البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.    قيّم
التقييم :
( من قبل 18 أعضاء )
 د يحيى 
23 - ديسمبر - 2007
الفرق بين تفسير الصوفية ، وتفسير الباطنية
الصوفية لا يمنعون إرادة الظاهر ، بل يحضون عليه، ويقولون لا بد منه أولاً ؛ إذ مَن ادّعى فهم أسرار القرآن ولم يحكّم الظاهر كمن ادّعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز الباب . وأما الباطنية فإنهم يقولون : إن الظاهر غير مراد أصلاً ، وإنما المراد الباطن . وقصدهم : نفي الشريعة . هذا، وأهم كتب التفسير الإشاري ( الصوفي) أربعة : تفسير النيسابوري ،وتفسير الألوسي ، وتفسير التستري ، وتفسير محيي الدين بن العربي.
* سئل أبو محمد سهل بن عبد الله التستري ( متوفَّى عام283هجري ، كما في ترجمته في تاريخ ابن خلكان):  عن معنى : بسم الله ...فقال :( الباء) بهاء الله عز وجل ، و  (السين) سناء الله عز وجل ، و ( الميم) مجد الله  عز وجل. و( الله) :هو الاسم الأعظم الذي حوى الأسماء كلها...وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الرحمن الرحيم : اسمان رفيقان ، أحدهما أرق من الآخَر، فنفى الله تعالى بهما القنوط عن المؤمنين من عباده.
 
أحسن طرق التفسير
1- تفسير القرآن بالقرآن : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " : العدل : " فَمَن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمِثْل ما اعتدى عليكم " . الإحسان : " فَمَن عفا وأصلح فأجرُهُ على الله " . إذن : الإحسان أعلى رتبة من العدل، وأنعِمْ نظرك في قوله تعالى : " وبالوالدَيْنِ إحساناً " : مفعول مطلق مؤكد للفعل المضمر، ولاتنس ظاهرة العفووالصفح، فضلاً عن دوام المصاحبة : " وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً" : يفترض أن يعيشا معك، وتقبّل أقدامهما " رضا الله في رضى الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين"(حديث شريف)، لا أن تضعهما في دار العجزة ، ثم تضجَر (أف): اسم فعل مضارع ، بمعنى : أتضجّرُ. وتنهرهما " فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما"، ومَن الذي ينهر ؟ ، والله عز وجل كرّم الإنسان أياً كانت ديانته : " ولقد كرّمنا بني آدم"[ الاشتغال بفهم القرآن ، ص7، د/ يحيى مصري].
2- تفسير السُّنّة ؛ فإنها شارحة للقرآن وموضّحة له ؛وكل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو بما فيه من القرآن : " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله"، " وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون". ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إلا إني أوتيت القرآن ومثله معه"؛ يعني : السنّة. والسنّة أيضاً تنزل عليه بالوحي كما ينزل عليه القرآن ؛ لأنها تتلى كما يتلى.
3- إذا لم نجد التفسير في القرآن ، ولا في السنة ، رَجَعنا في ذلك إلى أقوال أهل البيت ، فأقوال الصحابة المجتبين الأخيار؛ فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح ، ولا سيما الخلفاء الراشدين ، والأئمة المهديين؛ من مثل : ترجمان القرآن ابن عباس، وابن مسعود، رضوان الله عليهم أجمعين.
4- تفسير التابعين ، وعلى رأسهم مجاهد ، وسعيدبن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع ،وسعيد بن المسيّب،وأبي العالية ، والربيع بن أنس، وقتادة ، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومَن بعدَهم.
فأما تفسير القرآن بمجرّد الرأي فحرام ، فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَن قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار". فأما مَن تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً فلا حرج عليه. ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة ؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه. وهذا هو الواجب على كل أحد.
 
 
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
البغدادي    كن أول من يقيّم
 
                                                                     عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى

قال الإِمام الكبير حجة المتكلمين عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه الفَرْقُ بين الفِرَقِ: (الفصل الأول من فصول هذا الباب في بيان أصناف أهل السنة والجماعة، صفحة189 وما بعدها " اعلموا أسعدكم الله أن أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس:
1ـ صنف منهم أحاطوا علماً بأبواب التوحيد والنبوة وأحكام الوعد والوعيد والثواب والعقاب وشروط الاجتهاد والإِمامة والزعامة..
2
ـ والصنف الثاني منهم: أئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث من الذين اعتقدوا في أُصول الدين مذاهب الصفاتية في الله وفي صفاته الأزلية وتبرَّؤُوا من القدر والاعتزال، وقالوا بدوام نعيم الجنة على أهلها، ودوام عذاب النار على الكفرة، وقالوا بإِمامة أبي بكر وعمرَ وعثمانَ وعلي، وأحسنوا الثناء على السلف الصالح من الأمة، ورأوا وجوب الجمعة خلف الأئمة الذين تبرؤوا من أهل الأهواء الضالة، ورأَوْا وجوب استنباط أحكام الشريعة من القرآن والسنة ومن إِجماع الصحابة، ويدخل في هذه الجماعة أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم.
3
ـ والصنف الثالث منهم: هم الذين أحاطوا علماً بطرق الأخبار والسنن المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وميزوا بين الصحيح والسقيم منها، وعرفوا أسباب الجرح والتعديل، ولم يخلطوا علمهم بذلك بشيء من بدع أهل الأهواء الضالة.
4
ـ والصنف الرابع منهم: قوم أحاطوا علماً بأكثر أبواب الأدب والنحو والتصريف، وَجَرَوْا على سَمْتِ أئمة اللغة كالخليل وأبي عمرو بن العلاء وسيبويه.
5
ـ والصنف الخامس منهم: هم الذين أحاطوا علماً بوجوه قراءات القرآن وبوجوه تفسير آيات القرآن وتأويلها على وَفق مذاهب أهل السنة دون تأويلات أهل الأهواء الضالة.
6
ـ والصنف السادس منهم: الزّهّاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا، واختَبروا فاعتبروا، ورضُوا بالمقدور وقنِعوا بالميسور، وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أُولئك مسؤول عن الخير والشر، ومحاسب على مثاقيل الذر، فأعدّوا خير الإِعداد ليوم المعاد، وجرى كلامهم في طريقَيْ العبارة والإِشارة على سَمْتِ أهل الحديث دون مَن يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياءً، ولا يتركونه حياءً، دينُهم التوحيد ونفي التشبيه، ومذهبهم التفويضُ إِلى الله تعالى، والتوكلُ عليه والتسليمُ لأمره، والقناعةُ بما رُزِقوا، والإِعراضُ عن الاعتراض عليه. "ذلكَ فضلُ اللهِ يؤتِيهِ مَنْ يشاءُ واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ" (الجمعة/ 4).
7
ـ والصنف السابع منهم: قوم مرابطون في ثغور المسلمين في وجوه الكفرة، يجاهدون أعداء المسلمين ويحمون حمى المسلمين.
8
ـ والصنف الثامن منهم: عامة البلدان التي غلب فيها شعائر أهل السنة، دون عامة البقاع التي ظهر فيها شعار أهل الأهواء الضالة.." [الفَرْقُ بين الفِرَقِ للإِمام عبد القاهر البغدادي المتوفى سنة 429هـ].
 
                                                          الإِمام القشيري رحمه الله تعالى(ت عام 465)

قال الإِمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في
مقدمة رسالته المشهورة متحدثاً عن الصوفية، ص2: "جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه، وفَضَّلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وجعل قلوبهم معادن أسراره، واختصَّهم من بين الأمة بطوالع أنواره، فهم الغياث للخلق، والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق. صفَّاهم من كدورات البشرية، ورقَّاهم إِلى محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية، ووفقهم للقيام بآداب العبودية، وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية، فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف، وتحققوا بما مَنَّه سبحانه لهم من التقليب والتصريف، ثم رجعوا إِلى الله سبحانه وتعالى بصدق الافتقار ونعت الانكسار، ولم يتَّكِلوا على ما حصل منهم من الأعمال أو صفا لهم من الأحوال، علماً منهم بأنه جلَّ وعلا يفعل ما يريد، ويختار من يشاء من العبيد، لا يحكم عليه خلق، ولا يتوجه عليه لمخلوق حق، ثوابه ابتداء فضل، وعذابه حكم بعدل، وأمره قضاء فصل".

                                                          الإِمام الغزالي رحمه الله تعالى( ت عام505)

ها هو ذا حجة الإِسلام الإِمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى
يتحدث في كتابه المنقذ من الضلال في ص 131عن الصوفية وعن سلوكهم وطريقتهم الحقة الموصلة إِلى الله تعالى فيقول:
(ولقد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السيرة، وطريقتهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق.. ثم يقول رداً على من أنكر على الصوفية وتهجَّم عليهم: وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقةٍ طهارتُها ـ وهي أول شروطها ـ تطهيرُ القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة استغراقُ القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله).
 
جزى الله خيراً من كتبها وقرأها.
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2007
شبه الجمل    كن أول من يقيّم
 
                                                                         سورة البقرة
108"....ومَن يتبدّل الكفرَ بالإيمان فقد ضلّ سواءَ السبيل" .
         " بالإيمان" : متعلقان بحال محذوفة من " الكفر" . " سواءَ" : مفعول فيه ظرف مكان بمعنى وسط ، متعلق بالفعل " ضلّ "
109" ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّاراً حسَداً من عند أنفسِهم من بعد ما تبيّن لهم الحقُّ حتى يأتيَ اللهُ بأمره إنّ الله على كل شيء قدير".
         " من عند " : متعلقان بِ " حسداً" . " حتى " : حرف جر . " يأتيَ " : فعل مضارع منصوب بِ ( أنْ) المضمرة وجوباً بعد " حتى" . " الله " : لفظ الجلالة فاعل.  أنْ المضمرة وما بعدها في تأويل المصدر في محل جر بِ " حتى" . والجار والمجرور متعلقان بالفعل " اعفوا" ؛ أي : اعفُوا إلى هذه الغاية.
110" وأقيموا الصلاة وآتُوا الزّكاة وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله إنّ الله بما تعملون بصير" .
        " من خيرٍ" : متعلقان بصفة محذوفة للمفعول به : " ما" . " عند " : ظرف متعلق بحال محذوفة من الضمير في " تجدوه" ، وهو الهاء.
115" ولله المشرِقُ والمَغرِب فأينما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجهُ الله" .
        " أينما" : " أين " : اسم شرط جازم ظرف مكان ، متعلق بِ " تولُّوا" . و " ما " : زائدة ؛ لتوكيد الشرط. " ثَمَّ " : مفعول فيه ظرف مكان ، مبني على الفتح في محل نصب ، متعلق بخبر مقدّم محذوف للمبتدأ :" وجه".[ و" ثَمّ" : اسم إشارة للبعيد].
تنبيه : إنّ دعوى بعضهم بأنّ السّلَف لم يكونوا يلجؤون إلى التأويل في الأسماء والصفات تعميمٌ ، فمثلاً ابن تيمية كان أوّلَ ( الوجه) في الآية المتقدمة ، فقال : " أيْ قِبلة الله ووِجهةُ الله " . ( الفتاوى2/429).
        وفي قوله تعالى : " كلُّ شيءً هالكٌ إلا وجهَهُ" ( القَصص/88) قال : " أيْ دِينَهُ وإرادَتَهُ وعبادَتَهُ"   (الفتاوى2/433 ، السطر الثالث).
    أمّا أحمد بن حنبل ، وهو مَنْ هو، ومِن أصحاب القرون الثلاثة التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالخيرية فقد أوّلَ (مجيء الرّب) بمجيء أمره في قوله تعالى : " وجاء ربُّك والملَكُ صفّاً صفّاً" ( الفجر/22).
  ( الأسماء والصفات للبيهقي ،ص292).
        
 
 
*د يحيى
31 - ديسمبر - 2007
دفع الإيهام    كن أول من يقيّم
 
                                                     " دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"
                                              للعلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى.
قوله تعالى : "خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ" الآية. هذه الآية تدل بظاهرها على أنهم مجبورون لأن من ختم على قلبه وجعلت الغشاوة على بصره سلبت منه القدرة على الإيمان. وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن كفرهم واقع بمشيئتهم وإرادتهم كقوله تعالى: "فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى"، وكقوله تعالى: "أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ"، وكقوله: "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" ، وكقوله: "ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُم"، وكقوله: "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُم" .
والجواب:أن الختم والطبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم, كل ذلك عقاب من الله لهم على مبادرتهم للكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ومشيئتهم, فعاقبهم الله بعدم التوفيق جزاءً وفاقاً. كما بينه تعالى بقوله: "بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ" ، وقوله: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ"، وبقوله: "وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ"، وقوله: "فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ"، وقوله: "فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً" ،وقوله: "بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"، إلى غير ذلك من الآيات.
 
 قوله تعالى: "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً". أفرد في هذه الآية الضمير في قوله استوقد وفي قوله ما حوله وجمع الضمير في قوله: "ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ"، مع أن مرجع كل هذه الضمائر شيء واحد وهو لفظة الذي من قوله: "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي".
 والجواب عن هذا أن لفظة الذي مفرد ومعناها عام لكل ما تشمله صلتها, وقد تقرر في علم الأصول أن الأسماء الموصولة كلها من صيغ العموم, فإذا حققت ذلك فاعلم أن إفراد الضمير باعتبار لفظة الذي وجمعه باعتبار معناها، ولهذا المعنى جرى على ألسنة العلماء أن الذي تأتي بمعنى الذين، ومن أمثلة ذلك في القرآن هذه الآية الكريمة, فقوله كمثل الذي استوقد؛ أي كمثل الذين استوقدوا بدليل قوله: "ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ" ، وقوله: "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" وقوله: "لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ" ؛أي كالذين ينفقون بدليل قوله: "لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا"  ،وقوله: "وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا"  بناءً على الصحيح من أن الذي فيها موصولة لا مصدرية .
 
*د يحيى
1 - يناير - 2008
المثال أفصح من المقال    كن أول من يقيّم
 
                      تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى(ت عام771)

قال الشيخ تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه معيد النعم ومبيد النقم، تحت عنوان الصوفية،ص119 :"حَيَّاهمُ الله وبيَّاهم وجمعنا في الجنة نحن وإِياهم. وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعباً ناشئاً عن الجهل بحقيقتهم؛ لكثرة المُتلبِّسين بها، بحيث قال الشيخ أبو محمد الجويني: لا يصِح الوقف عليهم لأنه لا حدَّ لهم. والصحيح صحته، وأنهم المُعرِضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة.." ثم تحدث عن تعاريف التصوف إِلى أن قال: "والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويُستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنَّا بهم".

                       جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى

قال العلامة المشهور جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه تأييد الحقيقة العليَّة،ص57: "إِن التصوف في نفسه علم شريف، وإِن مداره على اتباع السنة وترك البدع ، والتبرِّي من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها، والتسليمِ لله، والرضى به وبقضائه، وطلبِ محبته، واحتقارِ ما سواه.. وعلمتُ أيضاً أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبّهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدّى ذلك إِلى إِساءة الظن بالجميع، فوجَّه أهلُ العلم للتمييز بين الصنفين ليُعلمَ أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملتُ الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أرَ صوفياً محقِّقَاً يقول بشيء منها، وإِنما يقول بها أهل البدع والغلاةُ الذين ادَّعَوْا أنهم صوفية وليسوا منهم".

                                   ابن عابدين رحمه الله تعالى
                                     (1198-1252)هجري

تحدَّثَ خاتمة المحققين العلامة الكبير والفقيه الشهير الشيخ محمد أمين المشهور بابن عابدين، رحمه الله تعالى، عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات، من قِبل أشخاص تزيَّوْا بزِي العلم، وانتحلوا اسم الصوفية، ثم استدرك الكلام عن الصوفية الصادقين حتى لا يُظن أنه يتكلم عنهم عامة فقال: "ولا كلام لنا مع الصُدَّقِ من ساداتنا الصوفية المبرَّئين عن كل خصلة رديَّة، فقد سُئل إِمامُ الطائفتين سيدُنا الجُنَيد: إِن أقواماً يتواجدون ويتمايلون ؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإِنهم قوم قطَّعت الطريقُ أكبادَهم، ومزَّق النصبُ فؤادَهم، وضاقوا ذرعاً فلا حرج عليهم إِذا تنفسوا مداواةً لحالهم، ولو ذُقْتَ مذاقهم عذرتَهم في صياحهم.." وبمثل ما ذكره الإِمام الجنيد، أجاب العلامة النحرير ابن كمال باشا لمّا استُفتي عن ذلك حيث قال:

              ما في التَّواجُدِ إِن حقَّقْتَ من حرجٍ **ولا التمايلِ إِنْ أخلْصَتَ من بَاسِ

             فقمتَ تسعى على رِجْلٍ وحُقَّ لِمَنْ** دعاه مولاه أن يسعى على الرَّاسِ

الرخصة فيما ذكر من الأوضاع عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إِلى أحسن الأعمال، السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال، فهم لا يستمعون إِلا مِن الإِله، ولا يشتاقون إِلاَّ له ؛ إِنْ ذكروه ناحوا، وإِن شكروه باحوا، وإِن وجدوه صاحوا، وإِن شهدوه استراحوا، وإِن سرحوا في حضرات قربه ساحوا. إِذا غلب عليهم الوجد بغلباته، وشربوا من موارد إِراداته، فمنهم مَنْ طرقتْه طوارق الهيبة فخرَّ وذاب، ومنهم من برِقتْ له بوارق اللطف فتحرَّك وطاب، ومنهم من طلع عليهم الحبُّ من مطلع القرب فسكر وغاب. هذا ما عَنَّ لي في الجواب، والله أعلم بالصواب.
وأيضاً فإِن سماعهم ينتج المعارف الإِلهية، والحقائق الربانية، ولا يكون إِلا بوصف الذات العلية والمواعظ الحِكَمِيَّة، والمدائح النبوية.
ولا كلام لنا أيضاً مع من اقتدى بهم، وذاق من مشربهم، ووجد من نفسه الشوق والهيام في ذات الملك العلاَّم، بل كلامنا مع هؤلاء العوام، الفسقة اللئام.. " (الرسالة السابعة، شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل ص172ـ173 ).
*د يحيى
1 - يناير - 2008
مواقع مفيدة    كن أول من يقيّم
 
المعجزات القرآنية :
 
 
 
قصص الأنبياء :
 
 
معجم كلمات القرآن:
http://www.al-mishkat.com/words/
 
*د يحيى
1 - يناير - 2008
أنواع القراءة وعلم المقامات.    كن أول من يقيّم
 
                                                    مراتب قراءة القرآن الكريم
المرتبة الأولى : التحقيق
 القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام .
المرتبة الثانية : الترتيل
  القراءة بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام .
  القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام .
المرتبة الرابعة : التدوير
   وهو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والإسراع مع مراعاة الأحكام .
وهذه المراتب متفاوتة في الفضل، فقد اختلف العلماء في الأفضلية، فقال بعضهم :  التؤدة والطمأنينة مع قلة القراءة أكثر ثواباً، وهذا مذهب ابن عباس وابن مسعود، رضي الله عنهم، وذكر هذا القولَ غيرُهم .
وذهب فريق إلى أن كَثرة القراءة مع المحافظة على أحكام التلاوة أفضل ،وهؤلاء من أصحاب الشافعي ، واحتجّوا لذلك بحديث ابن مسعود ، رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،قال : "مَن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألف لام ميم حرف ولكنْ ألف حرف ولام حرف وميم حرف " ولقد روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله ،صلى الله عليه وسلم ،قال : "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل" أخرجه ابن خزيمة في صحيحه . وقد أمر الله تعالى به نبيّه ،صلى الله عليه وسلم ، فقال  عز وجل  "ورتل القرآن ترتيلاً " (سورة المزمل ا/4) ، وفي جامع الترمذي وغيره عن يعلى بن مالك أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فإذا هي تصف قراءته بأنها قراءة مفسّرة حرفاً حرفاً .
ضرب من الحدر قال : الزمزمة القراءة في النفس خاصة ، ولا بد في هذه الأنواع كلها من التجويد.
*علم المقامات :
http://www.qquran.com/qu.php?goto=ma
 
*د يحيى
1 - يناير - 2008
من تفسير الطبري    كن أول من يقيّم
 
                                               تفسير الطبري ( أول سورة مريم)
 
 
"قَالَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام وَعَجِبَ ... فَقَالَ أَعْجَب أَنَّهُمْ يَظُنُّونَ بِأَسْمَائِهِ وَيَعِيشُونَ فِي رِزْقه فَكَيْف يَكْفُرُونَ بِهِ فَالْأَلِف مِفْتَاح اللَّه وَاللَّام مِفْتَاح اِسْمه لَطِيف وَالْمِيم مِفْتَاح اِسْمه مَجِيد فَالْأَلِف آلَاء اللَّه وَاللَّام لُطْف اللَّه وَالْمِيم مَجْد اللَّه وَالْأَلِف سَنَة وَاللَّام ثَلَاثُونَ سَنَة وَالْمِيم أَرْبَعُونَ سَنَة . هَذَا لَفْظ اِبْن أَبِي حَاتِم وَنَحْوه رَوَاهُ اِبْن جَرِير ثُمَّ شَرَعَ يُوَجِّه كُلّ وَاحِد مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَال وَيُوَفِّق بَيْنهَا وَأَنَّهُ لَا مُنَافَاة بَيْن كُلّ وَاحِد مِنْهَا وَبَيْن الْآخَر وَأَنَّ الْجَمْع مُمْكِن فَهِيَ أَسْمَاءٌ لِلسُّوَرِ وَمِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى يَفْتَتِح بِهَا السُّوَر فَكُلّ حَرْف مِنْهَا دَلَّ عَلَى اِسْم مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَة مِنْ صِفَاته كَمَا اِفْتَتَحَ سُوَرًا كَثِيرَة بِتَحْمِيدِهِ وَتَسْبِيحه وَتَعْظِيمه قَالَ وَلَا مَانِع مِنْ دَلَالَة الْحَرْف مِنْهَا عَلَى اِسْم مِنْ أَسْمَاء اللَّه وَعَلَى صِفَة مِنْ صِفَاته وَعَلَى مُدَّة وَغَيْر ذَلِكَ كَمَا ذَكَرَهُ الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة ؛لِأَنَّ الْكَلِمَة الْوَاحِدَة تُطْلَق عَلَى مَعَانٍ كَثِيرَة كَلَفْظَةِ الْأُمَّة فَإِنَّهَا تُطْلَق وَيُرَاد بِهِ الدِّين كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة " وَتُطْلَق وَيُرَاد بِهَا الرَّجُل الْمُطِيع لِلَّهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّ إِبْرَاهِيم كَانَ أُمَّة قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ " وَتُطْلَق وَيُرَاد بِهَا الْجَمَاعَة كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّة مِنْ النَّاس يَسْقُونَ " وَقَوْله تَعَالَى " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّة رَسُولًا " وَتُطْلَق وَيُرَاد بِهَا الْحِين مِنْ الدَّهْر كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْد أُمَّة " أَيْ بَعْد حِين عَلَى أَصَحّ الْقَوْلَيْنِ قَالَ فَكَذَلِكَ هَذَا."
 
موقع مفيد إن شاء الله تعالى:
http://www.islamstory.com/Default.aspx
*د يحيى
2 - يناير - 2008
المناسبة    كن أول من يقيّم
 
                                                              المناسَبة
 
قوله تعالى : " النبيُّ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجُه أمهاتُهم" ( الأحزاب33/ من6).
           قبل نزول هذه الآية كان سيدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه يتحرّج من الصلاة على المَدِين إذا مات ولم يتركْ وفاءً لِدَينه . ( سُنَن النَّسائي للسّيوطي 4/66،67 المجلد الثاني).
           ولمّا نزَلت هذه الآية صار ،صلى الله عليه وسلّم، يتحمّل ديونَ الموتى الفقراء ويَكفُلُ اليتامى الضائعين قال ، عليه الصلاة والسلام : " ما من مؤمن إلا وأنا أَوْلَى الناسِ به في الدّنيا والآخرة. اِقرؤوا إن شئتم:" النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم " فأيُّما مؤمنٍ تَرَكَ مالاً فَلْتَرِثْهُ عُصبتُه مَن كانوا ، مَن ترك دَيناً أو ضياعاً فَلْيأتِني فأنا مولاه".
 
قوله تعالى : " ..غافرِ الذنْبِ وقلبِلِ التَّوب "( غافر40/3).
          كان سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه يرى أنّ التوبة ماحيةٌ لجميع الذنوب بما فيها القتلُ، فقد قال رجل له : يا أمير المؤمنين إنّي قتلتُ فهل لي مِن توبة ؟ فقرأ عليه عثمان مِن أول سورة غافِر: "حم* تنزيلُ الكتابِ من الله العزيزِ العليم * غافرِ الذنبِ وقابلِ التّوبِ شديدِ العِقاب..." ثم قال له: اِعمَلْ ولا تيْئَسَنَّ .( موسوعة فقه عثمان ، ص111).
        إنّ مِن سُنَن القرآن الكريم الجمعَ بين الوعد والوعيد ؛ لِيظلّ الإنسانُ محكوماً بمشاعر الخوف والرجاء: " اعلموا أنّ الله شديدُ العِقاب وأنّ الله غفورٌ رحيم " ( المائدة5/98).
فائدة : الهمزة المسبوقة بياء ساكنة تكتب على نَبْرة ؛ كما رأيت : " اعمَلْ ولا تيْئسنّ"، وهكذا ( الشاعر الحُطيْئة ، وخطيْئة.....) .
 
مصحف عبد البا سط ، قراءة حفص عن عاصم :
 
        http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=203
*د يحيى
2 - يناير - 2008
من ذريتي    كن أول من يقيّم
 
124" وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمّهنّ قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومِن ذُرِّيَّتي قال لا
          ينال عهدي الظالمين".
 
    " من ذُرّيّتي " : متعلقان بصفة لموصوف محذوف هو مفعول أوّل، والمفعول الثاني والعامل
                         محذوفان ، والتقدير: اِجعَلْ فريقاً كائناً من ذُرّيّتي إماماً .
      تنبيه : إعراب " عهدي" : فاعل . وقُرىء " الظالمون" ، على العكس؛ والمعنيان متقاربان؛
              لأنّ كلّ ما نِلْتَه فقد نالَكَ .
 
126 " وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعلْ هذا بلداً آمِناً وارْزُقْ أهلَه من الثمرات مَن آمَن منهم بالله ...".
 
         " منهم " : متعلقان بحال محذوفة من الضمير في " آمَنَ" .
 
128 " ربَّنا واجعلْنا مسلمَيْنِ لك ومِن ذُرِّيتِنا أمّةً مسلمةً لك وأرِنا مناسكنا وتُبْ علينا ...".
 
         " مِن ذُرّيتنا" : متعلقان بصفة لموصوف محذوف هو مفعول أوّل ، والتقدير: اجعلْ فريقاً
                           كائناً من ذرّيّتنا أمة مسلمة . و" أمة" مفعول ثان للفعل المقدر.
 
130 " .... ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لَمِن الصالحين".
 
         " في الآخرة" : يتعلَّقَ بقولِه " الصالحين " وإنْ كانت أل موصولةً في( الصالحين)؛ لأنه يُغْتفر في شبه الجملة ما لا يُغْتَفَرُ في غيرِها اتِّساعاً . " من الصالحين" : متعلقان بخبر" إنّ" المحذوف ، واللام في " لَمِن الصالحين" هي لام التوكيد.
 
133 " أم كنتم شهداء إذ حضريعقوبَ الموتُ إذ قال لِبَنيه ماتعبُدون مِن بعدي...".
 
         " إذْ" : ظرف متعلق بِ " شُهَداء" . " إذْ" الأخرى : بدل من الأولى ، والعامل فيها العاملُ
          في " إذْ" لا على نيّة تكرار العامل ، أو عامل مضمر إنْ قلنا بذلك.
 
                                                                     توضيح
قال المفسِّر العلامة الشنقيطي- رحمه الله-:
        قوله تعالى: "فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ" الآية. هذه الآية تدل على أنّ هذه النار كانت معروفة عندهم، بدليل أل العهدية، وقد قال تعالى في سورة التحريم: "قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"، فتنكير النار هنا يدل على أنها لم تكن معروفة عندهم بهذه الصفات.
 ووجه الجمع أنهم لم يكونوا يعلمون أن من صفاتها كون الناس والحجارة وَقوداً لها فنزلت آية التحريم فعرَفوا منها ذلك من صفات النار، ثم لمّا كانت معروفة عندهم نزَلت آية البقرة، فعرفت فيها النار بأل العهدية ؛لأنها معهودة عندهم في آية التحريم، ذكر هذا الجمعَ البيضاوى والخطيب في تفسيريهما وزعما أنّ آية التحريم نزلت بمكة وظاهر القرآن يدل على هذا الجمع لأن تعريف النار هنا بأل العهدية يدل على عهد سابق والموصول وصلته دليل على العهد وعدم قصد الجنس ولا ينافي ذلك أن سورة التحريم مدنية وأن الظاهرنزولها بعد البقرة، كما روي عن ابن عباس لجواز كون الآية مكية في سورة مدنية كالعكس.
*د يحيى
2 - يناير - 2008
تعريفات موجزة.    كن أول من يقيّم
 
                                                    تعريف القراءات

القراءات جمع قراءة، وهي في الأصل مصدر قرأ، يقال: قرأ فلان يقرأ قراءة.
وفي الإصطلاح: علم بكيفية أداء كلمات القرآن، واختلافها، منسوبة لناقلها .
ومن المصطلحات المتعلقة بهذا المصطلح، إطلاقهم كلمة ( قراءة ) على ما يُنسب إلى إمام من أئمة القراءات، وكلمة ( رواية ) على ما ينسب إلى الآخذ عن هذا الإمام، وكلمة ( طريق ) على ما ينسب للآخذ عن الراوي، وكلمة ( اختيار ) على ما يختاره القارئ لنفسه من القراءات، يؤثرها على غيرها، ويداوم عليها، ويلتزم الإقراء بها، ويُشتهر الأخذ بها عنه، فيُعرف بها، وتُعرف به .

                                                تعريف الحرف القرآني

الحرف في الأصل اللغوي: طرف الشي وحده الذي ينتهي إليه، ومنه قيل لأعلى الجبل: حرف. ومنه قوله تعالى: " ومن الناس من يعبد الله على حرف " (الحج/11)؛ أي: على طرف الدين، وهذا علامة على القلق وعدم الثبات .
وهذا المصطلح مستفاد من قوله عليه الصلاة والسلام: ( إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف ) رواه البخاري و مسلم . ومعنى الحرف في الحديث على أصح الأقوال: وجه من وجوه اللغة، وعلى هذا يكون معنى الحديث: نزل القرآن على سبع لغات من لغات العرب.

                                             تعريف العرضة الأخيرة

يُقصد بهذا المصطلح آخر قراءة أقرأها جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي القراءة المثبتة في المصاحف اليوم .

                                          تعريف الرسم العثماني

يُعبر بهذا المصطلح عن المصاحف التي نسخها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وهي المصاحف التي أرسلها إلى الأقطار الإسلامية، وكانت مجردة من النقاط والشكل، محتملة لما تواترت قرآنيته واستقر في العرضة الأخيرة، ولم تنسخ تلاوته.

                                      تعريف القراءة المتواترة

التواتر لغة: التتابع، تقول: الأمر مازال على وتيرة واحدة، أي: على صفة واحدة مطردة، والوتيرة: المداومة على الشيء، وهو مأخوذ من التواتر والتتابع .
والقراءة المتواترة اصطلاحًا: هي القراءة التي رواها جَمْعٌ عن جَمْع، يستحيل تواطؤهم على الكذب، وكانت موافقة للرسم العثماني، ووافقت العربية ولو بوجه من وجوه اللغة. ويدخل في هذا النوع قراءات الأئمة السبعة المتواترة .

                                          تعريف القراءة المشهورة

الشهرة وضوح الأمر وظهوره . وهي في الاصطلاح: القراءة التي صح سندها، وبلغت مبلغ الشهرة، ووافقت العربية ولو بوجه من وجوهها، ووافقت الرسم العثماني، إلا أنها لم تبلغ درجة التواتر. ويدخل في هذا النوع القراءات القرآنية غير السبع، على خلاف بين العلماء في ذلك .

                                       تعريف القراءة التفسيرية

هي ما زيد في القراءات على وجه التفسير والتبيين، كقراءة سعد بن أبي وقاص : "وله أخ أو أخت " (النساء/12) بزيادة لفظ ( من أمه ) ومثل هذا كثير في كتب التفسير، وليس هذا من القرآن، بل هو تفسير من الصحابي للآية لبيان معناها، لا لغرض التعبد بتلاوتها، ثم نُقلت عنه كما فسرها؛ وأُطلق عليها قراءة من باب التجوز، وليس على سبيل الحقيقة .

                                              تعريف القراءة الشاذة

الشذوذ في اللغة: مصدر شذ يشذ شذوذًا، أي: انفرد، وشذَّ الرجل عن أصحابه، تنحى جانباً وانفرد عنهم؛ وكل شيء منفرد فهو شاذ .أما في الاصطلاح، فهي في أرجح الأقوال: كل قراءة خالفت الرسم العثماني، ولو صحَّ سندها، ووافقت العربية. ويُمَثَّل لهذا النوع من القراءات بقراءة ابن مسعود رضي الله عنه لقوله تعالى: " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " (المائدة/ 38) إذ قرأ بدل: " أيديهما ": ( أَيْمانهما ) وقراءته أيضًا لقوله تعالى: " فصيام ثلاثة أيام " (المائدة/89) بزيادة ( متتابعات ) وقراءة عائشة رضي الله عنها لقوله تعالى: " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " (البقرة/238) إذ قرأت الآية: ( والوسطى صلاة العصر ) وكقراءة ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى: " وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " (الكهف/79) حيث قرأها: ( وكان أمامهم ملك...) .قال ابن الجزَري ، بعد أن ذكر هذه الأمثلة: " فهذه القراءة تسمى اليوم شاذة؛ لكونها شذت عن رسم المصحف المجمع عليه، وإن كان إسنادها صحيحًا..". ويشار هنا إلى أن للعلماء تعريفات أُخر في بيان القراءة الشاذة، تُنظر في كتب القراءات؛ على أن بعض الأمثلة السابقة، يعدها بعض العلماء من القراءة التفسيرية .
 
جزى الله خيراً كاتبها وقارئها وموصلها. آمين.


*د يحيى
3 - يناير - 2008
 1  2  3  4  5