وقفات تأملية كن أول من يقيّم
هاهي ذي وقفات تأملية : 1- قوله تعالى : " محمد رسول الله والذين معه أشِداء على الكفار رحماء بينهم " . هذه الآية تشرح خواص الأمة المنتصرة الوارثة . نعَم ! لقد كنا كذلك ، أما اليوم فقد انتقلت هذه الصفة إلى غيرنا ، فما نتراحم ، بل نتزاحم على أسباب الخِصام ، فَمَن ظفِرَ بأخيه أزهق روحه ، وكما قيل : سريعٌ إلى ابن العمّ يَلطِم خده ** وليس إلى داعي الندى بِسَريعِ فكيف يقترب النصر ؟ وبِمَ تستحِقّ أمتنا ميراث الأرض ؟ . 2- قوله تعالى : " ما يَلفِظُ مِن قول إلا لديه رقيب عتيد " ( رقيب ) : مَلَكٌ مُراقِب لأعمال كلٍّ منّا ، حافظٌ لها ، شاهدٌ عليها لا يفوته شيء منها . ( عتيد) : مَلَكٌ حاضرٌ ليس بغائب ، يكتب عليه ما يقوله من خير وشَر .هذا حديث حسَن رواه الطبراني في الكبير أنّ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلَّم ، يقول : " إنّ صاحب الشِّمال لَيَرفع القلمَ ستّ ساعات عن العبد المسلم المخطىء أو المسيء ، فَمَن ندِم واستغفر اللهَ منها ألقاها وإلا كَتب واحدة " . ( سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/ 210 ) . أمّا المَلَكُ الذي عن اليمين فإنه يكتب الحسنات ، فإذا عمِل العبد حسَنةً كتَبها له عشْراً قال رسول الله ، صلى لله عليه وآله وسلّم : " إذا عمِلْتَ سيّئة فأتْبِعْها حسنةً تَمْحُها " . ( أخرجه أحمد ، عن سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/361) . 3- قوله تعالى : " فلا يُظهِر على غيبه أحدا إلا مَن ارتضى من رسول..." . الغيب المطلق الشمولي لله وحدَه – سبحانه وتعالى – ثم جزء من غيبه لِمَن يرتضيه من رسله . وقد أظهر أثر هذا الغيب لأسعد مخلوقاته ، صاحب الرسالة العالمية ، الرحمةِ المهداة للعالَمين ، سيّدِ ولَدِ آدم ، سيّدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم صلاة من الأزل إلى الأبد ، مستمرة لا تُرَدُّ ولا تُعَدُّ ولا تُحَدّ. وهذا دليل متفق عليه : سأل ،صلوات ربي وسلامه عليه، أمير المؤمنين الإمام عليّاً ، عليه السلام ، وكرّم الله وجهه ، ورضي الله عنه : " أتدري أشقى الأوّلين وأشقى الآخِرين يا علي ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أشقى الأولين عاقر ناقة صالح ( قُدار بن سالِف ) ، وأشقى الآخِرين هو مَنْ يَضرِبُكَ مِن يأفوخك ( قفا رأسك) فَيَقتُلُكَ يا علي " . ثم كان .لقد قتله أحد جنده : عبد الرحمن بن مُلجم ( من الذين خرجوا على طاعته ) . هذه الفِرقةُ ، فِرقةُ الخوارج " من الكفر فرّوا ، ونحقِر صلاتِنا إلى صلاتهم " ، ولكنهم قومٌ أعجِبوا بتعبدهم وغالوا حتى مرقوا من الدين كما يمرق السهم من رميته . أقول : هذه الفِرقة وأمثالها من الفِرَق ما انتبهت إلى قوله تعالى : " ومَنْ يُشاقِقِ الرسولَ من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبِعْ غيرَ سبيلِ المؤمنين نُوَلِّه ما تولّى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيراً ". قال الإمام الشافعي : إنّ اتّباع سبيل المؤمنين إنما هو ( الإجماع ): الذي انعقد بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وإنّ مخالفة الإجماع عاقبته وخيمة : [خرجت الطائرة عن خط سيرها !! انتهت وانتهى ركابها ] . 4- قوله تعالى : " وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى " . هذه الآية لم تَنفِ انتفاعَ الإنسان بِسَعي غيرِهِ . قال ابن تيمية : "مَن اعتقد أنّ الإنسان لا يَنتفع إلا بعمله فقد خَرَقَ الإجماع " . أخرج أبو القاسم الزنجاني في فوائده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن دَخَلَ المقابر ، ثم قرأ فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وألهاكم التكاثر ، ثم قال : إني جعلت ثواب ما قرأت من كلامك لأهل المقابر من المؤمنين والمؤمنات كانوا شفعاءَ له إلى الله تعالى " .( ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهّاب في كتاب الفقه ، القسم الثاني ، صفحة 75 من كتاب تمنّي الموت بتحقيق شيخين من شيوخ نجد ) . تنبيه : [ هذه ثم تفيد التراخي الزمني ؛ أي : بعد أن يقول : السلام عليكم دارَ قوم مؤمنين وإنّا إن شاء الله بكم لا حقون ...] - ابن عمر ، رضي الله عنه ، أوصى أن يُقرَأ عند قبره سورةُ البقرة . - كان الإمام أحمد بن حنبل يُنكِر ذلك ، ثم لمّا بلغه فيه دليلٌ رجَعَ . - - ( الاشتغال بفهم القرآن الكريم واجب ، د/ يحيى مصري . الكتاب يُطبَع هذه الأيام في دار إشبيليا في الرياض ". |