من ذريتي كن أول من يقيّم
124" وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمّهنّ قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومِن ذُرِّيَّتي قال لا ينال عهدي الظالمين". " من ذُرّيّتي " : متعلقان بصفة لموصوف محذوف هو مفعول أوّل، والمفعول الثاني والعامل محذوفان ، والتقدير: اِجعَلْ فريقاً كائناً من ذُرّيّتي إماماً . تنبيه : إعراب " عهدي" : فاعل . وقُرىء " الظالمون" ، على العكس؛ والمعنيان متقاربان؛ لأنّ كلّ ما نِلْتَه فقد نالَكَ . 126 " وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعلْ هذا بلداً آمِناً وارْزُقْ أهلَه من الثمرات مَن آمَن منهم بالله ...". " منهم " : متعلقان بحال محذوفة من الضمير في " آمَنَ" . 128 " ربَّنا واجعلْنا مسلمَيْنِ لك ومِن ذُرِّيتِنا أمّةً مسلمةً لك وأرِنا مناسكنا وتُبْ علينا ...". " مِن ذُرّيتنا" : متعلقان بصفة لموصوف محذوف هو مفعول أوّل ، والتقدير: اجعلْ فريقاً كائناً من ذرّيّتنا أمة مسلمة . و" أمة" مفعول ثان للفعل المقدر. 130 " .... ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لَمِن الصالحين". " في الآخرة" : يتعلَّقَ بقولِه " الصالحين " وإنْ كانت أل موصولةً في( الصالحين)؛ لأنه يُغْتفر في شبه الجملة ما لا يُغْتَفَرُ في غيرِها اتِّساعاً . " من الصالحين" : متعلقان بخبر" إنّ" المحذوف ، واللام في " لَمِن الصالحين" هي لام التوكيد. 133 " أم كنتم شهداء إذ حضريعقوبَ الموتُ إذ قال لِبَنيه ماتعبُدون مِن بعدي...". " إذْ" : ظرف متعلق بِ " شُهَداء" . " إذْ" الأخرى : بدل من الأولى ، والعامل فيها العاملُ في " إذْ" لا على نيّة تكرار العامل ، أو عامل مضمر إنْ قلنا بذلك. توضيح قال المفسِّر العلامة الشنقيطي- رحمه الله-: قوله تعالى: "فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ" الآية. هذه الآية تدل على أنّ هذه النار كانت معروفة عندهم، بدليل أل العهدية، وقد قال تعالى في سورة التحريم: "قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"، فتنكير النار هنا يدل على أنها لم تكن معروفة عندهم بهذه الصفات. ووجه الجمع أنهم لم يكونوا يعلمون أن من صفاتها كون الناس والحجارة وَقوداً لها فنزلت آية التحريم فعرَفوا منها ذلك من صفات النار، ثم لمّا كانت معروفة عندهم نزَلت آية البقرة، فعرفت فيها النار بأل العهدية ؛لأنها معهودة عندهم في آية التحريم، ذكر هذا الجمعَ البيضاوى والخطيب في تفسيريهما وزعما أنّ آية التحريم نزلت بمكة وظاهر القرآن يدل على هذا الجمع لأن تعريف النار هنا بأل العهدية يدل على عهد سابق والموصول وصلته دليل على العهد وعدم قصد الجنس ولا ينافي ذلك أن سورة التحريم مدنية وأن الظاهرنزولها بعد البقرة، كما روي عن ابن عباس لجواز كون الآية مكية في سورة مدنية كالعكس. |