قصيدة(كنت) كن أول من يقيّم
[أسير بمدينة "الشهداء"، أسمعُ كهولاً وشيوخًا ليس عليهم سيَما العلم أو الفقه، يتحاورون في أمور الدنيا، بنصوص الدين، فوجدتُني أقول: العالم ينطق بالدين..] فكانت هذه القصيدة:
كنتُ
مكبولاً بالأغلالْ
مهمومًا بالأثقالْ
محدودًا في الأرضْ
مشدودًا للأرضْ
موحوشًا مأنوسا
مأسورًا محبوسا
داخلَ نفسي
داخلَ جنسي
فلفظتُ الحالَ/ الرسمْ
وهجرتُ الشكلَ/ الجسمْ
الراقدَ قُدَّامي
ما/ مَن دمَّر أحلامي
ما/ مَن شتَّت أنغامي
ما/ مَن ضيَّع أيامي
والآنَ الآن
بعد الماضي الفتانْ
انفكَّت/ تنفكُّ الأغلالْ
خفَّت/تنْخَفُّ الأثقالْ
أرسلتُ وثاقي
أطلقتُ قِيادي
لأرى رؤيا كليةْ
وأعيش بدنيانا البشريةْ
فيها الشيءُ الشيءْ
والإنسانُ الإنسانْ
ولأدركَ ما فوقي
ما تحتي
ما حولي
ما حاطَ/ يُحيط بنا
ما كانَ/ يكون لنا
حسي شاملْ
عقلي فاعلْ
كُلِّي بصرٌ
كُلِّي سمعٌ
كُلِّي شعرٌ
ولأعلمَ أنَّا
كنَّا/ صِرْنا
فيما قبل القرن العشرين
فيما يقرب من عقد سنين
أو أزيدَ كمًّا
أو أكبر كيفًا
فيما بعد القرنِ الخاطئ والمسكين
في ذا الكون المتكوِّن والمتآكِل
في ذا الدهر الظاهرِ والمتدهور
لكنَّ
العالَم يبكي للدين
العالَم حنَّ لدين
العالم ينطق بالدين
العالَم يحييه/ ينقذه الدين
العالم يبحث عن دين:
أين الدين؟
دينُ البقر؟
دينُ القمر؟
دينُ البطر؟
دينُ الجنس؟
دينُ المال؟
دينُ القردةْ؟
أو أكلَةِ خِنزير؟
دينُ السفلة؟
عبَّادِ شياطين؟
مَن كادوا الأفعال القذرة؟
مَن لفظوا الأقوال الغبرة؟
...
سفَهٌ لا نجدةَ فيه!
سفَهٌ لا صحوة فيه!
سفَهٌ لا سلمَ ولا عدلاً فيه!
في ظلِّ السفَهِ
المشهدُ غائم
والمرأى قاتم
والمسموعُ الشرِّيرُ الجاثمُ قائمْ
فالكونُ يعيش الزمن الخوان
في ديجور منظور
أو مسطور
مستور أو منشور
معشوق أو مقبور!!!
والحلُّ
العودة حتميةْ
والرجعة إلزاميةْ
للصبغةِ والفطرةْ
من ربِّ القُدرة
من ربِّ النُّصرة
العالَم يهوى ذا الدين
الدينَ الخالدْ
الدينَ الخاتمَ
والقائدْ
الدينَ الإيمانْ
الدينَ الإحسانْ
الدينَ الإسلامْ
هلَّّّا فاق الكون!
هلا فَقِه الكون!
هلا ثاب الكون!
وأجاب!
وأناب!
للرب التواب
ربِّ الأرباب المصنوعةْ
أو مَن كانوا يومَا أربابا!!!
نُظِمَتْ في 1/1/ 2003م، الموافق28/ شوال/ 1423هـ، بقرية دراجيل/ مركز الشهداء بالمنوفية.
د/صبري أبوحسين |