" مرج البحرين يلتقيان". كن أول من يقيّم تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) عُنِيَ به بحر السماء، وبحر الأرض، وذلك أن الله قال { يَخْرُجُ منْهُما اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجانُ } واللؤلؤ والمرجان إنما يخرج من أصداف بحر الأرض عن قَطْر ماء السماء، فمعلوم أن ذلك بحر الأرض وبحر السماء. تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) إذا كان المرج بمعنى الخلط فما الفائدة في قوله تعالى: { يَلْتَقِيَانِ }؟ نقول قوله تعالى: { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أي أرسل بعضهما في بعض وهما عند الإرسال بحيث يلتقيان أو من شأنهما الاختلاط والالتقاء ولكن الله تعالى منعهما عما في طبعهما، وعلى هذا يلتقيان حال من البحرين، ويحتمل أن يقال: من محذوف تقديره تركهما فهما يلتقيان إلى الآن ولا يمتزجان وعلى الأول: فالفائدة إظهار القدرة في النفع فإنه إذا أرسل الماءين بعضهما على بعض وفي طبعهما بخلق الله وعادته السيلان والالتقاء ويمنعهما البرزخ الذي هو قدرة الله أو بقدرة الله، يكون أدل على القدرة مما إذا لم يكونا على حال يلتقيان، وفيه إشارة إلى مسألة حكمية وهي: أن الحكماء اتفقوا على أن الماء له حيز واحد بعضه ينجذب إلى بعض كأجزاء الزئبق غير أن عند الحكماء المحققين ذلك بإجراء الله تعالى ذلك عليه وعند من يدعي الحكمة ولم يوفقه الله من الطبيعيين يقول: ذلك له بطبعه، فقوله: { يَلْتَقِيَانِ } أي من شأنهما أن يكون مكانهما واحداً، ثم إنهما بقيا في مكان متميزين فذلك برهان القدرة والاختيار وعلى الوجه الثاني: الفائدة في بيان القدرة أيضاً على المنع من الاختلاط، فإن الماءين إذا تلاقيا لا يمتزجان في الحال بل يبقيان زماناً يسيراً كالماء المسخن إذا غمس إناء مملوء منه في ماء بارد إن لم يمكث فيه زماناً لا يمتزج بالبارد، لكن إذا دام مجاورتهما فلا بد من الامتزاج فقال تعالى: { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } خلاهما ذهاباً إلى أن يلتقيان ولا يمتزجان فذلك بقدرة الله تعالى. تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) قوله تعالى: { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } { مَرَجَ } أي خَلَّى وأرسل وأهمل؛ يقال: مرج السلطان الناس إذا أهملهم. وأصل المَرْج الإهمال كما تُمْرَج الدابّةُ في المرعى. ويقال: مَرَجَ خَلَطَ. وقال الأخفش: ويقول قوم أَمْرَج البحرين مثل مَرَج، فَعَل وأَفْعَلَ بمعنًى. { ٱلْبَحْرَيْنِ } قال ٱبن عباس: بحر السماء وبحر الأرض؛ وقاله مجاهد وسعيد بن جبير. { يَلْتَقِيَانِ } في كل عام. وقيل: يلتقي طرفاهما. وقال الحسن وقتادة: بحر فارس والروم. وقال ٱبن جريج: إنه البحر المالِح والأنهار العذبة. وقيل: بحر المشرق والمغرب يلتقي طرفاهما. وقيل: بحر اللؤلؤ والمرجان. تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } المرج: التخلية والإرسال، يقال: مرجت الدابة: إذا أرسلتها، وأصله الإهمال، كما تمرج الدابة في المرعى، والمعنى: أنه أرسل كل واحد منهما، يلتقيان أي: يتجاوران لا فصل بينهما في مرأى العين، ومع ذلك فلم يختلطا، ولهذا قال: { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } أي حاجز يحجز بينهما { لاَّ يَبْغِيَانِ } أي: لا يبغي أحدهما على الآخر بأن يدخل فيه ويختلط به. قال الحسن، وقتادة: هما بحر فارس والروم. وقال ابن جريج: هما البحر المالح والأنهار العذبة، وقيل: بحر المشرق والمغرب، وقيل: بحر اللؤلؤ والمرجان، وقيل: بحر السماء وبحر الأرض. قال سعيد بن جبير: يلتقيان في كل عام، وقيل: يلتقي طرفاهما. تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) أرسل البحرين العذب والمالح { يَلْتَقِيَانِ } لا يختلطان { بَيْنَهُمَا } بين العذب والمالح { بَرْزَخٌ } حاجز من الله { لاَّ يَبْغِيَانِ } لا يختلطان ولا يغير كل واحد منهما طعم صاحبه. تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) يعني أرسل البحرين ويقال خلَّى البحرين ويقال خلق البحرين يلتقيان يعني مالح وعذب { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } يعني حاجز { لاَّ يَبْغِيَانِ } يعني لا يختلطان فيغير طعمه وأصل البغي التطاول والجَوْرُ والظلم. تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } أما البحران ففيهما خمسة أوجه: أحدهما: أنه بحر السماء وبحر الأرض،قاله ابن عباس.الثاني: بحر فارس والروم، قاله الحسن، وقتادة. الثالث: أنه البحر المالح والأنهار العذبة، قاله ابن جريج.الرابع: أنه بحر المشرق وبحر المغرب يلتقي طرفاهما.الخامس: انه بحر اللؤلؤ وبحر المرجان. وأما { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ } ففيه ثلاثة أقاويل:أحدها: تفريق البحرين، قاله ابن صخر.الثاني: إسالة البحرين، قاله ابن عباس.الثالث: استواء البحرين، قاله مجاهد. وأصل المرج، الإهمال كما تمرج الدابة في المرج. تفسير تفسير القرآن/ التستري (ت 283 هـ): [ التفسير الصوفي]. قوله تعالى: { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } [19] قال: أحد البحرين القلب، فيه أنواع الجواهر: جوهر الإيمان وجوهر المعرفة وجوهر التوحيد وجوهر الرضى وجوهر المحبة وجوهر الشوق وجوهر الحزن وجوهر الفقر وغيرها؛ والبحر الآخر النفس. |