليـه     فـإنـنا لم نلـتفت إليـه
ولا نقول غير ما قد قالوا  لأنه من قولنا محال
وأنه لو جاز في الأبيات    خلافه لجاز في اللغات
فالمجرب في البيت الأول -في نظري- هو الخليل بن أحمد، والتجريب معناه الاحتكاك الفاعل مع كلام العرب الذين يصح الاستشهاد بهم.
والبيت الثاني هو نص رأي الخليل الذي أوردتَه نثرًا نقلاً عن أبي الحسن العروضي، صاحب الجامع.
والبيت الثالث يقرر أن ذلك التشدد في النظام العروضي للقصيدة العربية مبني على احترام الخليل لما يسمى في علم أصول النحو بالسماع.
والبيت الرابع فيه اعتماد على ما يُسمَّى القياس؛ فكما أنه لا يجوز التجديد في اللغات لا يجوز التجديد في الشكل العروضي.
أما البيت الخامس فلعل لفظة (الخليل) محرفة عن (العليل) والمقصود الرأي الداعي إلى التحرر في الأشكال العروضية... والله أعلم.
*صبري أبوحسين
31 - ديسمبر - 2007
الفرش والمثال    كن أول من يقيّم
 
أميل إلى أن كتابَي الفرش والمثال للخليل بن أحمد رحمه الله ليسا سوى كتابه الضائع المسمى بالعروض،
وأرى أن ابن عبد ربه في جوهرته الثانية قد اتبع طريقة الخليل في تقسيم عروضه إلى جزأين أو بابين أو كتابين،
فجزء للفرش؛ اختصر فيه أبواب الأسباب والأوتاد الزحاف والعلل ...
وجزء للمثال؛ مثّل فيه لضروب العروض بأمثلتها، وقد تفرد ابن عبد ربه بجعلها مقطّعات رقيقة غزلة، ضمّن "في آخر كل مقطعة منها بيتاً قديماً .... من الأبيات التي استشهد بها الخليلُ في عروضه، لتقوم الحجة لِمَنْ روى هذه المقطّعات واحتجّ بها" كما قال.
وقد صرّح ابن عبد ربه أكثر من مرة باطلاعه على كتاب الخليل: (العروض بجزأيه؛ المثال والفرش) واختصاره في كتاب الجوهة الثانية، كقوله:
وقد نظرتُ فيه فاختصرتُ إلـى نظامٍ منه قد iiأحكمْتُ
وقوله: " واحتجنا بعد هذا إلى اجتلاب الأبيات التي استشهد بها الخليلُ في كتابه، لتكون حجة لمن نظر في كتابنا هذا".
ولا بدّ أن ابن عبد ربه قد اطلع على رأي الخليل في إجازته بناء الشعر على الوزن المخترع عندما قال:
وقد أجاز ذلك الخليل =ولا أقول فيه ما يقول
لأنه ناقض في معناه =والسيف قد ينبو وفيه ماه
كما أن قول ابن عبد ربه:
هـذا الـذي جربه المجرب من كل ما قالت عليه العرب
فـكـل  شيء لم تقل iiعليه فـإنـنـا لـم نـلتفت iiإليه
يشير إلى أنه كان هنالك شعر مخترع، مخالف لما قالت عليه العرب، ولذلك أهمله ولم يلتفت إليه، وإن أجازه الخليل.
وأرى أن الجوهرى كان من أنصار مذهب التجديد والاختراع، وإن لم يصرّ بذلك مباشرة، لأنه في عروضه الفريد أوردَ ما جاء عن القدماء والمحدثين جميعاً. فمن علل العروض في رأيه: معرفة المسموع عن العرب من غير المسموع عنهم.
يقول: "وعللها ثلاث: إحداها عدم السماع عن العرب، كتسديس الطويل، وطي مستفعلن في الخفيف ... ونحوها، وهذا جائز للمحدَث، قياساً على ما جاء عن العرب، لأنه في معناه".
 
*عمر خلوف
4 - يناير - 2008
حول أسطورة الفرش والمثال    كن أول من يقيّم
 
أشكر الأخوين الدكتور صبري والدكتور عمر على مداخلتيهما للتصويت على الرأي الذي يناصره كل منهما. أما أنا فقد قلت رأيي سلفا في مقدمتي لتحقيق شواهد الخليل مما نقله ابن عبد ربه في العقد، وللاطلاع عليه كاملا تجده على هذا الرابط:
غير أنني أود أن أذكر أخي الدكتور عمر بأن ابن عبد ربه لم يذكر في العقد بأنه اختصر كتابي الفرش والمثال إطلاقا، لقد قال :
"  فاختصرت للفرش أرجوزة " أي جعل للفرش ( وهو الجزء النظري من كتابه هو) أرجوزة مختصرة. وقال : "واختصرت المثال في الجزء الثاني في ثلاث وستين قطعة" أي جعل المثال ( وهو الجزء التطبيقي من كتابه) مختصرا في قطع غزلية قصيرة تتضمن كل واحدة منها بيتا من الأبيات التي استشهد بها الخليل في عروضه. ولو كان ابن عبد ربه يختصر (مثال) الخليل لاجتزأ بكلمة واحدة من كل شاهد من الشواهد وسلك في ذلك الإيجاز مسلك ناسخ كتاب العروض للزجاج في عرضه لشواهد الخليل كقوله مثلا : "والبيت الرابع من المديد ، وهو الثالث من هذه العروض ، قوله : إنما الذلفاء ... إلى آخره" . فابن عبد ربه، إذن، لم يختصر مثال الخليل وإنما أطنب فيه.
وتأمل معي كيف يعقل أن يسمي مؤلف كتابه (أو كتابيه) الفرش والمثال، ولو ثبت هذا عن الخليل فإني سأعمد منذ الصباح الباكر إلى تغيير اسم كتابي في العروض إلى اسم جديد وعصري هو : النظري والتطبيقي. فقد كنت قسمت كتابي إلى هذين الجزئين وتناولت فيهما نفس المواضيع التي تناولها ابن عبد ربه في جزئي كتابه الذي قال فيه : " فأكملت جميع هذه العروض في هذا الكتاب ( كتابه هو وليس كتاب الخليل) الذي هو جزءان ( ولم يقل كتابان)  فجزء للفرش وجزء للمثال ( أي جزء نظري يتناول فيه القضايا العامة لعلم العروض ، وجزء تطبيقي يتناول فيه البحور واحدا واحدا) . وهذا، لعمري، ما فعله الشنتريني في معياره حيث قال : " وإذ قد ذكرنا من الفرش ما لا بد لطالب هذا الشأن منه، ولا غناء له عنه، فلنقل في المثال بأوجز مقال". وتأمل معي لو أن محقق المعيار لم يهتد إلى اسم الكتاب على غلافه فإنه لا بد سيكون معذورا لو زعم أن عنوانه هو الفرش والمثال بناء على ما ورد في مقدمته ، وهذا هو شأن المحققين حين يعجزون عن الوصول إلى عنوان الكتاب المخطوط، وهو ما رأيناه في العنوان الذي وضعه محققا كتاب الجامع في العروض والقوافي.
وقد اعتاد الخليل في جميع كتب العقد ، وعددها خمسة وعشرون كتابا، أن يمهد لكل منها بمقدمة يسميها الفرش كقوله : فرش كتاب أخبار زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة ، بل تجده يسمي أول عنوان من عناوين كتابه "الفرش" كما وجدناه في كتاب المجنبة في الأجوبة.
والآن ، فهل سمعت سوى الزبيدي من يشير إلى أن عنوان كتابي الخليل، أو بالأحرى كتابه، هو الفرش والمثال . ولو قال الزبيدي إن عنوانهما هو العروض والقوافي لكان قوله منطقيا ولعرفنا منه معلومة جديدة هي أن الخليل ألف كتابا أسماه القوافي كما عرفنا أنه ألف كتابا أسماه العروض. ثم عمن نقل الزبيدي روايته الأصفهانية ؟ أليس عن رجلين لم نسمع لأحد منهما كتابا. وكذلك رأينا مثل هذا من دأبه وذلك حين نقل مما يروى (أي بما يبدو أنه من الإشاعات التي يتداولها عامة الجهلاء) قوله إن الخليل فك كتابا باليونانية أرسله ملك اليونانية إليه!
ثم انظر معي إلى مؤلف كالزبيدي ، الذي لم يكد عمره يتجاوز اثني عشر عاما حين توفي ابن عبد ربه ، وعاش بعده قرابة نصف قرن وهو لم يترجم له في طبقاته ، ولا لأحد من شيوخه سوى الخشني. ألم  يكن يصم أذنيه صدى دوي عقده الفريد . ولا نقول إنه لم يسمع بابن عبد ربه لأنه كان في ذلك الزمن مغمورا؛ لأنا وجدناه أشار إليه في طبقاته إشارة واحدة حول موضوع سخيف كان يجدر به أن يستحي من ذكره، لأنه يدل على عمق جهله بالشعر والشعراء ، فقد أشار إليه إشارة واحدة  حين ترجم لصديقه اللدود المسمى القلفاط . فقد روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن معاذ ( ووصفه، ولا أدري لماذا، بأنه كان أديبا صدوقا)، قال: "استنشدني المعوَّج ببغداذ لأهل بلدنا، فأنشدته لأحمد بن محمد بن عبد ربه ( ولم يذكر من هو هذا النكرة الذي رأى الحميدي من شعره الكثير المجموع نيفا وعشرين جزءا ) قصيدة، وثانية، فلم يستحسن شيئا مما أنشدته ، فأنشدته لمحمد بن يحيى (القَلفاط) :
يا غزالا عنّ لي فابتزّ قلبي ثمّ ولّى
أنت مني بفؤادي** يا مُنى نفسيَ أولى
( لاحظ سناد الردف في القافية) حتى أتيت على آخر الشعر، فقال: هذا الشعر بخَتمِه (أي بحقه) لا ما أنشدتني به آنفا".
وأظن أن الزبيدي كان يعرف بلا شك الرواية التي ذكرها المقري في نفح الطيب في القرن الحادي عشر " أن الوليد بن عيال ، لما انصرف من الحج اجتمع مع أبي الطيب (المتنبي) في مسجد عمرو بن العاص بمصر ، ففاوضه قليلا، ثم قال له: أنشدني لمليح الأندلس، يعني ابن عبد ربه ، فأنشده:
يا لؤلؤا يسبي العقول أنيقا ** ورشا بتقطيع القلوب رفيقا
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله** درا يعود من الحياء عقيقا
............
فلما أكمل إنشادها، استعادها منه وقال: يا بن عبد ربه، لقد تأتيك العراق حبوا"
أيكون المقري قد رد بهذه الرواية على الزبيدي في روايته التي يبدو لي أن وراءها ما وراءها؟!
*سليمان
12 - يناير - 2008
استفسار!!!    كن أول من يقيّم
 
أستاذي سليمان:
 هل أفهم من بحثك هذا أن للخليل كتابًا واحدًا يسمى العروض؟
وأن الخليل محافظ في موقفه من الاختراع والتجديد في شكل القصيدة؟
وما رأيك المفصل في تعليقايَ السابقين؟
*صبري أبوحسين
13 - يناير - 2008
الفرش والمثال ثانية    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الجليل سليمان
لقد كان رأيي في مداخلتي واضحاً لا لبس فيه، فكيف التبس عليك الأمر، وفهمت منه أنني أعتبر اسم الكتاب هو (الفرش والمثال)؟
 
لقد قلتُ في المداخلة: أميل إلى أن كتابَي الفرش والمثال للخليل بن أحمد رحمه الله ليسا سوى كتابه الضائع المسمى بالعروض، أي أنهما ليسا سوى كتاب واحد.
وكلمة (كتابين) لا تعني لنا إلا كونهما (بابين) أو (جزأين) من الكتاب الأساس، فلقد كان مصطلح (الكتاب) شائعاً في الدلالة على (الباب) أو (الفصل) أو (الجزء) ومن ذلك كتاب العقد ذاته.
ثم إن ابن عبد ربه كان قبل قوله: "فاختصرتُ للفرش أرجوزة" قال: "فأكملتُ جميع هذه العروض في هذا الكتاب، الذي هو جزءان؛ فجزء للفرش، وجزء للمثال". فاختصاره للفرش أرجوزةً جاء تالياً لاختصاره كتاب الفرش، أو باب الفرش، أو جزء الفرش كما تريد، بدليل ما عنوّنَ به الجانب النظري للفرش بقوله: (مختصر الفرش)، وبعد هذا المختصر النثري النظري أورد مختصره الثاني تحت عنوان: (وهذه أرجوزة العروض) مختصِراً الفرش في أرجوزة.
 
فإذا قال ابن عبد ربه في أرجوزته: (وقد نظرتُ فيه فاختصرتُ)، وقال في مختصر الفرش: "... اجتلاب الأبيات التي استشهد بها الخليل في كتابه"، فأنا لا أستطيع أن أفهم من ذلك سوى أنه تصريح منه باطّلاعه على كتاب العروض للخليل، بجزأيه: الفرش والمثال.
 
 
*عمر خلوف
14 - يناير - 2008
رد على استفسار    كن أول من يقيّم
 
أجل أخي أبا عبد الرحمن، فهذا ما اتفق عليه الرواة والمترجمون، ويكفي أن اين حيان القرطبي قد أشار إلى كتاب الخليل باسمه "العروض" لا بغيره .ولم يكن أبو حيان ببعيد العهد عن الزبيدي ، لكنه يبدو أكثر منه اقتناعا وإقناعا بما يرويه، فهو من غير شك لم تكن لتجوز عليه الروايات التي كان يتلقفها الزبيدي بلا تمحيص. وإذن ، فأنا وأنت متفقان على أن للخليل كتابا واحدا يسمى العروض ، وهذا هو أخي أبو عبد الرحمن ينفي ما تبادر إلى ذهني حول تصديقه لرواية الزبيدي. 
*سليمان
15 - يناير - 2008
هل صدق بغل المعري أسطورة رؤية كتاب الخليل    كن أول من يقيّم
 
أخي الدكتور عمر
ما دمنا لم نختلف على أن اسم كتاب الخليل هو العروض ، ألم تتساءل معي عن مصدر إتيان الزبيدي باسمي (الفرش والمثال) عنوانين لكتابين زعم أنهما للخليل، وظل العلماء الأجلاء يتداولون هذه الأسطورة كما تداولوا قصة تدارك الأخفش لبحر المتدارك. وإذا وافقتني على أن هذه الرواية التي جاء بها الزبيدي حول قصة جلب كتاب الخليل  من المشرق هي مما يدل دلالة قاطعة على غفلة هذا المؤرخ ووقوعه فريسة سهلة لبعض النصابين من الرواة، ألا توافقني أيضا على احتمال أن يكون الكتاب الذي وقع بين يدي ابن عبد ربه لم يكن هو الكتاب الحقيقي الذي ألفه الخليل، وأنه ربما كان من نوع الكتاب الذي ذكر مدير دار الكتب الأذرية في باكو أنه للخليل.
لقد كان ابن عبد ربه معاصرا للزجاج وأبي الحسن العروضي، وهذان العالمان كانا أقرب منه جغرافيا إلى كتاب الخليل، ومع ذلك فلم نجد منهما، ولا من أحد قبلهما، أو بعدهما من زعم بأنه رأى كتاب الخليل ونقل عنه. وربما كان الاستثناء لذلك ما سمعنا من قول المعري على لسان الصاهل في حديثه الشيق مع الشاحج ( بغل المعري ) نقلا عن العقيلي أنه رأى السيد عزيز الدولة بحلب،  حرسها الله، وهو ينظر في ( العروض للخليل)!
وكنت قد أشرت في مداخلتي للاختلافات بين آراء الخليل في كتاب ابن عبد ربه وبين ما تواتر نقله عن الخليل وهو ما ينقض أسطورة رؤية ابن عبد ربه لكتاب الخليل الحقيقي ونقله عنه؛ إلا أن يكون قد وقع ضحية نصاب نسخ كتابا في العروض وباعه على أنه أصل كتاب الخليل. وهذا المسلك القديم من النصابين هو عكس ما هم عليه في هذه الأيام حين باتوا يزعمون أن كتابا ما هو من بنات أفكارهم ثم سرعان ما ينكشفون.
*سليمان
16 - يناير - 2008
نظرية التحريف في كتاب ابن عبد ربه    كن أول من يقيّم
 
أخي أبا عبد الرحمن
إن تأويلك الذي قصدت منه تنزيه الخليل من مغبة القول الذي لم يثبت عنه عبر احتمال حدوث التحريف في كلمة (العليل) بحيث صارت (الخليل) ليبدو مخرجا حسنا لحل هذه الإشكالية، فكم قد غير التصحيف والتحريف في أقوال العلماء بسبب تعجل النساخ.
غير أني أطلعت على ثلاث نسخ مخطوطة من العقد ومثلها من الكتب المطبوعة ولم أجد أي اختلاف بينها فيما يخص مسألة الخليل هذه. ثم إني مقتنع تمام الاقتناع بأن النسخة التي اطلع عليها ابن عبد ربه واختصرها ليست كتاب الخليل الذي وضعه بنفسه ، وإنما هو كأي كتاب في العروض يستقي من كتاب الخليل وينقل آراءه وقد يخالفه فيها، فمن هنا وقع الوهم لابن عبد ربه بأن الكتاب الذي كان بين يديه هو كتاب الخليل بعينه. وكان ممن أصابهم الزبيدي بالوهم في عصرنا الحاضر الدكتور حسين نصار الذي قال في كتابه (القافية في العروض والأدب): " وبقيت قواعد القافية تنتظر من يكشف عنها، ويجلوها أمام الأنظار، إلى أن جاء أول من فعل ذلك للوزن الشعري، ففعله للقافية أيضا: أي أنه تناول موسيقى الشعر الظاهرة بشطريها. وكان الذي فعل ذلك أبا عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي
 (100-175 هـ )، ولم يفرد الخليل كل شطر بكتاب، بل إنه جمعهما معا في  كتاب واحد سماه أكثر الكتاب "العروض"، وشذ عنهم الزبيدي فجعله كتابين باسم "الفرش" و"المثال"، أولهما ممهد لثانيهما".
وإذا عدنا إلى الجزء الخاص بعلل القوافي في العقد وجدنا ابن عبد ربه ينقل تعريف القافية على النحو التالي: "القافية حرف الروي الذي يبنى عليه الشعر" وليس هذا التعريف مما يروى للخليل وإنما هو للفراء أو لقطرب.
*سليمان
16 - يناير - 2008
جزاك الله خيرًا يا سلطان العروض    كن أول من يقيّم
 
أستاذي:
لا أملك إلا أن أدعو لك بالخير العميم والصحة التامة لك ولأحبائك أجمعين؛ فجهدك هذا نفتقر إليه أشد الافتقار.
أستاذي عندي معلومة بخصوص ميزان الهاشمي. وهي:
ذكر الأستاذ الدكتور محمود مصطفى -مؤلف أهدى سبيل- نص الاستدراك على البحور الستة عشر، والإفلات من قيود القافية في كتابه (الأدب العربي وتاريخه في العصر العباسي) والطبعة الثانية من هذا الكتاب كانت سنة 1937م!!!
 وبالتالي فإن الطبعة الأولى للكتاب ستكون قبل هذا التاريخ. ومن ثم فأرى أن الهاشمي صاحب الميزان ومحمود مصطفى صاحب أهدى سبيل متعاصران، وأن ترجيح نقل محمود مصطفى من الهاشمي أمر مشكوك فيه. فكلا الشخصين معرض للاتهام بالسرقة، إن لم يكن قد فعلها ناسخ من النساخ، وألصق النصين بالكتابين، من غير علم المؤلفين، رحمهما الله تعالى. صبري
*صبري أبوحسين
17 - يناير - 2008