البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : المغالطات العلمية والتاريخية حول الهوية الأمازيغية     قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 علاء 
26 - ديسمبر - 2007
المغالطات العلمية والتاريخية حول الهوية الأمازيغية
بقلم: الأمين أبرون
يعتبر المغرب من بين الدول العريقة، ذات التاريخ المجيد، والماضي التليد، متنوع التضاريس خصب التربة، طيب الأعراق تعايش، سكانه منذ وجدوا على أرضه، وساهموا في صنع حضارته وأمجاده وكتابة تاريخه، متكاثفين متلاحمين مهما اختلفت لهجاتهم، وتعددت قبائلهم، وتنوعت مشاربهم، وقد انصهروا في بوتقة واحدة، هي بوتقة الوطن، مكونين عنصرا واحدا، وجنسا واحدا، ودما واحدا مما منحهم قوة ومنعة ضد أطماع الطامعين وكيد الكائدين.
ونظرا لموقعه الاستراتيحي وثرواته الزاخرة، فإن أطماع الطامعين في امتلاك خيراته، واستعباد أبنائه مازالت تتنامى رغم الفشل الذريع والمتكرر الذي مني به في الماضي القريب والبعيد، فإنهم ما فتئوا يخططون ويدبرون المكائد للإيقاع به في شراكهم، وذلك عن طريق إيهام أبنائه وخداعهم بما عجز الاستعمار البغيض عن خداعهم به، ألا وهو ادعاء عدم عروبة البربر وانتمائهم لجنس آخر هو جنس الأمازيغ، اعتقادا منهم أن هذا الاسم يبعدهم عن العروبة، ولا يجد المتخصص في اللغة العربية، المتمرس بأوزانها وتصاريفها أدنى صعوبة في ربطها بأصله العربي الصميم، فوزن الأمازيغ هو وزن عربي خالص فهو على وزن: أفاعيل وإذا قيل بل: إمزغن، فهو وزن: جمع المذكر السالم أي »أمازيغين«، وقد درج اللسان العامي على نصب جع المذكر السالم غالبا ، إلا أنه من أكبر المغالطات التاريخية والأنطربولوجية اعتماد اختلاف اللسان بين قوم وآخرين للقول بتباين أعراقهم، واختلاف أجنساهم، فكم من نشأء من أب واحد وأم واحدة. نشأ كل واحد منهم في بيئة لغوية مختلفة عن الأخرى، فجاء لسانهم مختلفا عن الآخر حتى لا يكاد المرء يصدق أنهم من جنس واحد، فأحرى أن يصدق أنهم أشقاء، والحقيقة والواقع أنهم إخوة أخوة لا مراء فيها، وما أكثر الأمثلة على ذلك من الواقع المعيش، فالعديد من أبناء الجالية المغربية المقيمة بأوروبا لا يعرفون لغة الوطن المهاجر منه، ولا يستطيع التواصل مع أقرانه من أبناء بلده، بمن فيهم إخوانه وأبناء أعمامه وأخواله وغيرهم، فهل يعني ذلك أنهم ليسوا مغاربة لعدم تكلمهم العامية المغربية، ولا عربا لعدم تحدثهم اللغة العربية علما بأنهم مغاربة أبا عن جد، فضلا عن أن اللغة العربية الحالية المعتمدة في تلك المقارنة السطحية بينها وبين اللسان الأمازيغي، والتي توهم باختلافهما، ليست هي كل اللغة العربية وقد كان للعرب لغات، وإن شئت قلت »لهجات« ضاع الكثير منها، واللغة العربية التي بين أيدينا هي لغة القرآن، الذي اختار من بعض اللغات العربية أفصحها ، كان للغة قريش فيها الحظ الأوفر، وكون اللسان الأمازيغي لم يحظ بحصة الأسد في ألفاظ القرآن الكريم وآياته شأن لغة قريش، ليس لكونه غير عربي ولكن لأن بعض كلماته لا تستجيب لمعايير موضوعية، وصرفية تتيح لأسلوبه وألفاظه التجانس وقوة الإبانة ومع ذلك فقد احتوى القرآن الكريم على كثير من الألفاظ التي لا تزال تدور على ألسنة الأمازيغ الى اليوم، سنحاول إيراد بعض منها على سبيل المثال فقط، ويمكن تأكيد عروبة الأمازيغ كذلك بعدة أدلة، من بينها: الدليل اللساني والأنطروبولوجي التاريخي.

أولا: الدليل التاريخي والعمراني

ذكر ابن خلدون في تاريخه أن البربر من سكان المغرب الأولين، وأنهم قدموا من الجزيرة العربية من اليمن والشام، عن طريق الحبشة ومصر ، حيث عبروا إليه برا من شبه جزيرة سيناءوكانت أرضها متصلة بافريقية شمالا، عند برزخ السويس الذي أصبح اليوم قناة السويس (1)، أو بحرا باجتياز البحر الأحمر الى البر الافريقي الى بلاد الحبشة، لذلك فإن أمازيغ الشمال المغربي منهم الأبيض والأشقر بشأن عرب الشام، بينما نجد من بين أمازيغ الجنوب: الأبيض والأسمر، شأن عرب اليمن الموطن الأول لهم، وقد دأب أمازيغ الجنوب على تشييد دورهم وقصورهم على نفس النمط الذي كان يشيدونها عليه في اليمن قبل نزوحهم عنه، تقليدا لآبائهم وأجدادهم.

ثانيا: دليل علم الفراسة: القيافة

تأكيد لوحدة النسب بين العرب والبربر

عرف العرب القيافة قديما واعتمدوها في إثبات أمور كثيرة من بينها النسب، وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حدث أن رزق الصحابي الجليل زيد بن حارثة بولد أسود، هو أسامة بن زيد ، فأثار بعض المغرضين الشك في نسب الولد الى أبيه، لاختلاف لونه عن أبيه الأبيض مما أوغر صدره وأحزنه، وأغم الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان يحب والد الغلام »زيد بن حارثة«، ولم يتدخل النبي صلى الله عليه وسلام في الأمر، كما أنه لم يوح اليه في ذلك بشيء، حتى كان الصحابي ذات يوم نائما بالمسجد هو وابنه أسامة، وهما متغطيان بقطيفة، وبقيت أقدامها مكشوفة لم يشملها الغطاء، ودخل المسجد رجل عرف بالقيافة، يقال له »مجزز المدلجي« فنظر إليهما ولم يكن قد عرفهما من قبل وقال: »هذه أقدام بعضها من بعض« فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله سر بذلك وأقره، كما فرح أب الصبي فرحا عظيما، وانجلى الهم والغم عنه، وقد روى البخاري بسند صحيح، عن عائشة رضي الله الله عنها قالت: »إن رسول الله صلى عليه وسلام دخل علي مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال: ألم تري أن مجززا نظر آنفا الى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض« 2. وكان اعتماد الرجل في إثبات نسب الولد الى أبيه على الشبه القائم بين أقدامهما أما من حيث تشابه وجوه الأمازيغ مع إخوانهم العرب، فهو دليل آخر على وحدة أصولهم وانتمائهم لنفس الآباء والأجداد، وإثبات النسب عن طريق تشابه الوجوه.

والملامح أسلوب علمي موثوق ومعروف، وقد تطور هذا العلم في العصر الحديث، تطورا كبيرا بفضل التكنولوجية الحديثة المستعينة بعلم الجينات وتحليل الحامض النووي، حتى لم يعد أحد يجسر دعاء نسب أو نفيه دون حق أو دليل، خوف افتضاح أمره.

ومع ذلك فإن سكوت الأوساط العلمية عن بيان الحقيقة للناس ليدعو الى الريبة والحذر ويوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها.

والتشابه في ملامح الوجه والأعضاء الذي يكون بين أفراد الاسرة الواحدة أو السلالة أو الجنس أو النوع، دليل قوي على انتساب الأفراد والجماعات بعضهم لبعض، والعلم الحديث نفسه يؤكد ذلك، وإننا لانكاد نختلف عند رؤيتنا الاوروبي على أنه أوربي من ملامح وجهه وأعضاء جسمه، وكذلك الافريقي والصيني والهندي، والعربي من قبائل الأمازيغ وغيرها إذ هم جنس واحد ونوع واحد ودم واحد، وأقدام بعضها من بعض.

ثالثا ـ الدليل اللساني على عروبة البربر: الأمازيغ
يشتمل اللسان الأمازيغي ضمن ما يشتمل عليه على كلمات لا تزال موجودة في أصل اللسان العربي المنحدرة منه، والمساهمة وفي تكوينه وكذلك في القرآن الكريم من بينها على سبيل المثال:

1 ـ »أقم« بفتح الهمزة وكسر وتشديد القاف وسكون الميم، بمعنى: اجلس، أصله في العربية أقم ، وهو فعل أمر من أقام يقيم بمعنى اسكن، والإقامة والسكن أوسع معنى من الجلوس ومتضمن له، حصره الاستعمال الأمازيغي في الدلالة على الجلوس وهو تطور لساني طبيعي لأن اللغة كأي كائن حي تولد وتنمو وتتطور إذا أتيحت لها ظروف الانتشار والتطور، وتموت إذا تمت محاصرتها والتخلي عن استعمالها، كما أن عبارة أقم من الناحية الصرفية على وزن عربي خالص ، وهو » أفعل« الذي هو الأمر من »أفعل«.

2 »اسقر« بمعنى اسكت، أو اصمت، وهي نفس العبارة المستعملة في اللغة العربية كذلك، » استقر « من فعل »قر« أي هدأ وسكن.

قال تعالى »وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى« 3.

وهي في لفظها ومعناها الأمازيغي وصرفها فعل أمر، كما هي في العربية كذلك مبني على السكون 3 »اكر« بمعنى : »انهض«، ومثلها في العربية، بمعنى »أقدم« من فعل كر ، يكر قال امرؤ القيس في وصف الفرس:

مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل وقال شداد أو عنترة في حثه على الإقدام على قتال العدو المغير عليهم: »كر و أنت حر« عندما اعتذر له عن الكر بقوله: لا أحسن الكر وإنما أحسن الحلب والصر.

4 ـ تدارت، أي الدار وهي نفس العبارة العربية مع زيادة التاء في أولها وآخرها فالدار في العربية اسم مؤنث، لا يحمل تاء التأنيث استثناء، بينما تحملها في الأمازيغية.

5 ـ »أرزم« بمعنى »افتح« وهو لفظ وارد في الاستعمال العربي بمعان كثيرة، من فعل: »رزم« منها جمع وشد، رازم الدار أطال القيام فيها، تركته بالمرتزم، أي ألصقته بالأرض، المرزم: ما يرزم به، كالحبل ونحو، ومعان واستعمالات أخرى، وقد حصره الاستعمال الأمازيغي في معنى: الفتح وهو أصل عربي واضح، يقول معروف الرصافي في وصف مبارة كرة القدم:

وتخالها حينا قذيفة مدفع فتمر صائتة لها إرزام

6 ـ « توورت« بمعنى »الباب«، أصلها العربي : »توارى« ، اختفى من فعل »وري« والتورية التغطية أو الإخفاء ، ودور الباب بالنسبة للمبنى تغطية ما بداخله وستره.

* دليل مخارج الحروف

بالاضافة لما سبق فإن مخارج الحروف العربية هي نفسها المخارج الأمازيغية، ولا يصعب على الأمازيغي التلفظ بأي كلمة عربية أو حرف عربي، بل انه قد يتفوق في إجادة النطق بها حتى على الذي ينعت بأنه عربي خالص، وإذا كانت اللغة العربية تعرف بكونها لغة الضد، فكذلك الشأن بالنسبة للسان الأمازيغي، ينطق الضاد والدال والذال والظاء من غير إشكال، إذن فما الذي يدعو المنكرين لعروبة البربر الى الإصرار على موقفهم، ولماذا يصرون على اعتماد المراجع الأجنبية، المغرضة، واستبعاد المراجع الاسلامية والعربية الموضوعية والبعيدة عن أية شبهة للتقرير في هوية الأمازيغ؟ ولماذا لم تصل الى كافة الأقاليم المغربية تلك المؤلفات عن عروبة البربر؟ ومن بينها كتاب الباحث الليبي (الدكتور غراب) بعنوان: »البربر عرب قدامى« ، هل تم طبعه في نسخ قليلة، أم قامت جهة ما بشراء كل النسخ قصد إخفائه، ولولا الإعلان عن صدوره في بعض الصحف لما سمعنا به قط،

إن من يتبنى الرأي الآخر حول هوية البربر، ينبغي أن يحترم رأي نظيره، وأن لا يلجأ الى أساليب تدينها الأعراف العلمية، كما أنه ينبغي ألا يعتمد على التمويل الاجنبي الذي يفرض وصايته على الباحث ويعمل على توجيهه، ولا يضمن تمويله إلا إذا تيقن من مسايرته للوصول الى النتائج التي يرغب فيها، والتي تخدم أهدافه ومقاصده. والخلاصة أن البربر أو الأمازيغ عرب لاشك في عروبتهم، وهذه حقيقة يجهلها كثير من الناس، لضياع علم كان سائدا عند العرب، وهو علم الأنساب، واستمرار غيابه في هذا العصر، ومع تداول مضامينه بين العرب القدامى إلا أنه لم يكن يتعاطاه إلا المؤهلون لتحصيله وإتقانه وضبطه، ولعلم ما تقدم في هذه المقالة من شأنه أن يبين بعض ما أغفل من قضية الهوية الأمازيغية، وللحديث بقية.

1 ـ تم شقها سنة 1854 ميلادية لربط البحر الأحمر بالأبيض المتوسط، لاختصار المسافة وتسهيل الملاحة بين أوروبا والشرق الأقصى

2 ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، كتاب الفرائض ج 12 ص 57 باب »القائف« حديث رقم 6770، وسنده: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها .

3 ـ الآية 33 من سورة الاحزاب.

الأمين أبرون
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
العودة للاصل    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم
 
اخي الامين السلام عليكم
اصدقك القول هذه اول مره اسمع فيها من اخ امازيغي يعترف ويفاخر باصله العربي. انا مقيم في فرنسه منذ 25 سنه ولي لقاءات عديده مع الاخوه الامازيغ المتاثرين بالسم والحقد الفرنسي والصليبي وبشكل شديد والذين يصرون على رفضهم لكل ما هو عربي اتباعا اعمى لكل ما جاء من عند الاعداء. امل ان يسمعوا منك ويعودا لاصلهم الاعلى والاشرف الذي يكفيه شرفا ان منه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ونزل بلسانه القران العظيم. بورك فيك وبعملك الاصيل يا اصيل.
اخوكم عبدالله محمود
Abdullah
26 - ديسمبر - 2007
الحكمة تقول..    كن أول من يقيّم
 
 : "ديتگرست وتاسدش غرديس تفاوت د دي نودو وتاسدش غرديس أمن"،
 
 مغزى التعبير أن الذي يأتي بجانب النار يورط نفسه في زيادة الحطب للنار كلما ضعفت .. وأن الذي يأتي بجانب مصدرالماء -في الصيف -فانه سيورط نفسه في سقاية الاخرين لان الناس تعطش كثيرا ..وهو يقال للشخص كي لايورط نفسه ...!!!!
*abdelhafid
9 - يناير - 2008
- هل تدرون با دم وحواء الامازيغيين ..؟؟؟    كن أول من يقيّم
 
بورك في الاخ  علاء على هذا الطرح والتفصيل في الموضوع  وعلى هذا التنوير في الحقيقة للا هتين ورا ء البحث عن  الهوية.. بل حتى لاخواننا المتحدثين بالامازيغية انفسهم..  كواحدة من بنات هاته الامه- حفظها الله من  كل شر- لم يخالجني  هذا الاحساس او الاعتقاد بوجود هويات اخرى.. غير الهوية المغربية  العربية ..في مجتمع اندمج كل افراده وانصهر في خلطة واحدة ومزيج واحد ونسيج يصعب فرز مكوناته وعناصره ليشكل  انسانا واحدا  يتعايش كل افراده في بيئة واحدة.اصبحت تحمل ملامحها الخاصة.. ما اكثر ما صدمتني- ولا زالت هذه الدعاوى المغرضة الحاقدة والضبابية التي  تحاول ان ترجع بني البشر الى عهود الظلام والجهل* وتموه على الناس  بخلق جديد وبشر من طين اخر... بالله عليكم ايها الدعاة .. اي الامازيغ تقصدون؟ هل اولئك ا لذين يسكنون الاطلس الكبير ويتحدثون  بلهجة - تشلحيث- ام اولئك الذين يسكنون الريف بالشمال ويتحدثون - تا ريفيت - ام اولئك الذين يسكنون -الاطلس الصغير ويتحدون بلهجة - تامزيغت -   اذا خضنا في هذا التفييء فلن ننتهي  ربما  عبرنا الحدود البحرية  وسرنا غربا الى القارة الامريكية  وتحديدا بلاد الامازون  حيث  الاثباتات التاريخية والانتروبولوجية.. وغيرها مما فصل فيه الحديث العلماء المختصون توكد على هذا الامتداد البشري  بما يعرف عندنا بالامازيغ البربر وما يعرف عندهم  بالهنود الحمر .. البشر عنصر واحد من اب واحد وام واحدة  من ادم اب البشرية وحواء ام البشرية.. فالى اين  ونحن نلهث وراء الهوية ؟ وما الجديد الذي قد تحققه في مجتمعنا  وفي اي مجتمع اخر سار وراءها..؟  الا نتعظ با الدول المتقدمة علميا واقتصاديا وتكنولوجيا . هل كان وراء تقدمها لهتها  على الهوية .ام  على الوطنية  والقومية. والمصالح العليا ؟.؟  انا نرى شعوبا تتقدم الى الامام في كل مجالات حياتها بالعلم والبحث التكنولوجي والاختراع وتطوير الانظمة الاجتماعية  وخلق الحقوق المدنية وغيرها وتدفع بمصالح شعوبها الى الامام   الى الافضل  . ونحن نتقوقع في البحث عن الهوية..  ونشحن الذات ببغض الاخر الذي يعيش معك من اول بناء الدار. رحم الله المولى ادريس الاول مؤسس الدولة الادريسية بالمغرب الاقصى ..فانه اول ما استوطن هذا البلد واسس به دولته القوية. فان اول ما فكر به هذا الملك الفاضل ان تصاهر مع قبائل اوربة  وجعل من - كنزة البربرية زوجة له وام اولاده 11- رحم الله الجميع-  وبذلك اعطى الانطلاقة لمجتمع جديد انصهر فيه البرابرة والعرب  في نسيج واحد . اننا .لن نبلغ السؤددا ونحن نلهث وراء تاكيد الهوية  اوفرضها امرا واقعا  الاوسقف الدار ينهارعلى رؤوس اصحابه  .ولنا العبرة في شعوب ودول بادت وهي تلهت وراء الهوية.. الم يات القران الكريم لبني العروبة بهوية واحدة ؟ الم ينزل القران الكريم بلغة واحدة موحدة ؟؟ الم يات القران واحدا موحدا ..قلبا وقالبا  لسانا وجوارحا..؟- الم تكن روح الاسلام هي الاكرمية والتقوى؟؟ -الا يعتبر الاسلام ناسخا لما قبله  وما بعده ؟ -الم نومن بعد بهذا الدين السمح  وحيث فينا  ومنا من  يلهث وراء الهوية  يطبل ويزمر لها في كل واد وناد ..؟؟  وهي دعاوى  لن تزيد الواقع الا ضعفا. ولن تغرقه الا في مدلهمات الامور واعقدها..-الم يكف الانسان  شرفا  هوية الاسلام ونعمة الايمان ؟؟ ونعمة الانتماء الى ادم وحواء ..؟؟ او لن يسال الانسان المسلم يوم لقاء ربه بلسان عربي..من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟.. فمن طرائف الامور التي تدعو الى التامل ..ان حضرت سيدة  فاضلة  بربرية اللهجة مجلسا  باحد المساجد . لتصلي وتتلقى دروسا في   التوعية الدينية لاستدراك ما غاب عنها من امور دينها . فهبت سائلة في حيرة من امرها وبكل فطرة وعفوية  قالت لمرشدتها * كيف  اجيب ربي وسائلي  يوم اللقاء وانا اجهل  لغة القران ****   ولنا ولكم في هاته الطرفة كل الاعتبار  ..  
*ليلى
25 - يناير - 2008
.. حواء طالقة، إن كان ما زعموا ..    كن أول من يقيّم
 
 
تعليق على توظيف الشعر الأندلسي في سب الأمازيغ!
 بقلم: الدكتور مصطفى الغديري (أستاذ الأدب الأندلسي بكلية الآداب ـ وجدة)
قرأت تعليقا في أسبوعية "الصحيفة"، العدد 45 22/28 فبراير 2002 ص: 4 تعليقا بعنوان "مفارقة ثقافية وسياسية غريبة"، مفادها أن شخصية مغربية من العيار الثقيل ـ حسب سياق المقال ـ قرأتْ على مسامع  الملك الحسن الثاني بيتين من الشعر لشاعر أندلسي، هما (بعد تصحيح ما جاء في الرواية من أخطاء) :
رأيت آدم في نومي فقلت له = أبا البرية إن الناس قد حكموا
أن البرابر نسل منك قال: إذن = حواء طالقة إن كان ما زعموا
بدون ذكر لاسم الشاعر أو إشارة إلى مصدر الرواية أو السياق الذي وردت فيه هذه القراءة أمام المرحوم الحسن الثاني.
وقد كان في نيتي أن أكتب شيئا عن هذا التعليق، لكنني أرجأت ذلك إلى حين ظهور ردود أفعال عن ذلك بعد قراءة هذا المقال، وهو ما حصل بالفعل؛ إذ طلعت علينا شهرية "ثاويزا" الصادرة بسلوان (عدد  60أبريل 2002 ص: 2) بمقال تحت عنوان "آدم يطلق حواء لأنها أنجبت الأمازيغيين!"؛ وهي عبارة عن دراسة نصية من المنظور الأدبي انطلاقا من سياق رواية أسبوعية "الصحيفة"، ليصل صاحب الدراسة إلى ما وصل إليه من نتائج بناء عن الرواية السابقة وعن دلالة لغة الأبيات.
وما يهمني في هذا التعليق هو توثيق رواية هذين البيتين ثم التعليق عن مضمونهما .
 بالنسبة للبيتين فإن الدارسين المعاصرين الذين يروون هذين البيتين ويستشهدون بهما، في المشرق والمغرب، اعتمدوا كلهم على رواية المقري التلمساني (توفي سنة 1041هـ) في كتابه "نفح الطيب" :3/412 ، حيث وردا منسوبين للشاعر الأندلسي خلف بن فرج المعروف بالسّمَيْسِر (عاش في عصر ملوك الطوائف) المعروف بهجائه اللاذع لحكام الأندلس، العرب منهم وغير العرب، إلى حد يمكن أن يعتبر شعره نقدا اجتماعيا وسياسيا للحكام الذين فرطوا في الأندلس حتى وقع لها ما وقع!.
ونقده هذا هو الذي جعل المصادر الأدبية في وقته تعرض عن التفصيل في ترجمته ورواية أشعاره، وفي مقدمتهم ابن بسام الذي روى جملة من أشعاره في غير غرض الهجاء، ثم اكتفى بلمحة وجيزة على غير ما هو معهود في تراجمه للشعراء والأدباء (ينظر الذخيرة : 1/2/883). ورواية المقري لا تخلو من التذبذب، فهو تارة يروي البيتين للشاعر المذكور في هجاء المعتصم بن صمادح، صاحب ألمريه. وحسب كتب التراجم التي ترجمت لبني صمادح تفيد بأن هذه الأسرة هاجرت من المشرق إلى الأندلس منذ وقت مبكر، أي مع الطوالع الأولى من المهاجرين المشارقة على عهد عبد الرحمان الداخل، وهي من حرملة بن تميم من الجزيرة العربية (ينظر كتاب "الحلة السيراء" لابن الأبار البلنسي: 2/78 _ 96). والحال هذه لا أرى وجها في هذا السياق دليلا على صحة الرواية، إن صح البيتان للسميسر لأن المعتصم عربي، كما تقول المصادر.
والصيغة الثانية للرواية تقول بأن السميسر لما حصل في قبضة المعتصم صرح بأن هجاءه هذا موجه للأمير عبد الله بن بلقين، آخر أمراء بني زيري بغرناطة وهو من البرابرة الذين كان المنصور بن أبي عامر استقدمهم من شمال إفريقيا للمشاركة في الجهاد بالأندلس، وعبد الله هذا ممن أبعدهم الخليفة الصالح يوسف بن تاشفين عن الأندلس، وأتى به إلى المغرب ضمن مجموعة من حكام الأندلس الذين فرطوا في تدبير أمورها، وبقي في المغرب حيث أنجز مذكراته المعروفة بـ " كتاب التبيان " إلى أن وافاه الأجل فيها (ويعتبر الكتاب من خيرة المصادر التي برأت يوسف بن تاشفين مما يسند إليه من الافتراء في قضية سجنه المعتمد بن عباد بأغمات). فإن صحت هذه الرواية في عبد الله بن بلقين، وهو بربري (أمازيغي)، فإن هذا التذبذب ينقص من قيمتها. ثم علينا أن نتعرف طريقة المقري في كتابة كتابه الضخم "نفح الطيب" بالمشرق، وبالضبط بدمشق، وقد توقف عدة مرات عن كتابته، معتذرا ببعده عن مصادره التي تركها بفاس، فقد كان يعتمد على الذاكرة في كثير من الأحيان أو يسند رواية إلى بعض المصادر التي كانت معه، من أمثال "قلائد العقيان" و"مطمح الأنفس" للفتح بن خاقان، بينما في روايته بيتي السميسر لم يسند الخبر إلى أي مصدر من المصادرط . وعن "نفح الطيب" ـ حسب علمي ـ نقلت المراجع والدراسات البيتين في سياقات متعددة، تارة للإزراء، وتارة للتشفي، وطورا آخر للاستشهاد، كأن البيتين وثيقة تاريخية يحتج بها، كما هو الشأن في كتاب "الاستقصاء" للناصري.
ونعود الآن إلى مصدر آخر لرواية البيتين، وهو "زاد المسافر وغرة محيا السافر" للأديب أبي بحر صفوان بن إدريس … التجيبي المرسي الأندلسي. عاش في النصف الثاني من القرن القرنين السادس الهجري وتوفي سنة 598 هـ. بذلك لم يتعد الفرق الزمني بينه وبين السميسر أكثر من نصف قرن، وهو ابن بلده. بينما الفرق الزمني بينه وبين المقري، وبين السميسر والمقري من جهة أخرى يفوق أربعة قرون. وكان صفوان بن إدريس هذا من شعراء الأندلس المرموقين في القرن السادس، عصر الموحدين بالأندلس، ومن بيت الأدب والشعر، ومن متذوقيه ورواته، كما يشهد على ذلك كتابه "زاد المسافر" الذي التقط درره الشعرية من أفواه كبار رواة الشعر من شيوخه وأصدقائه خلال رحلاته وجولاته بالأندلس والمغرب، كما يؤكد محقق كتابه الدكتور محمد ابن شريفة العالم بالتراث الأدبي الأندلسي (ينظر مقدمة المحقق للكتاب الصادر عن مطبعة النجاح الجديدة سنة1999 م ص.ص.9ـ90)، كما أن الكتاب نفسه سبق أن نشره العالم الجزائري عبد القادرمحداد سنة 1939 م.
ورواية صفوان بن إدريس في كتابه "زاد المسافر" (ط. عبد القادر محداد ص: 120رقم 37 ، ط. ابن شريفة 332 رقم : 37) أوردت البيتين ضمن أشعار أبي عبد الله بن سهل اليَكّي المتوفى في حدود ستين وخمس مائة. ومعنى ذلك أنه كان معاصرا لصفوان بن إدريس. وهو شاعر هجاء لم يسلم أحد من لسانه، حتى قال ابن سعيد في حقه : "هذا الرجل هو ابن رومي عصرنا، وحطيئة دهرنا، لا تجيد قريحته إلا في الهجاء ولا تنشط في غير ذلك من الأنحاء" (المغرب في حلى المغرب : 2/266).
ورواية صفوان بن إدريس البيتين جاءت كالآتي:
رأيت آدم في نومـي فقلت له:   أبا البرية إن الناس قد حكموا
أن الزَّراجينَ رهط منك قال إذاً  حواءُ طالقةُ إن كان ما زعموا
وعلق الدكتور محمد ابن شريفة على كلمة "الزراجين" في الهامش بقوله: أطلق الأندلسيون هذه الكلمة على المرابطين الملثمين، ولم يلتفت د. ابن شريفة إلى رواية النفح ولا قارنها، رغم أنني أعلم أنه وقف عليها وهو من قرأ النفح قراءات كثيرة إلى حد لا يغيب عنه كل ما ورد فيه، و"الزراجين" لا وجود لها في اللغة العربية إلا ما دل على صوت الخيل وجلبها من فعل "زرج"، لهذا قال الدكتور ابن شريفة: أطلق الأندلسيون هذه اللفظة على المرابطين الملثمين، أي حكام دولة المرابطين حين وضعوا حدا للتسيب الذي عرفته الأندلس، والذي كان سيعجل بسقوطها في القرن الخامس. وإذا كان الأندلسيون أطلقوها على حكام المرابطين، فهي تعني التخصيص من أبناء المغرب وليس التعميم، وحتى لو كانت تعني تعميم المغاربة فهي ليست تعني كافة الأمازيع البرابرة من كافة أنحاء شمال إفريقيا. وإن افترضنا جدلا أن المقصود بها كافة البرابرة فهل هذا يعني دستورا أو منطقا لا يناقش، أو كلاما سماويا يحتج به ولا يحتاج إلى تأويل؟  ثم هل الشعر، كل الشعر، يعبر عن وجدان كل أفراد الأمة في جميع الحالات؟  وهل الشعر الذاتي مثل هذا يحتج به كوثيقة تاريخية أم أنه انطباع ذاتي آني بحسب ظروف الشاعر الذي قد لا يلبث أن ينسخها بمثله في أية لحظة؟
أعتقد أن مثل هذا الشعر إن كان يجد فيه بعض قرائه متنفسا في لحظة من اللحظات، فإن قارئا آخر قد لا يستمع إليه ولو كان ذواقا للشعر!
ولا أدري ما هو السياق الذي جعل الشخص المشار إليه في أسبوعية "الصحيفة" يقرأ البيتين على مسامع المرحوم الحسن الثاني، ولو عرفنا السياق لكان هناك كلام آخر، وبما أننا لا نعرف الظروف المحيطة بقراءة البيتين، فلا داعي لمناقشة ذلك . 
ولما كان هذا الشاعر متكسبا ببضاعته الشعرية وجدناه يمدح المرابطين الملثمين بما ينسخ معنى بيتيه بقوله:
قوم لهم شرف العلا في حمير   وإذا انتموا لصنهاجة فَهُم همُ
لمّا حوَوْا إحْرازَ كلِّ فضيلةٍ    غلب الحياءُ عليهـمُ فَتَلَثّموا
( المغرب 2/269 ) .
وبالمقابل نجده قد هجا أهل فاس هجاء مقذعا فاق كل هجاء، ولولا مناسبة رواية البيتين السابقين ومناقشة حجة ذلك لما سمحتُ لنفسي بنقلها ونشرها، منها قوله :
يا أهل فاس لقد ساءت ضمائركم   فأصبحتْ فيكــم الآراء متّفِقَهْ
كلّ امرئ منكم قد حاز منقصـةً   بها أحاط كدَوْرِ العيـنِ بالحَدَقَهْ
وربما اجتمعت في بعض ساداتِكم  نقائصُُ أصبحنْ في الناسِ مفتَرِقَهْ
كالقرنِ والقَوَدِ المشهورِ والكذبِ الــمعروفِ والخَلّةِ الشّنْعاء والسرقَهْ
فلا تَهابَنَّ فاســياُ مررتَ بـهِ   وإنْ تَقُلْ فيه خَيْراً حــوِّلِ الدّرَقَهْ
والْعَنْهُ شيْخاً وكَهْلاً واجْفُهُ حدَثاً   ونِكْــهُ طِفْلاً ولَوْ أَلْفَيْتَهُ عَــلَقَهْ
فلا سقى اللهُ فاساً صوبَ عاديَةِ   نَعَمْ ولا اخْضَرَّ في أرجائها ورَقَـهْ
( "زاد المسافر" نفسه، وهناك من هجاء أقذع في أهل فاس في نفس الصفحات).
فهل قوله هذا في فاس وأهلها سنعتبره حجة يحتج بها ونعتبرها مزية سنرددها يوما على مسامع حكامنا في المحافل الرسمية!، أم أنه مجرد انطباع نعده رد فعل الشاعر وتصفية حسابات من شخص أو أشخاص في لحظة معينة كتلك اللحظة التي دفعته إلى قول البيتين فيمن سماهم بالزراجين؟ .
وما يصدق على هذه القطعة يصدق أيضا على البيتين السابقين اللذين أُسْمِعَا للمرحوم الملك المرحوم الحسن الثاني، إن صح ذلك حسب رواية تعليق "الصحيفة".
وذكرني سياق قراءة البيتين في الرواية السابقة بموقف مخزِ لأحد المتدخلين في إحدى الندوات العلمية بصدد مناقشة بحث قدمه أحد الأساتذة في موضوع يتعلق بالأمازيغية والأمازيع بشمال إفريقيا، ولما نهض إلى منصة المناقشة استفتح كلامه بقوله: سبق لي أن قرأت في كتاب مخطوط بالقاهرة  "البربري والفارلا تعلمه باب الدار"، كأنه اكتشف مجهولا في رحلته إلى القاهرة ليطلع على هذا المخطوط "النادر" و"الثمين"، ويستخرج من كنوزه هذه العبارة المبتذلة، علما أن هذا من أمثال العوام له صيغ متعددة داخل المغرب وفي الأندلس وفي المشرق، يدخل في باب المنافرة بين العدوتين: الأندلسية والمغربية، وتصفية الحسابات، لم تستثن البربري وغير البربري:
_ العربي والفار لا تْعلموا باب الدار !
_ البربري والفار لا تْعلموا باب الدار !
_ الفلالي والفار لا تعلموا باب الدار ! 
_ الشلح والفار لا تعلموا باب الدار !
_ لَعْروبي والفارْ لا تْعلموا باب الدار !
( ينظر ذلك بتفصيل في كتاب أمثال العوام للزجالي الأندلسي تحقيق د. محمد ابن شريفة ج/1 ص: 207 ، 2/45).
لعل من قرأ البيتين ـ بغض النظر عن سياق القراءة ـ لا يختلف عن موقف من استشهد بالمثل الذي قرأه بمخطوط بالقاهرة أثناء مناقشة موضوع يتعلق بالأمازيغية والأمازيغ بشمال إفريقيا!. ولله في خلقه شؤون!!
 
Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.
*abdelhafid
6 - فبراير - 2008
سبق وأن أثبت العلم عروبة البربر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
في سنة 2000 أثبتت دراسة على الصبغي الذكوري للسكان الأصليين لكثير من مناطق العالم أن السكان الأصليين للمغرب هم أقرب سلالات العالم إلى سكان الشرق الأوسط وكانت النتيجة على الشكل التالي:
وفي سنة 2004 دراسة أخرى أكثر تخصيصا على 25 مجموعة بشرية 24 من إفريقيا و 1 من سلطنة عمان، أثبتت هذه الدراسة أن البربر أقرب مجموعة بشرية إفريقية من سكان سلطنة عمان رغم بعد المسافة بينهما:
 The name of referred object is AJHGv74p532fg3.jpg
وقد تمت هذه الدراسة على جينات الصبغي الذكوري الذي ينتقل فقط من الرجال ولا يوجد لدى النساء مطلقا، الأمر الذي يتوافق مع علم الأنساب بنسبة الولد إلى أبيه، فلون البشرة أو العينين أو الشعر لا يمكن أن تحدد النسب لأنها تتوارث من جهة الأب والأم على حد سواء، أما بالنسبة للصبغي Y الذكوري فلا يتناقله إلا الرجال فالرجل يحمل YX والمرأة تحمل XX وفي كل الأحوال لا يحصل الجنين من الأم إلا على X فإذا حصل على X من الأب فهي أنثى XX، وإذا حصل على Y من الأب فهو ذكر YX.

ويتضح مما سبق أن تسمية الأمازيغ تسمية دخيلة على البربر لأنه لا تصح نسبتهم بحال من الأحوال إلى مازيغ وإلى الحامية وأن هذا أمر قد حدث حينما اختلط على بعض النسابة وجود سلالتين اشتهرتا بإسم البربر..

ففي تاج العروس: "بربر : أمة أخرى وبلادهم بين الحبوش والزنج على ساحل بحر الزنج وبحر اليمن وهم سودان جدا ولهم لغة برأسها لا يفهمها غيرهم ومعيشتهم من صيد الوحش وعندهم وحوش غريبة لا توجد في غيرها كالزرافة والكركدن والببر والنمر والفيل وربما وجد في سواحلهم العنبر وهم الذين يقطعون مذاكير الرجال ويجعلونها مهور نسائهم وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني : وجزيرتهم قاطعة من حد ساحل أبين ملتحقة في البحر بعدن من نحو مطالع سهيل إلى ما يشرق عنها وفيما حاذى منها عدن وقابله جبل الدخان وهي جزيرة سقوطرى مما يقطع من عدن ثابتا على السمت وكلهم من ولد قيس عيلان . قال أبو منصور : ولا أدري كيف هذا".

وهم السكان الأصليون لجزيرة سقطرة اليمنية جاء في بعض المراجع أن الإسكندر المقدوني رحلهم عنها، والآثار الباقية على الجزيرة تؤكد قرابتهم من الحبشة الذين سبق وأن احتلوا اليمن ولغتهم أمهرية كما هي لغة الحبشة، أما التيفناغ فهي أيضا كتابة الحبشة وقد عثر على التيفناغ عند الطوارق وهم مجاورون للحبشة، وهو نفسه الخط الموصوف في كتاب ابن النديم الفهرست وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال: وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل إسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون، غير الخط:
 
الثلاث نقط التي ذكرها ابن النديم تظهر بوضوح في نقش الصخور التي تقدم على أنها كتابة البربر:
Image:Tinifagh intedeni.jpg
 
 
والكتابات الإغريقية تشير إلى البربر غالبا بالموري الموريطاني المورو وهي كلمات مشتقة عن مغربي وهي كلمة عربية من غروب الشمس وهو أمر يؤكد عروبة البربر في بداية أمرهم، كما أنه في الكتابة الهيلوغريفية يشار إلى البربر بحرفين فقط وهما الراء والباء وكليهما يوجدان في كلمة مغربي وأيضا النسبة إلى القبيلة المعروفة أوربي وإيرب ereb في الفينقية معناها أيضا غروب الشمس.
 
إضافة إلى ما سبق فإن الاسم الذي كان المفضل عند البربر في القرون الوسطى وهو المغربي والمغاربة وهو يحمل ثقل الغربة والتغريب في اللغة العربية وأيضا اسم إحدى القبائل هوارة من التهور وهو التغرب في أحد المعاني، وإذا رجعنا إلى اللغة اللاتينية القديمة وحاولنا الاطلاع على ما تعنيه كلمة بربر ابتداءا:
barbaricus -a -um [foreign] , i.e., not Greek or Roman.
فإنها لا تعدو أن تكون "أجنبي" وهذا معناه أن البربر لم يكونوا السباقين إلى السكنى في شمال إفريقيا وإنما سبقهم إليها جنس آخر من الناس، والكتب التي تسرد قصص الفتح الاسلامي تذكر أن الافرنج كانت لهم بعض القلاع في المنطقة وكانوا مغلوبين للبربر وقد أخرجتهم الكاهنة، _والافرنج غير الروم، وإنما البربر كانوا يقدمون الجزية إلى الروم_ وتجد أيضا في بعض المصادر أن المضيق بين طنجة وجبل طارق كان متصلا، وقد شكا أهل الأندلس إضرار البربر بهم إلى الاسكندر المقدوني فقام بحفر هذا المضيق فاتصل ماء المحيط بالأبيض، وهذه المعطيات تؤكد أن سكان أوربا الغربية سكنوا شمال إفريقيا قبل البربر، لذلك كانوا يعتبرونهم أجانب، وهم الافرنج والجرمان والقوط وغيرهم، فلما غلبهم البربر عليها انتقلوا إلى أوربا من جهتها الغربية،  فأطلقت عليهم أيضا هذه التسمية من قبل الرومان والاغريق، سما الرومان والاغريق الوافدين الجدد بربر أي أجانب لأن الرومان والاغريق كانوا سبقوهم إلى أوربا، والله أعلم.
 
*عبد الحي
25 - فبراير - 2008
بارك الله فيك أخي عبد الحي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
أتحفتنا أخي عبد الحي بارك الله فيك، شكرا جزيلا لك هذا الموضوع الممتاز
*علاء
11 - مارس - 2008
آراء المؤرخين    كن أول من يقيّم
 
الشكر لك أخي علاء على طرح موضوع غرقت فيه آراء المحقين في بحر آراء من يدعون علم النسب، فابن حزم مثلا يصف من نسب البربر إلى قيس عيلان من مؤرخي اليمن بالكذب فهو يقول:

"قال قوم: إنهم من بقايا ولد حام بن بنوح -عليه السلام- وادعت طوائف منهم إلى اليمن، إلى حمير، وبعضهم إلى بر بن قيس عيلان. وهذا باطل، لا شك فيه. وما علم النسابون لقيس عيلان ابناً اسمه بر أصلاً. ولا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر، إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن."

وهو يرجح نسبتهم إلى الحامية الشئ الذي تنفيه هذه البحوثات الجينية التي تبين أن عرب المغرب أقرب إلى البربر منه إلى عرب سلطنة عمان الذين ينتهي نسبهم إلى يعرب بن قحطان، بينما أغلب من هاجر إلى المغرب من العدنانية ينتهي نسبهم إلى إبراهيم عليه السلام، هذا يجعلنا نرجع قول:
 من قالوا أن البربر من ولد لقشان بن إبراهيم الخليل عليه السلام
أو الحمداني الذي قال: أنهم من ولد برا بن قيدار بن أسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام

*عبد الحي
29 - مارس - 2008